← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41 - 42
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ
(1) حنانيا وسفيرة (ع1-11)
(2) معجزات الرسل (ع12-16)
(3) محاكمة الرسل (ع17-32)
(4) معاقبة الرسل (ع33-42)
1 وَرَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وَامْرَأَتُهُ سَفِّيرَةُ، بَاعَ مُلْكًا 2 وَاخْتَلَسَ مِنَ الثَّمَنِ، وَامْرَأَتُهُ لَهَا خَبَرُ ذَلِكَ، وَأَتَى بِجُزْءٍ وَوَضَعَهُ عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ. 3 فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ 4 أَلَيْسَ وَهُوَ بَاقٍ كَانَ يَبْقَى لَكَ؟ وَلَمَّا بِيع، أَلَمْ يَكـُنْ فِي سُلْطَانِكَ؟ فَمَا بَالُكَ وَضَعْتَ فِي قَلْبِكَ هَذَا الأَمْرَ؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ، بَلْ عَلَى اللهِ.» 5 فَلَمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هَذَا الْكَلاَمَ، وَقَعَ وَمَاتَ. وَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ.6 فَنَهَضَ الأَحْدَاثُ وَلَفُّوهُ، وَحَمَلُوهُ خَارِجًا وَدَفَنُوهُ.
7 ثُمَّ حَدَثَ، بَعْدَ مُدَّةِ نَحْوِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ، أَنَّ امْرَأَتَهُ دَخَلَتْ وَلَيْسَ لَهَا خَبَرُ مَا جَرَى. 8 فَأَجَابَهَا بُطْرُسُ: «قُولِى لِى: أَبِهَذَا الْمِقْدَارِ بِعْتُمَا الْحَقْلَ؟» فَقَالَتْ: «نَعَمْ، بِهَذَا الْمِقْدَارِ.» 9 فَقَالَ لَهَا بُطْرُسُ: «مَا بَالُكُمَا اتَّفَقْتُمَا عَلَى تَجْرِبَةِ رُوحِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا أَرْجُلُ الَّذِينَ دَفَنُوا رَجُلَكِ عَلَى الْبَابِ، وَسَيَحْمِلُونَكِ خَارِجًا.» 10 فَوَقَعَتْ فِي الْحَالِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَمَاتَتْ. فَدَخَلَ الشَّبَابُ وَوَجَدُوهَا مَيْتَةً، فَحَمَلُوهَا خَارِجًا، وَدَفَنُوهَا بِجَانِبِ رَجُلِهَا. 11 فَصَارَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى جَمِيعِ الْكَنِيسَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ.
ع1:
هذا نموذج لتجربة تصيب الكنيسة من الداخل، بخلاف اضطهادات زعماء اليهود التي كانت تصيبها من الخارج.فهوذا حنانيا الذي معنى اسمه حنان الرب وسفيرة زوجته ومعنى اسمها مضيئة، يبيعا حقلًا لأجل احتياج الكنيسة كما يفعل الكثيرون.
ع2: لكنهما أرادا إخفاء جزء من الثمن والاحتفاظ به لهما مع الإدعاء بأن ما سيعطيانه للرسل هو كل الثمن. فاتفقا على ذلك وتمماه وذلك حبًا في ظهورهما أنهما كريمان ويعطيان بسخاء، مع أنه من حقهما الاحتفاظ بجزء وإعطاء الجزء الآخر، ولكنها خطية الرياء وحب الظهور التي قادت إلى الكذب، وبكذبهما يُعتبرا سارقين لجزء من مال الله الذي ادعيا أنهما قد أعطياه له وهو كل ثمن الحقل.
ع3: أعلن بطرس لحنانيا خطورة استجابته للشيطان الذي ملأ قلبه بحب الظهور، وهذا معناه أنه كان يمكن لحنانيا طرد أفكار الشيطان الشريرة ولكنه تهاون لكبريائه.
ولعل هذا يوضح أقنوميه الروح القدس، فهو أحد أقانيم الثالوث وليس مجرد قوة الله كما ادعى مقدونيوس المبتدع الذي تلقبه الكنيسة بعدو الروح القدس وقد حُرِمَ بمجمع القسطنطينية.
ع4:
وضع في قلبه: أي نوى على الشر أو بيَّت النية لذلك.أوضح بطرس لحنانيا أن من حقه أن يتصرف في ملكه كما يشاء، فلا يبيع الحقل إن أراد وكذلك يمكنه أن يعطى كل ثمنه أو جزء منه. ووبخه الرسول على كذبه لأنه موجه لله قبل الناس.
† إعلم أن كل خطية نصنعها في حق إنسان هى موجهة نحو الله أولًا كما قال داود النبي "لك وحدك أخطأت" (مز51: 4). فلا تتناسى وجود الله بل من أجله ابتعد عن الخطية حتى لا تغضبه، وذكر نفسك أنه واقف أمامك يرى كل أعمالك وكلامك وأفكارك، حتى وإن سقطت أسرع بالتوبة إليه فيسامحك وتنجو من كل عقوبة.
ع5: كان عقاب الله فوريًا بسقوط حنانيا ميتًا، مما جعل خوف الله في قلوب المؤمنين. وكان هذا ضروريًا في بداية الكنيسة ليرفضوا الخطية ويدققوا في حياتهم، كما أعطى مهابة للرسل إذ أن لهم موهبة كشف الغيب فأعطى الروح القدس لبطرس أن يعرف ما صنعه حنانيا وزوجته سفيرة.
† إن كنت تعانى من الكسل والتهاون فتذكر دينونة الله لتخافه وتبتعد عن الخطية، فالحب وحده ليس كافيا لخلاصك بل أيضًا مخافة الله ورفض الخطية التي تسبب هلاكك. ولذلك تذكرك الكنيسة كل يوم قبل أن تنام في صلاة النوم بالأجبية أنك ستقف أمام الديان العادل، حتى تشعر أنك مرعوب ومرتعب لكثرة ذنوبك، فتقودك للتوبة وخلاص نفسك وتتمتع بحلاوة عشرته وحبه الفياض.
ع6: دفن الشبان حنانيا خارج مدينة أورشليم التي لم يكن اليهود يسمحون أن يدفن فيها إنسان.
ع7: استمر اجتماع المؤمنين ثلاث ساعات، تم اثناءها دفن حنانيا، وبعد ذلك حضرت زوجته سفيرة وهي لا تعلم بما حدث لزوجها، بل تظن أن ما اتفقا عليه من خداع وكذب قد نجح.
ع8: لم يزل ثمن الحقل موضوعًا أمام الرسل عندما دخلت سفيرة، فبادر بطرس بسؤالها هل هذا المبلغ هو كل ثمن الحقل، ليعطيها فرصة للتوبة وإعلان الحقيقة، ولكنها للأسف أصرت على الكذب الذي اتفقت عليه مع زوجها.
†
لا تجامل الآخرين في كسر وصايا الله، فتكذب حتى لا يغضبوا منك أو توافق على أي خطية وتشارك فيها مثل الإدانة أو الكلمات النجسة.. فأنت مسئول عن كل كلمة تخرج من فمك.ليتك تراعى إرضاء الله قبل إرضاء الناس.
ع9:
تجربة روح الله: بشك حنانيا وسفيرة في قدرة الرسل على كشف حقيقة خداعهما بواسطة الروح القدس.أرجل الذين دفنوا رجُلك: أي أن الشبان قاربوا على الوصول إلى مكان الاجتماع بعد دفن حنانيا.
يعلن بطرس الرسول اتفاق الزوجين على الشر وبالتالي ضرورة وقوع العقوبة عليهما.
ع10: سقطت سفيرة ميتة ووصل الشبان الذين دفنوا زوجها فحملوها ليدفنوها.
ع11: خاف الجميع الله، سواء كانوا من أعضاء الكنيسة أو من باقي اليهود في أورشليم.
وهنا في سفر الأعمال تُستعمل كلمة "كنيسة" للمرة الأولى.
12 وَجَرَتْ عَلَى أَيْدِى الرُّسُلِ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّعْبِ. وَكَانَ الْجَمِيعُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ. 13 وَأَمَّا الآخَرُونَ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَجْسُرُ أَنْ يَلْتَصِقَ بِهِمْ، لَكِنْ كَانَ الشَّعْبُ يُعَظِّمُهُمْ. 14 وَكَانَ مُؤْمِنُونَ يَنْضَمُّونَ لِلرَّبِّ أَكْثَرَ، جَمَاهِيرُ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، 15 حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ الْمَرْضَى خَارِجًا فِي الشَّوَارِعِ، وَيَضَعُونَهُمْ عَلَى فُرُشٍ وَأَسِرَّةٍ، حَتَّى إِذَا جَاءَ بُطْرُسُ يُخَيِّمُ وَلَوْ ظِلُّهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ. 16 وَاجْتَمَعَ جُمْهُورُ الْمُدُنِ الْمُحِيطَةِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، حَامِلِينَ مَرْضَى وَمُعَذَّبِينَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ، وَكَانُوا يُبْرَأُونَ جَمِيعُهُمْ.
ع12: تمت على أيدي الرسل معجزات تؤكد صحة رسالتهم علنًا أمام جميع الشعب. وكان الكل في وحدانية الروح يصلون في رواق سليمان.
ع13: أما الخارجون عن الإيمان، فكانوا يهابون المؤمنين والرسل ويعظمونهم لأجل نقاوتهم وقوة الله العاملة فيهم.
ع14: استمر انضمام مؤمنين جدد ولم يذكر عددهم كما ذكر في آخر مرة حين قال خمسة آلاف، لأن العدد تزايد جدًا. وأوضح هنا ما لم يوضحه قبلًا أنهم كانوا من الرجال والنساء. ليظهر أهمية المرأة كالرجل في الكنيسة.
ع15:
فرش: أسرة ناعمة مفروشة تليق بالأغنياء.أسرة: خشنة ويستخدمها الفقراء.
كان المرضى من أغنياء (يحملونهم على فرش) وفقراء (يضعونهم على أسرة)، يشفون بمجرد وقوع ظل بطرس الرسول عليهم، حتى دون أن يلمسهم. فأراد الله أن يظهر قوة روحه القدوس في رسله وهو أن ظلهم فقط كافٍ لشفاء الأمراض، خاصة وأن العدد المزدحم حولهم لطلب الشفاء كان كبيرًا جدًا.
ع16: لم يقتصر شفاء المرضى على سكان أورشليم، بل شمل أيضًا الآتين من المدن المحيطة بها. ولم يكن شفاءًا من الأمراض فقط، بل أيضًا إخراج شياطين وشفاء كل ما ينتج عن هذه الأرواح النجسة من أمراض مختلفة. وتظهر قوة الروح القدس في الرسل، الذين عجزوا عن شفاء المصروع من الروح النجس عند جبل التجلي (مت17: 19)، بينما الآن يستطيعون باللمس أو حتى الظل شفاء كل الأمراض وإخراج الشياطين.
† الروح القدس الساكن فيك يدعوك للتحلى بالفضائل وخدمة من حولك، فتجاوب مع صوته ولا تهمله، حينئذ تكون نورًا للعالم المحيط بك ويروا قوة الله ونعمته فيك كما كانت مع الرسل.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَجَمِيعُ الَّذِينَ مَعَهُ، الَّذِينَ هُمْ شِيعَةُ الصَّدُّوقِيِّينَ، وَامْتَلأُوا غَيْرَةً، 18 فَأَلْقَوْا أَيْدِيَهُمْ عَلَى الرُّسُلِ وَوَضَعُوهُمْ فِي حَبْسِ الْعَامَّةِ. 19 وَلَكِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ، فِي اللَّيْلِ، فَتَحَ أَبْوَابَ السِّجْنِ وَأَخْرَجَهُمْ، وَقَالَ: 20«اذْهَبُوا، قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هَذِهِ الْحَيَاةِ.» 21 فَلَمَّا سَمِعُوا، دَخَلُوا الْهَيْكَلَ نَحْوَ الصُّبْحِ، وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ. ثُمَّ جَاءَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَالَّذِينَ مَعَهُ، وَدَعَوُا الْمَجْمَعَ وَكُلَّ مَشْيَخَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلُوا إِلَى الْحَبْسِ لِيؤْتَى بِهِمْ. 22 وَلَكِنَّ الْخُدَّامَ لَمَّا جَاءُوا لَمْ يَجِدُوهُمْ فِي السِّجْنِ، فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوا 23 قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا الْحَبْسَ مُغْلَقًا بِكُلِّ حِرْصٍ، وَالْحُرَّاسَ وَاقِفِينَ خَارِجًا أَمَامَ الأَبْوَابِ، وَلَكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا، لَمْ نَجِدْ فِي الدَّاخِلِ أَحَدًا.»
24 فَلَمَّا سَمِعَ الْكَاهِنُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ هَذِهِ الأَقْوَالَ، ارْتَابُوا مِنْ جِهَتِهِمْ: مَا عَسَى أَنْ يَصِيرَ هَذَا؟ 25 ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ وَأَخْبَرَهُمْ قَائِلًا: «هُوَذَا الرِّجَالُ الَّذِينَ وَضَعْتُمُوهُمْ فِي السِّجْنِ، هُمْ فِي الْهَيْكَلِ وَاقِفِينَ يُعَلِّمُونَ الشَّعْبَ.» 26 حِينَئِذٍ مَضَى قَائِدُ الْجُنْدِ مَعَ الْخُدَّامِ فَأَحْضَرَهُمْ، لاَ بِعُنْفٍ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ الشَّعْبَ لِئَلاَّ يُرْجَمُوا. 27 فَلَمَّا أَحْضَرُوهُمْ، أَوْقَفُوهُمْ فِي الْمَجْمَعِ، فَسَأَلَهُمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ قَائِلًا: 28«أَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ وَصِيَّةً أَنْ لاَ تُعَلِّمُوا بِهَذَا الاِسْمِ؟ وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هَذَا الإِنْسَانِ.» 29 فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ وَقَالُوا: «يَنْبَغِى أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ. 30 إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 31 هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيعْطِىَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. 32 وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهَذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ.»
ع17-18: هيج الشيطان رئيس الكهنة وكل أتباعه من الصدوقيين الذين ينكرون القيامة، وكانت تعاليم الرسل المؤكدة لقيامة المسيح تغيظهم، فغاروا غيره شديدة على معتقداتهم الخاطئة وقبضوا على الرسل وحبسوهم في سجن أورشليم. وبالطبع رفع الرسل أصواتهم بالصلاة إلى الله ليخلصهم ويسندهم.
الهيكل: غالبًا في رواق سليمان وهو أكثر مكان ظاهر يتجمع فيه الشعب ليبشروا بالمسيح دون خوف.
كلام هذه الحياة: أي البشارة بالمسيح التي نحيا بها في العالم وتمتد بنا إلى الأبد.
جاء ملاك الرب ليلًا وفتح باب السجن وأخرجهم، ثم عاد فأغلقه وطلب منهم أن يذهبوا لإكمال الكرازة. فلم يكن خروجهم من السجن هروبًا منه، لكن لأجل تكميل خدمتهم في الهيكل كارزين بالحياة الأبدية.
†
هكذا نرى كمال المسيحي لرسالته أهم عنده من سلامة حياته، لأنه يعلم أن بقاءه على الأرض هو من أجل إتمام كرازته بالمسيح.فاهتم أن تعلن الحق حتى لو تعرضت لكلمات وإساءات الآخرين المعارضين، واثقًا من قوة الله التي تسندك. فقط أطلب الله قبل أن تتكلم ليرشدك ويعطيك حكمة متى وكيف تتكلم.
ع21: دخل الرسل إلى الهيكل فورًا في الصباح، وقت امتلائه باليهود الذين جاءوا ليصلوا صلاة الصباح، وبدأوا يكرزون بيسوع والقيامة غير مبالين بتعبهم وإرهاقهم في السهر طوال الليل بالسجن، لأن قلوبهم تعلقت بمحبة الله فسندت أجسادهم الضعيفة.
وفي نفس الوقت دعا رئيس الكهنة وأتباعه - من الصدوقيين - أعضاء مجمع السنهدريم للاجتماع ومعهم كل شيوخ اليهود. وكان القصد معاقبة الرسل لمنعهم من التبشير، فيتخلصون بهذا من الكرازة بالمسيح وتنتهي هذه القصة المزعجة لهم.
وعندما اجتمع المجمع أرسلوا خدامهم ليأتوا بالرسل من السجن إذ لم يعلموا بوجود الرسل في الهيكل.
ع22-23: لما فتح الخدام، أي جند الهيكل، السجن لم يجدوا به أحدًأ رغم إحكام غلقه ووقوف الحراس أمام الأبواب.
وهذا يؤكد أن ما حدث كان بيد ملاك وليس إنسانا، وتظهر قوة الله التي جعلت حراس السجن لا يشعرون بخروج الرسل إذ كانوا في نوم عميق.
ع24: وقع قائد جند الهيكل ورؤساء الكهنة في حيرة وشك لعدم قدرتهم على تعليل ما حدث.
ع25: زاد اضطرابهم عندما علموا أن الرسل واقفون وثابتون ولم يهربوا بل يعلمون الشعب في الهيكل. ومعنى هذا إصرارهم على التبشير باسم المسيح، رافضين أوامر رؤساء الكهنة.
ع26: مضى قائد جند الهيكل مع جنوده وأحضروا الرسل بدون عنف، خوفًا على حياتهم، نظرًا لإكرام الشعب للرسل واحترامهم لهم؛ فلو استخدموا العنف معهم سوف لا يقاومهم الرسل لكن الشعب كان سيفتك بهم ويرجمهم.
ع27-28: عندما وقفوا لدى المجمع، سألهم رئيس الكهنة عن سبب مخالفتهم لوصيته واستمرارهم في التعليم باسم المسيح. ونلاحظ هنا أمرين:
لم يسألهم عن معجزة إخراجهم من السجن كأنها لا تعنيه لأنه يرفض الإيمان.
لم يرضَ أن يذكر اسم المسيح بلسانه فدعاه الإنسان، كأنه نكرة لا اسم له، من فرط حقده عليه، وتضايقه من أن كرازة الرسل بالمسيح القائم تظهر خطأ الكهنة الذين قتلوه وتجلب عليهم دمه، ناسيًا ما قالوه هم أنفسهم في (مت27: 25) "دمه علينا وعلى أولادنا".
ع29: أعلن بطرس وكل الرسل أن أوامر الله، التي هي كلام المسيح لهم وما أمرهم به الملاك، أهم من كلام الناس حتى لو كان أعظم مجمع عند اليهود وهو السنهدريم.
ع30: قال الرسل إن الله إله كل الآباء الذين يؤمن بهم اليهود، قد أقام المسيح الذي أخطأوا في حقه وصلبوه.
ع31: رفع الله المسيح بقوته العالية الإلهية رئيسًا للكنيسة ومخلصًا للعالم كله وداعيًا للتوبة ومانحًا للغفران لكل المؤمنين من اليهود، إذ أن الكرازة كانت لهم أولًا قبل الأمم.
ع32: هذه هي شهادة الرسل وشهادة الروح القدس الذي يملأهم كمؤمنين بالمسيح طائعين له.
وتتكرر ملاحظتنا أن الشهادة للمسيح هي محور حياة المؤمنين به في كل زمان ومكان.
† انتهز الرسل فرصة محاكمتهم أمام مجمع السنهدريم ليبشروهم بالمسيح لعلهم يتوبون. فاصنع الخير والمحبة مع كل أحد مهما كان قاسيًا ورافضًا كلام الله. فإن كنت تصنع محبة مع الأخ الحبيب، فأصنع أضعافها مع المسئ والمعاند لأنه أحوج من غيره للمحبة ولا تيأس من خلاص أحد.
33 فَلَمَّا سَمِعُوا، حَنِقُوا، وَجَعَلُوا يَتَشَاوَرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُمْ. 34 فَقَامَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ فَرِّيسِىٌّ اسْمُهُ غَمَالاَئِيلُ، مُعَلِّمٌ لِلنَّامُوسِ، مُكَرَّمٌ عِنْدَ جَمِيعِ الشَّعْبِ، وَأَمَرَ أَنْ يُخْرَجَ الرُّسُلُ قَلِيلًا. 35 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، احْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هَؤُلاَءِ النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا. 36 لأَنَّهُ قَبْلَ هَذِهِ الأَيَّامِ، قَامَ ثُودَاسُ قَائِلًا عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَىْءٌ، الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَىْءَ. 37 بَعْدَ هَذَا، قَامَ يَهُوذَا الْجَلِيلِى فِي أَيَّامِ الاِكْتِتَابِ، وَأَزَاغَ وَرَاءَهُ شَعْبًا غَفِيرًا. فَذَاكَ أَيْضًا هَلَكَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا. 38 وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ هَؤُلاَءِ النَّاسِ وَاتْرُكُوهُمْ، لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هَذَا الرَّأْى أَوْ هَذَا الْعَمَلُ مِنَ النَّاسِ، فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ. 39 وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ، فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ، لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ لِلَّهِ أَيْضًا.» 40 فَانْقَادُوا إِلَيْهِ. وَدَعَوُا الرُّسُلَ وَجَلَدُوهُمْ، وَأَوْصَوْهُمْ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمُوا بِاسْمِ يَسُوعَ، ثُمَّ أَطْلَقُوهُمْ.
41 وَأَمَّا هُمْ، فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ، لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. 42 وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ، فِي الْهَيْكَلِ وَفِى الْبُيُوت،ِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
ع33:
نتيجة لشدة غضب رئيس الكهنة، تشاور مع أتباعه على قتل الرسل جميعًا حتى ينتهى من هذا الأمر.
ع34:
الناموس: أي التوراة وهي أسفار موسى الخمسة.أمر: حتى يهدأ غيظ الصدوقيين ويتقبلوا كلامه. فهو فريسي يؤمن بالقيامة ويبدو أنه كان معتدلًا حكيمًا.
استخدم الله أحد عظماء معلمي اليهود وهو غمالائيل ابن سمعان الشيخ، الذي حمل الرب على ذراعيه عند تقديمه للهيكل في سن 40 يومًا، والذي كان بدوره ابن هليل المعلم اليهودي العظيم. وكان غمالائيل ذا كرامة وحكمة عقلية واضحة وتتلمذ على يديه شاول الطرسوسي. وقد أمر بإخراج الرسل للمداولة.
ع35: حذر غمالائيل المجتمعين من محاولة قتل الرسل، لأنه قد يكون ظلمًا وبالتالي عصيان وتحدى لله.
ع36: أعطى غمالائيل مثالًا للمضلين وهو "ثوداس"، الذي ادعى أنه نبي أو ربما المسيا المنتظر وتلمذ نحو 400 شخصًا، لكن لأنه كاذب فقد هلك وتشتت كل أتباعه. فلو كان الرسل مضلين مثل ثوداس فسيهلكهم الله ولا داعٍ لقتلهم بأيدى الرؤساء.
ع37:
يهوذا الجليلى: شخص ولد في الجليل وأقام ثورة ضد الرومان لعدم دفع الجزية لهم باعتبار اليهود شعب الله ويدفعون العشور لله فقط.الاكتتاب: هذا اكتتاب ثانٍ أمر به الإمبراطور غير الاكتتاب الذي تم أيام ميلاد المسيح، وكان الغرض منه حصر رعايا الإمبراطورية لجمع الجزية منهم.
وقد قام الرومان بإخماد الثورة وقتل يهوذا وكثير من أتباعه، فهرب الباقون وتشتتوا في بلاد كثيرة بعيدة.
وغرض غمالائيل من هذا المثل الثاني أيضًا أن يترك المجلس الرسل، لأنهم إن كانوا أشرارًا فسيهلكهم الله.
هذا الرأى: التبشير بالقيامة.
هذا العمل: المعجزات.
طلب منهم غمالائيل أن يتركوا الرسل يتكلمون عن القيامة ويعملون المعجزات، موقنين أنه إن كان مصدر هذا العمل إنسان فسينتهى العمل مع الوقت، أما إن كان مصدره الله فسيثبته ولن يقدر أحد أن يحاربه.
ع40:
انقادوا إليه: كان عمل الله قويًا، فتأثر المجمع بكلام غمالائيل واقتنعوا به، رغم أن هناك وجهات نظر أخرى أنه لا مانع من تأديب الأشرار كما كانوا يظنون في الرسل، ولكن نعمة الله جعلتهم يصمتون ويخضعون لرأيه.وهكذا استخدم الله حكمة غمالائيل في نجاة الرسل من القتل، لكن رئيس الكهنة نَفَّسَ عن غضبه تجاههم بأن جلدهم، والعادة عند الرومان أن يكون 39 جلدة، وأعاد توصيتهم بالكف عن الكرازة. وقصد بالجلد تخويفهم حتى يرجعوا عن التبشير بالمسيح أو يكونوا في خجل أمام الشعب بعد جلدهم، لأن الجلد عند الرومان عار كبير وبالتالي يخجلوا من الكرازة أيضًا.
ع41: على عكس ما توقع المجمع، خرج الرسل في فرح وحماس لكرازة أكبر، لأنهم اعتبروا آلام الجلد شركة في آلام المسيح واستعدادًا لأمجاد السماء.
ع42: استمر الرسل مواظبين على التعليم في الهيكل وفي البيوت باسم الرب.
وهكذا ضربوا لنا المثل في الإحساس بقيمة الرسالة الروحية والحرص على إتمامها أكثر من حرص الإنسان على سلامته الشخصية. وأظهروا لنا أن الخدمة لا تكون فقط لمن يحضرون الكنيسة، بل نبحث عن البعيدين والمرضى في البيوت ونستغل كل فرصة لخدمة المسيح.
وكانوا يقيمون القداسات والطقوس المسيحية في البيوت، لأنه لم تكن بعد قد بنيت كنائس.
† إذا أصابتك آلام بسبب تمسكك بوصايا الله أو خدمته، فليتك تقبلها من أجل محبته، لأنه إن كان المسيح قد ضحى بحياته من أجلك، فليس بكثير أن تحتمل كل شيء لأجله، بل تعتبر هذه الآلام بركة وشرف لك لأنك شاركت مخلصك في حمل صليبه.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 6 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-05.html
تقصير الرابط:
tak.la/5saw9h9