← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
هذا الإصحاح بداية القسم الثالث من سفر الأعمال والذي يتحدث عن اضطهاد الكنيسة بأورشليم، والتشتت الذي حدث وظهور كنائس الأمم.
(1) الاضطهاد والتشتت (ع 1-8)
(2) سيمون الساحر (ع 9-25)
(3) فيلبس الشماس والخصي (ع 26-40)
1 وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ. وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ.2 وَحَمَلَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ اسْتِفَانُوسَ، وَعَمِلُوا عَلَيْهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً. 3 وَأَمَّا شَاوُلُ، فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالًا وَنِسَاءً، وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ.
4 فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا، جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ. 5 فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ، وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ. 6 وَكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ فِيلُبُّسُ، عِنْدَ اسْتِمَاعِهِمْ وَنَظَرِهِمُ الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَهَا، 7 لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ بِهِمْ أَرْوَاحٌ نَجِسَةٌ، كَانَتْ تَخْرُجُ صَارِخَةً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَثِيرُونَ مِنَ الْمَفْلُوجِينَ وَالْعُرْجِ شُفُوا؛ 8 فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ.
ع1:
بدأ بعد قتل استفانوس اضطهاد شديد لمسيحي أورشليم بالحبس والسلب وجلد المؤمنين، ولكن الله حوله للخير، إذ أن المؤمنين تشتتوا في كل قرى اليهودية والسامرة، أي الجزئين الجنوبى والأوسط من البلاد. وقد اختاروا السامرة لأن أهلها على عداوة طبيعية مع اليهود، فلا يمكن أن يسلموا المسيحيين الهاربين إلى يهود أورشليم. أما الرسل فلم يرضوا أن يبارحوا أورشليم، وثبتوا ليبرهنوا على ثبات إيمان الكنيسة الوليدة.
ع2: جاء بعض الرجال اليهود الأتقياء وحملوا جسد استفانوس، وناحوا عليه كثيرًا ليعلنوا عدم رضاهم عن قتله، إذ شعروا أنه بار ولا يستحق الموت رغم أنهم لا يؤمنون بعد بالإيمان المسيحي.
وقد كان المسيحيون مبتعدين ومختفين من أجل الاضطهاد اليهودي القائم ضدهم.
ع3: كان شاول: يهوديًا، ومعنى اسمه باللاتينية (المهم)، من سبط بنيامين من مدينة طرسوس، من مواليد أول القرن المسيحي الأول، أي أن عمره آنذاك كان حوالي أربعين سنة. وقد تتلمذ في مدرسة طرسوس الشهيرة كمدرسة الإسكندرية ومدرسة أثينا. وكان شاول راضيا عما يحدث من اضطهاد للمسيحيين، ويساهم فيه بالسطو على الكنيسة لسرقة ما بها وما لدى المؤمنين من مال ويقبض عليهم ويحبسهم.
ع4: بالكلمة:
بالمسيح يسوع.أما المسيحيون الذين تشتتوا من أورشليم، فكانوا في تجوالهم غير خائفين من اليهود بل مبشرين بالكلمة رغم ما حدث لهم من اضطهاد.
ع5: جاء فيلبس الشماس أحد رفقاء الشهيد استفانوس، نازلًا من أورشليم المرتفعة على الجبال إلى بلاد السامرة وهي الجزء الأوسط من بلاد اليهود، وأخذ يبشرهم بالمسيح.
ع6-7: كانت هناك استجابة شديدة وجماعية لبشارته، إذ أنهم تذكروا بشارة المسيح عندهم ولقاءه بالسامرية منذ حوالي 7 سنوات. وكانوا معجبين بكلام البشارة ومبهورين لما صاحبها من آيات مثل خروج الأرواح الشريرة من المصروعين بها، وكانت الأرواح تصرخ بصوت عظيم مرعب من قوة اسم المسيح. كما تم شفاء كثيرين من المفلوجين (المشلولين) والعرج.
ع8: حل الفرح في المدينة بالإيمان الجديد وبالمعجزات الشافية العظيمة.
† حقا إن الرب يحول الحزن إلى فرح ومكسب روحي، ويسيطر على كل أحداث الحياة لتعمل لخلاصنا ما دمنا نحبه (رو8: 28). فلا تنزعج من الضيقات، فالله يحولها لخيرك.
9 وَكَانَ قَبْلًا فِي الْمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُونُ يَسْتَعْمِلُ السِّحْرَ، وَيُدْهِشُ شَعْبَ السَّامِرَةِ، قَائِلًا: «إِنَّهُ شَىْءٌ عَظِيمٌ!» 10 وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتْبَعُونَهُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، قَائِلِينَ: «هَذَا هُوَ قُوَّةُ اللهِ الْعَظِيمَةُ.» 11 وَكَانُوا يَتْبَعُونَهُ لِكَوْنِهِمْ قَدِ انْدَهَشُوا زَمَانًا طَوِيلًا بِسِحْرِهِ. 12 وَلَكِنْ، لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَبِاسْـمِ يَسـُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَـدُوا رِجَـالًا وَنِسَاءً. 13 وَسِيمُونُ أَيْضًا نَفْسُهُ آمَنَ. وَلَمَّا اعْتَمَدَ، كَانَ يُلاَزِمُ فِيلُبُّسَ، وَإِذْ رَأَى آيَاتٍ وَقُوَّاتٍ عَظِيمَةً تُجْرَى انْدَهَشَ.
14 وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، 15 اللَّذَيْنِ، لَمَّا نَزَلاَ، صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، 16 لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 17 حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِى عَلَيْهِمْ، فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. 18 وَلَمَّا رَأَى سِيمُونُ أَنَّهُ بِوَضْعِ أَيْدِى الرُّسُلِ يُعْطَى الرُّوحُ الْقُدُسُ، قَدَّمَ لَهُمَا دَرَاهِمَ 19 قَائِلًا: «أَعْطِيَانِى أَنَا أَيْضًا هَذَا السُّلْطَانَ، حَتَّى أَىُّ مَنْ وَضَعْتُ عَلَيْهِ يَدَى يَقْبـَلُ الرُّوحَ الْقُدُسَ.» 20 فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «لِتَكُنْ فِضَّتُكَ مَعَكَ لِلْهَلاَكِ، لأَنَّكَ ظَنَنْتَ أَنْ تَقْتَنِى مَوْهِبَةَ اللهِ بِدَرَاهِمَ. 21 لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هَذَا الأَمْرِ، لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. 22 فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا، وَاطْلُـبْ إِلَى اللهِ عَسَـى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ، 23 لأَنِّى أَرَاكَ فِي مَـرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ.» 24 فَأَجَابَ سِيمُونُ وَقَالَ: «اطْلُبَا أَنْتُمَا إِلَى الرَّبِّ مِنْ أَجْلِى، لِكَيْ لاَ يَأْتِى عَلَى شَىْءٌ مِمَّا ذَكَرْتُمَا.» 25 ثُمَّ إِنَّهُمَا بَعْدَ مَا شَهِدَا وَتَكَلَّمَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَشَّرَا قُرًى كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ.
ع9:
كان سيمون الساحر يقيم في بلدة السامرة، وهو رئيس بدعة انتشرت بعد ذلك اسمها "التورسيسية"، إذ ادعى بها أنه ابن الله وأنه الروح القدس، وكان السامريون مندهشين من معجزاته الشيطانية.
ع10-11: كان الكل يتبعونه كإنسان عظيم، ظانين أنه يعمل هذا لأنه يمثل قوة الله، وإذ كان له زمان طويل، نجح في جذب الكثيرين.
ع12:
الأمور المختصة بملكوت الله: ملك الله على القلوب، وعمله في المؤمنين داخل كنيسته من خلال الأسرار المقدسة.باسم يسوع المسيح: الإيمان بالمسيح الفادي.
بشارة فيلبس الشماس بالمسيح وبملكوت الله جعلتهم يؤمنون بالله ويعتمدون.
وهكذا تأسست كنيسة السامرة والتي عرفت فيما بعد باسم كنيسة "سبسطية" التي منها الأربعون شهيدا المذكورون بالسنكسار والمجمع.
ع13: آمن سيمون عندئذ إيمانا زائِفًا طلبًا للمنفعة من الموقف الجديد، ليأخذ فرصه للدخول إلى الكنيسة ومحاربتها من الداخل بعد أن يتعلم كيف يصنع المعجزات، ظانًا أن الرسل سحرة مثله. ولهذا لازم فيلبس واندهش أنه لم يقدر أن يتعلم صناعة المعجزات التي كان يظنها نوعا من السحر. وقد ظهر شره بعد ذلك (ع18-23).
ع14-15: كانت استجابة الرسل بأورشليم لخبر تأسيس كنيسة السامرة هي إرسال رسولين صديقين وهما بطرس ويوحنا، اللذين نزلا من أورشليم المبنية على الجبال إلى السامرة شمالًا لإعلان قبول الكنيسة للسامريين في شركتها، ورفض التعصب اليهودي الذي يمنع مخالطة السامريين، وكذلك لتعضيد التبشير في السامرة، وحتى يكملا النعمة للمؤمنين بمنحهم الروح القدس. فصليا بسلطانهما الرسولي لحلول الروح القدس على المؤمنين الجدد.
وهنا نرى عظمة سر الكهنوت، إذ من حق الأساقفة مثل الرسل أن يهبوا الروح القدس للمعمدين، بوضع أيديهم على المعمدين أو يدهنهم الكهنة بزيت الميرون.
ع16-17: نظرا لقلة عدد الأساقفة والكهنة في العصر الرسولي، كان مسموحا للشمامسة مثل فيلبس للتعميد، ولكن ليس لهم سلطان إعطاء الروح القدس في سر الميرون. فعندما حضر بطرس ويوحنا صليا ووضعا أيديهما على المعمدين فنالوا الروح القدس أي سر الميرون. ويلاحظ هنا أن وضع اليد الذي استلمته الكنيسة من كنيسة العهد القديم كان تسليما كنسيا لإظهار سلطان الكهنوت.
السلطان: أي منح الروح القدس، الذي كان من حق الرسل حتى إذ يعُطَى سيمون الروح القدس بما يشمل من عمل المعجزات، يكون له مكانة أعظم في نظر الشعب.
ظن سيمون أن انتقال هذا السلطان إليه ممكن بالرشوة ودفع الثمن المناسب، فقدم مبلغا من المال للرسولين، طالبا هذا السلطان.
ع20: غضب بطرس الرسول ورفض أموال سيمون، لأن الروح القدس لا يحل مقابل مبلغ من المال بل أن هذا التفكير يؤدى للهلاك.
ع21:
ليس لك نصيب: لن تنال حلول الروح القدس ولا مواهبه.هذا الأمر: وهو حلول الروح القدس عليه.
ليس مستقيما: لا تؤمن بالمسيح محبة فيه ولا تريد أن تسلك سلوكا روحيا، بل ما زلت متعلقا بالمال والمركز وتريد أن تستخدم المسيحية وعمل الروح القدس لتحقيق أغراضك.
استعاد بطرس بذاكرته كيهودي ما عمله يشوع عندما وزع أنصبة أرض الموعد على الأسباط قديما، فأعلن لسيمون أن اعوجاج قلبه نزع عنه نصيبه في موعد العهد الجديد وميراث الملكوت، فمسيحيته مرفوضة.
ع22:
شرك هذا: الرشوة لاقتناء مواهب الله بالمال.أطلب إلى الله: الصلاة مقبولة من التائبين، فيلزم التوبة أولًا.
عسى: لو كانت توبتك صادقة، تنال الغفران وإلا فلن تناله.
دعا بطرس سيمون للتوبة عن هذا الفكر المنحرف، والصلاة إلى الله الذي يمكن أن يغفر له لو كانت توبته صادقة.
مرارة المر: تعني صعوبة الخطية الساقط فيها سيمون، فتجعل حياته مريرة جدًا.
رباط الظلم: كناية عن عبوديته للخطية التي يظلم بها نفسه ويضل بها الآخرين ويظلمهم.
اطلبا أنتما: خاف سيمون من كلام الرسولين، بل شعر أن صلاته غير مقبولة نتيجة سقوطه في الخطية، فطلب صلاتهما لأجله وهذا يعني أمرين:
عدم تحرك قلبه بالتوبة ومحبة الله.
أهمية الشفاعة في صلوات الآخرين عنهم.
شيء مما ذكرتما: الهلاك والعذاب الأبدي الذي حذره الرسولان من الوصول إليه نتيجة شره.
ع25:
شهدا وتكلما: أكملا الوعظ والتعليم بالإيمان المسيحي وتفاصيل العبادة والسلوك الروحي.بشرا قرى: لم تقتصر خدمة الرسولين على مدينة السامرة، بل بشرا في كثير من قرى السامرة، وهذا يظهر أهمية خدمة الأغنياء والفقراء، ويظهر أيضًا الاهتمام بكل أحد.
عاد الرسولان إلى أورشليم، وكانا يبشران بالقرى في طريق عودتهما.
†
من أخطر الأمور، المتاجرة بالدين وأن يطلب الإنسان التدين ليس حبًا في الله بل طلبًا لمنفعة خاصة، الأمر الذي عندما وقع فيه يهوذا باع سيده في النهاية، وكما فعل سيمون فصار كل من يتاجر بالدين يسمى سيمونيًا.إفحص نفسك يا أخي، هل تحضر إلى الكنيسة وتخدم الله محبة فيه، أم لك أغراض أخرى؟؟؟
لا تضيع أبديتك من أجل أمور مادية زائلة.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
26 ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قَائِلًا: «قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ» الَّتِي هِى بَرِّيَّةٌ. 27 فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِىٌّ خَصِىٌّ، وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ، كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا. فَهَذَا، كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيسْجُدَ. 28 وَكَانَ رَاجِعًا وَجَالِسًا عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ النَّبِىَّ إِشَعْيَاءَ. 29 فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ: «تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هَذِهِ الْمَرْكَبَةَ.» 30 فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ، وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِىَّ إِشَعْيَاءَ، فَقَالَ: «أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 31 فَقَالَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِى إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِى أَحَدٌ؟» وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ. 32 وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ، فَكَانَ هَذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ، هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 33 فِى تَوَاضُعِهِ انْتَزَعَ قَضَاؤُهُ، وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ بِهِ، لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ الأَرْضِ؟» 34 فَأَجَابَ الْخَصِىُّ فِيلُبُّسَ وَقَالَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِى هَذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحـِدٍ آخـَرَ؟» 35 فَفَتَحَ فِيلُبُّسُ فَاهُ، وابْتَدَأَ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ فَبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ.
36 وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ، أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ، فَقَالَ الْخَصِىُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟» 37 فَقَالَ فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، يَجُوزُ.» فَأَجَابَ وَقَالَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ.» 38 فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ، فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِىُّ، فَعَمَّدَهُ. 39 وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ، خَطَفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ، فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِىُّ أَيْضًا، وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا. 40 وَأَمَّا فِيلُبُّسُ، فَوُجِدَ فِي أَشْدُودَ. وَبَيْنَمَا هُوَ مُجْتَازٌ، كَانَ يُبَشِّرُ جَمِيعَ الْمُدُنِ، حَتَّى جَاءَ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ.
ع26:
المنحدرة: لأن أورشليم مبنية على الجبل.التي هي برية: أي الطريق الصحراوى المحيط بالبرارى.
أوحى الله لملاك أن يكلم فيلبس ويدعوه للذهاب جنوبا إلى الطريق البرى المنحدر من أورشليم إلى غزة، والذي يبلغ طوله حوالي مائه كيلو مترًا، متجها من أورشليم غربا إلى مدينة غزه الفلسطينية.
ع27: عندما أطاع فيلبس وذهب إلى الجنوب ثم الغرب، وجد رجلا حبشيا متهودا، وهو وزير لملكة الحبشة التي كانت تلقب بكنداكه، وهو لقب مثل "فرعون" بمصر وليس اسما، وكان مسئولا عن خزائن المملكة. ونلاحظ أن سليمان الحكيم كانت له علاقة بالحبشة منذ زارته ملكة سبأ. وقد كانت بالحبشة منذ ذلك الوقت جالية يهودية كبيرة مثلما كان في الإسكندرية.
ع28: بعد أداء العبادة بأورشليم، كان الخصي راجعا لبلاده، راكبا مركبته ويقرأ بسفر إشعياء، وهذا يظهر تقواه في اهتمامه بقراءة الأسفار المقدسة وليس أي قراءات تافهة أو استسلام للكسل والراحة.
ع29:
تقدم: سر بجوار المركبة.رافق: قدم التحية للخصى وتحدث معه كمسافر معه في نفس الطريق ولكن مشيا على الأقدام.
طلب الروح القدس من فيلبس أن يتقدم ليتعرف على الوزير، وهذا يؤكد لنا أقنومية الروح القدس، فهو أقنوم وليس مجرد قوة الله بالمعنى العام.
بادر: بدأ فيلبس الحديث مع الخصى.
سمعه يقرأ: كان الخصي يقرأ بصوت مسموع، فهذا يساعد الكثيرين على التركيز فيما يقرأون.
طلب إلى فيلبس: ظهر من كلام فيلبس أنه فاهم لكلمات إشعياء، فانتهز الخصي الفرصة وطلب منه أن يركب معه ويفسر له.
سأله فيلبس عن مدى فهمه لما يقرأ، فرد الرجل بتواضع شديد طالبا الإرشاد والمساعدة، ودعا فيلبس للركوب والجلوس معه.
في تواضعه: احتمل باتضاع كل الآلام والإهانات والظلم.
انتزع قضاؤه: أخذ رؤساء الكهنة حكما ظالما على المسيح من السلطة المدنية أي بيلاطس.
جيله: المعاصرين للمسيح.
من يخبر به: ليس من يفهم من معاصريه أنه يتألم عن البشرية وليس لأجل شر صنعه.
حياته تنتزع: يحكم عليه بالموت على الأرض، لكنه حى كإله فيقوم ثانية.
كان الخصي يقرأ في إشعياء (إش 53: 7 ،8)، حيث يصف شخصا يقتادونه إلى الموت وهو صامت مثل الشاه أو النعجة عند ذبحها أو جزّ صوفها، واحتمل باتضاع حكما ظالما انتزعه الأشرار من السلطة المدنية وقتلوه. ولم يفهم اليهود في جيله أنه تألم ومات من أجل آخرين وليس عن ذنب صنعه.
ثم سأل الخصي فيلبس عن تفسير هذه الآيات، وعن الشخص الذي تتكلم عنه... هل هو إشعياء أم شخص آخر؟
ع35: بدأ فيلبس يشرح للخصى قصة حياة المسيح وفداءه، وانطباق هذه الآيات عليه، وكيف بدأت الكنيسة، وانضمام المؤمنين بالمعمودية وحلول الروح القدس عليهم.
ع36: عندما أقبلا على بركة ماء، سأل الخصي فيلبس، هل هناك مانع من أن يعتمد؟ وهذا يؤكد أمرين:
الأول: أن المعمودية كانت لا تتم إلا بماء كثير أي بالتغطيس، لأنه لو كانت تتم بالرش لاستخدم الماء الذي معه، لأنه لا بُد للمسافر في الصحراء أن يكون معه ماء للشرب.
والأمر الثاني، أن فيلبس حدثه عن المعمودية وأهميتها بعد قبول الإيمان.
ع37:
يسوع المسيح هو ابن الله: أعلن إيمانا مختصرا بالمسيح المخلص وبلاهوته.تأكد فيلبس من إيمان الوزير ليتمم وصية الرب أن "من آمن واعتمد خلص" (مر16:16).
وهذا بالطبع يسرى على الكبار، أما الأطفال فيمكن أن ينوب عنهم والديهم المسيحيون في الاعتراف بالإيمان إلى أن يكبروا، فلا يخسرون بركة تجديد طبيعتهم والتناول من الأسرار المقدسة لمجرد كونهم أطفالًا.
ع38:
نزل كلاهما إلى الماء: نزل فيلبس والخصى من المركبة إلى بركة الماء التي كانت بجوار الطريق الصحراوى واعتمد الرجل بيد فيلبس.
ع39:
صعدا: هذا يظهر أنه تجمع مائى نزل فيه الخصي وغطس، فتعمد بيد فيلبس.خطف: نقله الروح القدس فجأة من هذا المكان إلى مدينة أشدود ليكمل عمله بالتبشير فيها.
فرحًا: بإيمانه ومعموديته، مشتاقا أن يبشر بلاده بهذا الإيمان.
نقل الروح القدس فيلبس إلى مدينة أشدود، فلم يعد الوزير يراه، لكنه مضى فرحًا في طريقه بإيمانه الجديد.
ع40:
أشدود: مدينة فلسطينية تقع شمال غزه على بعد 24 ميل.قيصرية: سميت باسم قيصر، وهي مدينة كبيرة على ساحل البحر الأبيض المتوسط جنوب عكا.
بدأ فيلبس يستأنف البشارة في مدينة أشدود الفلسطينية حتى وصل إلى قيصرية، التي جاء منها بعد ذلك أبو التاريخ الكنسي المؤرخ الأسقف يوسابيوس القيصرى، والتي تأسست بها مدرسة لاهويته بعلماء ممثلين في العلامة أوريجانوس، الذي أسس هذه المدرسة بعد أن انتقل إليها من الإسكندرية، والتي كانت مستقر سكن فيلبس الشماس وبناته العذارى المتنبآت (ص21: 8،9).
هكذا كان نشاط الكنيسة الأولى التي لا تهدأ في عملها، بل دائمًا تتحرك لإكمال الرسالة بإرشاد الروح القدس وطاعته.
† ليتنا نتحرك لخدمة الله، ونخرج من مشاغلنا الكثيرة حتى نجذب النفوس للتمتع بعشرته في الكنيسة.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 9 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 7 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-08.html
تقصير الرابط:
tak.la/svyw892