← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37
الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ
(1) حبس الرسولين (ع1-4)
(2) محاكمة بطرس ويوحنا (ع5-22)
(3) صلاة الرسل (ع23-31)
(4) حياة الكنيسة الأولى (ع32-37)
1 وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ، أَقْبَلَ عَلَيْهِـمَا الْكَهَـنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكـَلِ وَالصَّدُّوقِيُّـونَ، 2 مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ، وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 3 فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِىَ، وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ. 4 وَكَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا الْكَلِمَةَ آمَنُوا، وَصَارَ عَدَدُ الرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ.
وصل خبر الكرازة داخل رواق سليمان إلى الكهنة، فجاءوا فورًا ومعهم قائد جند الهيكل هو وجنوده، وهم من اللاويين اليهود وليس الرومان.
وجاء كذلك الصدوقيون الذين لا يؤمنون بالقيامة ولأنهم
اعتبروا ما يقوله الرسل عن قيامة المسيح هجوم على معتقداتهم، فكانوا أشد المقاومين لكرازة الرسل. وكانوا جميعًا مستائين من انتشار خبر قيامة المسيح التي حاولوا إخفاءها برشوة الجند الرومان عند القبر.
ع3: قبضوا على الرسولين، وإذ كانوا يريدون جمع سبعين شيخًا أعضاء المجمع اليهودي الأعلى "السنهدريم"، وكان بعض هؤلاء يسكنون خارج أورشليم، فقد حبسوا الرسل إلى الغد حتى يكتمل جمع الأعضاء.
ع4: لم توقف مقاومة الكهنة والصدوقيين تأثير بشارة الرسولين في الناس، فقد ازداد عدد المؤمنين وصار خمسة آلاف رجل، وكان ذلك النمو السريع للكنيسة ثمرة واضحة من ثمار الروح القدس.
† لا تنزعج من مقاومة الأشرار، بل تمسك بمبادئك ووصايا المسيح فإن استهزائهم ومعارضاتهم مهما بدت قوية هي اختبار لإيمانك وثباتك، وثق في بركة الله في حياتك الشخصية بل وتأثير كلامك وسلوكك على الآخرين ولو بعد حين.
5 وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمُ اجْتَمَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 6 مَعَ حَنَّانَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَقَيَافَا، وَيُوحَنَّا وَالإِسْكَنْدَرِ، وَجَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ عَشِيرَةِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. 7 وَلَمَّا أَقَامُوهُمَا فِي الْوَسَطِ، جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمَا: «بِأَيَّةِ قُوَّةٍ، وَبِأَىِ اسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هَذَا؟» 8 حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَقَالَ لَهُمْ: «يَا رُؤَسَاءَ الشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ، 9 إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ الْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ: بِمَاذَا شُفِى هَذَا؟ 10 فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ، وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِىِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هَذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا. 11 هَذَا هُوَ الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ، 12 وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ، لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ قَدْ أُعْطِى بَيْنَ النَّاسِ بِهِ يَنْبَغِى أَنْ نَخْلُصَ.»
13 فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا، فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ. 14 وَلَكِنْ، إِذْ نَظَرُوا الإِنْسَانَ الَّذِي شُفِى وَاقِفًا مَعَهُمَا، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَىْءٌ يُنَاقِضُونَ بِهِ. 15 فَأَمَرُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا إِلَى خَارِجِ الْمَجْمَعِ، وَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ 16 قَائِلِينَ: «مَاذَا نَفْعَلُ بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ؟ لأَنَّهُ ظَاهِرٌ لِجَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنَّ آيَةً مَعْلُومَةً قَدْ جَرَتْ بِأَيْدِيهِمَا، وَلاَ نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ. 17 وَلَكِنْ، لِئَلاَّ تَشِيعَ أَكْثَرَ فِي الشَّعْبِ، لِنُهَدِّدْهُمَا تَهْدِيدًا، أَنْ لاَ يُكَلِّمَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فِيمَا بَعْدُ بِهَذَا الاِسْمِ.» 18 فَدَعَوْهُمَا وَأَوْصَوْهُمَا أَنْ لاَ يَنْطِقَا الْبَتَّةَ، وَلاَ يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ.
19 فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا وَقَالا: «إِنْ كَانَ حَقًّا أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ؟ فَاحْكُمُوا. 20 لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا.» 21 وَبَعْدَ مَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضًا أَطْلَقُوهُمَا، إِذْ لَمْ يَجِدُوا الْبَتَّةَ كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ الشَّعْبِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى مَا جَرَى. 22 لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي صَارَتْ فِيهِ آيَةُ الشِّفَاءِ هَذِهِ، كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
ع5: في اليوم التالي اجتمعت المجموعات الثلاثة التي تشكل المجمع وهم: الرؤساء أي الكهنة، الشيوخ أي رؤساء العشائر، والكتبة أي العلماء والمعلمين. وقد اجتمعوا في أورشليم لمحاكمة الرسولين.
ع6: وكان معهم حنان: رئيس الكهنة السابق الذي أقاله الرومان.
قيافا: رئيس الكهنة المعاصر.
يوحنا والإسكندر: من أقارب رئيس الكهنة والمعتبرين في أورشليم.
عشيرة رئيس الكهنة: خرج منها خمسة من رؤساء الكهنة، فكانت عشيرة متميزة ومنها بالتالي عدد كبير من أعضاء مجمع السنهدريم.
اجتمع كل هؤلاء ليوقفوا الكرازة بالمسيح القائم، لأن هذا سيظهر شرهم في الحكم على المسيح بالموت.
ع7: جعلوا الرسولين في الوسط وتكرر السؤال عن مصدر القوة التي عملت المعجزة وعن الاسم الذي تمم المعجزة، وهذا ليس لجهلهم بالرد، لكن ليجدوا من الرد فرصة يمسكونها على الرسل لعقابهم، باعتبار استخدام اسم المسيح هو نوع من التجديف أو السحر. وكان المقصود بإقامتهم في الوسط وسؤالهم هو تخويفهما ليتوقفا عن كرازتهما.
ع8: هنا يتحقق وعد الرب في (مت10: 19-20)، أنه عند محاكمة المسيحي من أجل الإيمان فإن الروح القدس ينطق على لسانه.
امتلأ بطرس من الروح القدس ودخل في الموضوع مباشرة بكل شجاعة، ليعوض إنكاره للرب أثناء المحاكمة عند رئيس الكهنة، وكلمهم بالاحترام اللائق بهم.
إحسان: المحاكمات تتم بسبب إساءة، أما الآن فتتم بسبب الإحسان والمساعدة للغير، وهذا ليظهر شر مجلس السنهدريم.
هذا لان المقعد الذي شفى كان حاضرًا المحاكمة.
يجب أن يعلموا ويعلم معهم كل اليهود، أن اسم الرب يسوع وهو المسيح المسيا المنتظر، الذي من الناصرة كما كتبوا على صليبه، وقد قام بقوة الآب من الأموات ضد خطتهم، هذا الاسم هو الذي شفى المريض. فأظهر بطرس، الذي كان متقدمًا في الكلام معبرًا عن رأيه ورأى يوحنا، ثلاثة أمور أساسية تدعو السامعين للإيمان وهي:
يسوع الناصرى هو المسيح.
خطيتهم في حكمهم بصليبه.
باسم المسيح شفى المقعد وقام وهو قائم أمامهم الآن.
ع11:
حجر الزاوية: هو الحجر الأعلى في أي قوس أو قبة يحمل سقفًا والذي يقع عليه كل الضغط من حجارة القوس عن يمينه أو يساره حتى لا ينهدم القوس. أو هو الحجر الذي يربط الحائطين المتعامدين.والمقصود أن المسيح هو أساس الخلاص للبشرية وليس سواه.
البناؤون: أعضاء مجمع السبعين المسئولون عن البناء الروحي لليهود، وكان ينبغي أن يكونوا أول من يؤمن بالمسيح ليقودوا الشعب في طريق الإيمان.
أكمل لهم بطرس كرازته. ونلاحظ أنه لا يدافع عن نفسه أو عن يوحنا بل يكرز بالرب، موضحًا خطأهم الذي ذكره المزمور (مز 118: 22) من جهة رفضهم للإيمان بالمسيح يسوع واحتقارهم له، بينما أقامه الله حجر زاوية في قضية إتمام الخلاص.
ع12: المسيح وحده هو المخلص وهو الوحيد الممسوح من الله لإتمام الخلاص، فهو الوحيد صاحب الشفاعة الكفارية الغافرة لخطايا شعبه والمكفرة عن شرورهم.
ع13: دهشوا جدًا من قوة الكرازة، ويلاحظ ذكر مجاهرة يوحنا فيُفهم ضمنيًا أنه أيد كلام بطرس بكلمات وإيماءات تعلن إيمانه، رغم أن الرسولين لم يتتلمذا على يد معلمي اليهود أو مدارسهم الدينية بل هما من عامة الشعب. ومن هذا تذكر رؤساء الكهنة أن الرسولين كانا مع المسيح، وقد شاهدوهما معه قبلًا، فهو إذًا مصدر علمهما وفصاحتهما.
ع14: وجود المريض الذي شفى لم يجعل لهم فرصة يعارضون بها الرسولين، بل صار القضاة متهمين في مقاومتهم للمسيح.
ع15-16: أخرجوهما من المجمع للتشاور وإصدار الحكم، وبدلًا من أن يسألوا أنفسهم ماذا يفعلون من جهة خلاصهم وموقفهم من هذه الكرازة، ركزوا شرهم في كيف وماذا يفعلون بالرسل بعد أن بلغ أثر هذه الآية الواضحة في أذهان سكان أورشليم.
† هكذا يتقسى الإنسان بالخطية عندما يتعود عليها. فما عملوه بالمسيح من ظلم يريدون تطبيقه مع الرسل، لأن كرامتهم الشخصية كانت هي مطلبهم وليس الحق. فإن ظهر خطأك فلا تستمر في المقاومة أو تبرير نفسك، بل ارجع إلى الله بالصلاة ليكشف لك الحقيقة حتى تتوب وتصلح أخطاءك، مقتديًا بشاول الطرسوسي الذي أطاع فصار العظيم بولس الرسول.
ع17: قرروا أن يهددوهما كى يخافا من استئناف الكرازة بين الناس، ولا يذكروا اسم يسوع الذي لم يطيقوا حتى أن ينطقوه بأفواهم. فلعجزهم عن إمساك التهم عليهم استخدموا التهديد لتخويفهما.
ع18: أعادوهما للجلسة وأوصوهما بعدم تكرار مثل هذه الكرازة مستقبلًا.
ع19-20: لكن الرسولين ردا بأن الله يجب أن يطاع أكثر من الناس، وهو الذي يأمرهم بالكرازة للعالم أجمع بالإنجيل، وبالتالي فهما لا يقدران أن يكتما هذه الكرازة بما رأوه أو سمعوه في أيام مصاحبة المسيح لهم. ويظهر هنا:
الأغراض الشريرة للمجلس ضد أوامر الله.
طاعة الرسولين لله وقوتهما في التمسك بالحق مهما كانت المقاومات.
ع21-22: هكذا أُفرج عنهما بدون عقاب خوفًا من الشعب الذي كان يمجد الله على المعجزة، خاصة أن هذا الرجل ظل مريضًا لمدة تزيد عن أربعين سنة. فطول مدة المرض وعجز الطب البشرى عن علاجه يظهر قوة المعجزة.
وهكذا لم يكن أمام المجلس إلا التهديد لأنه عاجز أمام قوة الله.
† أمامنا حقائق الله الواضحة، لكن كبرياءنا يحول دون اعترافنا بخطايانا وقبولنا لعمل الله الخلاصي فينا. الواجب علينا عدم إضاعة الفرصة مثل هؤلاء الرؤساء الذين عاشوا في وهم القضاء على الكرازة لا الاستجابة لها.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
23 وَلَمَّا أُطْلِقَا، أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ. 24 فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، 25 الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: "لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ، وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِـلِ؟ 26 قَامَتْ مُلُوكُ الأَرْضِ وَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ." 27 لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِى مَعَ أُمَمٍ وَشُعُـوبِ إِسْرَائِيلَ، 28 لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ. 29 وَالآنَ يَا رَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، 30 بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ.» 31 وَلَمَّا صَلَّوْا، تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.
ع23: عاد الرسولان بعد الإفراج عنهما إلى الرسل وباقي المؤمنين، وحكيا لهم ما حدث لتثبيت إيمانهم وشكر الله والفرح بعمله في كنيسته.
ع24: نظرًا لاحتياجهم الشديد لمعونة الله، صلوا بحرارة منادين الله خالق كل الأشياء والقادر على حماية أولاده، كما نخاطبه في القداس بهذه الصلاة "أنه خالق كل الموجودات".
وهكذا نرى أن الصلاة هي أعظم حل لضعف الإنسان ومشاكله.
فما دام الله خالق الكون وضابطه، تطمئن قلوبنا مهما كانت تهديدات الأشرار. وهذه الصلاة أيضًا هي صلاة شكر لله على عظيم نعمته وإنقاذه لرسله.
ع25-26: صلى المجتمعون إلى الله القائل على لسان داود النبي بالمزمور (مز 2: 1، 2) عن قيام كثيرين ضد المسيح بأفكارهم وأعمالهم المقاومة، سواء كانوا من الرؤساء أو الملوك، معاندين للرب (الآب) وللمسيح (الابن). فهذا ما حدث من رؤساء اليهود في مقاومة المسيح والرسل، وهذا يظهر قوة الله وضعف رؤساء العالم واضطرابهم للشر الذي في قلوبهم، وفشل كل مؤامراتهم لأن الله أقوى منهم، فإن كانوا يصلبون المسيح يقوم في اليوم الثالث ظافرًا، وإن كانوا يقبضون على الرسل، لا يجدون فيهم تهمة بل تنتشر المعجزة وتجذب الكثيرين للإيمان.
اجتمع على فتاك: قد تحقق هذا أمام الرسولين بما رأوه من تحرك الكهنة ومجلس اليهود ضد المسيح ومعهم هيرودس وبيلاطس وكثيرون من الأمم واليهود. ولكن الله ضابط الكل إنما سمح بما حدث لأنه إتمام خطته لخلاص البشرية.
ع29: لم يطلبوا من الرب أن يحميهم، بل أن يقويهم لنجاح الكرازة بكل وضوح ومجاهرة. وهذا يظهر تعلقهم الشديد وإيمانهم بالمسيح المخلص ورغبتهم في نشر الإيمان، فلا يفكرون في أنفسهم بل يسألون قوة ليمجدوا الله بها.
ع30: طلبوا أيضًا أن يؤيدهم بمعجزات أخرى للشفاء وعلامات تؤكد صحة كرازتهم، وأمور عجيبة تشهد لعظمة اسم المسيح القدوس ابن الله العظيم.
ع31: عندئذ ظهرت علامة منظورة على قبول صلاتهم لدى الله، وهي اهتزاز المكان وامتلاء الحاضرين من الروح، أي أعطاهم الروح القدس قوة للاستمرار والعمل ونالوا حماسًا وقوة لإعلان اسم المسيح والتبشير به.
الحلول الأول لبدء سكنى الروح في الإنسان لا يتكرر، أما الامتلاء لتجديد نشاطه وعمله يمكن أن يتكرر مرات كثيرة بقدر نقاوة نفس الإنسان وطلبه الامتلاء من الله.
†
التجئ لله بالصلاة في كل احتياجاتك واثقًا من مساندته.أشكره على عطاياه وأطلب المزيد لأجل اسمه، فتنال بفيض كثير لأنه غنى ويحب أولاده وسيساعدك لإظهار اسمه في حياتك وكلامك.
32 وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَىْءٍ مُشْتَرَكًا. 33 وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ، كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ، 34 إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُولٍ أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ 35 وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ. 36 وَيُوسُفُ، الَّذِي دُعِى مِنَ الرُّسُلِ بَرْنَابَا، الَّذِي يُتَرْجَمُ ابْنَ الْوَعْظِ، وَهُوَ لاَوِىٌ قُبْرُسِىُّ الْجِنْسِ، 37 إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ.
ع32: هنا يسمى المؤمنين جمهورًا، إذ زادوا عن الخمسة آلاف المذكورين قبلًا، ولكن للكل وحدانية الروح القدس الواحد القائد والمرشد لكل فرد وللمجموعة كلها. وكانوا لا يزالوا يعيشون بمبدأ الملكية المشتركة بلا أنانية، فكل واحد يشعر أن ماله ملك للكنيسة ولكل من فيها.
ع33-34: كان الروح يعمل في الرسل بقوة للكرازة بقيامة المسيح التي هي أساس الإيمان بالمسيح المخلص. أما النعمة العظيمة التي حلت على الجميع فقد أعطت كرازتهم قوة ونفاذًا غير عاديين في قلوب السامعين الذين كانوا يرونهم في محبة شديدة، فليس بينهم فقير واحد بل تكامل كامل بين الأغنياء والفقراء، إذ أسرع أصحاب الحقول والممتلكات إلى بيعها لسد احتياجات المحتاجين.
ع35: كان وضع المال عند أقدام الرسل كناية عن عدم اهتمام المؤمنين به، إذ انشغلت قلوبهم بالحياة الروحية أما الاحتياجات المادية فكانت أقل أهمية، وكل الأموال حُسبت لا شيء أمام الإيمان والحياة مع الله. فكان المال يستخدم لسد احتياجات الكل حسب حالته.
ع36-37: شمل هذا الأمر أيضًا أحد الخدام المشهورين وهو يوسف خال مارمرقس الرسول، الذي دعاه الرسل برنابا أي ابن الوعظ لما تميز به من الفصاحة وكلامه المؤثر في السامعين. وهو أصلًا من سبط لاوي المتغربين في قبرص والذي كان يملك حقلًا فباعه وأعطى ثمنه للآباء الرسل.
† ليتك تشعر بالمحتاجين حولك وتعلم جيدًا أن كل ما عندك من أموال ومقتنيات هي ملك لله، أقامك وكيلًا عليها لسد احتياجاتك واحتياجات من حولك. فأنت عضو في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، فلا تغلق أحشاءك عن أي إنسان محتاج.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 5 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-04.html
تقصير الرابط:
tak.la/n6j2ssz