St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Tadros-Yacoub-Malaty  >   13-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal
 

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

سلسلة "من تفسير وتأملات الآباء الأولين"

أخبار الأيام الأول 12 - تفسير سفر أخبار الأيام الأول

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب أخبار أيام أول:
تفسير سفر أخبار الأيام الأول: مقدمة سفري الأخبار | مقدمة سفر أخبار الأيام الأول | أخبار الأيام الأول 1 | أخبار الأيام الأول 2 | أخبار الأيام الأول 3 | أخبار الأيام الأول 4 | أخبار الأيام الأول 5 | أخبار الأيام الأول 6 | أخبار الأيام الأول 7 | أخبار الأيام الأول 8 | أخبار الأيام الأول 9 | أخبار الأيام الأول 10 | أخبار الأيام الأول 11 | أخبار الأيام الأول 12 | أخبار الأيام الأول 13 | أخبار الأيام الأول 14 | أخبار الأيام الأول 15 | أخبار الأيام الأول 16 | أخبار الأيام الأول 17 | أخبار الأيام الأول 18 | أخبار الأيام الأول 19 | أخبار الأيام الأول 20 | أخبار الأيام الأول 21 | أخبار الأيام الأول 22 | أخبار الأيام الأول 23 | أخبار الأيام الأول 24 | أخبار الأيام الأول 25 | أخبار الأيام الأول 26 | أخبار الأيام الأول 27 | أخبار الأيام الأول 28 | أخبار الأيام الأول 29

نص سفر أخبار الأيام الأول: أخبار الأيام الأول 1 | أخبار الأيام الأول 2 | أخبار الأيام الأول 3 | أخبار الأيام الأول 4 | أخبار الأيام الأول 5 | أخبار الأيام الأول 6 | أخبار الأيام الأول 7 | أخبار الأيام الأول 8 | أخبار الأيام الأول 9 | أخبار الأيام الأول 10 | أخبار الأيام الأول 11 | أخبار الأيام الأول 12 | أخبار الأيام الأول 13 | أخبار الأيام الأول 14 | أخبار الأيام الأول 15 | أخبار الأيام الأول 16 | أخبار الأيام الأول 17 | أخبار الأيام الأول 18 | أخبار الأيام الأول 19 | أخبار الأيام الأول 20 | أخبار الأيام الأول 21 | أخبار الأيام الأول 22 | أخبار الأيام الأول 23 | أخبار الأيام الأول 24 | أخبار الأيام الأول 25 | أخبار الأيام الأول 26 | أخبار الأيام الأول 27 | أخبار الأيام الأول 28 | أخبار الأيام الأول 29 | أخبار الأيام الأول كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

داود القائد الجذَّاب يضم قادة عظماء

 

في الأصحاح السابق رأينا تمليك داود على كل إسرائيل، وقد تمَّ ذلك بخطة إلهية سبق أن أعلنها صموئيل النبي حين كان داود صبيًّا صغيرًا، وقام بدهنه بالمسحة المقدسة، وبعد عشرين عامًا تقريبًا تم تجليسه في حبرون على كل إسرائيل.

هنا يوضح الكاتب أن داود صعد أخيرًا على العرش بالتدريج، وذلك مثل ثمرة ظهرت على غصن الشجرة، لكنها بقيت زمانًا حتى نضجت ببطءٍ.

لقد انتظر داود طويلاً حتى تحقق الوعد، دون أن يتسرَّع في البلوغ إليه، وكان قلبه ليس في الكرسي، ولا في المجد الزمني، إنما في الله وفي الشعب. وقد تحقق الوعد على خطوتين رئيسيّتين.

الخطوة الأولى في صقلغ، حيث كان هاربًا من وجه شاول بن قيس وهو يطلب قتله. تَجَمَّع تدريجيًّا حوله أبطال، وانتهى الأمر بإقامته ملكًا على يهوذا [1-22].

الخطوة الثانية: حيث كان في حبرون، وجاء إليه قاده من كل إسرائيل، يطلبونه ملكًا على كل أسباط إسرائيل، بعد مرور سبعة أعوام على تَمَلُّكه على يهوذا [23-40].

الحديث هنا عن داود في الفترة التي كان فيها هاربًا من وجه شاول، ولجأ إلى الفلسطينيين، فأعطاه أحد ملوكهم مدينة صقلغ مِلكًا له (1 صم 27: 1-7). تاريخيًا يُنظَر إلى التجائه إلى الفلسطينيين كنقطة ضعف في حياة داود؛ أما سفر أخبار الأيام، فيُقَدِّمه ككوكبٍ برَّاق جذب حتى بعض رجال من سبط بنيامين (سبط شاول) ليعبروا وينضمّوا إليه.

سبق أن قدَّمنا مقارنة سريعة بين داود وشاول في مقدمة السفر، وفي هذا الأصحاح برزت النقاط التالية:

1. إن قارنّا بين شاول وداود، فالأول كان وهو ملك يبذل كل الجهد ليجد رجال بأس يضمّهم إليه، لكن كثيرين بعد أن انضموا إليه تركوه، رغم كل الإغراءات والإمكانيات التي يُقَدِّمها لهم كملكٍ صاحب سلطان، أما داود وهو مختبئ في صقلغ من وجه شاول الملك كان الأبطال يأتون إليه، منهم من كانوا إخوة شاول من بنيامين. كإنسان الله كان يجذب الطاقات للعمل معه [1-2].

2. سبق فقاومه بعض من بني بنيامين ويهوذا، الآن جاءوا لينضمّوا إليه، وبروح الله الذي حلَّ على عماساي [18]، فقال: "لك نحن يا داود، ومعك نحن يا ابن يسَّى"، فصاروا رؤوس جيوش معه. الله يُحوِّل حتى المقاومين إلى أصدقاء عاملين معه.

3. وهبهم الله روح الوحدة: "كذلك كل بقية إسرائيل بقلبٍ واحدٍ لتمليك داود" [38].

4. قدَّموا له إمكانياتهم: "كانوا يأتون بخبزٍ على الحمير والجمال والبغال والبقر وبطعامٍ من دقيقٍ... بكثرةٍ" [40].

5. ساد روح الفرح على الكل: "لأنه كان فرح في إسرائيل" [40].

كان شاول الملك يبذل كل الجهد ليجد رجل بأس فيضمّه إليه (1 صم 14: 52)، بينما كان رجال البأس الأمناء والأقوياء ينجذبون إلى رجل الله داود، يبحثون عنه حتى وهو هارب من وجه الملك ويلتصقون به.

جمع داود حوله جبابرة بأس أمناء مُخْلِصين وأصحاب مواهب، اتَّحدوا معه لبنيان الجماعة المقدسة.

ليتنا ننجذب إلى ملك الملوك ونطلبه ونلتصق به، فهو يُنَمِّي المواهب التي هي بالحق عطيته المجانية لنا، يقيم منَّا جيشًا روحيًا يهزُّ مملكة إبليس ويُحَطِّم سلطانه. نُقَدِّم له مما أعطانا، فيكون فرح في إسرائيل الجديد.

يقيم الله من المؤمنين جيش الخلاص الروحي، الذي لا عدو له سوى إبليس وملائكته. يُدَرِّب مؤمنيه على القتال الروحي، ويهب حتى الأطفال الصغار إمكانية النصرة، فيُقال عن الكنيسة التي كانت كعظام جافة مُلقاة في وسط بقعة: "فدخل فيهم الروح، فحيوا، وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدًا جدًا" (حز 37: 10)؛ كما يُقال عنها: "كأورشليم مرهبة، كجيشٍ بألوية" (نش 6: 4).

v لتحاربوا برجولة كجنودٍ صالحين، ولتركضوا بنبلٍ في سباقكم من أجل الإكليل الأبدي في المسيح يسوع ربنا، الذي له المجد إلى الأبد. آمين[1].

القديس باسيليوس الكبير

v الله يريدكم أن تبذلوا مجهودًا صغيرًا حتى تنتزعوا النصر، وذلك مثل ملك يريد أن يقف بابنه وسط الجيش داخل المعركة ويطلب منه ولو يلقي حجارة حتى يسند إليه النصرة، مع أن الملك هو الذي يفعل كل شيء. هكذا يفعل الله معنا في الحرب ضد الشيطان.

v يسمح لنا نحن أيضًا أن نغلب، متطلعين إلى رئيس إيماننا، ونسير في ذات الطريق الذي قطعه من أجلنا... إننا لسنا مائتين بسبب صراعنا مع الموت، بل نحن خالدون بسبب نصرتنا... هل يُفسِد الموت أجسامنا؟ ما هذا؟ إنها لن تبقى في الفساد، بل تصير إلى حالٍ أفضل...

إذن لنغلب العالم، لنركض نحو الخلود، لنتبع الملك، لنُعِد النصب التذكاري للغلبة، لنستخف بملذات العالم. لسنا نحتاج إلى تعب لإتمام ذلك.

لنُحَوِّل نفوسنا إلى السماء، فينهزم كل العالم! عندما لا تشتهيه تغلبه؛ إن سخرتَ به يُقهَر.

غرباء نحن ورُحَّل، فليتنا لا نحزن على أي أمورٍ مُحزِنة خاصة به[2].

القديس يوحنا الذهبي الفم

v من أُصيب في الحرب لا يستحي من تسليم نفسه إلى يد طبيب حكيم، لأنه غُلِبَ على أمره وأُصيب. وإذ يُشفَى، لا يرذله الملك بل يحسبه مع جيشه. هكذا يليق بالإنسان الذي جرحه الشيطان ألا يستحي من الاعتراف بجهالاته، وأن يبتعد عنها، طالبًا التوبة دواءً لنفسه.

فمن يستحي من إظهار جرحه يمتد الضرر إلى جسده كله.

من لا يستحي من ذلك يُشفَى جرحه، ويعود إلى المعركة[3].

القديس أفراهاط

v في المعارك العادية لا يقوم القادة بتسليح النساء أو الأطفال أو الشيوخ، أما قائدنا الرب المسيح، فيُوَزِّع هذا السلاح الملوكي (الذي هو اقتناء المسيح نفسه) على الكل بالتساوي. عندئذ يُعَلِّمهم حِيَل إبليس العسكرية[4].

الأب ثيؤدورت

إن كان داود بالحق قائدًا ناجحًا، فإنه بدوره ازداد نجاحًا وقوة، لأنه يرى في الآخرين قادة يعملون معه ولا يستغني عنهم!

عالج الأصحاح السابق الأفراد الذين ارتبطوا بشخص داود، أما هذا الأصحاح فاهتم بالحديث عن الأسباط وقادتهم الذين تحالفوا مع الملك. الأسباط المذكورون هنا جاءوا إليه عندما كان مختبئًا [1-22]، والذين جاءوا إلى حبرون بعد موت إيشبوشت [23-40]. وكل بقية إسرائيل كانوا بفكرٍ واحدٍ يريدون إقامة داود ملكًا، وكان فرح في إسرائيل [38].

كثيرون ممن كانوا في ضيق ومتاعب جاءوا إليه لحمايتهم (1 صم 22: 1-2)، أما هؤلاء فجاءوا لخدمة داود ومساعدته ليحتل العرش الذي وهبه الله إيَّاه بأمره الإلهي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البنيامينون والاعتراف بمملكة داود

إذ يكشف سفرا الأخبار عن النعمة الإلهية التي تُغَطِّي كثرة من الخطايا والضعفات، لم يُشِرْ إلى الفترة ما قبل اعتراف كل الأسباط به في حبرون. كانت أغلب الأسباط في ذلك الوقت تنظر إليه بكونه الملك المرفوض، في ضعف إيمانه هرب إلى أخيش بين غير المؤمنين ووجد في صقلغ (1 صم 29-30).

قبل ذلك ارتبط به رجال جاد ويهوذا وبنيامين وهو في حالة وضيعة، ومرفوض من الأكثرية.

العجيب أن سبط بنيامين الذي تخرَّج منه شاول الملك الشرير، صار ملاصقًا لسبط يهوذا، ومُحبًا لداود ربما أكثر من بقية الأسباط. حين كان داود في صقلغ جاء إليه أبطال في الحرب من إخوة شاول من بنيامين ينضمون إليه [2]. وحين كان في الحصن جاء إليه قوم من بني بنيامين ويهوذا، وقد ذكر قوم بنيامين قبل قوم يهوذا [16]. وحين كان في حبرون جاء إليه من بني بنيامين إخوة شاول ثلاثة آلاف وكان أكثرهم يقومون بحراسة بيت شاول [29].

نستطيع بشيءٍ من الجرأة أن نقول إن رجال بنيامين ربما كانوا أكثر غيرة من كل رجال الأسباط الأخرى في إقامة داود ملكًا! هذا هو عمل النعمة الإلهية الفائقة لكل تفكيرٍ أو تخطيطٍ بشريٍ!

كنا بحسب الفكر البشري نتوقَّع من سبط بنيامين إن لم يأخذ موقف المعارضة في الاعتراف لمملكة داود، على الأقل يكونون متردِّدين في أخذ القرار حتى يتأكدوا أن بقية الأسباط تعترف به ملكًا.

سبط بنيامين الذي في وقت ما كاد يتلاشى بسبب خطيتهم (قض 20-21)، يتَّخِذ مكانًا متميزًا بين الأسباط في الشهادة لداود الملك. إنهم إخوة شاول، لكنهم رجال إيمان حيّ وغيرة على شعب الله على خلاف شاول نفسه.

 

1. أبطال شاول يلتصقون بداود

 

1-7.

2. جبابرة جاد يلتصقون بداود

 

8-15.

3. بنو بنيامين ويهوذا في الحصن معه

 

16-18.

4. بنو منسَّى يسندون داود

 

19-22.

5. رغبة البعض في تحويل المملكة إليه

 

23-24.

6. انجذاب جبابرة بأس من شمعون إليه

 

25.

7. انجذاب لاويين وكهنة إليه

 

26-28.

8. انجذاب بعض حرس بيت شاول إليه

 

29.

9. انجذاب جبابرة من بني أفرايم إليه

 

30.

10. انجذاب البعض من نصف منسى إليه

 

31.

11. انجذاب بني يسَّاكر إليه

 

32.

12. انجذاب بني زبولون إليه

 

33.

13. انجذاب بني نفتالي إليه

 

34.

14. انجذاب الدانيين إليه

 

35.

15. انجذاب أشير إليه

 

36.

16. انجذاب الضفة الشرقية إليه

 

37.

17. وحدة وفرح في إسرائيل

 

38-40.

* من وحي 1 أي 12: ليقل الضعيف بطل أنا

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

1. أبطال شاول يلتصقون بداود

1 وَهؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى دَاوُدَ إِلَى صِقْلَغَ وَهُوَ بَعْدُ مَحْجُوزٌ عَنْ وَجْهِ شَاوُلَ بْنِ قَيْسَ، وَهُمْ مِنَ الأَبْطَالِ مُسَاعِدُونَ فِي الْحَرْبِ، 2 نَازِعُونَ فِي الْقِسِيِّ، يَرْمُونَ الْحِجَارَةَ وَالسِّهَامَ مِنَ الْقِسِيِّ بِالْيَمِينِ وَالْيَسَارِ، مِنْ إِخْوَةِ شَاوُلَ مِنْ بَنْيَامِينَ. 3 الرَّأْسُ أَخِيعَزَرُ ثُمَّ يُوآشُ ابْنَا شَمَاعَةَ الْجِبْعِيُّ، وَيَزُوئِيلُ وَفَالَطُ ابْنَا عَزْمُوتَ، وَبَرَاخَةُ وَيَاهُو الْعَنَاثُوثِيُّ، 4 وَيَشْمَعْيَا الْجِبْعُونِيُّ الْبَطَلُ بَيْنَ الثَّلاَثِينَ وَعَلَى الثَّلاَثِينَ، وَيَرْمِيَا وَيَحْزِيئِيلُ وَيُوحَانَانُ وَيُوزَابَادُ الْجَدِيرِيُّ، 5 وَإِلْعُوزَايُ وَيَرِيمُوثُ وَبَعْلِيَا وَشَمَرْيَا وَشَفَطْيَا الْحَرُوفِيُّ، 6 وَأَلْقَانَةُ وَيَشِيَّا وَعَزْرِيئِيلُ وَيُوعَزَرُ وَيَشُبْعَامُ الْقُورَحِيُّونَ، 7 وَيُوعِيلَةُ وَزَبَدْيَا ابْنَا يَرُوحَامَ مِنْ جَدُورَ.

 

وَهَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى دَاوُدَ إِلَى صِقْلَغَ،

وَهُوَ بَعْدُ مَحْجُوزٌ عَنْ وَجْهِ شَاوُلَ بْنِ قَيْسَ،

وَهُمْ مِنَ الأَبْطَالِ مُسَاعِدُونَ فِي الْحَرْبِ. [1]

حُرِم داود المملوء حبًا لشعبه أن يجد له موضعًا في وطنه، فإذا بأخيش الملك الفلسطيني يُقَدِّم له ولعائلته ومن التف حوله في صقلغ (1 صم 27: 5-7). صار سعيدًا أن يلجأ إليه مُحارِب شهير من بين إسرائيل. اختبأ داود في صقلغ؛ ولم تكن تحرُّكاته سرَّية تمامًا.

من الجانب التاريخي في هذه الفترة يُعتبَر داود قد وصل إلى أقصى الضعف (راجع 1 صم 27: 1-7)، غير أن سفر الأخبار هنا يبرزها كفترة لامعة في حياة داود، حيث صعد إليه بعض أعضاء من سبط بنيامين (إخوة شاول). انجذب أصحاب الطاقات الجبارة إلى داود المطرود والتفُّوا حوله. جاء إليه أفضل من كان في جيش شاول. كأن الله يؤكد لداود أن أعداءه صاروا رجاله العاملين معه [16].

وقد اتَّسموا بالآتي:

1. كانوا بارعين في استخدام السهام والقسيّ والحجارة بالمقاليع [1].

2. اتَّسموا بالجدِّية وقوة العزيمة، وجوههم كوجوه الأسود [8].

3. لائقين بدنيًّا في الحروب، سرعتهم كسرعة ظباء الجبال [8].

4. مُخلِصون لله ولإنسان الله [1-17].

صقلغ: مدينة في جنوب يهوذا، كانت أولاً لشمعون (يش 19: 5)، ثم للفلسطينيين، وبعد ذلك ليهوذا. بقي داود في صقلغ سنة وأربعة أشهر حتى مات شاول.

العجيب أن هؤلاء الأبطال المساعدين في الحرب من بينهم إخوة شاول، جاءوا إلى داود في صقلغ، والتفُّوا حوله وهم لا يدرون أنه قد اقترب وقت موت شاول.

لم يأتِ هؤلاء الأبطال إلى داود بعد موت شاول يتملَّقونه، لأنهم أدركوا أن العرش صار بين يديّ داود، إنما انجذبوا إليه، قائلين على لسان عماساي: "لأن إلهك مُعِينك" [18].

نَازِعُونَ فِي الْقِسِيِّ،

يَرْمُونَ الْحِجَارَةَ وَالسِّهَامَ مِنَ الْقِسِيِّ بِالْيَمِينِ وَالْيَسَارِ،

مِنْ إِخْوَةِ شَاوُلَ مِنْ بِنْيَامِينَ. [2]

كان المقلاع متواضعًا في مظهره، لكنه كان قاتلاً في المعركة، حيث يندفع الحجر إلى هدفه القاتل.

أما القوس والسهم، فكانا يستخدمان من آلاف السنين، وكانت رؤوس السهام تُصنَع من الحجر أو الخشب أو العظام...

الرَّأْسُ أَخِيعَزَرُ ثُمَّ يُوآشُ ابْنَا شَمَاعَةَ الْجِبْعِيُّ،

وَيَزُوئِيلُ وَفَالَطُ ابْنَا عَزْمُوتَ،

وَبَرَاخَةُ وَيَاهُو الْعَنَاثُوثِيُّ، [3]

وَيَشْمَعْيَا الْجِبْعُونِيُّ الْبَطَلُ بَيْنَ الثَّلاَثِينَ وَعَلَى الثَّلاَثِينَ،

وَيَرْمِيَا وَيَحْزِيئِيلُ وَيُوحَانَانُ وَيُوزَابَادُ الْجَدِيرِيُّ [4]

وَإِلْعُوزَايُ وَيَرِيمُوثُ وَبَعْلِيَا وَشَمَرْيَا وَشَفَطْيَا الْحَرُوفِيُّ [5]

وَأَلْقَانَةُ وَيَشِيَّا وَعَزْرِيئِيلُ وَيُوعَزَرُ وَيَشُبْعَامُ الْقُورَحِيُّونَ [6]

وَيُوعِيلَةُ وَزَبَدْيَا ابْنَا يَرُوحَامَ مِنْ جَدُورَ. [7]

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

2. جبابرة جاد يلتصقون بداود

8 وَمِنَ الْجَادِيِّينَ انْفَصَلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْحِصْنِ فِي الْبَرِّيَّةِ جَبَابِرَةُ الْبَأْسِ رِجَالُ جَيْشٍ لِلْحَرْبِ، صَافُّو أَتْرَاسٍ وَرِمَاحٍ، وَوُجُوهُهُمْ كَوُجُوهِ الأُسُودِ، وَهُمْ كَالظَّبْيِ عَلَى الْجِبَالِ فِي السُّرْعَةِ: 9 عَازَرُ الرَّأْسُ، وَعُوبَدْيَا الثَّانِي، وَأَلِيآبُ الثَّالِثُ، 10 وَمِشْمِنَّةُ الرَّابعُ، وَيَرْمِيَا الْخَامِسُ، 11 وَعَتَّايُ السَّادِسُ، وَإِيلِيئِيلُ السَّابعُ، 12 وَيُوحَانَانُ الثَّامِنُ، وَأَلْزَابَادُ التَّاسِعُ 13 وَيَرْمِيَا الْعَّاشِرُ، وَمَخْبَنَّايُ الْحَادِي عَشَرَ. 14 هؤُلاَءِ مِنْ بَنِي جَادَ رُؤُوسُ الْجَيْشِ. صَغِيرُهُمْ لِمِئَةٍ، وَالْكَبِيرُ لأَلْفٍ. 15 هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَبَرُوا الأُرْدُنَّ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ وَهَزَمُوا كُلَّ أَهْلِ الأَوْدِيَةِ شَرْقًا وَغَرْبًا.

 

وَمِنَ الْجَادِيِّينَ انْفَصَلَ إِلَى دَاوُدَ إِلَى الْحِصْنِ فِي الْبَرِّيَّةِ،

جَبَابِرَةُ الْبَأْسِ رِجَالُ جَيْشٍ لِلْحَرْبِ،

صَافُّو أَتْرَاسٍ وَرِمَاحٍ،

وَوُجُوهُهُمْ كَوُجُوهِ الأُسُودِ،

وَهُمْ كَالظَّبْيِ عَلَى الْجِبَالِ فِي السُّرْعَةِ: [8]

ربما يقصد بالحصن مغارة عدلام (2 صم 23: 13). وللجاديين فضل، لأنهم شاركوا داود وهو في الضيق. وكان لهم فضل أيضًا نظرًا لقوتهم وشجاعتهم في الحرب على اختلاف أنواعها.

بينما كان البنيامينيّون بارعين في استخدام القسيّ والمقاليع، كان المحاربون من جاد بارعين في استعمال الأتراس والرماح. وكانت رؤوس الرماح من العظام أو الحجارة. أما رماح الفلسطينيين، فكانت أياديها من البرونز، ورؤوسها من الحديد، إذ كانوا يحتكرون صناعة الحديد (1 صم 13: 19-20).

يُصَوِّر لنا السِفْر مدى اقتناع سبط جاد بتمليك داود، فقد انفصلوا عن إخوتهم الذين في الضفة الشرقية. وهو انفصال جدير بالثناء، لأنه يقوم على قبول داود ملكًا، بالرغم من كونه في الحصن الذي في البرية [8]، ربما أحد الحصون القوية في عين جدي. بالرغم من قلة عدد المذكورين هنا، أحد عشر شخصًا، لكنهم مَثَّلوا قوة لا يُستهَان بها تُضَاف إلى قوة داود. إنهم رؤوس جيش أبطال وشجعان لهم وجوه أسود قوية، وسرعة حركة كالظباء.

لم يأتِ هؤلاء هاربين من ضيق، ولا يطلبون منه حماية من عدو، إنما جاءوا مقتنعين به كرجل الله المُعَيَّن ليكون ملكًا على إسرائيل.

يُقَدِّم هؤلاء الجبابرة لنا مثالاً حيًا كجنود المسيح الصالحين والمُخْلِصين.

أ. كما كان هؤلاء رؤساء جيش، هكذا يليق بالمؤمن أن يحمل روح القوة، مُدرِكًا أن لديه إمكانيات جبَّارة لمقاومة الخطية والشر والفساد وإبليس نفسه وكل حيَّله وخداعاته. إنه قائد لكل طاقته وإمكانياته في الرب.

ب. كان لهؤلاء وجوه أسود قوية، لا ليحملوا روح العنف والافتراس، وإنما ليعملوا بروح القوة لحساب ملكوت الله بلا خوفٍ. لا يضطربون بسبب الضيق، ولا يخشون المرض ولا المصاعب ولا الظلم. يقولون مع المرتل: "لأني بك اقتحمت جيشًا، وبإلهي تسوَّرت أسوارًا" (مز 18: 29). "إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي، إن قامت عليَّ حرب، ففي ذلك أنا مطمئن" (مز 27: 3).

يتَّسمون بالسرعة في الحركة حتى وهم على الجبال يسرعون، لا في الهروب أمام العدو حتى لا يلحق بهم، إنما يسرعون في النصرة على إبليس عدّوهم.

عَازَرُ الرَّأْسُ وَعُوبَدْيَا الثَّانِي وَأَلِيآبُ الثَّالِثُ [9]

وَمِشْمِنَّةُ الرَّابِعُ وَيَرْمِيَا الْخَامِسُ [10]

وَعَتَّايُ السَّادِسُ وَإِيلِيئِيلُ السَّابِعُ [11]

وَيُوحَانَانُ الثَّامِنُ وَأَلْزَابَادُ التَّاسِعُ [12]

وَيَرْمِيَا الْعَاشِرُ وَمَخْبَنَّايُ الْحَادِي عَشَرَ. [13]

هَؤُلاَءِ مِنْ بَنِي جَادَ رُؤُوسُ الْجَيْشِ.

صَغِيرُهُمْ لِمِئَةٍ وَالْكَبِيرُ لأَلْفٍ. [14]

ما يؤكده الكتاب المقدس أن الإنسان خُلِقَ كقائد يقود بروح الله القدوس كل حواسه وعواطفه ومواهبه، بغير خنوع ولا اضطراب.

ما يشغل قلب المؤمن ليس مقدار إمكانياته ليكون رأسًا لمائةٍ أو ألفٍ، وإنما أن يكون أمينًا فيما بين يديه.

هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ عَبَرُوا الأُرْدُنَّ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ،

وَهُوَ مُمْتَلِئٌ إِلَى جَمِيعِ شُطُوطِهِ،

وَهَزَمُوا كُلَّ أَهْلِ الأَوْدِيَةِ شَرْقًا وَغَرْبًا. [15]

في الشهر الأول، أي في شهر نيسان، حيث يمتلئ نهر الأردن إلى جميع شواطئه (يش 3: 15).

بالنسبة لأبطال بنيامين إخوة شاول، لم تعقهم عداوة شاول أخيهم عن الاعتراف بتمليك داود، ومساندته. وأما بالنسبة لجاد فكان العائق هو موقع إقامتهم شرقي الأردن كمن في حاجز عن الالتقاء بداود، ومع كون النهر قد امتلأت شواطئه بالمياه، عبروا النهر بيقين، لأن محبتهم العظيمة جذبتهم إليه.

هنا مجموعة من الرجال أتوا إلى داود عائمين في الأردن في وقت الفيضان، وكانوا على وشك أن تثبط همتهم حينما جاء داود لمقابلتهم، ولم يكن يعلم إذا كانوا أصدقاء أم أعداء فقال لهم ما معناه "إذ كنتم قد أتيتم لضرري فسأُبيدكم" ولكنهم أجابوه "حاشا يا داود، نحن أتينا لنكون بجانبك". فقد أرادوا أن يحيوا لداود ويكونوا بجانبه ليساعدوه.

كثيرون منا يريدون أن يكونوا في خدمة الرب، ولكنهم يظنون أنها مُجَرَّد مهمة لشغل الوقت، ولكن المهم هو هل نحن نريد أن نحيا للمسيح كما أراد هؤلاء الرجال أن يحيوا لداود؟ ويمكننا أن نرفع هذا التأمل أكثر.

المسيح عبَّرنا نهر الأردن عندما متنا وقمنا معه في المعمودية المقدسة، كما باركنا بكل بركة روحية، فيجب علينا أن نخدمه ليس خدمة الشفتين أو تضييع الوقت، بل الخضوع الكامل لإرادته. لقد عبرنا الأردن ليس لخدمة داود بل لخدمة من هو أعظم من داود.

بقوله: "وهزموا كل أهل الأودية شرقًا وغربًا" يكشف عن الآتي:

1. لقد انطلقوا من شرق الأردن ثم عبروا النهر بقوة وبسرعة، ثم عبروا في غرب الأردن حتى بلغوا إلى داود.

رحلتهم هذه تُمَثِّل رحلة كل مؤمنٍ جاء يود أن يستقر في حضن ربِّ داود.

يليق بالمؤمن أن يعيش كما على الجبال العالية، لا يطلب السفليات والأرضيات بل السماويات، ولا يستقر قلبه في الأودية، أي في الأمور السفلية الزائلة. إنه يحارب بالأمور الشرقية والغربية، أي الملذات الجسدية والضيقات. لا ينشغل قلبه بالملذَّات، ولا تُحَطِّمه المتاعب والضيقات. إنه يسلك في الطريق عابرًا على المباهج والمتاعب، مُنطلِقًا إلى العلويات. يقول المرتل: "الجبال العالية للوعول؛ الصخور ملجأ للوبار (نوع من الأرانب)" (مز 104: 18).

v لاحظنا فعلاً وحقًا أن الوعول تُشِير إلى القديسين الذين جاءوا إلى هذا العالم لكي يبيدوا سُمَّ الحيَّة. لكن لنرى ما هي الجبال العالية التي تبدو محفوظة للوعول وحدها، والتي لا يُمكِن أن يتسلَّقها من لا يكون وعلاً. في اعتقادي الشخصي إنها معرفة الثالوث، هي التي تُدعَى بالجبال العالية، فما من أحدٍ يبلغ هذه المعرفة ما لم يكن وعلاً[5].

v يسوع نفسه عندما تجلَّى لم يحدث هذا في السهل، إنما صعد على جبل، وهناك تجلَّى. لتفهموا من هذا أنه دائمًا يظهر على الجبال أو التلال، ليعلمكم أنتم أيضًا، فلا تبحثوا عنه في أي موضع، وإنما على جبال الشريعة والأنبياء[6].

العلامة أوريجينوس

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

3. بنو بنيامين ويهوذا في الحصن

16 وَجَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي بَنْيَامِينَ وَيَهُوذَا إِلَى الْحِصْنِ إِلَى دَاوُدَ. 17 فَخَرَجَ دَاوُدُ لاسْتِقْبَالِهِمْ وَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ جِئْتُمْ بِسَلاَمٍ إِلَيَّ لِتُسَاعِدُونِي، يَكُونُ لِي مَعَكُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ. وَإِنْ كَانَ لِكَيْ تَدْفَعُونِي لِعَدُوِّي وَلاَ ظُلْمَ فِي يَدَيَّ، فَلْيَنْظُرْ إِلهُ آبَائِنَا وَيُنْصِفْ». 18 فَحَلَّ الرُّوحُ عَلَى عَمَاسَايَ رَأْسِ الثَّوَالِثِ فَقَالَ: «لَكَ نَحْنُ يَا دَاوُدُ، وَمَعَكَ نَحْنُ يَا ابْنَ يَسَّى. سَلاَمٌ سَلاَمٌ لَكَ، وَسَلاَمٌ لِمُسَاعِدِيكَ. لأَنَّ إِلهَكَ مُعِينُكَ». فَقَبِلَهُمْ دَاوُدُ وَجَعَلَهُمْ رُؤُوسَ الْجُيُوشِ.

 

وَجَاءَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ وَيَهُوذَا إِلَى الْحِصْنِ إِلَى دَاوُدَ. [16]

للمرة الثانية يظهر بعض من بني بنيامين، لكن ليس وحدهم كما في المرة الأولى، بل في صحبة البعض من بني يهوذا، ليذهبوا إلى داود في الحصن، تحت قيادة روح الله القدوس [18].

فَخَرَجَ دَاوُدُ لاِسْتِقْبَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ:

"إِنْ كُنْتُمْ قَدْ جِئْتُمْ بِسَلاَمٍ إِلَيَّ لِتُسَاعِدُونِي،

يَكُونُ لِي مَعَكُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ.

وَإِنْ كَانَ لِتَدْفَعُونِي لِعَدُوِّي وَلاَ ظُلْمَ فِي يَدَيَّ،

فَلْيَنْظُرْ إِلَهُ آبَائِنَا وَيُنْصِفْ". [17]

كان لدى داود أسباب كثيرة تدعوه للتشكُّك في نيَّتهِم، فقد شكَّ في نِيَّتهم لئلا يكونوا قد تظاهروا بالصداقة، فيثق فيهم، ثم يُسَلِّمونه لشاول، لكن عماساي أكَّد له صدق نيَّتهم.

بقوله إن كنتم قد جئتم بسلام يكشف أن البعض اجتمعوا به بنيَّة غير صادقة، ربما لمعرفة خطته، ويُخبِرون شاول بها. هذا وقد اجتمع إليه الذين كانوا متضايقين وكل من كان عليه دين وكل رجل مُرّ النفس (1 صم 22: 2). تشكَّك داود لم يأتِ من فراغ، لأن بعضهم سبق أن خانوه (1 صم 21-22).

كثيرًا ما عانى المرتل من كذب الناس، حتى قال: "أنا قلت في حيرتي كل إنسانٍ كاذبٍ" (مز 116: 11).

يرى القديس جيروم أن كل إنسان كاذب بمعنى أنه إذ يسلك كإنسانِ يكذب، إنما أن يتقدس وينطبق عليه القول: "أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم" (مز 82: 6) لا يعود يكون كاذبًا. [إنسان القداسة يصير إلهًا، وإذ هو إله، يكف عن أن يكون إنسانًا فلا ينطق بالكذب[7].]

فَحَلَّ الرُّوحُ عَلَى عَمَاسَايَ رَأْسِ الثَّوَالِثِ فَقَالَ:

"لَكَ نَحْنُ يَا دَاوُدُ،

وَمَعَكَ نَحْنُ يَا ابْنَ يَسَّى.

سَلاَمٌ سَلاَمٌ لَكَ، وَسَلاَمٌ لِمُسَاعِدِيكَ.

لأَنَّ إِلَهَكَ مُعِينُكَ."

فَقَبِلَهُمْ دَاوُدُ، وَجَعَلَهُمْ رُؤُوسَ الْجُيُوشِ. [18]

ما نطق به عماساي بوحي الروح "سلام، سلام لك وسلام لمساعديك"، يُعتبَر أعظم عطية وُهِبَتْ لداود، فهي تفوق كلمة peace بالإنجليزية، إذ شالوم Shalom بالعبرية لا تعني عدم وجود حرب، بل كمال السعادة ووفرة الخيرات[8]. يتمتع داود بذلك لأن الله في صفِّه.

عماساي: ربما هو عماسا بن أبيجائيل أخت داود (1 أخ 2: 17). وكان كلامه فصيح العبارات، يُقَدِّم نبوة.

سرُّ القوة هو حلول روح الرب على العاملين لحساب مملكة الله. بعمل الروح القدس الذي حلَّ على عماساي رأس الثوالث أعلنوا محبتهم وإعجابهم وإخلاصه لداود. قبلهم داود وجعلهم رؤوس الجيوش. ينسب الكتاب إلى الروح قوة جسدية كما حدث مع يفتاح (قض 11: 29) وشمشون (قض 14: 19)، والحكمة كبصلئيل (خر 31: 3)، والفصاحة كعماساي، ومعرفة أمور إلهية كالأنبياء، ومواهب روحية.

يهب روح الرب عطايا خاصة لأناس الله، فوهب بصلئيل مهارة فنية (خر 31: 1-5)، ويفتاح مهارة حربية (قض 11: 29)، وداود قدرة على الحُكْمِ (1 صم 16: 13)، وزكريا بن يهوياداع كلمة نبوية (2 أي 24: 20).

v نقرأ عن بني إسرائيل أنهم خرجوا ليحاربوا بقلبٍ مملوءٍ سلامًا؛ في وسط السيوف ذاتها والدم المسفوك والأجسام المقتولة، لأنهم كانوا يفكرون في نصرة السلام، لا في نصرتهم هم أنفسهم[9].

القديس أغسطينوس

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

4. بنو منسَّى يسندون داود

19 وَسَقَطَ إِلَى دَاوُدَ بَعْضٌ مِنْ مَنَسَّى حِينَ جَاءَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ضِدَّ شَاوُلَ لِلْقِتَالِ وَلَمْ يُسَاعِدُوهُمْ، لأَنَّ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْسَلُوهُ بِمَشُورَةٍ قَائِلِينَ: «إِنَّمَا بِرُؤُوسِنَا يَسْقُطُ إِلَى سَيِّدِهِ شَاوُلَ». 20 حِينَ انْطَلَقَ إِلَى صِقْلَغَ سَقَطَ إِلَيْهِ مِنْ مَنَسَّى عَدْنَاحُ وَيُوزَابَادُ وَيَدِيعَئِيلُ وَمِيخَائِيلُ وَيُوزَابَادُ وَأَلِيهُو وَصِلْتَايُ رُؤُوسُ أُلُوفِ مَنَسَّى. 21 وَهُمْ سَاعَدُوا دَاوُدَ عَلَى الْغُزَاةِ لأَنَّهُمْ جَمِيعًا جَبَابِرَةُ بَأْسٍ، وَكَانُوا رُؤَسَاءَ فِي الْجَيْشِ. 22 لأَنَّهُ وَقْتَئِذٍ أَتَى أُنَاسٌ إِلَى دَاوُدَ يَوْمًا فَيَوْمًا لِمُسَاعَدَتِهِ حَتَّى صَارُوا جَيْشًا عَظِيمًا كَجَيْشِ اللهِ.

 

وَسَقَطَ إِلَى دَاوُدَ بَعْضٌ مِنْ مَنَسَّى،

حِينَ جَاءَ مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ ضِدَّ شَاوُلَ لِلْقِتَالِ وَلَمْ يُسَاعِدُوهُمْ،

لأَنَّ أَقْطَابَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْسَلُوهُ بِمَشُورَةٍ قَائِلِينَ:

"إِنَّمَا بِرُؤُوسِنَا يَسْقُطُ إِلَى سَيِّدِهِ شَاوُلَ". [19]

ما ورد هنا في الآيات 19-22 نجده في (1 صم 29-30). لقد منع الله داود من محاربة إسرائيل حينما كان مع الفلسطينيين.

لم يُظهِرْ رجال منسَّى إيمان بنيامين، ولا قوة جاد، ولا قوة الروح كما في يهوذا وبنيامين، إنما أعلنوا اعترافهم به حين رفضه الفلسطينيون.

إذ يرفض العالم مسيحنا أن يملك على قلوبهم، نعلن اعترافنا به ليملك في داخلنا.

حِينَ انْطَلَقَ إِلَى صِقْلَغَ،

سَقَطَ إِلَيْهِ مِنْ مَنَسَّى عَدْنَاحُ وَيُوزَابَادُ وَيَدِيعَئِيلُ وَمِيخَائِيلُ وَيُوزَابَادُ وَأَلِيهُو وَصِلْتَايُ رُؤُوسُ أُلُوفِ مَنَسَّى. [20]

وَهُمْ سَاعَدُوا دَاوُدَ عَلَى الْغُزَاةِ لأَنَّهُمْ جَمِيعاً جَبَابِرَةُ بَأْسٍ،

وَكَانُوا رُؤَسَاءَ فِي الْجَيْشِ. [21]

الغزاة من العمالقة. وكان داود ورجاله يدافعون عن إسرائيل ضد العمالقة، لأن شاول لم ينتبه إليهم إما لضعفه أو إهماله.

لأَنَّهُ وَقْتَئِذٍ أَتَى أُنَاسٌ إِلَى دَاوُدَ يَوْماً فَيَوْماً لِمُسَاعَدَتِهِ

حَتَّى صَارُوا جَيْشاً عَظِيماً كَجَيْشِ اللَّهِ. [22]

يا لها من صورة رائعة لتمليك داود، فهو الشخص الذي جمع إسرائيل معًا بقلب واحدٍ.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

5. رغبة البعض في تحويل المملكة إليه

23 وَهذَا عَدَدُ رُؤُوسِ الْمُتَجَرِّدِينَ لِلْقِتَالِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ لِيُحَوِّلُوا مَمْلَكَةَ شَاوُلَ إِلَيْهِ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. 24 بَنُو يَهُوذَا حَامِلُو الأَتْرَاسِ وَالرِّمَاحِ سِتَّةُ آلاَفٍ وَثَمَانِ مِئَةِ مُتَجَرِّدٍ لِلْقِتَالِ.

 

وَهَذَا عَدَدُ رُؤُوسِ الْمُتَجَرِّدِينَ لِلْقِتَالِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ

لِيُحَوِّلُوا مَمْلَكَةَ شَاوُلَ إِلَيْهِ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. [23]

تدفقت الأسباط نحو داود، ليتَّخِذ كل سبط مكانه في مساندة داود، خاصة في الجيش.

هذه صورة رمزية للمؤمنين العاملين في كنيسة المسيح، جسده الواحد، لكن ليس لجميع الأعضاء عمل واحد. لكل منهم موهبته الخاصة له، يستخدمها بحسب نعمة الله المتنوعة. "فانه كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة، ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضًا لبعض، كل واحد للآخر" (رو 12: 4-5).

لعل المثل الرائع هنا هو رجال بنيامين؛ فقد تركوا المظاهر الشرفية، إذ كانوا يقومون بحراسة بيت شاول، وحسبوا ذلك بلا نفع، وكرَّسوا طاقتهم للخدمة والبنيان مع داود. صار بنو بنيامين مثالاً حيًّا لبقية الأسباط. وكما يقول الرسول بولس: "لاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة" (في 3: 17)، كما قال: "تمثَّلوا بإيمانهم" (عب 13: 7).

مجموع كل الذين جاءوا إلى حبرون 339000 ما عدا يساكر والذين جاءوا مع صادوق.

يُلاحَظ في الذين اجتمعوا معه الآتي:

1. كثرة القادمين من شرق الأردن إذ يبلغون 120000، أي أكثر من الثلث.

2. كثيرون جاءوا من الشمال (زبولون وأشير ونفتالي).

3. قليلون جاءوا من بنيامين، لأنهم كانوا مع بيت شاول [29].

4. قليلون جاءوا من يهوذا وشمعون، لأن كثيرين منهم كانوا مع داود من البداية، وربما هم الإخوة الذين أعدُّوا الطعام [39].

لعل أحد العوامل التي دفعت الأسباط إلى الالتجاء إلى داود هو سقوط شاول بين يدَي داود ورفض داود أن يمدَّ يده على مسيح الرب، بالرغم من محاولات شاول الكثيرة لقتله.

لقد بدأ سبط يهوذا بتمليك داود في حبرون، فملك لمدة سبع سنين وستة أشهر، وكانت حرب مستمرة بين بيت شاول وبيت داود (2 صم 2-4)، لم يُذكَرْ هذا في سفري أخبار الأيام.

بَنُو يَهُوذَا حَامِلُو الأَتْرَاسِ وَالرِّمَاحِ سِتَّةُ آلاَفٍ وَثَمَانِ مِئَةِ مُتَجَرِّدٍ لِلْقِتَالِ. [24]

ربما يتساءل البعض: لماذا قدَّمت الأسباط القريبة له والمجاورة أعدادًا قليلة نسبيًا، فقدَّم سبط يهوذا 6800 جنديًا وشمعون 7100 محاربًا، بينما قدَّم زبولون 50000 من المُحارِبين، وأسباط شرق الأردن 120000 من المقاتلين؟

هذا لا يعني أن الأسباط القريبة والمجاورة أقل غيرة أو إخلاصًا عن الأسباط البعيدة من جهة الموقع؛ وإنما لأنها شعرت أنها في متناول يد داود، يمكنه أن يطلب ما يريد، فيجدهم بين يديه يسندونه. ومن جانب آخر فإن هذه الأسباط كانت ملتزمة باستضافة القادمين من أماكن بعيدة. وربما لم تُرِد هذه الأسباط أن تُمَثِّل ثقلاً على داود.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

6. انجذاب جبابرة بأس من شمعون إليه

مِنْ بَنِي شَمْعُونَ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ فِي الْحَرْبِ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَمِئَةٌ. [25]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

7. انجذاب لاويين وكهنة إليه

26 مِنْ بَنِي لاَوِي أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ. 27 وَيَهُويَادَاعُ رَئِيسُ الْهرُونِيِّينَ وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ. 28 وَصَادُوقُ غُلاَمٌ جَبَّارُ بَأْسٍ وَبَيْتُ أَبِيهِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ قَائِدًا.

 

مِنْ بَنِي لاَوِي أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ. [26]

كان اللاويون يُعفَون من الخدمة العسكرية (عد 1: 47-50)، إلا أنهم هنا مع تقديم الصلوات، تطوَّعوا اختياريًا للتجنيد العام في تلك الظروف الحرجة، للمساعدة بكل قلوبهم على الدخول في المعارك من أجل إقامة داود ملكًا.

وَيَهُويَادَاعُ رَئِيسُ الْهَارُونِيِّينَ وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ. [27]

دُعِي الكهنة هارونيين، لأنهم من نسل هارون.

وَصَادُوقُ غُلاَمٌ جَبَّارُ بَأْسٍ وَبَيْتُ أَبِيهِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ قَائِدًا. [28]

صادوق: كان خادمًا أمينًا لداود كل حياته، وكان رئيس الكهنة في بدء مُلْكِ سليمان.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

8. انجذاب بعض حرس بيت شاول إليه

وَمِنْ بَنِي بِنْيَامِينَ إِخْوَةُ شَاوُلَ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ

(وَإِلَى هُنَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ شَاوُلَ). [29]

 

العدد أقل من بقية الأسباط، ربما لأن البعض كان متخوِّفًا لئلا ينتقم داود لنفسه بسبب مقاومة شاول المستمرة له، ومحاولة قتله.

وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

9. انجذاب جبابرة من بني أفرايم إليه

وَمِنْ بَنِي أَفْرَايِمَ عِشْرُونَ أَلْفًا وَثَمَانُ مِئَةٍ،

جَبَابِرَةُ بَأْسٍ وَذَوُو اسْمٍ فِي بُيُوتِ آبَائِهِمْ. [30]

 

اتَّسم هؤلاء بأنهم جبابرة بأس مثل الكثير ممن جاءوا من الأسباط الأخرى [25، 28، 30]، أما هؤلاء فكانوا أصحاب مراكز، فلم يلتصقوا طمعًا في نوال مراكز في الدولة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

10. انجذاب البعض من نصف منسى إليه

وَمِنْ نِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى ثَمَانِيَةُ عَشَرَ أَلْفًا،

قَدْ تَعَيَّنُوا بِأَسْمَائِهِمْ لِيَأْتُوا وَيُمَلِّكُوا دَاوُدَ. [31]

 

"قد تعيَّنوا بأسمائهم لكي يأتوا ويملِّكوا داود". ما أروع ما فعله سبط منسَّى، لم يكن بينهم مخاصمة أو منافسة، من الذين يذهبون ليمَّلكوا داود، إنما تعيَّنوا بأسمائهم، إذ كشفت مواهبهم وأعمالهم وغيرتهم عن صلاحيتهم لهذه الرسالة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

11. انجذاب بني يساكر إليه

وَمِنْ بَنِي يَسَّاكَرَ الْخَبِيرِينَ بِالأَوْقَاتِ لِمَعْرِفَةِ مَا يَعْمَلُ إِسْرَائِيلُ،

رُؤُوسُهُمْ مِئَتَانِ وَكُلُّ إِخْوَتِهِمْ تَحْتَ أَمْرِهِمْ. [32]

 

قدَّم هذا السبط أقل عددٍ يُقَدِّمه أي سبط، وهو 200 قائدًا. لكن اتَّسم هؤلاء القادة من سبط يسَّاكر أنهم ذوو خبرة في إصدار قرارات حكيمة للأمة المناسبة لذلك العصر، خبراء بالأوقات [32]. فما يناسب زمنٍ مُعَيَّنٍ قد لا يناسب زمن آخر. لقد تخصَّص هذا السبط في تدبير الوقت المناسب للاتحاد معًا، والقيام بعمل مشترك، خاصة الإعلان عن تمليك داود. ربما كانوا العقل المُفَكِّر كيف يتصرفون مع شاول وبنيه، ومتى يُتَمِّمون مقاصد الله الحقيقية بخصوص الاتحاد معًا حول داود!

بنفس الروح يقول الرسول بولس: "هذا وإنكم عارفون الوقت، إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم. فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنًا. قد تناهى الليل وتَقارَب النهار" (رو 13: 11-12).

فقد عُرِفوا بالتعقُّل والنصح والتمييز الحكيم إن الأسباط الأخرى خضعت لهم "وكل إخوتهم تحت أمرهم" [32].

يا لها من صورة رائعة، يلزمنا أن نخضع بروح الحبِّ والتواضع لمن منهم الله هذه الموهبة.

يظهر عمل الله بوضوح أن قيام يسَّاكر بهذا الدور لم يُسَبِّب غيرة الأسباط الأخرى منهم، إنما قيل بالبدء، ورجال زبولون خارجون للحرب. وأيضًا رجال أشير يحملون نفس الروح.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

12. انجذاب بني زبولون إليه

مِنْ زَبُولُونَ الْخَارِجُونَ لِلْقِتَالِ الْمُصْطَفُّونَ لِلْحَرْبِ،

بِجَمِيعِ أَدَوَاتِ الْحَرْبِ خَمْسُونَ أَلْفًا،

وَلِلاِصْطِفَافِ مِنْ دُونِ خِلاَفٍ. [33]

 

اتَّسم سبط زبولون بالاستعداد للخروج للقتال، يؤازرون بعضهم، ويحفظون ترتيب صفوفهم، لا يعرفون الخلاف، بل لهم القلب الواحد.

"من دون خلاف": جاء التعبير العبراني يعني أنهم كانوا يمشون كرجلٍ واحدٍ، بقلبٍ واحدٍ، وهو تعبير عسكري يُشير إلى العمل العسكري المُنَظَّم بروحٍ واحدٍ.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

13. انجذاب بني يفتالي إليه

وَمِنْ نَفْتَالِي أَلْفُ رَئِيسٍ وَمَعَهُمْ سَبْعَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا بِالأَتْرَاسِ وَالرِّمَاحِ. [34]

 

نفتالي قريب الشَبَه بيهوذا، فهم يحملون الرماح والأتراس، متشبِّهين بالرجال الذين بنوا السور بقيادة نحميا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

14. انجذاب الدانيين إليه

وَمِنَ الدَّانِيِّينَ مُصْطَفُّونَ لِلْحَرْبِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا وَسِتُّ مِئَةٍ. [35]

 

يتَّسم كل من دان وزبولون بالوقوف مُستعدِّين للحرب. رجال دان مصطفّون كأنهم يترقَّبون الإشارة (2 تي 1: 7).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

15. انجذاب أشير إليه

وَمِنْ أَشِيرَ الْخَارِجُونَ لِلْجَيْشِ لأَجْلِ الاِصْطِفَافِ لِلْحَرْبِ أَرْبَعُونَ أَلْفًا. [36]

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

16. انجذاب الضفة الشرقية إليه

وَمِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ مِنَ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفِ سِبْطِ مَنَسَّى،

بِجَمِيعِ أَدَوَاتِ جَيْشِ الْحَرْبِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. [37]

 

الأسباط القاطنون شرق الأردن جاءوا بأعداد كبيرة، عبروا النهر، ومع سكناهم في مكانٍ بعيدٍ، اجتازوا النهر ومعهم أسلحة الحرب. جاءوا بقلب واحد، إذ كان يسود الأسباط كلها روح المحبة الأخوية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

17. وحدة وفرح في إسرائيل

38 كُلُّ هؤُلاَءِ رِجَالُ حَرْبٍ يَصْطَفُّونَ صُفُوفًا، أَتَوْا بِقَلْبٍ تَامٍّ إِلَى حَبْرُونَ لِيُمَلِّكُوا دَاوُدَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ. وَكَذلِكَ كُلُّ بَقِيَّةِ إِسْرَائِيلَ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ لِتَمْلِيكِ دَاوُدَ. 39 وَكَانُوا هُنَاكَ مَعَ دَاوُدَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ لأَنَّ إِخْوَتَهُمْ أَعَدُّوا لَهُمْ. 40 وَكَذلِكَ الْقَرِيبُونَ مِنْهُمْ حَتَّى يَسَّاكَرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي، كَانُوا يَأْتُونَ بِخُبْزٍ عَلَى الْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ وَالْبِغَالِ وَالْبَقَرِ، وَبِطَعَامٍ مِنْ دَقِيق وَتِينٍ وَزَبِيبٍ وَخَمْرٍ وَزَيْتٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ بِكَثْرَةٍ، لأَنَّهُ كَانَ فَرَحٌ فِي إِسْرَائِيلَ.

 

كُلُّ هَؤُلاَءِ رِجَالُ حَرْبٍ يَصْطَفُّونَ صُفُوفًا،

أَتُوا بِقَلْبٍ تَامٍّ إِلَى حَبْرُونَ، لِيُمَلِّكُوا دَاوُدَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ.

وَكَذَلِكَ كُلُّ بَقِيَّةِ إِسْرَائِيلَ بِقَلْبٍ وَاحِدٍ لِتَمْلِيكِ دَاوُدَ. [38]

بلغ عدد هذه الفِرَق أكثر من ثلاثمائة ألف رجل، غايتهم تأييد داود وإقامته ملكًا. إذ كان قلب داود مستقيمًا، وهبه الله قادة أصحاب مواهب وخبرات مختلفة من كل الأسباط، يعملون بروحٍ واحدٍ، وغايةٍ واحدةٍ، وفكرٍ واحدٍ.

 

السبط

عدد المقدمين وموهبتهم

يهوذا

شمعون

لاوي

بنيامين

أفرايم

نصف منسَّى

يسّاكر

زبولون

نفتالي

دان

أشير

رأوبين وجاد ونصف منسّى

6800 جنديًا من حملة الأتراس والرماح.

7100 محاربًا من أشدَّاء في الحرب.

4600 لاويًا.

3000 من أقرباء شاول.

20800 محاربين أشدّاء.

18000 لتنصيب داود ملكًا.

200 من الرؤساء، أصحاب خبرة وحكمة في تدبير شئون الدولة.

50000 من المحاربين المُخْلِصين بكل أصناف الأسلحة.

1000 قائد و37000 من المُحارِبين بالأتراس والرماح.

28600 من المُقاتِلين في المعارك.

40000 من المُجَنَّدين المُقاتِلين في المعارك.

120000 من المقاتلين بكل الأسلحة. [شرقي الأردن].

قدَّم كل سبط حسب مواهبه وإمكانياته من يقومون بمساعدة داود في إقامته ملكًا.

يُعَلِّق القديس جيروم على المُحارِبين بقلب تام أو مملوء سلامًا peaceful heart في تفسير المزمور 120 "يا رب نجِّ نفسي من شفاه الكذب، من لسان غشٍ" (مز 120: 2).

v "يا رب نجِّ نفسي من شفاه الكذب، من لسان غشٍ"، لا من لسان شخصٍ آخر، بل من لساني. لسان الآخر لا يؤذيني، لساني هو عدوِّي. نجِّني، خلِّصني من لساني. لساني هو سيف، يقتل نفسي. أظن إنني أضر عدوِّي، ولا أُدرِك أنني أقتل نفسي. مقاومي قد يقاومونني حين أتحدث معهم، لكنني سأتكلم بالسلام. روحهم قد تعاديني، لكن فلتكن روحنا لصانعي السلام. مكتوب في الأخبار Paralipomenon: "أتى (بنو إسرائيل) بقلبٍ تام (مملوء سلامًا) ليحاربوا (راجع 1 أي 12: 38)[10].

القديس جيروم

كان هذا الاحتفال غير عادي "لأنه كان فرح في إسرائيل". سرّ فرحهم هو أنه يُمَثِّل المسيَّا مُخَلِّص العالم، رأوا فيه ظل الخلاص، كما تمتَّعوا بروح التسبيح، وأدركوا أن كلمة الله والوعود الإلهية هي مصدر فرحهم الفائق.

وَكَانُوا هُنَاكَ مَعَ دَاوُدَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،

لأَنَّ إِخْوَتَهُمْ أَعَدُّوا لَهُمْ. [39]

يأكلون ويشربون: بمعنى أن الأسباط كانوا حتى في أكلهم وشربهم يشتركون معًا كأسرةٍ واحدةٍ.

وَكَذَلِكَ الْقَرِيبُونَ مِنْهُمْ حَتَّى يَسَّاكَرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي،

كَانُوا يَأْتُونَ بِخُبْزٍ عَلَى الْحَمِيرِ وَالْجِمَالِ وَالْبِغَالِ وَالْبَقَرِ،

وَبِطَعَامٍ مِنْ دَقِيقٍ وَتِينٍ وَزَبِيبٍ وَخَمْرٍ وَزَيْتٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ بِكَثْرَةٍ،

لأَنَّهُ كَانَ فَرَحٌ فِي إِسْرَائِيلَ. [40]

إن كانت كل الأسباط قدَّمت قادة في الحروب وفي السياسة وتدبير شئون المملكة، فإن عشائر الأسباط القريبة قدَّمت بفيضٍ مؤونة، بروح الفرح الذي عمَّ إسرائيل بسبب قائدهم رجل الله داود النبي والملك والمرتل الحلو والقاضي.

كان سرُّ فرحهم ليس الإمكانيات السياسية والخبرات والإمدادات المادية، إنما الشعور بالحضرة الإلهية واهبة الفرح.

"كان فرح في إسرائيل" (1 أخ 11: 40). يرى البعض أن هذا التعبير ليس بالفرح العادي بسبب تجليس الملك. إنه نفس الفرح الذي يتمتَّعون به في الاحتفال بالسنة اليهودية الجديدة، ففيه يرقص اليهود الأرثوذكس حتى الآن وهم متهللون بالتوراة.

سرُّ فرحهم هو اجتماعهم معًا بروح التآلف والوحدة دون نزاعات أو منافسة. هذا مع الشعور بأن داود ممسوح من الرب نفسه، ليكون ملكًا على كل إسرائيل.

هذا وقد عانت الأسباط من الحزن زمانًا بسبب تمرُّد شاول على الرب ومقاومته لداود، فانكسروا أمام الفلسطينيين ومات شاول وأبناؤه.

لقد فرح داود إذ رأى كل الأسباط قد اتحدت معًا وتآلفت، عوض الانشقاقات والحروب الأهلية.

لم ينسَ كثير من الأسباط أن تأتي بالطعام على الحمير والجمال والبغال ومع الطعام خمر يشير إلى وجود جوٍ مفرحٍ. فالكل يحملون روح الجهاد بجديةٍ والشبع والفرح مع المحبة الأخوية والوحدة "لأنه كان فرح في إسرائيل" [18].

سرُّ القوة في هذه الأسباط، هو الآتي:

1. اجتماع هذا العدد الكبير لحساب مجد الله.

2. كانوا مع كثرة عددهم، وكثرة الفرق المتنوعة لهم هدف واحد.

3. قدموا إمكانيات بفيضٍ.

4. كان الفرح قد عمَّ الشعب كله! الآن إذ اتَّحد إسرائيل حول الملك الذي عيَّنه الرب نفسه، صاروا في فرحٍ عظيمٍ. لقد اجتمعوا معًا حول الراعي الصالح.

v "أهتفوا أيها الصديقون بالرب، بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1).

 كثيرًا ما نسمع عن صرخات الهتاف في الكتاب المقدس، التي تعبر عن حالة النفس السعيدة جدًا، والمملوءة فرحًا. ليس لأن كل شيءٍ يسير على ما يرام، وليس لأجل صحة جسدية، ولا لأن الحقول أتت بالثمار من كل نوعٍ، بل لأنكم امتلكتم الرب. فهو الجميل والطيب والحكيم. ألا يكفيكم هذا الفرح الذي ملأكم به...

يحث هذا النص الصديقين أن يدركوا مقدار كرامتهم، لكونهم استحقوا أن يكونوا من قطيع هذا المُعَلِّم، وأن يشعروا بالفخر وهم يخدمونه. لقد امتلأوا بفرح لا يُنطَق به، وهم يقفون وكأن قلوبهم تندفع في حماس المحبوب نحو الله المحب.

إن أحسست في قلبك بمثل هذا النور الذي يولِّد فيك معرفة شاملة نحو الله، إن أنار الله قلبك لتُحِبَّه، يقِل اهتمامك بالعالم وأموره المادية. بهذا الإحساس الغامض القصير تستطيع أن تدرك ملء امتلاء الصديقين الذين استمدوا سعادتهم من الله باستمرار وبلا توقُّف.

نادرًا ما تشعر بهذا الإحساس الذي يعطي لك بتدبير من الله. بهذا الإحساس تعود وتتذكر ما تفتقده. أما الإنسان البار فيشعر بهذه السعادة الإلهية المستمرة، لأن فيه يسكن الروح، وأولى ثمار الروح "محبة وفرح وسلام" (غل 5: 22).

"اهتفوا أيها الصديقون بالرب" (مز 33: 1). يحل إله الصديقين في النفوس التي تستطيع أن تسعه، والذي يحل فيه يتسم بالشجاعة. ويتهلل ويصير البار مسكنًا للرب عندما يَقْبَله في قلبه. أما الذي يخطئ فيترك المكان لإبليس، ويغلق أذنه عن سماع تلك الكلمات: "لا تعطوا إبليس مكانًا" (أف 4: 27) ولا تلك التي جاءت في سفر الجامعة: "إن صعدت عليك روح المتسلط.. فلا تترك مكانك" (جا 10: 4) ليتنا ننظر- قدر ما نستطيع- في الرب، ولنُخَزِّن الفرح في قلوبنا، ونحن نتأمل في هذه الكلمات: "بالمستقيمين يليق التسبيح" (مز 33: 1)[11].

القديس باسيليوس الكبير

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

من وحي 1 أي 12

لِيَقُلِ الضَّعِيفُ: «بَطَلٌ أَنَا!»

v بسبب شاول لم يجد داود له موضعًا وسط شعبه.

هرب إلى الفلسطينيين، فأعطاه أحد ملوكهم مدينة له.

اختبأ في مدينة صقلغ، غير أن تحركاته لم تكن سرَّية تمامًا.

في وسط هذه الضيق، ومع هروبه،

فاحت رائحة التقوى فيه، وبلغت إلى كل الأسباط.

اشتهى حتى بعض المقاومين له أن يلتصقوا به.

انسحب كثيرون حتى من إخوة شاول الأبطال وحرسه وذهبوا إليه.

صار حوله رؤوس جيوش ذوو قدرات عجيبة.

v أما مسيحنا ابن داود، فنزل بإرادته وإرادة أبيه.

نزل إلينا لا ليطلب مدينة يلجأ إليها،

بل يطلب قلوبنا عرشًا له.

التف حوله رجال ونساء وأطفال وشباب.

أقامهم ملوكًا وجبابرة بأس.

ينشدون على الدوام النشيد العسكري الروحي:

"ليقل الضعيف بطلٌ أنا" (يؤ 3: 10).

v أرض المعركة هي قلوبنا، وطريقها هو مسيحنا.

سلاحنا هو صليب مُخَلِّصنا، وسرُّ نصرتنا هو فيض نعمته.

عيوننا تتطلع إلى السماوات.

أما عدوّنا إبليس فتحت الأقدام، لا سلطان له علينا.

جراحاتنا في المعركة تصدر بهاءً ومجدًا.

حصننا هو طبيب النفوس والأجساد، قائد المعركة!

لا نهاب الموت، لأن بموته حطَّم متاريس الهاوية.

ولا نخشى القبر، لأننا نلتقي بواهب القيامة والخلود وعدم الفساد.

v جيش الخلاص يضم مؤمني العهدين القديم والجديد.

يضم محاربين من كل الشعوب والأمم والألسنة.

علمه الحب الإلهي والحب الأخوي.

نصرته هي عبور إلى السماء!

v سلاحنا التوبة بروح الرجاء،

والتواضع بروح اليقين في الله،

والتمتُّع بنعمة الله دون التراخي والكسل من جانبنا!

v في وسط المعركة تمتلئ نفوسنا فرحًا وتهليلاً.

يلتصق بنا القادمون من عدم الإيمان إلى الإيمان.

والفاسدون الذين يخلعون ثوب الفساد ويرتدون برَّ المسيح.

v معركتنا لا تعرف الرخاوة ولا التهاون.

في وسط الجدِّية يسكب قائدنا عذوبته في قلوبنا.

يفتح عن بصيرتنا، فننعم بعربون السماء.

معركتنا مع إبليس لن تتوقف مادمنا في الجسد.

معركتنا معه قائمة بينه وبين كل مؤمنٍ!

لكننا بالحق لسنا طرفًا فيها،

فهي معركة مسيحنا ضد إبليس.

v مسيحنا القائد العجيب حوَّل معركة الصليب إلى عُرْسٍ.

قدَّم دمه المبذول مَهْرًا لكنيسته.

بسط يديه ليضم عروسه في أحضانه.

في وسط معركتنا يتجلَّى القائد الإلهي،

نراه عريس السماء، مُفَرِّح القلوب،

واهب الخلود، المُشرِق ببهائه علينا أبديًّا!

v انطلق بعضٌ من بني جاد إلى داود.

عبروا أودية الشرق والغرب، والتفُّوا معه في الحصن على الجبل.

هَبْ لي أن أَعْبُر فوق كل ملذَّات العالم وضيقاته.

وأنطلق إليك يا ابن داود لألتقي بك على الجبل.

على جبل تابور تفتح عن عينيّ، فأتمتَّع بأسرار مجدِك.

لا تجتذبني شهوات العالم، ولا أرتبك بمضايقاته.

تعكس بهاءك على أعماقي،

وتُقِيم ملكوتك في داخلي،

فأدرك أسرار لاهوتك، وأختبر عربون سماواتك.

لألتقي بك على الجبل، وأنت تتحدث مع الجموع.

أسمع صوتك الحلو، وأختبر قوة كلمتك.

أتمسَّك بوصيتك، فأنجو من كل مكائد العدو.

ألتقي بك على جبل الجلجثة، جبل العُرْسِ.

أصرخ كما مع ديماس اللص:

اذكرني يا عريس نفسي متى جئت في ملكوتك!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[1] An Introduction to the Ascetical Life, (Frs. Of the Church, volume 9, p. 13).

[2] Homilies on St. John, 78:3.

[3] Demonstrations، 7: 3.

[4] Epistle to the Ephesians 6:11.

[5] Commentary on Songs 3:12.

[6] Commentary on Songs 3: 11.

[7] Homily 40 on Psalm 115 (116B).

[8] Celine Mangan, 1-2 Chronicles, p. 34.

[9] Letter 75.

[10] Homilies on Psalms, homily 41 on Ps 119 (120).

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات أخبار أول: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Tadros-Yacoub-Malaty/13-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal/Tafseer-Sefr-Akhbar-El-Ayam-El-Awal__01-Chapter-12.html

تقصير الرابط:
tak.la/vffb79n