يعرض هذا الأصحاح بسرعة نسل باقي أسباط إسرائيل ويغفل سبطين، هما دان وزبولون لكثرة خطاياهم. وإهمال الكاتب لنسل هذه الأسباط يرجع إلى أنها كانت في المملكة الشمالية، التي انفصلت عن عبادة الله في أورشليم. وعندما ذهبت للسبى اختلطت بالأمم ولم يعد منها بعد السبي إلى عبادة الله في أورشليم إلا عدد قليل، وذلك لأن الله يقبل كل من يرجع إليه، حتى لو رفض معظم من حوله الله، بل يهتم بهذه القلة؛ لمحبتها له.

(1) نسل يساكر (ع1-5)

(2) نسل بنيامين (ع6-12)

(3) نسل نفتالي (ع13)

(4) نسل منسى (ع14-19)

(5) نسل أفرايم (ع20-29)

(6) نسل أشير (ع30-40)

يلاحظ في هذه الآيات:

1. اهتمام سبط بنيامين بانتسابه، كل هذا كان استعدادًا لمجئ المسيح، ليعرف نسبه.

2. كان رجال بنيامين رجال حرب، وإن كان عددهم حوالي 60.000، ولكنهم كانوا جبابرة في الحرب.

3. بنيامين هو السبط الوحيد الذي ظل ملتصقًا بسبط يهوذا، عند انفصاله عن باقي الأسباط بعد موت سليمان، فهو يمثل المهتمين بأن يلتصقوا بأولاد الله؛ ليثبتوا في عبادته ومحبته، إذ ظل سبط بنيامين مع سبط يهوذا يقدم العبادة في هيكل الله.

† اهتم أن ترتبط بالكنيسة وبالآباء والإخوة الروحيين؛ لتتشجع في طريق الملكوت ولا تجذبك تيارات العالم؛ فتتمتع برعاية الله ومساندته وتنال خلاصك.

4. من سبط بنيامين خرج أول ملوك بني إسرائيل وهو شاول بن قيس (1 صم10: 21، أع13، 21) وكان منظره عظيمًا ولكنه ابتعد عن الله، فرفضه الله.

5. خرج من هذا السبط أيضًا رسول عظيم هو بولس الرسول (رو11: 1).

6. إذا قارنا (ع6) و(تك46: 21) نجد أن أبناء بنيامين ثلاثة في سفر أخبار الأيام الأول وعشرة في سفر التكوين؛ لأنه في سفر التكوين أضاف الأحفاد إلى الأبناء، كما يظهر ذلك عند قراءة (عد26: 40، 1 أخ 8: 3، 4)؛ حيث كتب فيهما أسماء أحفاد بنيامين (أبناء بالع).

7. باكر المذكور في (ع6) هو من سبط بنيامين ولكنه لم يذكر في (1 أخ 8) أنه من أبناء بنيامين؛ لأنه تزوج من سبط أفرايم، فانتسب لأفرايم ولكن حقه محفوظ في ميراث أرضه تبعًا لسبط بنيامين.

8. بعض الأسماء المذكورة هنا اختلفت عما ذكر في الأسفار الأخرى للكتاب المقدس وذلك لأنه كان للشخص الواحد إسمان، مثل شفيم وحفيم (ع12) هما شفوفام وحوفام في (عد26: 39).

تذكر هذه الآية نسل نفتالى ابن يعقوب من بلهة، ويورد هنا الآباء الأولين فقط، أي أبناء نفتالى ولا يهتم بذكر أنسابه، وكان رجاله قليلين في الحرب. وأبناء نفتالى هؤلاء هم المذكورين في (تك46: 24)، وشلوم المذكور هنا هو شليم المذكور في سفر التكوين.

نرى في هذه الآيات ما يلي:

1. صلفحاد الذي هو من أحفاد منسى لم ينجب بنين، فتقدمت بناته الخمس إلى موسى النبي يطلبن ميراث أبيهن، وصلى إلى الله، الذي أرشده أن يعطيهن ميراثهن من أبيهن بشرط التزوج من أبناء سبطهن؛ لكي لا يتحول نصيب سبط لسبط آخر، وصار ذلك مبدأ وأمرًا من أوامر الشريعة (عد27: 1-8، 36: 1-12).

2. اتخذ ماكير بن منسى زوجة له من سبط بنيامين وسكن شرق نهر الأردن.

3. بدان المذكور في (ع17) هو نفسه المذكور في (1 صم 12: 11) كمخلص لإسرائيل، وغالبًا هو يائير الجلعادى، أحد قضاة بني إسرائيل، الذي قضى لهم مدة 22 عامًا (قض10: 3).

4. أبيعزر المذكور في (ع18) هو الجد الأكبر لجدعون وهو من مشاهير القضاة (قض6: 11).

5. حدثنا (1 أخ 5) عن نصف سبط منسى، الذي سكن شرق نهر الأردن.

† إن كان هذا السبط قد خرج منه أكثر من قاضى، والقاضى هو من يعرف شريعة الله ويقضى بها لشعبه، هذا كان في العهد القديم. أما في العهد الجديد، فيأمر المسيح كل المؤمنين أن يكونوا نورًا للعالم. فاحرص أن تسلك وتتكلم كما يليق بأولاد الله؛ حتى تجذب النفوس الكثيرة لمحبة الله، وابتعد عن كل شر وعن محاكاة أهل العالم؛ حتى لا تعثر أحدًا.

نلاحظ في هذه الآيات ما يلي:

1. هناك شوتالح ابن افرايم ويوجد شوتالح آخر في الجيل السادس من نسل أفرايم (ع20).

2. اثنان من أبناء أفرايم هما عزر وإلعاد نزلا بأبنائهما وعبيدهما، ليسرقا ماشية رجال جت الفلسطينيين، فقتلهم الجتيون، وذلك لأن فعلهم هذا لم يكن بإرشاد الله وأمره، وناح عليهم أفرايم، و"أتى أخوته"، أي الأسباط الأخرى ليعزوا افرايم (ع21، 22).

3. أنجب أفرايم من امرأته بعد ذلك إبنًا ودعاه بريعة، ومعنى اسمه "فى بليه"؛ إذ كان ما زال حزينًا على من قتلوا (ع23).

4. يظهر من نسل أفرايم ابنة مباركة، استطاعت بنسلها أن تبنى ثلاثة مدن، هي بيت حورون السفلى وبيت حورون العليا، إذ كانت الأولى مبنية في الوادى والثانية على الهضبة، وهما متجاورتان، ومدينة ثالثة تسمى أزين شيرة، سُميت على اسمها؛ كل هذه المدن بُنيت في أرض كنعان بعد دخول بني إسرائيل إليها.

5. أشهر من ظهر من هذا السبط هو يشوع بن نون المسمى هنا "يهوشوع" (ع27) وهو تلميذ موسى النبي، الذي قاد الشعب بعد موت موسى وأدخلهم إلى أرض الميعاد.

6. استولى سبط أفرايم في أرض كنعان على بلاد كثيرة، إذ كان هذا السبط هو أكبر الأسباط العشرة عددًا، الذين كونوا المملكة الشمالية المنقسمة، في عهد رحبعام ابن سليمان. ولم يذكر كاتب السفر هنا تفاصيل كثيرة عن هذا السبط كذا سبط منسى؛ لأن هذين السبطين رغم عددهم الكبير، ابتعدوا عن عبادة الله في هيكله أورشليم.

7. من أهم المدن التي استولى عليها هذا السبط هي:

أ - بيت إيل: تقع شمال أورشليم على بعد 12 ميلًا، وهي في جنوب سبط أفرايم.

ب- جازر: مدينة تقع على تل، وسط وادي فسيح، ويمر بالمدينة طريق تجارى هام يصل بين مصر وسوريا.

ج - شكيم: مدينة بجوار جبل عيبال، وتقع شمال أورشليم على بعد 31 ميلًا وجنوب شرق السامرة وهي تتوسط أرض كنعان وعلى مفترق عدة طرق هامة.

د - غزة: مدينة في أفرايم، وهي غير غزة التي هي إحدى مدن الفلسطينيين الخمسة والمعروفة حاليًا بهذا الاسم.

هـ- بيت شان: مدينة تقع غرب نهر الأردن على بعد 8 كم.

و - تعنك: مدينة تقع جنوب سهل يزرعيل على بعد 8 كم جنوب شرق مجدو.

ح - مجدو: مدينة جنوب سهل يزرعيل وتبعد 30 كم شرق حيفا.

ط - دور: مدينة تبعد 13 كم شمال قيصرية العاصمة الإدارية اليهودية وهي على ساحل البحر الأبيض.

† لا تعتمد على قوتك وعلاقاتك، كما اعتمد افرايم على كثرة عدد مدنه؛ لأن القوة الحقيقية هي من الله، فاثبت في علاقتك به تحيا مطمئنًا.

نجد في هذه الآيات الملاحظات الآتية:

1. اهتمام هذا السبط بأنسابه وذلك تمهيدًا لظهور المسيا المنتظر.

2. كان رجال حربه جبابرة بأس وعددهم 26,000 . ونلاحظ تناقص عددهم، إذ كان عددهم عند خروجهم من مصر 41,500 (عد1: 41) ثم كان عند دخولهم أرض كنعان 53,400 (عد26: 47)؛ ولكن كان الرجال أقوياء، فوصفهم بأنهم جبابرة بأس.

3. خرج من هذا السبط امرأة عظيمة وهي حنة بنت فنوئيل، التي تقدمت في أيامها جدًا وشاخت، وهي مكرسة حياتها للعبادة في الهيكل؛ حتى رأت الطفل يسوع وسمعان الشيخ يحمله (لو2: 36).

† إن ما يخلد حنة بنت فنوئيل ويعطيها شرف رؤية المسيح، هو عبادتها في الهيكل لمدة طويلة؛ أي 84 عامًا، وأنت ما يؤهلك للدخول للملكوت، هو اهتمامك بعبادتك الروحية؛ أي صلواتك وقراءاتك، التي ينتج عنها خدمة باذلة.