|
|
|
| |
|
|
|
|
| |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42 - 43
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
(1) الرؤيا (ع1-9)
(2) الإيمان والمعمودية وبداية الخدمة (ع10-22)
(3) الهرب من دمشق (ع23-30)
(4) شفاء إينياس (ع31-35)
(5) إقامة طابيثا (ع36-43)
1 أَمَّا شَاوُلُ، فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلًا عَلَى تَلاَمِـيذِ الرَّبِّ، فَتَقَـدَّمَ إِلَى رَئِيس الْكَهَنَةِ 2 وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالًا أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3 وَفِى ذَهَابِهِ، حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ، فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، 4 فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ، وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: «شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِى؟» 5 فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ.» 6 فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: «يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟»فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُم وَادْخُلِ الْمَدِينَةَ، فَيُقَالَ لَكَ مَاذَا يَنْبَغِى أَنْ تَفْعَلَ.» 7 وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ، فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا. 8 فَنَهَضَ شَاوُلُ عَنِ الأَرْضِ، وَكَانَ، وَهُوَ مَفْتُوحُ الْعَيْنَيْنِ، لاَ يُبْصِرُ أَحَدًا، فَاقْتَادُوهُ بِيَدِهِ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى دِمَشْقَ. 9 وَكَانَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ.
 |
ع1:
ينفث تهددًا: يهدد ويتوعد وفمه يخرج كلمات شريرة مملوءة حقدًا وانتقامًا.كان شاول بعد قتل استفانوس لا يزال متحمسًا جدًا للقضاء على المسيحية، فكان يهدد ويقتل الكثيرين محاولًا أن يحصل على أحكام بالقتل، من رئيس الكهنة، على المسيحيين الذين كانوا يدعون تلاميذا.
ع2:
دمشق: مدينة قديمة تقع شمال أورشليم على بعد مسافة حوالي 280 كم أي مسيرة سبعة أيام منها.الجماعات: جماعات اليهود الموجودة بعدد ليس بقليل في دمشق.
الطريق: التابعين لطريق المسيح، هكذا كانوا يُسمون المسيحيين في العصر الرسولي، فقد كان يتوقع وجود بعضهم في دمشق من الذين تشتتوا من جراء الاضطهاد اليهودي في أورشليم.
نساء: تظهر قسوته في أن يقيد ويسوق ليس فقط الرجال بل النساء أيضًا.
طلب شاول من رئيس الكهنة أن يعطيه رسائل إلى حاكم دمشق وشيوخ جماعات اليهود الذين كانت لهم جالية كبيرة في دمشق، ليقبض على المسيحيين رجالًا أو نساءً بكل قوة وينقلهم مقيدين ليحاكموا ويعذبوا في أورشليم.
ع3: بينما كان بولس في الطريق قرب دمشق في وقت الظهر (ص26: 13)، أبرق حوله فجأة نور سماوي أشد من ضوء شمس الظهيرة.
ع4: من شدة رعبه، سقط على الأرض ورأى شخص الرب يسوع المسيح الذي تكلم معه موبخا له ومحذرًا إياه من اضطهاده للمسيحيين، والذي اعتبره المسيح اضطهادًا له شخصيا. وكان عتابه له بتواضع ولطف كأنه يسأل عن سبب ذلك الاضطهاد، فالرب وكنيسته في اتحاد مثل الرأس والجسد. وكان الكلام باللغة العبرية، ولم يفهم من معه الكلام رغم سماعهم الصوت (ص26: 14).
ع5:
مناخس: جمع منخاس، وهو إبرة حديدية يستخدمها الفلاح في وخز الحيوان ليسرع في طريقه وعمله.تساءل شاول من المتكلم، فوضح الله له أنه يسوع، وهو اسمه حسب الجسد، ليوضح له أن يسوع هو المسيح ابن الله، وأفهمه مشفقًا عليه أنه لن يضر سوى نفسه، لأن كل أحزان الكنيسة تتحول إلى بركات وأفراح والضرر يلحق بمضطهديها لا بها، كمن يرفس برجله إبر حديدية وهي المناخس فتجرح رجله ويسيل منها الدم أما المناخس فلا يصيبها ضرر.
 |
ع6: تحير شاول جدًا لأنه فوجئ بإعلان إلهي عن ألوهية يسوع، وارتعب لما أحس بعظم الخطأ الذي كان يرتكبه مدة اضطهاده للكنيسة، وفي خضوع طلب مشورة الله لينفذها، فأرشده الله لدخول دمشق فيقال له عن المطلوب منه.
وهكذا أوضح الله ضرورة الخضوع للكنيسة وكهنتها لنوال الأسرار المقدسة من يدهم وسماع التعاليم والإرشادات، فلا يستطيع الإنسان الاكتفاء بعلاقته الشخصية مع الله بعيدًا عن الكنيسة أو سماع صوت الله وإرشاد الروح بدون إرشاد الكنيسة.
ع7: صمت جميع من معه من الرعب، غير فاهمين الكلام رغم سماعهم للصوت كما أنهم لم يروا شخص الرب بل رأوا النور فقط.
ع8:
لا يبصر أحدا: لأنه رأى المسيح بنوره القوى أما من معه فرأوا شيئًا من النور ولم يروا المسيح فلم يفقدوا نظرهم. وكان هذا بسماح من الله ليتضع، فالاتضاع مدخل الحياة الروحية.قام شاول بعد أن فقد البصر مؤقتا من شدة النور، فلم يعد يرى أحدًا. وهكذا من يرى الرب تصغر لديه رؤية أي شخص سواه. واقتادوه من يده، فدخل دمشق على غير الصورة التي كان يريدها، ليس في موكب عظيم ولكن في اتضاع وخشوع.
ع9: ظل شاول لمدة ثلاثة أيام في صوم وصلوات دائمة وتأملات فيما حدث ولا يرى شيئًا طوال هذه المدة.
† هكذا يتدخل الرب بمحبته في حياتنا ليغير خط سيرنا في اللحظة المناسبة، ولذا يجب أن نكون مميزين لصوته ومطيعين له.
10 وَكَانَ فِي دِمَشْقَ تِلْمِيذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ فِي رُؤْيَا: «يَا حَنَانِيَّا.» فَقَالَ: «هَأَنَذَا يَا رَبُّ.» 11 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «قُمْ، وَاذْهَبْ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمُسْتَقِيمُ، وَاطْلُبْ فِي بَيْتِ يَهُوذَا رَجُلًا طَرْسُوسِيًّا اسْمُهُ شَاوُلُ، لأَنَّهُ هُوَذَا يُصَلِّى. 12 وَقَدْ رَأَى فِي رُؤْيَا رَجُلًا اسْمُهُ حَنَانِيَّا دَاخِلًا وَوَاضِعًا يَدَهُ عَلَيْهِ لِكَيْ يُبْصِرَ.» 13 فَأَجَابَ حَنَانِيَّا: «يَا رَبُّ، قَدْ سَمِعْتُ مِنْ كَثِيرِينَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، كَمْ مِنَ الشُّرُورِ فَعَلَ بِقِدِّيسِيكَ فِي أُورُشَلِيمَ. 14 وَهَهُنَا، لَهُ سُلْطَانٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُوثِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِكَ.» 15 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبْ، لأَنَّ هَذَا لِى إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيحْمِلَ اسْمِى أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِى إِسْرَائِيلَ. 16 لأَنِّى سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِى أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِى.» 17 فَمَضَى حَنَانِيَّا وَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَيْهِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِى الرَّبُّ يَسُوعُ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ، لِكَيْ تُبْصِرَ، وَتَمْتَلِئَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.» 18 فَلِلْوَقْتِ، وَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَىْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ، فَأَبْصَرَ فِي الْحَالِ، وَقَامَ وَاعْتَمَدَ. 19 وَتَنَاوَلَ طَعَامًا فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّامًا. 20 وَلِلْوَقْتِ، جَعَلَ يَكْـرِزُ فِي الْمَجَامِـعِ بِالْمَسِيحِ «أَنْ هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ.» 21 فَبُهِتَ جَمِيعُ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ، وَقَالُوا: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهَذَا الاِسْمِ، وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا لِهَذَا، لِيسُوقَهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ؟» 22 وَأَمَّا شَاوُلُ، فَكَانَ يَزْدَادُ قُوَّةً، وَيُحَيِّرُ الْيَهُودَ السَّاكِنِينَ فِي دِمَشْقَ، مُحَقِّقًا «أَنَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ.»
 |
رؤيا: منظر رآه وهو مستيقظ وليس في حلم.
طرسوسيا: من طرسوس وهي عاصمة كيليكية التي في آسيا الصغرى (تركيا الحالية) وهي مدينة كبيرة اشتهرت بالعلم.
يصلى: صلواته الآن باتضاع ومختلفة عن صلواته السابقة كفريسي بكبرياء.
رأى في رؤيا: كان شاول مستيقظا ورغم أنه لا يرى الأمور المادية المحيطة به، كشف له الله منظرا روحانيا وهو أن كاهنا يسمى حنانيا دخل إليه ووضع يديه على عينيه فأبصر.
ظهر الرب لأحد مسيحي دمشق واسمه حنانيا، وكان كاهنا لأنه عمد شاول بعد ذلك، وقال له الرب في الرؤيا أن يذهب إلى الشارع الرئيسى في دمشق وكان يسمى الزقاق المستقيم، وكان أطول شارع في المدينة يتجه من الشرق إلى الغرب وبعرض أربعة أمتار وتحيط به صفوف من الأعمدة ولا يزال موجودًا حتى الآن. وطلب منه أن يتجه إلى منزل رجل اسمه يهوذا حيث سيجد شاول الطرسوسي يصلى، وأعلمه الرب أن شاول قد رآه أي رأى حنانيا في رؤيا وهو يضع يديه على عينى شاول ليبصر. وهكذا أعطى الله علامات واضحة لحنانيا ولشاول حتى يطمئنهما.
ع13-14: تحير حنانيا عند سماعه كلام الله في الرؤيا عن الذهاب إلى شاول، لأنه سمع من مسيحيى أورشليم الذين هربوا إلى دمشق بشر شاول واضطهاده للمؤمنين، وبأنه قد حضر إلى دمشق بسلطان من رئيس الكهنة للقبض على المسيحيين وتعذيبهم وقتلهم، ولكنه بالرغم من ذلك كان مستعدا لطاعة الله إذ أعلن عن خضوعه في بداية الرؤيا بقوله هأنذا.
أمم: يبشر غير اليهود وكان هذا شيئًا بعيدا عن فهم اليهود إذ كانوا يظنون أنهم فقط شعب الله، ولن يؤمن غيرهم بالمسيا.
ملوك: يقصد الحكام من الملوك والولاة الذين حاكموا بولس الرسول بل بشر بعضهم بالمسيح مثل فيلكس وفستوس وأغريباس ونيرون.
بنى إسرائيل: بشر بولس في بداية دخوله أي بلد، اليهود أولًا ثم الأمم الذين فيها.
طمأن الله حنانيا أن يذهب إلى بولس حيث أنه قد اختاره كإناء يملأه، ليعلن اسمه إلى أمم وملوك كثيرين وإلى شعب بنى إسرائيل؛ الأمر الذي تحقق تمامًا في كرازة بولس مستقبلًا، كما أعلمه أنه سيتألم من أجل المسيح كثيرًا، وذلك أمر يمر به كل مسيحي.
 |
ع17: اطمأن حنانيا وذهب إلى منزل يهوذا، وبارك شاول بوضع يديه عليه للبركة لا للسيامة، ودعاه أخًا في لطف ومحبة رغم كل ما فعله سابقًا، وأخبره أن المسيح أرسله إليه بعدما ظهر له في طريق دمشق لكي يعيد له البصر والبصيرة بالإيمان والامتلاء بعد المعمودية من الروح القدس.
ع18: وقعت قشور من عينى شاول ليؤكد الله المعجزة، وهذه القشور ترمز للخطية التي كانت تحجب المسيح عنه، فأبصر فورًا وعمده حنانيا.
ع19: تناول شاول طعاما وتشدد بعد صومه ثلاثة أيام، ومكث أياما مع مسيحيى دمشق. وهكذا تحول الذئب إلى حمل.
ع20:
للوقت: بعد معموديته مباشرة.يكرز: تشمل كرازته بعد معموديته وكذلك بعد رجوعه من خلوته في الصحراء العربية.
المجامع: كان الرسل يدخلونها كيهود ثم يبشرون بالمسيح مثبتين كلامهم من نبوات الأنبياء.
بدأت الكنيسة خدمتها كإبنه للأمة اليهودية ومنبثقة منها مما ساعد على انتشار المسيحية بين اليهود. وبدأ شاول يكرز في مجامع اليهود باسم المسيح وألوهيته؛ ولكن يجب أن نعلم أنه ذهب بعد معموديته إلى الصحراء العربية المتاخمة لدمشق، حيث مكث ثلاث سنوات في خلوة ظهر له المسيح فيها، وسلمه الإيمان والأسرار المقدسة (غل1: 16-18)، لذا يسميه بعض الآباء ثالث عشر الرسل، ثم عاد لدمشق للخدمة.
ع21: قوبلت خدمة شاول بدهشة شديدة من قبل اليهود، الذين كانوا يعلمون ماضيه بأورشليم في مقاومة المسيحيين الذين انضم الآن لهم بعد أن كان آتيا لتعذيبهم.
ع22: كان اليهود يتعجبون كثيرًا من قدرته في الإقناع كدارس للناموس والأنبياء، مبرهنا أن يسوع هو المسيح.
حقا لا يعسر على الرب شيء!.. فمن كان يظن حدوث ذلك التغيير الكلى؟!
† إن الذي غير شاول، ومعناه (الهام) إلى بولس ومعناه (الصغير) ما زال يطلب أن نسمح له بتغيير حياتنا إلى أبناء حقيقيين له.
إن الله قادر على تغييرك مهما كانت خطاياك أو ضعفاتك، لأنه هو خالقك الذي يحبك وقادر على كل شيء، ولكن يبقى ألا ترفض صوت الله داخلك أو عندما تسمعه من الكنيسة وخدامها. لا تقاوم كلام الله أو تنغمس في خطاياك، بل قم واثقًا من مساندته لك فتكسب حياتك وتصير عظيما مثل بولس.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
 |
23 وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ، تَشَاوَرَ الْيَهُودُ لِيقْتُلُوهُ. 24 فَعَلِمَ شَاوُلُ بِمَكِيدَتِهِمْ. وَكَانُوا يُرَاقِبُونَ الأَبْوَابَ أَيْضًا نَهَارًا وَلَيْلًا لِيقْتُلُوهُ. 25 فَأَخَذَهُ التَّلاَمِيذُ لَيْلًا، وَأَنْزَلُوهُ مِنَ السُّورِ، مُدَلِّينَ إِيَّاهُ فِي سَلٍّ.
26 وَلَمَّا جَاءَ شَاوُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، حَاوَلَ أَنْ يَلْتَصِقَ بِالتَّلاَمِيذِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَخَافُونَهُ، غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ. 27 فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ، وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ، وَأَنَّهُ كَلَّمَهُ، وَكَيْفَ جَاهَرَ فِي دِمَشْقَ بِاسْمِ يَسُوعَ. 28 فَكَانَ مَعَهُمْ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُجَاهِرُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 29 وَكَانَ يُخَاطِبُ وَيُبَاحِثُ الْيُونَانِيِّينَ، فَحَاوَلُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ. 30 فَلَمَّا عَلِمَ الإِخْوَةُ أَحْدَرُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَأَرْسَلُوهُ إِلَى طَرْسُوسَ.
ع23:
بعد أن أكمل شاول ثلاث سنوات في الصحراء المسماه بالعربية، عاد إلى دمشق، وتضايق اليهود من تبشيره جدًا فتشاوروا أن يقتلوه كما عملوا باستفانوس.
ع24: علم شاول مكيدتهم، وكان اليهود قد اتفقوا مع والى المدينة على القبض عليه، فراقبوا أبواب المدينة ليقبضوا عليه عند خروجه من أحدها.
ع25: أخذه المؤمنون تلاميذ المسيح إلى منزل أحدهم الذي كان ملاصقًا لسور المدينة، حيث دلوه منه في سلة كبيرة ليخرج دون أن يراه اليهود. وكان القرار بناء على كلام المسيح لتلاميذه: "متى طردوكم من هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى" (مت10: 23) حتى تنتشر الكرازة.
وهكذا نجا بولس من مؤامرة اليهود وخرج من دمشق هاربا، وذلك عكس ما كان يتوقع عند إقباله إلى المدينة ليقبض على المسيحيين بها ويخرج بكبرياء يجر الكثيرين منهم لتعذيبهم وقتلهم في أورشليم.
ع26: وصل شاول من دمشق إلى أورشليم وحاول أن ينضم إلى المسيحيين بها، لكنهم خافوا منه ظانين أنه جاسوس لليهود وخاصة لطول فترة اختفائه في الصحراء العربية، مما جعلهم يشكون في أنه قد ارتد إلى يهوديته.
 |
ع27:
برنابا: من التلاميذ الأوائل التابعين للمسيح مع الإثنى عشر، وكان غنيا فباع حقله وقدمه للرسل لأجل احتياجات المؤمنين (أع4: 36،37). وهو من سبط لاوي وعاش قبلا في قبرص فكان قبرصى الجنسية.تدخل برنابا وأحضره إلى بطرس ويعقوب (غل1: 18،19) الرسولين اللذين لم يزالا في أورشليم، لأن الباقين كانوا مسافرين للكرازة، وحدثهما عن صدق إيمانه وظهور المسيح له في طريق دمشق وخدمته فيها.
ع28: أخيرا اطمأن إليه مسيحيو أورشليم، وبدأ كرازته بها ولكن لمده حوالي خمسة عشر يومًا فقط (غل1: 18).
ع29-30: أخذ شاول يقنع اليهود الناطقين باليونانية في المجامع، التي كان استفانوس يخاطبهم فيها، فحاولوا أيضًا أن يقتلوه، فأرسله المسيحيون إلى مدينة قيصرية وهي تقع بين عكا ويافا وكان الله قد أمره أيضًا بالخروج من أورشليم (ص22: 17-21)، ثم سافر من قيصرية إلى طرسوس بحرا ومكث بها حوالي ثلاث أو أربع سنوات.
† كن قويا في إعلان الحق مهما قاومك الآخرون أو تعرضت لمتاعب، واثقا أن الله يحفظك لتعلن اسمه، وفي نفس الوقت لا تضيع وقتك في الصدام مع الآخرين بل اهرب من الشر لتواصل عملك الايجابى في دعوة الكل للحياة مع الله.
31 وَأَمَّا الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ، فَكَانَ لَهَا سَلاَمٌ، وَكَانَتْ تُبْنَى، وَتَسِيرُ فِي خَوْفِ الرَّبِّ، وَبِتَعْزِيَةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ كَانَتْ تَتَكَاثَرُ.
32 وَحَدَثَ أَنَّ بُطْرُسَ وَهُـوَ يَجْتَازُ بِالْجَمِيع، نَزَلَ أَيْضًا إِلَى الْقِدِّيسِـينَ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ، 33 فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَانًا اسْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ، وَكَانَ مَفْلُوجًا. 34 فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «يَا إِينِيَاسُ، يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ.» فَقَامَ لِلْوَقْتِ. 35 وَرَآهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ وَسَارُونَ، الَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ.
ع31:
كان لها سلام: هدأ الاضطهاد اليهودي للكنيسة لأن كثير من المسيحيين تشتتوا في بلاد العالم وتركوا أورشليم، بالإضافة إلى تغير المقاوم الأكبر للمسيحيين وهو شاول الطرسوسي الذي صار مسيحيًا ومبشرًا بالمسيح، وأخيرًا لانشغال اليهود بالصراع مع السلطة الرومانية.خوف الرب: أعطى المؤمنين تقوى وسلوك روحي مما جذب الكثيرين للإيمان.
تعزية الروح القدس: أي تشجيعاته ومساندته لأولاد الله.
امتدت الكنيسة من أورشليم إلى اليهودية ثم السامرة والجليل أي كل أقسام بلاد اليهود؛ وهدأ اضطهاد اليهود للمسيحيين بعد قتلهم استفانوس، لأن اليهود انشغلوا بمشاكلهم مع الإمبراطور "كاليجولا" الذي أمر بوضع تمثال له في الهيكل، فهاجت البلاد كلها ونصحه الوالي أن يؤجل هذا الأمر. وهكذا نسى اليهود الكنيسة في غمرة مشاكلهم، وكانت الكنيسة تنمو وتتكاثر بمخافتها لله وتعزية الروح المعزي.
ع32:
لدة: مدينة تقع شرق يافا على بعد 9 أميال.بدأ بطرس الرسول جولة افتقادية، فنزل إلى مؤمنى لدة. ونلاحظ أنه كان يفتقد المتحولين إلى المسيحية من اليهود فقط، لأن الإيمان لم يكن قد انتشر بين الأمم. ونرى هنا اسمًا جديدًا للمسيحيين، الذين دُعوا أولًا تلاميذًا ثم مؤمنين ثم قديسين ثم إخوة وأخيرًا مسيحيين.
 |
ع33-34: كان في لدة مسيحي مريض بالشلل لمدة ثمانى سنوات ومعروف لدى الجميع واسمه إينياس، فشفاه بطرس باسم يسوع المسيح وأمره ان يقوم ويفرش فراشه بنفسه، فقام فورًا.
ع35:
سارون: هى السهل الخصب الممتد من يافا إلى قيصرية.رآه جميع أهل لدة وسارون من المؤمنين، فكانت المعجزة سببًا في تثبيت إيمانهم.
† " لكل أمر تحت السموات وقت"(جا3: 1)، والرب قادر على مد يد الشفاء في الوقت المناسب. فلا نيأس إن طالت التجربة أو المرض، بل نستفيد منها في تقوية علاقاتنا بالله واثقين من قدرته وحكمته التي تختار الوقت المناسب.
36 وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالًا صَالِحَةً، وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37 وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ، فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38 وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا، وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ؛ 39 فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ، صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ، وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِى مَعَهُنَّ. 40 فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِى.» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا، وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ، 41 فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا، ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً. 42 فَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا فِي يَافَا كُلِّهَا، فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ. 43 وَمَكَثَ أَيَّامًا كَثِيرَةً فِي يَافَا عِنْدَ سِمْعَانَ، رَجُلٍ دَبَّاغٍ.
ع36:
يافا: ميناء على البحر المتوسط جنوب قيصرية بثلاثين ميلًا و45 ميلًاغرب أورشليم وهي أهم ميناء في اليهودية.تلميذة: مسيحية.
كانت تقيم بيافا إمرأة مسيحية اسمها طابيثا وهو اسم سريانى معناه غزالة، وكانت صالحة محسنة.
 |
ع37-38: مرضت طابيثا وماتت، فغسلوها لأنه من عادة المسيحيين غسل الجسد بعد الوفاة (رمزًا للطهارة والنقاوة، ولكنها مجرد عادة وليست أمرًا ضروريا)، ولم يدفنوها بل أرسلوا رجلين لدعوة بطرس من لدة إلى يافا (15 كم) لحضور الجنازة وتعزية المؤمنين، وطلبوا منه سرعة الحضور حتى لا يتأخر الدفن. ولعلهم كان عندهم رجاء في إقامتها من الموت.
ع39: حضر بطرس سريعًا وصعد مع المجتمعين إلى العلية التي بها الجسد، وأرته الأرامل وهن يبكين الثياب التي كانت طابيثا تصنعها لإخوة الرب، فتأثر بطرس جدًا.
جلست: إعلانا لحياتها بعد أن كانت ميته.
ناولها يده: لتتأكد من أنها حية وتستند على يده وتقوم وتخرج إلى المجتمعين.
القديسين: المؤمنين المقدسين في المسيح.
أخرج بطرس الجميع من الحجرة حتى يصلى إلى الرب ليقيمها، فلا يراه أحد وهو يفعل ذلك لأنه لا يبحث عن الشهرة أو العظمة، وطلب من المسيح أن يقيمها فجلست في الحال وأعادها حية.
ع43:
مكث: استقر في يافا ليكمل تبشيره بالمسيح.أياما كثيرة: حوالي ثلاث سنوات.
مكث بطرس بعد ذلك مدة طويلة في يافا بمنزل سمعان الدباغ.
† حقًا إن "الصدقة تنجى من الموت" كما قال الكتاب (طوبيا4: 7). ليتك تحب العطاء لأنه بركة كبيرة، واعلم أنك عندما تعطى محتاج فأنت تقدم محبة للمسيح شخصيا. فلا تتهاون في مساعدة كل من حولك ولو بعمل صغير أو كلمات طيبه، وإن عجزت عن العمل والكلام فصلاتك تحرك مراحم الله فيهتم بهم.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 10 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/njsg4y7