← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40
الأَصْحَاحُ الحَادِي وَالعِشْرُونَ
(1) الرحلة إلى صور (ع1-6)
(2) الإقامة في قيصرية (ع7-16)
(3) في أورشليم والهيكل (ع17-32)
(4) بولس في عهدة الحكومة الرومانية (ع33-40)
1 وَلَمَّا انْفَصَلْنَا عَنْهُمْ، أَقْلَعْنَا وَجِئْنَا مُتَوَجِّهِينَ بِالاِسْتِقَامَةِ إِلَى كُوسَ، وَفِى الْيَوْمِ التَّالِى إِلَى رُودُسَ، وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بَاتَرَا. 2 فَإِذْ وَجَدْنَا سَفِينَةً عَابِرَةً إِلَى فِينِيقِيَةَ، صَعِدْنَا إِلَيْهَا وَأَقْلَعْنَا. 3 ثُمَّ اطَّلَعْنَا عَلَى قُبْرُسَ وَتَرَكْنَاهَا يَسْرَةً، وَسَافَرْنَا إِلَى سُورِيَّةَ وَأَقْبَلْنَا إِلَى صُورَ، لأَنَّ هُنَاكَ كَانَتِ السَّفِينَةُ تَضَعُ وَسْقَـهَا. 4 وَإِذْ وَجَدْنَا التَّلاَمِيذَ، مَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكَانُوا يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِالرُّوحِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5 وَلَكِنْ، لَمَّا اسْتَكْمَلْنَا الأَيَّامَ، خَرَجْنَا ذَاهِبِينَ وَهُمْ جَمِيعًا يُشَيِّعُونَنَا مَعَ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ. فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى الشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. 6 وَلَمَّا وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضًا، صَعِدْنَا إِلَى السَّفِينَةِ. وَأَمَّا هُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى خَاصَّتِهِمْ.
ع1:
بدأت رحلة عودة بولس ورفقائه إلى أورشليم. فبعدما تركوا ميليتس وودعوا كهنة أفسس والمؤمنين بها، اتجهوا إلى جزيرة كوس ومنها إلى جزيرة رودس بالبحر الأبيض، ووصلوا إلى ميناء باترا بجنوب تركيا.
ع2:ركبوا بعد ذلك سفينة متجهة إلى فينيقية (لبنان حاليا).
ع3:وهم يعبرون في البحر، رأوا قبرص على يسارهم من بعيد. وسافروا إلى صور، أهم موانى فينيقية لتفرغ السفينة حمولتها قبل أن تواصل رحلتها.
ع4:بالروح:
أعلن الروح القدس لبعض الأنبياء من مؤمنى صور، أن بولس سيقابل اضطهادات وأخطار في أورشليم.أثناء وجودهم في صور زاروا المسيحيين بها لمدة سبعة أيام، وهي مدة تفريغ السفينة لحمولتها. وكان المؤمنون ينهون بولس عن الذهاب إلى أورشليم، لأن الروح القدس أنبأهم بأنه سيقابل متاعب فيها. وهذا ليس إعلانا إلهيا يمنعه من السفر إليها، بل كشف فقط عن الاضطهادات التي سيقابلها.
ع5:في نهاية الأيام السبعة، وعندما تجهزت السفينة للإبحار، شيعه الجميع وركعوا وصلوا معا على الشاطئ. وكانت قلوب الكل متعلقة به، إذ حضر الرجال والنساء والأولاد لتوديعه بعد أن قضوا معه سبعة أيام.
ع6:بعد توديع بولس، عاد أهل صور إلى بيوتهم، وأكمل هو ورفقاؤه رحلتهم.
† إذا ظهرت مشاكل في طريق حياتك الروحية أو خدمتك، فلا تضطرب أو تتراجع عن السير مع الله، ما دام الروح القدس الذي فيك يرشدك بالاستمرار بتأكيد من أب اعترافك ومرشديك، فالمسيح سيسندك وتختبره بعمق أكثر مما تشعر به في الأوقات العادية.
7 وَلَمَّا أَكْمَلْنَا السَّفَرَ فِي الْبَحْرِ مِنْ صُورَ، أَقْبَلْنَا إِلَى بُتُولِمَايِسَ، فَسَلَّمْنَا عَلَى الإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا. 8 ثُمَّ خَرَجْنَا فِي الْغَدِ، نَحْنُ رُفَقَاءَ بُولُسَ، وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، فَدَخَلْنَا بَيْـتَ فِيلُبُّسَ الْمُبَشِّرِ، إِذْ كَانَ وَاحِدًا مِنَ السَّبْعَةِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ. 9 وَكَانَ لِهَذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. 10 وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّامًا كَثِيرَةً، انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِىٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. 11 فَجَاءَ إِلَيْنَا، وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَىْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ، وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هَذِهِ الْمِنْطَقَةُ، هَكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِى الأُمَمِ.» 12 فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا، طَلَبْنَا إِلَيْهِ، نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ، أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 13 فَأَجَابَ بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِى! لأَنِّى مُسْتَعِدٌّ، لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضًا فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.» 14 وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ.» 15 وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، تَأَهَّبْنَا وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 16 وَجَاءَ أَيْضًا مَعَنَا مِنْ قَيْصَرِيَّةَ أُنَاسٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ ذَاهِبِينَ بِنَا إِلَى مَنَاسُونَ، وَهُوَ رَجُلٌ قُبْرُسِىٌّ تِلْمِيذٌ قَدِيمٌ، لِنَنْزِلَ عِنْدَهُ.
ع7:
ثم جاءوا بالبحر من صور إلى بتولمايس، أي عكا، وسلموا على المسيحيين الذين بها وبقوا عندهم يوما.
ع8:قيصرية:
ميناء على البحر الأبيض وتبعد عن أورشليم سبعين ميلا.سافر رفقاء بولس معه برا إلى قيصرية فلسطين، وأقاموا في بيت فيلبس الشماس، الذي عمد الوزير الحبشي وأحد السبع شمامسة (أع 6: 5-6).
ع9:كان لفيلبس أربعة بنات غير متزوجات وكانت لهن موهبة التنبؤ.
ع10:مكث بولس عند فيلبس مدة طويلة لكي لا يذهب إلى أورشليم إلا في عيد الخمسين، حتى جاء نبي مسيحي من اليهودية اسمه أغابوس (ص10: 27-30).
ع11:منطقة:
حزام.أخذ أغابوس منطقة بولس وربط يدى نفسه ورجليه، وقال بإعلان من الروح القدس أن هذا الرجل الذي له هذه المنطقة، أي بولس، سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم، أي السلطة الرومانية.
ع12:عندما سمع أصحاب بولس هذا، طلبوا منه مع أهل عكا ألا يذهب لأورشليم.
ع13:أعلن بولس لمن حوله أن إشفاقهم عليه يؤلمه، إذ هذا عكس مشاعره التي هي الاستعداد لاحتمال الآلام، بل والموت أيضًا من أجل المسيح.
ع14:كف أصحاب بولس عن الطلب مستسلمين لتدبير الله.
ع15-16:بعد استكمال إقامتهم في قيصرية، تجهزوا وسافروا برا إلى أورشليم وجاء إليها معهم بعض المؤمنين من قيصرية، وأقاموا في أورشليم بمنزل رجل مسيحي من أصل قبرصى اسمه مناسون.
† كن مميزا لكلمات من يشفقون عليك، فإن كانت تعطل حياتك الروحية، لا تستمع إليها واشكرهم على محبتهم.
17 وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18 وَفِى الْغَدِ، دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ، وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19 فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ، شَيْئًا فَشَيْئًا، بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20 فَلَمَّا سَمِعُوا، كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ، كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا، وَهُمْ جَمِيعًا غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21 وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى، قَائِلًا أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ، وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22 فَإِذًا مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ، لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23 فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24 خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ، وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ، فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَىْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ، بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضًا حَافِظًا لِلنَّامُوسِ. 25 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الأُمَمِ، فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ، وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئًا مِثْلَ ذَلِكَ، سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزنَا.» 26 حِينَئِذٍ، أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ، وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِرًا بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ، إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ.
27 وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ، رَآهُ الْيَهُودُ الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ، فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ، وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ الأَيَادِىَ 28 صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، ضِدًّا لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ، حَتَّى أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ الْمُقَدَّسَ.» 29 لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِىَّ، فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى الْهَيْكَلِ. 30 فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ وَأَمْسَكُوا بُولُسَ، وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ، أُغْلِقَتِ الأَبْوَابُ. 31 وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ، 32 فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَرًا وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَأَوُا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ، كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.
ع17:دخل بولس أورشليم لخامس مرة، وفرح المؤمنون فيها بلقائه.
ع18:اجتمع بولس بيعقوب أخي الرب، أي ابن خالة السيد المسيح، وأسقف أورشليم، وحضر جميع قسوس أورشليم الإجتماع. وهكذا انتهت الرحلة التبشيرية الثالثة.
ع19:أوضح بولس للحاضرين تفاصيل عمل الرب معه في خدمة الأمم، وكيف تأسست كنائس كثيرة في أوربا، وما جمعه من صدقات للمحتاجين في كنيسة أورشليم.
ع20:ربوة:
عشرة آلاف والمقصود عدد كبير.فرح الحاضرون ومجدوا الله، وأعلموا بولس أنه هناك الكثيرين من المسيحيين الذين من أصل يهودي متمسكين بالشريعة اليهودية حتى بعد تنصرهم.
ع21:شوَّه الإخوة الكذبة سمعة بولس. وهؤلاء هم المتنصرون من أصل يهودي الذين نادوا بضرورة التهود قبل الإيمان بالمسيح. فقد كان اليهود الذين لم يؤمنوا يكرهون بولس، واليهود الذين آمنوا يشكون فيه، فأذاعوا أن بولس يعلم بضرورة عدم تنفيذ أي شريعة ناموسية ويمنع الختان. بذلك هيجوا الكل عليه.
ع22:كان متوقعا حضور اليهود المتنصرين وغير المتنصرين لأورشليم في أيام عيد الخمسين، وطبعا سيلتقون ببولس الذي سمعوا عنه أنه ضد شريعتهم، لذا فكرت الكنيسة في وسيلة لتهدئة مشاعرهم ضده.
اشترك في اتمام الشريعة اليهودية.
يحلقوا رؤوسهم: كانت شريعة النذير ألا يحلق رأسه إلا في نهاية مدة النذر.
لتكذيب الإتهامات الموجهة لبولس، نصحه أعضاء الكنيسة أن يصحب معه أربعة رجال متنصرين عليهم نذور كانوا عندهم، وينفق عليهم من ماله كما يفعل المقتدرون من اليهود مع الفقراء، ليحلقوا رؤوسهم ويقدموا الذبائح الواجبة عند نهاية النذر، فيرى الجميع حفظه للناموس ويعرفون كذب الإشاعات ضده.
ع25:طمأنوا بولس أنهم أخبروا المسيحيين من أصل أممى، ألا يحفظوا شيئًا من الشريعة اليهودية سوى عدم أكل ما ذبح للأصنام والدم والمخنوق وكذا عدم الزنا. فما طلبوه من بولس كان مجرد تهدئة لليهود الثائرين ضده في أورشليم، وليس مطلوبا من عموم المسيحيين في العالم.
ع26:أطاع بولس وأخذ الرجال وتطهر معهم حسب الشريعة، وأخطر الكهنة بأنه بقى أسبوع على تمام مدة النذر ليجهزوا الذبائح المطلوبة.
ع27-28:لما قاربت الأيام السبعة الباقية من فترة النذر أن تنتهي، وهي أهم فترات النذر التي تقدم فيها عبادة وتطهيرات اليهود الآتين من نواحى أفسس بغرب تركيا، هيجوا الجموع عليه وامسكوه صارخين وطالبين معونة اليهود المتعصبين، ومدعين أن بولس قد أدخل أناسا وثنيين إلى الهيكل ليدنسه ولم يلتزم بإبقائهم في دار الأمم. وهذه تهمة تستوجب القتل وذلك لأنه دنس الهيكل.
ع29:لم يكن اتهام اليهود لبولس صحيحا، بل كان استنتاجا منهم لأنهم رأوا معه في المدينة تروفيمس الأفسسى، فكانوا يظنون أن بولس قد أدخله إلى الهيكل.
ع30:هاجت أورشليم كلها، وأسرع اليهود نحو الهيكل وقبضوا على بولس وجروه خارج الهيكل، ثم أغلقوا أبوابه حِرْصًا على عدم تدنيسه.
ع31-32:ضرب اليهود بولس بشدة بقصد قتله. وكان بجوار الهيكل قلعة بها أمير يقود كتيبة عددها 1000 جندي اسمه كالوديوس لسياس، فلما وصله الخبر من عسكر الرومان الموجود بجوار الهيكل، أخذ في الحال قواد مئات بجنودهم، أي ما لا يقل عن 300 جندي، وأسرع مقتحما الجموع لفض الشغب، وأمرهم بعدم ضرب بولس.
† كم هو ضرورى أن يكون الإنسان حذرا في استنتاجاته لئلا يظلم الآخرين بظنه أن ما تصوره صحيح. وكم يلغى الغضب عقول البشر ويجعل تصرفاتهم غير عاقله وجنونية. فلا تندفع في كلامك وتصرفاتك، واعتمد على الصلاة حتى لا تسئ للآخرين دون ذنب منهم، ولا توافق من حولك دون تفكير فقد يكونوا مخطئين.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
33 حِينَئِذٍ اقْتَرَبَ الأَمِيرُ وَأَمْسَكَهُ، وَأَمَرَ أَنْ يُقَيَّدَ بِسِلْسِلَتَيْنِ، وَطَفِقَ يَسْتَخْبِرُ: تُرَى مَنْ يَكُونُ، وَمَاذَا فَعَلَ؟ 34 وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَىْءٍ، وَالْبَعْضُ بِشَىْءٍ آخَرَ فِي الْجَمْعِ. وَلَمَّا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْلَمَ الْيَقِينَ لِسَبَبِ الشَّغَبِ، أَمَرَ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ. 35 وَلَمَّا صَارَ عَلَى الدَّرَجِ، اتَّفَقَ أَنَّ الْعَسْكَرَ حَمَلَهُ بِسَبَبِ عُنْفِ الْجَمْعِ، 36 لأَنَّ جُمْهُورَ الشَّعْبِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ صَارِخِينَ: «خُذْهُ!»
37 وَإِذْ قَارَبَ بُولُسُ أَنْ يَدْخُلَ الْمُعَسْكَرَ، قَالَ لِلأَمِيرِ: «أَيَجُوزُ لِى أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئًا؟» فَقَالَ: «أَتَعْرِفُ الْيُونَانِيَّةَ؟ 38 أَفَلَسْتَ أَنْتَ الْمِصْرِىَّ الَّذِي صَنَعَ قَبْلَ هَذِهِ الأَيَّامِ فِتْنَةً، وَأَخْرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعَةَ الآلاَفِ الرَّجُلِ مِنَ الْقَتَلَةِ؟» 39 فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِىٌّ طَرْسُوسِىٌّ مِنْ أَهْلِ مَدِينَةٍ غَيْرِ دَنِيَّةٍ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ. وَأَلْتَمِسُ مِنْكَ أَنْ تَأْذَنَ لِى أَنْ أُكَلِّمَ الشَّعْبَ.» 40 فَلَمَّا أَذِنَ لَهُ، وَقَفَ بُولُسُ عَلَى الدَّرَجِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّعْبِ، فَصَارَ سُكُوتٌ عَظِيمٌ. فَنَادَى بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ قَائلًا:
ع33:اقترب الأمير من بولس وقبض عليه وقيده بسلسلتين إلى جنديين لحراسته، وسأل من هو وماذا فعل؟
ع34:لم يقدر الأمير أن يفهم شيئًا بسبب شدة الهياج، فأمر بأخذ بولس إلى القلعة.
عندما وصلوا إلى السلم الموصل بين ساحة الهيكل والقلعة، حمل الجنود بولس لإنقاذه من عنف الجموع الذين كانوا يتبعونه صارخين طالبين قتله.
ع37:لما اقتربوا من دخول القلعة خاطب بولس الأمير باليونانية، مستأذنا أن يتحدث معه. فدهش الأمير من معرفته باليونانية، وشعر أنه على درجة عالية من الثقافة، فقد كان يظنه يهودي لا يعرف سوى الآرامية أو العبرية التي هي لغة اليهود.
ع38:كان رجل مصرى قد قاد مجموعة من اللصوص والقتلة إلى أورشليم، وادعى أنه نبي وبلغ عدد أتباعه ثلاثين ألفا، وأقنعهم أنه إذا وقف معهم على جبل الزيتون تجاه أورشليم وأمر أسوار أورشليم بالسقوط، فإنها ستسقط ويقودهم لنهب المدينة. وقد حاربهم فيلكس الوالي وقتل منهم أربعمائة فرد وأسر مئتين، ثم هرب المصرى وتشتت جيشه سنه 54 م. وقد ظن الأمير أن بولس هو هذا الرجل الذي كان مطلوبا القبض عليه.
ع39:قال له بولس أنه من مواطنى مدينة طرسوس المعروفة، وأنه يهودي وليس مصريا بل من منطقة كيليكية، وهي جزء من تركيا الحالية، وطلب منه أن يأذن له بمخاطبة الجموع.
ع40:أذن الأمير لبولس، فوقف على السلم وأشار بإحدى يديه، فهدأ الشعب تماما، وبدأ يخاطبهم باللغة العبرية ليكسب ودهم.
† يرسل الله لأولاده من ينقذهم في الوقت المناسب من يد ظالميهم، ويحفظ حياتهم لإتمام رسالتهم كما عمل مع بولس. فاطمئن وواصل حياتك في أعمال إيجابية ولا تقلق من تهديدات الأشرار.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 22 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 20 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-21.html
تقصير الرابط:
tak.la/774jr4h