St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   fr-angelos-st-makarios  >   judges
 
St-Takla.org  >   bible  >   commentary  >   ar  >   ot  >   fr-angelos-st-makarios  >   judges

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنجيلوس المقاري

القضاة 20 - تفسير سفر القضاة

 

* تأملات في كتاب قضاة:
تفسير سفر القضاة: مقدمة سفر القضاة | القضاة 1 | القضاة 2 | القضاة 3 | القضاة 4 | القضاة 5 | القضاة 6 | القضاة 7 | القضاة 8 | القضاة 9 | القضاة 10 | القضاة 11 | القضاة 12 | القضاة 13 | القضاة 14 | القضاة 15 | القضاة 16 | القضاة 17 | القضاة 18 | القضاة 19 | القضاة 20 | القضاة 21

نص سفر القضاة: القضاة 1 | القضاة 2 | القضاة 3 | القضاة 4 | القضاة 5 | القضاة 6 | القضاة 7 | القضاة 8 | القضاة 9 | القضاة 10 | القضاة 11 | القضاة 12 | القضاة 13 | القضاة 14 | القضاة 15 | القضاة 16 | القضاة 17 | القضاة 18 | القضاة 19 | القضاة 20 | القضاة 21 | القضاة كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43 - 44 - 45 - 46 - 47 - 48

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الإصحاح العشرون

 

غضب بني إسرائيل للحادث - البنيامينيون يجندون رجالهم - انتصار البنيامينيين في معركتين - استئصال بنيامين

 

غضب بني إسرائيل للحادث

[1- فخرج جميع بني إسرائيل واجتمعت الجماعة كرجل واحد من دان إلى بئر سبع مع أرض جلعاد إلى الرب في المصفاة. 2- ووقف وجوه جميع الشعب جميع أسباط إسرائيل في مجمع شعب الله أربع مئة ألف راجل مخترطي السيف. 3- فسمع بنو بنيامين أن بني إسرائيل قد صعدوا إلى المصفاة وقال بنو إسرائيل تكلموا كيف كانت هذه القباحة. 4- فأجاب الرجل اللاوي بعل المرأة المقتولة وقال دخلت أنا وسريتي إلى جبعة التي لبنيامين لنبيت. 5- فقام عليّ أصحاب جبعة وأحاطوا عليّ بالبيت ليلًا وهمّوا بقتلي وأذلوا سريتي حتى ماتت. 6- فأمسكت سريتي وقطعتها وأرسلتها إلى جميع حقول ملك إسرائيل لأنهم فعلوا رذالة وقباحة في إسرائيل. 7- هوذا كلكم بنو إسرائيل هاتوا حكمكم ورأيكم ههنا. 8- فقام جميع الشعب كرجل واحد و قالوا لا يذهب أحد منا إلى خيمته ولا يميل أحد إلى بيته. 9- والآن هذا هو الأمر الذي نعمله بجبعة عليها بالقرعة. 10- فنأخذ عشرة رجال من المئة من جميع أسباط إسرائيل ومئة من الألف وألفًا من الربوة لأجل أخذ زاد للشعب ليفعلوا عند دخولهم جبعة بنيامين حسب كل القباحة التي فعلت بإسرائيل. 11- فاجتمع جميع رجال إسرائيل على المدينة متحدين كرجل واحد. 12- وأرسل أسباط إسرائيل رجالًا إلى جميع أسباط بنيامين قائلين ما هذا الشر الذي صار فيكم. 13- فالآن سلموا القوم بني بليعال الذين في جبعة لكي نقتلهم وننزع الشر من إسرائيل فلم يرد بنو بنيامين أن يسمعوا لصوت إخوتهم بني إسرائيل. (قض 1:20-13). ]

 

من ناحية التوقيت يمكن القول أن ما ورد هنا حدث زمنيًا بعد ذاك الوارد في الإصحاح قبل السابق، لأنه حدث أيام فينحاس بينما ذاك في أيام يشوع، وثانيًا لأنه هنا يرد تعبير دان شمالًا إلى بئر سبع جنوبًا (ع1)، وهذا جغرافيًا لم يتم إلا بعد استيلاء بني دان على لايش الوارد في الإصحاح الثامن عشر.

St-Takla.org Image: The Levite Declares His Wrong to the Israelites, and tells them what happened to his concubine in Gibeah by the men of Belial (Judges 20:4) - by Charles Joseph Staniland صورة في موقع الأنبا تكلا: اللاوي يعترف بخطأ ويحكي ما حدث في جبعة لسريته لبني إسرائيل بواسطة رجال بني بليعال (سفر القضاة 20: 4) - للفنان تشارلز جوزيف ستانيلاند

St-Takla.org Image: The Levite Declares His Wrong to the Israelites, and tells them what happened to his concubine in Gibeah by the men of Belial (Judges 20:4) - by Charles Joseph Staniland

صورة في موقع الأنبا تكلا: اللاوي يعترف بخطأ ويحكي ما حدث في جبعة لسريته لبني إسرائيل بواسطة رجال بني بليعال (سفر القضاة 20: 4) - للفنان تشارلز جوزيف ستانيلاند

ويمكن أيضًا القول أن بني دان في الشمال مع التزامهم بكهنوت يهوناثان هذا لم يمتنعوا عن المضي إلى شيلوه والالتزام بكل المظاهر الدينية، العامة والمشتركة لبقية الأسباط، لذلك لم ينكشف سوء حالهم أمام الجميع وإلا لكان هذا المحفل قد تحول إلى محاكمة لهم كما الحال هنا مع سبط بنيامين وهذا ما لك يحدث، بل على العكس شاركوا هم على قدم المساواة في محاكمة بنيامين مع أنهم لا يقلوا جرمًا عنهم!

ومن ناحية الأخرى فإن الاجتماع بهذه السرعة والبت في الحادثة يوحي بأن هذا الأمر حدث في وقت مبكر وربما بعد موت يشوع وألعازر بفترة ليست كثيرة، الأمر الذي يعني ضمنًا أنه كان من الممكن تدارك المساوئ الناتجة من عدم وجود سلطة حاكمة جامعة تفرض سلطانها وسيطرتها على كل الأسباط وترعى الصالح العام وضمان عبادة الله في الأرض، إذ كان من الممكن بل والمحبذ جدًا تشكيل لجنة قيادة دورية أو ثابتة ووضع أسس وضوابط لاستبدال أو إحلال لمن يموت أو يستعفي لسبب من الأسباب وكان هذا سيؤول لخير وصالح الجماعة ككل، ولكن مما يؤسف له كان هذا الاجتماع الذي جرى هنا بمثابة صحوة موت لفترة استمرت حوالي 250 سنة فدفعت الجماعة ثمن باهظ روحيًا ونفسيًا واقتصاديًا ولولا أن الرب ساهر على شعبه بكونه كما هو الحال الآن أسقف النفوس وراعيها لكانت إسرائيل قد انتهت ككيان مميز منذ وقت بعيد!

ولأن ما حدث من بني دان في الشمال كان يعتبر بمثابة عبادة أوثان، إلا أنه تم نتيجة الجهل المتفشي في الجميع على كافة المستويات، لذلك قيل هنا "مجمع شعب الله" (ع3) رغم أنه تعبير معاييره لا تنطبق على بني دان المقيمين في الشمال!

أنه قد تم اختيار المصفاة وليس شيلوه رغم قرب شيلوه من الموضع، وقد يرجع هذا إلى أسباب جغرافية ومنها وجود مكان بتسع مثلًا لتواجد هذا العدد الضخم، وهناك من يرى أن هذا العدد الضخم وصل محل إقامته إلى شيلوه ذاتها، وعمومًا لا يهم موضع الاجتماع بقدر ما يهم أنه "اجتمعت الجماعة كرجل واحد.. إلى الرب" (ع1)، لذلك سيان إن اجتمعت في المصفاة أو شيلوه أي أو موضع آخر غيره، إذ سنرى بعد قليل أنهم صعدوا أيضًا إلى بيت إيل وسألوا الرب (ع18).

وجوه جميع الشعب: هنا نفهم أن قيادة الجماعة لم تكن قاصرة على أكبر الشيوخ سنًا، بل شارك كل الرؤساء ومن لهم مكانة وكل مسموعة وسط الشعب، ولأنهم في محضر الله والله حاضر في وسطهم لم نسمع عن تنافر وخصام أو انقسام بل كان لهم الرأي الواحد والفكر الواحد بالسعي إلى تمجيد الله وتنقية الجماعة من الشرور والأشرار التي تجلب غضب الله على الجميع، ولعله كان ماثل أمامهم إثم بعل فغور أو خيانة عخان وكليهما حدثا في الأمس ليس البعيد.

كان من الطبيعي أن يكون أول المتكلمين ذلك اللاوي، وهنا نلاحظ شيئين أولهما أن امرأته تعتبر مقتولة "بعل المرأة المقتولة" إذ إذلالها بهذا الشكل ومضاجعتها رغمًا عنها واستنفاذ طاقتها العصبية والنفسية إلى النهاية أديا إلى موتها بطريقة لا تختلف عن القتل إلا في الشكل فقط! وثانيًا سنجد أنه قال بعد قليل أنهم همّوا بقتله (ع5)، الأمر الذي يعني ضمنًا التهديد أو الشروع في التنفيذ لو طالوه لولا أنه سلّم ليدهم سريته.

إن عبارة "أصحاب جبعة" (ع5)، تعني أن من المتورطين في هذه القباحة رجال ذو حيثية في الموضع وقد يكونوا من رؤساء المدينة، وهذا يذكرنا بزمري بن سالو الذي كان رئيس أب من الشمعونيين (عد14:25)، ولذلك حدث ليس فقط تواطؤ من بقية أهل جبعة، بل امتد الأمر إلى أن يشمل التستر والحماية لهم كل عشائر بني بنيامين وذلك من باب النعرة القبلية ولذلك لم يكن غريب أنه "لم يرد بنو بنيامين أن يسمعوا لصوت إخوتهم بني إسرائيل" (ع13).

يبدو لي أن ذلك اللاوي لم يكن يقصد من وراء شكواه مجرد التشكي ولا رد اعتباره، إذ الشكوى من جهة لن ترد له ما ضاع، ولا فعل هذا بدافع من طلب الانتقام إذ كان يمكنه أن يغفر لهم كما غفر من قبل لزوجته، ولكن الذي كان يحكمه معيارًا روحيًا بحتًا وهو أنهم "فعلوا رذالة وقباحة في إسرائيل"، ومن هذا المنطلق تجاسر على مخاطبة الجماعة بأسرها قائلًا لهم هاتوا حكمكم ورأيكم ههنا (ع6).

وبالرغم من التجمع والمحفل الكبير، ومن منطلق وضع احتمال الرفض للانصياع في الاعتبار، فعملوا على انتخاب عدد معين من الشعب وتوفير الزاد لهم في حالة الدخول في حرب ضد جبعة (ع10)، إلا أنهم أرادوا أن يعطوا لجميع عشائر بنيامين أن تبت في الأمر بنفسها وتتخذ قرارًا بتسليم العصاة والفجار من رجال جبعة ليتم قتلهم ونزع الشر من إسرائيل حتى لا ينزل غضب الله على كل الجماعة، ولكن صم بني بنيامين آذانهم فلم يسمعوا لإخوتهم في هذا الأمر وبدلًا من أن يقفوا مع الحق ولو ضد إخوتهم، إذ بهم لغبائهم يختاروا العكس فكانت الطامة الكبرى على السبط بأكمله كما سنرى بعد قليل.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

البنيامينيون يجندون رجالهم

[14- فاجتمع بنو بنيامين من المدن إلى جبعة لكي يخرجوا لمحاربة بني إسرائيل. 15- وعدّ بنو بنيامين في ذلك اليوم من المدن ستة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف ما عدا سكان جبعة الذين عدوا سبع مئة رجل منتخبين. 16- من جميع هذا الشعب سبع مئة رجل منتخبين عسر كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون. (قض 14:20-16). ]

 

ما هذا الذي نراه هنا؟ ألا يوجد شيوخ عقلاء في سبط بأكمله؟ كان المرء يتوقع من اجتماعهم في جبعة بالذات أن يتداركوا الأمر ويتدارسوه بحيث يتعهدوا ولو عرض اقتراح بمعاقبة الأثمة بأنفسهم. ولكن يبدو أن عزة النفس أو قل الكبرياء جعلت يستكثرون أن يأتيهم التوجيه من خارج وكأنهم بأسلوب آخر يلومون ذلك اللاوي ويقولوا أنه لو جاء إلينا بنفسه دون عمل كل هذه الضجة لكنا حكمنا لصالحه وعاقبناهم، لكن طالما هو ملأ الدنيا صياحًا وفضحنا على الملأ فلن نقف في صفه ولا في صف من تجاسروا وتدخلوا في شئوننا الداخلية وكأنه لا يوجد شيوخ في بنيامين!!!

حقًا هنا لا يسعنا إلا أن نقول أن الله أسلمهم لذهن مرفوض، لأنهم بوقوفهم مع الأثمة، اختاروا أن يقف ضد الله وليس مجرد الوقوف ضد بقية أسباط إسرائيل. كان مجرد التفكير المنطقي وحده كفيل بأن يرد إليهم عقلهم، إذ من أين لعددهم القليل أن يقف أمام العدد الغفير ولو كانوا كلهم رجال منتخبين يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون؟ ألم يعلموا أن الفرس معد للحرب ولكن النصرة من عند الرب؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Arabic map: Geography of the Old Testament, with some places of the Old Testament: Abel of Beth Maachah - Dan - Tyre - Kadesh - Hazor - Merom - Kinneret - Ashteroth - Bashan - Galilee - Gath Hepher - Kishon - Mount Carmel - Mount Tabor - Endor - Hill of Moreh - Shunem - Jezreel - Megiddo - Gilead - Gilboa - Edrei - Ramoth-Gilead - Taanach - Ibleam - Dothan - Sharon - Tishbe (Thisbe) - Kerith River (Chorath/Cherith) - Jabesh Gilead - Succoth - Penuel - Ammon - Rabbath - River Jabbok - Adam - River Jordan - Tirzah - Samaria - Mount Ebal - Shechem - Israel - Shiloh - Timnah - Aphek - Sharon Valley - Ai - Michmash - Mizpah - Bethel - Lower Beth Horon - Upper Beth Horon - Joppa (Jaffa) - Heshbon - Shittim - Mount Nebo - Gilgal - Ataroth - Kiriathaim - Dead Sea - Geba - Gibeon - Anathoth - Gibeah - Jerusalem - Bethlehem - Wilderness of Judah - Tekoa - Sorek - Elon - Kirjath Jearim - Eshtaol - Makkedah - Azekah - Adullam - Keilah - Beit Shemesh - Valley of Elah - Gezer - Ekron - Timnah - Ashdod - Ashkelon - Philistia - Dibon - Aroer - Moab - Ar - Kir Haraseth - Beth Zur (Beit Tzur, Bethsura) - Mareshah - Hebron - Judah - En Gedi - Maon - Arad - Hormah - Lachish - Aijalon - Gaza - Ziklag - Gerar - Beersheba - Negev Desert. صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة جغرافية العهد القديم - وبها الأماكن التالية: آبل بيت معكة - دان - صور - قادش - حاصور - ميروم - كنروت - بحر كنارة - عشتاروت - باشان - الجليل - جت حافر - نهر قيشون - جبل الكرمل - جبل تابور - عين دور - تل مورة - شونم - يزرعيل - مجدو - جلعاد - جبل جلبوع - أذرعي - راموث جلعاد - تعنك - يبلعام - دوثان - شارون - تشبة - نهر كريث - يابيش جلعاد - سكوث - فنوئيل - عمون - ربة - نهر يبوق - أدام - نهر الأردن - ترصة - السامرة - جبل عيبال - جبل جرزيم - شكيم - إسرائيل - شيلوه - تمنة - أفيق - سهل شارون - عاي - مخماش - مصفاة - بيت إيل - بيت حورون السفلى - بيت حورون العليا - يافا - حشبون - شطيم - جبل نبو - جلجال - أريحا - عطاروت - قريتايم - بحر الملح (بحر العربة) - جبع - جبعون - عناثوث - جبعة - أورشليم - بيت لحم - برية يهوذا - تقوع - سورق - إيلون - قرية يعاريم - أشتاؤل - مقيدة - عزيقة - عدلام - قعيلة - بيت شمس - وادي البطم - جازر - عقرون - تمنة - لبنة - أشدود - أشقلون - فلسطيا - ديبون - عروعير - موآب - عار - قبر حارس - بيت صور - مريشة - حبرون - يهوذا - عين جدي - معون - عراد - حرمة - لاخيش - عجلون - غزة - صقلغ - جرار - بئر سبع - صحراء النقب.

St-Takla.org Image: Arabic map: Geography of the Old Testament, with some places of the Old Testament: Abel of Beth Maachah - Dan - Tyre - Kadesh - Hazor - Merom - Kinneret - Ashteroth - Bashan - Galilee - Gath Hepher - Kishon - Mount Carmel - Mount Tabor - Endor - Hill of Moreh - Shunem - Jezreel - Megiddo - Gilead - Gilboa - Edrei - Ramoth-Gilead - Taanach - Ibleam - Dothan - Sharon - Tishbe (Thisbe) - Kerith River (Chorath/Cherith) - Jabesh Gilead - Succoth - Penuel - Ammon - Rabbath - River Jabbok - Adam - River Jordan - Tirzah - Samaria - Mount Ebal - Shechem - Israel - Shiloh - Timnah - Aphek - Sharon Valley - Ai - Michmash - Mizpah - Bethel - Lower Beth Horon - Upper Beth Horon - Joppa (Jaffa) - Heshbon - Shittim - Mount Nebo - Gilgal - Ataroth - Kiriathaim - Dead Sea - Geba - Gibeon - Anathoth - Gibeah - Jerusalem - Bethlehem - Wilderness of Judah - Tekoa - Sorek - Elon - Kirjath Jearim - Eshtaol - Makkedah - Azekah - Adullam - Keilah - Beit Shemesh - Valley of Elah - Gezer - Ekron - Timnah - Ashdod - Ashkelon - Philistia - Dibon - Aroer - Moab - Ar - Kir Haraseth - Beth Zur (Beit Tzur, Bethsura) - Mareshah - Hebron - Judah - En Gedi - Maon - Arad - Hormah - Lachish - Aijalon - Gaza - Ziklag - Gerar - Beersheba - Negev Desert.

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة جغرافية العهد القديم - وبها الأماكن التالية: آبل بيت معكة - دان - صور - قادش - حاصور - ميروم - كنروت - بحر كنارة - عشتاروت - باشان - الجليل - جت حافر - نهر قيشون - جبل الكرمل - جبل تابور - عين دور - تل مورة - شونم - يزرعيل - مجدو - جلعاد - جبل جلبوع - أذرعي - راموث جلعاد - تعنك - يبلعام - دوثان - شارون - تشبة - نهر كريث - يابيش جلعاد - سكوث - فنوئيل - عمون - ربة - نهر يبوق - أدام - نهر الأردن - ترصة - السامرة - جبل عيبال - جبل جرزيم - شكيم - إسرائيل - شيلوه - تمنة - أفيق - سهل شارون - عاي - مخماش - مصفاة - بيت إيل - بيت حورون السفلى - بيت حورون العليا - يافا - حشبون - شطيم - جبل نبو - جلجال - أريحا - عطاروت - قريتايم - بحر الملح (بحر العربة) - جبع - جبعون - عناثوث - جبعة - أورشليم - بيت لحم - برية يهوذا - تقوع - سورق - إيلون - قرية يعاريم - أشتاؤل - مقيدة - عزيقة - عدلام - قعيلة - بيت شمس - وادي البطم - جازر - عقرون - تمنة - لبنة - أشدود - أشقلون - فلسطيا - ديبون - عروعير - موآب - عار - قير حارس - بيت صور - مريشة - حبرون - يهوذا - عين جدي - معون - عراد - حرمة - لاخيش - عجلون - غزة - صقلغ - جرار - بئر سبع - صحراء النقب.

انتصار البنيامينيين في معركتين

[17- وعدّ رجال إسرائيل ما عدا بنيامين أربع مئة ألف رجل مخترطي السيف كل هؤلاء رجال حرب. 18- فقاموا وصعدوا إلى بيت إيل وسألوا الله وقال بنو إسرائيل من يصعد منا أولًا لمحاربة بني بنيامين فقال الرب يهوذا أولًا. 19- فقام بنو إسرائيل في الصباح ونزلوا على جبعة. 20- وخرج رجال إسرائيل لمحاربة بنيامين وصف رجال إسرائيل أنفسهم للحرب عند جبعة. 21- فخرج بنو بنيامين من جبعة وأهلكوا من إسرائيل في ذلك اليوم اثنين وعشرين ألف رجل إلى الأرض. 22- وتشدد الشعب رجال إسرائيل وعادوا فاصطفوا للحرب في المكان الذي اصطفوا فيه في اليوم الأول. 23- ثم صعد بنو إسرائيل وبكوا أمام الرب إلى المساء وسألوا الرب قائلين هل أعود أتقدم لمحاربة بني بنيامين أخي؟ فقال الرب اصعدوا إليه. 24- فتقدم بنو إسرائيل إلى بني بنيامين في اليوم الثاني. 25- فخرج بنيامين للقائهم من جبعة في اليوم الثاني وأهلك من بني إسرائيل أيضًا ثمانية عشر ألف رجل إلى الأرض كل هؤلاء مخترطوا السيف. (قض 17:20-25). ]

 

بينما كانت خطية بني بنيامين تكمن في الكبرياء والاعتماد على المهارة في فن الحرب، وفي كون التضاريس الجبلية حول جبعة في صالح من يدافع وليس من يأتي مهاجمًا من خارج، نجد هنا بني إسرائيل هم أيضًا يتكلون على التفوق العددي، ويعتبرون أن قرار الحرب قرار مفروغ منه وما على الله إلا أن يصادق عليه. وحتى عندما سألوا الله من يصعد أولًا، نجد أنهم لم يلتزموا بما قالوه، إذ كما رأينا في بداية هذا السفر أنهم حينما سألوا الله نفس السؤال التزموا بما قالوه وصعد يهوذا أولًا، ولكن هذا لم يحدث هذه المرة.

لقد كان المفروض عليهم أن يسألوا الله ماذا نفعل وكيف نتصرف في هذا الأمر؟ كان عليهم أن يسألوا أنفسهم أولًا هل نحن أطهار روحيًا وليس فينا خطية كما حدث في حرب عاي؟ وغير هذا هل كان من الممكن أن يدعهم الله ينتصرون وفيهم بني دان الذين زنوا وراء الأوثان ولو عن جهل؟ ولذلك هنا أيضًا يمكن أن يقال "في وسطك حرام يا إسرائيل فلا تتمكن للثبوت.. حتى تنزعوا الحرام من وسطكم" (يش13:7) وقد كان الحرام بعض أو كل ما سبق أن أشرنا إليه.

ومن يدري ربما كان يريد منهم أن لا يبتوا في الأمر في الحال، بل أن يعطوا جبعة مهلة، وسبط بنيامين فرصة لحل الموضوع دون الحاجة للجوء للحرب، ودون الحاجة للمطبات والمشاكل التي ترتبت على هذا التصرف المتسرع والتي كادت أن تفني سبط بأكمله. كثيرًا ما نتصرف بحماقة وقلة فهم متكلين وواثقين على فهمنا فقط، بينما الله لديه حلول لا حصر وسبل لا نهاية لها لحل المعضلة التي نحن واقعون فيها ومع هذا لا نلجأ إليه، إلا بعد أن تكون الشجرة التي زرعناها بفكرنا الخاص ليس فقط قد أورقت بل أثمرت وبحكم القانون القائل ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، وعلينا أن نتذوق ثمر الشجرة التي زرعناها، وبالرغم من هذا نلوم الله في النهاية لكونه لم يخسف بتلك الشجرة التي زرعناها بأنفسنا!

وفي ضوء هذه الأعداد يمكن القول أنه أحيانًا تكون مجموعة من الناس واقعة تحت حكم هيئة ظالمة لا تخاف الله ولا تهاب إنسان، ورغم أنين الشعب، إلا أن الله يبدو وكأن الأمر لا يعنيه، والسماء تصير كما لو كانت من نحاس أو حديد لا توصل أنينهم وصراخهم، ويفقد البعض إيمانهم بالله وأحيانًا يشك البعض في وجود الله أصلًا! وفي ضوء هذه الأعداد نجد أن هذه الهيئة تجول وتصول وكم من مرة تحرز انتصارات باهرة على ذلك الشعب المسكين وتبطش بكل من تسول له نفسه السعي للتحرر من ذلك النير، وتسعى بكل سبل التهديد والترغيب في التفرقة بين أفراد ذلك الشعب المسكين..

والله يرى كل هذا ويسكت. ولكن سكوته ليس سكوت العاجز ولا سكوت الموافق على ما يحدث، ولكنه يبغي من وراء كل هذا أن يدفع ذلك الشعب المسكين إلى التوبة واللجوء إليه وترك التذمر جانبًا وإهدار الطاقات الروحية والنفسية فيما لا يفيد، وآنذاك سيحررهم الرب من حيث لا يدرون ولا يتوقعون. ومن ناحية أخرى وإن كان الله يسمح لهذه القلة أن تبرطع في الدنيا وتعمل ما يحلو لها ويعطيها انتصارات وهمية كما حدث مع بنيامين هنا، فهو يقصد من هذا أن يعطيهم فرص كاملة وتامة للرجوع إليه بالتوبة والندم، لأنه وإن كان يعنيه من يتألمون منهم، إلا أنه يهمه أيضًا خلاص أولئك، لأن العقاب أبدي، وكل أبدي يستحق مهلة كافية حتى لا يتذرع أحد ويصف الله بظلمه في اليوم الأخير. والله لكونه القدير فهو سيعرف كيف يكافأ كل من عاني الظلم والبطش جورًا إن كان بارًا، بينما لو لم يكن بارًا فهو بهذه الأتعاب التي ينالها على يديّ هؤلاء يتبرر ويتطهر من خطاياه الواقع فيها..

نعود لهذه الأعداد ونتساءل مرة ثانية ماذا لنا أن نقول عن هذين الهزيمتين(33) التي مُني بها من يدافعون عن قضية عادلة ومجيدة كهذه؟ ألم يكونوا يحاربوا حروب الله ضد الخطية؟ لماذا خذلههم الله هكذا؟

1- إن أحكام الله في غاية الغموض أحيانًا وطريقه هو في البحر لا أثر له. يمكننا أن نتيقن من عدالة مباشرات الله وإجراءاته عندما لا يمكننا أن نرى أسباب ودوافع تصرفاته.

2- يريد الله بهذا أن يبين لهم ولنا من خلالهم أن "السعي ليس للخفيف (السريع) ولا الحرب للأقوياء" (جا11:9)، وأنه ليس لنا نتكل على الكثرة العددية التي ربما يكون بني إسرائيل قد غالوا في الاتكال عليها في هذه الحرب. الحرب هنا لصالح صخر الدهور وليست حربًا عادية ولذلك ليس لنا أن نضع كل ثقتنا في أسلحة الحرب العادية والزيادة العادية التي لجنودنا.

3- قصد الله بهذا أن يؤدب إسرائيل على خطاياهم. إنهم فعلوا حسنًا بإظهار فعل هذه الغيرة (المقدسة) ضد شر رجال جبعة، لكن ألم تكن بينهم هم أنفسهم من أخطأوا ضد الرب إلههم؟ يعتقد البعض أن هذا كان لتوبيخهم لعدم شهادتهم ضد عبادة الأوثان التي كانت لبيت ميخا وفي عشيرة الدانيين، بل ولإهمالهم لتنفيذ وصية نزع الأوثان التي أوصاهم بها يشوع في آخر لقاء له معهم (يش23:24).

4- يريد الله بهذا أن يعلّمنا ألا نظن أنه أمر غريب أن تكابد قضية تُرفع لصالح الحق والخير العام هزيمة لبعض الوقت ولا أن نحكم على مدى استحقاقاتها بنجاحها الظاهري. يمكن لمصالح النعمة أن تتلقى ضربة في الصميم ويمكن للتقوى أن تنهزم في العالم وتعاني من خسارة عظيمة ويبدو للعيان أنها تعثرت بلا قيام، لكن النصرة ستكون لصالح الحق في النهاية مهما تأخر الميعاد.

يمكن أن نخسر معركة لكن المحصلة النهائية للحرب ستكون في صالحنا. يمكن للحق أن يسقط ويزل لكنه حتمًا سيقوم وينتصر ولو بعد حين، ومن هنا علينا ألا نجعل تقديرنا للحق والصواب، يتوقف على نجاحه أو فشله الظاهري في المجتمع.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

[26- فصعد جميع بني إسرائيل وكل الشعب وجاءوا إلى بيت إيل وبكوا وجلسوا هناك أمام الرب وصاموا ذلك اليوم إلى المساء واصعدوا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب. 27- وسأل بنو إسرائيل الرب وهناك تابوت عهد الله في تلك الأيام. 28- وفينحاس بن ألعازار بن هرون واقف أمامه في تلك الأيام قائلين أأعود أيضًا للخروج لمحاربة بني بنيامين أخي أم أكف؟ فقال الرب اصعدوا لأني غدا ادفعهم ليدك. (قض 26:20-28). ]

 

لقد اضطرتهم هذين الهزيمتين إلى أن يعودوا بالذاكرة إلى عاي وما حدث فيها من هزيمة، فعرفوا كيف يكون الطريق إلى الانتصار. وقبل أن نواصل دراسة هذه الأعداد نود أن نجيب عن السؤال: أين يقيم تابوت العهد؟

من واقع (يش1:18)، نجد أنه تم إقامة خيمة الاجتماع وبها تابوت العهد في شيلوه، وبالرجوع إلى (1صم4:4)، نجد أن تابوت العهد كان إلى ذلك الحين في شيلوه أيضًا، ولكن يبدو أنه كما حدث في (1صم4:4) أن الشعب أخذ تابوت العهد إلى ساحة الحرب، هكذا على نفس النسق، تم نقل تابوت العهد مؤقتًا من شيلوه ليكون قريبًا من الشعب في بيت إيل.

 ومن الواضح أن هذا تم قبل بدء المعارك، الأمر الذي يعني ضمنًا أنهم أخطأوا ليس فقط حين اتكلوا على عدالة قضيتهم ووجاهة سببها لا سيما وأن الله يدعوهم في(تث22) بعدم التهاون مع مثل هذه القباحات، وحين اتكلوا على تفوقهم العددي، بل أخطأوا أيضًا حينما ليس فقط لم يستشيروه وكأن الله مدين لهم بهذا المعروف، أو وكأنه ملزم بإنجاح حملتهم العسكرية، بل أيضًا حتى مع وجود التابوت وفينحاس الكاهن معه لم يكلفوا أنفسهم مشقة سؤال رأي الله في الأمر، ومن هذا علّمهم وإيانا أنه ليس مدين لنا لكوننا ندافع عن حقه أمام الأشرار، بل بالأولى نحن المدينين له أن يعطينا شرف سؤاله والدفاع عن حقه بالطريقة التي يحددها هو ويراها مناسبة للدفاع عن قضاياه التي هي دائمًا عادلة ولو لم يفهم عقلنا المحدود ويدرك طرقه وسبله التي قد تغمض علينا أحيانًا ويتعذر علينا فهمها، إذ كل المطلوب منا يقتصر على سؤاله والالتزام بما يقوله لنا بالحرف الواحد!

وإذ قد أدركوا خطأهم وخطيتهم عادوا إلى الرب واستفادوا من خبرة يشوع هناك فبكوا أمام الرب، وفي حضرة تابوته الذي يمثله، وبأسلوب آخر هم قبلًا كانوا يظنون أن مجرد حضور التابوت يجعل حضور الله ووقوفه معهم في حربهم مضمون بطريقة ميكانيكية محضة، بينما هنا يصحح الله المفاهيم ويقول لهم أن حضور التابوت الذي يمثل حضرة الله يكون فعّال ليس بصورة أتوماتيكية، بل فقط حين يلتزمون بالمعايير التي يحددها الله، ولذا نراهم هنا صاموا وصلوا وقدموا ذبائح عن خطاياهم، وكانت محرقات السلامة عربون عودة السلام بينهم وبين الله.

وأضافوا هنا تصحيح لخطأ أنهم سألوا الله عن طريق فينحاس الكاهن وإن كان لا نعلم كيف كان السؤال، هل كان بالأوريم والتميم، أم بأي وسيلة أخرى. ولذا نرى أن الرب هنا لم يكتفي بالقول اصعدوا كما في المرتين السابقتين، بل قال لهم "اصعدوا لأني غدًا أدفعهم ليدك" (ع28).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: The ambush against Benjamin by Israel, in vengeance for the rape and killing of the Levite's concubine by the men of Belial (Judges 20:33) . Tissot - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909 صورة في موقع الأنبا تكلا: كمين بني إسرائيل بنيامين، انتقامًا منهم لاغتصاب ومقتل سرية اللاوي على يد بني بليعال (سفر القضاة 20: 33) - رسم تيسوت، من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

St-Takla.org Image: The ambush against Benjamin by Israel, in vengeance for the rape and killing of the Levite's concubine by the men of Belial (Judges 20:33) . Tissot - from "The Bible and its Story" book, authored by Charles Horne, 1909

صورة في موقع الأنبا تكلا: كمين بني إسرائيل بنيامين، انتقامًا منهم لاغتصاب ومقتل سرية اللاوي على يد بني بليعال (سفر القضاة 20: 33) - رسم تيسوت، من كتاب "الإنجيل وقصته"، إصدار تشارلز هورن، 1909

استئصال بنيامين

[29- ووضع إسرائيل كمينًا على جبعة محيطًا. 30- وصعد بنو إسرائيل على بني بنيامين في اليوم الثالث واصطفوا عند جبعة كالمرة الأولى والثانية. 31- فخرج بنو بنيامين للقاء الشعب وانجذبوا عن المدينة واخذوا يضربون من الشعب قتلى كالمرة الأولى والثانية في السكك التي إحداها تصعد إلى بيت إيل والأخرى إلى جبعة في الحقل نحو ثلاثين رجلا من إسرائيل. 32- وقال بنو بنيامين إنهم منهزمون أمامنا كما في الأول وأما بنو إسرائيل فقالوا لنهرب ونجذبهم عن المدينة إلى السكك. 33- وقام جميع رجال إسرائيل من أماكنهم واصطفوا في بعل تامار وثار كمين إسرائيل من مكانه من عراء جبعة. 34- وجاء من مقابل جبعة عشرة آلاف رجل منتخبون من كل إسرائيل وكانت الحرب شديدة وهم لم يعلموا أن الشر قد مسهم. 35- فضرب الرب بنيامين أمام إسرائيل وأهلك بنو إسرائيل من بنيامين في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف رجل ومئة رجل كل هؤلاء مخترطو السيف. 36- ورأى بنو بنيامين أنهم قد انكسروا وأعطى رجال إسرائيل مكانًا لبنيامين لأنهم اتكلوا على الكمين الذي وضعوه على جبعة. 37- فأسرع الكمين واقتحموا جبعة وزحف الكمين وضرب المدينة كلها بحد السيف. 38- وكان الميعاد بين رجال إسرائيل وبين الكمين إصعادهم بكثرة علامة الدخان من المدينة. 39- ولما انقلب رجال إسرائيل في الحرب ابتدأ بنيامين يضربون قتلى من رجال إسرائيل نحو ثلاثين رجلًا، لأنهم قالوا إنما هم منهزمون من أمامنا كالحرب الأولى. 40- ولما ابتدأت العلامة تصعد من المدينة عمود دخان التفت بنيامين إلى ورائه وإذا بالمدينة كلها تصعد نحو السماء. 41- ورجع رجال إسرائيل وهرب رجال بنيامين برعدة لأنهم رأوا أن الشر قد مسهم. 42- ورجعوا أمام بني إسرائيل في طريق البرية ولكن القتال أدركهم والذين من المدن أهلكوهم في وسطهم. 43- فحاوطوا بنيامين وطاردوهم بسهولة وأدركوهم مقابل جبعة لجهة شروق الشمس. 44- فسقط من بنيامين ثمانية عشر ألف رجل جميع هؤلاء ذوو بأس. 45- فداروا وهربوا إلى البرية إلى صخرة رمون فالتقطوا منهم في السكك خمسة آلاف رجل وشدوا وراءهم إلى جدعوم وقتلوا منهم ألفي رجل. 46- وكان جميع الساقطين من بنيامين خمسة وعشرين ألف رجل مخترطي السيف في ذلك اليوم جميع هؤلاء ذوو بأس. 47- ودار وهرب إلى البرية إلى صخرة رمون ست مئة رجل وأقاموا في صخرة رمون أربعة أشهر. 48- ورجع رجال بني إسرائيل إلى بني بنيامين وضربوهم بحد السيف من المدينة بأسرها حتى البهائم حتى كل ما وجد وأيضا جميع المدن التي وجدت أحرقوها بالنار. (قض 29:20-48). ]

 

هنا نجد مثال عملي عن كيف يخرج الله من الجافي حلاوة، إذ كان الهزيمتين السابقتين هما السبب المباشر وليس الأساسي، لأنه من ناحية نجد (ع35) يقول بصريح العبارة "ضرب الرب بنيامين أمام إسرائيل"، ولو لم يكن للرب يد في هذه الهزيمة لكان بني بنيامين هم أيضًا قد استفادوا بنفس الطريقة من درس هزيمة عاي، إذ كان الموقع الجغرافي وعلو سطح مدينة جبعة، يجعل الدفاع عنها أسهل جدًا بنفس القدر الذي يصعّب الوضع على المهاجم، ولولا أن الله طمس عيون أذهانهم، لكانوا بقوا في جبعة وعلموا أن التقهقر السريع لبي إسرائيل أمامهم قد يكون خدعة كتلك التي وقع فيها أهل عاي، خصوصًا أنه لو كان هناك تقهقر لكان بالأولى أن يحدث في معركة الأمس وليس اليوم!

لقد علم بني إسرائيل بالخبرة أن التفوق العددي لا يغني عن ضرورة استخدام الخطط الحربية، خصوصًا أن علو أرض جبعة واضطرارهم للصعود ومباشرة الهجوم بآن واحد عملية صعبة بل وتكاد تكون مستحيلة، ولذلك لجأوا أخيرًا أو قل نبه الله روحهم إلى ضرورة استخدام تكتيك عسكري به يستطيعون استدراج بني بنيامين للخروج بل النزول من أرضهم لملاقاتهم على الأرض المسطحة حيث بهذا يفقدون كل مميزات التفوق التي لديهم، وفعلًا بلع بني بنيامين الطعم، فكانت مدينة جبعة من جهة محاطة بكمين من كل الجهات ومن نزل منهم واشتبك في الحرب صار هو الآخر محاط من كل جانب بعسكر من بني إسرائيل لذلك لم يكن غريبًا أن تُحرق جبعة وهلك من بداخلها وكل من استطاع أن يفلت أو يهرب من القتال الدائر، فكان أن سقط في ساحة المعركة 18 ألف وفي الطرق خمسة آلاف، وتم تعقب ألفين تم قتلهم أيضًا (ع44، 45)، ولم يفلت من كل رجال بنيامين سوى ستمائة رجل فقط ظل مختبأين من الخوف في صخرة رمون لمدة أربعة أشهر (ع47)، ولو نطرح هذه الأعداد من عدد بني بنيامين 26700 يكون الفارق 1100 ومن المرجح أن هؤلاء ماتوا في المعركتين الأولين اللتين كانت فيهما الغلبة لبني بنيامين.

نعم كان من المفروض قتل كل سكان جبعة وبهائمها مع حرق المدينة، وَمُضَاف إليهم كل الرؤساء الذين ساهموا في تقسية قلب رجال جبعة وعدم تسليمهم هؤلاء الفاسقين، أو بأسلوب آخر كان يكفي قتل كل من اشتركوا في الحرب من رجال بنيامين، وإن كان لهم أن يعفو فيما بعد عن الستمائة رجال الذين هربوا فكان من باب أولى عدم قتل من كانوا في المدن من الشيوخ والأطفال والنساء والفتيات، لا سيما وأن الرب في موقف مشابه قال "تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك" (تث15:13، 16)، ولم يكن هناك ما يدعو لمثل هذا التصرف الذي من الواضح أنهم ندموا عليه فيما بعد.

ولو كان هناك لازمة لمثل هذا التصرف لكانوا سألوا الرب عن كيفية التصرف في هذا الموقف، ولكنهم يبدو أنهم تصرفوا هكذا بدافع من غيظهم على قتلى اليومين الأولين، وإن صح هذا يكون عذر أقبح من ذنب!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(33) لقد كانت حصيلة القتلى في اليومين أربعين ألف، أي عشر العدد الأصلي الذي اجتمع هناك، فهل كان موت هؤلاء راجع إلى عدم دفع العشور والالتزام به على كل المستويات، أم لكونهم خطاة ومذنبين أكثر من غيرهم، وأكثر من بني بنيامين بالذات.. أسئلة مثل هذه لا نستطيع الإجابة عليها وإن كانت واردة في البال!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات القضاة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/fr-angelos-st-makarios/judges/chapter-20.html

تقصير الرابط:
tak.la/f2xax7t