← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18
اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي
يكشف هذا الأصحاح عن غاية الحديث عن شخصية الملك سليمان، فقد تجاهل هذا السفر الجانب السياسي في حياة سليمان كما في حياة أبيه داود، وركَّز على دورهما في الحياة التعبدية، وعلاقة الشعب بالله.
اتَّسم سليمان باتساع الفكر والقدرة على التدبير بحكمةٍ ونظامٍ، مع نعمة من قبل الله لتعمل معه القيادات وكل الشعب (2 أخ 1: 2). كما دخل في علاقات تجارية مع مصر والحثّيين والأراميّين (2 أخ 1: 16-1-7). الآن نراه يُصدِر أمره ببناء بيت الرب، ويقوم بالإعداد له في الداخل والخارج، بروح التواضع والشهادة الحيَّة لله الذي لا تسعه سماء السماوات [6].
|
1-2 |
|
|
3-7 |
|
|
8-9 |
|
|
10 |
|
|
11-16 |
|
|
17-18 |
1 وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ الرَّبِّ، وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. 2 وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُل حَمَّال، وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُل نَحَّاتٍ فِي الْجَبَلِ، وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ.
يُقَدِّم لنا سليمان منهجًا للبناء، سواء الروحي أو الزمني، وهو أن يبدأ بالداخل قبل أن يسأل الإنسان عن احتياجاته من الخارج.
وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. [1]
أصدر سليمان أمره ببناء بيت لاسم الرب، وأيضًا لبناء القصر الملكي. ويُلاحَظ في أمره هذا أنه يُعلِنُ عن أولوية بيت الرب، وفي نفس الوقت لا يتجاهل احتياجات الدولة، أي بناء قصر لإدارة شئون الدولة. فالعمل الروحي لا يعني التراخي أو الإهمال أو تجاهل الالتزامات والمسئوليات الزمنية. هذا ولم يطلب بيتًا له لراحته الشخصية وإبراز عظمته، إنما طلب بيتًا لمُلْكِه، أي لخدمة الدولة، لاستقبال رعيته، كما يُمَثِّل شرفًا للدولة بين الدول الأخرى. وكأن البيت الأول لمجد الله، والثاني للصالح العام. فهو لا يطلب ما لنفسه، بل بالأكثر ما هو للرب ولإخوته.
جاء في النص العبري الأصلي: "وبيت مَلَكي له"، استُخدِم لإدارة المملكة، وكقصر لسكناه. احتاج هذا القصر إلى تخطيطٍ على مستوى عالٍ، استغرق التخطيط والبناء حوالي ثلاثة عشر عامًا (1 مل 7: 1-12).
ورث سليمان عن أبيه اشتياقات قلبه، وحَقَّق ما كان يحلم به داود، إذ كان يترنم قائلاً: "واحدة سألت من الرب، وإيّاها ألتمس: أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي أنظر جمال الرب، وأَتفرَّس في هيكله" (مز 27: 4).
"لا أدخل خيمة بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي وسنًّا لعينيَّ، ولا نومًا لأجفاني، حتى أجد مقامًا للرب، مسكنًا لعزيز يعقوب" (مز 132: 3-5).
في البرية كان الشعب يأتي بتقدمات وذبائح إلى الخيمة المتنقلة، والآن إذ استقروا في أرض الموعد، وبذل داود النبي مجهودات ضخمة لتوسيع المملكة. حان الوقت أن يُبنَي بيت الرب، خاصة وأن داود أَعدَّ الكثير من المواد والتصميمات وتهيئة القادة والشعب للعمل.
وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ حَمَّالٍ،
وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُلٍ نَحَّاتٍ فِي الْجَبَل،ِ
وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. [2]
يرى البعض أن شخصية سليمان تختلف عن شخصية داود أبيه، فداود الراعي البسيط المُحِب لشعب الله والخادم لهم بكل قلبه، بينما سليمان الشخص صاحب الشهرة بالحكمة التي وُهِبَتْ له من الله لإقامة منشئات لاسيما هيكل الله.
داود القائد العسكري، الذي انشغل بالمعارك منذ صباه لحساب شعب الله، مُتَّكِلاً على الله واهب النصرة. أما سليمان فرجل السياسة، الذي حاول أن يكسب الأمم المحيطة به، تسنده في تحقيق مشروعاته.
كان داود القائد المثالي الصانع المستقيم في عينيّ الرب، حتى حُسِبَ المقياس الذي به يُقَيِّم كل ملك من ملوك يهوذا، أما سليمان فكان مثاليًّا في حكمته، رصيده هو أنه بنى الهيكل (يو 10: 23؛ أع 3: 11؛ 5: 12) الذي يشتهي اليهود إلى يومنا هذا إعادة بنائه.
يرى البعض أن سليمان ظَنَّ أنه قد سما بشعبه، إذ دخل به إلى أسرة الأمم، ودخل في معاهدات تجارية سبَّبت ازدهارًا ومجدًا لشعبه في أيامه. لكن التكلفة كانت ثقيلة ومُرَّة بعد موته وإلى أجيال طويلة، فقد تَسَبَّبت سياسته في انحطاط شعبه روحيًّا.
3 وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ قَائِلًا: «كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيهِ، 4 فَهأَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاسْمِ الرَّبِّ إِلهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ، لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا، وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلهِنَا. هذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. 5 وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ لأَنَّ إِلهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. 6 وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ! وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ؟ 7 فَالآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلًا حَكِيمًا فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالأُرْجُوَانِ وَالْقِرْمِزِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ، مَاهِرًا فِي النَّقْشِ، مَعَ الْحُكَمَاءِ الَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي.
وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ، قَائِلاً:
كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي،
إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزًا لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا يَسْكُنُ فِيه ِ[3]
بعد أن أحصى سليمان الرجال العاملين في دولته، لجأ إلى ملك صور بأسلوبٍ روحيٍ وديعٍ وحكيمٍ.
أرسل سليمان إلى حورام ربما يشكره على تهنئته بتجليسه ملكًا، وفي نفس الوقت يطلب مساعدته في بناء هيكل للرب. وهنا نلاحظ الآتي:
أ. يبدأ رسالته بالكشف عن العلاقات الطيبة التي كانت بين حورام ملك صور وداود أبيه، وكأن علاقته ترجع إلى علاقة صداقة قديمة وأصيلة لا تشوبها شائبة [3]. لقد تحدَّث داود مع حيرام بخصوص بناء بيت الرب وعن العهد مع الله (2 صم 7). فطلب سليمان من ملك صور علامة على تنمية صداقة أصيلة تسودها المودة.
ب. إنه لا يُقِيم نصبًا تذكاريًّا لأبيه، إنما يُقِيم هيكلاً لله الذي لا تسعه السماوات والأرض. ما كان يشغل سليمان ليس مجده الزمني ولا مجد أبيه، بل مجد الله الحيّ.
ج. في شيءٍ من الوضوح يكشف سليمان لحورام عن هدفه من بناء بيت الرب إلهه ألا وهو لكي يمارس الشعب بكهنته الآتي:
· لكي يقدّس له [4]، أي يشهد له بأنه قدوس، مُتشبِّها بالسيرافيم إذ يقولون: "قدوس" ثلاث مرات (إش 6: 3)، مكررين ذلك بلا انقطاع.
· يوقد أمامه بخورًا عطرًا [4]، مُتشبِّهًا بالمخلوقات الحية والقسوس السمائيين الواقفين أمام الخروف ولهم كل واحدٍ قيثارات وجامات من ذهبٍ، مملوءة بخورًا هي صلوات القديسين (رؤ 5: 8)
· يُقَدِّم خبز الوجوه الدائم [4].
· يُقَدِّم مُحرَقات صباحية ومسائية [4].
· يمارس احتفالات أسبوعية (السبوت) وشهرية (الأهلّة) وسنوية (مواسم الرب إلهنا)، بجانب اليوبيل الخ [4].
في صداقته مع ملك صور لا يُداهِن، بل يشهد لله "لأن إلهنا أعظم من جميع الآلهة... سماء السماوات لا تسعه [5-6]. لقد خشي سليمان أن يظن حيرام أن الله إله إسرائيل مثل آلهته الوثنية التي يحصرونها في هياكلهم.
ج. مع اعتزازه بالله في تواضعٍ، يكتب بغير خجلٍ: "من أنا حتى أبني له بيتًا للإيقاد أمامه؟! [6]. فمع رغبته في بناء بيتٍ عظيمٍ، ليس من وجه للمقارنة بين عظمة البيت وعظمة الرب نفسه. أراد أن يؤكد للملك أن الله ليس مثل آلهة الأمم، يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي (أع 17: 24). إنما يبني البيت، لكي يجد الكهنة والعابدون موضعًا يُعَبِّرون فيه عن حُبِّهم لله، ورغبتهم في العبادة له.
د. ما يطلبه سليمان هو أن يمده حورام برجلٍ قائدٍ حكيمٍ وذي خبرة. فسليمان لديه رجال مهرة في أورشليم ويهوذا، الذين سبق فعيَّنهم أبوه داود (1 أي 22: 15)، وهو محتاج إلى قائدٍ يستطيع أن يقود هؤلاء المهرة.
كان ملك صور يُمَثِّل الأمم الذين لم ينجح الشعب في طردهم أو في استعبادهم، لكن يُمَثِّل القلة التي يمكنها قبول الإيمان بالإله، وكان هؤلاء مقبولين كشركاء في هذا العمل العظيم: تشييد بيت للرب.
يكشف خطاب سليمان لحورام ملك صور عن النظرة الكتابية للهيكل أو بيت الرب.
أولاً: يكشف السفر خاصة هذه الرسالة أن عمل سليمان الملك الرئيسي هو بناء الهيكل وتنظيم العبادة فيه، وانشغال الأمة كلها باللقاء مع الله خلال العبادة. يبدو كأنه ليس لسليمان وحكمته وأنشطته شيء سوى هذا الهيكل.
ثانيًا: تأكيد أن الله لا يُحَد بمكانٍ ما، وأن الله يُعلِنُ عن حضوره من أجل شعبه، لينعم باللقاء معه، والتعبير عن الحب المتبادل بين الله والبشرية خاصة شعبه.
ثالثًا: اهتمام سليمان بمساهمة حورام ورجاله في بناء الهيكل، يُعَد الطريق للكشف عن دعوة الأمم لإنجيل المسيح. الأمر الذي كان الله يُعِد اليهود لقبوله عبر كل تاريخهم وخلال أنبيائهم.
فقد وُجِدَ أيوب وهو ليس من نسل إبراهيم، وسُجِّلَ باسمه سفر من أسفار الكتاب المقدس. كما قيل عنه: "كان هذا الرجل كاملاً ومستقيمًا يتقي الله، ويحيد عن الشر" (أي 1: 1).
وجاء الوعد الإلهي لإبراهيم نفسه: "أما أنا فهوذا عهدي معك، وتكون أبًا لجمهورٍ من الأمم" (تك 17: 4).
يقول الرب: "آتي بهم إلى جبل قدسي، وأفرحهم في بيت صلاتي، وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي، لأن بيتي بيت الصلاة يُدعَى لكل الشعوب" (إش 56: 7).
v "ليس نبي مقبولاً في وطنه" (لو 4: 24). إذ كانت عناثوث وطن إرميا (إر 11: 21) لم تُحسِن استقباله. وأيضًا إشعياء وبقيَّة الأنبياء، رفضهم أبناء وطنهم، أي أهل الختان... أما نحن الذين لا ننتسب للعهد بل كنَّا غرباء عن الوعد، فقد استقبلنا موسى والأنبياء الذين يعلنون عن المسيح، استقبلناهم من كل قلوبنا أكثر من اليهود، الذين رفضوا المسيح، ولم يقبلوا الشهادة له[1].
فَهَئَنَذَا أَبْنِي بَيْتًا لاِسْمِ الرَّبِّ إِلَهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ،
لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُورًا عَطِرًا،
وَلِخُبْزِ الْوُجُوهِ الدَّائِمِ،
وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحًا وَمَسَاءً،
وَلِلسُّبُوتِ وَالأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ الرَّبِّ إِلَهِنَا.
هَذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ. [4]
قام الملك سليمان بشرح معنى تشييد الهيكل لحورام بطريقة تختلف عما ورد في سفر الملوك، وقد أبرز سليمان مفهوم بيت الرب:
1. بيت الله يسكن فيه وسط شعبه [3)، أي يُمَثِّل الحضرة الإلهية.
2. بيت الله الشخصي مع كل مؤمن: "لاسم الرب إلهي" [4].
3. بيت القداسة تفوح فيه رائحة البخور العطر [4]. إذ يقول: "لأُقَدِّسَهُ لَهُ"، يدعونا أن نتشبَّه بالسيرافيم الذين رآهم إشعياء النبي، القائل: "رأيت السيد جالسًا على كرسي عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السيرافيم واقفون فوقه لكل واحدٍ ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس، رب الجنود، مجده ملء كل الأرض" (إش 6: 1-3). للقديس كيرلس الكبير تعليقات رائعة عن هذا النص تمس التزامنا بالحياة المقدسة والعبادة المقدسة التي تليق بتقديمها لله القدوس.
v إنهم يطيرون، إذ ليس لديهم ما يثقلهم وينزل بهم. أذهانهم دائمًا مرتفعة نحو الله؛ سلطانهم في الأعالي، لا يتأملون في السفليات، كما نفعل نحن، بل يحفظون عقولهم في الأفكار العلوية غير المنطوق بها.
أفواههم تُقَدِّم تسبيحًا؛ يعترفون بالتبادل في نظامٍ دون مللٍ، كما أرى ذلك، إنما بطريقة تسمح للآخرين أن يُقَدِّموا كرامات مدائح بتسابيح الحمد، حيث أن كل شيءٍ في الأعالي يُمارَس بترتيبٍ دقيقٍ...
يقولون: "قدوس" ثلاث مرات، ويختمون لحن الحمد برَبِّ الصباؤوت، فيشيرون إلى الثالوث القدوس بطبيعة لاهوتية واحدة.
في اعترافنا نقول إن الآب موجود، وهكذا الابن والروح القدس. لا يوجد اختلاف في الطبيعة لتُمَيِّز بين هؤلاء، بل لاهوت واحد يُدرَك في ثلاثة أقانيم. هذا يؤكده لنا السيرافيم المقدسين أنفسهم، الذين يقولون إن الأرض كلها مملوءة من مجده، سبق فأخبروا مُقَدَّمًا عن المستقبل عن سرِّ التجسد للمسيح.
قبل أن يصير الكلمة جسدًا، بالحقيقة كان الشيطان المنتقم، التنين، المرتد، يسيطر على الأرض التي تحت السماء، وكانت الخليقة تُعبَد عوض الخالق صانعها. ولكن إذ صار الكلمة جسدًا، امتلأت كل الأرض بمجده، وكل ركبةٍ تنحني له وكل قبيلة ولسان يعترف ويخدمه، كقول الكتاب المقدس.
قَدَّم داود الطوباوي تلك الصرخة مقدمًا بالروح، قائلاً: "كل الأمم الذين صنعتهم يأتون ويسجدون أمامك يا رب" (مز 86: 9؛ في 2: 10-11)[2].
4. بيت المائدة السماوية الدائمة "لخبز الوجوه الدائم".
5. بيت الحب الكامل، يُقَدِّم المؤمن كل حياته مُحرَقة كاملة ليلاً ونهارًا. أشار سليمان إلى المُحرَقات ولم يُشِرْ إلى ذبيحة الخطية أو ذبيحة الإثم، فإن السفر هنا لا يتحدث عن الخطايا وغفرانها، إنما ينقلنا كما إلى السماء عينها، حيث التسبيح الدائم ومُحرَقات الحُبِّ الكامل.
6. بيت الفرح المستمر، للاحتفال بالسبوت والأهلة ومواسم الرب إلهنا [4]. يقصد بمواسم الرب الأعياد السنوية الكبرى، وهي الفصح وعيد الأسابيع (البنطقستي) وعيد المظال (لا 23: 4-44؛ تث 16: 1-17).
وَالْبَيْتُ الَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ،
لأَنَّ إِلَهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ. [5]
وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا؟
لأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ،
وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ! [6]
كثيرًا ما تحدَّث العهد القديم عن سماء السماوات (تث 10: 14؛ 1 مل 8: 27؛ 2 أي 6: 18؛ نح 9: 6؛ مز 68: 33، مز 148: 4).
يقول بولس الرسول عن نفسه إنه "اختُطِفَ هذا إلى السماء الثالثة" (2 كو 12: 2).
جاء في الترجوم Targum: [لأن السماوات السفلية والسماوات الوسطى والسماوات العليا لا تستطيع أن تحويه، بكونه هو الذي يعضد كل الأشياء بذراعه بسلطانه. السماء هي كرسي مجده، والأرض موضع قدميه، العمق وكل العالم مسنود بروح كلمته... فمن أنا لأبني له بيتًا؟[3]]
كان اليهود يعتقدون بوجود سبع سماوات، وجاء في العهد القديم "سماء السماوات" التي غالبًا ما يُقصَد بها السماء الثالثة، حيث العرش الإلهي ومسكن القديسين مع السمائيين في الحياة الأبدية. ويرى البعض مثل أمبروسيايتر أن القديس بولس اختُطِفَ مرتين، مَرَّة إلى السماء الثالثة، وأخرى إلى الفردوس الذي انطلق إليه اللص اليمين عندما صُلِبَ السيد المسيح.
فَالآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلاً حَكِيمًا،
فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ،
وَالأُرْجُوانِ وَالْقِرْمِزِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ،
مَاهِرًا فِي النَّقْشِ مَعَ الْحُكَمَاءِ،
الَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي. [7]
أثبتت الآثار والحفريات أن الإسرائيليين لم يكونوا خبراء في الفنون.
إن كان الله قد اختار بني إسرائيل قديمًا كشعبٍ له، إنما لإعداد الطريق حتى يأتي مُخَلِّص العالم من سبط يهوذا، يفتح أبواب السماء لكل الأمم والشعوب. جاء في إشعياء: "وبنو الغريب يبنون أسوارك، وملوكهم يخدمونك... وتنفتح أبوابك دائمًا، نهارًا وليلاً لا تغلق، ليؤتى إليك بغنى الأمم وتقاد ملوكهم" (إش 60: 10-11). وجاء في زكريا: "والبعيدون يأتون ويبنون في هيكل الرب، فتعلمون أن رب الجنود أرسلني إليكم" (زك 6: 15).
يفتح سليمان أبواب السماء للشعوب والأمم، فإن البيت الذي يُبنَي لله الذي لا تسعه السماوات ولا سماء السماوات، فهل يقتصر على شعبٍ مُعَيَّن؟ إنه بيت الله خالق السماء والأرض، حيث يُسَرُّ باجتماع كل الشعوب معه ومع خدامه الطغمات السماوية.
← وستجد تفاسير أخرى
هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
وَأَرْسِلْ لِي خَشَبَ أَرْزٍ وَسَرْوٍ وَصَنْدَلٍ مِنْ لُبْنَانَ،
لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَبِيدَكَ مَاهِرُونَ فِي قَطْعِ خَشَبِ لُبْنَانَ.
وَهُوَذَا عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ. [8]
وَلْيُعِدُّوا لِي خَشَبًا بِكَثْرَةٍ،
لأَنَّ الْبَيْتَ الَّذِي أَبْنِيهِ عَظِيمٌ وَعَجِيبٌ. [9]
كما طلب منه رجلاً يكون عظيمًا في مهارته وإدارته، هكذا طلب أيضًا أن تكون المواد المستخدمة لإقامة بيت الرب من أفضل الأصناف، "لأن البيت الذي أبنيه عظيم وعجيب" [9].
وَهَئَنَذَا أُعْطِي لِلْقَطَّاعِينَ الْقَاطِعِينَ الْخَشَبَ،
عِشْرِينَ أَلْفَ كُرٍّ مِنَ الْحِنْطَةِ طَعَامًا لِعَبِيدِكَ،
وَعِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ شَعِيرٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَثِّ خَمْرٍ،
وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَثِّ زَيْتٍ. [10]
يتعهَّد الملك سليمان بأنه سيكون سخيًّا جدًا في إعالة العاملين. أَكَّد سليمان لحورام أنه لا يُقَدِّم للعاملين "خبزًا وماءً" بل بما يكفي ويفيض من القمح والشعير والخمر والزيت. ما يشغله ليس فقط أن يُعطِيهم أجرًا حسنًا، بل ويهتم بتغذيتهم وراحتهم، إذ يُقَدِّم لهم "خمرًا".
كان الشعير والخمر والزيت العادي يُعطَى كطعامٍ للعمال الغرباء[4].
11 فَقَالَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِكِتَابَةٍ أَرْسَلَهَا إِلَى سُلَيْمَانَ: «لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا». 12 وَقَالَ حُورَامُ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، الَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ الْمَلِكَ ابْنًا حَكِيمًا صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، الَّذِي يَبْنِي بَيْتًا لِلرَّبِّ وَبَيْتًا لِمُلْكِهِ. 13 وَالآنَ أَرْسَلْتُ رَجُلًا حَكِيمًا صَاحِبَ فَهْمٍ «حُورَامَ أَبِي»، 14 ابْنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِ دَانَ، وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ مَاهِرٌ فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ وَالأُرْجُوانِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ وَالْكَتَّانِ وَالْقِرْمِزِ، وَنَقْشِ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّقْشِ، وَاخْتِرَاعِ كُلِّ اخْتِرَاعٍ يُلْقَى عَلَيْهِ، مَعَ حُكَمَائِكَ وَحُكَمَاءِ سَيِّدِي دَاوُدَ أَبِيكَ. 15 وَالآنَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ وَالزَّيْتُ وَالْخَمْرُ الَّتِي ذَكَرَهَا سَيِّدِي فَلْيُرْسِلْهَا لِعَبِيدِهِ. 16 وَنَحْنُ نَقْطَعُ خَشَبًا مِنْ لُبْنَانَ حَسَبَ كُلِّ احْتِيَاجِكَ، وَنَأْتِي بِهِ إِلَيْكَ أَرْمَاثًا عَلَى الْبَحْرِ إِلَى يَافَا، وَأَنْتَ تُصْعِدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ».
فَأَجَابَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِرِسَالَةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ:
لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكًا. [11]
أسلوب سليمان المملوء حكمة ووقارًا وتكريمًا لملك صور، كان له فاعليته على حورام، إذ كتب إليه يُهَنئ شعب إسرائيل بملكه الحكيم: "لأن الرب أَحَبَّ شعبه جعلك عليهم ملكًا" [11]. لم يقل لأن الرب يُحِبُّك جعلك ملكًا، بل "لأن الرب أَحَبَّ شعبه". فالقادة الصالحون عطية عظيمة يُقَدِّمها الله للشعب المقدس والمحبوب لدى الله.
جاءت إجابة حورام على رسالة سليمان تكشف عن انتشار معرفة الرب بين الأمم، كما توحي بتفاعل الأمم مع إنجيل المسيح ومسرَّتهم به. يمكننا القول بأن حورام هنا أَعَدَّ الطريق رمزيًا لكنيسة الأمم.
أولاً: قام حورام ملك صور بدور كرينليوس القائد الأممي وأهل بيته والذين جمعهم في بيته للقاء مع سمعان بطرس، والاستماع إليه، والتمتُّع بالعماد.
ثانيًا: يُعَد هذا العمل الطريق لما فعله الرسول بولس في اهتمامه بخدمة أهل الغرلة أو الأمم، وتجاوبهم لكرازته. إجابة حورام تليق بالأمميين العطشى لمعرفة الحق الإنجيلي والإيمان به[5].
وَقَالَ حُورَامُ: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ،
الَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ الْمَلِكَ ابْنًا حَكِيمًا صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ،
الَّذِي يَبْنِي بَيْتًا لِلرَّبِّ وَبَيْتًا لِمُلْكِهِ. [12]
شهد حورام أن الرب قد أَحَبَّ شعبه، إذ جعل سليمان عليهم ملكًا، لأنه ابن داود الحكيم صاحب معرفة، يبني بيتًا للرب وبيتًا لمملكته. أليس في هذا نبوة عند شهادة الأمم لسليمان الحقيقي ربِّ المجد ابن داود الذي هو حكمة الله، بنى كنيسة العهد الجديد بيتًا أبديًا مركز ملكوته السماوي؟!
يتطلع ملك صور إلى سليمان ليس فقط كعطية صالحة من الرب لشعبه، بل وعطية صالحة لأبيه داود: "الذي أعطى داود الملك ابنًا حكيمًا صاحب معرفة وفهم" [12]. الابن الحكيم والفهيم عطية من الله لأسرته.
واضح من أسلوب الملك حورام أنه قد تعرَّف على الله الحيِّ خلال علاقته مع داود كما من رسالة ابنه سليمان، إذ كتب: "مبارك الرب إله إسرائيل الذي صنع السماء والأرض" [12].
كان شعب إسرائيل يسلك بروح التقوى والاستقامة، وذلك بفضل تقوى داود وسلوكه، له أثره على الشعوب المجاورة مثل صور. وعلى العكس حين كان الشعب يعبدون آلهة الأمم المجاورة، في نفس الوقت تثور هذه الأمم ضدهم، وتنتصر عليهم وتذلهم. حين يداهن الإنسان الشرَّ، فالشرُّ نفسه يهلكه ويُفقِده كرامته وإمكانياته.
وَالآنَ أَرْسَلْتُ رَجُلاً حَكِيمًا صَاحِبَ فَهْمٍ، اسْمُهُ حُورَامَ أَبِي [13]
حورام أبي: في الأصل Huram Abi كلمة "أبي" هنا لا تعني والد الملك، إنما هو لقب فيه تكريم لرئيس أو سيد العاملين الذي يحمل لهم نوعًا من الأبوة[6].
(ابْنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِ دَانَ وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ)
مَاهِرٌ فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ
وَالأُرْجُوانِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ وَالْكَتَّانِ وَالْقِرْمِزِ،
وَنَقْشِ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّقْشِ، وَاخْتِرَاعِ كُلِّ اخْتِرَاعٍ،
يُلْقَى عَلَيْهِ مَعَ حُكَمَائِكَ وَحُكَمَاءِ سَيِّدِي دَاوُدَ أَبِيكَ. [14]
أرسل إليه رجلاً حكيمًا تجري في عروقه دماء إسرائيلية وأممية، فوالدته من بنات دان[7]، ووالده صوري. يشير هذا الرجل الحكيم إلى كنيسة العهد الجديد التي تضم أعضاء من أصلٍ يهودي بجانب أعضاء من أصلٍ أممي.
وَالآنَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ وَالزَّيْتُ وَالْخَمْرُ،
الَّتِي ذَكَرَهَا سَيِّدِي فَلْيُرْسِلْهَا لِعَبِيدِهِ. [15]
وَنَحْنُ نَقْطَعُ خَشَبًا مِنْ لُبْنَانَ حَسَبَ كُلِّ احْتِيَاجِكَ،
وَنَأْتِي بِهِ إِلَيْكَ أَرْمَاثًا عَلَى الْبَحْرِ إِلَى يَافَا.
وَأَنْتَ تُصْعِدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. [16]
قَدَّم عقد معاهدة بين الملكيْن: ملك صور يُقَدِّم لسليمان كل احتياجاته، ويأتي بها إلى يافا، ويُقَدِّم سليمان كل احتياجات للعاملين [15-16]، ذُكِرَتْ هذه المعاهدة في 1 مل 5: 8-9.
← وستجد تفاسير أخرى
هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 وَعَدَّ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ الرِّجَالِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ الْعَدِّ الَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ أَبُوهُ، فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفًا وَسِتَّ مِئَةٍ. 18 فَجَعَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّال، وَثَمَانِينَ أَلْفَ قَطَّاعٍ عَلَى الْجَبَلِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ وُكَلاَءَ لِتَشْغِيلِ الشَّعْبِ.
وَعَدَّ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ الرِّجَالِ الأَجْنَبِيِّينَ الَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ
بَعْدَ الْعَدِّ الَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ أَبُوهُ،
فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفًا وَسِتَّ مِئَةٍ. [17]
يقصد بالأجنبيين الكنعانيين الذين سكنوا الأرض قديمًا ولم يطردهم بنو إسرائيل.
فَجَعَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّالٍ،
وَثَمَانِينَ أَلْفَ قَطَّاعٍ عَلَى الْجَبَلِ،
وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ وُكَلاَءَ لِتَشْغِيلِ الشَّعْبِ. [18]
استخدم سليمان الأجنبيين الذين لم يكن لهم حق الميراث في أرض الموعد، أن يكونوا حمّالين وقاطعي حجارة، وكان عددهم كبيرًا في ذلك الوقت، بلغوا مئة وثلاثة وخمسين ألفًا وستمائة. لم يستخدمهم للسخرة، بل ليكسبوا معيشتهم بسخاء، إذ جاءت الوصية: "لا تظلم غريبًا".
كان بجانب ما لكنعان من خيرات بسبب أرضها الخصبة، كان مشروع بناء الهيكل ضخمًا ينتفع منه الكثيرون. هذا بجانب بناء قصر المملكة وغيره من المشروعات التي قام بها.
v اخترتَ داود الصبي أصغر إخوته.
استخفَّ به والده وإخوته،
أما أنت فلا تستخف بالصغار.
أخذتَ هذا الراعي الصغير،
وأجلسته على العرش يرعى شعبك.
عِوَض المزمار الذي يجمع الغنم حوله،
أقمته مُرَتِّل إسرائيل الحلو.
v اخترتَ ابنه سليمان ملكًا حكيمًا في شبابه.
وهبته الحكمة من الأعالي.
ومع الحكمة وهبته الغِنَى والمجد والصيت الحسن.
وضع في قلبه أن يبني لك بيتًا،
يا من لا تسعك السماوات والأرض.
v وهبته حكمة ونعمة وتدبيرًا حسنًا.
أشرك ملك صور في بناء بيتك المقدس.
ودعا الأجنبيين للعمل لحسابك يا أيها القدوس.
وجد نعمة في أعين الجميع.
وبحكمته لم يستغل محبتهم،
بل قَدَّم لهم احتياجاتهم مُقابِل عملهم.
v يا من اخترتَ داود وسليمان،
ووهبت لكل منهما العمل حسب مواهبه وإمكانياته.
تُرَى ماذا تريد يا رب أن أفعل؟
اكشف عن عيني، لأدرك ما هي رسالتي.
أمسك بيدي وقُدني حتى تتشدَّد أعماقي.
فأعمل لا في رخاوةٍ وصغر نفسٍ.
إنما بك أستطيع كل شيءٍ.
هَبْ لي ألا أنحرف يمينًا ولا يسارًا.
إنما بروحك القدوس ألتزم بالطريق الملوكي!
كن قائدي ومُعيني وملجأي،
فلا أتوقَّف قط عن العمل حسب إرادتك المقدسة.
_____
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير أخبار الأيام الثاني 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/a6skjr5