← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) من القيامة للصعود (ع 1-8)
(2) الصعود والعودة للعلية (ع 9-14)
(3) انتخاب متياس (ع 15-26)
1 اَلْكَلاَمُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ، 2 إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ، بَعْدَ مَا أَوْصَى بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الرُّسُلَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ. 3 اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ. 4 وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ، أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّى، 5 لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ، لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ.» 6 أَمَّا هُمُ الْمُجْتَمِعُونَ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، هَلْ فِي هَذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟» 7 فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، 8 لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِى شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ، وَفِى كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.»
ع1:
كان الكلام الأول الذي كتبه لوقا البشير لثاؤفيلس، ومعناه محب الإله، هو إنجيل لوقا، وهو يحوى الأعمال الهامة في حياة الرب وجميع تعاليمه فيما يخص خلاص البشر.ويلاحظ أن المسيح يفعل قبل أن يعلم لأن الكلام سهل أما العمل، وهو إتمام الفداء، هو الصعب. والكلام الأول كان عن حياة المسيح على الأرض، أما ما هو مزمع أن يكتبه هنا فهو عمل المسيح من خلال الرسل بعد صعوده.
ع2: هنا سيكمل في سفر الأعمال ما استأنف الرب عمله والتعليم به بعد صعوده إلى السماء في اليوم الأربعين لقيامته المقدسة، وتوصيته تلاميذه للكرازة بالإنجيل.
فكما ينبغي أن نقرن الكلام بالعمل (ع1)، يلزم أيضًا التأكد من دعوة الروح القدس لنا للخدمة بالصلاة والخضوع لإرشاد الكنيسة.
وهكذا نرى الامتداد والترابط بين الإنجيل كعمل الرب وبشارته على الأرض، وسفر الأعمال كعمله عن طريق رسله وتلاميذه بعد صعوده وبواسطة الروح القدس.
ويلاحظ أن الكنيسة تقرأ السنكسار الذي يحوى قديسى اليوم بعد سفر الأعمال، لتعلن أن كلمة الرب تنمو وتعتز وتكثر في كنيسته المقدسة.
وموقع السفر بين الأناجيل والرسائل يربط بينهم، لأن الأناجيل هي حياة المسيح وسفر الأعمال هو الكرازة بالإنجيل أما الرسائل فهي السلوك به.
ع3: أثبت المسيح قيامته بظهوراته لتلاميذه وللمؤمنين به، فأثبت لهم أنه حى بأكله معهم ولمسهم إياه وحديثه معهم، وكسر الخبز بنفس طريقته في العشاء الربانى عندما كان مع تلميذى عمواس، وصنع معجزات مثل السمك الكثير عند بحيرة طبرية. فتأكد التلاميذ أنه معلمهم يسوع المسيح الذي عاش معهم أكثر من ثلاث سنوات على الأرض، وحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله على قلوب أولاده في الكنيسة، أي سلمهم الإيمان والطقوس المختلفة للعبادة لأن التلاميذ مسئولون عن قيادة الخدمة في كنيسته.
ع4: فيما هو مجتمع معهم، وكان ذلك غالبًا في أواخر فترة الأربعين يومًا، أوصاهم بالعودة لأورشليم والإقامة بها لأنهم كانوا قد هربوا منها بعد الصلب، وأمرهم بانتظار حلول الروح القدس عليهم الذي هو موعد الآب وتنبأ عنه الأنبياء، وكما كلمهم عنه مرات كثيرة في حياته على الأرض.
ع5: أعلمهم المسيح أنهم سيتعمدون بالروح القدس كما تنبأ يوحنا المعمدان، وذلك بعد مدة بسيطة وهي عشرة أيام تقريبًا حينما يحل عليهم الروح القدس.
وهذه إشارة واضحة أن التلاميذ قد تعمدوا قبل باقي المؤمنين.
ع6: هذا اجتماع تالي للإجتماع المذكور في (ع4) إذ أنه في يوم الصعود نفسه، وكان التلاميذ مثل باقي اليهود يظنون أن مُلك المسيح أرضى، ولما مات خابت آمالهم ثم تجددت بقيامته. وعندما وعدهم بحلول الروح القدس سألوه هل يتم ملكه على الأرض في هذا اليوم أم بعد ذلك؟
ع7: لم يرد المسيح على سؤالهم واعتقادهم الخاطئ في ملكه الأرضى، تاركًا هذا بعد حلول الروح القدس عليهم فيرشدهم بقوته إلى أن المسيح ملكه روحي، وأوصاهم أن لا يسألوا عن مواعيد إتمام الله لمقاصده وخاصة المجيء الثاني، لأنهم لو عرفوا أنه بعيد سيتهاونون، أو قريب فيرتعبون. فعليهم فقط الاستعداد الروحي لخدمة الله.
ع8: أكد لهم المسيح أن حلول الروح القدس سيكون مصحوبًا بقوة كبيرة في الحياة الروحية والخدمة، فقد ظلوا يشهدون ثمانى سنوات في أورشليم حتى قتل هيرودس الملك يعقوب الرسول، ثم بشروا في اليهودية وهي الجزء الجنوبى من مملكة اليهود، والسامرة وهي الجزء المتوسط جنوب الجليل. وكان المسيح قد منعهم أيام خدمته على الأرض من الكرازة فيها، لضعفهم أمام معاندة السامريين مكتفيًا بخدمته في اليهودية. وبعد ذلك أمرهم بالكرازة للعالم كله.
†
هل يظهر عمل الروح القدس، الساكن فيك بالميرون، في كلامك وأعمالك مهما كانت ظروفك؟أطلب معونة الله مهما كانت الظروف المعاكسة حولك، فسيسندك الروح القدس.
9 وَلَمَّا قَالَ هَذَا ارْتَفَعَ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ، وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. 10 وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، 11 وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ، سَيَأْتِى هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ.» 12 حِينَئِذٍ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُدْعَى جَبَلَ الزَّيْتُونِ، الَّذِي هُوَ بِالْقُرْبِ مِنْ أُورُشَلِيمَ عَلَى سَفَرِ سَبْتٍ. 13 وَلَمَّا دَخَلُوا، صَعِدُوا إِلَى الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا يُقِيمُونَ فِيهَا: بُطْرُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا وَأَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ وَتُومَا وَبَرْثُولَمَاوُسُ وَمَتَّى وَيَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَسِمْعَانُ الْغَيُورُ وَيَهُوذَا أَخُو يَعْقُوبَ. 14 هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ مَعَ النِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ.
ع9: صعد الرب بجسده في النهار أمام عيونهم ليتأكدوا من صعوده، واختفى في السحاب ليؤكد أنه ارتفع إلى السماء ولم يُفقد، ليعلن أن ملكوته سماوي وقد ذهب ليعد لنا مكانًا حتى نرفع قلوبنا ونستعد كل يوم للسماء.
والسحاب يشير إلى حضرة الله كما حدث عند استلام موسى الوصايا، والسحاب الذي غطى خيمة الاجتماع أو هيكل سليمان عند حلول الله وتكلمه مع البشر، وكما حدث في التجلي...
ع10: استمرت عيون التلاميذ متعلقة بالسماء حيث دخل المسيح وسط السحاب، ومشاعرهم إما حزينة لفراقه، أو تأمل في رجوعه بعد قليل أو حدوث أي علامة تظهر مجده.
وفيما هم في هذه الحالة ظهر فجأة أمامهم ملاكان بشكل رجلين بثياب بيضاء بهية، ليظهرا نقاوة السماء وعظمتها، وفي نفس الوقت بشكل رجلين حتى لا يخاف التلاميذ منهما. وظهورهما الفجائى يؤكد أنهما ملاكان وليس إنسانين عاديين.
ع11: قال الملاكان للتلاميذ في عتاب، لأن عيونهم وقلوبهم ما زالت متعلقة بالمسيح جسديًا كما عاش بينهما على الأرض، فلم يستطيعوا بعد أن يحيوا بالإيمان وليس بالعيان، مع أن المسيح أوصاهم بالبقاء في أورشليم حتى يحل الروح القدس عليهم، فيسكن المسيح فيهم ويعمل بشكل أكبر من خلال الروح القدس.
وأعلموهم أن المسيح سيأتي ثانيةً في يوم الدينونة، فيلزم أن نستعد له ونحيا معه فنفرح في اليوم الأخير.
ع12: عاد التلاميذ إلى أورشليم بعد صعود المسيح، الذي تم عند السفح الجنوبى الشرقى لجبل الزيتون، وهو يبعد عن أورشليم 2000 خطوة، التي هي أقصى مسافة سمح معلمو اليهود لليهودي أن يمشيها في يوم السبت أي يوم الراحة وأسموها سفر سبت، لأنها المسافة ما بين أبعد خيمة في البرية عن خيمة الاجتماع، فيسمحوا بمشيها ليذهب الإنسان للعبادة في خيمة الاجتماع قديمًا.
ع13-14: واظب الأحد عشر على صلواتهم في العلية ببيت مارمرقس الرسول في وحدة روحية، وهذه هي القائمة الرابعة بأسماء التلاميذ ولكن ينقصها يهوذا الإسخريوطي الذي شنق نفسه قبل هذا الوقت.
وكان معهم نساء تابعات للمسيح ذكرتهم الأناجيل مثل مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى وهي أخت العذراء وسالومى إمرأة زبدى ويونا إمرأة خوزى وسوسنة وأخريات، كل هؤلاء بالإضافة إلى العذراء مريم التي كانت تعيش مع يوحنا الحبيب منذ صلب المسيح.
وإخوة المسيح: أي أبناء خالته الذين آمنوا به وصاروا تابعين مع بقية التلاميذ.
بنفس واحدة: إذ كانوا في خوف من اليهود، محتاجين لمساندة الله وكانوا مشتاقين لنوال قوة الروح القدس الذي وعدهم به المسيح.
†
كم هو مرضى عند الله أن نصلي بوحدة روحية ونفس واحدة في بيوتنا وكنائسنا ليعين الرب كنيسته وشعبه.فاطرد من قلبك كل شر نحو الآخرين، ليس فقط في القداس الإلهي عندما تتقدم إلى الأسرار المقدسة، بل أيضًا في صلاة المخدع، لتكون بنفس واحدة مع باقي المؤمنين الأعضاء في جسد المسيح.
إهتم أن تشعر بمن حولك وتصلى من أجل معونة الله لكم جميعًا.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 وَفِى تِلْكَ الأَيَّامِ، قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسَطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالَ: 16«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِى أَنْ يَتِمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ، الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلًا لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ، 17 إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا، وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هَذِهِ الْخِدْمَةِ. 18 فَإِنَّ هَذَا اقْتَنَى حَقْلًا مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسَطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19 وَصَارَ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِى ذَلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ "حَقْلَ دَمَا، أَىْ: حَقْلَ دَمٍ." 20 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: "لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا، وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ، وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ." 21 فَيَنْبَغِى أَنَّ الرِّجَالَ الَّذِينَ اجْتَمَعُوا مَعَنَا كُلَّ الزَّمَانِ الَّذِي فِيهِ دَخَلَ إِلَيْنَا الرَّبُّ يَسُوعُ وَخَرَجَ، 22 مُنْذُ مَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ عَنَّا، يَصِيرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ شَاهِدًا مَعَنَا بِقِيَامَتِهِ.» 23 فَأَقَامُوا اثْنَيْنِ: يُوسُفَ الَّذِي يُدْعَى بَارْسَابَا الْمُلَقَّبَ يُوسْتُسَ وَمَتِّيَاسَ. 24 وَصَلَّوْا قَائِلِينَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الْعَارِفُ قُلُـوبَ الْجَمِيع، عَيِّنْ أَنْتَ مِنْ هَذَيْنِ الاِثْنَيْنِ أَيًّا اخْتَرْتَهُ، 25 لِيَأْخُذَ قُرْعَةَ هَذِهِ الْخِدْمَةِ وَالرِّسَالَةِ الَّتِي تَعَدَّاهَا يَهُوذَا لِيَذْهَبَ إِلَى مَكَانِهِ.» 26 ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ، فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ، فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولًا.
ع15: تزايد عدد المؤمنين في بيت مارمرقس، سواء من السبعين رسولًا أو المقربين من المسيح، حتى وصل إلى 120 فردًا. وسماهم تلاميذ لأن الكل تتلمذ وتبع المسيح في حياته على الأرض، وليس معنى هذا أن هؤلاء هم فقط المؤمنون بالمسيح بل هم المقربون فيشملوا الأحد عشر والسبعين رسولًا والعذراء مريم والنساء التابعات للمسيح ولعل كان معهم يوسف الرامى ونيقوديموس.
وكانوا يصلون انتظارًا لحلول الروح القدس عليهم. وأثناء اجتماعهم قام بطرس ليتكلم لأنه كان ميالًا بطبيعته للحماس والمبادرة، وشجعه على هذا كونه أكبرهم سنًا.
ع16-17: قال لهم بطرس: لقد تحققت النبوات كما قال داود في (مز41: 9) عن خيانة يهوذا الإسخريوطي وتسليمه المسيح لليهود، فأرشدهم إلى مكانه في بستان جثسيماني وقبضوا عليه وصلبوه. وكان يهوذا من ضمن التلاميذ الإثنى عشر، ويُعد لكي يكون رسولًا مبشرًا بالمسيح للعالم كله.
ع18-19: يضيف هنا القديس لوقا معلومة لم تأتِ في خطاب بطرس، لأن لوقا يكلم يونانيين لا يعرفون الحوادث التي تمت في أورشليم فيشرحها لهم، وهي أنه بالثمن الذي باع به يهوذا المسيح اشترى الكهنة حقل فيُعتبر هو الشارى.
أجرة الظلم: أي ثمن بيع المسيح البرئ المظلوم.
ويذكر القديس لوقا كيفية انتحار يهوذا الإسخريوطي، وهو أنه ذهب إلى الجبل وربط نفسه بحجر مرتفع أو شجرة على حافة الجبل وعندما ثقل بجسده على الحبل اختنق، ثم إزداد ثقل الجسد فانفصل الحجر عن الجبل أو كسرت الشجرة، فسقط من ارتفاع كبير وانشقت جثته وخرجت أحشاؤه منه، فكانت ميته شنيعة دليلًا على عظم خطيته.
وخروج أحشائه يرمز لانفضاح خطاياه الداخلية التي كانت في قلبه وهو يتبع المسيح في تظاهر غير الشر الذي يبطنه.
وهذه القصة معلومة عند كل يهود أورشليم، وهذا يؤكد أن الكلام المذكور للوقا وليس لبطرس، إذ لا داعٍ أن يذكره بطرس لأن السامعين يعرفونه إذ كلهم يهود من أورشليم.
لغتهم: أي اللغة السريانية أو الآرامية المنتشرة بين اليهود.
حقل دم: إشارة إلى أنها ثمن دم المسيح.
ع20: يقول داود في (مز69: 25)، (مز109: 8) عن يهوذا الخائن، أن بيته سيُخرب أي يبطل ذكره ويأخذ خدمته رسول آخر.
واستنكارًا من الكنيسة لخيانة يهوذا، تقرأ هذه الكلمات (لتصر داره خرابًا) بلحن خاص وتعمل دورة بالمقلوب بلحن آخر في باكر خميس العهد.
ع21-22: رأى بطرس ضرورة اختيار بديل ليهوذا من المقربين للمسيح، الذين تتلمذوا على يديه طوال فترة خدمته على الأرض.
دخل... وخرج: أي خالطهم المسيح وعاشرهم وتتلمذوا على يديه.
معمودية يوحنا: أي منذ اعتمد المسيح على يد يوحنا وبدأ خدمته، إلى أن صعد إلى السماء. أي الذين عاينوا خدمته على الأرض.
شاهدًا بقيامته: كانت الكرازة بالمسيح أساسها إعلان الفداء الذي تم على الصليب وظهر في قوة قيامته. فمن علامات الرسول أن يكون رأى المسيح وشاهد قيامته، وحتى بولس الرسول فقد ظهر له المسيح بنفسه ليعلن له قيامته.
ع23: اختار التلاميذ شخصين هما يوستس ومتياس ومعناه "عطية الله" . وكان هذان الشخصان متميزين، بين تابعى المسيح، في برهما. ويبدو أنهما كانا متقاربين لدرجة أنهم لم يستطيعوا تفضيل أحدهما عن الآخر.
ع24-25: صلى التلاميذ لله العالم خفايا القلوب ليختار بنفسه من يريده منهما رسولًا بدلًا من يهوذا الإسخريوطي.
قرعة: أي نصيب.
الخدمة والرسالة: أي الرسولية التي تركها يهوذا فيأخذها المختار من الله ليكمل التلاميذ إلى إثنى عشر كما اختارهم المسيح.
إلى مكانه: أي ذهاب يهوذا الشرير إلى مكان الأشرار وهو الجحيم.
ع26: ثم ألقوا قرعة، فاختار الله متياس ليكرز باسم المسيح.
† ليتنا نسترشد برأى الله دائمًا قبل الشروع في أي عمل مهم، بالصلاة والتذلل أمامه، فهو وحده العارف مصلحتنا وخيرنا وفاحص قلوب البشر، فيحمينا ويرشدنا إلى نفعنا، ونتكل عليه فنقبل إرشاده حتى لو كان معاكسًا لأغراضنا.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة سفر أعمال الرسل |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/acts/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/by6pdf8