St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   john
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   nt  >   church-encyclopedia  >   john

شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

شرح لكل آية

يوحنا 12 - تفسير إنجيل يوحنا

 

* تأملات في كتاب يوحنا:
تفسير إنجيل يوحنا: مقدمة إنجيل يوحنا | يوحنا 1 | يوحنا 2 | يوحنا 3 | يوحنا 4 | يوحنا 5 | يوحنا 6 | يوحنا 7 | يوحنا 8 | يوحنا 9 | يوحنا 10 | يوحنا 11 | يوحنا 12 | يوحنا 13 | يوحنا 14 | يوحنا 15 | يوحنا 16 | يوحنا 17 | يوحنا 18 | يوحنا 19 | يوحنا 20 | يوحنا 21

نص إنجيل يوحنا: يوحنا 1 | يوحنا 2 | يوحنا 3 | يوحنا 4 | يوحنا 5 | يوحنا 6 | يوحنا 7 | يوحنا 8 | يوحنا 9 | يوحنا 10 | يوحنا 11 | يوحنا 12 | يوحنا 13 | يوحنا 14 | يوحنا 15 | يوحنا 16 | يوحنا 17 | يوحنا 18 | يوحنا 19 | يوحنا 20 | يوحنا 21 | يوحنا كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48 - 49 - 50

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

سكب الطيب | دخول المسيح أورشليم | حديث المسيح عن فدائه ودينونته

 

(1) سَكْب الطيب (ع 1- 11)

(2) دخول المسيح أورشليم (ع 12 19)

(3) الموت والحياة (ع 20 - 26)

(4) المسيح يتحدث عن موته وآثاره (ع 27 36)

(5) أسباب عدم إيمان اليهود (ع 37 - 43)

(6) دينونة عدم الإيمان بالمسيح (ع 44-50)

 

St-Takla.org Image: Jesus was invited to a banquet in his honor at Bethany near Jerusalem. Martha served the food. Lazarus ate at the table with Jesus and His disciples. (John 12: 1-2) (Matthew 26: 6) (Mark 14: 3) - "Mary anoints Jesus" images set (Matthew 26:6-16, Mark 14:1-11, John 12:1-11): image (3) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه" (يوحنا 12: 1-2) - "وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص" (متى 26: 6) - "وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص" (مرقس 14: 3) - مجموعة "مريم تدهن يسوع بالطيب" (متى 26: 6-16, مرقس 14: 1-11, يوحنا 12: 1-11) - صورة (3) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Jesus was invited to a banquet in his honor at Bethany near Jerusalem. Martha served the food. Lazarus ate at the table with Jesus and His disciples. (John 12: 1-2) (Matthew 26: 6) (Mark 14: 3) - "Mary anoints Jesus" images set (Matthew 26:6-16, Mark 14:1-11, John 12:1-11): image (3) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "ثم قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا، حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات. فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم، وأما لعازر فكان أحد المتكئين معه" (يوحنا 12: 1-2) - "وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص" (متى 26: 6) - "وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص" (مرقس 14: 3) - مجموعة "مريم تدهن يسوع بالطيب" (متى 26: 6-16, مرقس 14: 1-11, يوحنا 12: 1-11) - صورة (3) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

(1) سَكْب الطيب (ع 1- 11):

1 ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، حَيْثُ كَانَ لِعَازَرُ الْمَيْتُ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 2 فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ، وَأَمَّا لِعَازَرُ فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. 3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ. 4 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ، الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ: 5 «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟» 6 قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ. 7 فَقَالَ يَسُوعُ: «اتْرُكُوهَا! إِنَّهَا لِيَوْمِ تَكْفِينِي قَدْ حَفِظَتْهُ، 8 لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ». 9 فَعَلِمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ أَنَّهُ هُنَاكَ، فَجَاءُوا لَيْسَ لأَجْلِ يَسُوعَ فَقَطْ، بَلْ لِيَنْظُرُوا أَيْضًا لِعَازَرَ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10 فَتَشَاوَرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ لِيَقْتُلُوا لِعَازَرَ أَيْضًا، 11 لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ.

 

ع1-2: كان الاحتفال بالفصح اليهودي في 14 نيسان (أبريل)، وبالتالي وصول المسيح إلى بيت عَنْيَا (العناء)، كان يوم الجمعة بعد الغروب، فيحسب سبتا. أما وليمة العشاء، فقد كانت في بيت سِمعان الأبرص الذي شفاه الرب يسوع (مت 26: 6؛ مر 14: 3). وذكر القديس يوحنا حضور لعازر هذه الوليمة، تأكيدا على قيامته، وكذلك أخته مرثا، التي جاءت لتساعد وتخدم في هذا العشاء.

 

ع3: أما مريم أخت مرثا، فقد أحضرت قارورة طيب مقدارها مَنَا، وهو الرطل الروماني، ويعادل ثلث الكيلو أو ثلث اللتر تقريبا. والناردين من الأطياب الثمينة التي ذُكرت في سفر النشيد، وكان فخر لمن يقتنيه لجودته وارتفاع ثمنه. وكان من الشائع في تكريم العظماء، سكب القليل من الأطياب على الرأس. أما ما صنعته مريم، فقد فاق الكثيرين، حيث استخدمت أغلى الأطياب على الإطلاق، ولم تكتف بالرأس فقط، بل برجلى الرب أيضا، مما يوضح حبها وعرفانها بما صنع الرب يسوع في إقامة أخيها، وقدمت أيضًا اتضاعا بمسح قدميه بشعرها. وامتلاء البيت من الرائحة، دليل على جودة هذا النوع من الأطياب، وكذلك وفرة الكم الذي استخدمته مريم.

أيها الحبيب، إن ما قدمته مريم لم يكن طِيبا، بل هو قلب محب ومتضع؛ والله لا يقبل تقدمة من إنسان إن خلت من الحب والاتضاع (1 كو 13). ولهذا، رفض صلاة الفريسي، وقَبِلَ صلاة العشار. فالله، في غناه، لا يحتاج لتقدماتنا في شيء. ولكن في حبه لنا، يفرح أيضًا بحبنا. فاحرص أيها الحبيب، قبل أن تقدم وقتا أو شيئًا لله، أن تقدم قلبا محبا وفكرا متضعا، حتى يقبل الله ما تقدمه.

 

ع4-6: في (مت 26: 8، 9؛ مر 14: 4، 5)، ذكر الإنجيليون حدوث شيء من الاعتراض على تصرف مريم. أما يوحنا، فيوضح أن المحرض على هذا الاعتراض هو يهوذا، ويوضح علة اعتراضه، كاشفا السبب الحقيقي، وهو إنه سارق للصندوق وخائن للأمانة، وإن ادعى غير ذلك متحججا بخدمة الفقراء، فهو لم يكشف سوى غيظه لضياع هذا المبلغ من تحت يديه. ومن ناحية أخرى، يكشف لنا القديس يوحنا أن قيمة هذا الطيب 300 دينار، وكان معلوما أن أجرة العامل في اليوم دينارا واحدا (مت 20: 10)، أي ما قدمته مريم هو أجرة رجل لمدة عام تقريبا.

 

St-Takla.org Image: Mary however sat at Jesus’ feet. (John 12: 3) (Matthew 26: 7) (Mark 14: 3) - "Mary anoints Jesus" images set (Matthew 26:6-16, Mark 14:1-11, John 12:1-11): image (4) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأخذت مريم منا من طيب ناردين" (يوحنا 12: 3) - "تقدمت إليه امرأة" (متى 26: 7) - "وهو متكئ، جاءت امرأة" (مرقس 14: 3) - مجموعة "مريم تدهن يسوع بالطيب" (متى 26: 6-16, مرقس 14: 1-11, يوحنا 12: 1-11) - صورة (4) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Mary however sat at Jesus’ feet. (John 12: 3) (Matthew 26: 7) (Mark 14: 3) - "Mary anoints Jesus" images set (Matthew 26:6-16, Mark 14:1-11, John 12:1-11): image (4) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فأخذت مريم منا من طيب ناردين" (يوحنا 12: 3) - "تقدمت إليه امرأة" (متى 26: 7) - "وهو متكئ، جاءت امرأة" (مرقس 14: 3) - مجموعة "مريم تدهن يسوع بالطيب" (متى 26: 6-16, مرقس 14: 1-11, يوحنا 12: 1-11) - صورة (4) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ع7-8: لم يقصد المسيح أي إنقاص من خدمة الفقراء (ع8)، ولكنه قال هذا ليرد على المعترض الذي يعرف نواياه جيدا من ناحية، ولكي لا يقلل من قيمة عمل المحبة المقدم من مريم لشخصه من ناحية أخرى. ولهذا، نجد أن الرب بدأ كلامه بقوله "اتركوها" بصفة الجمع، أي أن ما أبداه يهوذا من اعتراض، وافق عليه أكثر الجالسين. وعبارة "يوم تكفينى"، كانت إشارة نبوية للأحداث الآتية، وإن لم يفهمها الحاضرون. ويرى البعض أن المسيح يشير إلى أن رحلة الموت، قد بدأت فعلا بزيارته بيت عَنْيَا، وصعوده الأخير لأورشليم.

 

ع9-11: صار لعازر، القائم من الأموات، أشد الأدلة على أن الرب يسوع هو المسيح المنتظر. ولهذا، يشير القديس يوحنا إلى أن هذا الدليل الحي، كان سببا لتوافد الكثيرين من اليهود على بيت عَنْيَا، لمشاهدة ومعاينة هذا القائم من الأموات. ويوضح يوحنا أيضا، مدى الشر الذي وصل إليه رؤساء الكهنة في أنهم أرادوا قتل إنسان برئ، وهو لعازر، للتخلص من هذا الإثبات الدامغ، بدلًا من أن يصدقوا ويؤمنوا بشخص المسيح المخلص.

يا إلهي، أبهذا المقدار يمكن أن يقلب القلب الشرير الحقائق، وينساق وراء أحقاده؟! أرجوك يا رب، أبعد عنا وعن كل شعبك كل حروب الشرير، التي تعبث بالعقول والقلوب، فتجعل منا قضاة ظلم عميان.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(2) دخول المسيح أورشليم (ع 12-19):

12 وَفِي الْغَدِ سَمِعَ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ الَّذِي جَاءَ إِلَى الْعِيدِ أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 13 فَأَخَذُوا سُعُوفَ النَّخْلِ وَخَرَجُوا لِلِقَائِهِ، وَكَانُوا يَصْرُخُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» 14 وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 15 «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ». 16 وَهذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلًا، وَلكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوعُ، حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ، وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هذِهِ لَهُ. 17 وَكَانَ الْجَمْعُ الَّذِي مَعَهُ يَشْهَدُ أَنَّهُ دَعَا لِعَازَرَ مِنَ الْقَبْرِ وَأَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 18 لِهذَا أَيْضًا لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هذِهِ الآيَةَ. 19 فَقَالَ الْفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «انْظُرُوا! إِنَّكُمْ لاَ تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هُوَذَا الْعَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ!»

 

ع12-13: يمكن مراجعة احتفال الاستقبال مع (مت 21: 1-11؛ مر 11: 1-11).

"الغد": هو نهار الأحد، وقد صار معلوما لدى الجموع، وهم يهود أورشليم والجليل وعبر الأردن، قدوم المسيح الذي لا شك فيه، وهي معلومة مصدرها كل من حضر أو تناقل الخبر في وليمة سِمعان في بيت عَنْيَا.

"سعوف النخل": كان من العادة استقبال العامة للقادة المنتصرين في الحروب بسعوف النخل، تعبيرًا عن فرحهم ونشوتهم بالخلاص والانتصار. وهذا الموكب الاحتفالى العظيم، كان له الأثر في التعجيل بأحداث الصليب، بما سببه من ألم لرؤساء الكهنة والفريسيين.

St-Takla.org Image: The two disciples led the colt back to Jesus. They threw their coats on the young donkey then Jesus sat on it. (Matthew 21: 6-7) (Mark 11: 7) (Luke 19: 35) (John 12: 12-17) - "Jesus rides into Jerusalem" images set (Matthew 21:1-11, Mark 11:1-11, Luke 19:28-44, John 12:12-17): image (6) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع، وأتيا بالأتان والجحش، ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما" (متى 21: 6-7) - "فأتيا بالجحش إلى يسوع، وألقيا عليه ثيابهما فجلس عليه" (مرقس 11: 7) - "وأتيا به إلى يسوع، وطرحا ثيابهما على الجحش، وأركبا يسوع" (لوقا 19: 35) - "وفي الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء إلى العيد أن يسوع آت إلى أورشليم" (يوحنا 12: 12-17) - مجموعة "يسوع يذهب إلى أورشليم" (متى 21: 1-11, مرقس 11: 1-11, لوقا 19: 28-44, يوحنا 12: 12-17) - صورة (6) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: The two disciples led the colt back to Jesus. They threw their coats on the young donkey then Jesus sat on it. (Matthew 21: 6-7) (Mark 11: 7) (Luke 19: 35) (John 12: 12-17) - "Jesus rides into Jerusalem" images set (Matthew 21:1-11, Mark 11:1-11, Luke 19:28-44, John 12:12-17): image (6) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فذهب التلميذان وفعلا كما أمرهما يسوع، وأتيا بالأتان والجحش، ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما" (متى 21: 6-7) - "فأتيا بالجحش إلى يسوع، وألقيا عليه ثيابهما فجلس عليه" (مرقس 11: 7) - "وأتيا به إلى يسوع، وطرحا ثيابهما على الجحش، وأركبا يسوع" (لوقا 19: 35) - "وفي الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء إلى العيد أن يسوع آت إلى أورشليم" (يوحنا 12: 12-17) - مجموعة "يسوع يذهب إلى أورشليم" (متى 21: 1-11, مرقس 11: 1-11, لوقا 19: 28-44, يوحنا 12: 12-17) - صورة (6) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

"أوصنا"، فمعناها "خلصنا". ولكن هذا ليس معناه بالضرورة إيمان الجمع بأن الرب يسوع هو المسيح الفادي، بل لعل البعض رأى فيه معلمًا ونبيًّا يستحق الإكرام، والبعض الآخر اعتقد أنه مخلّص سياسى يحرر الأمة اليهودية من الرومان.

 

ع14-15: لم يركز القديس يوحنا على تفاصيل الحصول على الجحش كما ذكره باقي البشيرون، بل اكتفى بالتصوير الإجمالى لمنظر دخول المسيح أورشليم. كما يشير في (ع15) إلى النبوة المتعلقة بركوب المسيح للجحش في (زك 9: 9) دون تفصيلها، بعكس القديس متى في (مت 21: 5)، وذلك لأن القديس يوحنا يركز بالأكثر على الجانب الخلاصي اللاهوتي في الأحداث، وليس التاريخي. أما القديس متى، فكان إنجيله موجها للأمة اليهودية، فكان لزاما عليه الإسهاب، والربط أكثر بنبوات العهد القديم التي تتنبأ عن شخص المسيح، لإثبات شخصيته.

 

ع16: المقصود أنه في وقت دخول المسيح أورشليم، وركوب الجحش، لم يكن ببال التلاميذ أن هذا هو نفس المشهد الذي رآه وتنبأ به زكريا منذ 500 عام. ولكن، لما تمجد يسوع، فهموا معناها بعد قيامته وصعوده، وتعنى أيضًا بعد حلول الروح القدس على التلاميذ، والذي بحلوله انفتحت عيون قلوبهم، فاكتشفوا وربطوا كل نبوات العهد القديم بأحداث حياة المسيح على الأرض، وعمله الخلاصي.

 

ع17-19: يوضح القديس يوحنا أقوى أسباب فرح الجموع وتزاحمهم على استقبال الرب يسوع، وهو شهادة وتأكيد الجموع بأنه أقام لعازر من القبر. ومن جهة أخرى، ينقلنا لما كان يدور في قلوب وأفكار الفريسيون من حقد، استفز بعضهم بعضا، في ضرورة التحرك لمواجهة ذلك الذي ذهب الجميع وراءه. وبدلًا من التأكد واتباع الحق، كان خوفهم على ضياع مكانتهم كمعلمين ذوى مكانة بين الشعب، هو همهم الأكبر.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(3) الموت والحياة (ع 20 - 26):

20 وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. 21 فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ» 22 فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. 23 وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلًا: «قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ. 24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. 25 مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. 26 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.

 

ع20-22: المقصود هنا باليونانيين ليسوا الأمم عبدة الأوثان، ولكنهم إما من الأمم المتهودين، أو اليهود الذين عاشوا لفترة طويلة في بلاد اليونان، وقد صعدوا لأورشليم لتقديم الذبائح في الهيكل، والاحتفال بالفصح. ونفهم أن ما سمعوه عن شخص الرب يسوع ومعجزاته وتعاليمه، كان سبب بحثهم عنه إلى أن استدلوا على أحد تلاميذه، وهو فيلبس، الذي أبلغ بدوره أندراوس، وذهب كلاهما للمسيح لإطلاعه على رغبة اليونانيين.

 

ع23: إجابة المسيح هنا كانت للتلميذين، وكذلك لليونانيين والجمع المستمع، وكانت بداية التنبؤ بقرب الخلاص الذي يقدمه المسيح. ولما كانت أفكارهم محصورة في الملكوت والمجد الأرضى، بدأ المسيح حديثه بما هو في أذهانهم، ليرفعهم للفهم الروحي. وتعبير "ليتمجد ابن الإنسان"، معناه إعلان مجده الأول السمائي، الذي كان مخفيا بالتجسد. وطريقة إعلان هذا المجد هي الصليب، ثم القيامة، فالصعود.

 

ع24: هذا العدد توضيح لطريقة تمجيد ابن الإنسان، فاستخدم السيد المسيح هنا مثلا بحبة القمح التي تشير إليه في تجسده، فكل مجد وقيمة هذه الحبة في أن تدفن في التربة ويكتنفها موت الأرض، فالذى يراه الناس موتا لحبة القمح، هو مصدر الحياة نفسها، إذ سوف تقوم وتحيا من موتها. وعند قيامها، فهي مصدر الشبع والحياة لكل من يقتات بها. وهذا ما أراد أن يوضحه المسيح للجموع، بفاعلية موته ومنحه الخلاص لكل من يقبل فدائه على الصليب، ويأكل جسده في التناول.

 

ع25: بعد أن تحدث المسيح عن نفسه، يوجه تعليما روحيا عاما، يعتبر من قوانين الحياة المسيحية، فكل ارتقاء لمستوى روحي أعلى، يتطلب خسارة في الماديات، وهي الأقل، فالحياة الأبدية بكل مجدها وبهائها، تتطلب التضحية بكل ما يعيق الوصول إليها. فإذا كان الجسد، أو شهوات النفس المختلفة، تربط الإنسان بالعالم وتفقده السماء، فعلى الإنسان إذن أن يقاوم، بل ويضحي بأي شيء، حتى حياته نفسها، من أجل الميراث الدائم والأبدي؛ وهذا ما قصده السيد المسيح بكلمة "يهلكها". وهذا الإيمان هو ما جعل أباؤنا الشهداء القديسون يُقْدِمُونَ على الموت بمنتهى الشجاعة واللامبالاة من سطوة الحكام؛ فمن يضع الحياة الأبدية نصب عينيه لا يخشى شيئًا.

 

ع26: أي من أراد أن يكون مسيحيا حقيقيا، وتلميذا وخادما لوصية المسيح، عليه أن يتبع سيده ومعلمه في كل ما فعله. فإذا كان السيد قد بذل نفسه وأماتها من أجل فداء الآخرين، فعلى الخادم الأمين الاقتداء به. وقد ربط المسيح ذلك أيضًا بالمكافأة، وهي الوجود الدائم للمسيحي الأمين في حضن سيده، وتكريم الآب السماوي له. ولا نعتقد أن هناك لغة أو تصور تقرب لنا معنى هذا الإكرام الأبدي، غير المحدود بالزمن أو الحجم، سوى الثقة في كل ما يقوله السيد المسيح، في أن ما يتركه الإنسان هنا، أو يتحمله من أجل المسيح، له هذه المكافأة وهذا الإكرام.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(4) المسيح يتحدث عن موته وآثاره (ع 27: 36):

27 اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ، 28 أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». 29 فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!». 30 أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. 31 اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. 32 وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ». 33 قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. 34 فَأَجَابَهُ الْجَمْعُ: «نَحْنُ سَمِعْنَا مِنَ النَّامُوسِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» 35 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلًا بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. 36 مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا ثُمَّ مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ.

 

ع27: المقصود بالنفس هنا هو مركز الانفعالات العاطفية، المسيح يعلم ساعة صلبه وموته واقترابها، لكنه كإنسان كامل، يعبّر عن مشاعره الإنسانية بالاضطراب، فهو بين أمرين هامين: أمر ترفضه النفس البشرية العادية، وهو الموت الذي سيخضع له ليتمم فدائنا، ثم ينتصر عليه بقيامته لإتمام خلاصنا، وبين ما تريده الروح البارة والخاضعة للآب السماوي في تدبيره.

ولهذا، كان الجزء الثاني من الآية "ماذا أقول... نجنى من هذه الساعة؟" وكأن الروح تعلم، وتجيب وتقوّى النفس على انفعالها، مؤكدة أن من أجل هذه الساعة، التي تتعلق بها كل البشرية، أتى المسيح.

 

ع28-29: يقول القديس ذهبي الفم وأغسطينوس أن إرادة الابن هي تمجيد اسم الآب، والطريق هو الموت والألم وفداء البشر الهالكين، واقتيادهم للسماء، فيمجدون اسم الآب على الأرض، ثم في السماء، تمجيدا أبديا، فيرد الآب على الابن: "مَجَّدْتُ وأُمَجِّدُ"، ومعناها أنه من خلال حياة المسيح وشهادته المتكررة عن الآب، وتعاليمه عن العلاقة السرية بينهما، وصنعه المعجزات، مجد الابن الآب بهذه الطريقة، ومجد الآب ابنه الوحيد بالشهادة له أيضًا. فالآب أعلن مجد الابن:

أولًا: في المعمودية (مت 3: 17).

ثانيا: في التجلي (مت 17: 5).

ثالثا: في هذه الآية "مَجَّدْتُ وأُمَجِّدُ".

فالمجد بين الآب والابن مجدا واحدا ومتبادلا (يو 13: 31، 32؛ ص 14: 13).

"وأُمَجِّدُ": تعني صعود المسيح للسماء.

أما الجمع، فعندما سمعوا هذا الصوت، اعتقد البعض، بسبب المفاجأة وعدم التوقع، أنه صوت رعد؛ أما البعض الآخر الذي ميز الكلمات، فظنوا أنه صوت ملاك من السماء.

 

ع30: أجاب المسيح على من ظنوا أن ملاك يكلمه، قائلًا إن هذا الصوت لكم أنتم لتؤمنوا، فأنا لست في احتياج له، ولا أشك في مجد اسم أبى أو مجدى، بل لإزالة شكوكم أنتم نحوى.

 

ع31: "دينونة هذا العالم": ليست الدينونة الأخيرة، ولكنها دينونة رفض المسيح، ودينونة العالم الوثني، ودينونة مملكة الشيطان الذي امتلك زمام الأمور في العالم، فإنها دينونة إعلان إثم العالم كله.

"يُطْرَحُ... خارجا": أى، نتيجة الدينونة الأولى، يتقيد الشيطان في سلطانه على العالم - بصلب المسيح - ويُطرح خارجا؛ وهذا ما فسره القديس بولس عن عمل المسيح على الصليب نحو الشيطان "إذ جرد الرياسات، والسلاطين أشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه" (كو 2: 15).

فلا سلطان إذن للشيطان على أبناء الله المؤمنين باسمه والعاملين بوصاياه.

 

ع32-33: "إن ارتفعت عن الأرض": بالصليب معلقا، أجذب لنفسى ولأعلى الجميع. فالإنسان دون المسيح مكبل بقيود الخطية والحياة المادية، ولكن بالمسيح، وفي الصليب فقط، يجتذب هذا المصلوب كل ضحايا رئيس العالم الشرير، ليضمنا في حضنه وإلى صدره إلى أعلى، لنتحرر من كل ما هو من أسفل، ونتمتع بالحياة معه، التي تبدأ هنا ولا تنتهي هناك.

فليتنا جميعا، برغبة أكيدة، نمد أيدينا إلى مسيحنا ذبيحتنا، ونلتقى معه في مذبحه، لنأخذ قوتنا منه. وحينئذ، نستطيع أن نطأ العالم والشيطان تحت أقدامنا.

 

ع34: واجهت الجمع صعوبة، وهي إشارة المسيح إلى موته معلقا من جهة، وبين ما تعلموه من الناموس من أن مُلك المسيح مُلك أبدي أرضى (دا 7: 14؛ مز 110: 4؛ إش 9: 7)، والمشكلة في الفهم الخاطئ. إن كل النبوات تتكلم عن الملكوت الروحي الأبدي للمسيح، وليس الزمني. وهذا هو سبب قوله لبيلاطس فيما بعد: "مملكتى ليست من هذا العالم" (يو 18: 36).

"من هو هذا ابن الإنسان؟": سؤال تعجبى! فالمسيح استخدم هذا التعبير عن نفسه مرارا، وهو نفس التعبير الذي استخدمه دانيال في نبوته لوصف المسيح (دا 7: 13). إذن، ماذا تقصد بهذا الاستخدام؟! فهل أنت المسيح الأبدي، أم أنك إنسان عادي قابل للموت؟

 

ع35: أجاب المسيح إجابة غير مباشرة، مشيرا إلى اقتراب موته، واصفا نفسه بالنور، وهو ما سبق وقاله في (يو 8: 12). وأيضا يحثهم على اغتنام الفرصة في التمسك بهذا النور، لئلا يدركهم الظلام برفضهم لهذا النور.

والسائر في الظلام، هو إنسان تائه فاقد للطريق والهدف، وهذا هو الحال حتى الآن لكل من يبعد عن المسيح وكنيسته. فخارج الكنيسة، التي هي سفينة النجاة، لا يوجد سوى دوامات العالم المادية والفكرية، التي تبتلع الإنسان بعيدا عن صوت المسيح، فيغرق وتختنق روحه، بينما يظن أنه يَعْلَمُ الطريق الصحيح ويسير فيه. والنتيجة، للأسف، هي فقده لخلاص نفسه.

 

ع36: لا زال المسيح يحثهم على الإيمان به، واستغلال فرصة تواجده معهم، حتى لو كانت قليلة. ويضيف أيضًا أن من يتبعه في طريقه، ويطيع وصاياه، يصير هو ابنا للنور، أي حاملا خصائص النور الحقيقي، عاكسا لهذا النور لكل من حوله.

فيرى الناس في الإنسان المسيحي البر والطهارة والأمانة وسائر الفضائل. فهل نحن كذلك؟

"ثم مضى واختفى عنهم ": تفيد نهاية الحديث، واختلائه بنفسه بعيدا عن الجموع، كما جاء في (ص 8: 59). وقد اعتاد الرب يسوع، خلال حياته على الأرض، على هذه الخلوات الروحية.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(5) أسباب عدم إيمان اليهود (ع 37 - 43):

37 وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ أَمَامَهُمْ آيَاتٍ هذَا عَدَدُهَا، لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ، 38 لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الَذي قَالَهُ: «يَا رَبُّ، مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟ وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» 39 لِهذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضًا: 40 «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ». 41 قَالَ إِشَعْيَاءُ هذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. 42 وَلكِنْ مَعَ ذلِكَ آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَيْضًا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لِسَبَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَعْتَرِفُوا بِهِ، لِئَلاَّ يَصِيرُوا خَارِجَ الْمَجْمَعِ، 43 لأَنَّهُمْ أَحَبُّوا مَجْدَ النَّاسِ أَكْثَرَ مِنْ مَجْدِ اللهِ.

 

ع37: "هذا عددها": يوضح القديس يوحنا كثرة وتعدد وتنوع المعجزات التي صنعها الرب يسوع. ومع هذا، لم يؤمن أكثر اليهود، ليوضح قساوة قلوبهم. وهذا التعبير يفيد أيضًا التعجب والاستغراب من رد فعل اليهود على كل ما صنع الرب.

 

ع38-39: يدفع القديس يوحنا عنا الاستغراب والتعجب في موقف اليهود من المسيح، ويقول لنا: ألم يسبق إشعياء وقال أنهم رفضوا تصديق نبواته، ورفضوا أيضًا ذراع الرب الممدودة للخلاص؟ فموقفهم الآن في رفض المسيح لم يختلف عن موقفهم في زمن إشعياء من رفض الله وفدائه لشعبه (إش 53: 1). ويقدم أيضًا القديس يوحنا في (ع40) نبوة جديدة تنبأ بها إشعياء، توضح أيضًا علة رفضهم للمسيح.

 

ع40: هذه النبوة مأخوذة من (إش 6: 9، 10)، ونقلتها الأناجيل بشئ من التصرف (مت 13: 13-15؛ مر 4: 12؛ لو 8: 10)، والمقصود ليس أن الله هو سبب قساوة قلوبهم، بل كثرة تذمرهم ورفضهم لله وعدم سماعهم له، هي التي أطمست عيونهم وقلوبهم عن أعمال الله في زمن إشعياء، ومعجزات وتعاليم المسيح في زمانه. ولهذا، فمسؤلية الرفض تعود على اليهود غلاظ الرقاب والقلوب، بعد أن استوفى معهم الله كل محاولة.

 

ع41: "رأى مجده": مقصود بها مجد المسيح، والكلام يعود لرؤية إشعياء (أش 6) التي رأى فيها مجد الله وحوله الشاروبيم والسيرافيم يصرخون: "قدّوس قدّوس قدّوس رب الجنود، مجده ملء كل الأرض" (ع3). ولما كان الكتاب المقدس يشهد أن الآب لم يره أحد (ص 1: 18)، وبالتالي يكون الذي رآه إشعياء، هو الله الابن، أي المسيح.

 

ع42-43: يعود القديس يوحنا ويوضح أن لكل قاعدة استثناء. فإذا كان معظم اليهود لم يؤمنوا بالمسيح، كان هناك أيضًا من آمنوا به من بين مجلس السبعين، وهو أعلى مجلس يهودي، وكان يُطلق عليهم الرؤساء، ومن أمثلة هؤلاء الذين آمنوا، نيقوديموس ويوسف الرامى، اللذين ظهر إيمانهما بعد أحداث الصلب. ولكن، بسبب الخوف من الفريسيين وسطوتهم الدينية والاجتماعية، لم يستطع أحد إعلان إيمانه (راجع يو 7: 3؛ 9: 22؛ 19: 38؛ 20: 19).

ويوضح القديس يوحنا أيضًا سببا يجعل الكثيرين ينكرون إيمانهم، أو على الأقل لا يعلنونه، وهو رغبتهم في الحفاظ على محبة ومدح الناس لهم، حتى لو كان هذا على حساب الله. فلا تنحدر يا أخي إلى هذه العلاقات أو المساومات، حبا في منصب أو كرامة، وتذكر قول بطرس والرسل أنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29)، مهما كان الإغراء، أو مهما كان التهديد.

St-Takla.org Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

(6) دينونة عدم الإيمان بالمسيح (ع 44-50):

44 فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45 وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 46 أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. 47 وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. 48 مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 49 لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50 وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هكَذَا أَتَكَلَّمُ».

 

ع44-45: "فنادى يسوع": وذلك في مكان آخر، ولكنه في نفس اليوم. وجاء ما سوف يقوله الرب في هذه الأعداد، إجمالًا لما سبق وقاله في آيات سابقة، وخاصة (يو 5؛ 7؛ 8؛ 10)، وملخصه هو وحدانيته مع الآب المرسل منه، فالإيمان بالابن هو الإيمان بالآب، وإنكار أحدهما هو إنكار للآخر. ويضيف المسيح بأن من رآه قد رأى الآب، لأن الاثنين واحد في اللاهوت (يو 14: 9)، وهذا دليل قوي على المساواة؛ فمن يجرؤ من البشر أو أكبر أنبياء اليهود أو رؤساء الملائكة، على التصريح بأنه صورة الآب المنظورة، غير المسيح له المجد؟ لأنه: رسم جوهر الآب، كما يصفه القديس بولس في الرسالة للعبرانيين (عب 3).

ع46: هذا ما سبق وأعلنه المسيح في (يو 8: 12) {راجع التفسير}. ويمكننا أيضًا اختصار القول في أن المسيح هو نور العالم الوحيد، وبعيدا عنه لا يوجد سوى ظلمة مهلكة وجهالة الضلال. ونور المسيح هو نور اختباري في حياة كل أبنائه القديسين، فالحديث عن نور المسيح شيء والحياة داخله شيء آخر.

 

ع47: "لم آت لادين العالم": {راجع يو 8: 15} الغرض من تجسدي الآن ليس القصاص أو الدينونة، بل خلاص العالم، بشرط الإيمان بي والعمل بوصاياي؛ فالدينونة للبشر ترتبط بالمجيء الثاني للسيد المسيح.

 

ع48: أما الرافضون لكلامي، أو الإيمان بي، فلهم دينونة عظيمة. وكل كلمة وتعليم وعمل صنعته ولم يقبلوه، سيكون شاهدا عليهم في إدانتهم.

وهذا يوضح لنا جميعا أن الدينونة الإلهية ليست بمحاباة أو لمختارين دون آخرين، بل لها معيار، وهو الإيمان بكلام المسيح والعمل به بقدر الاستطاعة، في حياة من الجهاد الروحي لا تعرف الكلل.

 

ع49: (راجع شرح يو 5: 30؛ 7: 16-18) فالآب هو مصدر كل شيء، والابن وسيلة إعلانه وتوصيله، والاثنان واحد في الجوهر ومتساويان.

 

ع50: "وأنا أعلم": وعِلْمُ المسيح هنا، يفوق كل علم البشر. وبالتالي، ما يعلنه هو الحق كله، أي أن طريق الوصول للأبدية، هو العمل بالوصية والحياة بها. فالإيمان النظرى لا يخلّص صاحبه، وما فائدته إن لم يتحوّل لحياة مُعاشة.

وهذا الكلام لنا جميعا، فالمسيحية ليست مجموعة من الفرائض، بل هي طاعة حب لله في وصيته، ومَن يحتمل تعب تنفيذ الوصية، يعطيه المسيح اختبار عربون الحياة الأبدية، هنا على الأرض، بحسب غنى عمل نعمته فينا.

St-Takla.org Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إنجيل يوحنا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/john/chapter-12.html

تقصير الرابط:
tak.la/d5wqws5