* تأملات في كتاب
يوحنا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42
الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
(1) أنا هو باب الخراف (ع 1-10)
(2) أنا هو الراعي الصالح (ع 11-16)
(3) سلطان المسيح على حياتنا (ع 17-21)
(4) العلاقة مع الآب (ع 22-30)
(5) اتهام المسيح بالتجديف (ع 31-42)
1 «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ الْخِرَافِ، بَلْ يَطْلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ. 2 وَأَمَّا الَّذِي يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ فَهُوَ رَاعِي الْخِرَافِ. 3 لِهذَا يَفْتَحُ الْبَوَّابُ، وَالْخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ وَيُخْرِجُهَا. 4 وَمَتَى أَخْرَجَ خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ يَذْهَبُ أَمَامَهَا، وَالْخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ. 5 وَأَمَّا الْغَرِيبُ فَلاَ تَتْبَعُهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لاَ تَعْرِفُ صَوْتَ الْغُرَبَاءِ». 6 هذَا الْمَثَلُ قَالَهُ لَهُمْ يَسُوعُ، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا هُوَ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُمْ بِهِ. 7 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. 8 جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. 9 أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. 10 اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.
مقدمة:
في هذا الأصحاح، يقدم المسيح نفسه لليهود والبشرية، بإحدى الصفات التي تعبر عن مهمته الخلاصية في حياة أبنائه. وقد استخدم السيد المسيح صفة الراعى، وهي المهنة الأولى للمجتمع اليهودي، وتأتى قبل الزراعة والصيد والنجارة، ولقربها من قلوبهم، إذ كان كل آبائهم الكبار رعاة مثل: إبراهيم وإسحق وداود وموسى النبي... وكذلك تكلم الله عن نفسه كراع أمين لأولاده في (مز 23) و(إش 40: 11).
ع1-2: يؤكد السيد المسيح هنا على أنه المالك الشرعى، والراعى الوحيد لشعبه. فالحظيرة هنا هي الكنيسة، والخراف هم شعبه، والباب هو المسيح المهتم بتوبة وخلاص نفوس شعبه؛ في مقارنة بينه وبين كهنة اليهود والفريسين، الذين اعتبرهم المسيح لصوصا لم يشفقوا على الشعب، بل أضروه بالأكثر، ملتفتين إلى مصالحهم (راجع حز 34).
† وكذلك ينطبق القول على كل خادم غير أمين في كنيسة الله، يسرق من شعب المسيح لحساب ذاته، أو يسرق بتعليم غريب، سالبا المسيح قطيعه.
ع3:
"البواب": إشارة إلى الروح القدس، الذي يفتح القلوب أمام كلمة وصوت الراعى؛ وهو عمل مستمر للروح القدس. وكذلك يمكن القول بأن البواب هو الخادم الأمين، الذي لا يدّعى نفسه راعيا، بل بوابا، كل عمله إنه يفتح الباب للراعى، بمعنى أنه يسعى جاهدا لتوصيل المسيح للناس، دون أن يدّعى لنفسه دورا أكبر من هذا. أما الخراف، فإذ تسمع صوت راعيها الأمين، والذي تميزه جيدا من خلال العشرة والصداقة اليومية، وتثق في قيادته لحياتها، إذ ينادى كل منها باسمه الخاص، كدليل على الحب والاهتمام والرعاية الخاصة... تخرج في إثره لتتمتع بشمس المعرفة الروحية، وهواء حرية مجد أبناء الله.† فهل لك أيها الحبيب هذا التمييز لصوت المسيح في حياتك؟ فهو دائم المناداة لك، والحديث معك، مشتاقا أن تنطلق معه في مراعيه الروحية، ليكون لك الشبع والتمتع. فلا تدع شيئًا يشغل أذناك من أصوات هذا العالم ومشاغله، عن الاستماع لصوت راعيك الصالح.
إذ اطمأنت الخراف إلى صوت راعيها الذي تميزه جيدا، فإنها تسير وراءه في تسليم كامل وثقة مطلقة، فهو الوحيد الذي يعلم أين هي المراعى الجيدة لرعيته، ورعيته تنظر لقدميه، وتتبع خطواته التي تقودها إلى مياه الراحة الأبدية، متمثلة بقائدها في اتضاعه ووداعته وجهاده وآلامه، مأسورة بحب رعايته لها. أما الغريب فهو المعلم الخادع، مثله مثل السارق واللص، فإن الرعية الواعية والمتعلمة داخل الكنيسة، تميز التعليم الغريب عن روح كنيستها ومسيحها، فتنفر من هذا التعليم المضل.
† ولهذا أيها الحبيب، فإن التواجد داخل المناخ الكنسي، يوفر لنا جميعا الغذاء الروحي العديم الغش، ويحمينا من المعلمين الغرباء الذين يدخلون البيوت باسم المسيح، وهم سراق ولصوص لا يبغون سوى تمزيق جسده، أي كنيسته، فلا تسمع لهم... بل اهرب منهم.
ع6: لم يفهم اليهود قصد المسيح، وخاصة المقارنة الأخيرة بين الراعى الحقيقي وبين الغريب. ولهذا، يبدأ السيد المسيح في الأعداد القادمة في إعادة التوضيح والشرح، مطيلا أناته عليهم.
ع7-8: "باب الخراف": أي أنا المدخل الوحيد لطريق الخلاص، ولا يوجد خلاص خارج جسدي ودمى. وكذلك أنا المخرج الوحيد، من الضيقة والألم، إلى التمتع بحرية العشرة الفسيحة مع الله.
"جميع الذين أتوْا": بالطبع لم يقصد الأنبياء أو الآباء، وهم المرسلين بحسب اختياره ودعوته، بل يقصد كل من أتى قبله وادعى إنه هو الراعى والمعلم. وكذلك يمكن تطبيق القول على الكتبة والفريسيين، ولكن رعية الله لم تستجب لضلالهم. ويوضح القديس مرقس الفرق بين صوت الراعى الحقيقي واللصوص، فإنه: "كان يعلمهم كمن له سلطان، وليس كالكتبة" (مر1: 22). والمسيح نفسه وصف الكتبة والفريسيين باللصوص، عندما قال عنهم: "تأكلون بيوت الأرامل" (مت 23: 14)، أي أخذوا شكل الرعاة، ولكنهم كانوا لصوصا. ولهذا، فإن شعب الله الحقيقي لم يستجب لزيفهم. فكما أن الطفل يستطيع تمييز صوت أبيه، كذلك شعب المسيح مع راعيه الأعظم.
": فالدعوة قائمة، ولكن الله يحترم حرية الإنسان. فالخلاص مقدم لكل الناس، ولكن للإنسان أن يقبل عطية المسيح، أو يرفضها بعناده وكبريائه. فالخلاص المجانى مشروط بالإيمان بالراعى، واتباعه، والجهاد معه.
"يدخل ويخرج ويجد مرعى": الحديث عن الحظيرة، وهي الكنيسة، التي توفر لأولادها:
أولًا: الاتحاد بالمسيح من خلال التناول المقدس.
ثانيا: الشبع الروحي من خلال التعليم السليم.
ثالثا: الطمأنينة من خلال إرشاد الآباء.
رابعا: حرية الانطلاق في النمو ومعرفة الله الحقيقية.
ومعنى هذا أن الحياة خارج المسيح وكنيسته هي موت.
† صديقى العزيز، إن المسيح وهب لنا الحياة واشتراها لنا بموته عنا جميعا على الصليب، وقدمها لنا ودعانا إليها مجانا، وهو لا يبغى سوى أن نتمتع نحن بهذا كله، ويكون لنا الأفضل "لأن الناموس بموسى أعطى، أما النعمة والحق، فبيسوع المسيح صارا" (ص 1: 17). فكل إعلانات وأنبياء وظهورات العهد القديم، لا تغدو شيئًا مقارنة بما أُعلِن لنا في شخص المسيح بتجسده وتقديم الخلاص لنا. بل الأعظم والأفضل يا صديقى، هو سكنى روح الله القدوس الحقيقي بداخلنا. فيوم مسحك بالميرون المقدس، سكن الله بداخلك وصرت له هيكلا... فهل أنت تُقدّر هذه الحياة وهذا الوضع الأفضل، أم أن الحياة الزائلة والمزيفة هي التي لا زالت تستهويك وتشغلك عن مسيحك؟
11 أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. 12 وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلًا وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا. 13 وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ. 14 أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، 15 كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ. 16 وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.
ع11: "الراعى الصالح":
في (ع1)، وضحنا أهمية صفة الراعى. أما هنا، فما هو صلاح المسيح مقارنة بالرعاة مثل موسى وداود وغيرهم؟ كان هؤلاء الرعاة بدورهم أيضًا خرافا لله يرعاهم؛ أما صلاح المسيح:أولًا: أنه راعى الرعاة الأوحد، ضابط الكل، ولا ترتقى رعاية أي إنسان محدود إلى رعاية المسيح لخليقته.
ثانيا: إن الراعى الأمين قد يدافع عن رعيته ويقاتل عنها، ولكنه لا يجازف بحياته الأغلى من قطيعه... أما المسيح، فقد بذل ذاته من أجل خلاص كل قطيعه، وهو عمل الفداء الكفارى الذي لا يستطيع أحد القيام به سوى مسيحنا وراعينا الصالح...
ثالثا: بجانب عمل الفداء، فإن تعبير "الراعى الصالح" يحمل معاني روحية عميقة...
† إن المسيح هو المعتنى بإعداد كل ما تحتاج إليه، وهو الحنون عليك في كل ضيقاتك، وهو المدافع عنك ضد الشر والخطر... فإذا كان هذا راعينا، فلماذا نقلق إذن وتربكنا اهتمامتنا اليومية العالمية؟
ثق أيها الحبيب في راعيك المحب، الباذل نفسه لأجلك.
مقارنة يقدمها السيد المسيح، الغرض منها إظهار مدى الحب في رعايته لرعيته، التي يمتلكها ويفديها. فمهما كانت أمانة الأجير، لن ترقى أبدا إلى محبة صاحب القطيع لرعيته. فالأجير حياته أهم بكثير من الخراف، فإنه يهرب إذا استشعر الخطر المهدد لحياته. أما صاحب الرعية الحقيقي، فيحمل صليبه ويصعد عليه بإرادته وحده، ليموت هو ويهب الحياة لشعبه.
† والكلام هنا، يمكن توجيهه للخدام في كنيسة المسيح. فالخادم الأجير لا يربطه بمخدوميه سوى الأجرة، أي ما يحصل عليه من مديح أو إشباع للذات. أما الخادم الأمين، فهو من أجل المسيح، وخوفا على رعية المسيح، يبذل كل جهد... حتى حياته كلها رخيصة من أجل رعية السيد التي اؤتمن عليها. والكنيسة ذاخرة بسير هؤلاء الرعاة الأمناء الذين بذلوا أيضًا حياتهم من أجل شعبهم، مثال القديس البطريرك بطرس خاتم الشهداء الذي قدم حياته راضيا، طالبا من المسيح أن يكون دمه نهاية لعصر الاستشهاد الذي عانى منه الشعب القبطى على يد الرومان.
ع14:
بعد أن عرض السيد المسيح الفرق بين الأجير وصاحب الرعية، يعود ليؤكد أهمية عمله الرعوى المميز في أنه الراعى الصالح؛ ويضيف صفة جديدة تشملها هذه الرعاية، وهي معرفته لخاصته. فكما أن الراعى يعرف قطيعه جملة وعددا، فإنه يعرف كل واحد أيضًا باسمه (ع3)، وباحتياجاته وضيقاته، بل أيضًا يتألم لألمه.† وهذه ميزة يتمتع بها كل أبنائه، بخلاف من يرفضون وجودهم داخل الكنيسة - حظيرته - فيقول لهم الراعى: "لم أعرفكم قط" (مت7: 23).
"وخاصتى تعرفنى": معرفة الحب والعرفان والشكر من الخراف إلى راعيها الحنّان، ومعرفة الاختبار لذراعه القوية وعمل نعمته في حياتنا. فالمسيح ليس له نظير أو بديل لكل نفس تمتعت بصداقته ورعايته، فهو الوحيد المشبع، ولهذا تتبعه النفس أينما ذهب، وهو مصدر شبعها وارتوائها.
طوباك أيها القديس بولس، عندما تعلن عن عمق هذه المعرفة، وتقول: "لأننى عالم بمن آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتى" (2 تى 1: 12).
ع15:
يقابل المسيح هنا معرفته بخاصته، بالمعرفة الكائنة بينه وبين الآب. فكما أن الآب والابن في انفتاح واتصال دائم، هكذا لا يفصل المسيح عن رعيته شيء. وبقدر ما تستطيع الرعية أيضا، فهي في اتصال مع سيدها وراعيها، مصدر كل خيرها... وكلما زاد الإنسان في حبه للمسيح، زاد اتصاله به، أي زادت معرفته به...† إذن أيها الحبيب، فإن معرفة الله متاحة للجميع، لأن هذه هي شهوة قلبه وإرادته الصالحة. ولكن، هناك دور علينا جميعا لننمو في معرفة الله المشبعة لكل نفس؛ وهذا الدور هو أن نقدم من وقتنا المزيد لنقضيه مع الله، فمهما كانت المشاغل والالتزامات، فهي ليست أعذارا مقبولة أمام الله. والوقت الذي نقضيه مع الله في الصلاة والقراءة، هو استثمار لحياتنا وراحتنا وسلامنا الحقيقي.
ع15: "اضع ذاتي": إذ بلغ الحب منتهاه من الراعى نحو رعيته، يأتي البذل والفداء نتيجة طبيعية لهذه الرعاية الأمينة، والإشارة هنا للفداء، وهو الغاية التي تجسد من أجلها المسيح، فليس هناك برهانا أقوى من الموت يقدمه المسيح في حبه لشعبه (ص 13:1؛ ص 15: 13).
ع16:
إذ يعلن السيد المسيح سر الفداء للرعية، يوضح هنا أن هذا الفداء ليس عن شعب بني إسرائيل فقط، فالرعية الحقيقية للمسيح، هي كل من يقبله في العالم كله؛ فهو ليس محدودا بحظيرة إسرائيل، لأن الفداء والصليب قدم للجميع، وهذا ما تنبأ عنه رئيس الكهنة في (ص11: 52) بأن المسيح سيموت ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد."ينبغي أن آتى بتلك أيضًا":
† تلقى هذه العبارة علينا جميعا التزاما في البحث عن كل نفس بعيدة عن المسيح. فالخادم والإنسان المسيحي الحق، لا ترتاح نفسه وهو يعلم أن هناك كثيرين لا زالوا بعيدين عن كنيسة المسيح، فهو يشعر بالمسئولية تجاه هؤلاء، مثال مسيحه تماما، الراعى الأعظم. فإذا تعرفت الخراف الضالة على صوت الراعى الأعظم، صارت هي أيضًا من قطيعه، تتبعه أينما ذهب.
17 لِهذَا يُحِبُّنِي الآبُ، لأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضًا. 18 لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي». 19 فَحَدَثَ أَيْضًا انْشِقَاقٌ بَيْنَ الْيَهُودِ بِسَبَبِ هذَا الْكَلاَمِ. 20 فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ: «بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟» 21 آخَرُونَ قَالُوا: «لَيْسَ هذَا كَلاَمَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَلَعَلَّ شَيْطَانًا يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ الْعُمْيَانِ؟».
ع17: "لهذا، يحبنى الآب":
الحب بين الآب والابن حب أزلي لا يتوقف على شيء، ولكن المسيح يلفت النظر هنا لبذل ذاته ذبيحة فداء للعالم كله، وهذه الذبيحة يقبلها الآب بسرور وحب.ولئلا يُظَن أن طاعة الابن للآب تنقص من قدره، أو في مساواته للآب، يستكمل المسيح حديثه موضحا سلطانه وإرادته المطلقة في عملية الموت والفداء؛ فإرادة الآب والابن واحدة ومتساوية في فداء الإنسان، فالآب بالتدبير والابن بالتنفيذ. ولهذا، يركز المسيح هنا على سلطانه، أنه هو الذي يضع بإرادته نفسه ليأخذها، أي هو الذاهب إلى الموت ليسحقه، وليس للموت سلطانا عليه. وكلمة "آخذها" معناها القيامة، أي يسترد روحه التي ذاقت الموت بالجسد، وليس للشيطان سلطان في القبض على روح السيد المسيح الإنسانية والخاضعة لمشيئة الابن وحده.
"هذه الوصية قبلتها من أبى": الوصية هنا تشير إلى تدبير الآب في خلاص الإنسان، فالمسيح قبل بإرادته هذا التدبير، وليس قسرا أو إجبارا.
† أيها الحبيب... ألا يلفت نظرك اتضاع الابن المساوى للآب في الجوهر، مخليا ذاته، ومقدما - بكل الحب - نفسه ليشتريك بدمه المقدس الكريم؟ فلماذا إذن لا زالت الذات العالية وكبرياء النفس تطاردنا، وننخدع بمظاهرها الباطلة؟ ألا نتعلم بعد من إلهنا؟!
كالمعتاد (ص 7: 43، ص 9: 16)، يحدث الانشقاق في الرأى بين اليهود لسببين:
الأول: عدم فهمهم لما قاله، غير مدركين الأبعاد الروحية لكلامه.
الثاني: عداوتهم للمسيح نتيجة تأثير كلامه في الآخرين، فكان الأسهل عليهم اتهامه بالتجديف وتبعيته للشيطان.
ولكن، بقى قوم لم يوافقوا الأولين على رأيهم... فهم لم ينسوا بعد معجزة المولود أعمى، وساقوها هنا كدليل ينفى عن المسيح أية علاقة بمملكة الظلمة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
22 وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ شِتَاءٌ. 23 وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ، 24 فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْرًا». 25 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. 26 وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. 27 خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. 28 وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. 29 أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
يقطع القديس يوحنا هنا حديث السيد المسيح عن الرعية والراعى الصالح، ليضيف لنا البعد الزمني والمكانى لهذا الحديث، فعيد التجديد هذا هو عيد قومى روحي، أضافه يهوذا المكابى تذكارا لتطهير الهيكل من الاحتلال اليوناني، الذي نجس الهيكل، وقتل أكثر من أربعين ألف من اليهود. والزمن كان شتاءً، حوالي منتصف ديسمبر. ولما كان رواق سليمان هو الرواق الوحيد المسقف، احتمى فيه السيد المسيح من البرد والمطر.
أجمع كل الآباء والمفسرون أن الغرض من السؤال، ليس الإيمان بالمسيح وتبعيته، بل محاولة جديدة لاصطياده بكلمة، فيتهموه بالتجديف، وخاصة ما طلبوه منه أن يعلن هذا جهرا، أي أمام كل الجموع، فتكون لهم شكاية عليه أمام مجمع رؤساء اليهود من جهة، وأمام الدولة الرومانية من جهة أخرى، لأن إعلان إنه المسيح، يشتمل ضمنا على أنه ملك اليهود، محررهم من الرومان. ولهذا، جاءت إجابة المسيح غير مباشرة، ولكنه لم ينكر حقيقة نفسه، بل أشار إلى الأعمال الإعجازية التي قام بها، ولا يستطيع أحد سواه أن يقوم بها.
وقد استخدم السيد نفس الرد في أن أعماله تشهد له (يو 5: 36؛ 9: 4؛ 10: 37، 38؛ 14: 10).
ع26: يقدم المسيح هنا سبب عدم إيمان اليهود به، سواء لكلامه أو أعماله. وهذا السبب هو أنهم ليسوا من خرافه، أو من الله؛ فكبرياء الإنسان يمنعه من الاستماع لصوت الله، وهذا ما كان يعانيه الكتبة والفريسيين. أما الشعب البسيط والمتضع، فكان يقبل كلام المسيح ويسر به. وعبارة: "كما قلت لكم"، هي تذكير من المسيح لما قاله في (ع4، 14) وكذلك (يو 8: 47).
ع27:
تكرار لما جاء بالأعداد (4، 14)، والغرض هو تأكيد لنفس المعاني الروحية في معرفة الله لخاصته، وتميبزها لصوته.
ع28:
"وأنا أعطيها حياة أبدية": عطية خاصة جدًا تتمتع بها رعية المسيح وحدها، وهي عطية ميراث الحياة الأبدية. ولكن، كيف يعطيها هذه الحياة الأبدية؟ والإجابة من خلال ما سبق وتكلم عنه أيضًا:(1) الميلاد من المعمودية والروح القدس، في حديثه مع نيقوديموس (ص3: 5).
(2) الإيمان بالابن الوحيد (ص 3: 16، 36؛ ص 6: 47).
(3) التناول من جسده الاقدس ودمه الكريم (ص 6: 54).
(4) تبعية المسيح المستمرة والجهاد وقبول الضيقات (ص 12: 25).
"لن تهلك... لا يخطفها أحد":
† ما أحلى هذه الكلمات التي تشيع في النفس اطمئنانا، وتبعد شكوكنا في خلاص نفوسنا... نعم أيها الإله الحبيب، نحن نؤمن أن لنا حياة أبدية فيك وحدك، وأنت حافظنا وحامينا. وكيف لا نخلص، وقد وهبتنا الخلاص المجانى في المعمودية، وغفران الخطايا في سر التناول الاقدس، وسر التوبة والاعتراف؟ نحن مطمئنين يا سيدى. ولكن، هب لنا روح الجهاد ضد الخطايا حتى نكمل خلاص نفوسنا...
: في (ع28)، يقول السيد: "لا يخطفها أحد من يدى"، وهنا يقول: "لا يقدر أحد أن يخطف من يد أبى"، وهذا إثبات ودليل على أن يد الآب والابن هما واحد في المقدرة، والقوة، والإرادة أيضًا. ولهذا، جاء الإعلان الهام في (ع30) "أنا والآب واحد"، وهي من أقوى الآيات التي تثبت لاهوت المسيح ومساواة الابن للآب. أما تعبير "أبى الذي أعطانى إياها"، فمعناه إنه منذ الأزل، وقبل تأسيس العالم، مُنحت الخليقة كلها للابن، فهو خالقها (ص 1: 3)، وهو فاديها (ص 10: 15)، وهو حاميها ومدبرها (ص 10: 28).
"هو أعظم من الكل": مهما كانت محاولات الشيطان لخطف وتبديد رعية الله، فإن الله أقوى، وحمايته غير محدودة.
† فهل نثق يا أحبائى في يد الله القوية، وحمايته لكنيسته، أم لا زلنا نقلق من هذا وذاك؟
أيها الحبيب... أنت بين يدى أببك السمائى، تتمتع بحماية فائقة، تستطيع من خلالها الانتصار على قوة المعاند الشرير. فلا تستهن بيد الله القوية التي تسحق كل الشرور، بل تعالى نرنّم مع سليمان الحكيم قائلين: "اسم الرب برج حصين يركض إليه الصّدّيق ويتمنّع" (أم 18: 10).
31 فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَعْمَالًا كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33 أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» 34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35 إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، 36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38 وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ». 39 فَطَلَبُوا أَيْضًا أَنْ يُمْسِكُوهُ فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ، 40 وَمَضَى أَيْضًا إِلَى عَبْرِ الأُرْدُنِّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِيهِ أَوَّلًا وَمَكَثَ هُنَاكَ. 41 فَأَتَى إِلَيْهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «إِنَّ يُوحَنَّا لَمْ يَفْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً، وَلكِنْ كُلُّ مَا قَالَهُ يُوحَنَّا عَنْ هذَا كَانَ حَقًّا». 42 فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِهِ هُنَاكَ.
الإعلان القوى، الذي قاله السيد المسيح عن وحدانيته مع الآب، أغاظ اليهود، بسبب عدم إدراكهم لكل الأقوال والعجائب السابقة، والتي لا يأتي بها بشر. فحاولوا رجمه بالحجارة، معتبرين كل ما قاله في علاقته بالآب تجديفا. وبدلًا من أن يستمعوا ويفهموا ويستوعبوا الأعمال الحسنة التي عملها المسيح، انغلقت عيونهم وقلوبهم عنها، ولم يتبق سوى الرغبة في قتله.
† أيها الحبيب، ألا ننسى نحن أيضًا في كثير من الأحيان، وخاصة في وقت الضيق والتجربة، كل ما فعله الله معنا من خير ومعجزات خلال سنوات عمرنا، ولا نستمع إلا لصوت عدو الخير، المشكك في رعاية الله لأولاده؟!
ألا نظلم الله معنا حينئذ؟
يا إلهي الحبيب... سامحنا على تجاسرنا وظلمنا لك، ولا تجعلنا نشبه من أُعمِيَت عيونهم عنك وعن خيراتك.
قد يحتمل الإنسان ظُلمًا من أجل الله، ولا يدافع عن نفسه. أما تهمة التجديف، فهي الوحيدة التي لا يقبلها المسيحي عن نفسه، لأن قبولها معناه إنكار الله. وهنا، يدافع المسيح عن نفسه ضد هذه التهمة الباطلة، مستخدما الناموس نفسه. فالناموس لقّب موسى إلها لأخيه هارون (خر 4: 16)، وفي (مز 82: 6) يقول: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلى كلكم"، والناموس صادق ولا يمكن نقضه. فإذا كان الناموس قد أطلق على أناس إنهم آلهة، ولم يعتبر هذا تجديفا. فحتى وإن كنت فقط إنسانا... فأنا لم أجدف عندما استخدمت نفس الصفة لنفسى، أي إنها صفة لها مرجع لديكم... والاحتجاج الثاني الذي قدمه السيد هو أقوى، لأنه يعلن عن نفسه إنه ليس إنسانًا عاديًّا (ع36)، فهو قدوس الله، أي المعيّن منذ الأزل مسيحا لخلاص البشر، والمرسل بتجسده إلى العالم. فكل من سبقوه أُطلق عليهم آلهة، لأن كلمة الله صارت إليهم (ع35). أما هو، فهو كلمة الله ذاته (يو 1: 1)، فكيف لا يكون إلها بالطبيعة؟ ولهذا، فهو ابن الله، وهو أيضًا الله، وهو والآب واحد.
ع37-38: أما الإثبات الثالث الذي يقدمه المسيح ضد اتهام التجديف، فهو الأعمال نفسها، والتي سبق الإشارة إليها في (يو 5: 36؛ 9: 3-5؛ 10: 35، 38؛ 14: 10-12). وهي أن الأعمال التي يعملها كلها أعمال إلهية، لم يسبق لإنسان عملها؛ من إشباع الجموع، وإقامة مريض بيت حسدا، إلى شفاء المولود أعمى. وهذه الأعمال وحدها، حتى دون أن تسمعوا لكلامى، كافية لأن تؤمنوا عندما قلت لكم: "أنا والآب واحد"، لأنى أنا في الآب والآب فيَّ.
ع39:
تنتهي الأحداث بأن كل ما قاله السيد لم يقنع اليهود، بل طلبوا أن يمسكوه غيظا، إما بغرض رجمه خارجا، أو تقديمه إلى الرؤساء للمحاكمة. ولكن المسيح، إذ لم تأت ساعته بعد، "لم يلق أحد عليه الأيادى" (ص 7: 44)، ومضى في وسطهم دون أن يمسكوه (ص 8: 59).
ع40-42: أي إلى شرق الأردن، حيث تعمد الرب يسوع من المعمدان، وهذا الجزء معروف ببلاد بِيرٍيّة (مت 19: 1)، قضى فيه السيد المسيح آخر 4 أشهر من تجسده، أي من ديسمبر حتى عيد الفصح الذي قبل صلبه. ووجود المسيح في ذلك المكان، جذب إليه الكثير من الجموع الذين قبلوا الإيمان ببساطتهم؛ والمقارنة التي عقدها هؤلاء البسطاء بين الرب ويوحنا المعمدان، الذي لم يفعل معجزة واحدة، نستدل منها أن المسيح صنع آيات ومعجزات خلال فترة إقامته هناك. وهذه المعجزات، بالإضافة إلى شهادة يوحنا له، كانت سببا في إيمان كثيرين.
← تفاسير أصحاحات إنجيل يوحنا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير يوحنا 11 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير يوحنا 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/john/chapter-10.html
تقصير الرابط:
tak.la/dzywg98