← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40 - 41
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ
(1) خدمة بولس في أفسس ومعجزاته (ع1-12)
(2) أبناء سكاوا (ع13-20)
(3) ثورة ديمتريوس (ع21-41)
1 فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ، أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِى الْعَالِيَةِ، جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ، 2 قَالَ لَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ.» 3 فَقَالَ لَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا.» 4 فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ، قَائِلًا لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِى يَأْتِى بَعْدَهُ، أَى بِالْمَسِيحِ يَسـُوعَ.» 5 فَلَمَّا سَمِعُوا، اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6 وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ، حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ، فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ. 7 وَكَانَ جَمِيعُ الرِّجَالِ نَحْوَ اثْنَى عَشَرَ.
8 ثُمَّ دَخَلَ الْمَجْمَعَ، وَكَانَ يُجَاهِرُ مُدَّةَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ، مُحَاجًّا وَمُقْنِعًا فِي مَا يَخْتَصُّ بِمَلَكُوتِ اللهِ. 9 وَلَمَّا كَانَ قَوْمٌ يَتَقَسَّوْنَ وَلاَ يَقْنَعُونَ، شَاتِمِينَ الطَّرِيقَ أَمَامَ الْجُمْهُورِ، اعْتَزَلَ عَنْهُمْ، وَأَفْرَزَ التَّلاَمِيذَ، مُحَاجًّا كُلَّ يَوْمٍ فِي مَدْرَسَةِ إِنْسَانٍ اسْمُهُ تِيرَانُّسُ، 10 وَكَانَ ذَلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْنِ، حَتَّى سَمِعَ كَلِمَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي أَسِيَّا مِنْ يَهُودٍ وَيُونَانِيِّينَ. 11 وَكَانَ اللهُ يَصْنَعُ عَلَى يَدَىْ بُولُسَ قُوَّاتٍ غَيْرَ الْمُعْتَادَةِ، 12 حَتَّى كَانَ يُؤْتَى عَنْ جَسَدِهِ بِمَنَادِيلَ أَوْ مَآزِرَ إِلَى الْمَرْضَى، فَتَزُولُ عَنْهُمُ الأَمْرَاضُ وَتَخْرُجُ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُمْ.
ع1:
أفسس: عاصمة آسيا الصغرى (تركيا)، وتقع على الساحل الغربي منها، وكان بها معبد أرطاميس، الذي يعد من عجائب الدنيا السبع. واهتم بولس بأن يجعلها مركزا لخدمة كنائس تركيا، كما جعل كورنثوس مركزا لخدمة كنائس اليونان.في بدء الرحلة الثالثة، كان بولس في جولة برية بتركيا، ووصل إلى أفسس أثناء كرازة أبلوس في كورنثوس، فوجد مسيحيين من تلاميذ يوحنا المعمدان، الذين لم يعرفوا عن المسيح إلا شهادة يوحنا له.
ع2-3: علم منهم بولس أنهم آمنوا بالمسيح على يد أبلوس، الذي لم يكن يعرف عن المسيح إلا شهادة يوحنا المعمدان له، وبالتالي لم يعرفوا الروح القدس ولم يعتمدوا المعمودية المسيحية.
ع4: أكمل بولس تبشيرهم، موضحا أن معمودية يوحنا للتوبة، وهي تمهيد للمعمودية المسيحية بالروح القدس التي ننال بها الخلاص الذي تممه المسيح على الصليب.
ع5: عندما سمع أهل أفسس آمنوا واعتمدوا باسم المسيح، فنالوا بركة السر.
ع6-7: وضع بولس يديه عليهم، بسلطانه الكهنوتى كأسقف، فحل عليهم الروح القدس، أي سر الميرون، وتكلموا بألسنة ولغات. وكانوا نحو إثنى عشر رجلا عدا النساء والأولاد. وهؤلاء كانوا مجموعة من أهل أفسس، أما الباقين فكان لهم الإيمان الكامل بالمسيح ونالوا المعمودية والميرون، وهم الذين آمنوا على يد بولس في الزيارة السابقة.
ع8:
ملكوت الله: الإيمان بالمسيح الذي يملك على القلوب، وأن لنا الملكوت الأبدي.بدأ بولس، كعادته، الكرازة لليهود بالمجمع، واستمر فيها ثلاثة أشهر.
ع9:
يتقسون: يرفضون الإيمان المسيحي ويقاومونه.الطريق: المسيحية.
محاجا: واعظا ومقنعا ومظهرا خطأ أو عادات اليهودية.
بدأ اليهود يجدفون ويشتمون المسيحية، فترك بولس المجمع وأخذ معه المسيحيين مستخدما إحدى المدارس كمكان للتبشير، وهي مملوكة لفيلسوف يوناني اسمه تيرانس كان قد آمن.
وهكذا انقلب عليه الذين كانوا قد طلبوا منه أن يبقى عندهم في رحلته السابقة (ص18: 20).
ع10: استمر بولس يبشر في المدرسة سنتين حتى انتشرت البشارة بين اليهود واليونانيين في غرب تركيا، بمدينة أفسس وما حولها، في السبع كنائس التي كتب لها يوحنا الرسول.
ع11:
مآزر: هى مرايل تلبس أثناء العمل في صناعة الخيام.صنع الله معجزات عظيمة عن طريق بولس الرسول، إذ كانوا يلمسون جسده بمناديل ومآزر ثم يرسلونها إلى المرضى فيبرأون، والذين فيهم أرواح نجسه تخرج منهم.
هذا يرينا أهمية بركة القديسين وآثارهم وشفاعتهم وأديرتهم، التي يجب أن نحرص على نوالها.
† على قدر ما يقاومك الأشرار، ستسندك نعمة الله بشكل لا تتخيله. فواصل تقديم محبتك وخدمتك، واهرب من مواجهة الشر لأن هدفك هو عمل الخير. لا تجادل من لا يريد أن يسمع، ولكن اقنع بالحب وطول الأناة من له استعداد للتجاوب.
13 فَشَرَعَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ الطَّوَّافِينَ الْمُعَزِّمِينَ، أَنْ يُسَمُّوا عَلَى الَّذِينَ بِهِمِ الأَرْوَاحُ الشِّرِّيرَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، قَائِلِينَ: «نُقْسِمُ عَلَيْكَ بِيَسُوعَ الَّذِي يَكْرِزُ بِهِ بُولُسُ!» 14 وَكَانَ سَبْعَةَ بَنِينَ لِسَكَاوَا، رَجُلٍ يَهُودِىٍّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ، الَّذِينَ فَعَلُوا هَذَا. فَأجابَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ وَقَالَ: «أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ، وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟» 16 فَوَثَبَ عَلَيْهِمُ الإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ، وَغَلَبَهُمْ وَقَوِىَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى هَرَبُوا مِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ عُرَاةً وَمُجَرَّحِينَ. 17 وَصَارَ هَذَا مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي أَفَسُسَ. فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. 18 وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ. 19 وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ السِّحْرَ يَجْمَعُونَ الْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ الْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا فَوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ. 20 هَكَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ.
ع13:
الطوافين: يسافرون من بلد إلى أخرى لمزاولة مهنتهم، وهي استخدام السحر في إخراج الشياطين.المعزمين: التعزيم هو تلاوة بعض كلمات وعبارات لإخراج الشياطين.
يسموا: يرددون اسم.
نقسم عليك: نأمرك أن تطيع.
يسوع الذي يكرز به بولس: تمييزا له عن كثيرين من اليهود كان اسمهم يسوع.
كان بعض اليهود يدعون قدرتهم على إخراج الشياطين عن طريق أعمال السحر التي تحرمها الشريعة اليهودية. وكانوا يستخدمون كلمات سحرية، منها اسم يهوه، لإخراج الشياطين. فلما سمعوا بقدره بولس الرسول على إخراج الشياطين باسم المسيح، حاولوا هم أيضًا استخدام اسم يسوع المسيح في تعاويذهم السحرية.
ع14: كان اليهود الطوافون الذين يدعون إخراج الشياطين أبناء لرئيس كهنة يهودي يدعى سكاوا. وهو رئيس لأحد الفرق الكهنوتية الأربعة والعشرين لكهنة اليهود، الذين كانوا يخدمون الهيكل، كل فرقة في نوبتها (لو1: 8). وربما كان سكاوا هذا قد ترك اليهودية إلى الوثنية.
ع15-16: حدثت معجزة عظيمة، وهي أن الروح الشرير أجاب أبناء سكاوا، معترفا بقوة اسم المسيح وإيمان بولس، فهاجم الرجال وضربهم ومزق ملابسهم حتى هربوا عراة، أي بثياب ممزقة، ومجروحين.
ع17: انتشر الخبر بين أهل أفسس، فعلموا قوة اسم يسوع المسيح، وخافوه هو وتلميذه بولس، الذي ظهر تميز قوته عن السحرة. فتمجد اسم المسيح مما ساعد على انتشار الإيمان به.
ع18: شجعت عظمة اسم المسيح ومخافته كثير من المؤمنين الجدد على الاعتراف بأخطائهم السابقة، وهذه إشارة لسر الاعتراف الجهرى وممارسته في الكنيسة الأولى.
ع19:
خمسين ألفا من الفضة: إن كان المقصود خمسين ألف شاقلا (شاقل الفضة اليهود 11.5 جم) تكون الكمية 600 كجم من الفضة تقريبا، أما إذا كان المقصود بها الدرهم اليوناني (وزنة 4 جرامات من الفضة)، تكون الكمية نحو 200 كجم. وكانت جملة أثمان كتب السحر خمسين ألفا من الفضة، وهذا مبلغ كبير.حرق كثيرون من المسيحيين، الذين كانوا يستعملون السحر قبل إيمانهم، كتب السحر، وبالرغم من الخسارة المادية فقد اعتبروا ربحهم بالإيمان بالمسيح أكثر وأغلى.
وهذه توبة عملية وإيمان عملى، إذ لم يكتفوا بإقرار الإيمان أو كلمات التوبة، بل كملوها بأفعالهم إذ تخلصوا من كتب السحر.
ع20: كانت كلمة الله وكنيسته تنموان بشدة. ونلاحظ هنا أمرين:
أولًا: أن اسم المسيح ليس تعويذه سحرية تخرج الأرواح الشريرة، بل يلزم أن يكون لنا إيمان قوى بهذا الاسم وحياة روحية تشهد لهذا الإيمان.
ثانيا: أن السحر محرم بكافة أنواعه ومنها، العرافة أي الإخبار بأمور غير معروفة، وتفسير الأحلام، وإعلان الأسرار المجهولة للعامة، وكشف المسروق، وكشف الكنوز، وعمل وسائل المحبة بين البشر أو بين شاب وفتاه، وتمييز الطالع والأيام برؤية البخت لمعرفة الأيام السعيدة من المنحوسة، وعمل الاحجبة، والتعزيم بكلام غير مفهوم، والرقى بعبارات سحرية لطرد المرض والضعف. فكلها استعانة بعمل الشيطان.
† لا تنشغل بالمستقبل، فإلهك يدبر لك أفضل شيء. ولا تخف من أحد لأن حاميك هو إله الآلهة. لا تبحث عن معرفة بعيدًا عن الله حتى لا تسقط في يد الشيطان، ولا تدخل في هذه الأمور حتى عن طريق الدعابة لئلا ينجذب قلبك إليها وينشغل عقلك بها.
واعلم أن إبليس ينتظر فرصة ضعف منك حتى يحاربك.
وإن كنت قد أخطأت وخالفت وصايا الله في أي أمور سحرية، فأسرع إلى الاعتراف والتناول، وأحرق كل ما عندك، وواظب على الصلاة وقراءة الكتاب المقدس.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
21 وَلَمَّا كَمِلَتْ هَذِهِ الأُمُورُ، وَضَعَ بُولُسُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ، بَعْدَ مَا يَجْتَازُ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ، يَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، قَائِلًا: «إِنِّى بَعْدَ مَا أَصِيرُ هُنَاكَ، يَنْبَغِى أَنْ أَرَى رُومِيَةَ أَيْضًا.» 22 فَأَرْسَلَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ اثْنَيْنِ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَهُ: تِيمُوثَاوُسَ وَأَرَسْطُوسَ، وَلَبِثَ هُوَ زَمَانًا فِي أَسِيَّا. 23 وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَغَبٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ بِسَبَبِ هَذَا الطَّرِيقِ، 24 لأَنَّ إِنْسَانًا اسْمُهُ دِيمِتْرِيُوسُ، صَائِغٌ صَانِعُ هَيَاكِلِ فِضَّةٍ لأَرْطَامِيسَ، كَانَ يُكَسِّبُ الصُّنَّاعَ مَكْسَبًا لَيْسَ بِقَلِيلٍ. 25 فَجَمَعَهُمْ وَالْفَعَلَةَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْعَمَلِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ سِعَتَنَا إِنَّمَا هِى مِنْ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ. 26 وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَتَسْمَعُونَ أَنَّهُ، لَيْسَ مِنْ أَفَسُسَ فَقَطْ، بَلْ مِنْ جَمِيعِ أَسِيَّا تَقْرِيبًا، اسْتَمَالَ وَأَزَاغَ بُولُسُ هَذَا جَمْعًا كَثِيرًا، قَائِلًا: "إِنَّ الَّتِي تُصْنَعُ بِالأَيَادِى لَيْسَتْ آلِهَةً." 27 فَلَيْسَ نَصِيبُنَا هَذَا وَحْدَهُ فِي خَطَرٍ مِنْ أَنْ يَحْصُلَ فِي إِهَانَةٍ، بَلْ أَيْضًا هَيْكَلُ أَرْطَامِيسَ، الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ، أَنْ يُحْسَبَ لاَ شَىْءَ، وَأَنْ سَوْفَ تُهْدَمُ عَظَمَتُهَا هِىَ، الَّتِي يَعْبُدُهَا جَمِيعُ أَسِيَّا وَالْمَسْكُونَةِ.» 28 فَلَمَّا سَمِعُوا، امْتَلأُوا غَضَبًا، وَطَفِقُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «عَظِيمَةٌ هِى أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ.» 29 فَامْتَلأَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا اضْطِرَابًا، وَانْدَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى الْمَشْهَدِ، خَاطِفِينَ مَعَهُمْ غَايُوسَ وَأَرِسْتَرْخُسَ الْمَكِدُونِيَّيْنِ رَفِيقَىْ بُولُسَ فِي السَّفَرِ.
30 وَلَمَّا كَانَ بُولُسُ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ الشَّعْبِ، لَمْ يَدَعْهُ التَّلاَمِيذُ. 31 وَأُنَاسٌ مِنْ وُجُوهِ أَسِيَّا، كَانُوا أَصْدِقَاءَهُ، أَرْسَلُوا يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يُسَلِّمَ نَفْسَهُ إِلَى الْمَشْهَدِ. 32 وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَىْءٍ، وَالْبَعْضُ بِشَىْءٍ آخَرَ، لأَنَّ الْمَحْفِلَ كَانَ مُضْطَرِبًا، وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَدْرُونَ لأَىِ شَىْءٍ كَانُوا قَدِ اجْتَمَعُوا! 33 فَاجْتَذَبُوا إِسْكَنْدَرَ مِنَ الْجَمْعِ، وَكَانَ الْيَهُودُ يَدْفَعُونَهُ. فَأَشَارَ إِسْكَنْدَرُ بِيَدِهِ يُرِيدُ أَنْ يَحْتَجَّ لِلشَّعْبِ. 34 فَلَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُ يَهُودِىٌّ، صَارَ صَوْتٌ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمِيعِ، صَارِخِينَ نَحْوَ مُدَّةِ سَاعَتَيْنِ: «عَظِيمَةٌ هِى أَرْطَامِيسُ الأَفَسُسِيِّينَ!»
35 ثُمَّ سَكَّنَ الْكَاتِبُ الْجَمْعَ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَفَسُسِيُّونَ، مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ أَنَّ مَدِينَةَ الأَفَسُسِيِّينَ مُتَعَبِّدَةٌ لأَرْطَامِيسَ الإِلَهَةِ الْعَظِيمَةِ وَالتِّمْثَالِ الَّذِي هَبَطَ مِنْ زَفْسَ؟ 36 فَإِذْ كَانَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءُ لاَ تُقَاوَمُ، يَنْبَغِى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ وَلاَ تَفْعَلُوا شَيْئًا اقْتِحَامًا. 37 لأَنَّكُمْ أَتَيْتُمْ بِهَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، وَهُمَا لَيْسَا سَارِقَىْ هَيَاكِلَ، وَلاَ مُجَدِّفَيْنِ عَلَى إِلَهَتِكُمْ. 38 فَإِنْ كَانَ دِيمِتْرِيُوسُ وَالصُّنَّاعُ الَّذِينَ مَعَهُ لَهُمْ دَعْوَى عَلَى أَحَدٍ، فَإِنَّهُ تُقَامُ أَيَّامٌ لِلْقَضَاءِ، وَيُوجَدُ وُلاَةٌ، فَلْيُرَافِعُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 39 وَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ شَيْئًا مِنْ جِهَةِ أُمُورٍ أُخَرَ، فَإِنَّهُ يُقْضَى فِي مَحْفِلٍ شَرْعِىٍّ. 40 لأَنَّنَا فِي خَطَرٍ أَنْ نُحَاكَمَ مِنْ أَجْلِ فِتْنَةِ هَذَا الْيَوْمِ. وَلَيْسَ عِلَّةٌ يُمْكِنُنَا مِنْ أَجْلِهَا أَنْ نُقَدِّمَ حِسَابًا عَنْ هَذَا التَّجَمُّعِ.» 41 وَلَمَّا قَالَ هَذَا، صَرَفَ الْمَحْفِلَ.
ع21: بعد حوالي ثلاث سنوات من الكرازة بأفسس، عزم بولس الرسول على الذهاب إلى شمال بلاد اليونان المسمى مكدونية وجنوبها المسمى أخائية، وجمع عطايا لكنيسة أورشليم، ثم العودة بها إليها، ثم السفر إلى روما للكرازة بها. وبذلك يكون قد كرز في أورشليم مركز اليهودية في العالم وأثينا مركز الفلسفة وروما مركز السلطة.
ع22: أرسل بولس تيموثاوس وأرسطوس أمامه إلى مكدونية، وبقى يكمل الخدمة في أفسس.
ع23:
الطريق: المسيحية.حدث في أفسس ثورة كبيرة، في هذا الوقت، بسبب انتشار المسيحية.
ع24:
هياكل فضة: تماثيل فضية صغيرة للإلهة أرطاميس، يضعونها في البيوت ويحملونها في أسفارهم لتحميهم وتباركهم.كان ديمتريوس الصائغ يعمل بصياغة أصنام فضية صغيرة، توضع في هياكل رمزية للأصنام. وقد كان زعيما لمجموعة كبيرة من الصياغ، الذين يعملون في هذا الأمر ويكسبون مكاسب طائلة.
ع25-27: جمع ديمتريوس الصناع مع كافة العاملين بمهنة عمل تماثيل الآلهة أرطاميس، وقال لهم إن رزقهم الواسع في خطر بسبب نجاح خدمة بولس بآسيا عموما وأفسس خصوصا، واستمرار خدمة بولس سيوقف رزقهم وتصير عظمة أرطاميس بلا قيمة.
وقد اهتم بارطاميس ليثير الشعب، مع أن قصده الحقيقي هو مكسبه المادي، هو ومن معه.
ع28: عندما امتزج الدين برزق الصناع، غضبوا جدًا وجعلوا يعظمون أرطاميس بصراخ شديد، ليس فقط تقديرا وتمسكا بآلهتهم، بل بالأكثر خوفا على مكاسبهم.
ع29:
المشهد: ساحة كبير بمدرجات مكشوفة تسع 30 ألف مشاهد.اضطربت المدينة كلها واندفعت الجموع إلى المسرح الروماني المدرج المسمى "المشهد"، واختطفوا معهم إثنين من رفقاء بولس، لأنهم كوثنيين لم يميزوا بين المسيحية واليهودية، فظنوا أن كرازة بولس هي من مكايد اليهود المكروهين عندهم.
ع30: حاول بولس أن يذهب إلى المشهد ليحامى عن رفيقيه، ولكن المؤمنين منعوه خوفا عليه من هياج الشعب لتعلقهم بأرطاميس.
ع31:
وجوه آسيا: هم عشره من عظماء آسيا، وهي جزء من تركيا، وأغنيائها هم الذين يهتمون بترتيب أعياد الآلهة والصرف عليها.كان بعض وجوه آسيا من أصدقاء بولس، وليس بالضرورة يكونوا قد آمنوا ولكن تربطهم فقط علاقات محبة معه. هؤلاء كانوا في أفسس لوجود احتفالات بها لأرطاميس، فأرسلوا إلى بولس حتى يختفى ولا يعرض نفسه لمخاطر الشعب الثائر.
ع32: كان صراخ الشعب في الساحة عظيما، فقد كانوا يشعرون أن هناك اعتداء على مدينتهم وعلى آلهتهم، ولكنهم لا يعرفون ممن هذا الاعتداء أو لأي سبب، فكان هياجا دون سبب محدد.
ع33: خطف الوثنيون يهوديا اسمه إسكندر، كان خطيبا، وكان اليهود قد دفعوه ليدافع عنهم أي ليبرئهم من تهمة معاداة أرطاميس، فيكون بولس ومن معه أي المسيحيين هم فقط المدانون، لأن الوثنيين كانوا لا يزالون يعتبرون المسيحية فرقة من اليهود؛ فأشار إسكندر للمحتشدين حتى يصمتوا ويعطوه فرصة للتكلم معهم.
ع34: عندما حاول إسكندر الكلام وعلمت الجموع أنه يهودي، سواء من هيئته أو كلامه أو معرفة البعض له، زاد الهتاف والهياج نحو ساعتين معلنين تعظيمهم لآلهتهم المهانة من أعدائها اليهود، فقد كان الوثنيون يكرهون اليهود.
الكاتب: المسئول عن تسجيل بيانات المحكمة، وكان هذا مركزا كبيرا في المدينة.
زفس: هو كوكب المشترى، وكانوا يظنون أن تمثال أرطاميس نزل منه، أي نزل من السماء إلى الأرض.
اقتحاما: أي بثوره وهياج، فتسقطون في أخطاء تعاقبون عليها.
هدأ الكاتب الصارخين، وقد كان رجلا حكيما، فأكد لهم عظمة آلهتهم التي تفوق الشك، والتي كان لها تمثال خشبى يظنون أنه نزل من كوكب المشترى رمز إله الآلهة، وإذا كانت عظمة أرطاميس واضحة، فلماذا هياجهم؟
ع37: أشار الكاتب إلى سقوطهم في خطأ، وهو القبض على أرسترخس وغايس دون تهمة موجهة إليهما، إذ لم يسقطا في سرقة هيكل أرطاميس أو يهاجما عبادتها. ولم يكن بولس يذم أرطاميس شخصيا، بل كان يرفع شأن المسيح أمام البشر بكرازته.
ع38:
يرافعوا: يعلن كل واحد حجته وأدلته.الولاة: القضاة والمحامين.
أعلن الكاتب خطأ هذا الشغب وأن الطريقة المناسبة هي رفع دعوى للمحكمة، وكذلك حدد المشكلة في ديمتريوس ومن معه. فإن كان لهم شكوى أو اتهام، فلا داعٍ لتهييج المدينة كلها، بل يقدمونها في المحكمة لينظر فيها، ويعلن المشتكي اتهامه ويدافع المتهم عن نفسه.
ع39: أضاف الكاتب أنه إن كان لديمتريوس أو أي أحد من المجتمعين في المشهد شكوى أخرى، فلتعرض في محفل شرعي وهو محكمة الاستئناف التي تنعقد كل ثلاثة شهور بحضور القضاة.
ع40: أوضح الكاتب أن هذا الهياج بلا سبب قانوني، ويعرض المدينة للغضب الروماني فيعاقبونها؛ إذ أن اجتماعهم غير شرعى فيعتبر ثورة وهياج يثير غضب السلطة في روما.
ع41: هكذا صرف الكاتب الجمع بحديثه الحكيم، إذ مدح اهتمامهم بالعبادة ومحافظتهم على هيكل أرطاميس، فهدأوا إذ نبههم إلى خطأ هياجهم دون محفل شرعى وتعرضهم للعقوبة، فاقتنعوا وانصرفوا.
† كثيرًا ما يستخدم إلهنا غير المؤمنين، مثل وجوه آسيا أو كاتب المدينة، في إنقاذ أولاده، فهو الضابط الكل لخيرهم، حتى لا نقلق عند المتاعب. فلا تفكر أكثر من طاقتك في حل المشاكل، وثق أن إلهك الذي تصلى لأجله يستطيع أن يحلها بطرق لا تخطر على بالك.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 20 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 18 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-19.html
تقصير الرابط:
tak.la/tkt3yz8