← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ
(1) في كورنثوس وإيمان رئيس المجمع (ع 1-11)
(2) شكوى بولس للوالي (ع 12-17)
(3) نهاية الرحلة الثانية (ع 18-22)
(4) بداية الرحلة الثالثة من أنطاكية (ع 23-28)
1 وَبَعْدَ هَذَا، مَضَى بُولُسُ مِنْ أَثِينَا وَجَاءَ إِلَى كُورِنْثُوسَ، 2 فَوَجَدَ يَهُودِيًّا اسْمُهُ أَكِيلاَ، بُنْطِىَّ الْجِنْسِ، كَانَ قَدْ جَاءَ حَدِيثًا مِنْ إِيطَالِيَا، وَبِرِيسْكِلاَّ امْرَأَتَهُ، لأَنَّ كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِىَ جَمِيعُ الْيَهُودِ مِنْ رُومِيَةَ. فَجَاءَ إِلَيْهِمَا. 3 وَلِكَوْنِهِ مِنْ صِنَاعَتِهِمَا أَقَامَ عِنْدَهُمَا، وَكَانَ يَعْمَلُ لأَنَّهُمَا كَانَا فِي صِنَاعَتِهِمَا خِيَامِيَّيْنِ. 4 وَكَانَ يُحَاجُّ فِي الْمَجْمَعِ كُلَّ سَبْتٍ، وَيُقْنِعُ يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ. 5 وَلَمَّا انْحَدَرَ سِيلاَ وَتِيمُوثَاوُسُ مِنْ مَكِدُونِيَّةَ، كَانَ بُولُسُ مُنْحَصِرًا بِالرُّوحِ وَهُوَ يَشْهَدُ لِلْيَهُودِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. 6 وَإِذْ كَانُوا يُقَاوِمُونَ وَيُجَدِّفُونَ، نَفَضَ ثِيَابَهُ وَقَالَ لَهُمْ: «دَمُكُمْ عَلَى رُؤُوسِكُمْ، أَنَا بَرِىءٌ، مِنَ الآنَ أَذْهَبُ إِلَى الأُمَمِ.» 7 فَانْتَقَلَ مِنْ هُنَاكَ، وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ رَجُلٍ اسْمُهُ يُوسْتُسُ، كَانَ مُتَعَبِّدًا لِلَّهِ، وَكَانَ بَيْتُهُ مُلاَصِقًا لِلْمَجْمَعِ. 8 وَكِرِيسْبُسُ رَئِيسُ الْمَجْمَعِ، آمَنَ بِالرَّبِّ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ، وَكَثِيرُونَ مِنَ الْكُورِنْثِيِّينَ إِذْ سَمِعُوا، آمَنُوا وَاعْتَمَدُوا.
9 فَقَالَ الرَّبُّ لِبُولُسَ بِرُؤْيَا فِي اللَّيْلِ: «لاَ تَخَفْ، بَلْ تَكَلَّمْ وَلاَ تَسْكُتْ، 10 لأَنِّى أَنَا مَعَكَ، وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ لِيؤْذِيَكَ، لأَنَّ لِى شَعْبًا كَثِيرًا فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ.» 11 فَأَقَامَ سَنَةً وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ يُعَلِّمُ بَيْنَهُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ.
ع1:
مضى بولس من أثينا لأنه لم يتوقع نجاحًا للتبشير بها، وجاء إلى كورنثوس في مقاطعة هلاس بأقصى جنوب بلاد اليونان، وكان لها ميناء شرقى وآخر غربى لأنها أكبر مدينة في جنوب بلاد اليونان المسمى (أخائيه)، كما كانت تسالونيكي أكبر مدينة في الشمال المسمى (مكدونية).كان في كورنثوس هيكل لعبادة الزهرة، به ألف كاهنة يمارسن الرذيلة مع المصلين بالمعبد كجزء من العبادة. وهذا يوضح كم الإنحلال الأخلاقى بهذه المدينة، ولكن بولس بقى فيها سنة ونصف (ع11)، ونجحت فيها البشارة جدًا، ومنها كتب رسالتيه إلى أهل تسالونيكي.
ع2: كان في كورنثوس مسيحي من أصل يهودي اسمه أكيلا، ومعه زوجته برسكلا. وهما في الأصل من أهل بنطس بشمال شرق تركيا، وكانا ضمن اليهود الذين طردهم كلوديوس قيصر من روما، إذ أنه أمر بطرد كل يهود روما ومنع أن يسكن يهودي بها لكثرة الفتن التي يحركها اليهود، فجاء بولس إليهما.
ع3: اعتاد اليهود أن يعلموا أولادهم حرفة مهما كان مستواهم العلمى والثقافى، فرغم تعلم شاول الطرسوسي الفلسفة والعلوم الدينية لكنه تدرب على حرفة صناعة الخيام، فلما زار كورنثوس وجد أكيلا وزوجته يعملان في نفس الحرفة أيضًا، فشجعه ذلك على الإقامة عندهما ليشاركهما في هذه الصناعة، حتى لا يتكل على أحد في نفقات معيشته.
ع4: كان بولس الرسول يذهب كل سبت ليعظ ويناقش ويقنع اليهود واليونانيين المتهودين في المجمع بالمسيحية، أما باقي الأيام فكان يعمل في صناعة الخيام، ويوم الأحد يقضيه في العبادة الروحية مع أكيلا وبريسكلا المسيحيين الموجودين في كورنثوس.
ع5:
منحصرًا بالروح: بغيره وحماس شديد.عندما وصل سيلا وتيموثاوس إلى بولس، اللذان كانا في مكدونية شمال اليونان بمدينة تسالونيكي، كان هو يبشر في كورنثوس لكي يوضح لليهود أن يسوع هو المسيح المخلص.
ع6: قاوم اليهود بولس بكلام صعب ضد المسيح، فنفض ثيابه رمزًا لتخلى الله عن المعاندين، وحَّملهم مسئولية رفضهم، معلنًا براءته من دمهم وأنه سيبدأ التبشير للأمم.
ع7: انتقل بولس إلى بيت لرجل اسمه يوستس بجوار المجمع، كان من اليونانيين الذين يعبدون الله دون أن يتهودوا، وقد قَبِلَ الإيمان بالمسيح، فاتخذ بولس بيته مكانًا يعظ منه الذين آمنوا أو يقبلون على الإيمان، لأن هذا البيت مناسب لذلك إذ هو بجوار المجمع فيعرفه الجميع ويسهل اجتماعهم به.
ع8: كان كريسبس رئيس المجمع قد آمن هو وأهل بيته وعمده بولس الرسول (1 كو1: 14)، وهذا ساعد على دخول يهود كثيرين للإيمان، وكذلك اليونانيين المهتمين بعبادة الله، إذ أقبلوا على سماع تعاليم بولس فآمنوا واعتمدوا.
وهكذا نجحت الخدمة جدًا في بلدة شريرة جدًا، وهذا برهان على عمل الله الذي لا يجعلنا نيأس أبدًا من عمل الخير.
إذ يشعر بوجود الله معه، يطمئن ويتشجع للتبشير بحماس واحتمال لمقاومة الأشرار، مطمئنا لوعد الله أنهم لا يستطيعون أن يضروه أو يوقفوا تبشيره.
لى شعبًا كثيرًا: نفوس كثيرة ستؤمن بالمسيح.
ظهر الرب لبولس في رؤيا يشجعه لئلا يخاف من عنف مقاومة يهود كورنثوس أو استهانة اليونانيين المنشغلين بشهواتهم فيها، ويشجعه على استمرار التبشير معلنا حفظه له من كل شر لأن الكثيرين سيؤمنون.
ع11: استمر بولس يبشر لمدة سنة ونصف بالمسيحية، فأسس كنيسة بها ونظم العبادة والمسئوليات فيها. وقد اهتم بهذه المدينة لأنها ميناء يلتقى فيه الكثيرون الآتون من روما والإسكندرية وأفسس، بالإضافة إلى أنها مدينة هامة في مقاطعة أخائية أي جنوب اليونان.
† عندما يقاومك الأشرار لا تيأس وتستسلم، لأن الله يسندك وهو أقوى من الكل، عالمًا أن بعض الناس لا يقبلون الحق إلا بعد فترة طويلة، ولكنهم قد يصبحوا أقوى من الباقين في حياتهم مع الله.
12 وَلَمَّا كَانَ غَالِيُونُ يَتَوَلَّى أَخَائِيَةَ، قَامَ الْيَهُودُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى بُولُسَ، وَأَتَوْا بِهِ إِلَى كُرْسِىِّ الْوِلاَيَةِ، 13 قَائِلِينَ: «إِنَّ هَذَا يَسْتَمِيلُ النَّاسَ أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ بِخِلاَفِ النَّامُوسِ.» 14 وَإِذْ كَانَ بُولُسُ مُزْمِعًا أَنْ يَفْتَحَ فَاهُ، قَالَ غَالِيُونُ لِلْيَهُودِ: «لَوْ كَانَ ظُلْمًا أَوْ خُبْثًا رَدِيًّا أَيُّهَا الْيَهُودُ، لَكُنْتُ بِالْحَقِّ قَدِ احْتَمَلْتُكُمْ. 15 وَلَكِنْ، إِذَا كَانَ مَسْئَلَةً عَنْ كَلِمَةٍ وَأَسْمَاءٍ وَنَامُوسِكُمْ، فَتُبْصِرُونَ أَنْتُمْ. لأَنِّى لَسْتُ أَشَاءُ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا لِهَذِهِ الأُمُورِ.» 16 فَطَرَدَهُمْ مِنَ الْكُرْسِىِّ. 17 فَأَخَذَ جَمِيعُ الْيُونَانِيِّينَ سُوسْتَانِيسَ رَئِيسَ الْمَجْمَعِ، وَضَرَبُوهُ قُدَّامَ الْكُرْسِىِّ، وَلَمْ يَهُمَّ غَالِيُونَ شَىْءٌ مِنْ ذَلِكَ.
كرسى الولاية: كان المعتاد للولاة أن يجلسوا على كرسى خاص بهم في ساحة كبيرة بالمدينة لبحث قضايا ومشاكل الناس.
الناموس: يقصدون به شريعة اليهود المعتمدة من الرومان، وبالتالي التبشير بديانة غيرها تحت اسم اليهودية ضد قوانين الرومان. ويمكن أن يكون قصدهم بالناموس القوانين الرومانية.
صار غاليون واليًا على أخائية، وهو أخو الفيلسوف الروماني الشهير "سينيكا"، وكان رجلا عادلًا. وقام اليهود في ذلك الوقت بعنف شديد على بولس وأتوا به إلى قصر الولاية ليحُاكم بتهمة خطيرة، وهي أنه يكرز بديانة جديدة غير معتمدة من الدولة الرومانية مثل اليهودية التي كان الرومان يعتمدونها، وهي تهمة تؤدى إلى الطرد أو الموت.
ع14:
ظلمًا: أي سلب حقوق الغير والاعتداء عليه.خبثا رديا: نية شر لها أدلة وتؤدى إلى الظلم.
لم ينتظر غاليون ليدافع بولس عن نفسه، بل كان يظن كما يظن الرومان أن المسيحية طائفة من اليهودية، وأن مشاكل المسيحية مع اليهود مشاكل داخلية دينية لا يحكم فيها الرومان بل اليهود أنفسهم، فأعلن غاليون لليهود أن هذا الخلاف ليس من اختصاصه لأنه خلاف كلامى عن أسماء يهودية، فبولس يسمى يسوع بالمسيح وهم لا يرضون بذلك، وقال لهم حاكموه في مجمعكم دينيا، وهنا تكون أقصى عقوبة هي القطع من المجمع. ولكن غاليون لم يدرِ أنه قد أضاع فرصة خلاص نفسه هو شخصيًا عندما لم يفهم كرازة بولس، بينما نجىّ الرب بولس من المكيدة اليهودية.
ع16: طرد غاليون اليهود ورفض دعواهم، خاصة وأنهم مكروهون من اليونانيين والرومان لكثرة مشاكلهم.
ع17:
لم يهم غاليون: ترك الوثنيون يجلدون سوستانيس تنفيسًا عن غضبهم، مع أن هذا منافٍ للقوانين، ولكن بالطبع كان في حدود معنية. وهذا يعلن إهماله للقضايا الدينية اليهودية، فهي ليست عمله كوالٍ.انتهز اليونانيون من أهل كورنثوس فرصة غضب غاليون الوالي على اليهود، وضربوا سوستانيس رئيس مجمع اليهود إذلالًا لهم. وكان اليهود قد أقاموا سوستانيس رئيسا لمجمعهم خلفا لكريسبس الذي كان قد آمن بالمسيحية. ولكن بعد هذا نقرأ في (1 كو1:1) أن سوستانيس قد آمن أيضًا، ورافق القديس بولس في كرازته.
† لا تخف من مكائد الأشرار، فالله قادر أن ينجيك منها كما نجىَّ بولس، مهما بدت الظروف صعبة أو الإتهامات متوالية والإساءات لا تنقطع، ففى النهاية يحول الله كل هذا لخيرك ويحفظ سلامك الداخلي، بل يكافئك في الأبدية عوض ما احتملته.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
18 وَأَمَّا بُولُسُ، فَلَبِثَ أَيْضًا أَيَّامًا كَثِيرَةً، ثُمَّ وَدَّعَ الإِخْوَةَ وَسَافَرَ فِي الْبَحْرِ إِلَى سُورِيَّةَ، وَمَعَهُ بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ، بَعْدَ مَا حَلَقَ رَأْسَهُ فِي كَنْخِرِيَا، لأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ. 19 فَأَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَتَرَكَهُمَا هُنَاكَ. وَأَمَّا هُوَ، فَدَخَلَ الْمَجْمَعَ وَحَاجَّ الْيَهُودَ. 20 وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ زَمَانًا أَطْوَلَ، لَمْ يُجِبْ، 21 بَلْ وَدَّعَهُمْ قَائِلًا: «يَنْبَغِى عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ أَعْمَلَ الْعِيدَ الْقَادِمَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَكِنْ، سَأَرْجِعُ إِلَيْكُمْ أَيْضًا إِنْ شَاءَ اللهُ.» فَأَقْلَعَ مِنْ أَفَسُسَ. 22 وَلَمَّا نَزَلَ فِي قَيْصَرِيَّةَ، صَعِدَ وَسَلَّمَ عَلَى الْكَنِيسَةِ، ثُمَّ انْحَدَرَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ.
ع18:
لبث أيضًا: بعد هدوء هياج اليهود عليه، استمر فترة يبشر في كورنثوس.الإخوة: المؤمنين في كورنثوس.
أكمل بولس كرازته في كورنثوس بعد ذلك لبعض الوقت، ثم ودعهم عائدًا إلى سورية. وكان عليه نذر لسبب شخصى كعادة الناموس، لأن المسيحيين الذين من أصل يهودي كبولس كانوا يحفظون وصايا الناموس التي تعودوا عليها طوال حياتهم قبل الإيمان، ما عدا الطقوس التي كانت رمزا للمسيح مثل الذبائح.
وبعد انتهاء فترة النذر، حلق بولس شعره، كعادة النذيرين، وذلك في كنخريا (ميناء كورنثوس من الناحية الشرقية) (عدد 6: 1-21). وقد تمم بولس الشريعة الموسوية حتى لا يعثر اليهود، وإن كان لا يلزم الأمم بها لأنها غير ضرورية لنوال الخلاص.
أخذ بولس معه بريسكلا وأكيلا. وهنا نرى تقدم اسم الزوجة على زوجها مما يوضح قوة إيمانها وخدمتها.
ع19:
أفسس: عاصمة آسيا الصغرى (تركيا)، وهي ميناء هام يبعد عن كورنثوس حوالي ثلاثة أيام.تركهما: ترك أكيلا وبريسكلا ليكملا التبشير والخدمة في أفسس.
دخل المجمع: لم يتضايق من مقاومة اليهود له في كورنثوس، بل ظل يحبهم وأخذ يعظهم في أفسس ليؤمنوا بالمسيح.
وصل الجميع إلى أفسس بتركيا، فترك بولس هناك أكيلا وزوجته، ودخل إلى المجمع يبشر ويناقش اليهود كعادته.
ع20-21: تجاوب اليهود في أفسس مع عظات بولس، وطلبوا منه أن يمكث معهم ويستكمل كرازته بينهم، لكنه لم يوافق، بل سافر لأنه كان يريد أن يحضر عيد الخمسين القادم في أورشليم ليكمل إجراءات نذره ويحرق الشعر الذي حلقه في الهيكل، وليستطيع أن يبشر اليهود المجتمعين بأورشليم في عيد الخمسين، الذين حضروا إليها من كل أنحاء العالم. ووعد أهل أفسس أن يعود إليهم في رحلته القادمة (الثالثة)، وبالفعل عاد ومكث عندهم ثلاث سنوات (أع 20: 31).
ع22:
قيصرية: تعتبر ميناء أورشليم، أي أقرب ميناء إليها.وصل بولس بحرًا من أفسس إلى قيصرية بفلسطين، ثم منها إلى أورشليم ليسلم على الكنيسة والرسل ويخبرهم بما حدث في رحلته الثانية. وكانت هذه هي رابع زيارة له إلى أورشليم، ثم عاد إلى أنطاكية لآخر مرة، ليستريح قليلًا قبل أن يبدأ رحلته الثالثة التي خرج فيها من أنطاكية، ولم يعد إليها أيضًا بقية حياته على الأرض.
وقد استغرقت رحلته الثانية ثلاث سنوات (من عام 51-54 م).
† جهاد عظيم قام به بولس...! ليت حياتك تكون مثمرة هكذا للرب.
هل تستغل كل أوقاتك في أمور نافعة؟ ليت هدفك وهو محبة المسيح يكون أمام عينيك دائمًا، ليعطيك حماسًا للعمل الروحي.
23 وَبَعْدَ مَا صَرَفَ زَمَانًا، خَرَجَ وَاجْتَازَ بِالتَّتَابُعِ فِي كُورَةِ غَلاَطِيَّةَ وَفِرِيجِيَّةَ، يُشَدِّدُ جَمِيعَ التَّلاَمِيذِ.
24 ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى أَفَسُسَ يَهُودِى اسْمُهُ أَبُلُّوسُ، إِسْكَنْدَرِى الْجِنْسِ، رَجُلٌ فَصِيح مُقْتَدِرٌ فِي الْكُتُبِ. 25 كَانَ هَذَا خَبِيرًا فِي طَرِيقِ الرَّبِّ. وَكَانَ، وَهُوَ حَارٌّ بِالرُّوحِ، يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ بِتَدْقِيقٍ مَا يَخْتَصُّ بِالرَّبِّ، عَارِفًا مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ. 26 وَابْتَدَأَ هَذَا يُجَاهِرُ فِي الْمَجْمَعِ. فَلَمَّا سَمِعَهُ أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ، أَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا وَشَرَحَا لَهُ طَرِيقَ الرَّبِّ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ. 27 وَإِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَجْتَازَ إِلَى أَخَائِيَةَ، كَتَبَ الإِخْوَةُ إِلَى التَّلاَمِيذِ يَحُضُّونَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوهُ. فَلَمَّا جَاءَ، سَاعَدَ كَثِيرًا بِالنِّعْمَةِ الَّذِينَ كَانُوا قَـدْ آمَنُـوا، 28 لأَنَّهُ كَانَ بِاشْتِدَادٍ يُفْحِمُ الْيَهُودَ جَهْرًا، مُبَيِّنًا بِالْكُتُبِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ.
ع23:
غلاطية وفريجية: منطقتان في آسيا الصغرى التي هي تركيا.بقى بولس في أنطاكية أقل من سنة، ثم بدأ رحلته التبشيرية الثالثة كالعادة في تركيا ثم أوروبا، واستغرقت الرحلة الفترة من سنة 54 إلى سنة 58 ميلادية، وذكرت من (أع 18: 23) إلى (أع 21: 17).
وكان خط سير الرحلة كما يلى:
من أنطاكية (سوريا) برًا إلى طرسوس (تركيا)، ثم برًا إلى دربة (تركيا)، وبعد ذلك برًا إلى أيقونيه (تركيا) ومنها برًا إلى أنطاكية (تركيا). ومن هناك اتجه بحرًا إلى أفسس (تركيا) حيث حدثت ثورة ديمتريوس والصناع. وذهب منها بحرًا إلى ميتيلينى (تركيا)، ثم بحرًا إلى ترواس (تركيا) وتلاها بحرًا إلى فيلبي (اليونان).
وبعد ذلك برًا إلى تسالونيكي (اليونان)، واتجه من هناك بحرًا إلى كورنثوس في مقاطعة هلاس (جنوب اليونان)، ومنها برًا إلى بيرية (اليونان)، ومن هناك ذهب بحرًا إلى فيلبي (اليونان)، ثم بحرًا إلى ترواس (تركيا) حيث أقام بولس الرسول الشاب أفتيخوس من الموت.
واتجه بعد ذلك برًا إلى أسوس (تركيا)، ومنها بحرًا إلى ميتيلينى (تركيا) وتلاها بحرًا إلى ساموس (تركيا)، ثم بحرًا إلى ميليتس (تركيا)، وسافر منها بحرًا إلى كوس (تركيا)، وبعدها ذهب بحرًا إلى رودس (اليونان)، وتلاها بحرًا إلى صور (فلسطين) ومنها ذهب برًا إلى قيصرية (فلسطين) وأخيرًا وصل برًا إلى أورشليم.
ع24: قبل أن يصل بولس إلى أفسس التي ترك فيها قبلًا أكيلا وبريسكلا، جاء إليها مسيحي من أصل يهودي يدعى أبلوس، وهو من يهود الإسكندرية وكان موهوبا في المناقشة ودارسا للعهد القديم.
ع25:
خبيرًا: متعمقًا ويعيش المعاني الروحية.طريق الرب: المسيحية.
حار بالروح: مملوء حماسة وقوة روحية.
معمودية يوحنا: تعاليم يوحنا وتعميده الناس وشهادته للمسيح.
كان أبلوس إنسانًا روحيا، يعيش ما يقوله ويشعر به، ولكنه لم يعرف عن المسيحية إلا شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح، وكذلك لا يعرف شيئًا عن تعاليمه وموته وقيامته.
ع26: يبدو أن أكيلا وبريسكلا اعتادا حضور المجمع، فسمعا أبلوس يعظ فيه، واكتشفا معرفته بموت المسيح وقيامته، فأخذاه إليهما وشرحا له باقي المسيحية بدقة. فحدثاه عن الصليب والقيامة والفداء وحلول الروح القدس والأسرار، فسمع باتضاع رغم أنه خطيب وفيلسوف كبير وآمن بكل شيء.
ع27: ذهب أبلوس إلى كورنثوس عاصمة أخائية بجنوب اليونان ليكرز بها، فأعطاه مسيحيو أفسس رسالة توصية إلى المؤمنين في كورنثوس ليقبلوه دون تخوف، وكان هذا معتادا بين الكنائس، فثبت إيمان المؤمنين ورد على اليهود المقاومين، فساعد ذلك في ثبات الكنيسة هناك.
ع28: كان أبلوس يثبت ليهود كورنثوس أن يسوع هو المسيح من واقع نبوات وكتب العهد القديم، ويرد على مقاومتهم ويفحمهم، لأنه كان ممتلئا من الروح القدس ودارسًا لعلم الخطابة والإقناع في مدرسة الإسكندرية.
† لكل إنسان موهبة يجدر به أن يستخدمها لخدمة المسيح مثل أبلوس. فحاول أن تكتشف مواهبك بالصلاة وإرشاد أب اعترافك، واستغلها لنفع الكنيسة، فأنت مسئول أن تستثمرها وستحاسب عن ذلك، وفي نفس الوقت ستتمتع ببركات هذه الموهبة لنمو حياتك مع باقي المستفيدين منها.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 19 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 17 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-18.html
تقصير الرابط:
tak.la/5hy5ds6