* تأملات في كتاب
قضاة: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36
"وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلُوا الرَّبَّ: «مَنْ مِنَّا يَصْعَدُ إِلَى الْكَنْعَانِيِّينَ أَّوَلًا لِمُحَارَبَتِهِمْ؟" (قض 1:1).
لقد سبب وجود هذا العدد في بداية هذا السفر إلى ارتباك البعض، فظنوا أن ما جاء هنا ولا سيما ما يختص بقصة زواج عثنيئيل من عكسة والتي جاءت من قبل في سفر يشوع، بأن هذا تم بعد موت يشوع، الأمر الذي ترتب عليه قولهم أن هناك يد غريبة قد سجلته في سفر يشوع بعد موته.
ولكن من حيث أن ذات سفر القضاة يتكلم عن يشوع بكونه لا يزال حيًّا في الإصحاح الثاني في الأعداد السبعة الأولى لذلك الإصحاح ثم يذكر خبر موته في العدد الثامن والتاسع منه، لذلك نحن مجبرون لإجراء عملية فصل ما بين أعداد الإصحاح الأول كما لو جراحين يقومون بفصل توائمين ملتصقين من بطن أمهما.
لقد سبق أن ذكرت في نهاية سفر يشوع أن كاتب خبر موت يشوع وأليعازر هو فينحاس، ولكن لو نقارن أخر فقرة في سفر التثنية المختصة بموت موسى وأول عدد في سفر يشوع والذي يبدأ بعبارة "وكان بعد موت موسى.. "، وبين ما جاء في آخر فقرة من سفر يشوع والمختصة بموت يشوع وأليعارز، وما جاء في أول عدد من سفر القضاة والذي هو أيضًا يبدأ بعبارة "وكان بعد موت يشوع.. "، سنجد أنه كما كان يشوع هو الذي سجل كليهما، هكذا هنا يمكن القول أن صموئيل النبي هو الذي سجل كليهما هنا أيضًا.
وقد يسأل أحدهم: لماذا يبدأ صموئيل النبي بذكر خبر موت يشوع في أول عدد، ثم يذكر بعض أحداث ليعود ويذكر خبر موته في (قض 8:2)؟
إن الخلفية التي بناء عليها تصرف صموئيل هكذا، ربما أنه كان يضع في باله ما جاء في نهاية سفر يشوع "وعبد إسرائيل الرب كل أيام يشوع وكل أيام الشيوخ الذين طالت أيامهم بعد يشوع.. " (يش31:24)، فأراد كمقدمة لسفره أن يذكر ما لذلك الجيل من إيجابيات وسلبيات، ما حققوه وما تهاونوا فيه من وصايا، لكي من خلال هذا سنستطيع أن ندرك أن قيام الجيل التالي لهم بعمل الشر وترك الرب إله آبائهم (قض 11:2-13)، لم يكن وليد الصدفة أو حدث في يوم وليلة، بل بذوره وجذوره ترجع إلى عوامل ظهرت في عهد ذلك الجيل الأول ونمت وترعرعت تحت سمعه وبصره ولكنه ما تصرف معها كما ينبغي فدفع الجيل التالي الثمن فادحًا وكان عليه أن يتعلم بالخبرة العملية قول الرب بفم ارميا "يوبخك شرك وعصيانك يؤدبك. فاعلمي وانظري أن تركك الرب إلهك شر ومرّ.." (ار19:2).
ومن حيث أنه يذكر منجزات ذلك الجيل، لذلك سنراه يدمج بل ويخلط بين ما تم إنجازه على عهد يشوع وما تم بعد موته، ونفس الشيء سنراه ينطبق على إخفاقاته.
ولكن السؤال الذي يسترعي الانتباه هنا هو: لماذا انتظر بني إسرائيل حتى موت يشوع ليسألوا الرب من منهم يصعد أولًا لمحاربة الكنعانيين؟ أما كان لهذا أن يتم بالأولى منذ سنوات طويلة مضت وقبل موت يشوع؟
نعم هم تقاعسوا لفترة طويلة، ولكن يبدو أن كلام يشوع في حديثه قبل الأخير "الرب إلهكم هو ينفيهم من أمامكم ويطردهم من قدامكم.. رجل واحد منكم يطرد ألفًا لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم كما كلمكم" (يش5:23، 10)، قد أنهضهم من سباتهم، ولما اجتمع رؤساء الأسباط لبكاء يشوع ودفنه تذكروا هذا وتدارسوا الأمر، وجدوا أنها فرصة ليسألوا الرب وهم مجتمعين معًا. وقد يكون هذا قد تم بواسطة أليعازر الكاهن أو ابنه فينحاس.
وقبل أن نختم هذا العدد جيد لنا أن نقول إنه حسنًا لنا أن نسأل الله الإرشاد والمعونة قبل أي عمل نعمله..
[2- فَقَالَ الرَّبُّ: «يَهُوذَا يَصْعَدُ. هُوَذَا قَدْ دَفَعْتُ الأَرْضَ لِيَدِهِ». 3- فَقَالَ يَهُوذَا لِشَمْعُونَ أَخِيهِ: «اِصْعَدْ مَعِي فِي قُرْعَتِي لِنُحَارِبَ الْكَنْعَانِيِّينَ, فَأَصْعَدَ أَنَا أَيْضًا مَعَكَ فِي قُرْعَتِكَ». فَذَهَبَ شَمْعُونُ مَعَهُ. 4- فَصَعِدَ يَهُوذَا. وَدَفَعَ الرَّبُّ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِّزِيِّينَ بِيَدِهِمْ, فَضَرَبُوا مِنْهُمْ فِي بَازَقَ عَشَرَةَ آلاَفِ رَجُلٍ. 5- وَوَجَدُوا أَدُونِيَ بَازَقَ فِي بَازَقَ, فَحَارَبُوهُ وَضَرَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِّزِيِّينَ. 6- فَهَرَبَ أَدُونِي بَازَقَ. فَتَبِعُوهُ وامسكوه وَقَطَعُوا أَبَاهِمَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 7- فَقَالَ أَدُونِي بَازَقَ: «سَبْعُونَ مَلِكًا مَقْطُوعَةٌ أَبَاهِمُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ كَانُوا يَلْتَقِطُونَ تَحْتَ مَائِدَتِي. كَمَا فَعَلْتُ كَذَلِكَ جَازَانِيَ اللَّهُ». وَأَتُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ هُنَاكَ. (قض 2:1-7). ]
+ عيّن الله يهوذا لأن يصعد أولًا ووعده بالانتصار. وهناك من يرى أن الرب حدد سبط يهوذا لكونه الأقوى والأكثر عددًا، ولكن الله يتمجد أكثر في الأضعف والأقل عددًا حتى لا ينسب النصر لقوته الشخصية فيغتر ويتكبر. ولكن يبدو أن الله عيّن سبط يهوذا لكونه المتقدم في الكرامة وعملًا بقول الرب يسوع فيما بعد ".. وأكبركم يكون خادما لكم" (مت11:23).
ولقد كان الرب صريحًا وواضحًا في تحديد السبط والوعد بالنصرة. ولكن يهوذا طلب مناصرة أخيه شمعون له. نعم جيد التعاون بين الأسباط ومبارك هو اتفاق الإخوة معًا، ولكن هذا لا يمنع من القول أن هذا كان صادرًا عن ضعف إيمان(2)، لأن سبط شمعون عدديًا قليل جدًا مقارنة ببقية الأسباط، ووجوده مع سبط يهوذا لن يقدم ولن يؤخر بل ولا قيمة له مقارنة بقوة الله التي سيؤازرهم بها في تلك الحرب. ولذا رغم الانتصار الكاسح في تلك الحرب إلا أن ضعف الإيمان وقلة الثقة بوعد الله(3) تعطي مؤشرًا سيئًا عن كيفية سير الأحوال في أعظم سبط وأكثرها قوة، ويعطي انطباعًا بأن قلة إيماننا وضعف أمانتنا لا يبطل أمانة الله من نحونا.
لقد كان ذلك الجيل بأكمله قوي الإيمان وكثير الثقة جدًا بالله وتشهد على هذا ختانهم في أول دخولهم وسط الأعداء وجسارتهم وشجاعتهم في حروب غزو الأرض ولكن يبدو أن الراحة والتفرغ للاستمتاع بخيرات أرض كنعان قد ترك بصمات سيئة عليهم فلم يعودوا كما كانوا في البرية وبداية دخول الأرض، وهذه هي الآفة التي تتلف إيمان وجسارة أولاد الله على مر التاريخ، ولو كان بنو إسرائيل مستمرين في حرارتهم الأولى لما كانوا أجلّوا مثل هذه الخطوة لبعد موت يشوع.
في عددي 4، 5 نرى أن الله كان السابق في حسم المعركة قبل بدايتها، إذ هو الذي دفع بالأعداء بمجرد صعود يهوذا، فكان تحصيل حاصل أن يموت من الأعداء عشرة آلاف رجل في بازق، وكون المدينة على اسمه وكونه أذل سبعون ملك على حد قوله، فهذا يعني أنه ملك ويعني أن بازق تقع في أقصى الجنوب ولم تطالها يد يشوع وجيشه لتطرفها في الجنوب، ويظن البعض أنها بزقة التي تقع على بعد نحو ثلاثة أميال إلى الشمال الشرقي من جازر.
ومن ناحية أخرى يمكننا أن نستشف من عبارة "ووجدوا أدوني بازق في بازق.. " أنهم فاجئوه على حين غرة ودون سابق إنذار، فحاربوه وضربوه وجيشه ولذا اضطر للهرب، ولكن شاء الرب أن يقع في أيديهم، فتبعوه وامسكوه، فقطعوا أبهامي(4) يديه ليستحيل عليه أن يمسك أي آلة حرب، وإبهامي رجليه ليعوقوه عن الهرب، ولم يفعل اليهود مع أحد من قبل مثل ما فعلوه معه، ويبدو أنهم سمعوا بما فعل بغيره فعاقبوه بنفس العقاب الذي فرضه على غيره (ع6). وهنا غني عن القول أن العظمة الأرضية ليست بدائمة بل زائلة مهما طالت، وها نحن نرى ونسمع عن المذلة التي يؤول إليها أحوال رؤساء وملوك الدول عقب إقصائهم عن سدة الحكم ومحاسبتهم عما فعلوه أيام سطوتهم..
يمكننا أن نستشف من عبارة "كما فعلت، كذلك جازاني الله" أنه مهما توغل الإنسان في الشر وطمس ضميره، فلا يستطيع البتة أن يتعامى إلى النهاية عن معرفة أن الخير خير والشر شر. ولكن كلمة الله الواردة هنا لا تعني بالضرورة أن يقصد الله، الإله الحقيقي وحده، بل مبدأ الألوهية بصفة عامة ولو بالمعنى الغامض. ولكن أ. نجيب جرجس يقول في ص18 ما يلي:
[ليس عجيبًا أن ملكًا وثنيًا سفاحًا مثله يذكر اسم الله ويعترف بعدالته وسلطانه. الواقع أن أعمال الله العجيبة وصفاته المذهلة تذهل حتى الخطاة وتجبرهم على تمجيده والاعتراف بعظمته كما فعل فرعون عندما قال لموسى "الرب هو البار وأنا وشعبي الأشرار" (خر27:9).
وفي نظري أنه ليس بعيدًا أن يكون هذا الرجل في تعجبه واعترافه قد آمن وندم وتاب، ولعل الله قد دبر له هذا العقاب لكي يجذبه إلى الإيمان والتوبة فيقبله في رحمته.
.. ويا ليت جميع الناس يخافون الله ويصلحون طرقهم وأعمالهم ويذكرون أن لكل عمل أجرته ولكل تصرف نتيجته وأثره، لأن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا (غل7:6). ]
بعد هذا تم أخذه إلى أورشليم وبقي فيها أسيرًا إلى أن مات هناك. وهنا لابد لنا من وقفة فيها يتطلب الأمر عمل فصل بين الأعداد كما عملية فصل التوائم التي سبق الحديث عنها. فأورشليم التي تم أخذ أدوني بازق هي التي جاء عنها كلام مقتضب في سفر يشوع عن سكنى بني يهوذا في جزء منها (يش63:15)، وسكنى بني بنيامين في جزء منها (يش28:18)، دون أن يشير سفر يشوع من بعيد أو قريب إلى كيفية الاستيلاء عليها، ولذا وجد صموئيل النبي أنه من الضروري أن يتكلم هنا عن هذا الأمر طالما ذكر أخذ أدوني بازق إليها، فرجع إلى المذكرات القديمة وسجل منها ما يختص بكيفية استيلاء بني يهوذا على الجزء الذي يخصهم مع ذكر كيف أن بني بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم من نصيبهم (ع21).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
[8- وَحَارَبَ بَنُو يَهُوذَا أُورُشَلِيمَ وَأَخَذُوهَا وَضَرَبُوهَا بِحَدِّ السَّيْفِ وَأَشْعَلُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ. 9- وَبَعْدَ ذَلِكَ نَزَلَ بَنُو يَهُوذَا لِمُحَارَبَةِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ. 10- وَسَارَ يَهُوذَا عَلَى الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي حَبْرُونَ وَضَرَبُوا شِيشَايَ وَأَخِيمَانَ وَتَلْمَايَ. 11- وَسَارَ مِنْ هُنَاكَ عَلَى سُكَّانِ دَبِيرَ (وَاسْمُ دَبِيرَ قَبْلًا قَرْيَةُ سَفَرٍ). 12- فَقَالَ كَالِبُ: «الَّذِي يَضْرِبُ قَرْيَةَ سَفَرٍ وَيَأْخُذُهَا, أُعْطِيهِ عَكْسَةَ ابْنَتِي امْرَأَةً». 13- فَأَخَذَهَا عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ أَخُو كَالِبَ الأَصْغَرِ مِنْهُ. فَأَعْطَاهُ عَكْسَةَ ابْنَتَهُ امْرَأَةً. 14- وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِهَا أَنَّهَا غَرَّتْهُ بِطَلَبِ حَقْلٍ مِنْ أَبِيهَا. فَنَزَلَتْ عَنِ الْحِمَارِ, فَقَالَ لَهَا كَالِبُ: «مَا لَكِ؟». 15- فَقَالَتْ لَهُ: «أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ فَأَعْطِنِي يَنَابِيعَ مَاءٍ». فَأَعْطَاهَا كَالِبُ الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى. (قض 8:1-15). ]
لو لم نأخذ بما قلته أعلاه سنجد أننا أمام تناقض صعب لا يمكن تفسيره أو تعليله، ومن غير المعقول أو المنطقي أن يأتي عددين متتاليين عكس بعضهما تمامًا، إذ كيف يأتون بأدوني بازق إلى موضع لم يستولوا عليه بعد، ثم بعد ذلك يقومون بالاستيلاء عليه؟ إن مثل هذا التضاد -لو كان هو فعلًا تضادًا- لا يأتيه أحمق وغبي، بل يأتيه إنسان في حالة سكر بيّن لا يعي ما يكتبه أو يقوله، وحاشا لمن يكتب بوحي من الروح القدس أن يفعل هذه الجهالة.
ومادام الكاتب رجع إلى المذكرات القديمة، وما دام يذكر شيء من مآثر الجيل السابق، ومن حيث أن الكلام عن سبط يهوذا، وجد أنه لابد أن يذكر بعض حروب وانتصارات سبط يهوذا السابقة، وبعد أن ذكر ما يختص بأورشليم، ذكر أيضًا كيف حارب سبط يهوذا سكان الجبل والجنوب والسهل(5)، والجديد هنا هو أن كالب لم يستولي على حبرون ويطرد شيشاي واخيمان وتلماي بمفرده كما قد يبدو للقارئ في (يش14:15)، بل هذا تم بمساعدة كل سبط يهوذا، بل وساعدوا عثنيئيل في الاستيلاء على دبير، ومع هذا لم ينازعه أحد منهم في سعيه للزواج من عكسة ابنة عمه، والتي تكرر عنها نفس الكلام الوارد هناك في (ع14، 15) ليس اعتباطًا، بل لأن الكاتب يريد الإشارة ولو من بعيد للأسباب التي أدت إلى ترك الرب وعبادة آلهة غريبة بمجرد انتهاء ذلك الرعيل الأول. فهنا نجد مثال عملي للتدليل الذي وجده أبناء الرعيل الأول من آبائهم وكيف كانت كل طلباتهم يتم تنفيذها، وتم التساهل معهم إلى حد بعيدًا، ونحن إلى اليوم نرى ونسمع كيف التدليل يفسد الأبناء روحيًا وما يترتب على هذا من فساد الأخلاق، وكم من ابن أو ابنة مدللة تركت المسيحية بسبب التدليل والإهمال الروحي، رغم أن الأبوين قد يكونان أصلًا من الناس الأتقياء.
"وَبَنُو الْقِينِيِّ حَمِي مُوسَى صَعِدُوا مِنْ مَدِينَةِ النَّخْلِ مَعَ بَنِي يَهُوذَا إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا الَّتِي فِي جَنُوبِ عَرَادَ, وَذَهَبُوا وَسَكَنُوا مَعَ الشَّعْبِ" (قض 16:1).
إن الملاحظة التي وردت هنا بخصوص بني القيني بكونهم صعدوا من مدينة النخل مع بني يهوذا إلى برية يهوذا في جنوب عراد وإقامتهم مع اليهود هناك، تم إدخالها هنا بسبب حروب سبط يهوذا، لأن هجرة القينيين تختص بالفترة الواقعة بين غزو دبير (ع12)، وصفاة (ع17)، والملاحظة في حد ذاتها كانت مهمة لأنها تشكل حلقة وصل بين (عد19:10) وما جاء فيما بعد من إشارات للقينيين في (قض11:4؛ 24:5؛ 1صم6:15؛ 10:27؛ 29:30). ومع أن حوباب بن رعوئيل حمو موسى رفض دعوة موسى لمصاحبتهم، إلا أنه يبدو أنه هو أو نسله قد قبلوها (عد29:10-32)، وهناك من يرى أنهم تركوا بني إسرائيل وتجولوا في البرية كبدو ولم يشتركوا في حروب الغزو، لكنهم انضموا هنا لبني يهوذا. وقد كان أول مقام لهم في مدينة النخيل الواقعة في نطاق خرائب أريحا (تث3:34)، ثم انتقلوا من هناك لسبب غير معلوم (وقد يكون إقامتهم في مدينة النخل بناء على قول يشوع، فتركوها بعد موته) وانضموا إلى حملة سبط يهوذا ضد عراد الواقعة في الجنوب، بينما انتقل جزء منهم إلى الشمال بحسب ما ورد في (قض17:4). ويبدو أن الجزء الأكبر منهم ظل في الجنوب في عراد إلى أيام شاول حيث اختلطوا بعماليق، فطلب شاول منهم أن يحيدوا عنهم حتى لا يهلكهم معهم (1صم6:15)، ومن هؤلاء القينيين جاء حمة أبي بيت الركابيين الذين جاء عنهم كلام في سفر ارميا (ار35).
[17- وَذَهَبَ يَهُوذَا مَعَ شَمْعُونَ أَخِيهِ وَضَرَبُوا الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانَ صَفَاةَ وَحَرَّمُوهَا, وَدَعَوُا اسْمَ الْمَدِينَةِ «حُرْمَةَ». 18- وَأَخَذَ يَهُوذَا غَّزَةَ وَتُخُومَهَا وَأَشْقَلُونَ وَتُخُومَهَا وَعَقْرُونَ وَتُخُومَهَا. 19- وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ, وَلَكِنْ لَمْ يُطْرَدْ سُكَّانُ الْوَادِي لأَنَّ لَهُمْ مَرْكَبَاتِ حَدِيدٍ. 20- وَأَعْطُوا لِكَالِبَ حَبْرُونَ كَمَا تَكَلَّمَ مُوسَى. فَطَرَدَ مِنْ هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ الثَّلاَثَةَ. (قض 17:1-20). ]
ما من شك في أن (ع17) له صلة وثيقة مع (ع3) حيث ذهاب يهوذا مع شمعون كان ردًا على ذهابهم معهم لضرب بازق (ع4)، وهذا تم بالطبع بعد موت يشوع (ع1). ومن ناحية أخرى ليس لنا أن نخلط بين حرمة التي جاء كلام عنها على أيام موسى لما حارب ملك عراد ودعا اسم ذلك المكان حرمة (عد1:21-3)، وبين مدينة صفاة التي حرموها وكل سكانها ودعوها حرمة كما ورد هنا.
لقد ورد كلام من قبل في سفر يشوع عن ضم عقرون وقراها وغزة وقراها إلى أملاك سبط يهوذا (يش45:15، 46)، وكذلك عن الاستيلاء على حبرون وطرد كالب لبني عناق الثلاثة (يش13:15-14)، وسواء في الغزوات الحديثة بعد موت يشوع أو ما قام به أبناء سبط يهوذا من حروب بمفردهم بعد الغزو الأولي لأرض كنعان، فكلها تؤكد أن الله كان مع أبناء هذا السبط، ولكن لم يتم الاستفادة من هذه المعية كما ينبغي، إذ تدخل عاملان كان لهما أعظم الأثر في التردي الأخلاقي والعبودية التي وقع فيها بني إسرائيل طوال فترة عصر القضاة. ففي الأيام الأولى تمكنوا من طرد بني عناق أصعب وأقوى الأعداء وكان عليهم أن يكملوا مسيرة التحرير ولا يخشوا من المركبات، إذ رأوا بأعينهم كيف أعانهم الله منذ عهد قريب لما حارب يشوع الملوك الذين لديهم مركبات وخيول كثيرة عند مياه ميروم (يش1:11-9). وحتى لو تقاعسوا آنذاك فما هي حجتهم طالما قاموا الآن وحرموا بازق وسكان صفاة، لماذا لم ينتهزوا فرصتهم الذهبية ليستولوا على الوادي ولا يخشوا مركباتهم الحديدية؟ بل لماذا لم يحرموا مدن الفلسطينيين ويقتلوا من فيها، فكانوا بهذا قد جنبوا شعبهم المذلة التي رآها على يد الفلسطينيين ليس فقط طوال عصر القضاة، بل إن أول ملكوهم قتله هؤلاء الفلسطينيين.. إن ضعف إيمانهم، بل تكالبهم على الاستفادة من الجزية المدفوعة لهم كان لهما دور كبير في الكوارث التي حلت بهم فيما بعد.
"وَبَنُو بِنْيَامِينَ لَمْ يَطْرُدُوا الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ, فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي بِنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ" (قض 21:1).
ومادام السبط الزعيم قد تصرف على هذا النحو، فما يُنتظر من بقية الأسباط؟ ولكن يبدو أن جزء من الذي لسبط يهوذا قد استولوا عليه من قبل وقتلوا سكانه بحد السيف وأحرقوه بالنار (ع8)، ولكن جزء آخر لم يستطيعوا الاستيلاء عليه فسكن اليبوسيين معهم (يش63:15)، ونفس الشيء حدث هنا مع سبط بنيامين. وعبارة "إلى هذا اليوم" تشير إلى عهد شاول الذي كتب أثنائه صموئيل هذا السفر، إذ لن يتم الاستيلاء على كل أورشليم إلا في عهد داود.
وغني عن القول أن زمن هذا العدد يرجع إلى فترة ما قبل موت يشوع إذ لم نقرأ شيء عن سعي سبط بنيامين لعمل شيء بعد موت يشوع.
[22- وَصَعِدَ بَيْتُ يُوسُفَ أَيْضًا إِلَى بَيْتِ إِيلَ وَالرَّبُّ مَعَهُمْ. 23- وَاسْتَكْشَفَ بَيْتُ يُوسُفَ عَنْ بَيْتِ إِيلَ (وَكَانَ اسْمُ الْمَدِينَةِ قَبْلًا لُوزَ). 24- فَرَأَى الْمُرَاقِبُونَ رَجُلًا خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ, فَقَالُوا لَهُ: «أَرِنَا مَدْخَلَ الْمَدِينَةِ فَنَعْمَلَ مَعَكَ مَعْرُوفًا». 25- فَأَرَاهُمْ مَدْخَلَ الْمَدِينَةِ, فَضَرَبُوا الْمَدِينَةَ بِحَدِّ السَّيْفِ, وَأَمَّا الرَّجُلُ وَكُلُّ عَشِيرَتِهِ فَأَطْلَقُوهُمْ. 26- فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضِ الْحِثِّيِّينَ وَبَنَى مَدِينَةً وَدَعَا اسْمَهَا »لُوزَ» وَهُوَ اسْمُهَا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. (قض 22:1-26). ]
إن عبارة "صعد.. أيضًا" تجعل ذهننا يتجه إلى العدد الأول والثاني من هذا الإصحاح، وتجعلنا نرجح حدوث هذا بعد موت يشوع كذلك، ولما لا وقد سبق القول في معرض سفر يشوع أن غيرة أبناء يوسف من أبناء سبط يهوذا قد بدأت مبكرة إلى أن استفحلت أيام يربعام ورحبعام بن سليمان. ولكن على كل حال هذا لا يمنع أن الرب بارك هذا النهوض للاستيلاء على بيت إيل، لا سيما وأنه سيؤدي إلى تنفيذ أحكامه من جهة المدينة وسكانها، الأمر الذي تأخر كثيرًا. ومن هنا نرى أن نعمة الله لم ولا ولن تقصر عن أن تعمل معنا وفينا الأعمال الصالحة التي سبق الله وأعدها لكي نسلك فيها، ولكن العيب يكمن فينا، فكل هزيمة وانتكاس روحي نحن السبب فيه، لأن الذي خلقنا بدوننا، لن يفرض نفسه وخلاصه المجاني علينا، بل فقط سيساعد من يريد أن يساعد نفسه ويعمل على أن يتم خلاصه بكل اجتهاد ورعدة.
لقد سبق القول أيضًا في معرض شرح سفر يشوع أن عبارة "بيت يوسف" قد تعني أولاده الآخرين غير منسى وأفرايم والذين انضموا تحت لواء أخويهما بناء على وصية يعقوب رئيس الآباء، وربما قد تعني أيضًا اتحاد من أبناء سبطي منسى وأفرايم للقيام بهذه المهمة، وإن كنت أرجح التفسير الأول لأننا سنرى في الفقرة التالية كلام عن نصف سبط منسى الملاصق لأفرايم.
لقد سبق أن اتحدت بيت إيل مع مدينة عاي في الحرب ضد يشوع، وتم تخريب عاي فقط، والآن جاء دور بيت إيل، والتي يبدو أنها ليست فقط كانت محكمة التحصين، بل أيضًا لم يكن من السهل على شخص غريب أن يعرف مدخل المدينة حتى يتم اقتحامها. وقد قام شخص من أهل المدينة بهذه المهمة بعد أن أمسك به من راقبوا المدينة لفترة من الوقت، وذلك مقابل أن يطلقوا سراحه هو وعشيرته. وهنا يقول لنا أ. نجيب جرجس ص25 ما يلي:
[قد ينسب البعض الخيانة للوطن لذلك الرجل ولكن يجب أن نذكر أن الوحي يذكر الروايات التاريخية كما حدثت بغض النظر عن نوايا الأشخاص أو طبيعة عملهم، ولابد أن موقف الرجل كموقف راحاب والجبعونيين (يش2، 9) الذين سمعوا عن أعمال الرب العظيمة وعن انتصارات شعب الله.. وربما دفعه إلى هذا خوفه من المراقبين ومن بني إسرائيل بصفة عامة، وأيقن في نفسه أنهم لابد داخلون إلى المدينة فأراد أن ينجو من الموت المحتوم. ]
وكون الرجل ينطلق من هناك ويطلق اسم لوز على مدينة جديدة في أرض الحثيين، فهذا يعني أن الرجل لم يؤمن بإله إسرائيل كما قال البعض ويعني أن اسم المدينة بحسب سكانها كان لوز، ولكن بني إسرائيل أطلقوا عليها اسم بيت إيل، لكون ذاك هو الاسم الذي أطلقه يعقوب رئيس الآباء على ذلك الموضع لما له من ذكريات روحية معه. ولا يُعلم موقع لوز الآن تمامًا ، وإن كان البعض يرون أن موقعها هو خرائب "اللويزية" التي تقع على بعد نحو أربعة أميال إلى الشمال الغربي من بانياس.
ولو نرجع إلى سفر يشوع 22:18 سنجد أن بيت إيل تخص أصلًا سبط بنيامين ولكنها تقع على الحدود الجنوبية لأرض أفرايم (يش2:16؛ 13:18)، ولم يكن هناك ارتياح لبني أفرايم من وجود هؤلاء الكنعانيين على حدودهم الجنوبية، فلما وجدوا بني يهوذا تشددوا وخرجوا للقتال، غاروا منهم وقاموا بالاستيلاء على تلك المدينة لما رأوا تقاعس البنياميين عن الاستيلاء عليها، ثم قاموا بضمها إلى أملاكهم.
[27- وَلَمْ يَطْرُدْ مَنَسَّى أَهْلَ بَيْتِ شَانَ وَقُرَاهَا, وَلاَ أَهْلَ تَعْنَكَ وَقُرَاهَا, وَلاَ سُكَّانَ دُورَ وَقُرَاهَا, وَلاَ سُكَّانَ يِبْلَعَامَ وَقُرَاهَا, وَلاَ سُكَّانَ مَجِدُّو وَقُرَاهَا. فَعَزَمَ الْكَنْعَانِيُّونَ عَلَى السَّكَنِ فِي تِلْكَ الأرض. 28- وَكَانَ لَمَّا تَشَدَّدَ إِسْرَائِيلُ أَنَّهُ وَضَعَ الْكَنْعَانِيِّينَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ وَلَمْ يَطْرُدْهُمْ طَرْدًا. 29- وَأَفْرَايِمُ لَمْ يَطْرُدِ الْكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي جَازَرَ, فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِهِ فِي جَازَرَ. 30- زَبُولُونُ لَمْ يَطْرُدْ سُكَّانَ قِطْرُونَ وَلاَ سُكَّانَ نَهْلُولَ, فَسَكَنَ الْكَنْعَانِيُّونَ فِي وَسَطِهِ وَكَانُوا تَحْتَ الْجِزْيَةِ. 31- وَلَمْ يَطْرُدْ أَشِيرُ سُكَّانَ عَكُّو وَلاَ سُكَّانَ صَيْدُونَ وَأَحْلَبَ وَأَكْزِيبَ وَحَلْبَةَ وَأَفِيقَ وَرَحُوبَ. 32- فَسَكَنَ الأَشِيرِيُّونَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ, لأَنَّهُمْ لَمْ يَطْرُدُوهُمْ. 33- وَنَفْتَالِي لَمْ يَطْرُدْ سُكَّانَ بَيْتِ شَمْسٍ وَلاَ سُكَّانَ بَيْتِ عَنَاةَ, بَلْ سَكَنَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ سُكَّانِ الأَرْضِ. فَكَانَ سُكَّانُ بَيْتِ شَمْسٍ وَبَيْتِ عَنَاةَ تَحْتَ الْجِزْيَةِ لَهُمْ. 34- وَحَصَرَ الأَمُورِيُّونَ بَنِي دَانَ فِي الْجَبَلِ لأَنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوهُمْ يَنْزِلُونَ إِلَى الْوَادِي. 35- فَعَزَمَ الأَمُورِيُّونَ عَلَى السَّكَنِ فِي جَبَلِ حَارَسَ فِي أَيَّلُونَ وَفِي شَعَلُبِّيمَ. وَقَوِيَتْ يَدُ بَيْتِ يُوسُفَ فَكَانُوا تَحْتَ الْجِزْيَةِ. 36- وَكَانَ تُخُمُ الأَمُورِيِّينَ مِنْ عَقَبَةِ عَقْرِبِّيمَ مِنْ سَالِعَ فَصَاعِدًا. (قض 27:1-36). ]
يكمل صموئيل النبي تقريره الحزين، ليشير من طرف خفي إلى الأسباب التي آل إليها أحوال بني إسرائيل من تردي على كل الأصعدة طوال فترة عصر القضاة. وواضح أنه عدا ما فعله يهوذا وشمعون وسبط يوسف من حملات عسكرية مؤقتة لم يتم عمل غيرها، رغم أن بني إسرائيل كانت ظروفهم مواتية وكانوا متشددين ويمكنهم عمل كل ما يريدون، بل بالأحرى عمل ما كان الله يريده منهم من إبادة سكان كنعان، ولكنهم بدلًا من ذلك عملوا على مهادنتهم، ولا سيما أن كلا الطرفين وجد مصلحته في بقاء الوضع على ما هو عليه على الأقل في الوضع الراهن، وبني إسرائيل ظنوا بغبائهم أن قوة الله لن تفارقهم وستظل السيادة لهم على الدوام، مثلما فعل شمشون فيما بعد. وفي هذا الوضع الراهن كان أبناء العالم أحكم من أولاد الله، إذ لما رأوا أن الأمر بإبادتهم كان من قبل الله، ولما رأوا أن المال يمكن أن يفدي حياتهم لم يتأخروا، تاركين للمستقبل تبديل الأحوال لصالحهم. وفعلًا صدق حدسهم إذ تحولت الكفة لصالحهم معظم فترات عصر القضاة..
وسواء كان السبط يشكل أكثرية حتى يسكن الكنعانيين في وسطه (ع29)، أو أقلية حتى سكن هو وسط الكنعانيين (ع23، 33)، فالنتيجة سيان، إذ الخميرة سوف تخمر العجين كله، سواء كانت قليلة أم كثيرة.. وهذا ما نفهمه أيضًا من عبارة "فعزم الأموريون على السكن.. " (ع35)، إذ تساهل بيت يوسف معهم شجعهم على البقاء ونفس الشيء يسري علينا من جهة الخطية والشيطان، إذ كلما أبدينا شيء من التساهل والتراخي في محاربة الشيطان نجد أن يثبت قدميه في قلبنا أكثر فأكثر، بينما لو لم نذعن له ونقاومه ونجاهد ضده فإنه يهرب منا.
_____
(2) يمكن من ناحية أخرى القول أن هذا الطلب صادر عن نفس كريمة ليس لاحتياج، بل لكون سبط يهوذا يرى أن قلة عدد سبط شمعون لن تسعفه في خوض أي حرب، وسيحتاج لمساعدة أي سبط آخر وقد بخجل من طلب مثل هذا في حالة الاحتياج فسبق يهوذا وطلب منه لكي يساعده تلقائيًا حين يحتاج إلى معونته دون أن يشعره بالحرج، ولعل ما ورد في (ع4) من ذكر صعود يهوذا بمفرده يؤكد القلة العددية التي ساهم بها شمعون ويؤكد بطريقة ما، ما ذكرناه هنا.
(3) سنرى هذا باديًا بشكل أوضح في (ع19) حيث رغم أن الرب كان مع يهوذا، إلا أنه لم يستطع طرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد.
(4) الإبهام هو الإصبع الطرفي الكبير في اليد أو القدم.
(5) غني عن القول هنا أن الجبل هو الأراضي المرتفعة والسهل هو الوادي أو الأراضي المنخفضة، أما الجنوب فهو ما يُعرف الآن بصحراء النقب.
← تفاسير أصحاحات القضاة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير القضاة 2 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنجيلوس المقاري |
مقدمة سفر القضاة |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/fr-angelos-st-makarios/judges/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/mkv2m7c