St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   13-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

أخبار الأيام الأول 11 - تفسير سفر أخبار الأيام الأول

 

* تأملات في كتاب أخبار أيام أول:
تفسير سفر أخبار الأيام الأول: مقدمة سفري الأخبار | مقدمة سفر أخبار الأيام الأول | أخبار الأيام الأول 1 | أخبار الأيام الأول 2 | أخبار الأيام الأول 3 | أخبار الأيام الأول 4 | أخبار الأيام الأول 5 | أخبار الأيام الأول 6 | أخبار الأيام الأول 7 | أخبار الأيام الأول 8 | أخبار الأيام الأول 9 | أخبار الأيام الأول 10 | أخبار الأيام الأول 11 | أخبار الأيام الأول 12 | أخبار الأيام الأول 13 | أخبار الأيام الأول 14 | أخبار الأيام الأول 15 | أخبار الأيام الأول 16 | أخبار الأيام الأول 17 | أخبار الأيام الأول 18 | أخبار الأيام الأول 19 | أخبار الأيام الأول 20 | أخبار الأيام الأول 21 | أخبار الأيام الأول 22 | أخبار الأيام الأول 23 | أخبار الأيام الأول 24 | أخبار الأيام الأول 25 | أخبار الأيام الأول 26 | أخبار الأيام الأول 27 | أخبار الأيام الأول 28 | أخبار الأيام الأول 29

نص سفر أخبار الأيام الأول: أخبار الأيام الأول 1 | أخبار الأيام الأول 2 | أخبار الأيام الأول 3 | أخبار الأيام الأول 4 | أخبار الأيام الأول 5 | أخبار الأيام الأول 6 | أخبار الأيام الأول 7 | أخبار الأيام الأول 8 | أخبار الأيام الأول 9 | أخبار الأيام الأول 10 | أخبار الأيام الأول 11 | أخبار الأيام الأول 12 | أخبار الأيام الأول 13 | أخبار الأيام الأول 14 | أخبار الأيام الأول 15 | أخبار الأيام الأول 16 | أخبار الأيام الأول 17 | أخبار الأيام الأول 18 | أخبار الأيام الأول 19 | أخبار الأيام الأول 20 | أخبار الأيام الأول 21 | أخبار الأيام الأول 22 | أخبار الأيام الأول 23 | أخبار الأيام الأول 24 | أخبار الأيام الأول 25 | أخبار الأيام الأول 26 | أخبار الأيام الأول 27 | أخبار الأيام الأول 28 | أخبار الأيام الأول 29 | أخبار الأيام الأول كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الباب الثالث

 

الملك داود

1 أي 11-29

 

اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ

داود قائد يلتف حَوْلَه أبطال عظماء

 

لم يتم انضمام أسباط الشمال إلا بعد موت شاول بعدة سنوات، لكن السفر لا يذكر هذا. يفترض الكاتب أن القارئ لديه إلمام كامل وواضح عن الأسفار التاريخية السابقة، لهذا اكتفى ببعض الأحداث التي تُحَقِّق غاية السفر. فلم يُسَجِّلْ الأحداث التي مرَّت بداود قبل اعتلائه العرش، ولا الحرب الطويلة بينه وبين شاول. ولم يُشِرْ إلى الأحداث من موت شاول حتى مجيء الأسباط ككل إلى داود. فلم يذكر مجيء رجال يهوذا حين مسحوه ملكًا على بيت يهوذا (2 صم 2: 4)، حتى مجيء جميع أسباط إسرائيل لمسحه ملكًا (2 صم 5)، وإنما يكتب ليُبرِزَ أهمية العبادة لله بفكرٍ روحيٍ واضحٍ.

بدأ الكاتب بالحديث عن مملكة داود، حين اجتمعت الأسباط معًا في حبرون تطلبه ملكًا. وكأن الكاتب يرى أنه لا فصل بين وحدة إسرائيل معًا بكل أسباطه وإقامة داود ملكًا. فقد ظهر داود كملكٍ يرعى كل الشعب في صورة رائعة تليق بداود. فحين مسحه صموئيل، وحلَّ روح الرب عليه (1 صم 16: 13)، مسحه على كل إسرائيل، وليس على سبط يهوذا وحده.

 

1. تتويج داود رجل الله ملكًا

 

1-3.

2. الحاجة إلى أورشليم كعاصمة

 

4-9.

3. قائد يُقِيم قادة

 

10-47.

أ. يشبعام

 

11.

ب. أليعازار ابن دودو

 

12-14.

ج. ثلاثة رجال في عدلام

 

15-19.

د. أبشاي أخو يوآب

 

20-21.

هـ. بنايا بن يهوياداع

 

22-25.

و. صالق العموني

 

39.

ز. يثمة الموآبي

 

46-47.

* من وحي 1 أي 11: عَلِّمني ودَرِّبني على روح القيادة!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: "Then all Israel came together to David at Hebron, saying, “Indeed we are your bone and your flesh. Also, in time past, even when Saul was king, you were the one who led Israel out and brought them in; and the Lord your God said to you, ‘You shall shepherd My people Israel, and be ruler over My people Israel.’ ” Therefore all the elders of Israel came to the king at Hebron, and David made a covenant with them at Hebron before the Lord. And they anointed David king over Israel, according to the word of the Lord by Samuel" (1 Chronicles 11: 1-3) - 1 Chronicles, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "واجتمع كل رجال إسرائيل إلى داود في حبرون قائلين: «هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكا كنت أنت تخرج وتدخل إسرائيل، وقد قال لك الرب إلهك: أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيسا لشعبي إسرائيل». وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك إلى حبرون، فقطع داود معهم عهدا في حبرون أمام الرب، ومسحوا داود ملكا على إسرائيل حسب كلام الرب عن يد صموئيل" (أخبار الأيام الأول 11: 1-3) - صور سفر أخبار الأيام الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "Then all Israel came together to David at Hebron, saying, “Indeed we are your bone and your flesh. Also, in time past, even when Saul was king, you were the one who led Israel out and brought them in; and the Lord your God said to you, ‘You shall shepherd My people Israel, and be ruler over My people Israel.’ ” Therefore all the elders of Israel came to the king at Hebron, and David made a covenant with them at Hebron before the Lord. And they anointed David king over Israel, according to the word of the Lord by Samuel" (1 Chronicles 11: 1-3) - 1 Chronicles, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "واجتمع كل رجال إسرائيل إلى داود في حبرون قائلين: «هوذا عظمك ولحمك نحن. ومنذ أمس وما قبله حين كان شاول ملكا كنت أنت تخرج وتدخل إسرائيل، وقد قال لك الرب إلهك: أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيسا لشعبي إسرائيل». وجاء جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك إلى حبرون، فقطع داود معهم عهدا في حبرون أمام الرب، ومسحوا داود ملكا على إسرائيل حسب كلام الرب عن يد صموئيل" (أخبار الأيام الأول 11: 1-3) - صور سفر أخبار الأيام الأول، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

1. تتويج داود رجل الله ملكًا

1 وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ: «هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. 2 وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ». 3 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ، فَقَطَعَ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْدًا فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ، وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ صَمُوئِيلَ.

 

ما ورد في هذا الأصحاح مُقتبَس من صموئيل الثاني. ما جاء في (ع 1-9) يعكس ما ورد في (2 صم 5: 1-10)؛ ومن 10-47 ما ورد في (2 صم 23: 8-39). تجاهل الكاتب كل ما ورد في الأربعة أصحاحات الأولى لسفر صموئيل الثاني. لم يُشِرْ إلى مدة حكم إيشبوشث القصيرة، ولا إلى متاعب أبنير، ومدّ يد يوآب لقتل أبنير. إنما دخل الكاتب مباشرةً في تَجَمُّع الأسباط معًا في حبرون عاصمة داود الأولى قبل استيلائه على أورشليم، لكي يُقِيموه ملكًا. لقد أبرز هنا إسرائيل كلها في وحدةٍ واحدةٍ.

يُقَدِّم لنا سفر صموئيل الثاني كيفية وصول داود النبي إلى العرش الملكي في شيءٍ من التفصيل، أما سفر الأخبار فيكتفي بتأكيد أن الله هو الذي أتى بداود إلى العرش، مستخدمًا الكثيرين حتى بعضًا من سبط بنيامين، إخوة شاول.

الله هو ضابط التاريخ، يُحَوِّل كل الأمور لبنيان شعبه، دون أن يُلزِمَ أحدًا بالتحرُّك قهرًا.

حقًا بدا أن كثيرين حاولوا تعطيل عمل الله وخطته نحو مؤمنيه، لكن الله يُحَوِّل حتى الشر إلى خيرٍ، كما حدث مع يوسف بن يعقوب، فقد أراد إخوته له الشر، والرب صنع به خيرًا خلال شرهم.

وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ:

"هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. [1]

لم يُشِرْ هذا السفر إلى تنصيب داود ملكًا على يهوذا في حبرون، إنما يبدأ هذا السفر باجتماع كل الأسباط وتمليكه على الجميع.

سَجَّل سفر صموئيل هذه الحقبة من التاريخ، وذكر أن داود ملك لمدة سبعة أعوام ونصف على الجنوب، أيّ يهوذا وكانت عاصمته هي حبرون. هذا لم يُذكَرْ في أخبار الأيام، لأن الله ينظر إلى إسرائيل كأُمةٍ واحدةٍ مُكَوَّنة من اثني عشر سبطًا، فمن وجهة نظر الوحي الإلهي صار داود ملكًا على الاثني عشر سبطًا.

تحقق تعيين داود ملكًا بُنَاءً على الآتي:

1. علاقته بهم، إذ قالوا له: "هوذا عظمك ولحمك نحن" [1]. افتخروا بالتصاقهم به. جاءوا هم إليه لأنهم من عظمه ولحمه. أما ابن داود فنزل هو إلينا، وجعلنا من لحمه وعظامه. يقول الرسول: "لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف 5: 30). لقد قَدَّم السيد المسيح نفسه مثلاً ففي إتحاده بالكنيسة العروس، كما يقول القديس أغسطينوس قام بترك الآب، إذ أخلى ذاته عن الأمجاد، وأخذ شكل العبد (في 2: 7)، وإن كان يبقى واحدًا معه في الجوهر بلا انفصال. كما ترك أمه، أي الشعب اليهودي الذي أخذ عنه الجسد خلال القديسة مريم اليهودية الجنس، ليصير هو مع عروسه جسدًا واحدًا[1].

2. من أجل سلوكه، خاصة أنه لم يمد يده على شاول الذي بذل كل جهده للخلاص منه. محبته لمقاوميه جذبتهم إليه. يقول القديس أغسطينوس في حديثه للمتأهبين لسرِّ العماد: [المحبة هي وحدها العلامة المميزة بين أولاد الله وأولاد إبليس. لنطبع أنفسنا بسمة صليب يسوع المسيح... ولنصطبغ جميعًا بالمعمودية. وليحضر الكل إلى الكنيسة لنبني أسوار الكنيسة، فليس ثمة شيء يُمَيِّز أولاد الله عن أولاد إبليس إلا المحبة.]

 3. لم يتحقق هذا بقوة بشرية، إنما حسب كلمة الرب بواسطة صموئيل. سبق أن مسحه صموئيل ملكًا كأمر الرب (1 صم 16: 13)، والآن مُسِحَ للمرة الثانية.

وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكًا،

كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ،

وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ:

أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ،

وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيسًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ". [2]

صدر الأمر من الرب نفسه، قال لك الرب إلهك أنك ترعى شعبي إسرائيل [2].

كان داود كملكٍ يحتل قلوبهم قبل استلامه العرش، حتى حين كان شاول ملكًا [2]. ليس الكرسي هو الذي أقام داود منه ملكًا، لكن الله أقامه ملكًا وهو صبي قبل أن يجلس على العرش!

ما ورد في هذا السفر بصفة عامة، وفي هذا الأصحاح بصفة خاصة يُكَمِّل ما جاء عن داود الملك في أسفار صموئيل وملوك. ربما برز داود في هذه الأسفار كرجل إيمان مع قوة شخصيته وشجاعته وأعماله الفائقة بالرب. أما ما يُقَدِّمه هذا السفر فهو أن داود رجل تقي مُحِبُّ للعبادة للهيكل الحيّ.

في الأسفار السابقة نرى داود القدِّيس والخاطئ، لكنه أمين في تكريس قلبه وكل أعماقه لله.

في الواقع الصورتان لشخصية داود في الأسفار السابقة وفي هذا السفر ليستا متناقضتين، بل هما صورة واحدة متكاملة.

لم يُشِرْ السفر هنا إلى فترة حكم أيشبوشت (2 صم 2-4) القصيرة والفاشلة، إنما عَبَرَ مباشرة إلى تتويج داود ملكًا.

سبق أن قدَّم لنا سفر صموئيل الثاني تفاصيل كثيرة بخصوص بلوغ داود إلى السلطة، حيث يستخدم الله جهود أناس كثيرين بعضهم من عائلة شاول، أما ما يؤكده هنا أن الله هو المُوَجِّه للأحداث، يُتَمِّم كل شيء حسبما يشاء.

لقد حاول شاول تحطيم الخطة لاستلام داود السلطة أو تعطيلها، لكن الله هو ضابط التاريخ والمُهتَم برعاية شعبه، وتجليس داود ملكًا في الوقت المناسب.

وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ إِلَى حَبْرُونَ،

فَقَطَعَ دَاوُدُ مَعَهُمْ عَهْداً فِي حَبْرُونَ أَمَامَ الرَّبِّ،

وَمَسَحُوا دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ،

حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ صَمُوئِيلَ. [3]

اجتمع جميع شيوخ إسرائيل إلى الملك داود في حبرون، وقطع معهم عهدًا أمام الرب.

يؤكد هنا أن اعتلاء العرش لم يكن مصادفة، ولا ثمرة شهامة داود وقدرته، إنما حسب خطة الله ونعمته، وهي مرتبطة بوعد إلهي أعلنه لداود وهو بعد صبي يرعى غنم أبيه.

ملك داود على يهوذا سبع سنين ونصف قبل أن يملك على كل إسرائيل، ويستولى على أورشليم، وبعد مرور عشرين عامًا على مسح صموئيل إيّاه ملكًا (1 صم 16: 1-13). فلكل شيءٍ عند الله زمان محدد.

تحقق الوعد الإلهي بالرغم من الصعوبات التي واجهها داود حتى بدا الوعد مستحيلاً. ربما ظن البعض أن مراحم الله قد تخلَّت عنه، لكن في الوقت المناسب ظهرت. أما متاعب داود فكانت بسماح من الله ليختبر بالحق حُبَّ الله ورعايته وحكمته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. الحاجة إلى أورشليم كعاصمة

4 وَذَهَبَ دَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، أَيْ يَبُوسَ. وَهُنَاكَ الْيَبُوسِيُّونَ سُكَّانُ الأَرْضِ. 5 وَقَالَ سُكَّانُ يَبُوسَ لِدَاوُدَ: «لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا». فَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ، هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ. 6 وَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّ الَّذِي يَضْرِبُ الْيَبُوسِيِّينَ أَوَّلًا يَكُونُ رَأْسًا وَقَائِدًا». فَصَعِدَ أَوَّلًا يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ، فَصَارَ رَأْسًا. 7 وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْحِصْنِ، لِذلِكَ دَعَوْهُ «مَدِينَةَ دَاوُدَ». 8 وَبَنَى الْمَدِينَةَ حَوَالَيْهَا مِنَ الْقَلْعَةِ إِلَى مَا حَوْلِهَا. وَيُوآبُ جَدَّدَ سَائِرَ الْمَدِينَةِ. 9 وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّمًا وَرَبُّ الْجُنُودِ مَعَهُ.

 

إذ تمتَّعت كل الأسباط معًا بداود ملكًا، صارت الحاجة مُلِحَّة لوجود عاصمة تليق بهذه الأمة.

الاستيلاء على أورشليم وإقامتها عاصمة كانت حركة حكيمة من داود ورجاله. فأورشليم قريبة من الحدود بين الأسباط الجنوبية والأسباط الشمالية، وتُعتبَر عاملاً فعالاً في وحدة الأسباط معًا، دون إثارة لمشاعر الحسد والغيرة بينها. بحق يمكن القول بأن أورشليم كانت قلب الشعب ومركزه، وهو المكان اللائق لإقامة هيكل للرب الذي يُمَثِّل الحضرة الإلهية وسط الشعب كله[2].

كان عدد سكانها في أيام حكم داود حوالي الألفين، ارتفع الرقم إلى خمسة آلاف في أيام سليمان، وإلى سبعة آلاف قبل السبي، وغالبًا ما نزل العدد إلى أقل من خمسة آلاف في أيام كتابة السفر. وقبل خراب الهيكل الثاني عام 70م. كان العدد أكثر من 80 ألفًا[3]. عبر تقلبات التاريخ بقيت هذه المدينة التي أقامها داود كعاصمة هي قلب اليهودية.

وَذَهَبَ دَاوُدُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ (أَيْ يَبُوسَ).

وَهُنَاكَ الْيَبُوسِيُّونَ سُكَّانُ الأَرْضِ. [4]

ذُكِرَ الكثير عن أورشليم في الكتاب المقدس، والمدينة المقدسة أخذت اسمها من ساليم التي لملكي صادق، ومن اسم جبل المريا حيث قدَّم إبراهيم ابنه اسحق، فإن "يرأه" هو الاسم الذي أطلقه إبراهيم على جبل المريا (تك 22: 14)، وقد بُنِي الهيكل في أورشليم على جبل المريا.

الآيات اللاحقة تتحدث عن بناء داود حول أورشليم، وقد أخذ حصن صهيون الذي كان في يد اليبوسيين إلى ذلك الحين ودعاه مدينة داود (عدد 7)، والآية (6) من مزمور (2) تشير إلى ذلك: "أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي"، فمدينة داود هي في الواقع منطقة جبل صهيون.

اختار داود أورشليم عاصمة للمملكة، لأسباب سياسية وعسكرية. لأنها كانت تقع بين تخوم الأسباط إلى حدٍ كبيرٍ، بالقرب من مركز المملكة، فكان موقعها مُحايِدًا، يُقَلِّل من غيرة الأسباط من بعضها لبعضٍ. كما كانت على جبلٍ عالٍ، مما يجعل الهجوم عليها صعبًا.

لم يكن اليبوسيّون يتوقعون أن قوة ما يمكن أن تقتحمهم بسبب أسوار أورشليم المنيعة وإحاطتها بصخورٍ قوية. حسبوا أنهم في أمان، ولم يدركوا أن الله هو الصخرة التي تحفظ أولاده، وهو ملجأ المُتَّكلين عليه.

انطلق داود وكل رجال إسرائيل من حبرون إلى أورشليم، التي كانت تُدعَى يبوس، وكان اليبوسيون ساكنين هناك، ورفضوا دخول داود ورجاله. وكما قطن داود ورجاله في يبوس التي صارت "أورشليم" أي مدينة السلام، هكذا نقطن نحن مع ابن داود فيتحوَّل الموضع إلى أورشليم جديدة. يرى القديس غريغوريوس النزينزي أن أورشليم هي ميراثنا الجديد.

v وداعًا، فقد صار هيكلنا الضخم والمتجدد هو ميراثنا، سرُّ عظمته هو الكلمة (يسوع المسيح)، فقد كان يومًا ما يُدعَى "يبوس"، والآن جعلناه أورشليم[4].

القديس غريغوريوس النزينزي

صارت أورشليم رمزًا للسماء، كما لقلب المؤمن بكونه السماء الثانية، فقد قيل:

"من يغلب فسأجعله عمودًا في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي، واسم مدينة إلهي أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي واسمي الجديد" (رؤ 3 : 12)

"رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروسٍ مزينةٍ لرجلها" (رؤ 21 : 2)

"وذهب بي بالروح إلى جبل عظيم عال وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة، نازلة من السماء من عند الله" (رؤ 21 : 10)

v يُعرِّف البعض المدينة بأنها اجتماع لكائنات في جسم واحد منظم، يحكمه القانون... هذا التعريف الذي أطلق على المدينة يتناسب مع أورشليم العليا... المدينة السماوية، لأن هناك كنيسة أبكار مكتوبة أسماؤهم في السماويات (عب12: 23). لأنها منظمة أيضًا، حيث انسياب حياة القديسين لا يتوقف ويحكمها القانون السماوي. لا يمكن للطبيعة البشرية إدراك مدى استعداد هذه المدينة ونظامها، لأنه "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسانٍ ما أعده الله للذين يحبونه" (1 كو2 : 9). أيضاً يوجد في هذه المدينة ربوات من الملائكة... وكنيسة أبكار مكتوبين في السماوات (عب 12 :2-3)... يذكر داود هذه المدينة فيقول: قد قيل بك أمجاد يا مدينة الله (مز 87 :3) ما وعد الله لهذه المدينة فينقله لنا إشعياء: "أجعلك فخرًا أبديًا.. فرحًا... دور فدور" لا يسمع بعد سحق في تخومك، بل تسمين أسوارك خلاصًا (إش60 :15 18). فلنرفع عيون نفوسنا، ولنبحث عن الخيرات العليا اللائقة بمدينة الله[5].

v الأغنام أرضية ومنحنية إلى الأرض، والإنسان كائن سماوي، يرتفع فوقها كما بتكوين جسمه وأيضًا بكرامة روحه. ما هو شكل الحيوانات التي على أربع أرجل؟ إن رأسها منحنية إلى الأرض، وتنظر إلى بطنها، وفقط تتبع احتياجات بطنها. أما رأسك أيها الإنسان فترتفع إلى السماء، وعيناك تنظران إلى فوقٍ، إلا أنك تنحدر بآلام الجسد، فتصير عبدًا لبطنك وشهواته. فأنت تصل إلى الحيوانات بدون سبب، وتصير مثلها. أنت مدعو لأشياءٍ أكثر نبلاً: "فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو 3: 1). ارفع نفسك فوق العالم... اجعل حديثك في السماء. فموطنك الحقيقي هو أورشليم السماوية، وأهل بلدك هم "كنيسة الأبكار مكتوبين في السماويات (عب 12: 23)[6].

القديس باسيليوس الكبير

وَقَالَ سُكَّانُ يَبُوسَ لِدَاوُدَ:

"لاَ تَدْخُلْ إِلَى هُنَا".

فَأَخَذَ دَاوُدُ حِصْنَ صِهْيَوْنَ (هِيَ مَدِينَةُ دَاوُدَ). [5]

يحدثنا عن استيلاء داود على يبوس أو أورشليم ودُعيت مدينة داود [4-9].

يُقَدِّم لنا القديس جيروم مفهومًا روحيًا لحصن صهيون أو قلعة صهيون، نحتمي فيها ضد القادمين علينا.

v لديكم فطنة عظيمة، ومخزن للغة لا ينضب، أسلوبكم سلس ونقي، وفصاحتكم ونقاوتكم ممتزجتان بالحكمة. رأسكم خيِّر وكل حواسكم مُتَّقِدة بالذكاء. لتضيفوا إلى هذه الحكمة والبلاغة الدراسة الجادة ومعرفة الكتاب المقدس. فأراكم قريبًا في قلعتكم ضد كل القادمين عليكم. تصعدون مع يوآب على سطح صهيون وتغنُّون على الأسطح ما قد تعلّمتموه في المخادع السريّة[7].

القديس جيروم

وَقَالَ دَاوُدُ: "إِنَّ الَّذِي يَضْرِبُ الْيَبُوسِيِّينَ أَوَّلاً يَكُونُ رَأْسًا وَقَائِدًا."

فَصَعِدَ أَوَّلاً يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ،

فَصَارَ رَأْسًا. [6]

هنا فقط دون سائر الأسفار يوضح كيف صار يوآب رئيس جيش داود [6-7]، كما أعلن أن يوآب بَنَى المدينة وجدَّدها [8].

يوآب الذي لم يتحدث عنه سفر صموئيل، يحتل المكان الأول بعد داود. لا نراه هنا الإنسان الطموح والحقود، بل المُعَيَّن حسب خطة الله ليهزم حصن صهيون لداود الملك. قيل عنه إنه ضرب اليبوسيين فصار رأسًا، وإنه جدَّد قسمًا من المدينة.

لا يشير هذا السفر إلى صراع يوآب مع أبنير، وانتقامه من هذا القائد النبيل، كما يصمت على تعبير داود الحزين: "وأنا اليوم ضعيف وممسوح ملكًا، وهؤلاء الرجال بني صروية أقوى مني... يجازي الرب فاعل الشر كشرِّه" (2 صم 2: 39).

لم ينتقد هذا السفر يوآب بل كشف عن كل ما هو إيجابي في حياته يوآب، ولم يُشِرْ إلى لعنة داود له (1 مل 2: 5)، ويتجاهل ما هو سلبي في حياته. ما يؤكده السفر أن خطة الله من جهة داود تتحقق، وأن يوآب وغيره هم أداة لذلك [10].

وَأَقَامَ دَاوُدُ فِي الْحِصْنِ،

لِذَلِكَ دَعُوهُ "مَدِينَةَ دَاوُدَ". [7]

وَبَنَى الْمَدِينَةَ حَوَالَيْهَا مِنَ الْقَلْعَةِ إِلَى مَا حَوْلِهَا.

وَيُوآبُ جَدَّدَ سَائِرَ الْمَدِينَةِ. [8]

ينسب الكاتب إلى داود بناء الأسوار، وإلى يوآب بناء البيوت، وهو عمل قليل الشأن بالنسبة للأسوار.

وَكَانَ دَاوُدُ يَتَزَايَدُ مُتَعَظِّمًا،

وَرَبُّ الْجُنُودِ مَعَهُ [9]

سرُّ قوة داود هو الرب، فقد قيل عنه: "وكان داود يتزايد متعظِّمًا، ورب الجنود معه" [9].

استخدم شاول قوته وإمكانياته لحساب ذاته وشهوته وشعبيته وسلطانه فانهار، وسعى داود نحو التمتُّع بالحضرة الإلهية، فازداد علوّ شأنه، لأن القدير معه. سرُّ نجاح داود اتكاله على الله، وسرُّ انحدار شاول هو اعتزازه بنفسه، متجاهلاً الله (1 صم 15: 17-26). ما كان يشغل داود مجد الله والتصاقه به، لذا كان الله يرفعه من مجدٍ إلى مجدٍ.

يرى القديس أغسطينوس في هذه العبارة التناغم بين الإرادة الحُرَّة التي يهبها الله للإنسان، والعمل الإلهي في حياة مؤمنيه، ليهبهم الإرادة والكلمة والعمل. هكذا لا نتجاهل دور داود في نجاحه، لكنه لا يتم ذلك بدون نعمة الله التي وهبته إرادة مقدسة وقدرة على العمل حسب إرادة الله.

v بلا شك لا تقدر الإرادات البشرية أن تقاوم إرادة الله، الذي يفعل ما يسرّه في السماء وعلى الأرض (إش 45: 11).

لا تقدر الإرادة البشرية أن تمنعه من عمل ما يريده، متطلِّعًا إلى أنه حتى بالإرادات البشرية يفعل ما يريده، حين يريد أن يفعل هذا...

هذه هي حالة داود الذي أقامه الله على المملكة بحصيلة مفرحة.

نقرأ عنه: "وكان داود يتزايد متعظِّمًا، ورب الجنود معه" [9]. بعد قليل قيل: "فحلَّ الروح على عماساي رأس الثلاثين (الثوالث)، فقال: لك نحن يا داود، ومعك نحن يا ابن يسّى. سلام، سلام لك، وسلام لمساعديك، لأن إلهك معينك" (1 أي 12: 18).

هل كان يمكن لعماساي أن يعارض إرادة الله، بالرغم من إتمامه لإرادته، حيث أن الله من خلال روحه الذي التحف به عماساي عمل في قلبه أنه هكذا يريد، وهكذا يتكلم، وهكذا يفعل؟

بنفس الطريقة بعد ذلك بقليل يقول الكتاب: "كل هؤلاء رجال حرب يصطفّون صفوفًا أتوا بقلبٍ تامٍ إلى حبرون ليُملِّكوا داود على إسرائيل (1 أي 12: 38).

واضح أنهم بإرادتهم أقاموا داود ملكًا؛ هذه الحقيقة واضحة، ولا يمكن إنكارها. ومع ذلك فإن الله هو الذي يعمل في القلوب البشرية حسبما يريد، الذي يريد ويعمل هذه الإرادة فيهم. هذا هو السبب الذي لأجله قال الكتاب أولاً: "وكان داود يتزايد متعظِّمًا، ورب الجنود معه" [9].

الرب الإله الذي كان مع داود جلب هؤلاء ليقيموا منه ملكًا. كيف جعلهم هكذا؟ بالتأكيد، ليس بأن قيَّدهم بأية سلاسل مادية. إنما بالحري عمل فيهم وأمسك بقلوبهم، وسحبهم بواسطة إرادتهم التي خلقها فيهم. لذلك عندما يريد الله أن يُقِيمَ ملوكًا على الأرض، يمسك بإرادات الجماعة بقوته أكثر من القوة البشرية ذاتها.

إن كان الأمر هكذا، بالتأكيد أنه هو وليس آخر، الذي يُقَدِّم نصائح مفيدة، ويصنع تعديلات في قلب الذي يُقَدِّم له النصيحة، حتى يقيم في الملكوت السماوي[8].

القديس أغسطينوس

يعود فيؤكد القديس أغسطينوس أن الله لا يُلزِم إنسانًا ليعمل إرادة الله قسرًا، إنما حين يُسَلِّم الإنسان حياته في يد الله، يعمل الله أن يريد هذا الإنسان ويعمل حسب مشيئة الله[9].

يُبرِزُ هذا الأصحاح عظمة شخصية داود والأبطال الملتصقين به:

1. داود قائد من الرب: اختار الله داود من أجل نقاوة قلبه وإخلاصه في القليل، أي في رعاية غنم والده. الآن يختاره كل رجال إسرائيل، لأنهم أدركوا كيف كان الرب معه، أما شاول فمع إقامته ملكًا لم يكن أمينًا للرب.

2. داود يسند يوآب ليكون قائدًا: كان لداود دوره في مساندة يوآب واستلام العمل القيادي. كان داود قائدًا قديرًا، لكنه لا يقدر أن يُتَمِّمَ كل شيءٍ بنفسه. القائد الناجح يُقِيم قادة ناجحين وأمناء يعملون معه.

3. أبطال يتمجَّدون في عمل بسيط: قام يوآب بعملٍ عظيمٍ، إذ ضرب اليبوسيين [6]. أما هؤلاء الثلاثة فلم يستنكفوا من تقديم عمل بسيط، بأن يقدموا ماء من بئر بيت لحم، التي عند الباب [18]. فكثيرًا ما تظهر عظمة البعض في ممارسة أمور صغيرة.

4. عظماء يسقطون في أمورٍ قد لا يسقط فيها ضعفاء، مثل قتل داود لأوريّا الحثِّي [41] ليأخذ امرأته.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. قائد يُقِيم قادة

10 وَهؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ، الَّذِينَ تَشَدَّدُوا مَعَهُ فِي مُلْكِهِ مَعَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ لِتَمْلِيكِهِ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ. 11 وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً. 12 وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو الأَخُوخِيُّ. هُوَ مِنَ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ. 13 هُوَ كَانَ مَعَ دَاوُدَ فِي فَسَّ دَمِّيمَ وَقَدِ اجْتَمَعَ هُنَاكَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلْحَرْبِ. وَكَانَتْ قِطْعَةُ الْحَقْلِ مَمْلُوءَةً شَعِيرًا، فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 14 وَوَقَفُوا فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ وَأَنْقَذُوهَا، وَضَرَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَخَلَّصَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا. 15 وَنَزَلَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيسًا إِلَى الصَّخْرِ إِلَى دَاوُدَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ وَجَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. 16 وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ، وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 17 فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» 18 فَشَقَّ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَقَوْا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ. 19 وَقَالَ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ إِلهِي أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ! أَأَشْرَبُ دَمَ هؤُلاَءِ الرِّجَالِ بِأَنْفُسِهِمْ؟ لأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَتَوْا بِهِ بِأَنْفُسِهِمْ». وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هذَا مَا فَعَلَهُ الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ. 20 وَأبِشَايُ أَخُو يُوآبَ كَانَ رَئِيسَ ثَلاَثَةٍ. وَهُوَ قَدْ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ فَقَتَلَهُمْ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ. 21 مِنَ الثَّلاَثَةِ أُكْرِمَ عَلَى الاثْنَيْنِ وَكَانَ لَهُمَا رَئِيسًا، إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ الأُوَلِ. 22 بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ ابْنِ ذِي بَأْسٍ كَثِيرِ الأَفْعَالِ مِنْ قَبْصِيئِيلَ. هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. 23 وَهُوَ ضَرَبَ الرَّجُلَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَفِي يَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. 24 هذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ. 25 هُوَذَا أُكْرِمَ عَلَى الثَّلاَثِينَ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ. فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ. 26 وَأَبْطَالُ الْجَيْشِ هُمْ: عَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ، وَأَلْحَانَانُ بْنُ دُودُوَ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، 27 شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ، حَالِصُ الْفَلُونِيُّ، 28 عِيرَا بْنُ عِقِّيشَ التَّقُوعِيُّ، أَبِيعَزَرُ الْعَنَاثُوثِيُّ، 29 سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ، عِيلاَيُ الأَخُوخِيُّ، 30 مَهْرَايُ النَّطُوفَاتِيُّ، خَالِدُ بْنُ بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ، 31 إِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بَنْيَامِينَ، بَنَايَا الْفَرْعَتُونِيُّ، 32 حُورَايُ مِنْ أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، أَبِيئِيلُ الْعَرَبَاتِيُّ، 33 عَزْمُوتُ الْبَحْرُومِيُّ، إِلْيَحْبَا الشَّعْلُبُونِيُّ، 34 بَنُو هَاشِمَ الْجَزُونِيُّ، يُونَاثَانُ بْنُ شَاجَايَ الْهَرَارِيُّ، 35 أَخِيآمُ بْنُ سَاكَارَ الْهَرَارِيُّ، أَلِيفَالُ بْنُ أُورَ، 36 حَافَرُ الْمَكِيرَاتِيُّ، وَأَخِيَا الْفَلُونِيُّ، 37 حَصْرُو الْكَرْمَلِيُّ، نَعْرَايُ بْنُ أَزْبَايَ، 38 يُوئِيلُ أَخُو نَاثَانَ، مَبْحَارُ بْنُ هَجْرِي، 39 صَالِقُ الْعَمُّونِيُّ، نَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ، 40 عِيرَا الْيِثْرِيُّ، جَارِبُ الْيِثْرِيُّ، 41 أُورِيَّا الْحِثِّيُّ، زَابَادُ بْنُ أَحْلاَيَ، 42 عَدِينَا بْنُ شِيزَا الرَّأُوبَيْنِيُّ، رَأْسُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَمَعَهُ ثَلاَثُونَ، 43 حَانَانُ ابْنُ مَعْكَةَ، يُوشَافَاطُ الْمَثْنِيُّ، 44 عُزِّيَّا الْعَشْتَرُوتِيُّ، شَامَاعُ وَيَعُوئِيلُ ابْنَا حُوثَامَ الْعَرُوعِيرِيِ، 45 يَدِيعَئِيلُ بْنُ شِمْرِي، وَيُوحَا أَخُوهُ التِّيصِيُّ، 46 إِيلِيئِيلُ مِنْ مَحْوِيمَ، وَيَرِيبَايُ وَيُوشُويَا ابْنَا أَلْنَعَمَ، وَيِثْمَةُ الْمُوآبِيُّ، 47 إِيلِيئِيلُ وَعُوبِيدُ وَيَعِسِيئِيلُ مِنْ مَصُوبَايَا.

 

القائد الناجح يسند الكثيرين، ليصيروا قادة:

1. يوآب الرأس: قال: "إن الذي يضرب اليبوسيين أولاً يصير رأسًا وقائدًا" [6]. نجح يوآب كرئيس محاربي داود.

2. ثلاثة قوَّاد [11-19]: تأوه داود مشتاقًا أن يشرب ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب [17]. ما هذه البئر إلا عمل الروح القدس في تجسد الكلمة في بيت لحم الذي فتح أبواب السماء؟ لم يشرب داود الماء، بل قدَّمه سكيبًا للرب، ما يطلبه من القادة هو لحساب الرب [18].

3. ثلاثة قوَّاد آخرين، على رأسهم بنايا بن يهوياداع، ضرب أسدَي موآب وأسدًا في جب يوم الثلج [22]، وقتل العملاق المصري بالعصا [23]. يشير الأسد إلى إبليس (1 بط 5: 8)، والعملاق المصري إلى محبة العالم.

4. أبطال الجيش [26-47] منهم من هم بالميلاد أعداء لإسرائيل من أمم مُقاوِمة لإسرائيل، صاروا خدَّامًا لحساب ملكوت الله. من ذلك: صالق العموني [39]، ويثمة الموآبي [47]، وأوريا الحثّي [41].

واضح أن شخصية داود بتقواها مع شجاعتها وإخلاصها جذبت الكثير من رجال البأس والقيادات العسكرية كي يعملوا معه.

1. يُقَدِّم لنا هذا الأصحاح يوآب كرئيس لرجال داود المُحارِبين.

2. أشار الأصحاح إلى مجموعة دعيت بالثوالث [11] يبدو أنه كان لهم وضع خاص كأبطال.

3. جاء بعدها مجموعة "الثلاثين"، وهم أكثر الشخصيات البارزة بين محاربي داود في أيامه الأولى، سبق ذكرهم في (2 صم 23: 24-39)، أغلبهم من بيت داود والبعض من الأسباط الأخرى.

4. تزايد العدد بالقادمين من الأسباط الأخرى نتيجة تزايد شعبيته، فأضاف السفر 16 شخصًا إلى قائمة الثلاثين ربما لتأكيد تزايُد شعبية داود.

وُضِعَتْ قائمة رؤساء الجيش في بداية حُكْمِه. في (2 صم 23) نجد قائمة مشابهة وُضِعَتْ في نهاية حُكْمِه. أسماء قليلة وردت في صموئيل لم ترد هنا، لكن عددًا كبيرًا قد أُضيف. فيشير الأصحاح إلى 81 من الجبابرة، 20 منهم أُشير إليهم دون ذكر أسمائهم، وفي صموئيل (أصحاح 23) يذكر 37 منهم. في صموئيل الثاني ذكر الجبابرة كمؤازرين لداود في تثبيت عرشه. أما هنا فللتعرُّف على خطة الله وعمله في تأسيس العرش لمسيحه.

هؤلاء الجبابرة جاءوا إلى داود في أزمنة متباينة. جاء بعضهم عندما كان في كهف عدلام [15-19]، والبعض حين كان في صقلغ (1 أخ 12: 1-22)، وآخرون عندما صار في حبرون (1 أخ 20: 23-40).

وَهَؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ،

الَّذِينَ تَشَدَّدُوا مَعَهُ فِي مُلْكِهِ مَعَ كُلِّ إِسْرَائِيلَ،

لِتَمْلِيكِهِ حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ. [10]

أكَّدَ الوحي الإلهي أن سرَّ تزايد عظمة داود هو أن ربَّ الجنود كان معه [9]، وفي الحال بدأ يتحدث عن رؤساء الأبطال الذين له.

عندما يكون المؤمن في شركة مع رب الجنود، لا ينحصر نجاحه في نموه الشخصي، وإنما في العاملين معه أيضًا. لا يليق بالعظماء أن ينسبوا عظمتهم إلى أنفسهم في تشامخ وكبرياء، وإنما في الله العامل فيهم وفي العاملين معهم.

الله يعمل بنا وفينا خلال نعمته التي تعمل أيضًا فيمن يعملون معنا! علامة المعيَّة مع الله، أنه يعمل بالكل؛ فالله هو الكل في الكل، يريد أن يعمل بالجميع.

تشدَّد داود بالله إله القوات، وتشدَّد معه العاملون معه، وتشدد معهم كل إسرائيل [10].

عمل الله في حياة شعبه، أن يحث القائد الأمين أن يُقِيمَ قادة نامين في كل شيء، والقادة يعملون لحساب الجماعة كلها، والجماعة ككل تسند الملك أو الرئيس أو القائد. شركة عجيبة بين الله الإنسان، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.

الرؤساء الأبطال الذين لداود هم الذين تبعوه في فترة رفضه، والآن وقد رُفِعَ إلى العرش، فارتفع هؤلاء أيضًا، وهنا نجد شيئًا لازمًا لنفعنا.

داود كان رمزًا لربِّنا يسوع الذي يدعو مؤمنيه شعبًا له وهم "الأبطال الذين له". في مجيئه كان الرب يسوع مرفوضًا من الكثيرين. فقد قال خاصته: "لا نريد أن ذاك يملك علينا". في أيامنا هذه المسيح مرفوض من العالم، فنحن نعيش فترة رفض المسيح وهو يدعو رجاله الأبطال.

 

فيما يلي قائمة لبعض رجال داود جبابرة البأس والقليل من أعمالهم العظيمة:

 

أ. يشبعام

وَهَذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ:

يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ.

هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ، قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً. [11]

 

برمحه قتل ثلاثمائة دفعة واحدة. أعطاه الله نصرة فائقة للطبيعة على أعداء شعبه.

 

ب. أليعازار ابن دودو

12 وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو الأَخُوخِيُّ. هُوَ مِنَ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ. 13 هُوَ كَانَ مَعَ دَاوُدَ فِي فَسَّ دَمِّيمَ وَقَدِ اجْتَمَعَ هُنَاكَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلْحَرْبِ. وَكَانَتْ قِطْعَةُ الْحَقْلِ مَمْلُوءَةً شَعِيرًا، فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 14 وَوَقَفُوا فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ وَأَنْقَذُوهَا، وَضَرَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ. وَخَلَّصَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا.

 

وَبَعْدَهُ أَلِعَازَارُ بْنُ دُودُو الأَخُوخِيُّ.

هُوَ مِنَ الأَبْطَالِ الثَّلاَثَةِ. [12]

كان ألعازار بن دودو الأخوخي مُخْلِصًا لداود، رافقه حتى حينما تركه الآخرون.

هُوَ كَانَ مَعَ دَاوُدَ فِي فَسَّ دَمِّيمَ وَقَدِ اجْتَمَعَ هُنَاكَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلْحَرْبِ.

وَكَانَتْ قِطْعَةُ الْحَقْلِ مَمْلُوءَةً شَعِيرًا،

فَهَرَبَ الشَّعْبُ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. [13]

هرب كل من كان حول داود أمام الفلسطينيين، أما ألعازار فثبت في مكانه، لذلك أنقذه الرب. أخطر عدو للإنسان هو الخوف؛ أما من يثبت بشجاعة متَّكلاً على الله، فيتمتَّع بالنصرة.

وَوَقَفُوا فِي وَسَطِ الْقِطْعَةِ وَأَنْقَذُوهَا،

وَضَرَبُوا الْفِلِسْطِينِيِّينَ.

وَخَلَّصَ الرَّبُّ خَلاَصًا عَظِيمًا. [14]

هرب كل من هم حول ألعازار بن دودو أمام الفلسطينيين، وثبت هو في مكانه، فخَلَّصَه الرب. كان صورة رمزية للسيد المسيح في وسط آلامه، إذ قال: "هوذا تأتي ساعة وقد أتت، الآن تتفرقون فيها كل واحدٍ إلى خاصته، وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي، لأن الآب معي" (يو 16: 32).

حين يتخلَّى الكل عن إنسانٍ ما، ويقف ثابتًا في الله ولا يتزعزع، يتمتَّع بالنصرة.

إن كان داود والأبطال والشعب كله يتعظَّم بالله رب القوات، فيليق بالكل أن يجاهدوا لا ضد البشر إنما ضد قوات الظلمة (أف 6: 12)، إذ يشير الفلسطينيون الوثنيون إلى الشر وقوات الظلمة. يليق بنا أن نجاهد الجهاد الحسن (2 تي 4: 7).

 

ج. ثلاثة رجال في عدلام

15 وَنَزَلَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيسًا إِلَى الصَّخْرِ إِلَى دَاوُدَ إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ وَجَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. 16 وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ، وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 17 فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: «مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟» 18 فَشَقَّ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَقَوْا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ. 19 وَقَالَ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ إِلهِي أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ! أَأَشْرَبُ دَمَ هؤُلاَءِ الرِّجَالِ بِأَنْفُسِهِمْ؟ لأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَتَوْا بِهِ بِأَنْفُسِهِمْ». وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ. هذَا مَا فَعَلَهُ الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ.

 

وَنَزَلَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الثَّلاَثِينَ رَئِيسًا إِلَى الصَّخْرِ إِلَى دَاوُدَ،

إِلَى مَغَارَةِ عَدُلاَّمَ وَجَيْشُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ نَازِلٌ فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ. [15]

قصة الثلاثة من الأبطال حفظها سفر الأخبار ليكشف عمَّا في قلب داود من جهة الله واهتمامه الشديد لحياة أتباعه.

كان هؤلاء الثلاثون هم أشجع وأعظم القادة في جيش داود. الرجال الثلاثة الذين أُفْرِزوا كأعز الأبطال هم الذين أحضروا ماء لداود من بئر بيت لحم. تحمل هذه قصة رمزًا عظيمًا، فداود تربَّى في بيت لحم كمسقط رأسه. وكان هناك بئر عند مدخلها، كثيرًا ما كان يرجع عطشانًا بعد رعي الأغنام ثم يشرب من تلك البئر. والآن كان مُحاصَرًا من الفلسطينيين، ولا يستطيع أن يذهب إلى تلك البئر، فقال: "من يسقيني ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب. إنها مُجَرَّد رغبة ولم تكن أمرًا، فشقَّ الثلاثة محلة الفلسطينيين، واستقوا ماءً من بئر بيت لحم التي عند الباب، وحملوه واتوا به إلى داود. والأمر المذهل أنه لم يشأ أن يشربه بل سكبه ذبيحة للرب.

هنا تشابهات يمكننا أن نتأمل فيها، فالرب يسوع وُلِدَ في بيت لحم وهو هذا الماء الذي من بيت لحم، فهو ماء الحياة، وهناك الكثير من الرجال الأبطال عبر الأجيال والقرون الذين ليسوع المسيح، والذين أحضروا هذا الماء للعالم العطشان. ونلاحظ أن رجال داود استجابوا لمُجَرَّد إبدائه رغبة. فهو لا يمكن أن يُعطِي أمرًا مثل هذا. وها هو ربنا يسوع يأمرنا أن نأخذ ماء الحياة للعالم أجمع، فماذا فعلنا به؟ هل نحن مُطِيعين لأوامره؟

نلاحظ أيضًا ما فعله داود بهذا الماء الذي أُحضِرَ له تحت مخاطرة عظيمة، فداود لم يكن أنانيًا، ولا غرابة أن رجاله أَحَبُّوه، وكانوا مستعدين للتألم من أجله، لأنه كان مستعدًا أن يتألم معهم. فلم يشرب الماء، لأن رجاله لم يكن عندهم ماء، وفَضَّلَ أن يكون مثلهم. يخبرنا المزمور (1 أخ 22: 14) أنه عند موت ربنا يسوع المسيح على الصليب قال "كالماء انسكبت"، فهو سكب حياته كالماء على الأرض، وأخذ مكانه بيننا كواحد منا -أخذ الذي لنا ليعطينا الذي له- أخذ جسدنا وأعطانا روحه القدوس، وجعلنا واحدًا معه من قبل صلاحه[10].

وَكَانَ دَاوُدُ حِينَئِذٍ فِي الْحِصْنِ،

وَحَفَظَةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ حِينَئِذٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. [16]

فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ:

"مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟" [17]

الماء الذي طلبه داود من بيت لحم يشير إلى السيد المسيح المولود في بيت لحم.

v بالماء الذي طلبه داود الملك ماذا اشتهى، إلا الابن الذي هو ماء الحياة لمن يُفَتِّش عليه؟

سُمِّي المسيحَ بالماء، لأنه كان مُتعطِّشًا عليه، وعُرِفَ بأنه سيأتي إلى الأرض من بيت لحم.

لم يطلب ذاك الرائي (داود) الماء الصادر من نبعٍ، لأن ابن الله ليس من الزواج.

ماء الجُب يأتي من قمة المُرتفع، كما نزل المسيح من العُلَى، ليصير شرابًا.

الجُب هو البتول، لأن الشراب نزل إليه من العُلَى، ولم يصعد ينبوع من الأرض وسكب فيه الماء.

تُدعَى المرأة أيضا جُبًّا في النبوة، والرجل جبلاً، ومن قرأ يفهم[11].

القديس مار يعقوب السروجي

يرى القديس أغسطينوس في سكب الماء كتقدمة إشارة إلى مفهوم الصوم، أنه ليس شكمًا أو تحطيمًا للأهواء القديمة، بل استبدالها بمسرات جديدة لائقة.

v حفظ الصوم الكبير لا يكون شكمًا للأهواء القديمة، بل هو فرصة لمسرَّات جديدة. ضع في حسبانك مُقَدِّمًا بكل اجتهادٍ ممكنٍ أن تمنع هذه المواقف أن تزحف إليك. ملء المعدة يلزم أن يُلام. لهذا يلزم إزالة الحوافز على الشهوة. فالصوم ليس مقت أنواع مُعَيَّنة من الطعام، إنما هو ضبط للشهوة الجسدية... فالملك المقدَّس داود ندم من أجل رغبته الزائدة نحو الماء[12].

القديس أغسطينوس

فَشَقَّ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ

وَاسْتَقُوا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ وَحَمَلُوهُ وَأَتُوا بِهِ إِلَى دَاوُدَ،

فَلَمْ يَشَأْ دَاوُدُ أَنْ يَشْرَبَهُ،

بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ [18]

خاطروا بحياتهم من أجل إحضار ماء لداود من بئر بيت لحم. لم يفعلوا هذا لنوال كلمة مديحٍ، ولا ذُكِرَت أسماؤهم. ما كان يشغلهم هو بهجة قلب داود.

يليق بنا متى أراد أحد أن يخدمنا أو يُقَدِّم لنا شيئًا من أجل الله العامل فينا، أن نُقَدِّم هذه الخدمة أو العطية لله في حياة المحتاجين. لأن ما يُقَدِّمه لنا الله خلالهم، إنما هو وديعة نُقَدِّمها نحن أيضًا للآخرين، فيحسبها عطية مُقدَّمة له شخصيًا.

رفض الشرب من الماء، ربما لأنه شعر بالندامة أنه عبَّر عن رغبته أن يشرب من بئر بيت لحم، إذ كان يليق به أن يهتم بمن هم حوله، فقد يكونوا أكثر احتياجًا إلى الماء منه.

وَقَالَ: "حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ إِلَهِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ!

أَأَشْرَبُ دَمَ هَؤُلاَءِ الرِّجَالِ بِأَنْفُسِهِمْ؟

لأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَتُوا بِهِ بِأَنْفُسِهِمْ."

وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ.

هَذَا مَا فَعَلَهُ الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ. [19]

خاطر هؤلاء الرجال بحياتهم لإرضاء داود، وأدركوا أن تكريسهم له، إنما جاء من تكريسهم لله، لذلك سَكَبَ الماء كتقدمة سكيب، مُظهِرًا أن الله وحده يستحق مثل هذا التكريس. لقد قدَّموا الماء لداود، وهو بدوره قدَّمه لله. فإنه حسب أن الله وحده يستحق مثل هذا التكريس.

عندما نخدم الآخرين من أجل الرب، إنما نخدم الله نفسه.

يرى القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم أن الذين يشتركون في تكاليف الكارزين، يُحسَبون كمن ساهموا في العمل الكرازي.

 

د. أبشاي أخو يوآب

وَأَبْشَايُ أَخُو يُوآبَ كَانَ رَئِيسَ ثَلاَثَةٍ.

وَهُوَ قَدْ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ فَقَتَلَهُمْ،

فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ. [20]

مِنَ الثَّلاَثَةِ أُكْرِمَ عَلَى الاِثْنَيْنِ وَكَانَ لَهُمَا رَئِيسًا،

إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ الأُوَلِ. [21]

 

يُعتبر أبشاي أخو يوآب أكثر الثلاثة كرامة. يخبرنا الكتاب المقدس أنه في إخلاصه لداود كان ثابتًا بلا تردد. ذهب معه إلى محلة شاول (1 صم 26)، ورافقه في هروبه من أورشليم عندما تمرَّد عليه أبشالوم (2 صم 16)، وهو الذي حطَّم ثورة شيبا (2 صم 20)، وأنقذ داود من العملاق يشبي نبوب (2 صم 21). قَدَّم له خدمات بكل أمانة (2 صم 10، 18؛ 1 أي 18).

هكذا بشجاعة وإخلاص وبذل خدم داود، كم بالأكثر يليق بنا أن نخدم ربَّ داود، ملك الملوك؟

 

هـ. بنايا بن يهوياداع

22 بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ ابْنِ ذِي بَأْسٍ كَثِيرِ الأَفْعَالِ مِنْ قَبْصِيئِيلَ. هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. 23 وَهُوَ ضَرَبَ الرَّجُلَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَفِي يَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ. فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّ وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. 24 هذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ، فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ. 25 هُوَذَا أُكْرِمَ عَلَى الثَّلاَثِينَ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ. فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ.

 

بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ ابْنِ ذِي بَأْسٍ كَثِيرِ الأَفْعَالِ مِنْ قَبْصِيئِيلَ.

هُوَ الَّذِي ضَرَبَ أَسَدَيْ مُوآبَ،

وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ وَضَرَبَ أَسَدًا فِي وَسَطِ جُبٍّ يَوْمَ الثَّلْجِ. [22]

سرُّ قوة هؤلاء الأبطال أن الرب الذي مع داود كان أيضًا معهم. جاءت نصيحة يشوع: "التصِقوا بالرب إلهكم كما فعلتم إلى هذا اليوم. فقد طرد الرب من أمامكم شعوبًا عظيمة وقوية. وأما أنتم فلا يقف أحد قدامكم إلى هذا اليوم. رجل واحد منكم يطرد ألفًا، لأن الرب إلهكم هو المُحارِب عنكم كما كلَّمكم" (يش 23: 8-11).

وَهُوَ ضَرَبَ الرَّجُلَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي قَامَتُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ،

وَفِي يَدِ الْمِصْرِيِّ رُمْحٌ كَنَوْلِ النَّسَّاجِينَ.

فَنَزَلَ إِلَيْهِ بِعَصًا، وَخَطَفَ الرُّمْحَ مِنْ يَدِ الْمِصْرِيِّ، وَقَتَلَهُ بِرُمْحِهِ. [23]

والده كان كاهنًا (1 أي 27: 5) شجاعًا.

كان رئيسًا على حُرَّاس داود. أخذ مكان يوآب رئيس جيوش إسرائيل (1 مل 2: 34-35). نصراته تُقَدِّم لنا صورة عن الحياة المُنتصِرة على العالم (مصر) والجسد (موآب) والشيطان (الأسد الزائر)، فقد غلب هؤلاء جميعًا.

هَذَا مَا فَعَلَهُ بَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ،

فَكَانَ لَهُ اسْمٌ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ الأَبْطَالِ. [24]

هُوَذَا أُكْرِمَ عَلَى الثَّلاَثِينَ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَى الثَّلاَثَةِ.

فَجَعَلَهُ دَاوُدُ مِنْ أَصْحَابِ سِرِّهِ. [25]

وَأَبْطَالُ الْجَيْشِ هُمْ: عَسَائِيلُ أَخُو يُوآبَ،

وَأَلْحَانَانُ بْنُ دُودُوَ مِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، [26]

شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ، حَالَصُ الْفَلُونِيُّ، [27]

عِيرَا بْنُ عِقِّيشَ التَّقُوعِيُّ، أَبِيعَزَرُ الْعَنَاثُوثِيُّ، [28]

سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ، عِيلاَيُ الأَخُوخِيُّ، [29]

مَهْرَايُ النَّطُوفَاتِيُّ، خَالِدُ بْنُ بَعْنَةَ النَّطُوفَاتِيُّ، [30]

إِتَّايُ بْنُ رِيبَايَ مِنْ جِبْعَةِ بَنِي بِنْيَامِينَ، بَنَايَا الْفَرْعَتُونِيُّ، [31]

حُورَايُ مِنْ أَوْدِيَةِ جَاعَشَ، أَبِيئِيلُ الْعَرَبَاتِيُّ، [32]

عَزْمُوتُ الْبَحْرُومِيُّ، إِلْيَحْبَا الشَّعْلُبُونِيُّ. [33]

بَنُو هَاشِمَ الْجَزُونِيُّ، يُونَاثَانُ بْنُ شَاجَايَ الْهَرَارِيُّ، [34]

أَخِيآمُ بْنُ سَاكَارَ الْهَرَارِيُّ، أَلِيفَالُ بْنُ أُورَ، [35]

حَافَرُ الْمَكِيرَاتِيُّ، وَأَخِيَا الْفَلُونِيُّ، [36]

حَصْرُو الْكَرْمَلِيُّ، نَعْرَايُ بْنُ أَزْبَايَ، [37]

يُوئِيلُ أَخُو نَاثَانَ، مَبْحَارُ بْنُ هَجْرِي، [38]

 

و. صالق العموني

كان صالق العموني وأُورِيَّا الْحِثِّيُّ [41] ويثمة الموابي [46] بالميلاد أعداء لإسرائيل لكنهم تحوَّلوا ليصيروا في خدمة داود ملك إسرائيل.

نحن كأبناء لآدم الساقط دخلنا في عداوة مع الله، لكن بالنعمة صرنا في المسيح يسوع أبناء أحباء وجنودًا صالحين في جيش الخلاص.

صَالِقُ الْعَمُّونِيُّ، نَحْرَايُ الْبَئِيرُوتِيُّ، (حَامِلُ سِلاَحِ يُوآبَ ابْنِ صَرُويَةَ)، [39]

عِيرَا الْيِثْرِيُّ، جَارِبُ الْيِثْرِيُّ، [40]

أُورِيَّا الْحِثِّيُّ، زَابَادُ بْنُ أَحْلاَيَ، [41]

الأسماء الواردة في الآيات 41-47 لم ترد في القائمة الواردة في (2 صم 23).

من بين قادته المُخلِصين أوريّا الحثِّي [41] الغريب الجنس، صار مُخْلِصًا له وحارسًا، لكن للأسف دبَّر قتله (2 صم 11) وتزوج امرأته. بالتوبة قام من سقطته، وخضع لتأديبات الله!

كان عضوًا في الشعب الذي أباده الإسرائيليون حين ملكوا أرض الموعد (تث 7: 1-2)، لكننا نراه هنا مُحارِبًا مُخلِصًا لداود. للأسف أخطأ داود حين خطَّطَ لقتله ليتزوج بثشبع امرأته (2 صم 11).

من جهة أوريّا الحثّي في صموئيل يبرز كشاهد على خطية داود. أما هنا فيَعْبُر السفر في صمتٍ بخصوص سقوط داود الشنيع.

كما لا يرد أليعام بن أخيتوفل (2 صم 23: 34)، الذي ارتبط أبوه بالخيانة ضد داود.

عَدِينَا بْنُ شِيزَا الرَّأُوبَيْنِيُّ (رَأْسُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ) وَمَعَهُ ثَلاَثُونَ، [42]

حَانَانُ ابْنُ مَعْكَةَ، يُوشَافَاطُ الْمَثْنِيُّ، [43]

عُزِّيَّا الْعَشْتَرُوتِيُّ، شَامَاعُ وَيَعُوئِيلُ ابْنَا حُوثَامَ الْعَرُوعِيرِيِ، [44]

يَدِيعَئِيلُ بْنُ شِمْرِي وَيُوحَا أَخُوهُ التِّيصِيُّ، [45]

 

ز. يثمة الموآبي

إِيلِيئِيلُ مِنْ مَحْوِيمَ، وَيَرِيبَايُ وَيُوشُويَا ابْنَا أَلْنَعَمَ وَيِثْمَةُ الْمُوآبِيُّ، [46]

إِيلِيئِيلُ وَعُوبِيدُ وَيَعِيسِيئِيلُ مِنْ مَصُوبَايَا. [47]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

من وحي 1 أي 11

عَلِّمني ودَرِّبني على روح القيادة!

v عَلِّمني يا رب الجنود كيف أقتني روح القيادة.

بحُبِّك لبني البشر، تريد أن يكون الكل قادة.

لم تخلق طفلاً ليكون عبدًا، بل ليكون ملكًا.

تُسَرُّ بكل من يعمل بك بروح القيادة.

مادمتَ معي أسلك بروح الثقة واليقين.

أطلب أن يتشدد كل بشرٍ لك.

فيحيا الكل بروح التحدِّي لقوات الظلمة كما للألم وحتى الموت.

v متى نرى شعبك العروس الواحدة المقدسة فيك؟!

متى نراها الكنيسة المجاهدة التي بك تتكلل؟!

تدخل إلى أحضانك متهللة.

يعتزُّ بها السمائيون، ويفرحون بنصرتها.

v هَبْ لنا أن يحسب كل واحدٍ نجاح أخيه نجاحًا له.

بحُبِّك يتشدِّد كل واحدٍ،

ويتشدَّد الجميع أيضًا معًا!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] راجع للمؤلف: سفر التكوين، 1984، ص 65، 66.

St. Augustine: Ser. On NT Lessons, 41: .

[2] Celine Mangan, 1-2 Chronicles, p. 30.

[3] Céline Mangan: 1-2 Chronicles, Ezra, Nehemiah, Delware 1982, p.31-32.

[4] The Last Farewell, Oration 42:26.

[5] مزمور 46.

[6] Hexamaeron, 9:2.

[7] Letter 58:11.

[8] Admonitions & Grace, 14:45.

[9] Cf. Predestination of the Saints, 20:42.

[10] راجع ثيؤطوكية الجمعة.

[11] الميمر 80 على أسرار وأنماط وصور المسيح.

[12] Sermon 207:2.

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات أخبار أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/13-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal/Tafseer-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal__01-Chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/ngx3xn5