* تأملات في كتاب
يوحنا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) عُرس قانا الجليل (ع 1-11)
(2) تطهير الهيكل (ع 12-18)
(3) المسيح ينبئ عن موته (ع 19-25)
1 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2 وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3 وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5 قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». 6 وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. 7 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9 فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10 وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». 11 هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ.
تقع بلدة قانا في شمال فلسطين، بالقرب من منطقة الجليل، وتبعد عن الناصرة 15 كيلومترا شرقًا. وبالرغم من عناء التعب والسفر، لم يتأخر السيد المسيح عن الذهاب والمجاملة. فالمشاركة إحدى صور المحبة، وخاصة تلك التي يُبذل فيها تعب، وإكراما للزواج الذي سيجعله من أسرار الكنيسة.
فبعد ثلاثة أيام من دعوة نَثَنائيل، دُعِيَت العذراء مريم، وكذا المسيح وتلاميذه، لحفل الزواج الذي في مدينة قانا.
تظهر محبة العذراء وأمومتها، في إحساسها باحتياج من حولها دون أن يطلبوا. فيبدو أن عدد الذين حضروا إلى العُرس كان أكثر جدًا مما كان متوقعا، ففرغت الخمر المعدّة، وهي عصير العنب، المختمر طبيعيا، دون تقطير أو إضافة كحول، أي بفعل البكتريا فقط، وإذا صارت قديمة، يظهر فيها طعم الخل، ولكن لا تصير مثل الخمر المسكرة التي تباع في الأسواق الآن، والتي يَنْهَى عنها الكتاب المقدس.
وأسرعت العذراء، بحب، تطلب من المسيح إنقاذ أهل العُرس من هذا الحرج. ولم يكن في تدبير الله بدء معجزاته وبشارته الآن، فقال لها: "ما لى ولك يا امرأة؟" أي أنت إنسانة، ولا تعرفى حكمة الله، والميعاد الذي حدده. ولكنه في نفس الوقت أكرمها، لأنها أمه القديسة العذراء مريم، واستجاب لشفاعتها.
ويظهر إيمان العذراء في أن المسيح يقبل شفاعتها، في طلبها من الخدام أن يعملوا كل ما يأمرهم به.
† أخي الحبيب، اطلب من الله كل ما تحتاجه مهما بدا صعبا، فهو يحبك... وتشفّع بالقديسين لعظم مكانتهم عنده، وخاصة العذراء مريم.
12 وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13 وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 14 وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا. 15 فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16 وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: «ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». 17 فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». 18 فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟»
ع12:
اتخذ السيد المسيح من كَفْرَنَاحُومَ قاعدة لإقامته وانطلاقه للخدمة من بعد الناصرة، وكانت مدينة هامة تقع على بحر الجليل شمالًا."إخوته": تؤمن الكنيسة في عقيدتها وتقليدها، أن القديسة العذراء مريم لم تنجب بالجسد سوى شخص الرب يسوع، مع احتفاظها ببكوريتها، ولم تعرف خطيبها يوسف جسديا مطلقا، مما يؤكد أن المسيح، بالجسد،لم يكن له إخوة من مر يم. وهذا ما قاله حزقيال في نبوته: "ثم يخرج وبعد خروجه يغلق الباب" (حز 46: 12). أما إخوته، فهم أبناء الخالة، إذ أن التقليد في الشام، حتى هذا الزمان، أن أبناء الخالة يلقبون بالإخوة.
كان فصح اليهود أهم أعيادهم الدينية. وكانوا يأتون من أنحاء العالم كله إلى أورشليم، حيث هيكل سليمان، لتقديم الذبائح، والاحتفال بهذا العيد العظيم. وهذا ما صنعه الرب يسوع نفسه. وعند دخوله الهيكل، يكشف لنا يوحنا ما رآه السيد وأحزن قلبه، بل أغضبه، وهو أن أروقة الهيكل تحولت إلى ما يشبه السوق، فهناك الموائد والحيوانات وكل تجارة، والصياح وكل ما يحدث في الأسواق من جلبة، مما يتنافى مع كرامة بيت الله، وضياع هدف العبادة.
والنص هنا صريح، ويوضح حسم السيد المسيح، وغيرته على بيته وبيت أبيه، مما صنعه.
† وهناك فرق بين الغضب المحموم الخاطئ، والذي يبرره كثيرون لأنفسهم، ويدينه الله، وبين الغيرة البارة والغضب المقدس على خطاياى، أو إنقاذ المظلومين، أو لأجل بيت الله وحقوقه.
أخي الحبيب، ما أحوجنا الآن أيضًا أن تكون لنا نفس الغيرة على الكنيسة، التي هي بيت الله والملائكة والقديسين. والله يغار على مجده وبيته جدًا... ولعلنا نحن أيضا، أبناء الكنيسة، نعثر الآخرين بسلوكنا ومظهرنا الذي لا يتناسب مع كرامة بيت الله - السماء الأرضية - التي يقول عنها داود: "ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام" (مز 93: 5).
سؤال مخيف جدًا نسأله لأنفسنا: ماذا لو جاء السيد الآن وافتقد كنيسته، كما افتقد هيكله؟!! هل كل ما يراه يرضيه؟ ... ابدأ بنفسك.
ع18:
إلا أن اليهود والكهنة والتجار، لم يتقبلوا ما صنعه السيد. ولهذا، سألوه: "أية آية ترينا"... كما فعل موسى لفرعون ليثبت إرسال الله له؟ ومعناها: بأى سلطان تفعل هذا، فأنت لست من الخدام أو الكهنة، ولست صاحب عجائب أو معجزات، حتى نسمع لك.† وهذا ما يتنافى، في حياتنا، مع الخضوع لوصايا الله وأعماله. فمن أهم شروط الإيمان، كما أشرنا، هو التصديق بلا مطالب أو تأكيدات مادية.
ونلاحظ أن السيد المسيح، في مدة خدمته، حضر الفصح 4 مرات: هذه أولها. والثانية (يو 5: 1) حيث شفى مريض بيت حسدا. والثالثة (يو 6: 4) حيث أشبع الجموع. والرابعة (يو 11: 55) حيث صُلب.
وقد طهّر الرب الهيكل مرتين: هذه المرة في بداية خدمته، والمرة الثانية في نهاية خدمته على الأرض قبل الصلب بأربعة أيام (مت 21: 12، 13؛ مر 11: 15-17؛ لو 19: 45، 46).
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
19 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20 فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21 وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22 فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ. 23 وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ. 24 لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. 25 وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ.
ولعل القارئ يربط بين ما قاله السيد هنا، وبين ما ذكر في (مت 12: 39؛ لو 11: 29)، وذلك عندما طلب اليهود آية (معجزة) من السيد، فأجابهم أيضًا إنه لن تُعْطَى لكم آية إلا آية يونان النبي، منبئا أيضًا عن موته وقيامته بعد ثلاثة أيام... وبالطبع كان الكلام صعبا وغير مفهوم لليهود... ولكن، هكذا النبوات، فهي كثيرًا ما تكون صعبة، وعند حدوثها يثبت صدقها وصدق راويها؛ وهذا ما يؤكده النص أن التلاميذ فهموا، وتحقق إيمانهم بعد قيامة السيد من الأموات.
ع23-25: بالرغم من إيمان الكثيرين نتيجة المعجزات التي صنعها السيد، ولا نعرف عددها (راجع يو 21: 25)، ولكن المسيح لم يأتمنهم على نفسه. وهذامعناه أنه عرف ما في قلوب من حوله... فهو يعرف أن هذا ليس إيمانا ثابتا، بل إيمان يقوده الانبهار، وهو إيمان وقتى سطحى لا يدوم. وتعبير "لأنه علم ما كان في الإنسان"، إشارة قوية للاهوته‘ وهو ما أكده أيضًا في قدرته على إقامة جسده بعد الموت.
† فيا تُرَى أيها الحبيب، أي نوع من الإيمان لدينا مما ذُكِرَ في (مت 3: 23؛ مر 4: 2-20)؟ هل هو إيمان راسخ عامل في قلوبنا بالروح القدس، أم هو إيمان نظرى يظهر في أوقات الراحة ويختفى عند الصليب؟
والكنيسة تعلمنا ألا نفرح وننخدع بالثمر الكثير والسريع، لعله إيمان يشبه إيمان اليهود، الذين سرعان ما انقلبوا صارخين: "اصلبه... اصلبه..." آمين، يا رب ثبتنا في إيمانك المستقيم.
← تفاسير أصحاحات إنجيل يوحنا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير يوحنا 3 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير يوحنا 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/john/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/j266p39