← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ
ورد الكثير من تفصيلات هذا الأصحاح أيضًا في (2 مل 8: 25-29؛ 9: 27-28؛ 10: 13-14، 11: 1-2). ورث أخزيا الشر عن أبيه يهورام، إذ لم يتَّعِظْ مما حلَّ بأبيه. تأثر أخزيا بأُمِّه التي كانت تُشير عليه بفعل الشر [2].
لقد حلَّت أكثر ساعات الظلمة على يهوذا، كثمرة من ثمار دخول يهوشافاط في مصاهرة مع أخآب الشرير.
مات يهورام ودُفِنَ غير مأسوف عليه، واستلمت زوجته عثليا الكرسي، وهي نسخة مطابقة لأمها الشريرة إيزابل، لذا لا نعجب من تَعَطُّشها لسفك الدماء.
|
1-2 |
|
|
3-4 |
|
|
5 |
|
|
6-9 |
|
|
10 |
|
|
11-12 |
1 وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي.
وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ،
لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ.
فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. [1]
بقوله "ملّك سكان أورشليم أخزيا..." نستنبط أنه غالبًا لم يكن سكان أورشليم مستريحين لاستلامه العرش، ربما لأنه أصغر إخوته أو لضعف شخصيته، لكن لم يكن أمامهم بديل، حيث قتل العرب كل إخوته.
صار ملكًا من الجانب الشكلي، إذ كانت أُمُّه هي التي تُدَبِّر أمور المملكة.
كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ،
وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ،
وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي. [2]
جاء في الترجمة السبعينية أن عمر أخزيا حين ملك كان عشرين عامًا. هذا مقبول مع ما ورد في الأصحاح السابق يهورام أنه ملك وكان عمره اثنتين وثلاثين سنة، وملك ثماني سنين، أي مات في الأربعين من عمره، بهذا كان ابنه البالغ العشرين من عمره قد وُلِدَ حين كان والده عشرين سنة. وكان أخزيا متأثرًا بالمشيرين من مملكة الشمال (إسرائيل) أكثر من أي ملك آخر ليهوذا.
قرأنا في الأصحاح السابق عن سبي أبناء يهورام ونسائه، لكن لم يقل كل أبنائه وكل نسائه. لذلك ذكر في هذا الأصحاح أحد أبنائه "أخزيا" وإحدى نسائه "عثليا" التي يمكن القول إنها مع أمها إيزابل الشريرة هما مصدر خزي وكارثة سواء بالنسبة لمملكة إسرائيل أو مملكة يهوذا.
سبق أن رأينا كيف أرادت عثليا أن تبيد كل النسل الملوكي، لكي تؤكد أنه لن يتحقق الوعد الإلهي الخاص باستمرارية كرسي داود.
3 وَهُوَ أَيْضًا سَلَكَ فِي طُرُقِ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ الشَّرِّ. 4 فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مِثْلَ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّهُمْ كَانُوا لَهُ مُشِيرِينَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ لإِبَادَتِهِ.
وَهُوَ أَيْضًا سَلَكَ فِي طُرُقِ بَيْتِ أخآب،
لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ الشَّرِّ. [3]
بعد دفن أبيه الشرير يهورام، ربما كان الشعب ينتظر من الابن الأصغر ألا يسلك كأبيه، غير أن أُمَّه وأسرته دفعوه للسلوك في نفس طريق أبيه.
لم يكن لأخزيا مبادئ يعيش بها، إنما وثق في أمه عثليا ابنة عمري، المرأة الشديدة الطموح والعنيفة للغاية، كانت تقوده وتشير عليه بالشر.
أقام أخزيا تحالفًا مع يهورام بن أخآب.
فَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مِثْلَ بَيْتِ أخآب،
لأَنَّهُمْ كَانُوا لَهُ مُشِيرِينَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ لإِبَادَتِهِ. [4]
فَسَلَكَ بِمَشُورَتِهِمْ،
وَذَهَبَ مَعَ يهورَامَ بْنِ أخآب مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لِمُحَارَبَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ،
فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ. وَضَرَبَ الأَرَامِيُّونَ يُورَامَ [5]
6 فَرَجَعَ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ بِسَبَبِ الضَّرَبَاتِ الَّتِي ضَرَبُوهُ إِيَّاهَا فِي الرَّامَةِ عِنْدَ مُحَارَبَتِهِ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. وَنَزَلَ عَزَرْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا لِعِيَادَةِ يَهُورَامَ بْنِ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ لأَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا. 7 فَمِنْ قِبَلِ اللهِ كَانَ هَلاَكُ أَخَزْيَا بِمَجِيئِهِ إِلَى يُورَامَ. فَإِنَّهُ حِينَ جَاءَ خَرَجَ مَعَ يَهُورَامَ إِلَى يَاهُوَ بْنِ نِمْشِي الَّذِي مَسَحَهُ الرَّبُّ لِقَطْعِ بَيْتِ أَخْآبَ. 8 وَإِذْ كَانَ يَاهُو يَقْضِي عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ وَجَدَ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَبَنِي إِخْوَةِ أَخَزْيَا الَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ أَخَزْيَا فَقَتَلَهُمْ. 9 وَطَلَبَ أَخَزْيَا فَأَمْسَكُوهُ وَهُوَ مُخْتَبِئٌ فِي السَّامِرَةِ، وَأَتَوْا بِهِ إِلَى يَاهُو وَقَتَلُوهُ وَدَفَنُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: « إِنَّهُ ابْنُ يَهُوشَافَاطَ الَّذِي طَلَبَ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِهِ». فَلَمْ يَكُنْ لِبَيْتِ أَخَزْيَا مَنْ يَقْوَى عَلَى الْمَمْلَكَةِ.
فَرَجَعَ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ بِسَبَبِ الضَّرَبَاتِ الَّتِي ضَرَبُوهُ بِهَا فِي الرَّامَةِ،
عِنْدَ مُحَارَبَتِهِ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ.
وَنَزَلَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا لِيَزُورَ يُورَامَ بْنِ أخآب فِي يَزْرَعِيلَ،
لأَنَّهُ كَانَ مَرِيضًا. [6]
فَمِنْ قِبَلِ الله كَانَ هَلاَكُ أَخَزْيَا بِمَجِيئِهِ إِلَى يُورَامَ.
فَإِنَّهُ حِينَ جَاءَ خَرَجَ مَعَ يُورَامَ إِلَى يَاهُوَ بْنِ نِمْشِي،
الَّذِي مَسَحَهُ الرَّبُّ لِقَطْعِ بَيْتِ أخآب. [7]
سبق لنا الحديث عن ياهو في تفسيرنا لسفر الملوك الثاني (2 مل 9: 27-28).
ما حدث لأخزيا هو ثمرة الالتصاق بالصداقات الشريرة ومعاشرة الأشرار والتزاوج منهم، وأيضًا عبادته للأوثان. إن كنا لا نخاف من العدوى بالانحراف نحو الشر، فلنخف من الهلاك مع الأشرار. لذلك جاءت الوصية: "اخرجوا من بابل" (رؤ 18: 4).
وَإِذْ كَانَ يَاهُو يَقْضِي عَلَى بَيْتِ أخآب،
وَجَدَ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَبَنِي إِخْوَةِ أَخَزْيَا،
الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ أَخَزْيَا، فَقَتَلَهُمْ. [8]
وَطَلَبَ أَخَزْيَا، فَأَمْسَكُوهُ وَهُوَ مُخْتَبِئٌ فِي السَّامِرَةِ،
وَأَتُوا بِهِ إِلَى يَاهُو وَقَتَلُوهُ وَدَفَنُوهُ،
لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ ابْنُ يَهُوشَافَاطَ الَّذِي طَلَبَ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِهِ.
فَلَمْ يَكُنْ لِبَيْتِ أَخَزْيَا مَنْ يَقْوَى عَلَى الْمَمْلَكَةِ. [9]
قام ياهو بقتل أخزيا الذي اختبأ في السامرة، الذي ظن أنه يكون في أمان، وقد ترك ياهو جثمان أخزيا لكي يدفنوه.
وَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا أُمُّ أَخَزْيَا أَنَّ ابْنَهَا قَدْ مَاتَ،
قَامَتْ وَأَبَادَتْ جَمِيعَ النَّسْلِ الْمَلِكِيِّ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا. [10]
ورد ذلك في (2 مل 11: 1 إلخ.) أمرت عثليا بقتل أحفادها حتى تضمن بقاءها على العرش.
عثليا امرأة شريرة تسعى لهدم بيت داود إلى الأبد، لتُقِيمَ على أنقاضه عرشًا لنفسها. أبادت جميع النسل الملكي بوحشيةٍ، وغالبًا ما كانت تود أن تنقل العرش من بيت داود إلى أقاربها من أمها.
لم يكشف الكتاب المقدس عن دوافعها الخفيّة وخِطَّتِها، سوى ضمانها أن يبقى العرش في يدها. أول من تأمل في هذا الأمر يوسيفوس المؤرخ، فوصف تصرُّفاتها بأنها قد ورثت من والديها الكراهية لبيت داود. يقول عنها إنها كانت ترغب "في ألا يبقى أحد من بيت داود حيًّا، بل أن تبيد كل الأسرة، حتى لا يَتَسَلَّم ملك فيما بعد يقوم من الأسرة[1]". كان دافعها هو تكذيب الوعد الإلهي أن يجلس نسل داود على العرش، ومجيء المسيّا المُخَلِّص من نسل داود.
يرى البعض أن عثليا بجانب رغبتها ألا يلمس أحد إكليلها، ولا يجلس أحد من بيت داود على عرش يهوذا. إنها أرادت الانتقام لقتل إيزابل أمها وإبادة أسرتها على يد ياهو. ظَنَّت أنها على حق أن تنتقم لوالديها ولكل أسرتها حتى من نسلها الذين هم خليفة يهورام الذي من بيت داود. لعل عثليا كانت في أعماقها كراهية مُرَّة لما حَلَّ بأُسرتِها؛ وكراهيتها لبيت داود دفعتها لكراهية إله داود.
ما فعلته عثليا مارسه أيضًا هيرودس في مذبحة أطفال بيت لحم، ليحتفظ بكرسي العرش. ظَنَّت عثليا وأيضًا هيرودس أنهما صارا في أمان، ولم يُدرِكا أن الله ضابط الكل وراعي شعبه.
سمح الله بما حدث لبيت داود ليؤكد أن رعاية الله وحدها هي التي أنقذت الموقف، ليبقى طفل صغير لبيت داود، خلاله يبقى سراج مُنِير للبيت، ويأتي من نسل داود المسيَّا المُخَلِّص. باطلاً حاول عدو الخير أن يُبطِلَ خطة الله للخلاص.
v لاحظت الأشرار، فرأيتهم في سلامٍ، أي سلام؟ سلام مؤقت، مُتغيِّر، عابر وأرضي، ومع هذا فإني أنا أيضًا أطلب هذا من الله. رأيت الذين لم يخدموا الله ينالون ما اشتهيته أنا الذي أخدم الله، لكن قدميّ زلتا وخطواتي زلقت (مز 73: 2). الآن أدركت لماذا لهم سلام وانتعاش على الأرض... لأن عقابهم ليس مؤقتًا، بل ثابتًا إلى الأبد[2].
v يُقَال عن الأشرار بعد موتهم: "أين خيمة مساكن الأشرار؟"
إن أمعنا النظر في هذا، هل تقدرون أن تنكروا بأنه توجد مجازاة من قِبَل العدل الإلهي؟ الأول (البار) تغمر السعادة قلبه، والثاني البؤس. الأول بشهادة نفسه أنه بريء من الذنب، والثاني مجرم.
ذاك الإنسان سعيد في رحيله من العالم، والثاني حزين عليه.
من يقدر أن ينطق بالبراءة على من هو ليس ببريء في عيني ضميره؟ يقول: "أين غطاء خيمته، تذكاره لن يوجد" (راجع أي 28:21).
حياة المجرم حلم. لا، حتى الراحة ذاتها التي للأشرار وهم يعيشون هنا هي وهم، إنهم الآن في الجحيم، إذا ينحدرون إلى جهنم وهم أحياء[3].
v يجيب القديس أيوب: لا تظنوا أنكم سعداء وأنتم منغمسون في الملذات، لأن ضربات الله لم تحل عليكم في هذه الحياة.
"سراج الأشرار ينطفئ". إنه يعطي ضوءًا إلى زمنٍ، لكنه لا يحمل نورًا أبديًا.
وبالرغم من أن العالم يحابي مثل هؤلاء الناس، لأنهم يمارسون إرادة الله صاحب السلطان على العالم (يو 14: 30)، لكن عادة ما تحل لحظة التحوُّل في الأحداث، حيث تأتي الأحزان من قبل غضب السماء وسخطها، حيث يُغَربَل الأشرار "كالتبن قدام الريح". يُغَربَل الظالمون كالقشٍ، والأبرار كحنطةٍ. التفتوا إلى الرب القائل لبطرس: "هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغَرْبِلَكم كالحنطة، ولكني طلبتُ من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 31-32)[4].
v "وعدد سنوات ظلمه غير أكيدة"... معروف أن كل إنسانٍ مُتكَبِّر يمارس الطغيان حسب قياسه. فما يمارسه شخص في دولة وذلك بحُكْمِ مركزه العالي الذي يتناسب معه؛ وآخر في مقاطعة، وآخر في مدينة، وآخر في أسرته، وآخر يخفي شره، فيمارسه على نفسه في فكر قلبه.
فالله لا يشغله كمية الشر التي يستطيع الإنسان أن يمارسها، وإنما الكمية التي في ذهنه ليمارسها. وعندما يكون الإنسان بلا سلطان في الخارج، يُحسَب طاغية في داخله، ويسيطر الإثم عليه في داخله. فإنه وإن كان لا يضغط على أقربائه من الخارج، إلاَّ أنه في الداخل يبحث ليجد فرصة وسلطانًا للضغط على الغير. فإن الله يتطلَّع إلى قلوب البشر، فيُحسَب في عيني الله الشرير أنه مارس بالفعل حسب ما يتخيَّله.
← وستجد تفاسير أخرى
هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 أَمَّا يَهُوشَبْعَةُ بِنْتُ الْمَلِكِ فَأَخَذَتْ يُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا وَسَرَقَتْهُ مِنْ وَسَطِ بَنِي الْمَلِكِ الَّذِينَ قُتِلُوا، وَجَعَلَتْهُ هُوَ وَمُرْضِعَتَهُ فِي مُخْدَعِ السَّرِيرِ، وَخَبَّأَتْهُ يَهُوشَبْعَةُ بِنْتُ الْمَلِكِ يَهُورَامَ امْرَأَةُ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ، لأَنَّهَا كَانَتْ أُخْتَ أَخَزْيَا، مِنْ وَجْهِ عَثَلْيَا فَلَمْ تَقْتُلْهُ. 12 وَكَانَ مَعَهُمْ فِي بَيْتِ اللهِ مُخْتَبِئًا سِتَّ سِنِينٍ وَعَثَلْيَا مَالِكَةٌ عَلَى الأَرْضِ.
أَمَّا يَهُوشَبْعَةُ بِنْتُ الْمَلِكِ، فَأَخَذَتْ يَهُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا،
وَسَرَقَتْهُ مِنْ وَسَطِ بَنِي الْمَلِكِ الَّذِينَ قُتِلُوا،
وَجَعَلَتْهُ هُوَ وَمُرْضِعَتَهُ فِي مِخْدَعِ السَّرِيرِ،
وَخَبَّأَتْهُ يَهُوشَبْعَةُ بِنْتُ الْمَلِكِ يَهُورَامَ امْرَأَةُ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنِ.
(لأَنَّهَا كَانَتْ أُخْتَ أَخَزْيَا)
مِنْ وَجْهِ عَثَلْيَا فَلَمْ تَقْتُلْهُ. [11]
وثق أخزيا في أمه عثليا ابنة عمري، المرأة العنيفة للغاية، والتي تشير عليه بالشر [3]. أقام تحالفًا مع يهورام بن أخآب.
في وسط المذبحة التي صنعتها عثليا لإبادة جميع النسل الملكي لتبقى بمفردها في الحكم، لم ينطفئ سراج مسيح الرب؛ فقد حفظ الله رضيعًا ضعيفًا، وذلك رمزًا للسيد المسيح الذي حُفِظَ من مذبحة أطفال بيت لحم.
في السنة السبتية - السنة السابعة - سنة راحة الأرض ظهر يوآش ليملك أمام عيون الجميع، استُعلن أنه الملك الوحيد الذي له السلطان أن يلبس التاج.
v كما أن ما أَعَدَّه الله للذين يحبونه يفوق العقل، كذلك ما أَعَدَّه من عذابات للأشرار يفوق العقل[5].
v يُذرى الأشرار بمرارة (كزوانٍ خفيفٍ)، أما الأبرار فيخلصون كحنطةٍ ثقيلةٍ. لاحظوا ما يقوله الرب لبطرس: "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 31). الذين يُذرون مثل زوانٍ يهلكون، أما الذي لا يهلك فهو مثل البذرة التي تسقط وتنمو وتزيد وتأتي بثمرٍ كثيرٍ (لو 8: 8)... يُشبَّه الشر بالعصافة التي تحترق سريعًا وتصير ترابًا[6].
وَكَانَ مَعَهُمْ فِي بَيْتِ الله مُخْتَبِئًا سِتَّ سِنِينٍ،
وَعَثَلْيَا مَالِكَةٌ عَلَى الأَرْضِ. [12]
حُبُّها لسفك الدماء أفقدها شعبيتها، إن كانت قد وُجِدَت. وتوليها العرش ليس له أي أساس قانوني. كل ما تتسم به هو عنفها وجبروتها، فظنَّت أنه ليس من يقدر أن يعصاها أو يقاومها.
جاء اختباء الطفل في بيت الله بحكمة إلهية فائقة:
1. لم يكن ممكنًا لإنسانٍ ما أن يخفي الطفل في بيته، لئلا يتسرَّب الخبر، فتنتقم عثليا من صاحب البيت وكل عائلته.
2. بقاء طفل صغير مع مرضعته في بيت الرب لمدة ست سنوات دون تسرُّب الخبر إلى الملكة، لم يتم باطلاً، إنما بخطة إلهية تكشف عن رعاية الله نفسه للأمر.
3. حفظ الطفل في بيت الرب تحت رعاية رئيس الكهنة، كشف عن خطة الله الذي خصص سبطًا معينًا للعمل الكهنوتي، وآخر للعمل الملوكي، مع تعاون السبطين. وكأن الله يعلن رعايته لشعبه روحيًا وزمنيًا.
v هَبْ لي روحك يعمل فيّ، يا أيها الراعي الصالح.
بحُبِّك ترعى شعبك، وتبذل ذاتك عنهم.
بحُبِّك تُقِيم من كل طفلٍ قائدًا محبًا!
v تَسَلَّم أخزيا العرش، ولم يكن له مبادئ صادقة.
كانت أُمُّه الشريرة تقوده وتشير عليه بشرها.
دفعته إلى الشر، وحرمته من الالتصاق بك.
دفعته إلى الالتصاق بيهورام عابد الأصنام.
ظَنَّ في تحالفه مع يهورام أن نفسه تطمئن.
فإذا بالموت يلاحقه، والعار يلتصق به.
v تسلَّمت عثليا أمه عرش ابنها.
في حُبِّها للسلطة، قتلت كل ذكرٍ من بيت داود.
قتلت واستراحت، وظنت أنها في أمانٍ واستقرارٍ.
لم يعد بعد من ينافسها على عرشها.
ليس من يستطيع أن يقف أمامها.
ولا يوجد في المملكة كلها من يقدر أن يعصاها.
بقيت على العرش ست سنوات،
وظَنَّت أنها قديرة وحكيمة وقائدة فريدة.
لم يعد بعد أحد من بيت داود يجلس على العرش.
ولا يمكن للنبوات عن بيت داود أن تتحقق.
v لكنك أيها الراعي الصالح أَنقذت طفلاً ابن سنة واحدة.
احتضنته في هيكلك المقدس.
حرسته بعنايتك، وهيأته ليجلس على العرش.
تعمل بالكثير كما بالقليل، وبالكبير كما بالطفل الصغير.
تسكب روحك على مؤمنيك،
فيحملون روح الحب والرعاية والقيادة!
_____
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 23 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير أخبار الأيام الثاني 21 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7w6cyqq