← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38
الأَصْحَاحُ العِشْرُونَ
(1) جولة بولس في اليونان (ع 1-6)
(2) إقامة أفتيخوس (ع 7-12)
(3) سفر بولس إلى ميتيليني (ع 13-16)
(4) عظة بولس لكهنة أفسس (ع17-38)
1 وَبَعْدَ مَا انْتَهَى الشَّغَبُ، دَعَا بُولُسُ التَّلاَمِيذَ وَوَدَّعَهُمْ، وَخَرَجَ لِيذْهَبَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ. 2 وَلَمَّا كَانَ قَدِ اجْتَازَ فِي تِلْكَ النَّوَاحِى وَوَعَظَهُمْ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ، جَاءَ إِلَى هَلاَّسَ 3 فَصَرَفَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ إِذْ حَصَلَتْ مَكِيدَةٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى سُورِيَّةَ، صَارَ رَأْىٌ أَنْ يَرْجِعَ عَلَى طَرِيقِ مَكِدُونِيَّةَ. 4 فَرَافَقَهُ إِلَى أَسِيَّا سُوبَاتَرُسُ الْبِيرِىُّ، وَمِنْ أَهْلِ تَسَالُونِيكِى: أَرَسْتَرْخُسُ وَسَكُونْدُسُ وَغَايُسُ الدَّرْبِىُّ وَتِيمُوثَاوُسُ. وَمِنْ أَهْلِ أَسِيَّا: تِيخِيكُسُ وَتُرُوفِيمُسُ. 5 هَـؤُلاَءِ سَبَقُوا وَانْتَظَـرُونَا فِي تَرُواسَ. 6 وَأَمَّا نَحْنُ، فَسَافَرْنَا فِي الْبَحْرِ بَعْدَ أَيَّامِ الْفَطِيرِ مِنْ فِيلِبِّى، وَوَافَيْنَاهُمْ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ إِلَى تَرُواسَ، حَيْثُ صَرَفْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.
ع1:
بعد نهاية الشغب في أفسس، ودع بولس الكنيسة ليذهب إلى بلاد اليونان، عابرا بحر إيجة ليبدأ بخدمة شمال اليونان (مكدونية). وكان قد بلغه وجود مشاكل كثيرة في كنيسة كورنثوس جنوب اليونان، فكتب رسالتيه الأولى والثانية إلى كورنثوس.
ع2:
هلاس: هى منطقة جنوب بلاد اليونان وتسمى أيضًا أخائيه، والتي تقع فيها كورنثوس.بعد أن أنهى بولس خدمته في مكدونية، جاء إلى هلاس.
ع3: مكث بولس في هلاس ثلاثة أشهر بمدينة كورنثوس، ثم شرع في العودة إلى سوريا لينهى رحلته الثالثة، ولكنه علم أن اليهود قد دبروا مكيدة لقتله في طريق العودة بحرا من كنخريا ميناء كورنثوس الشرقى إلى قيصرية في فلسطين، ولذلك رأى الجميع ألا يعود هكذا، بل يصعد برا من جنوب اليونان إلى شمالها ثم بحرا إلى تركيا، ومنها بحرا إلى فلسطين لتفادي هذه المؤامرة.
ع4: رافق بولس مجموعة كبيرة خوفا من مشاكل الطريق، منها سوباترس الذي من بيرية باليونان، وهو من أنسباء بولس، وغيره من أهل تركيا مثل غايس الدربى (من دربه)، وتروفيمس الذي من أفسس. وكانوا يساعدونه في التبشير، ويحملون معه العطايا من كنائس الأمم إلى فقراء أورشليم.
ع5: كل هؤلاء سبقوا بولس بحرا إلى ترواس بتركيا، حتى يصل إليهم من هلاس. وانضم إليه لوقا بدليل بدأ كلامه هنا بصيغة المتكلم، واستمر يرافقه حتى سجنه الأول في روما عام 62 م.
ع6: سافر بولس ولوقا ومجموعة أخرى بالبحر، بعد أيام الفطير السبعة التي تلى فصح اليهود، عن طريق فيلبي لمدة خمسة أيام إلى ترواس بتركيا. وفي ترواس هذه، منذ خمس سنوات، ظهر في رؤيا لبولس رجل مكدونى ودعاه للخدمة في فيلبي بأوروبا.
وها هو بولس يعود مرة أخرى إلى ترواس بتركيا في طريق عودته من الرحلة الثالثة، قاصدا قيصرية فلسطين، ومكث بترواس سبعة أيام.
† إهرب من الشر، فهذا ليس ضعفا بل هو القوة والحكمة الحقيقية. فهروبك يعطيك فرصة أكبر للاستمرار في العمل الإيجابى، ويحفظ سلامك الداخلي، كما إنك تنجى الأشرار من السقوط في خطية الإساءة إليك.
7 وَفِى أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيكْسِرُوا خُبْزًا، خَاطَبَهُمْ بُولُسُ، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِىَ فِي الْغَدِ، وَأَطَالَ الْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ. 8 وَكَانَتْ مَصَابِيحُ كَثِيرَةٌ فِي الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهَا. 9 وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا فِي الطَّاقَةِ مُتَثَقِّلًا بِنَوْمٍ عَمِيقٍ. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَابًا طَوِيلًا، غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ، فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ، وَحُمِلَ مَيِّتًا. 10 فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ، وَاعْتَنَقَهُ قَائِلًا: «لاَ تَضْطَرِبُوا، لأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ.» 11 ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزًا وَأَكَلَ، وَتَكَلَّمَ كَثِيرًا إِلَى الْفَجْرِ. وَهَكَذَا خَرَجَ. 12 وَأَتَوْا بِالْفَتَى حَيًّا، وَتَعَزَّوْا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ.
ع7:
أول الأسبوع: أي الأحد (يو20: 19)يكسروا الخبز: أي احتفال سر الافخارستيا.
كان يوم الرب هو الأحد وكان يبدأ من غروب السبت، حيث يجتمع المؤمنون حول سر التناول، وبعدها بدأ بولس في الوعظ وأطال في وعظه حتى منتصف الليل، إذ كانت بمثابة عظة ختامية لأنه رتب للسفر صباح الأحد.
ع8: المصابيح هنا تعلن أن الوقت كان ليلا، وقد اعتادت الكنيسة في كل قداس، حتى لو كان نور النهار واضحا، أن توقد أنوارا كثيرة إشارة إلى المسيح نور العالم، الذي نحتفل به في القداس. وقد كانت أنوار كثيرة مضاءة في العلية، التي تقع بالدور الثالث من المنزل الذي كانوا مجتمعين به.
والمصابيح الكثيرة تؤكد أنهم اجتمعوا للصلاة والوعظ، وليس لأعمال شريرة نجسه كما اتهمهم أعداء المسيحية.
ع9: كان شاب يسمى أفتيخوس جالسا في النافذة (الكوة) من أجل الزحام في العلية. ولعل المصابيح الكثيرة بحرارتها، وكثرة المجتمعين، ساعد على نوم الشاب فسقط إلى الدور الأرضى ومات.
ع10: نزل بولس من العلية إلى ساحة البيت، وعمل مثل إيليا واليشع (1 مل17: 21، 2 مل4: 33-35)، فنام فوق الشاب واحتضنه وصلى حتى عادت روحه إليه وحاول أن يخفى عظمة المعجزة بقوله "أن نفسه فيه".
ع11: بعد أن أقامة من الموت، أكملوا الصلوات وتناولوا من الأسرار المقدسة، وأكمل بولس حديثه إلى الفجر ثم مضى. وهذا يظهر غيرة بولس على التعليم، واهتمام المؤمنين هناك بالتلمذة الروحية، إذ سهروا طوال الليل.
ع12: خرج الكل فرحين ومتعزين بالمعجزة العظيمة، وهي إقامة الشاب من الموت.
† إن الاتضاع وإخفاء ما يصنعه الرب من معجزات على يد الخادم فضيلة عظيمة. فلا تطلب مديح الآخرين وتسألهم عن رأيهم في خدماتك ليعظموك، أو تحكى لهم أتعابك في الخدمة ليمدحوك، فتخسر بذلك المكافأة الإلهية وتسقط في الكبرياء.
13 وَأَمَّا نَحْنُ، فَسَبَقْنَا إِلَى السَّفِينَةِ وَأَقْلَعْنَا إِلَى أَسُّوسَ، مُزْمِعِينَ أَنْ نَأْخُذَ بُولُسَ مِنْ هُنَاكَ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ رَتَّبَ هَكَذَا مُزْمِعًا أَنْ يَمْشِىَ. 14 فَلَمَّا وَافَانَا إِلَى أَسُّوسَ، أَخَذْنَاهُ وَأَتَيْنَا إِلَى مِيتِيلِينِى. 15 ثُمَّ سَافَرْنَا مِنْ هُنَاكَ فِي الْبَحْرِ، وَأَقْبَلْنَا فِي الْغَدِ إِلَى مُقَابِلِ خِيُوسَ. وَفِى الْيَوْمِ الآخَرِ، وَصَلْنَا إِلَى سَامُوسَ، وَأَقَمْنَا فِي تُرُوجِيلِيُّونَ، ثُمَّ فِي الْيَوْمِ التَّالِى جِئْنَا إِلَى مِيلِيتُسَ، 16 لأَنَّ بُولُسَ عَزَمَ أَنْ يَتَجَاوَزَ أَفَسُسَ فِي الْبَحْرِ، لِئَلاَّ يَعْرِضَ لَهُ أَنْ يَصْرِفَ وَقْتًا فِي أَسِيَّا، لأَنَّهُ كَانَ يُسْرِعُ حَتَّى، إِذَا أَمْكَنَهُ، يَكُونُ فِي أُورُشَلِيمَ فِي يَوْمِ الْخَمْسِينَ.
ع13: بعد أن قضى لوقا ورفقاء بولس أسبوعا في ترواس، ركبوا السفينة منها إلى أسوس، التي تعتبر ميناء لمدينة ترواس وتبعد عنها 24 ميلا جنوبا، بينما جاء بولس ماشيا حتى يكون منفردا للصلاة والتأمل في الطريق كما كان يفعل المسيح. وكان الطريق البرى نصف مسافة الطريق البحرى، أي حوالي سبع ساعات مشيا.
ع14: عندما وصل بولس إلى ميناء أسوس، ركب مع رفقائه السفينة، وسافروا جميعا إلى مدينة ميتيلينى على بعد حوالي 30 ميلا منها.
ع15: بعد ذلك، سافر بولس ورفقاؤه جنوبا إلى خيوس وهي جزيرة، وواصل الاتجاه للجنوب فذهب إلى ساموس، وهي جزيرة أيضًا تبعد عن خيوس نحو سبعين ميلا، ومنها اتجه إلى تريجيليون ثم ذهب منها إلى ميليتس جنوبا وهي تبعد عن أفسس مسافة 30 ميلا.
ع16:
يتجاوز أفسس في البحر: فذهب إلى ميلتيس التي تبعد عنها 30 ميلا جنوبا.آسيا: المنطقة التي تقع فيها مدينة أفسس.
إذا أمكنه: إذ أن الرياح غير مضمونه، فقد تأخذ السفينة وقتا أطول في السفر.
لم يرد بولس الرسول أن يمر بأفسس لئلا يتأخر عن حضور يوم الخمسين بأورشليم في رحلة العودة، فوصل إلى ميليتس، واستدعى كهنة أفسس وقابلهم هناك لأن كنيسة أفسس كانت تطلب بشدة أن يبقى معهم فترة. وكل ذلك ليحضر عيد الخمسين اليهودي في أورشليم، ويكمل إجراءات نذره الشخصى ويكرز لليهود المجتمعين في العيد.
† إهتم بولس بالخلوة والتأمل، فسافر وحده من ترواس إلى ميناء أسوس. فجيد أن يكون للإنسان فترات هدوء وصلاة وتسبيح وتأمل بعيدا عن ضجيج الدنيا ومشاغل الصحبة. ليكن لك كل يوم أو كل أسبوع على الأقل فترة هادئة مع الله في بيتك أو أي مكان هادئ، تصلى وتتأمل في كلام الله، وتفتح قلبك بالحب نحوه وتراجع حياتك فتمتلئ من نعمته.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 وَمِنْ مِيلِيتُسَ، أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ. 18 فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ، قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا، كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ 19 أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِى بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. 20 كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئًا مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ، وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْرًا وَفِى كُلِّ بَيْتٍ، 21 شَاهِدًا لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ، وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 22 وَالآنَ، هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِى هُنَاكَ. 23 غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلًا إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِى. 24 وَلَكِنَّنِى لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَىْءٍ، وَلاَ نَفْسِى ثَمِينَةٌ عِنْدِى، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِى وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ. 25 وَالآنَ، هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِى أَيْضًا، أَنْتُمْ جَمِيعًا الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ. 26 لِذَلِكَ، أُشْهِدُكُمُ الْيَوْمَ هَذَا أَنِّى بَرِىءٌ مِنْ دَمِ الْجَمِيعِ، 27 لأَنِّى لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ. 28 اِحْتَرِزُوا إذًا لأَنْفُسِكُمْ، وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. 29 لأَنِّى أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِى، سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. 30 وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. 31 لِذَلِكَ اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّى ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلًا وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. 32 وَالآنَ، أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِى لِلَّهِ، وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ. 33 فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. 34 أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِى، وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِى، خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ. 35 فِى كُلِّ شَىْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِى أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ، وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ."» 36 وَلَمَّا قَالَ هَذَا، جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. 37 وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ 38 مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضًا. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى السَّفِينَةِ.
ع17: أراد بولس أن يقابل قسوس أفسس ليوصيهم، فاستدعاهم إلى ميلتيس.
ع18: هذه العظة من أهم عظات بولس الرسول المذكورة في الكتاب المقدس، وتصلح أن تكون منهجا للكهنة والخدام يقيسون أنفسهم عليها، فهو كمعلم يرشد تلاميذه عن خبرته الروحية العملية ويوضح لهم كيف تكون الخدمة مثمرة وناجحة، فأشار إلى سيرته بينهم منذ أن بدأ الكرازة في أفسس من ثلاث سنوات يخدم بتواضع وصلوات، بدموع ومشاكل كثيرة عاناها من اليهود. ويمكن تقسيم هذه العظة إلى ثلاثة أقسام هى:
خدمته بينهم وأسباب سرعة ذهابه عنهم (ع18-24).
الأمانة في الخدمة والاحتراس من أخطار المستقبل (ع25-31).
حثهم على الإقتداء بسيرته بينهم (ع32-35).
ع19: أشار بولس إلى ثلاث صفات في خدمته بكنيسة أفسس وهي:
التواضع في كل معاملاته ورعايته لهم.
حنانه وإشفاقه على الخطاة، الذي يظهر في صلوات دامعة أمام الله.
احتماله آلام كثيرة من اليهود المقاومين.
ع20: أوضح بولس أمانته في خدمته وتوصيله كل الحقائق الروحية لهم، سواء في وعظه الجماهيرى بمجمع اليهود أو مدرسة تيرانس، وكذلك خدمته الفردية بزيارة البيوت.
ع21: كان موضوع كرازة بولس في أفسس سواء لليهود أو للوثنيين هو أمران:
التوبة وترك الخطايا السابقة.
الإيمان بالمسيح المخلص.
ع22: أعلمهم بولس أنه ذاهب إلى أورشليم، منقادا بإرشاد الروح القدس، غير عالم بتفاصيل ما سيحدث له فيها. فهو مثال في الإتكال على الله والتسليم لمشيئته.
ع23:
وثقا: سلاسل أو حبال يربط بها.أعلن الروح القدس لبولس أنه سيواجه ضيقات وشدائد أثناء كرازته في البلاد المختلفة، دون أن يبين تفاصيلها.
ع24: أعلن بولس أيضا، اهتمامه بهدفه وهو إتمام خدمته التبشيرية بالمسيح، مضحيا بكل شيء وحتى حياته أيضا، بل أن هذا البذل في الخدمة هو مصدر فرحه لأنه لأجل المسيح.
ع25: كان بولس يتوقع أنه لن يرى كهنة أفسس ثانية بالجسد، لذا أعطاهم خلاصة وصاياه وتعاليمه الرعوية.
مشورة الله: تعاليم الكنيسة.
أعلن لهم أنه الآن غير مسئول أمام الله إن هلك منهم أحد لعدم طاعته لكلام الله، لأنه قد كرز بينهم بكل أمانة ولم يقصر.
ع28: أوصاهم بولس بالاحتراس، سواء من جهة خلاص نفوسهم شخصيا أو خلاص نفوس من يخدمونهم. إذ أن ثمن النفس البشرية هو دم المسيح إلهنا.
نلاحظ هنا أن الكنيسة الأولى كان بها قسوس وأساقفة، غير أن المسئوليات والحدود الرعوية بين الدرجتين لم تكن قد تبلورت بعد إلى الصورة الموجودة بها الآن. كما نلاحظ إيمان بولس بوحدانية طبيعة المسيح الإلهية الإنسانية في وقت واحد، داعيا دمه "دم المسيح". فهذه آية تثبت لاهوت المسيح، لأن الله كروح ليس له دم. فلا تنطبق هذه الآية إلا على المسيح الإله المتأنس، فهو إله وإنسان في وقت واحد.
ع29: يعلن لهم بولس أن بعده سيأتي مبتدعين وهراطقة مثل نيقولاوس، الذي ذكرت بدعته في سفر الرؤيا (رؤ 2: 6) وشبههم بالذئاب التي لا تشفق على الحملان بل تفترسهم.
ع30: سيقوم بعض الهراطقة من أهل أفسس أنفسهم، الذين سيحاولون بتعاليم كاذبة أن يخدعوا كثيرين.
ع31: لذلك يلزم المثابرة في الخدمة كما عمل بولس، فخدم بينهم سواء كان الوقت مناسبا له أو غير مناسب، وخدم نهارا وليلا بلا راحة ومع كل أحد وذلك مدة ثلاث سنوات، معلنا الحق وموبخا الخطاة وكل الناس حتى لا يسقطوا في الخطية، ولكن امتزجت تعاليمه وحزمه بالشفقة والحنان والصلاة بدموع من أجل الكل.
ع32: قد حان الوقت ليتركهم في يد المسيح، ليعيد الوديعة التي هي نفوسهم، ليرعاهم الله بكلامه في الكتاب المقدس القادر أن يبنيهم حتى يصلوا لميراثهم الأبدي مع جميع القديسين في السماء.
ع33: أوضح بولس نزاهته في الخدمة بلا طمع في مادياتهم.
ع34: عمل بولس في صناعة الخيام بيديه ليعول نفسه ومن معه من الخدام، مع أنه من الطبيعي أن يأخذ الكاهن أو الخادم المكرس احتياجاته المادية ممن يخدمهم، حتى يظل متفرغا للخدمة (لو10: 7).
ع35: هكذا صنع مثالا يحتذونه، حتى يساعدوا الفقراء من تعب أيديهم، إتماما لقول الرب في مدح العطاء أكثر من الأخذ، وهو قول لم تسجله الأناجيل الأربعة بل تداوله المؤمنون.
ع36-37: ركع بولس معهم مصليا وهم متأثرون وباكون لفراقه واحتضنوه وقبلوه.
ع38: أوصلوا بولس بعد ذلك إلى السفينة ليبدأ رحلة العودة بحرا إلى فلسطين، وكانت قلوبهم متألمه لفراقه وحرمانهم من رؤيته مرة ثانية.
† عندما يستعرض الخادم تفاصيل خدمته ويجد أن ما تم بنعمة الله كان حسب القصد والمشيئة الإلهية، فإنه يتعزى عن أتعابه وينتظر أجره الأبدي. فاشكر الله على كل ما صنعه معك وبك في الخدمة، واهتم أن تتلمذ آخرين بأمانة، معلنا لهم كل ما عرفته من الله ومعلميك عن الحياة الروحية.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 21 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أعمال الرسل 19 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-20.html
تقصير الرابط:
tak.la/y2bqp3v