← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30
اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ
(1) التبرع للهيكل (ع1-9)
(2) صلاة داود (ع10-20)
(3) تقديم الذبائح وتمليك سليمان (ع21-25)
(4) وفاة داود (ع26-30)
1 وَقَالَ دَاوُدُ الْمَلِكُ لِكُلِّ الْمَجْمَعِ: «إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنِي الَّذِي وَحْدَهُ اخْتَارَهُ اللهُ، إِنَّمَا هُوَ صَغِيرٌ وَغَضٌّ، وَالْعَمَلُ عَظِيمٌ لأَنَّ الْهَيْكَلَ لَيْسَ لإِنْسَانٍ بَلْ لِلرَّبِّ الإِلهِ. 2 وَأَنَا بِكُلِّ قُوَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ إِلهِيَ: الذَّهَبَ لِمَا هُوَ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْفِضَّةَ لِمَا هُوَ مِنْ فِضَّةٍ، وَالنُّحَاسَ لِمَا هُوَ مِنْ نُحَاسٍ، وَالْحَدِيدَ لِمَا هُوَ مِنْ حَدِيدٍ، وَالْخَشَبَ لِمَا هُوَ مِنْ خَشَبٍ، وَحِجَارَةَ الْجَزَعِ، وَحِجَارَةً لِلتَّرْصِيعِ، وَحِجَارَةً كَحْلاَءَ وَرَقْمَاءَ، وَكُلَّ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، وَحِجَارَةَ الرُّخَامِ بِكَثْرَةٍ. 3 وَأَيْضًا لأَنِّي قَدْ سُرِرْتُ بِبَيْتِ إِلهِي، لِي خَاصَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ قَدْ دَفَعْتُهَا لِبَيْتِ إِلهِي فَوْقَ جَمِيعِ مَا هَيَّأْتُهُ لِبَيْتِ الْقُدْسِ: 4 ثَلاَثَةَ آلاَفِ وَزْنَةِ ذَهَبٍ مِنْ ذَهَبِ أُوفِيرَ، وَسَبْعَةَ آلاَفِ وَزْنَةِ فِضَّةٍ مُصَفَّاةٍ، لأَجْلِ تَغْشِيَةِ حِيطَانِ الْبُيُوتِ. 5 الذَّهَبُ لِلذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ لِلْفِضَّةِ وَلِكُلِّ عَمَل بِيَدِ أَرْبَابِ الصَّنَائِعِ. فَمَنْ يَنْتَدِبُ الْيَوْمَ لِمِلْءِ يَدِهِ لِلرَّبِّ؟» 6 فَانْتَدَبَ رُؤَسَاءُ الآبَاءِ وَرُؤَسَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ وَرُؤَسَاءُ الأُلُوفِ وَالْمِئَاتِ وَرُؤَسَاءُ أَشْغَالِ الْمَلِكِ، 7 وَأَعْطَوْا لِخِدْمَةِ بَيْتِ اللهِ خَمْسَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ وَعَشَرَةَ آلاَفِ دِرْهَمٍ مِنَ الذَّهَبِ، وَعَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ، وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ النُّحَاسِ، وَمِئَةَ أَلْفِ وَزْنَةٍ مِنَ الْحَدِيدِ. 8 وَمَنْ وُجِدَ عِنْدَهُ حِجَارَةٌ أَعْطَاهَا لِخَزِينَةِ بَيْتِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ يَحِيئِيلَ الْجَرْشُونِيِّ. 9 وَفَرِحَ الشَّعْبُ بِانْتِدَابِهِمْ، لأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِل انْتَدَبُوا لِلرَّبِّ. وَدَاوُدُ الْمَلِكُ أَيْضًا فَرِحَ فَرَحًا عَظِيمًا.
ع1:
استكمل داود كلامه مع رؤساء شعبه، الذين جمعهم في (1 أخ 28: 1) وأظهر لهم أنه بسبب صغر سن سليمان، الذي اختاره الله وحده من بين كل أخوته ملكًا بعده على شعبه، وكذلك أمر الله بأن سليمان هو الذي سيبنى هيكل الله وأن الهيكل هو لله وليس لإنسان، أي أنه عظيم جدًا ولا يقوى على بنائه أي إنسان، إلا بمعونة الله؛ لذا فقد أعد كل ما يستطيع إعداده لهذا الهيكل كما سيظهر في (ع2).
ع2:
حجارة الجزع: حجر كريم تظهر فيه ألوان في خطوط متوازية.الترصيع: التزيين.
حجارة كحلاء: شديدة السواد، أو بيضاء فيها أجزاء شديدة السواد.
رقماء: بيضاء بها بقع سوداء.
ذكر هنا داود أنواع المواد التي أعدها لبناء هيكل الرب، فتحوى كل ما هو ثمين، سواء الذهب، أو الفضة، أو الأحجار الكريمة، وهذا يبين مدى محبة وتعظيم داود لله، وأنه أعد بكل طاقته كل ما أستطاع، إذ يقول "بكل قوتى"، فمن يعطى الله بكل طاقته ينال بركة فوق ما يتخيل.
أوفير: منطقة في جنوب شبه الجزيرة العربية، تتميز بمناجم الذهب النقى وهي اليمن الحالية.
وزنة: لها عدة أوزان تتراوح بين 20-40 كجم.
بالإضافة إلى ما أعده داود لبيت الرب من خزائن المملكة، قدم أيضًا من ماله الخاص كميات ضخمة من الذهب الخالص والفضة النقية وأعطاها للمسئولين عن خزائن بيت الرب، الذين خصصهم لهذا العمل. هذا الذهب كان لتغطية جدران بيت الرب من الداخل. وهذا يبين أمرين:
محبة داود القلبية لله، فيعطى من ماله الخاص، لأنه ليس عنده أغلى من الله.
سخاء داود في العطاء، فيعطى بوفرة أفضل ما عنده لله.
† إن العطاء لله يبين مدى محبتك له، فهو فرصتك للتعبير عن محبتك وعدم تعلقك بالماديات، أي تقديرك لله أكثر من كل شيء في العالم وإعلم أن العطاء لأى إنسان محتاج، أو للكنيسة غالى جدًا في نظر الله، بل هو سبيلك للدخول إلى الملكوت.
ع5:
ينتدب: يتبرع.ملء يده للرب: يعطى الله بسخاء.
أرباب الصنائع: المسئولون، أو رؤساء الحرف المختلفة، الذين يشتركون في بناء بيت الله.
بعدما بين داود اهتمامه بالعطاء لبيت الله؛ ليكون مثالًا للرؤساء والشعب، عندما قدم ما أعده لرؤساء الحرف المختلفة، وداود لا يقصد بالطبع أن يتفاخر، أو يتكبر، بل يريد أن يشجع الجميع على العطاء، سأل رؤساء الشعب؛ من منكم يريد أن يتبرع لبيت الله بوفرة. ولم يرد داود أن يلزم الشعب والرؤساء بمبالغ محددة، لكن أراد أن يكون التبرع ناتج عن محبتهم لله، أي يكون اختياريًا تمامًا.
درهم من الذهب: حوالي 8 جرام.
تحمس رؤساء الشعب وقدموا بسخاء لبيت الرب ذهب وفضة ونحاس وحديد وحجارة كريمة وأعطوها ليحيئيل، المسئول عن خزائن بيت الرب.
ع9: عندما قدم داود والشعب لبيت الرب، أنعم عليهم الله بالفرح، إذ حسبوا مستأهلين أن يشتركوا في بناء بيت لله؛ ليسكن في وسطهم. وهذه نعمة يفيضها الله على كل من يعطى من كل قلبه لله.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
10 وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. 11 لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ. 12 وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ، وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ، وَبِيَدِكَ الْقُوَّةُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبِيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ. 13 وَالآنَ، يَا إِلهَنَا نَحْمَدُكَ وَنُسَبِّحُ اسْمَكَ الْجَلِيلَ. 14 وَلكِنْ مَنْ أَنَا، وَمَنْ هُوَ شَعْبِي حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَنْتَدِبَ هكَذَا؟ لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ. 15 لأَنَّنَا نَحْنُ غُرَبَاءُ أَمَامَكَ، وَنُزَلاَءُ مِثْلُ كُلِّ آبَائِنَا. أَيَّامُنَا كَالظِّلِّ عَلَى الأَرْضِ وَلَيْسَ رَجَاءٌ. 16 أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا، كُلُّ هذِهِ الثَّرْوَةِ الَّتِي هَيَّأْنَاهَا لِنَبْنِيَ لَكَ بَيْتًا لاسْمِ قُدْسِكَ، إِنَّمَا هِيَ مِنْ يَدِكَ، وَلَكَ الْكُلُّ. 17 وَقَدْ عَلِمْتُ يَا إِلهِي أَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَحِنُ الْقُلُوبَ وَتُسَرُّ بِالاسْتِقَامَةِ. أَنَا بِاسْتِقَامَةِ قَلْبِي انْتَدَبْتُ بِكُلِّ هذِهِ، وَالآنَ شَعْبُكَ الْمَوْجُودُ هُنَا رَأَيْتُهُ بِفَرَحٍ يَنْتَدِبُ لَكَ. 18 يَا رَبُّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ آبَائِنَا، احْفَظْ هذِهِ إِلَى الأَبَدِ فِي تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قُلُوبِ شَعْبِكَ، وَأَعِدَّ قُلُوبَهُمْ نَحْوَكَ. 19 وَأَمَّا سُلَيْمَانُ ابْنِي فَأَعْطِهِ قَلْبًا كَامِلًا لِيَحْفَظَ وَصَايَاكَ، شَهَادَاتِكَ وَفَرَائِضَكَ، وَلِيَعْمَلَ الْجَمِيعَ، وَلِيَبْنِيَ الْهَيْكَلَ الَّذِي هَيَّأْتُ لَهُ». 20 ثُمَّ قَالَ دَاوُدُ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ: «بَارِكُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ». فَبَارَكَ كُلُّ الْجَمَاعَةِ الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ وَلِلْمَلِكِ.
ع10:
بعد أن ظل داود فترة راقدًا على فراشه، بسبب شيخوخته، الآن تشدد ووقف أمام الجماعة؛ ليباركهم ليس وهو في سريره، بل في حضرتهم، وصلى صلاته التي كانت قدوة لشعبه، بل ولنا كلنا حتى الآن في التحدث مع الله، إذ يبدأها بمباركة الله إله إسرائيل. وهنا يظهر اتضاع الله أن ينتسب لشعبه، فيقال إله إسرائيل ويعلن داود أن الله مبارك في ذاته منذ الأزل وإلى الأبد، فهو غير محتاج لتسبيح البشر وهذا يبين إيمان داود واتضاعه.
ع11: يواصل داود تسبيحه، فيعلن لله أن له العظمة والقوة والمجد وكل ما يتصل بها فهو الخالق للكون، أي السماء والأرض، وأيضًا هو فوق جميع الآلهة التي يظنها البشر آلهة، لأن أعمال الله فاقت كل ما ينسبه البشر للآلهة الوثنية.
من لدنك: من عندك.
يستكمل داود تسبيحه، فيقول لله أن له الغنى والكرامة، بل التسلط على كل البشر والخليقة، وبالتالي فالله وحده القادر أن يقوى البشر ويساندهم. من أجل كل صفات الله هذه، يقول داود أنه مستحق التسبيح. والتسبيح هو أعظم الصلوات؛ لأنه محبة خالصة لله، دون أي طلب منه.
ع14: باتضاع شديد يعلن داود ضعفه، هو وكل شعبه، وعدم استحقاقه أن يقدم شيئًا لله وهي العطايا المقدمة؛ لبناء هيكله؛ لأن الله هو خالق كل شيء، فما يقدمه لله هو ملكه، كأن الإنسان يأخذ من يد الله، ثم يعطيه في يده، فالعطاء هو نعمة من الله للإنسان؛ حتى يشعر أنه يقدم شيء لله، لأن مالك كل شيء في العالم هو الله وحده.
ع15، 16: يظهر داود محبته لله في وصفه لنفسه ولكل المؤمنين بالله بأنهم غرباء ونزلاء في هذا العالم، وبالتالي غير متعلقين بالماديات، فيعطونها بسهولة وبفرح لله، إذ أن هدفهم الوحيد الملكوت الأبدي. ويشعر داود أن كل الآباء من أيام إبراهيم عاشوا غرباء، فهو غريب مثلهم، حتى لو كان ملكًا وله الكثير من الذهب والممتلكات والعظمة؛ لأن محبة الله قد ملكت قلبه وغطت على كل شيء، وكل ما أعده وقدمه لهيكل الله، هو أصلًا ملك لله.
ع17: يبين داود إيمانه بالله، فهو فاحص القلوب والكلى ويفرح بمحبة أولاده له، فلذلك تقدم داود وشعبه؛ ليعطوا عطايا لبيت الله؛ فيفرحوا بهذه البركة، أن يقدموا لله ويفرح الله بهم. وهنا تظهر محبة داود القلبية لله فهو يقدم قلبه، قبل عطاياه المادية.
ع18: يتشفع داود بالآباء الذين باركهم الله من قبل، ويستدر مراحمه؛ لتظل مشاعر الحب لله في قلوب شعبه، فيثبتها الله فيهم ويعد قلوبهم كل يوم؛ لتكون متعلقة بمحبته، وذلك عن طريق حفظ وصاياه. وسُكنى الله في قلوب شعبه وهو الأهم من سكناه في بيت مصنوع بالأيدى.
ع19: يطلب هنا داود طلبة خاصة لأجل ابنه سليمان؛ حتى يكون كل قلبه لله، فيهتم ببناء بيت الله، الذي أعد داود مواده، ويحفظ وصايا الله ويحيا بها. وهذا يبين أهمية القائد، فإن كان روحانيًا سيقود شعبه في الحياة مع الله.
† اهتم بحياتك الروحية لأنك قدوة لمن حولك وتؤثر فيهم دون أن تتكلم، فاحفظ وصايا الله واهتم بخدمته من كل قلبك؛ حتى لو لم ترى استكمال ما تعمله، أو ينالك شيء من المديح، كما أعد داود مواد بناء الهيكل وهو يعرف أنه لن يبنيه.
ع20: يظهر داود كقائد روحي عظيم في دعوة شعبه أن يباركوا الله مثله، فأطاعوه وباركوا الله وسجدوا له وللملك، وهذا إعلان منهم بتأييدهم لكل كلمة قالها داود في صلاته، أي أن داود كان اللسان الناطق لقلوب كل شعبه.
21 وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ ذَبَائِحَ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ فِي غَدِ ذلِكَ الْيَوْمِ: أَلْفَ ثَوْرٍ وَأَلْفَ كَبْشٍ وَأَلْفَ خَرُوفٍ مَعَ سَكَائِبِهَا، وَذَبَائِحَ كَثِيرَةً لِكُلِّ إِسْرَائِيلَ. 22 وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا أَمَامَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ. وَمَلَّكُوا ثَانِيَةً سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ، وَمَسَحُوهُ لِلرَّبِّ رَئِيسًا، وَصَادُوقَ كَاهِنًا. 23 وَجَلَسَ سُلَيْمَانُ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ مَلِكًا مَكَانَ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَنَجَحَ وَأَطَاعَهُ كُلُّ إِسْرَائِيلَ. 24 وَجَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ وَالأَبْطَالِ وَجَمِيعُ أَوْلاَدِ الْمَلِكِ دَاوُدَ أَيْضًا خَضَعُوا لِسُلَيْمَانَ الْمَلِكِ. 25 وَعَظَّمَ الرَّبُّ سُلَيْمَانَ جِدًّا فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ جَلاَلًا مَلِكِيًّا لَمْ يَكُنْ عَلَى مَلِكٍ قَبْلَهُ فِي إِسْرَائِيلَ.
في اليوم التالى لصلاة داود وإعطائه البركة لله والشعب من ورائه، اجتمع الشعب وقدموا ذبائح سلامة لله بكثرة، فرحًا بتمليك سليمان. وأعداد هذه الذبائح كانت ألفًا من الثيران وكذا الكباش وأيضًا الخراف. وأكلوا من الذبائح أمام الله وملكوا سليمان للمرة الثانية، وكان معه صادوق رئيس الكهنة، الذي ظل معه؛ لأن أبياثار رئيس الكهنة الآخر كان قد اشترك في مؤامرة أدونيا، فاستبعد، أي صار صادوق رئيس الكهنة الأوحد لكل الشعب لذا قال "وصادوق كاهنًا" وقد ذكر هذا في (1 مل2: 35)، أما التمليك الأول لسليمان، فكان عندما صب صادوق رئيس الكهنة الزيت على رأس سليمان ودخل بموكب عظيم إلى أورشليم (1 مل1: 39، 40).
وسليمان هنا يشبه داود، الذي مُسح بيد صموئيل وهو في بيت أبيه ولكنه ملك بعد ذلك بسنوات كثيرة، بعدما مات شاول.
وداود وسليمان يرمزان للمسيح، الذي ملك أولًا على قلوب المؤمنين به بتجسده وفدائه لهم وحلول روح قدسه عليهم، ثم يملك ملكًا كاملًا ثانية في اليوم الأخير، في مجيئه الثاني، عندما يلقى الشيطان في العذاب الأبدي ويمجد المؤمنين به معه في الملكوت.
ع23-25: هكذا أُعلن سليمان ملكًا على شعب الله في حياة داود وخضع له كل الرؤساء والأبطال، إذ أعطاه الله نعمة ومهابة في أعينهم، رغم صغر سنه. وخضع له أيضًا كل أخوته. وكانت المهابة الإلهية، التي وهبها الله لسليمان تفوق أية مهابة أعطيت لملك آخر على إسرائيل.
† إن الله مستعد أن يعطيك مهابة في أعين من حولك مهما كان ضعفك، إن كنت متكلًا عليه ومتضعًا، فيعمل بك بكل قوة؛ لمجد اسمه القدوس.
26 وَدَاوُدُ بْنُ يَسَّى مَلَكَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. 27 وَالزَّمَانُ الَّذِي مَلَكَ فِيهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ أَرْبَعُونَ سَنَةً. مَلَكَ سَبْعَ سِنِينَ فِي حَبْرُونَ، وَمَلَكَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 28 وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ وَقَدْ شَبعَ أَيَّامًا وَغِنىً وَكَرَامَةً. وَمَلَكَ سُلَيْمَانُ ابْنُهُ مَكَانَهُ. 29 وَأُمُورُ دَاوُدَ الْمَلِكِ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ صَمُوئِيلَ الرَّائِي، وَأَخْبَارِ نَاثَانَ النَّبِيِّ، وَأَخْبَارِ جَادَ الرَّائِي، 30 مَعَ كُلِّ مُلْكِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَالأَوْقَاتِ الَّتِي عَبَرَتْ عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى كُلِّ مَمَالِكِ الأُرُوضِ.
ذكر هذا الحدث في (1 مل2: 11، 12)، فبعد أن جعل داود ابنه سليمان ملكًا، وكان قد أكمل داود أربعين عامًا على العرش؛ سبع منها على سبط يهوذا في حبرون وثلاث وثلاثين سنة على كل إسرائيل في أورشليم، وكان عمره وقتذاك سبعين عامًا (2 صم5: 4، 5)، مات داود بشيبة صالحة؛ لأن حياته كانت صالحة وأرضت الله؛ حتى نسب الله الملوك الآتيين من نسله إليه وحتى المسيح نفسه انتسب إلى داود، تعظيمًا لبر داود ومحبته لله.
† إن كل عمل صالح تعمله يعتبره الله جدًا وفى النهاية، عندما تترك هذا العالم، يكون لك مكان عظيم في السماء، على قدر صلاحك.
ع29، 30: ما كُتب هنا عن داود وما كتب أيضًا في سفري صموئيل وبداية سفر الملوك الأول، قد دُون بالإضافة إلى أخبار أخرى في أسفار تاريخية خاصة، ليست من أسفار الكتاب المقدس وهي أخبار صموئيل النبي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائى.
← تفاسير أصحاحات أخبار أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
الفهرس |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أخبار الأيام الأول 28 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/chronicles1/chapter-29.html
تقصير الرابط:
tak.la/pg22k9v