← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30
اَلأَصْحَاحُ الرابع وَالأَرْبَعُونَ
(1) عبادتهم للأوثان (ع1-10)
(2) عقاب الله لخطاياهم (ع11-14)
(3) الإصرار على عبادة الأوثان (ع15-19)
(4) تأكيد العقاب الإلهي (ع20-30)
1 اَلْكَلِمَةُ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ جِهَةِ كُلِّ الْيَهُودِ السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، السَّاكِنِينَ فِي مَجْدَلَ وَفِي تَحْفَنْحِيسَ، وَفِي نُوفَ وَفِي أَرْضِ فَتْرُوسَ قَائِلَةً: 2 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبْتُهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ، وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا، فَهَا هِيَ خَرِبَةٌ هذَا الْيَوْمَ وَلَيْسَ فِيهَا سَاكِنٌ، 3 مِنْ أَجْلِ شَرِّهِمِ الَّذِي فَعَلُوهُ لِيُغِيظُونِي، إِذْ ذَهَبُوا لِيُبَخِّرُوا وَيَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلاَ أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ. 4 فَأَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّرًا وَمُرْسِلًا قَائِلًا: لاَ تَفْعَلُوا أَمْرَ هذَا الرِّجْسِ الَّذِي أَبْغَضْتُهُ. 5 فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلاَ أَمَالُوا أُذْنَهُمْ لِيَرْجِعُوا عَنْ شَرِّهِمْ فَلاَ يُبَخِّرُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى. 6 فَانْسَكَبَ غَيْظِي وَغَضَبِي، وَاشْتَعَلاَ في مُدُنِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ، فَصَارَتْ خَرِبَةً مُقْفِرَةً كَهذَا الْيَوْمِ. 7 فَالآنَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ، إِلهُ إِسْرَائِيلَ: لِمَاذَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ شَرًّا عَظِيمًا ضِدَّ أَنْفُسِكُمْ لانْقِرَاضِكُمْ رِجَالًا وَنِسَاءً أَطْفَالًا وَرُضَّعًا مِنْ وَسْطِ يَهُوذَا وَلاَ تَبْقَى لَكُمْ بَقِيَّةٌ؟ 8 لإِغَاظَتِي بِأَعْمَالِ أَيَادِيكُمْ، إِذْ تُبَخِّرُونَ لآلِهَةٍ أُخْرَى فِي أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي أَتَيْتُمْ إِلَيْهَا لِتَتَغَرَّبُوا فِيهَا، لِكَيْ تَنْقَرِضُوا وَلِكَيْ تَصِيرُوا لَعْنَةً وَعَارًا بَيْنَ كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ. 9 هَلْ نَسِيتُمْ شُرُورَ آبَائِكُمْ وَشُرُورَ مُلُوكِ يَهُوذَا وَشُرُورَ نِسَائِهِمْ، وَشُرُورَكُمْ وَشُرُورَ نِسَائِكُمُ الَّتِي فُعِلَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ؟ 10 لَمْ يُذَلُّوا إِلَى هذَا الْيَوْمِ، وَلاَ خَافُوا وَلاَ سَلَكُوا فِي شَرِيعَتِي وَفَرَائِضِي الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ وَأَمَامَ آبَائِكُمْ.
ع1:
مجدل: مدينة تقع شمال شرق مصر نواحى السويس (خر14: 2)، (عد33: 7).تحفنحيس : تقع غرب القنطرة وتبعد عنها 10 أميال وكان فيها قصر للملك.
نوف : مدينة تقع جنوب القاهرة حوالي 12 ميل وكانت عاصمة لمصر في بعض الوقت.
فتروس : هي طيبة أي الأقصر الحالية وكانت عاصمة لمصر بعض الوقت.
يفهم من هذه الآية أن اليهود الذين هربوا من مملكة يهوذا انتشروا في مصر من شمالها إلى جنوبها، وفى آخر هجرة حملوا إرميا معهم، وكانت كلمة الله له موجهة لليهود المنتشرين في بلاد مصر كلها وخاصة البلاد المذكورة هنا.
ع2: يتكلم الله بقوة معلنًا اسمه أنه رب الجنود أي الإله القادر على كل شيء الذي أدب شعبه في أورشليم وكل مملكة يهوذا بتدمير مدنهم وقتل الكثيرين منهم، وأصبحت المدن خربة لا يسكنها أحد.
ع3: سبب هذا التأديب هو عبادة الشعب للأوثان لآلهة لم يعرفوها لا هم ولا آبائهم بل هي آلهة الشعوب المحيطة بهم.
ع4: الرجس: الشر والقذارة التي يكرهها الله.
الله في طول آناته أرسل أنبياء كثيرين من أيام موسى حتى إرميا يعلمونهم عبادة الله والابتعاد عن عبادة الآلهة الغريبة، التي هي نجاسة وشر يبغضه الله جدًا.
ع5: للأسف لم يسمع الشعب لكلام الأنبياء وأصروا على عبادة الأوثان.
ع6: ومن أجل هذه الشرور أدبهم الله بتخريب مدنهم.
ع7: يحذرهم الله من أجل استمرارهم في عبادة الأوثان التي ستؤدى إلى فنائهم كبارًا أو صغارًا. وقد حدث هذا فعلًا فمات اليهود الذين في مصر ولم يبق إلا عدد قليل استطاعوا العودة إلى مملكة يهوذا.
ع8: استكمل اليهود شرورهم بعبادة الأوثان في مصر في تحدٍ لله وإغاظة له، والنتيجة أنه سيؤدبهم فينقرضوا كشعب، أي يصيروا شعبًا ضعيفًا جدًا حتى يكونوا مثالًا للعار والخزى بين الشعوب، إذ أتت عليهم لعنة إلههم الذي أغضبوه.
ع9: يذكرهم الله بشرور آبائهم وخطايا ملوكهم وزوجاتهم مثل ازابيل زوجة آخاب، وزوجات سليمان اللاتي أملن قلبه عن عبادة الله، وشرور كل الشعوب وكيف كان تأديبهم الإلهي بتخريب مدنهم وقتل الكثيرين منهم.
ع10: كان من الطبيعي أمام التأديب الإلهي أن يتذلل الشعب في توبة ويخافوا الله، فينالوا مراحمه ولكنهم للأسف استمروا في عبادة الأوثان، بل تزايدوا فيها عندما جاءوا إلى مصر المملوءة بالآلهة الوثنية، ولم يرجع أحد إلى شريعة الله وعبادته.
†
تذكر كم صنعت بك خطاياك القديمة وأتعبتك وأبعدتك عن الله حتى تحترس اليوم من مصادر الشر التي تسقطك في الخطية فتبتعد عنها وإن سقطت تتوب سريعًا وترجع إلى الله وتتمتع بغفرانه وحبه ورعايته.
11 «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أَجْعَلُ وَجْهِي عَلَيْكُمْ لِلشَّرِّ، وَلأَقْرِضَ كُلَّ يَهُوذَا. 12 وَآخُذُ بَقِيَّةَ يَهُوذَا الَّذِينَ جَعَلُوا وُجُوهَهُمْ لِلدُّخُولِ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لِيَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ، فَيَفْنَوْنَ كُلُّهُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ. يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ. يَفْنَوْنَ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ. يَمُوتُونَ وَيَصِيرُونَ حَلْفًا وَدَهَشًا وَلَعْنَةً وَعَارًا. 13 وَأُعَاقِبُ الَّذِينَ يَسْكُنُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، كَمَا عَاقَبْتُ أُورُشَلِيمَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ. 14 وَلاَ يَكُونُ نَاجٍ وَلاَ بَاق لِبَقِيَّةِ يَهُوذَا الآتِينَ لِيَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، لِيَرْجِعُوا إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا الَّتِي يَشْتَاقُونَ إِلَى الرُّجُوعِ لأَجْلِ السَّكَنِ فِيهَا، لأَنَّهُ لاَ يَرْجعُ مِنْهُمْ إِلاَّ الْمُنْفَلِتُونَ».
ع11:
يعلن الله قراره بإبادة شعبه فيرون وجه الله الغاضب عليهم فيسمح بقتلهم لأجل خطاياهم.
ع12: حلفًا: يصيرون مثالًا للتأديب الإلهي ويحلف الناس مستشهدين بما حدث لهم. أي يصيروا عبرة أمام كل الشعوب.
دهشًا : يتعجب الناس من قسوة التأديب التي حدثت لهم لكثرة شرورهم.
يصيب التأديب الإلهي المهاجرين إلى مصر أي البقية من اليهود الذين بقوا بعد السبي البابلي وطلبوا الحماية بمجيئهم إلى مصر بدلًا من طاعة الله والاتكال عليه والبقاء في بلادهم كما قال لهم إرميا فيبيدهم الله بشكل واضح فيصيرون أمام كل الشعوب مثالًا للتأديب الإلهي نتيجة تمردهم عصيانهم.
ع13: يحل العقاب الإلهي لليهود العابدين الأوثان في مصر كما حل على اليهود عابدى الأوثان في أورشليم ومملكة يهوذا بهجوم بابل عليهم، كما هجمت بابل على أورشليم تهجم أيضًا على مصر.
ع14: يفنى اليهود المهاجرين إلى مصر ولا يرجعون إلى بلادهم إلا عددًا قليلًا استطاع أن يهرب، وقد أبقى الله على هذه البقية لعلها تتوب وتعبده.
†
الله في حنانه يطيل أناته عليك ويعطيك فرصة للتوبة وإن سمح بضيقات وتعطل بعض الأمور في حياتك ولكن ما زال لك قوة لترجع إليه فتحيا نفسك وتتمتع بعشرته.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 فَأَجَابَ إِرْمِيَا كُلُّ الرِّجَالِ الَّذِينَ عَرَفُوا أَنَّ نِسَاءَهُمْ يُبَخِّرْنَ لآلِهَةٍ أُخْرَى، وَكُلُّ النِّسَاءِ الْوَاقِفَاتِ، مَحْفَلٌ كَبِيرٌ، وَكُلُّ الشَّعْبِ السَّاكِنِ فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي فَتْرُوسَ قَائِلِينَ: 16 «إِنَّنَا لاَ نَسْمَعُ لَكَ الْكَلِمَةَ الَّتِي كَلَّمْتَنَا بِهَا بِاسْمِ الرَّبِّ، 17 بَلْ سَنَعْمَلُ كُلَّ أَمْرٍ خَرَجَ مِنْ فَمِنَا، فَنُبَخِّرُ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ، وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ. كَمَا فَعَلْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا وَمُلُوكُنَا وَرُؤَسَاؤُنَا فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ، فَشَبِعْنَا خُبْزًا وَكُنَّا بِخَيْرٍ وَلَمْ نَرَ شَرًّا. 18 وَلكِنْ مِنْ حِينَ كَفَفْنَا عَنِ التَّبْخِيرِ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَسَكْبِ سَكَائِبَ لَهَا، احْتَجْنَا إِلَى كُلّ، وَفَنِينَا بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ. 19 وَإِذْ كُنَّا نُبَخِّرُ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ، فَهَلْ بِدُونِ رِجَالِنَا كُنَّا نَصْنَعُ لَهَا كَعْكًا لِنَعْبُدَهَا وَنَسْكُبُ لَهَا السَّكَائِبَ؟»
ع15:
كان إرميا يتكلم مع اليهود الساكنين في فتروس أي الأقصر حاليًا ويدعوهم للتوبة والرجوع إلى الله كما هو واضح في الآيات السابقة من هذا الإصحاح ولكن كان الرد غريبًا من الرجال والنساء الذين كانوا مجتمعين حول إرميا في محفل كبير لسماع صوت الله.
ع16: رفض الكل سماع كلام الله على فم إرميا في تحدٍ واضح لله وعصيان كامل.
ع17: أعلنوا أنهم سيستمرون في عبادة آلهة السموات وهي إما عشتاروث آلهة الأشوريين أو بعل أو أية آلهة يتخذونها من السموات مثل الشمس والقمر والنجوم والعواصف... وكان دليلهم ومشجعهم على عبادتها هو ما ظنوه من راحة وخير أثناء عبادتهم لها في مملكة يهوذا إذ نسبوا خيرهم لعبادة آلهة السماء وليس لله الذي يطيل آناته عليهم. وهذا يبين مدى التمرد والإصرار على الشر.
†
إن كنت قد ضعفت وأخطأت فارجع إلى الله لأنه حنون ورحيم ولكن لا تبرر خطاياك فتصر عليها وتتحدى الله، فمن أنت حتى تقف أمام الله وتعصاه؟!! أعتذر له ولمن حولك باتضاع فتستعيد بنوتك له.
ع18: سكائب: كانوا يسكبون الخمر والزيت إرضاء للآلهة.
احتجنا إلى كلٍ : احتجنا إلى كل الاحتياجات المادية أي أصبحنا في فقر.
نسبوا الخير لعبادة آلهة السماء ونسبوا الفقر إلى عدم عبادتهم مع أن الحقيقة أن الخير كان من طول أناة الله عليهم، والفقر كان تأديب إلهي ليعودوا إليه. وهكذا لابتعادهم عن الله لم يفهموا مقاصده واستمروا بعناد في شرورهم.
ع19: أعلنت النساء أن عبادتهن لآلهة السموات بعمل كعك وسكب سكائب كان بموافقة بل ومساعدة رجالهن أي أن الكل رجالًا ونساءًا مصرين على عبادة الأوثان.
20 فَكَلَّمَ إِرْمِيَا كُلَّ الشَّعْبِ، الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَكُلَّ الشَّعْبِ الَّذِينَ جَاوَبُوهُ بِهذَا الْكَلاَمِ قَائِلًا: 21 «أَلَيْسَ الْبَخُورُ الَّذِي بَخَّرْتُمُوهُ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَفِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ، أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ وَمُلُوكُكُمْ وَرُؤَسَاؤُكُمْ وَشَعْبُ الأَرْضِ، هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الرَّبُّ وَصَعِدَ عَلَى قَلْبِهِ. 22 وَلَمْ يَسْتَطِعِ الرَّبُّ أَنْ يَحْتَمِلَ بَعْدُ مِنْ أَجْلِ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ، مِنْ أَجْلِ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي فَعَلْتُمْ، فَصَارَتْ أَرْضُكُمْ خَرِبَةً وَدَهَشًا وَلَعْنَةً بِلاَ سَاكِنٍ كَهذَا الْيَوْمِ. 23 مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ قَدْ بَخَّرْتُمْ وَأَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ، وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ، وَلَمْ تَسْلُكُوا فِي شَرِيعَتِهِ وَفَرَائِضِهِ وَشَهَادَاتِهِ مِنْ أَجِلِ ذلِكُمْ قَدْ أَصَابَكُمْ هذَا الشَّرُّ كَهذَا الْيَوْمِ». 24 ثُمَّ قَالَ إِرْمِيَا لِكُلِّ الشَّعْبِ وَلِكُلِّ النِّسَاءِ: «اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا الَّذِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. 25 هكَذَا تَكَلَّمَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: أَنْتُمْ وَنِسَاؤُكُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِفَمِكُمْ وَأَكْمَلْتُمْ بِأَيَادِيكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نُتَمِّمُ نُذُورَنَا الَّتِي نَذَرْنَاهَا، أَنْ نُبَخِّرَ لِمَلِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَنَسْكُبُ لَهَا سَكَائِبَ، فَإِنَّهُنَّ يُقِمْنَ نُذُورَكُمْ، وَيُتَمِّمْنَ نُذُورَكُمْ. 26 لِذلِكَ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا جَمِيعَ يَهُوذَا السَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: هأَنَذَا قَدْ حَلَفْتُ بِاسْمِي الْعَظِيمِ، قَالَ الرَّبُّ، إِنَّ اسْمِي لَنْ يُسَمَّى بَعْدُ بِفَمِ إِنْسَانٍ مَا مِنْ يَهُوذَا فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ قَائِلًا: حَيٌّ السَّيِّدُ الرَّبُّ. 27 هأَنَذَا أَسْهَرُ عَلَيْهِمْ لِلشَّرِّ لاَ لِلْخَيْرِ، فَيَفْنَى كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا الَّذِينَ فِي أَرْضِ مِصْرَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ حَتَّى يَتَلاَشَوْا. 28 وَالنَّاجُونَ مِنَ السَّيْفِ يَرْجِعُونَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا نَفَرًا قَلِيلًا، فَيَعْلَمُ كُلُّ بَقِيَّةِ يَهُوذَا الَّذِينَ أَتُوْا إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لِيَتَغَرَّبُوا فِيهَا، كَلِمَةَ أَيِّنَا تَقُومُ. 29 «وَهذِهِ هِيَ الْعَلاَمَةُ لَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنِّي أُعَاقِبُكُمْ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، لِتَعْلَمُوا أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَقُومَ كَلاَمِي عَلَيْكُمْ لِلشَّرِّ. 30 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَدْفَعُ فِرْعَوْنَ حَفْرَعَ مَلِكَ مِصْرَ لِيَدِ أَعْدَائِهِ وَلِيَدِ طَالِبِي نَفْسِهِ، كَمَا دَفَعْتُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا لِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ عَدُوِّهِ وَطَالِبِ نَفْسِهِ».
ع20:
أطال الله أناته على الشعب المتمرد فأرسل لهم كلامه ثانية على فم إرميا.
ع21:
ذكرهم إرميا بشرورهم في التبخير للأوثان في أورشليم وبلاد يهوذا مما أغاظ الله وضايقه جدًا، لأنه خرج من الشعب كله والملوك والرؤساء.
ع22: لم يستطع الله أن يصبر أكثر من هذا على شرورهم إذ لم يجد فيهم ميل للتوبة، فأدبهم بتخريب أورشليم وبلاد يهوذا. فيوضح هنا إرميا أن الفقر والخراب كان بسبب خطاياهم في حق الله وليس لابتعادهم عن عبادة آلهة السماء كما ظنوا.
ع23: يؤكد أن سبب العار والذل الذي صاروا فيه هو خطاياهم في حق الله بتبخيرهم للأوثان.
ع24، 25: قال لهم إرميا كلام الله وعقابه الآتي عليهم بسبب تبخيرهم لآلهة السموات وتقديم نذور لها كل هذا يؤكد إيمانهم بها وليس بالله.
ع26: بسبب شرورهم سيمنع الله ذكر اسمه بأفواه اليهود الأشرار لأنهم يذكرون اسمه وفى نفس الوقت يعبدون الأوثان التي هي ضده فسيسمح بقتلهم على يد بابل لأجل إصرارهم على الشر.
ع27: يقرر الله أنه سيبيد شعبه فيموتون بسيف ملك بابل ومن لا يموتون بالسيف سيموتون بالجوع عكس ما تخيلوا من وجود خيرات لهم في مصر.
†
لا تظن أن راحتك في طموحاتك المادية لأنها غير مضمونة ومتقلبة وزائلة، ولكن أطلب أولًا أن تحيا مع الله وتستعيد سلامك وتتمتع بفرح على الأرض ثم في السماء.
ع28: كلمة أينا تقوم: كلمة أيًا منا تقوم، هل كلمة الله أم كلمة اليهود.
عندما يهجم ملك بابل على مصر ويقتل الكثيرين من المصريين ومعهم اليهود سيظهر كلام من هو الصحيح أكلام الله الذي نفذ كلامه وعاقبهم بقتل أكثرهم ولم يفلت إلا القليلون الذين عادوا إلى بلادهم أم كلمة شعبه المتمرد الذين يظنون أنهم في حماية آلهة السموات ويتمتعون بحماية وخير مصر. أي أن الأحداث ستثبت أن كلام الله هو الصحيح وليس كلام المتمردين عبدة الأوثان.
ع29، 30: أعطى الله علامة على تنفيذ كلامه بموت معظم شعبه الذين أتوا إلى مصر بأن فرعون مصر واسمه حفرع سيموت بيد ملك بابل وقد حدث هذا فعلًا لأن حفرع هذا من الأسرة السادسة والعشرين فهو الملك الرابع منها وقد مات عام 546 ق.م. فهذه علامة واضحة أن ملك بابل الذي قبض على صدقيا ملك يهوذا سيقتل حفرع ملك مصر.
← تفاسير أصحاحات إرمياء: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48 | 49 | 50 | 51 | 52
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أرميا 45 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أرميا 43 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/jeremiah/chapter-44.html
تقصير الرابط:
tak.la/qz265sn