← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23
اَلأَصْحَاحُ السابع والأربعون
(1) المياه المقدسة (ع1-12)
[2] الأرض المقدسة (ع13-23)
1- ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى مَدْخَلِ الْبَيْتِ وَإِذَا بِمِيَاهٍ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ عَتَبَةِ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، لأَنَّ وَجْهَ الْبَيْتِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ. وَالْمِيَاهُ نَازِلَةٌ مِنْ تَحْتِ جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ عَنْ جَنُوبِ الْمَذْبَحِ. 2- ثُمَّ أَخْرَجَنِي مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ وَدَارَ بِي فِي الطَّرِيقِ مِنْ خَارِجٍ إِلَى الْبَابِ الْخَارِجِيِّ مِنَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَتَّجِهُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَإِذَا بِمِيَاهٍ جَارِيَةٍ مِنَ الْجَانِبِ الأَيْمَنِ. 3- وَعِنْدَ خُرُوجِ الرَّجُلِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَالْخَيْطُ بِيَدِهِ، قَاسَ أَلْفَ ذِرَاعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ. 4- ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي فِي الْمِيَاهِ، وَالْمِيَاهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ. ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا وَعَبَّرَنِي، وَالْمِيَاهُ إِلَى الْحَقْوَيْنِ. 5- ثُمَّ قَاسَ أَلْفًا، وَإِذَا بِنَهْرٍ لَمْ أَسْتَطِعْ عُبُورَهُ، لأَنَّ الْمِيَاهَ طَمَتْ، مِيَاهَ سِبَاحَةٍ، نَهْرٍ لاَ يُعْبَرُ. 6- وَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟». ثُمَّ ذَهَبَ بِي وَأَرْجَعَنِي إِلَى شَاطِئِ النَّهْرِ. 7- وَعِنْدَ رُجُوعِي إِذَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ أَشْجَارٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. 8- وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ.9- وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ حَيَّةٍ تَدِبُّ حَيْثُمَا يَأْتِي النَّهْرَانِ تَحْيَا. وَيَكُونُ السَّمَكُ كَثِيرًا جِدًّا لأَنَّ هذِهِ الْمِيَاهَ تَأْتِي إِلَى هُنَاكَ فَتُشْفَى، وَيَحْيَا كُلُّ مَا يَأْتِي النَّهْرُ إِلَيْهِ. 10- وَيَكُونُ الصَّيَّادُونَ وَاقِفِينَ عَلَيْهِ. مِنْ عَيْنِ جَدْيٍ إِلَى عَيْنِ عِجْلاَيِمَ يَكُونُ لِبَسْطِ الشِّبَاكِ، وَيَكُونُ سَمَكُهُمْ عَلَى أَنْوَاعِهِ كَسَمَكِ الْبَحْرِ الْعَظِيمِ كَثِيرًا جِدًّا. 11- أَمَّا غَمِقَاتُهُ وَبِرَكُهُ فَلاَ تُشْفَى. تُجْعَلُ لِلْمِلْحِ. 12- وَعَلَى النَّهْرِ يَنْبُتُ عَلَى شَاطِئِهِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ كُلُّ شَجَرٍ لِلأَكْلِ، لاَ يَذْبُلُ وَرَقُهُ وَلاَ يَنْقَطِعُ ثَمَرُهُ. كُلَّ شَهْرٍ يُبَكِّرُ لأَنَّ مِيَاهَهُ خَارِجَةٌ مِنَ الْمَقْدِسِ، وَيَكُونُ ثَمَرُهُ لِلأَكْلِ وَوَرَقُهُ لِلدَّوَاءِ.
ع1:
هذا الجزء من الرؤيا التي رآها حزقيال يحدثنا عن الروح القدس، فيعلن أن المسيح أرجع حزقيال إلى مدخل البيت، أي أن المسيح يعيد للإنسان طبيعته الجديدة من خلال الكنيسة في جرن المعمودية؛ لأن المعمودية تجديد لطبيعة الإنسان، أو ميلاد ثانى له؛ لتصبح طبيعته مائلة للتشبه بالله وعمل الخير.رأى حزقيال المياه تخرج من تحت عتبة البيت وهذا يعنى أن الروح القدس:
يعمل في النفوس المتضعة بفيض كثير.
يعمل في هدوء في الخفاء في الإنسان الداخلي؛ ليغير طبيعة الإنسان وينير قلبه بمعرفة الله.
وجه البيت كان نحو المشرق، فهو يتكلم هنا عن الكنيسة التي تتجه نحو الشرق، فالروح القدس يفيض من الكنيسة من خلال أسرارها المقدسة ووسائط النعمة.
المذبح هو صليب المسيح وقبره، فالمياه التي ترمز للروح القدس، تفيض من جنب المسيح، الذي طعن بالحربة لأجلنا، وبدمه الذي فاض من جنبه تأسست الكنيسة.
وجانب البيت الأيمن يبين قوة عمل الروح القدس؛ لأن اليمين يرمز إلى القوة. وجنوب المذبح هو الجانب الأيمن له، أي تأكيد قوة عمل الروح القدس.
إن مدخل البيت نحو المشرق هو الباب الشرقى، الذي دخل منه الرئيس وحده وليس الشعب (حز 46: 1-15). والرئيس هو المسيح. الذي تجسد من العذراء ودخل وخرج من الباب الشرقى والباب ظل مغلقًا لا يدخله أحد (حز 44: 1-3). وإذ تجسد المسيح وفدانا على الصليب وقام من الأموات أعطانا الروح القدس، الذي حل على الكنيسة يوم الخمسين، وفاض فيها بكل عطاياه ومواهبه.
ع2
: كان حزقيال أمام باب الشرق الذي للدار الداخلية، كما ظهر في (ع1)، ثم أخرجه المسيح، أي الرجل اللابس الكتان، من باب الشمال إلى الخارج، وجاء به إلى الباب الشرقى الخارجي، فوجد المياه تخرج أيضًا من الجانب الأيمن للباب الشرقى.والشمال هو الجهة التي تأتى منها الهجمات على شعب الله، مثل هجوم الأشوريين والبابليين، فهي ترمز إلى حروب الشيطان.
فاجتاز حزقيال هذه الحروب الشيطانية، أي من باب الشمال، وأتى من الخارج؛ ليدخل من الباب الشرقى، حيث ولد المسيح في الشرق، وأتم الفداء وأعطى خلاصه من خلال كنيسته بروحه القدوس، الذي ترمز إليه المياه الخارجة من الجانب الأيمن، والجانب الأيمن، كما قلنا يرمز لعمل الروح القدس. والخلاصة أن الروح القدس هو الذي يجتاز بالإنسان لينتصر في حروبه ضد الشيطان؛ ليدخل به من خارج الكنيسة؛ ليدخل ويجد حياته فيها من خلال الاسرار المقدسة التي يهبها الروح القدس.
ع3
: الخيط: الخيط، أو الحبل هو وسيلة القياس القديمة للأطوال.الذراع : حوالي 50 سم.
الرجل كما قلنا هو المسيح، فخروجه نحو المشرق يرمز لولادة المسيح في الشرق. وقاس بالخيط الذي في يده ودخل إلى البحر مسافة ألف ذراع، ورقم ألف يرمز للحياة السماوية. وعندما أدخل حزقيال هذه الألف ذراع، وجد حزقيال أن المياه وصلت إلى كعبيه، والكعبان يرمزان إلى القدرة على المشى، أي الجهاد الروحي، ولكن في بدايته، أي ما زالت المياه تغطى فقط الكعبين، وما زال الإنسان قادرًا أن يمشى بإرادته على الأرض داخل الماء؛ لأنه سيأتى وقت يتقدم روحيًا ويسلم نفسه تمامًا للمسيح، كما سنرى في الآيات التالية. أى أن هذه هي بداية الحياة الروحية، والعلاقة مع الله، والسير في طريق الملكوت بمعونة الروح القدس، أي الماء، ولكن عمل الروح القدس ما زال محدودًا لا يغطى إلا الكعبين؛ لأن الإنسان ما زال مبتدئًا.
ع4
: الحقوين: المنطقة التي تلى الوسط إلى أسفل.قاس المسيح أيضًا مسافة ألف ذراع ثانية داخل الماء ومعه حزقيال، فوصلت المياه إلى ركبتى حزقيال، أي أن المسيح بحياته على الأرض يقدم للإنسان مثالًا للسلوك في الحياة الروحية بقوة الروح القدس، فيدخل الإنسان إلى العمق، إذ أن الركبتين ترمزان للصلاة والميطانيات (السجود)، فعندما يتقدم الإنسان في حياته الروحية تزداد صلواته وخضوعه أمام الله.
ثم قاس الرجل ألف ذراع ثالثة داخل الماء، فوصلت المياه إلى الحقوين، وهي ترمز لشهوات البطن وباقى الشهوات، أي أنه بقوة الروح القدس عندما يتعمق الإنسان في الحياة الروحية يستطيع أن يضبط الشهوات. وبضبط الشهوات يتذوق الإنسان أعماقًا جديدة في معرفة الله بعمل الروح القدس فيه.
ع5
: طمت: غطت.قاس الرجل بعد ذلك ألف ذراع رابعة في عمق المياه، فوجد حزقيال نفسه أمام مياه عميقة لا يمكن العبور فيها مشيًا على القدمين، بل تغطى رأسه وتحتاج إلى سباحة، وهذا يرمز إلى أن الإنسان لا يستطيع بإرادته أن يسير في الحياة الروحية، بل في الأعماق يسلم مشيئته لله، فيحمله الروح القدس، أي المياه؛ ليتذوق أمورًا لا يعبر عنها، هي أفراح الملكوت، يتذوقها على الأرض جزئيًا، ثم يتمتع بها بوضوح في السماء. والنهر الذي لا يعبر هو معرفة الله، التي ليس لها نهاية، والتي يدخلنا فيها الروح القدس، والتي نتمتع بها إلى الأبد.
والنهر في الكتاب المقدس يرمز للروح القدس، ففى بداية الكتاب المقدس في سفر التكوين يحدثنا عن نهر يتفرع إلى أربعة أفرع وسط الجنة ويرمز للروح القدس، الذي يعطى الحياة في الفردوس الأول. وفى نهاية الكتاب المقدس، في آخر سفر الرؤيا يحدثنا عن نهر ماء الحياة الصافى الخارج من عرش الله، أي الروح القدس، الذي يروى كل النفوس المحبة لله إلى الأبد في الملكوت.
وهذه المرحلة في الحياة الروحية، التي فيها يسلم الإنسان مشيئته لله، فيحمله الله؛ ليتذوق أمورًا لا يعبر عنها، هى نفس ما فعله الله مع شعبه في برية سيناء، عندما حملهم، كما يحمل الآب ابنه (تث1: 31).
وهذا ما قاله المسيح لبطرس "أنه لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشى حيث تشاء ولكنك متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء" (يو21: 18)، أي أنه مع التقدم الروحي يستسلم الإنسان لعمل الروح القدس؛ ليعمل فيه وبه كما يشاء الله.
ع6
: قال المسيح، أي الرجل الذي بيده الخيط، لحزقيال بعد رؤيا النهر، الذي اجتاز فيه المذكورة في (ع3-5)، "أرأيت يا ابن آدم" ويقصد بذلك ما يلي:قوة عمل الروح القدس، التي تدخل الإنسان إلى الأعماق، ثم تحمله ليتذوق أمورًا روحية عجيبة لا يعبر عنها.
أهمية الجهاد الروحي للسلوك في طريق الملكوت.
نعمة الله التي تعيد الإنسان إلى الفردوس، فإن كان آدم الأول قد طرد من الفردوس بسبب خطيته، فالمسيح آدم الثاني يعيده إلى الفردوس؛ لذا قال لحزقيال يا ابن آدم، أي الإنسان في العهد الجديد، الذي يعود إلى الفردوس بقوة الروح القدس.
وعندما يقول أرجعنى إلى شاطئ النهر يرمز إلى المعمودية التي تعيد الإنسان لطبيعته النقية؛ ليحيا مع الله، لأن النهر بما فيه من ماء يرمز لمياه المعمودية.
ع7: رأى حزقيال أشجارًا كثيرة على جانبى النهر وهي ترمز للمؤمين، كما في (مز1: 3)؛ لأن النهر هو المسيح كما تقول أبصالية الأربعاء، ِأو الروح القدس، كما في (يو7: 38، 39).
ع8
: الدائرة الشرقية: شرق نهر الأردن.العربة : وادي أو سهل شرق البحر الميت.
البحر : البحر الميت.
أعلن المسيح لحزقيال أن مياه النهر ستعبر في الدائرة الشرقية إلى العربة وتصب في البحر الميت. ومياه البحر الميت مالحة جدًا لا يمكن أن يشرب منها إنسان، أو حيوان، أو تحيا فيه الأسماك، رغم أن مياه الأردن تصب فيه منذ آلاف السنين، ولكن يتبخر الماء ويظل البحر بملوحته الشديدة؛ لأن سدوم وعمورة التي أحرقها الله تقع تحت هذا البحر وهي سبب ملوحته، ويسمى أحيانًا بحر لوط، أو بحيرة سدوم، فعندما تصب مياه هذا النهر الذي رآه حزقيال في البحر الميت تشفى مياه البحر الميت من ملوحتها وتصبح صالحة للشرب، أو حياة الأسماك. والبحر الميت يرمز للعالم الذي لا يمكن أن يحيا فيه المؤمنون ولكن بنعمة الروح القدس يستطيعون أن يحيوا وسط العالم، بل يكونوا نورًا له.
ع9
: عندما يصب النهر الذي يرمز للروح القدس في البحر، فإنه يشفى مياه البحر وتصير جيدة ويصير البحر نهرًا، وبهذا يصبح عندنا نهران؛ نهر الروح القدس والنهر الثاني هو العالم؛ الذي تحول بفعل الروح القدس إلى نهر لكل من يؤمن بالله ويحيا فيه. هؤلاء المؤمنون هم الأسماك التي تعيش وتشرب من النهرين وتتوالد الأسماك في النهر وتعطى أسماكًا حية، أي تعطى حياة في النهر، فكما أن المسيح نور العالم يصبح أولاده أيضًا نورًا للعالم، عندما يستنيرون بنوره.والنهران يرمزان أيضًا إلى جسد الرب ودمه، اللذين يعطيان حياة لكل من يأكل منهما، ويرمزان أيضًا إلى سرى المعمودية والتناول.
وزيادة عدد السمك ترمز لكثرة المؤمنين وانتشار الإيمان في العالم. والسمكة ترمز للإنسان المؤمن بالمسيح؛ لأن السمكة تستطيع أن تسبح ضد التيار، أي تيار العالم؛ كما أن المسيحى يتمسك بمبادئه ووصايا الله مهما عارضها العالم.
ع10
: عين جدى: قرية تقع على البحر الميت وغربه وفى منتصفه تقريبًا.عين عجلايم : مدينة تقع شمال غرب البحر الميت وبالقرب منه.
البحر العظيم : البحر الأبيض المتوسط.
يقف الصيادون على ساحل البحر الميت من منتصفه إلى شماله، أي مسافة كبيرة والصيادون هم الرسل والمبشرون والخدام، ويبسطون شباكهم في البحر، وهذه الشباك هي كلمة الله والخدمة بكل أنواعها ويصطادون سمكًا كثيرًا بأنواع مختلفة، مثل السمك الذي يعيش في البحر الأبيض، حيث تكثر الأسماك. وهذا يبين ما يلي:
كثرة المؤمنين الذين يصطادهم الروح القدس بواسطة الخدام.
الذين يأتون للإيمان من اليهود والأمم ومن جميع الأجناس؛ لأن السمك بأنواع كثيرة.
ع11
: غمقاتة: مستنقعات مغلقة ومياهها عميقة ومنفصلة عن البحر.يوجد بجوار البحر مستنقعات وبرك مياهها مالحة مثل البحر، ولكنها منفصلة عنه، وبالتالي لا يصل إليها النهر الذي يشفى المياه، فتظل مياهها مالحة. وهذه المستنقعات والبرك ترمز للنفوس التي ترفض كلام الله، فتظل مياهها ردية ليس فيها حياة، أي محكوم عليها بالموت.
ع12
: الأشجار التي تنبت على جانبى النهر، كما قلنا في (ع7) ترمز للمؤمنين الذين يشربون من نهر الحياة وهو الروح القدس، ويعطون ثمارًا للأكل، أي تصير حياتهم غذاء روحي للمحيطين بهم، الذين يؤمنون بسببهم وكذلك أوراقهم، أي مظهر حياتهم يكون دواء لعلاج مشاكل المحيطين بهم، إذ يكونوا قدوة، ويجد المحيطون بهم أن الحل لمشاكلهم هو الرجوع للحياة مع الله والتمثل بأولاده.وأولاد الله ثمارهم مستمرة كل شهر، أي طوال السنة، التي ترمز للعمر كله. وهم يبكرون إلى هذه الثمار، أي أن الله له أولوية في حياتهم.
ومياه النهر تأتى من المقدس؛ لأن الروح القدس يعمل في الكنيسة ويعطى المؤمنين الحياة من خلال الحياة المقدسة ووسائط النعمة، فيثبتون في الحياة مع المسيح.
† الروح القدس مستعد أن يغذى حياتك ويثبتك في المسيح، فاهتم أن تشرب منه دائمًا من خلال أسرار الكنيسة وتعاليمها، فتخلص نفسك والآخرين المحيطين بك، إذ تصير قدوة لهم وتهتم بخدمتهم، فيتبعك الكل للمسيح.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
13- « هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هذَا هُوَ التُّخْمُ الَّذِي بِهِ تَمْتَلِكُونَ الأَرْضَ بِحَسَبِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ، يُوسُفُ قِسْمَانِ. 14- وَتَمْتَلِكُونَهَا أَحَدُكُمْ كَصَاحِبِهِ، الَّتِي رَفَعْتُ يَدِي لأُعْطِيَ آبَاءَكُمْ إِيَّاهَا. وَهذِهِ الأَرْضُ تَقَعُ لَكُمْ نَصِيبًا. 15- وَهذَا تُخْمُ الأَرْضِ: نَحْوَ الشِّمَالِ مِنَ الْبَحْرِ الْكَبِيرِ طَرِيقُ حِثْلُونَ إِلَى الْمَجِيءِ إِلَى صَدَدَ، 16- حَمَاةُ وَبَيْرُوثَةُ وَسِبْرَائِمُ، الَّتِي بَيْنَ تُخْمِ دِمَشْقَ وَتُخْمِ حَمَاةَ، وَحَصْرُ الْوُسْطَى، الَّتِي عَلَى تُخْمِ حَوْرَانَ. 17- وَيَكُونُ التُّخْمُ مِنَ الْبَحْرِ حَصْرَ عِينَانَ تُخْمَ دِمَشْقَ وَالشِّمَالُ شِمَالًا وَتُخْمَ حَمَاةَ. وَهذَا جَانِبُ الشِّمَالِ. 18- وَجَانِبُ الشَّرْقِ بَيْنَ حَوْرَانَ وَدِمَشْقَ وَجِلْعَادَ وَأَرْضَ إِسْرَائِيلَ الأُرْدُنُّ. مِنَ التُّخْمِ إِلَى الْبَحْرِ الشَّرْقِيِّ تَقِيسُونَ. وَهذَا جَانِبُ الْمَشْرِقِ. 19- وَجَانِبُ الْجَنُوبِ يَمِينًا مِنْ ثَامَارَ إِلَى مِيَاهِ مَرِيبُوثَ قَادِشَ النَّهْرُ إِلَى الْبَحْرِ الْكَبِيرِ. وَهذَا جَانِبُ الْيَمِينِ جَنُوبًا. 20- وَجَانِبُ الْغَرْبِ الْبَحْرُ الْكَبِيرُ مِنَ التُّخْمِ إِلَى مُقَابِلِ مَدْخَلِ حَمَاةَ. وَهذَا جَانِبُ الْغَرْبِ. 21- فَتَقْتَسِمُونَ هذِهِ الأَرْضَ لَكُمْ لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 22- وَيَكُونُ أَنَّكُمْ تَقْسِمُونَهَا بِالْقُرْعَةِ لَكُمْ وَلِلْغُرَبَاءِ الْمُتَغَرِّبِينَ فِي وَسْطِكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَ بَنِينَ فِي وَسْطِكُمْ، فَيَكُونُونَ لَكُمْ كَالْوَطَنِيِّينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. يُقَاسِمُونَكُمُ الْمِيرَاثَ فِي وَسْطِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 23- وَيَكُونُ أَنَّهُ فِي السِّبْطِ الَّذِي فِيهِ يَتَغَرَّبُ غَرِيبٌ هُنَاكَ تُعْطُونَهُ مِيرَاثَهُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.
ع13
: التخم: الحدود.أوضح الله لحزقيال حدود الأرض المقدسة الجديدة، وهي ليست بالطبع أرض كنعان التي قسمها يشوع؛ لأن هذه قد تم تقسيمها منذ مئات السنين. ولكن يقصد في هذه الرؤيا الأرض الجديدة، أي ملكوت السموات.
وتقسم الأرض لأسباط بني إسرائيل الإثنى عشر، باعتبار أن يوسف له قسمان هما منسى وأفرايم [شكل رقم (2)] وذلك لأنه البكر (1 أى5: 2) ومن أجل طهارته ومحبته لله واحتماله الآلام من أجله. وبالطبع سبط لاوى غير محسوب لأن له مكانة أفضل في الملكوت لمن يتقى الله فيهم؛ لأنهم نصيب الرب؛ إذ كلام المسيح واضح "حيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمى" (يو12: 26).
ع14
: رفعت يدى: أقسمت.يعلن الله أن كل مؤمن سينال مكانه في السماء مثل صاحبه دون تحيز لأحد.
وهذه الأرض الجديدة هي إتمام لوعود الله، التي أعطاها للآباء الأولين إبراهيم وإسحق ويعقوب، وهكذا ينال المؤمنون في السماء نصيبًا وميراثًا أبديًا لهم؛ ليحيوا في فرح أبدى.
: حدد الله حدود هذه الأرض، وقال بالتدقيق أن الحدود الشمالية تمتد من شمال مدينة صور المعروفة بالتجارة والتي تقع على البحر الأبيض المتوسط وتمتد الحدود إلى قرب مدينة دمشق، المعروفة بإسمها حتى الآن.
ونلاحظ أن الله حدد هذه الحدود ببلاد كثيرة ليبين دقته في تحديد هذه الأرض؛ لأنها ترمز للسماء التي لا يستطيع أحد الدخول إليها إلا المؤمنون فقط، وغير مسموح لأحد غيرهم بدخولها.
ع18
: أما الحدود الشرقية فتمتد من قرب مدينة دمشق إلى نهر الأردن، ثم البحر الميت (البحر الشرقى).ونرى هنا أنه لم تعد هناك أسباط تسكن شرق نهر الأردن والبحر الميت، كما أعطى يشوع رأوبين وجاد ونصف سبط منسى؛ لأن هذه الأسباط نقلها هنا لتأخذ نصيبًا غرب نهر الأردن، أي لتكون هذه الأسباط مع إخوتها في مكان واحد لا يفصلها عنهم شيء. إذ أن الجميع في الملكوت يشعرون بالوحدانية حول المسيح.
ع19: الحدود الجنوبية للأرض المقدسة تمتد من جنوب البحر الميت إلى نهر مصر، وهو نهر موسمى يقع شرق مدينة العريش ويمتلئ بالمياه في فترة من السنة فقط، وهو غير نهر النيل.
ع20
: أما الحدود الغربية فهي البحر الأبيض المتوسط من نهر مصر حتى قرب مدينة حماة شمالًا [شكل رقم (2)].ونجد فيما سبق أن حدود الأرض المقدسة المذكورة هنا، أقل من الحدود التي وعد الله بها الآباء أن تكون من نهر مصر إلى الفرات (تك15: 18، خر23: 31) والتي امتلكها شعب بني إسرائيل أيام داود وسليمان. وذلك لأن كلام الله واضح أن "كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون" (مت20: 16) فالله أعطى شعبه أرضًا واسعة، ولكن من عاش في الإيمان وثبت فيه، هو الذي يستحق ملكوت السموات، أي الأرض الجديدة.
: يظهر الله في هذه الآيات أمرين واضحين:
تقسم الأرض بالقرعة بين الأسباط التي ترمز للمؤمنين في العالم كله، وذلك لإظهار عدل الله وعدم تحيزه لأحد، أو سبط أكثر من الآخر.
الغرباء الذين يعيشون وسط بنى إسرائيل استوطنوا وولدوا البنين، أي صاروا مستقرين في الإيمان هم وأولادهم، هؤلاء يكون لهم نصيب في هذه الأرض، وهذه نبوة واضحة عن قبول الأمم في الإيمان بالمسيح وميراث ملكوت السموات.
†
إن ملكوت السموات ينتظرك، فقد أعده الله لك إن ثبت في الإيمان وسلكت بالروح؛ حتى لو كنت بعيدًا عن الله ورجعت إليه، فهو يحبك ويريد خلاصك ويتمنى أن يمتعك بملكوته.
← تفاسير أصحاحات حزقيال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40 | 41 | 42 | 43 | 44 | 45 | 46 | 47 | 48
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير حزقيال 48 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير حزقيال 46 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/ezekiel/chapter-47.html
تقصير الرابط:
tak.la/bp6a6yh