St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   01-Engeel-Matta
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

متى 7 - تفسير إنجيل متى

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب متي:
تفسير إنجيل متى: مقدمة إنجيل متى | معنى تسلسل الأحداث في إنجيل متى | متى 1 | متى 2 | متى 3 | متى 4 | متى 5 | متى 6 | متى 7 | متى 8 | متى 9 | متى 10 | متى 11 | متى 12 | متى 13 | متى 14 | متى 15 | متى 16 | متى 17 | متى 18 | متى 19 | متى 20 | متى 21 | متى 22 | متى 23 | متى 24 | متى 25 | متى 26 | متى 27 | متى 28

نص إنجيل متى: متى 1 | متى 2 | متى 3 | متى 4 | متى 5 | متى 6 | متى 7 | متى 8 | متى 9 | متى 10 | متى 11 | متى 12 | متى 13 | متى 14 | متى 15 | متى 16 | متى 17 | متى 18 | متى 19 | متى 20 | متى 21 | متى 22 | متى 23 | متى 24 | متى 25 | متى 26 | متى 27 | متى 28 | متى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

آيات (1-5):-

«لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!

لا تدينوا = السيد المسيح لا يمنع الإدانة منعًا مطلقًا وإلاّ سقط العدل وامتنع الناس عن التعليم، ولا يوجد بهذا المفهوم سلطان للقضاة، ولا يصير هناك حق لأب يعلم ابنه ويوبخه حين يخطئ، ولا من مدرس يوبخ تلميذه، ولانقضى سلطان الكنيسة في توبيخ الخطاة وإدانتهم (1 كو 3:5، 12). بل أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان (مت 18:18). بل أن الله يقول ويلٌ للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا.. (أش 20:5) فالمؤمن الحقيقي إذ هو مسكن للروح القدس يحمل روح التمييز، فيرى الأخطاء ولا يقدر أن ينكرها أو يتجاهلها. وبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس "وبخ انتهر عظ...." (2تى2:4 +1تى 20:5) والمعمدان وَبَّخ الفريسيين (مت 7:3) ولكن المعنى المطلوب:-

1. أن نهتم بأن ندين أنفسنا أولًا وألا ندين كشهوة انتقام أو ندين ظلمًا.

2. عندما نهتم بإدانة الناس ننسى أن نهتم بأن نراقب أنفسنا وننسى أن نهتم بالسماء ونصيبنا المعد لنا.

3. نحن لن يمكننا معرفة قلوب الناس وحقيقتهم، فنحن إنما نحكم بالمظاهر التي نراها، لكن الله هو الديان العادل فهو فاحص القلوب والكلى.

4. دينونة الناس تفقدنا طبيعة المحبة تجاههم، ومن المحبة الستر على الآخر.عمومًا من يلتمس العذر للآخرين ويرحمهم، يرحمه الله ويغفر خطاياه.

5. اعتاد الناس على أن يلجأوا لإدانة غيرهم وتبرير أنفسهم منذ القديم، فآدم ألقى اللوم على حواء بل على الله.... المرأة التي خلقتها" فالخاطئ لا يريد أن يكون خاطئًا وحده، لذلك ينظر لمن حوله يبحث فيهم عن الخطأ ويدينهم متعللًا بأنه يريد إصلاح المجتمع. وكان الفريسيين يتدخلون في شئون الناس ويدينوا ويحكموا عليهم، وهذا عمل الله وحده.

6. عمل دينونة الناس هو محاولة مني أن أظهر كإنسان بار، أفضل من الجميع، وهذا عكس ما يريده الله، فالله يريد قلبًا مثل قلب داود القائل "خطيتي أمامي في كل حين" وقلب بولس القائل الخطاة الذين أولهم أنا (1تى 15:1). أما عكس هذا السلوك فيقود للكبرياء، ثم السقوط.

7. من يركز نظره على السماء وعلى المسيح مهتمًا بأبديته، يرى المسيح في نوره وبهائه ويقارن مع حاله فيكتشف بشاعة خطيته، أمّا من يركز على الناس فسيرى أخطاءهم وسيرى أنه أفضل منهم وهذا يقوده للكبرياء والضياع. أماّ من يرى خطيته وبشاعتها فسيصرخ لله طالبًا الرحمة فيخلص. وهذا هو تفسير قول بولس الرسول "الخطاة الذين أولهم أنا" فهو عينه مفتوحة على السماء وعلى قلبه، فيرى جمال ونقاء المسيح، وفي نور المسيح الذي أضاء قلبه يرى خطايا لا نراها نحن بل يرى أن خطاياه هذه أنها كبيرة، وفي انشغاله بنور المسيح وبخطيته لا يرى خطايا أحد.

8. أن يقيم الإنسان من نفسه ديانًا للناس فهذا اغتصاب لحق الله الديان.

9. الإدانة هي وسيلة نفقد بها العين البسيطة (مت 22:6) إذ حين ننشغل بخطايا الناس سيكون هناك شيء آخر تنشغل به العين غير مجد الله.

10. إذا أخطأ إليَّ شخص، يقول السيد المسيح اذهب وعاتبه (مت 15:18-17). وفي هذا النص نفهم أنه يمكننا أن نحكم على المخطئ بأنه مخطئ، ولكن هناك موقفين 1) أن نشهر بالمخطئ ونفضحه وهذا لا يقبله المسيح 2) أن نذهب إليه سرًا (بينك وبينه) ونعاتبه وهذا ما يُعَلِّمْ به الرب.

11. نصيحة أخيرة أن لا نهتم بأن نحكم وأن ندين الآخرين، لكن إذا سألنا أحد عن موقف معين لشخص مخطئ، فعلينا أن نحكم بالحق، بأن هذا التصرف كان خطأ.... لكن لا ندين الشخص ونحاول أن نستر عليه أو نجد عذرًا له.. نتصرف كمن يرحم الطبيعة البشرية لا كمن يدينها. بصيغة أخرى فلندن الخطية ولا ندين الخاطئ ونشوه سمعته ومن يتشبه بالله في مراحمه يرحمه الله= لكي لا تدانوا. ولاحظ أن الناظر إلى السماء وعقله وقلبه مشغولين بفرح بالمسيح لن يرى أصلا ما يعمله الناس. هذا يكون كمن يقود سيارة فلو إنشغل بالطريق أمامه كما يجب لن يلحظ حال الراكبين معه، أماّ من ينشغل بما يلبسه الراكبون معه فستكون النتيجة حادثة صعبة.

تدريب: حين ترى شخصًا يُخطئ، فَكِّر في الأسباب التي جعلته يخطئ محاولًا أن تَجِد عُذرًا له.. مثلًا.. لعله مريض / لعله محتاج / لعله متضايق جدًا / لعله لم يفهم الموقف / لعله يعاني من صِغَر النفس... إلخ.

12. مَن يُرَكِّز على خطاياه سيراها كبيرة = الخشبة التي في عينك، فيهتم أن يخرجها. ولكن من ينسى نفسه ويركز على خطايا الآخرين، لن يرى سوى القذى الذي في عيونهم فيدينهم وينسى أن يخرج الخشبة من عينه. والقذى هو الذرات المتطايرة من الخشب عند نشره بالمنشار، وهذه إشارة للخطية الصغيرة، فكيف ندين الناس على خطايا صغيرة ونحن ملوثون بخطايا كبيرة. وهذا لا يتعارض مع التعليم لمن له حق التعليم ولكن ليكن التعليم في محبة وليس باستهزاء وكبرياء. ولمن ليس لهم حق التعليم فليعاتبوا من أخطأ إليهم سرًا. وللكل عليهم أن يهتموا بأنفسهم أولًا.

الكيل= هو وعاء لقياس حجم الحبوب. المقصود كما نقيس وندين خطايا الآخرين هكذا سيفعل الله بنا.

 

(لو 37:6-42):-

«وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ. أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ». وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلًا يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ. لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ.

نفس الآيات السابقة مع تفصيلات أكثر.

 

آية (37):-

وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ.

نرى هنا الارتباط مع آية (لو6: 36) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" وهذه تتكلم عن الرحمة، فعدم الإدانة مرتبط بالرحمة فمن قلبه رحيم سيجد عذرا للمخطئ. وقوله هنا لا تقضوا= فيها معنى تحول الدينونة لقضاء وعقوبة (ونلاحظ أن التشهير عقوبة).

 

آية (38):-

أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ. لأَنَّهُ بِنَفْسِ الْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.

إعطوا= للناس. تُعطَوْا = من الله (الله يعطيكم من بركاته).

وهنا لم يصف عطيتنا للآخرين، ولكن يصف عطية الله بالجودة. فالله يعطي بسخاء ولا يُعَيِّر (يع1: 5). كيلًا جيدًا= بلا زوائد في قاعه تُنْقِص الكمية كأن يكون محدبًا مثلًا.

كيلًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا= هنا البائع يريد إكرام المشتري، فبعد أن يملأ الكيل يضع فوقه بعض القمح بزيادة.... ملبدة = كمية زائدة. ثم يهز الكيل فينكبس القمح = مهزوزًا فتنقص الكيلة....، فيملأها ثانية. فيعود ويضيف قمحًا آخر حتى يفيض القمح من الكيلة = فائضًا فيفتح الشاري حجره ويستقبل الكيلة الفائضة في حضنه فرحًا. ومن يزرع بالبركات فبالبركات يحصد (2كو 6:9-9). وارتباط هذه الآية بالسابقة هي أنه لو غفرنا وما عدنا نهتم بإدانة الناس ونرحمهم، يرحمنا الله ويغفر لنا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولكن الآية معناها المباشر ينصب على محبة العطاء، فبقدر ما نعطي للآخرين سيعطينا الله.

 

آية (39-40):-

وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلًا: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلًا يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.

على مَنْ يتصدى لمهمة إدانة الآخرين لإصلاحهم وتعليمهم فلقد أقام من نفسه معلمًا، وهل يستطيع أن يقوم أحد بالتعليم ما لم يختبر هو بنفسه ما يقوله. هذا كمن يقود الآخرين وهو فاقد البصيرة. فالأعمى هو من يحيا حياة الخطية (الخشبة في عينه)، فكيف يُظْهِر طريق النصرة على الخطايا للآخر الذي (القذى في عينه). كلا الاثنين عميان بسبب ما في عيونهم فسيقود المعلم الأعمى الآخر للحفرة أي جهنم.

ليس التلميذ أفضل من معلمه = كثير من التلاميذ تفوقوا على معلميهم، لكن المقصود هنا أن هذا المعلم الأعمى بسبب الخشبة التي في عينه وجهله بطرق الرب، وجهله بطرق التوبة وجهله بكيفية الانتصار على الخطية لن يستطيع أن يقود الآخر (الذي هو أعمى بدوره ولا يرى هو الآخر الطريق) إلاّ إلى السقوط في حفرة. فمن أين سيأتي التلميذ بمعرفة من معلم جاهل.

 

آيات (41-42):-

لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لأَخِيكَ: يَا أَخِي، دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِكَ، وَأَنْتَ لاَ تَنْظُرُ الْخَشَبَةَ الَّتِي فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي! أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ.

هل تريد أن تكون معلمًا، عليك باختبار طرق النصرة على الخطية أولًا، وبعد أن تعرفه إشرحه لغيرك. فكيف يمكنك نقد الآخرين والكشف عن سيئاتهم وشرورهم وفحص أسقامهم وأمراضهم وأنت شرير أثيم ومريض سقيم.

تشبيه في موضوع الإدانة:- سائق السيارة عليه أن ينظر إلى الطريق وهو يقود سيارته. ولكن إن أخذ ينظر لمن يركب معه السيارة وينتقد ملابسهم مثلًا، من المؤكد أن حادثة ستقع للسيارة. هكذا على كل منا أن يركز نظره على السماء وعلى الطريق، والطريق هو المسيح (يو 6:14). ولكن لو ركزنا انتباهنا على الآخرين لننقد تصرفاتهم سيكون في هذا هلاك لنا.

تدريب : مارس صلاة يسوع أو التأمل في مزمور طوال اليوم فتحيا في السماويات، ومن لا يفعل فلن يستطيع ذلك حتى أثناء حضوره للقداسات.

 

(مت 7: 6-7):-

لاَ تُعْطُوا الْقُدْسَ لِلْكِلاَب، وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ، لِئَلاَّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.

حقًا يطلب منا الله أن نكون بسطاء ولكن يطلب أيضًا أن نكون حكماء. ومعنى هذه الآية أن لا نقدم ولا نتكلم عن مقدساتنا للمستهزئين فأسرار ملكوت الله لا تقدم إلاّ لمن يقيمونها حق قيمتها ويتقبلونها بخشوع وورع. الكلاب=يشيروا لمقاومي الحق لأن الكلاب تهجم على الشيء لتمزقه. والخنازير= هي لا تهاجم لتمزق بأسنانها لكنها تدنس الشيء إذ تدوسه بأقدامها. وهي تدوسه لا لعيب فيه ولكنها لأنها تجهل ما هذا الشيء. والقدس مشبه هنا بالدرر الثمينة التي ينبغي أن نحافظ عليها.إذًا علينا أن نعرف ماذا نقدم ولمن نقدمه.

 

آيات (مت 7: 7-12):-

«اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ! فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.

إذ يسمع المؤمن وصية السيد "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم...." ربما يتساءل ومن أين لي القدس والدرر؟ لذا يكمل السيد المسيح إسالوا تُعطَوا. السيد يحفزنا لنصلي فنكون على صلة مستمرة به.

وماذا نسأل؟ يجيب السيد أطلبوا أولًا ملكوت الله وبره (مت 33:6) وإذا شعر الإنسان بعجزه عن تنفيذ الوصايا يقول له السيد إسأل. فلنسأل الله فيعطينا قوة للسير في طريق الرب. وكيف نعرف الطريق؟ يجيب السيد اطلبوا تجدوا. وطالما نصلي ونطلب فلن نضل الطريق وإلى ماذا يقودنا الطريق؟ يقودنا إلى الباب، وحينئذ نسمع قول السيد إقرعوا يفتح لكم= يفتح لنا باب الكنوز المخفية.. القدس والدرر. والمسيح هو الباب وإذا فتح، وهذا وعده، أنه يفتح لكل من يقرع، نجد كنوز مخفية فهو المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (كو3:2) . والسيد هنا يعلن استعداده لأن يهب خيرات وعطايا جيدة للذين يسألونه. فهو صانع خيرات. ولكي يدلل على ذلك قال حتى الأشرار يعطون أولادهم عطايا جيدة فكم وكم أبوكم السماوي، وأبونا السماوي لا يعطينا عطايا مميتة، بل هو يعطي كل بركة. المسيح يكرر أن الله أب لنا، وهو أب شديد المحبة.

ولنلاحظ أننا دائمًا في الشدائد نتعرض لسماع صوت إبليس.. أن الله لا يحبنا إذ سمح بهذه الشدة.

ولكن الروح القدس الذي يعطي "نعمة أعظم" (يع4: 6) يقنعنا بمحبة الله الأبوية لنا، ويشهد في داخلنا "صارخا يا آبا الآب" (غل4: 6). وأن هذه الشدة هي عطايا صالحة من أبونا السماوي الذي يعرف كيف نصل للسماء. فمهما كانت التجربة صعبة فهي صالحة لأنها:- 1) من يد أبونا السماوي الذي يحبنا. 2) هي لازمة لخلاص نفسي.

فعلينا حين نسمع لصوت الروح القدس أن نجيب بثقة على تشكيك الشيطان، أن الله أب ولا يعطي أولاده سوى عطايا محيية جيدة.. فالمرض كان سببًا في خلاص بولس، والضيقة كانت سببًا في خلاص أيوب.

إبليس يصور لنا التجربة على أنها حية يؤذينا الله بها ولنرد عليه بأن الله لا يعطي حيات لأولاده. بل أن هذه التجربة هي للخير فهو صانع الخيرات. وهو وحده يعلم الطريق للحياة الأبدية وأن هذا المرض أو هذه التجربة وإن بدت مميتة للجسد لكنها ستعطي حياة أبدية. ونفهم من آية (12) أنه لنحصل على الخيرات من الله فلنصنع الخير للناس.

 

(لو9:11-13):-

وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزًا، أَفَيُعْطِيهِ حَجَرًا؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ السَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَبًا؟ فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟».

هنا يكرر القديس لوقا نفس الكلمات ولنلاحظ فرقين

1- الآيات اسألوا تُعطَوْا … جاءت بعد حديث السيد المسيح عن أهمية اللجاجة في الصلاة. ومن هنا نفهم أن الصلاة المقبولة عند الله، أحد شروطها هو اللجاجة. فاللجاجة لها أهميتها، فهي تخلق دالة بيننا وبين الله، فنشعر بأبوته، خصوصًا أن لنا هنا وعدًا أن كل من يسأل يأخذ. فمع الطلبة بلجاجة نمتلئ رجاء. وقد يبطئ الله بعض الأحيان في الإستجابة حتى نشعر بأهمية ما سنحصل عليه، أو لأن الله يرى أن الوقت غير مناسب للإستجابة، أو لأن ما نطلبه ليس في مصلحتنا، لكن عمومًا من يصلي بلجاجة حتى ولو لم يستجب الله طلبته ستنشأ علاقة حب ودالة وثقة بينه وبين الله بسبب الصلاة الطويلة، فيتقبل ما يسمح به الله. وهذا نراه في صلاة المسيح في جثسيماني فهو يطلب رفع الكأس عنه، ولكن سرعان ما يقول.. لتكن لا كإرادتي ولكن كإرادتك. وهذا يفعله معنا الروح القدس.. لكن قد تحدث الإستجابة.. إستجابتنا لصوت الروح القدس.. بعد فترة. فنحن قد نبدأ الصلاة طالبين شيئًا بعينه، ونصلي بلجاجة، لمدة من الزمن، وبعد وقت نستجيب لصوت الروح القدس فينا، ونقول أنا يا رب لا أعرف أين هو الصالح.. إذًا لتكن مشيئتك.

2- الفرق الثاني هو أن لوقا وضع كلمة الروح القدس هنا آية (13) عوضًا عن كلمة خيرات في إنجيل متى. ومن هنا نفهم أن الروح القدس هو أعظم عطية يعطيها لنا الآب السماوي. وهذا هو ما يجب أن نسأله وبلجاجة أن يعطيه لنا. من الآن علينا أن نطلب الامتلاء من الروح القدس عوضًا عن أن نهتم في صلواتنا بالأمور الزمنية فهذه.. تزاد لكم. فالروح القدس هو الذي يعطينا أن نصير خليقة جديدة، هو يعلمنا كل شيء ويذكرنا بكل ما قاله المسيح، هو يثبتنا في المسيح الذي يحملنا إلى حضن الآب وهو الذي يفتح أعيننا على ما لم تره عين (1كو 10:2).

تأمل:- اسألوا.. اطلبوا.. إقرعوا= هي درجات الإصرار واللجاجة في الصلاة. فدرجة إقرعوا هي أعلى درجة، هي درجة الصراخ لله ليفتح، والعجيب أن الله صوَّر نفسه هكذا صارخًا أو قارعًا لنفتح قلوبنا له (رؤ20:3) فإن كان المسيح يقرع هكذا على باب قلبي، أفلا أثابر وأقرع وأصلي له بلجاجة.

الخبز= يشير للحياة. وهذا ما يريده الله لنا.

الحجر= وهذا يشير للقساوة، وهذا ليس هو قلب الله تجاهنا.

السمكة= هي إشارة لإمكانية الحياة وسط بحر هذا العالم.

البيضة= حياة تخرج من موت. فالله يريد لنا حياة هنا وفي السماء.

الحية والعقرب= فيهما سم مميت ، فهناك مثلا أمراض مميتة، وهذه كالحيات والعقارب. وقطعًا هذا لا يريده الله لنا. بل التجارب هي لتأديبنا فتكون لنا للحياة. فالله قادر أن يخرج من الموت حياة. فالسمكة تحيا وسط البحر، والبحر يعني للبشر الموت فيستحيل على الإنسان أن يحيا في البحر ، والبيضة تبدو كحجر ميت ولكن يخرج منها حياة (الكتكوت). والحجر هو ما يبدو لنا أنه حرمان من الحياة لكن الله يريد ان يعطينا حياة (خبز). الله قادر بل هو يريد أن يخرج لنا حياة مما يبدو لنا موت كالأمراض مثلا، أو يبدو لنا قسوة من الله فالحجر يشير للقسوة.

في وقت التجربة يكذب الشيطان في أذاننا أن الله يقسو علينا (التجربة كالحجر) ويريد لنا الموت (التجربة كالحية أو العقرب)، لكن الله يريد في محبة أن يعطينا حياة ويخرج من هذا الموت حياة أبدية. فالله عينه ليس على عدة سنوات نقضيها على الأرض في صحة جسدية بل على حياة أبدية في فرح ومجد أبدي نحيا فيه للأبد في السماء.

 

(متى13:7-14):-

St-Takla.org Image: Shepherd on narrow mountain path - The narrow road صورة في موقع الأنبا تكلا: راعي على طريق جبلي ضيق - الباب الضيق

St-Takla.org Image: Shepherd on narrow mountain path - The narrow road

صورة في موقع الأنبا تكلا: راعي على طريق جبلي ضيق - الباب الضيق

«اُدْخُلُوا مِنَ الْبَاب الضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ!

هذه كانت عادة الأعراس في تلك الأيام، إذ يدخل المدعوون من باب صغير ضيق ويمنع البواب الذين لا يرخص لهم بالدخول. والباب الضيق هو وصايا المسيح وهي توصل للسماء. والباب الواسع هو الجري وراء شهوات العالم. والباب الضيق هو قبول الصليب مع المسيح، والباب الواسع هو إنكار المسيح لنحصل على أمجاد العالم. الباب الضيق هو الصلاة والميطانيات metanoia والصوم وإذلال الجسد، والباب الواسع هو باب الملذات العالمية. الباب الضيق هو رفض العالم والباب الواسع هو الجري وراء العالم.

والعجيب أن من يدخل من الباب الضيق، بأن يغصب نفسه ينفتح له الطريق المملوء سلامًا وفرحًا وتعزيات، فبينما هو يحرم نفسه من ملذات العالم يمتلئ قلبه فرح عجيب وسلام عجيب. ومن يدخل من الباب الواسع يضيق معه الطريق إذ يمتلئ قلبه همًا وغمًا وقلقًا. الباب الضيق هو التغصب ومعه تأتي النعمة ومعها الفرح. وحينما طلب الرب أن نكون حكماء كالحيات (مت 10: 16) كان يقصد أن ندخل من الباب الضيق هذا. ولكن ما هو دخل الحيات بهذا؟

الحية التي تريد تغيير جلدها تمر من خلال فتحة ضيقة ليحتك جلدها القديم ويسقط فيظهر الجديد اللامع. وكل من يريد أن يتغير عن شكله ويتجدد ذهنه (رو 12: 2) فليدخل من الباب الضيق.

قليلون يجدونه = فالشهوات أعمت عيونهم عنه وكذلك مشاغل هذا العالم.

 

(مت 15:7-20):-

+«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدَةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.

هنا يحذرنا السيد من المؤمنين المرائين، وهم فئتين

  1- الأنبياء الكذبة= لهم اسم المسيحية ولكن إيمانهم غير إيمان الكنيسة.

ثياب حملان= يقولون أن طريقهم هو طريق المسيح. والمسيح هو الحمل.

  2- من لهم إيمان صحيح ولكنهم يعملون أعمالًا شريرة.

والأنبياء الكذبة هؤلاء يحملون مسحة التقوى الخارجية بينما قلوبهم ذئاب خاطفة (2كو 13:11-14). وهؤلاء يمكن تمييزهم من ثمارهم. فهناك نفوس لا تثمر سوى الشوك، هؤلاء من يعيشون على ثمار الأرض الملعونة التي تثمر شوكًا. هؤلاء أبناء آدم الأول الإنسان العتيق، أماّ أولاد الله فهم الكرمة والأغصان.

ولكن هناك توبة لمن يريد، ومن يفعل ويتوب يبدأ يحمل ثمارًا عوضًا عن الشوك. فالتوبة تعيدنا لكي نصير في المسيح طبيعة جديدة "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو 17:5). وهذه الطبيعة الجديدة نلبسها أولًا في المعمودية، وقد نخسرها بخطايانا، ولكننا بالتوبة نستعيدها، وهذا ما كان السيد المسيح يعنيه بقوله "إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيدًا" (مت12: 33).

تلقى في النار= مصير المعلمون الكذبة.

 

آيات (21-23):-

«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!

المسيح هنا يعلن للإنسان الذي يريد التوبة، أنه لا يريد شكليات العبادة، أو مجرد ترديد ألفاظ، الله لا يريد من يكرمونه بالشفاه فقط والقلب مبتعد عنه بعيدًا، لكن الله يطلب القلب الخاضع لإرادته.

بإسمك أخرجنا شياطين= هذه تفهم بطريقتين:-

1- كثيرون وصلوا لعمل معجزات وأفسدهم الغرور لأنهم نسبوا هذه النعمة لأنفسهم ففقدوا هذه النعمة، ألم يخرج يهوذا شياطين ويشفي أمراض!!

2- الشيطان خداع، إذ يعطي للبعض أن يخرجوا الأرواح الشريرة للخداع. ولكن هؤلاء يسهل جدًا تمييزهم، من أسلوبهم الخالي من التواضع والمحبة. سمعت أحدهم يقول "أنا أسلوبي في إخراج الشياطين كذا وكذا" ولنلاحظ أن يهوذا الخائن أخرج شياطين حينما كان مع التلاميذ (مت 8:10).

لم أعرفكم= كخاصتي الذين يدخلون ملكوتي لأنكم لم تعرفوني حقيقة. ولاحظ أن كلمة يعرف تشير للإتحاد فهؤلاء لم يكن لهم ثبات في المسيح. (راجع تفسير مت11: 27).

أليس بإسمك تنبأنا= كثيرون يعلمون بالحق ولكنهم لا يعملون به.

هناك فرق بين مواهب الروح القدس وثمار الروح، فالمواهب تعطي لبناء الكنيسة وتسمى الوزنات (1بط10:4) والهدف منها بناء الكنيسة، وقد يعطيها الله لأحد ولكن قد يسحبها منه إن أساء إستعمالها. أما الثمار فوجودها علامة على الامتلاء من الروح القدس (غلا22:5-23) وبالتالي وجودها دليل على خلاص الإنسان.

 

(لو 43:6-46):-

«لأَنَّهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا رَدِيًّا، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا. لأَنَّ كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِينًا، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبًا. اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ. «وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟

نجد هنا نفس تعليم السيد المسيح عن إستحالة أن تعطي الشجرة الجيدة ثمرًا رديًا. وتسلسل الآيات قبل مثل الشجرة هنا كان عن محبة الآخرين والعطاء وعدم الإدانة (لو6: 27 - 37) وكأن هذه الأعمال هي الثمار الجيدة التي تعلن عن إنسان صالح.

ثم يتكلم الرب عن من يريد أن يخرج القذى من عين أخيه (لو6: 42). وهذه الآيات هي عن من يريد أن يعلم الآخرين .

وبهذا نرى علاقة مباشرة بين أعمال الإنسان وتعليمه، فمن يريد أن يخرج القذى من أعين الآخرين، فهو يريد أن يقوم بدور المعلم لهم. فماذا عن صفاته وماذا عن أعماله وماذا عن ثماره؟ إننا سنعرف قلبه من ثماره وهل هو صالح للتعليم أم لا.

والثمار هي أعمال المحبة وعدم إدانة الآخرين.

وأيضا سنعرف قلبه من كلامه = الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح.. من فضلة القلب يتكلم فمه. فالقلب المملوء محبة سيخرج كلمات محبة تجاه الآخرين والعكس فالقلب الشرير سيخرج كلمات إدانة.

وكلام السيد يعني أن نفعل وننفذ أوامر الله، هذا أهم من قولنا يا رب يا رب ونحن لا نفعل إرادة الله. وهذا ليس ضد ترديد صلاة يسوع أو تكرار كيريي ليسون Κύριε ελέησον، فنحن نفعل هذا تنفيذًا لوصية بولس الرسول "صلوا بلا انقطاع" وطبعًا علينا أن نصلي ليس بالشفتين فقط، بل بالشفتين وبقلب منشغل بالله وبذهن منفتح يفكر فيما يردده لسانه. ومن يجدد قلبه باستمرار ويملأه من كلام الله وبصلوات بلجاجة وبتوبة وندم سيصلح هذا القلب وستتغير كلمات الفم ويمجد الله.

 

(مت 24:7-27 + لو 47:6-49‌):-

(مت 24:7-27)

«فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!».

 

(لو 47:6-49):-

كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلاَمِي وَيَعْمَلُ بِهِ أُرِيكُمْ مَنْ يُشْبِهُ. يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَأَمَّا الَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالًا، وَكَانَ خَرَابُ ذلِكَ الْبَيْتِ عَظِيمًا!».

من المهم أن ننفذ كلمات المسيح ونعمل بها ولا نكتفي بترديد "يا رب يا رب" فمن ينفذ وصايا المسيح ويعمل بكلامه سيعرف قوة هذا الكلام، بل سيعرف المسيح ويختبره فيحبه، فإذا هبت العواصف، عواصف التجارب والآلام، أو عواصف ورياح الخطية تجد أن إيمان هذا الشخص ثابتًا لأنه أسسه على الصخر أي على معرفة المسيح معرفة حقيقية، ومن يعرف المسيح حقًا لن يستطيع إبليس تشكيكه فيمن عرفه وأحبه. فتأسيس البيت على الصخر هو الإيمان بالمسيح ومعرفته وإختباره، ومحبته. ولنعلم أننا في كل تجربة نتعرض لها يأتي إبليس ليشتكي الله قائلًا "الله لا يحبكم وإلاّ لماذا سمح بهذه التجربة" ومن إختبر محبة المسيح حقيقة سيرفض هذا الصوت إذ هو عرف المسيح وأدرك مقدار محبته هذه التي ظهرت على الصليب (رو8: 32).

وما يساعدنا على أن نعرف المسيح:-

1- دراسة الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس هو كلمة الله. والمسيح هو كلمة الله. فكلما جلسنا لدراسة كلمة الله المكتوبة نكتشف شخص المسيح كلمة الله الحي فنعرفه فنحبه. ولماذا سوف نحبه؟ لأنه شخص حلو العشرة، من عرفه أحبه وتلذذ بعشرته.

2- بتنفيذ الوصية: فالوصية لا نعرف جمالها ولا قوتها إن لم ننفذها، وحين ننفذها سنكتشف شخص المسيح الذي يساعدنا على تنفيذها فهو القائل بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا (يو 5:15)، وهو الذي طلب مناّ أن نحمل نيره. والنير هو الخشبة التي تربط ثورين معًا، وحين نرتبط نحن الضعفاء بالمسيح القوي سيحمل هو كل الحمل أما من يسمع وصايا المسيح ولا ينفذها، فهو سيظل بعيدًا يحكم بعدم إمكانية تنفيذها. وكذلك في ضيقاتنا وأحزاننا إذا ذهبنا إليه وإرتبطنا به سنجده يَحْمِلنا حَملًا ويملأنا تعزية ورجاء. ونحن لن نعرف المسيح ونراه إن لم نكن أنقياء القلب، ننفذ الوصايا، فتنفتح عيوننا ونعرفه. وتنفيذ الوصية سيعطينا أن نعرف المسيح المحب الذي يبحث عن فرحنا. فمن ينفذ الوصايا يختبر حالة فرح وسلام لا يعرفها الخاطئ. فيفهم لماذا طلب المسيح تنفيذ هذه الوصايا ويدرك محبته.

وبهذا نفهم أنه لن يمكننا أن نصمد في وجه تشكيك إبليس في محبة الله إن لم تكن لنا هذه الخبرات العملية مع المسيح وهذا هو البناء على الصخر أماّ البناء على الرمل فهو كمن يدرس الكتاب دراسة نظرية ويعلم به دون أن يحاول تنفيذ هذه الوصايا.

الأنهار= النهر عادة يشير لعطايا الروح القدس. لكنه هنا هو نهر خادع من شهوات العالم (رؤ 15:12) هدفه أن يبعدنا عن المسيح، أما من تذوق حلاوة المسيح، حين عاش معه ونفذ وصاياه، سيحتقر ملذات وأمجاد هذا العالم وسيعتبرها نفاية (في 8:3).

 

St-Takla.org Image: "And so it was, when Jesus had ended these sayings, that the people were astonished at His teaching, for He taught them as one having authority, and not as the scribes" (Matthew 7: 28-29) - Matthew, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (متى 7: 28-29) - صور إنجيل متى، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: "And so it was, when Jesus had ended these sayings, that the people were astonished at His teaching, for He taught them as one having authority, and not as the scribes" (Matthew 7: 28-29) - Matthew, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فلما أكمل يسوع هذه الأقوال بهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (متى 7: 28-29) - صور إنجيل متى، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

آية (لو48:6):- "يُشْبِهُ إِنْسَانًا بَنَى بَيْتًا، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذلِكَ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. "

وَحَفَرَ وَعَمَّقَ هذه كناية عن السهر والاهتمام والمثابرة على فهم الإنجيل وتطبيق وتنفيذ ما نتعلمه بلا كلل. نحفر للأعماق حتى إلى الصخر، والصخرة كانت المسيح، أي لنكتشف ونعرف شخص المسيح ونتلذذ به.

 

(مت 7-28-29):-

فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.

كمن له سلطان=هو ليس فقط له سلطان، بل هو يُعطي سلطانًا لنا أن ننفذ الوصية، أي هو يُعطي قوة مع كل وصية يعطيها، وبدونه لن نقدر أن ننفذ أي وصية (يو 5:15+ في 13:4). والمسيح له سلطان على القلوب فهو خالقها.

الرمل= يشير للإيمان غير الثابت إذ أن صاحبه لم يكتشف شخص المسيح (الصخر). ومثل هذا الإنسان سيتشكك في المسيح حينما يشككه الشيطان، ويصدق خداعاته كما صدقته حواء. هذا له إيمان سطحي لم يتعمق صاحبه باحثًا عن شخص المسيح الحلو المشبع.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نظرة عامة على الإصحاح السابع

 

كيف نحيا في السماويات

يقول داود النبي عن الرب يسوع أنه "طأطأ السموات ونزل" (مز9:18) أي أنه أتى لنا بالحياة السماوية على الأرض. وهنا يرشدنا الرب يسوع

كيف نحيا هذه الحياة السماوية.

الآيات (1-5):- الرب يدعوني بأن أهتم بخطيتي ولا أنشغل بالآخر. وأن أنظر لنفسي وأفتش فيها عن خطاياي وأتوب عنها، هذا هو الطريق للنقاوة: فأرى الله وأحيا في السماويات، هكذا يقول القديس بولس الرسول "اِتْبَعُوا ٱلسَّلَامَ مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ" (عب14:12).

الآيات (6-12):- الرب يدعوني عوضاً عن الإنشغال بالآخرين أن يتجه نظري إلى السماوات وأن أطلبها، وأن أسأل وأطلب وأقرع من أجل الإمتلاء من الروح القدس الذي 1* يساعدني على حياة النقاوة 2* ثم يعطيني أن أعاين السماويات كما يقول القديس بولس الرسوب "مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ ٱللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. فَأَعْلَنَهُ ٱللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ" (1كو10،9:2).

الآيات (13-29):-

الرب يسوع يرسم لنا هنا طريقة العبادة الصحيحة

كطريق للحياة السماوية:-

*الدخول من الباب الضيق: يبدأ الإنسان بالتغصب وتنفيذ وصايا المسيح فيكتشف حلاوة الطريق، والعكس فمن يجري وراء الشهوات العالمية يملأ المرار قلبه، ولنثق أن الشيطان الذي يقدم هذه الشهوات الخاطئة لا يريد أبداً السعادة للإنسان، بل إسمع ما يقوله عدو الخير للرب يسوع، وهكذا يقول لكل واحد "أعطيك كل هذه ... ولكن هناك ثمن ... خر وأسجد لي" وفي السجود ذل يتبعه مرار. هو مستعد أن يعطي كل شهوة للإنسان ولكن ليذله ويملأ حياته بالمرارة ويشمت فيه، فلذة الشيطان في عذاب الإنسان إبن الله الذي حصل على المجد بدلاً منه.

*الابتعاد عن الأنبياء الكذبة: 1* الإيمان هو واحد كما قال عنه القديس يهوذا الرسول "ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ وَاعِظًا أَنْ تَجْتَهِدُوا لِأَجْلِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ" (يه3). لكن هناك كثيرين قد شوهوا الإيمان الصحيح. والحياة الروحية حتى تكون صحيحة ونختبر الحياة السماوية يجب أن نتبع الإيمان الصحيح.  2* وهكذا أيضاً ينبغي أن نبتعد عن من يعيشوا في وسطنا ويقنعوننا بأن الحياة في الكنيسة لا تتعارض مع حياة الملذات الخاطئة. يقول القديس بولس الرسول "لِأَنَّهُ سَيَكُونُ وَقْتٌ لَا يَحْتَمِلُونَ فِيهِ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلصَّحِيحَ، بَلْ حَسَبَ شَهَوَاتِهِمُ ٱلْخَاصَّةِ يَجْمَعُونَ لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ، فَيَصْرِفُونَ مَسَامِعَهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ، وَيَنْحَرِفُونَ إِلَى ٱلْخُرَافَاتِ" (2تي4،3:4). والآن في وسطنا من يُعَلِّم تعاليم غاشة تَعِدْ الناس بدخول السماء بدون توبة، وهناك من يستطيب تلك التعاليم، قال عنهم الرسول أن أذانهم مستحكة أذانهم. هؤلاء يميلون أن يتبعوا هذه التعاليم الكاذبة الغاشة. أما نحن فعلينا أن نتبع التعاليم الصحيحة.  3* يقول الرب أن من يخلص هو الشجرة الجيدة، وماذا لو إكتشفت أنني شجرة غير جيدة ولي ثمار رديَّة؟ الحل في التوبة. نحن ولدنا من المعمودية كشجرة جيدة، وخلال حياتنا في العالم تلوثت ثياب العرس التي حصلنا عليها بالمعمودية (مت11:22). والرب يقول "اِجْعَلُوا ٱلشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وَثَمَرَهَا جَيِّدًا، أَوِ ٱجْعَلُوا ٱلشَّجَرَةَ رَدِيَّةً وَثَمَرَهَا رَدِيًّا" لاحظ قول الرب "إجعلوا" وهذا يعني أن بالتوبة يمكنني أن أعود وأصير شجرة جيدة.

*الإبتعاد عن العبادة المظهرية  : العبادة ليست ترديد كلمات بل هي تنفيذ إرادة الله أي وصاياه، فكيف نعصي أوامر ملك الملوك. وعن العبادة يقول القديس بولس الرسول "الله الذي أعبده بروحي" (رو9:1). ويطلب أيضاً أن تكون عبادتنا عقلية: "عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ" (رو1:12) وليس ترديد كلمات بدون فهم. ويقول أيضاً "وَلَكِنْ، فِي كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا، أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلَافِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ: (1كو19:14). فالعبادة الصحيحة تكون بقيادة الروح القدس الذي يقود العقل بإقتناع، ويكون الذهن غير مشتت بل منشغلًا تمامًا بالله. ومن يفعل يمتلئ بالروح وهذا يظهر في ثماره. أما المواهب قد تُسحب من الإنسان لو أساء إستعمالها. ولكن وجود الثمار هو شرط في أن تكون عبادتنا سليمة.

*تنفيذ الوصايا والبداية التغصب : يقول المسيح "إحملوا نيري فهو هين" أي نرتبط معه بتنفيذنا للوصايا. والبداية تكون بأن نغصب أنفسنا على تنفيذ الوصية، هذا هو النير الذي نرتبط به. ومن يفعل يفاجأ بأن المسيح بجانبه ومرتبط معه، وهو الذي يعينه فيكتشف حلاوته وحلاوة عشرته إذ كان مرتبطاً به طول الوقت. المسيح يحمل أحمالنا ويعطينا النعمة التي تعيننا فإشعياء النبي يقول "لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا" (إش 53: 4). وبهذا نعرفه ونحيا معه في السماويات. بل حتى في الضيقات سنجده يحملنا فهو يحمل أحزاننا وأوجاعنا.

*البيت المؤسس على الصخر = كلمة صخر في العبرية هي "تسور" وهي تُترجم عادة  صخر ولكنها أيضاً تعني أصل / مصدر / نبع / السبب الأول. وهذه كلها تُفيد معنى الخالق لذلك تعني في هذه الفقرة " هو الخالق الكامل صنيعه على أن الترجمة صخرة مناسبة أيضاً لأنه يحتمي فيها المسافر في الصحراء من العواصف وقد ترجمتها السبعينية: ثيئوس θεός) أي الله. إذاً البيت المؤسس على الصخر هو مؤسس على معرفة حقيقية بالله وفي أنه قادر حقيقة على حمايتنا وفي محبة وبقوة، وقوته غير محدودة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات إنجيل متى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/01-Engeel-Matta/Tafseer-Engil-Mata__01-Chapter-07.html

تقصير الرابط:
tak.la/mq3b6b9