يهمل البعض دراسة أخبار الأيام الثاني لاعتقادهم أنه تكرار لما ورد في سفري الملوك، غير أنه يُعتبَر مخزنًا إلهيًا يُقَدِّم لنا كنوزًا إلهية ثمينة.
في الواقع جاء سفر أخبار الأيام الثاني امتدادًا طبيعيًا لأخبار الأيام الأول.
1. لقد رقد داود النبي وقلبه كان متهللاً، لأنه وهو رجل التسبيح منذ صباه وربما منذ طفولته، كان يَلِذُّ له أن يتغنَّى بمزاميره وهو يرعى غنم أبيه، فيشعر كمن يشارك السمائيين حياتهم المتهللة، وها هو ابنه سليمان يبني الهيكل بيت التسبيح والعبادة.
2. رقد داود وهو يُعِدُّ كل المملكة لتحقيق شهوة قلبه أن يبني بيتًا للرب، وقد كَرَّس إمكانياته لحساب هذا العمل، وها هو يُسَلِّم العرش لسليمان، لا لهدف سوى أن يُتَمِّم الوعد الإلهي له أن ابنه يبني الهيكل.
3. بدأ سفر أخبار الأيام الأول بآدم وحواء اللذين تَسَلَّما جنة عدن ليتمتعا بحياة شبه سماوية في العالم الجميل الذي خلقه الله لهما ولنسلهما، لكن سرعان ما أفسدا هما ونسلهما هذا الجمال البديع. نال بنو آدم الوعد بالإصلاح والتجديد لكل ما قد فسد، يُحَقِّقه الخالق نفسه كمُخَلِّصٍ للبشرية، وانتهى السفر بموت داود الذي اشتهى أن يُقِيمَ موضعًا مقدسًا لتابوت العهد، علامة الحضور الإلهي وسط الشعب. وها هو يبدأ أخبار الأيام الثاني بسليمان الذي لا عمل له سوى بناء الهيكل كمركزٍ للأرض كلها، يُعلِنُ الحضور الإلهي.
4. إن كان سفر أخبار الأيام الأول دخل بنا إلى رحلة ممتعة من آدم إلى داود، ليؤكد أن ابن داود قادم لأجل خلاص كل بني آدم أو كل العالم، فإن هذا السفر رَكَّز على بيت داود لكي يدعو كل المؤمنين ابنَ داود كي يسكن في وسطهم كما في قلوبهم. إنه سفر ملكوت الله المبارك في حياتنا.
لقد أبرز السفر السابق أن ربَّنا يسوع هو الملك الحقيقي المستحق وحده أن نعبده، حاثًا إيانا على التشبُّه بداود الملك رجل الصلاة والتسبيح لا شاول. أما هذا السفر، فيحثنا على طلب هذا الملك، والتمتُّع بالشركة معه (2 أخ 14:7؛ 4:14، 7؛ 2:15، 4، 12، 13، 15؛ 4:17؛ 3:19؛ 3:20؛ 9:22؛ 5:26؛ 19:30؛ 21:31؛ 3:34 الخ)، وأن نُقيم له فينا بيتًا.
مملكة بيت داود
سليمان الملك
الملوك بعد الانقسام
نداء كورش بالعودة من السبي
ملامح السفر
أقسام السفر
من وحي أخبار الأيام الثاني: هَبْ لي
أن أبني بيتك المُقَدَّس!
رأينا في دراستنا لسفر أخبار الأيام الأول، أن عدو الخير لم يتوقَّفْ عن مقاومة الملك داود، وأيضًا بيته مع شعب يهوذا بعد الانقسام لكي يطفئ هذا السراج، لكن نعمة الله كانت تعمل في حفظ النسل الملكي من بيت داود حتى يأتي ابن داود في ملء الزمان ليملك في قلوب المؤمنين، ويهبهم برَّه.
يبدأ هذا السفر بمُلْكِ سليمان باني هيكل الرب، ثم يستكمل تاريخ ملوك يهوذا بعد انشقاق العشرة أسباط في بدء استلام رحبعام بن سليمان العرش، ويُكَمِّل حتى سبي يهوذا إلى بابل، وعودتهم في السنة السبعين من السبي.
بدأ السفر بالمملكة في قمة مجدها وعظمتها وغناها. هذه المملكة التي كانت تفوق الممالك الأربع التي تنبأ عنها دانيال النبي بتفسيره التمثال الذي رآه نبوخذنصر. بدأت هذه الممالك الأربع بنبوخذنصر، إذ يقول له دانيال: "فأنت هذا الرأس من ذهب" (دا 2: 38). واستمرت حوالي سبعين عامًا، وتلاها مملكة فارس ومادي لمدة 130 عامًا، ثم مملكة الإغريق المنقسمة إلى أربعة فروع ودامت 300 عام، ثم ثلاثمائة أخرى تحت الحكم الروماني.
كان داود النبي والملك بطلاً أعظم من هؤلاء جميعًا، وكان سليمان ملكًا في قمة المجد بين الأمم والشعوب أكثر منهم. استمر بيت داود على العرش لأكثر من أربعة قرون. وبعد خسوف طويل سطعت المملكة ثانية بمجيء المسيَّا ابن داود: "لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" (إش 9: 7).
في الفترة ما بين الانقسام في عصر رحبعام حتى السبي الأشوري امتزج مُلْك يهوذا بمُلْك إسرائيل. أما غاية هذا فهو تأكيد أن الذين تجاهلوا العبادة لله أو قاوموها وانحرفوا إلى العبادة الوثنية، حصدوا الفشل والانحطاط. وعلى العكس فإن الملوك الصالحين من يهوذا تمتَّعوا بالنجاح والنصرة والازدهار.
اختصت الأصحاحات التسعة الأولى بشخصية الملك سليمان، في نفس الوقت اختصت ست أصحاحات من التسعة ببناء الهيكل، الذي يُعتبَر أهم إنجازات سليمان.
كثيرون يُفكِّرون في سليمان من جهة كثرة زوجاته، وهذا لم يكن حسب مشيئة الله، وقد أثمرت هذه الخطية مرارة بانقسام المملكة في أيام ابنه رحبعام. غير أن هذا لم يُحَطِّم الجانب الإيجابي والغيرة المقدسة نحو بناء الهيكل والاهتمام بالعبادة.
في مقدمة قصيدته عن سليمان والزانيتين، يُعلِنُ القديس مار يعقوب السروجي عن مرارة نفسه، لأنه قضى زمانًا لا يطلب فيه شيئًا من الله، حاسبًا نفسه أنه مستحق الجلدات، لأنه لا يغرف من غِنَى الكنوز الإلهية بالسؤال الدائم، كما سأل سليمان الله أن يهبه حكمة سماوية لرعاية شعب الله. وفي نفس الوقت يقف في حيرة: تُرَى هل يطلب من الرب الذي أعطاه الكثير ولم يُقَدِّمْ الشكر اللائق به، فحسب نفسه ناكرًا للجميل أو جاحدًا، أم يكف عن الطلب ويصمت، حاسبًا صمته وعدم سؤاله أمرًا غير لائق. كان مُعَذَّبًا ومُتحيِّرًا بين التزامه بالصمت وسؤاله من الله ليهبه من كنوزه!
ما شدِّ انتباه القديس مار يعقوب السروجي أن سليمان التجأ إلى الله، يطلب منه ما يشتهيه وهو الحكمة. لذلك يحسب نفسه أنه يستحق الجلدات، لأنه لم يفعل ما فعله سليمان، ولمدة طويلة لم يطلب من الله شيئًا.
v هوذا كل الأجيال تأخذ ثروتها من سخائك، لأن ثروتك ضخمة، وكنزك يفيض كالينبوع.
من لا يسأل منك شيئًا تحسبه كسولاً، ومن يأتي ويطلب منك، فهذا لنفعه.
إذًا أنا أستحق الجلدات والضربات، لأنني أهملت أن آخذ منك أي غِنَى لمدة طويلة.
من سألك ولم ينل منك كل احتياجاته؟! أو من دعاك ولم ينل منك كل أسئلته؟![1]
مع كل ما تَمَتَّع به سليمان من بركات خلال بركات أبيه داود الملك البار، غير أنه يلزمنا أن ندرك مسئولية كل إنسانٍ شخصيًا عن إيمانه وسلوكه في يوم الرب العظيم.
v يبدأ الأشرار يتوسلون أمام الأبرار (ويقولون): نرجو منكم، تضرعوا واطلبوا لأجلنا.
الديَّان مُخِيف، وأفعالنا غير حسنة، اطلبوا لأجلنا لكي يرضى علينا...
ينظر الأخ البار إلى أخيه الذي صنع الإثم وهو يتعذَّب، ويخاف أن يتوسل لأجله.
آدم العظيم لا يُفِيد قايين بِكْرَه في عذابه، ولا يعترف به أمام الديان.
إسحق البار لا يقترب من عيسو الشَرِه حين يذمُّونه ليُجِيب عنه، ويدافع عن جهالته.
داود بكل جمال إيمانه لا يُعِين سليمان حين يحاكمونه بسبب وثنيته.
النفس التي تخطئ هي التي تُحاسَب أمام الديان، ولا توجد هناك فرصة ليتوسل أحد لأجل قريبه...
لماذا لم تُعْطِ هؤلاء العذارى الخمس الحكيمات الزيت من آنيتهن؟
قلن: لعله لا يكفي لنا ولكنّ، لأنه لا يكفي أحدًا إلا لنفسه قدام ذلك العرش.
أعمال كل إنسانٍ مُصوَّرة على وجهه، ولا يقدر أحد أن يتزيَّن بأعمال رفيقه[2].
يستطيع الإنسان أن يُدرِكَ هدف سفري أخبار الأيام بالمقارنة بين ما ورد في ملوك الثاني عن سليمان وما ورد عنه في أخبار الأيام الثاني. ففي الملوك تحتل قصة الزانيتين مركز الصدارة لإبراز حكمة سليمان منذ شبابه المُبَكِّر في بدء حُكْمِه. فخلال عطية الحكمة التي وُهِبَتْ له من الله لم ينشغل بمحاكمة الزانيتين على سلوكهما المُشِين كزانيتين، وإنما اهتم بإنقاذ الرضيع الصغير من يد الزانية المغتصبة له، وتسليمه لأمه المملوءة حنوًا عليه! إنه يُمَثِّل رجل الحكمة والحب والعدل والسلام! أما في أخبار الأيام، فلم يُشِرْ إلى هذه القصة، إنما رَكَّزَ السفر على بناء الهيكل وتدبير أمور العبادة، مثل إيقاد بخور عطر والتمتُّع بخبز الوجوه الدائم والمُحرَقات والسبوت والأهلة والأعياد والاهتمام بتنظيم فِرَق التسبيح، إنه رجل العبادة والتهليل كمن في السماء عينها.
لم يوجد ملك واحد صالح في مملكة الشمال (إسرائيل)، لذا لم يُرَكِّزِ السفر على هذه المملكة، بل على مملكة يهوذا وعلى سلالة داود.
وُجِدَ ملوك صالحون بارزون في مملكة يهوذا، اهتموا بالنهضة الروحية للأمة، كما وُجد ملوك أشرار دفعوا المملكة للتأديب الإلهي بالسبي البابلي الذي دام سبعين عامًا.
لم يُسَجِّلْ لنا السفر شيئًا عن فترة السبي، وكأنها فترة ساقطة من حياة شعب الله، لأنه بسبب إصراره على العناد، فقد شركته مع الله، وعبادته في الهيكل، وتقديم الذبائح التي هي رمز لذبيحة السيد المسيح الكفَّارية.
← وستجد تفاسير أخرى
هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
1. يُعتبَر هذا السفر امتدادًا طبيعيًا لسفر أخبار الأيام الأول، وقد كان السفران سفرًا واحدًا في النصوص العبرية الأصلية.
2. ما ورد في هذا السفر لا يُعتبَر تكرارًا لما ورد في سفري الملوك بلا هدف. فالسفر هنا في حقيقته ليس عرضًا تاريخيًا للملوك منذ نياحة داود إلى الرجوع من السبي البابلي، إنما في جوهره هو عرض عملي لدور العبادة الحقيقية والاهتمام بقدسية الهيكل منذ الانطلاق العملي لبنائه حتى تدميره على أيدي البابليين، وسقوط الشعب في السبي بسبب تهاونهم في العبادة، وعدم مراعاتهم لمحبة الله واقتنائهم مخافة الرب البناءة.
إنه بحق سفر بيت الرب ودعوة الكنيسة كجماعة مُقدَّسة، بل وكل مؤمنٍ أن يلتهب قلبه للعبادة بالروح والحق، حتى تُقَام مملكة الله في الإنسان الداخلي كعربونٍ لأورشليم العليا.
3. يختلف غرض الوحي هنا عنه في سفري الملوك. ففي الملوك يُقَدِّم عَرْضًا تاريخيًا روحيًا، يكشف عن محبة الله لشعبه، مع مقابلة الشعب بكل فئاته حتى الكهنة هذا الحب الإلهي الفائق بالرغبة في التحرُّر من الله كمن يريد السيادة واستعبادهم. وفي نفس الوقت يجد الكثيرون سعادتهم أو حياتهم في اللذات الجسدية والرجاسات والاقتداء بالشعوب الوثنية. لذا اهتم سفرا الملوك بإبراز أخطاء حتى للملوك الصالحين، وإبراز بشاعة المملكة المنشقة إسرائيل التي كانت تضم عشرة أسباط، إذ لم يوجد بين ملوكها ملك واحد صالح يود أن يلتصق بالله.
4. إصرار إسرائيل على العصيان، ومقاومة الحق الإلهي والخلط بين عبادة الله والعبادة الوثنية والتحالف أحيانا مع شعوب وثنية ضد يهوذا مع كراهية لبيت داود، دفع بالمملكة إلى السبي الأشوري، وهو من أبشع أنواع السبي في التاريخ.
5. لقد وُجِدَ ملوك صالحون في يهوذا، هؤلاء أيضًا كان لهم أخطاء خطيرة، وغالبًا ما كان أبناؤهم أشرارًا، لا يسلكون بالاستقامة في عيني الرب. وبعد سبي مملكة إسرائيل بواسطة أشور، لم تتعظ مملكة يهوذا بهذا السبي، بل سقطوا فيما سقطت فيه مملكة إسرائيل وانتهت المملكة بالسبي البابلي.
6. جاء سفر أخبار الأيام الثاني يؤكد نعمة الله العاملة حتى في أحلك العصور، فإنه دائمًا توجد بقية مقدسة تطلب القدوس في أمانة ما استطاعت.
7. بدأ سفر أخبار الأيام الثاني باستلام سليمان الحكيم المملكة، ويُلاحَظ فيه:
أ. بدا كأن العمل الأول والرئيسي، بل والوحيد هو الاهتمام بالهيكل بيت الرب.
ب. لم يذكر الصراع على العرش بعد موت داود، لأنه أراد إبراز أن تولي سليمان العرش كان رمزًا لمجيء ملك السلام كلمة الله المتجسد ليُقِيمَ ملكوته في قلوب المؤمنين.
ج. أبرز شخصية سليمان كما لو كان ملكًا كاهنًا، مع أنه ليس من سبط لاوي، لكنه كان رمزًا للسيد المسيح ملك الملوك ورئيس الكهنة السماوي في نفس الوقت.
8. ظهر ارتباط العرش الملكي بالهيكل، فلا نجاح للواحد دون الآخر. نرى يهوياداع رئيس الكهنة في شجاعة وبروح التقوى اهتم بإعداد العرش ليوآش من نسل داود، وكان المشير له. وعلى النقيض حين حاول عُزيّا اقتحام العمل الكهنوتي مستخدمًا سلطانه كملكٍ، أُصيب بالبرص في الحال (أصحاح 26).
9. للأسف وُجِدَ من نسل داود ملوك غاية في الشر مثل آحاز بن يوثام وحفيد عُزيّا، فقد جمع آنية بيت الله وقطعها، وأغلق أبواب بيت الرب، وعمل لنفسه مذابح في كل زواية في مدن يهوذا. أطفأ السرج، إذ كان يحمل عداوة مُرَّة نحو الله والعبادة له، وكان من ثمر ذلك أنه دَمَّر مملكة يهوذا، في أيام أحفاده.
10. مع كل ما فعله آحاز الشرير، تلقفت نعمة الله ابنه حزقيا "الذي عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبيه". كانت النعمة مستعدة للعمل، وبالفعل عملت في أناس كان آباؤهم أشرارًا. من أمثلة ذلك:
عملت في يوثام الذي خاف الرب وهو ابن عُزيّا المختلس للعمل الكهنوتي.
وعملت في حزقيا الملك الصالح ابن آحاز الملك الشرير.
وأيضًا في يوشيا الصالح الذي جاء بعد منسى وآمون الشريريْن.
11. لم يتوقَّف الله عن إرسال أنبياء سواء لمملكة إسرائيل أو يهوذا حتى في أشر اللحظات، بل غالبًا ما كان يُرسِلُ أنبياء عظماء وأصحاب سلطان ليقفوا أمام الملوك الأشرار.
12. الله في محبته للبشر يبحث عن إنسانٍ مُقَدَّسٍ في كل الأرضٍ، ليكون بركة للآخرين: "لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض، ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه" (2 أي 9: 9).
في كل جيلٍ نسمع عن بقية تبدو مجهولة، لكنها معروفة لدى الله، موضع سروره ورضاه.
الباب الأول: مُلْك سليمان (1-9)
1. بدء حكم سليمان |
|
1 |
2. بناء الهيكل |
|
2-7 |
3. أمجاد عصر سليمان |
|
8-9 |
الباب الثاني: الملوك بعد سليمان |
|
(10-36). |
1. انشقاق في عصر رحبعام |
|
10-12 |
2. نشاط روحي في عصر أبيّا |
|
13 |
3. نشاط وسعادة في عصر آسا |
|
14-16 |
4. تقوى ورخاء في عصر يهوشافاط |
|
17-20 |
5. انحطاط في عصر يهورام وأخزيا وعثليا |
|
21-22 |
6. تقلقل في عصر يوآش وأمصيا |
|
23-25 |
7. رخاء في عصر عزّيا |
|
26 |
8. عصر يوثام |
|
27 |
9. دنس في عصر آحاز |
|
28 |
10. مجد في عصر حزقيا |
|
29-32 |
11. شر في عصريّ منسّى وآمون |
|
33 |
12. إصلاح في عصر يوشيا |
|
34-35 |
13. هلاك ودمار في أيام أبناء يوشيا |
|
36 |
v إلهي، اخترتَ سليمان بن داود يجلس على العرش.
وهبتَه أن يبني لك بيتًا مقدسًا!
أشبعت قلبه بك، فلم يطلب لنفسه شيئًا.
طلب الحكمة وهو شاب، ليرعى شعبك.
وهبتَه أكثر مما سأل، وفوق ما طلب.
اقتنى الالتصاق بك، يا مصدر الشبع.
بك صار غنيًّا ومُمجَّدًا ومملوء سلامًا.
v وهبتني روح التبني لأبيك السماوي.
بك يا ملك الملوك أصير ابنًا وملكًا.
لن أشتهي لنفسي شيئًا، سوى أن أتشبَّه بك، يا محب البشر.
أحب كل إنسانٍ حتى المقاومين لي.
بك أتمتع بالحكمة السماوية، فأطلب خلاص كل البشر.
أشتهي أن يصير الكل هيكلاً مقدسًا لك.
يُسمَع صوت التسبيح من كل قلب!
وتصعد رائحة بخور زكية من كل نفسٍ.
وتُقَدَّم مُحرَقات الحب بلا توقُّفٍ.
v تحزن نفوسنا لما حدث بعد موت سليمان.
نرى انقسام المملكة بسبب عنف رحبعام وجهالاته.
اجتمعت الأسباط العشرة ضدك.
أقامت العجول والتيوس لكي تتعبَّد لها.
ورفضت الالتصاق بك، يا واهب الحياة!
للأسف سقط السبطان بعد ثلاث سنوات في عبادة الأوثان.
تحوَّلا عنك يا شمس البرّ،
أحبا الظلمة أكثر من النور الإلهي.
v بحُبِّك حوَّلتَ الشر إلى الخير.
عزلت الجداء (الأسباط العشرة) عن الخراف.
حفظت مملكة يهوذا، ليبقى سراج بيت داود مشتعلاً.
أنت ضابط التاريخ، أنت كلّي الصلاح.
أنت تعمل عبر كل الأجيال لخلاص البشر.
v في وسط الظلام الدامس لم تترُك نعمتك البشرية.
وُجِدَ وسط الأسباط العشرة من رجعوا إليك.
تركوا أسباطهم، والتصقوا بأورشليم ويهوذا.
سلكوا بالروح، ولم يطيقوا شهوات الجسد!
ووسط السبطيْن وُجِدَت بقية مقدسة لك.
v بذل عدو الخير كل طاقاته ليطفئ السراج المنير.
لم يكف عن جذب ملوك يهوذا الشر.
لكن بقي وعدك صادقًا.
وفي أحلك الظروف وُجِدَ طفل من النسل الملكي (يوشيا).
v ماذا نقول؟! في دهشةٍ نعجب لأعمال حبك.
قُمتَ بتأديب شعبك بالسبي البابلي.
عبرت سنوات السبي السبعين ثقيلة للغاية.
ظن الكثيرون استحالة تحقيق وعودك الإلهية.
هل من رجوع من السبي بعد كل هذا الزمان؟
هل يجلس ابن لداود على العرش؟
هل يُقَام هيكل سليمان الذي تهدَّم تمامًا.
هل تعود أورشليم مدينة لله مقدسة؟
v أنت إله المستحيلات! عاد الشعب بأمر كورش الفارسي.
أُقِيمَ الهيكل، وبُنيتْ أورشليم، وعادت العبادة.
لم يكن هذا كله إلا رمزًا لك يا ابن داود.
عتقتنا بصليبك من عبودية إبليس!
أَقمتَ من اليهود والأمم كنيسة مقدسة!
وهبتنا أن تُقِيمَ ملكوتك في قلوبنا!
أعطيتنا سلطانًا ملوكيَّا، فننعم بحرية مجد أولاد الله!
والآن هَبْ لي ألا أكف عن الصلاة والعمل،
حتى أرى بيتك المقدس قائمًا في كل القلوب!
لك المجد يا مُخَلِّص العالم!
شكر
قام الدكتور بولس روفائيل بأوتوا - كندا منذ حوالي ثلاثة أعوام، بوضع لمسات جميلة مختصرة لسفري أخبار الأيام الأول والثاني. كما قام الشماس بيشوي بشرى فايز والمهندس بشرى فايز بترجمة الرد على بعض الآيات التي تبدو صعبة من المرجعين:
1. Hard Sayings of the Bible, 1996 by Walter C. Kaiser Jr.، Peter H. Davids، F. F. Bruce، Manfred T. Brauch، published by InterVarsity Press.
2. Geisler, N. L., & Howe, T. A. (1992). When critics ask : A popular handbook on Bible difficulties (2001). Wheaton, Ill., Victor Books.
الرب يعوضهم على تعب محبتهم واهتمامهم.
_____
[1] ميمر 11 على الزانيتين (راجع الأب بول بيجان – دكتور سوني بهنام).
Stephen A. Kaufman: Jacob of Sarug's Homily on the Judgment of Solomon, Gorgias, 2008.
[2] الميمر 50 على العذارى العشر المكتوبات في بشارة مخلصنا (مت 25: 1-13، لو 12: 35-40) (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سوني)، ميمر47 على العشر العذارى، يُقرَأ باكر يوم الأربعاء من البصخة، مطبعة مصر بالفجالة تحت إشراف يوسف بك منقريوس.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tcv7xt3