← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14
اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ
جاء يوم الاحتفال ببناء الهيكل أشبه بتسليم الرب بيته، ليقبله تقدمة من كل الجماعة: من الملك والقادة والكهنة والخدام والشعب. استلمه الرب في سحابة [13-14]. وكأن الجماعة قد فتحت قلوبها للرب، فجاء إليها كما على سحابة، يُعلِن حضوره في بيته كما في وسط شعبه.
لقد تَمَّ بناء الهيكل، ووُضِعَت فيه الأثاثات لخدمة الرب، ونرى هنا الآتي:
|
[1]. |
|
|
[2-10]. |
|
|
[11-12]. |
|
|
[13-14]. |
1 وَكَمُلَ جَمِيعُ الْعَمَلِ الَّذِي عَمِلَهُ سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ الرَّبِّ، وَأَدْخَلَ سُلَيْمَانُ أَقْدَاسَ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَجَمِيعُ الآنِيَةِ جَعَلَهَا فِي خَزَائِنِ بَيْتِ اللهِ.
اهتم سليمان بنقل تابوت العهد من مدينة داود إلى بيت الرب العظيم الذي أَعَدَّه، ولم يُشِرْ إلى المذبح النحاسي الذي أقامه موسى النبي في البرية، إنما أقيم مذبح نحاسي خاص بالهيكل.
لقد وجد التابوت راحته في بيت الرب. لقد سحب الكهنة العصي من التابوت، فتراءت رؤوس العصي من التابوت، إشارة إلى أن رحلة البرية قد انتهت.
يشير تابوت العهد إلى السيد المسيح الذي حلَّ بيننا بتجسده، لكي يَعْبُرَ بنا كما إلى السماء، حيث تستقر نفوسنا وتستريح فيه، وهو فينا كهيكلٍ مقدسٍ له. بعمل المسيح الخلاصي، أقام منا أرضًا جديدةً وسماء جديدة يسكن برُّه فينا.
وَكَمِلَ جَمِيعُ الْعَمَلِ الَّذِي عَمِلَهُ سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ الرَّبِّ.
وَأَدْخَلَ سُلَيْمَانُ أَقْدَاسَ دَاوُدَ أَبِيهِ.
وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَجَمِيعُ الآنِيَةِ جَعَلَهَا فِي خَزَائِنِ بَيْتِ الله. [1]
استغل السِفْرُ كل فرصة للإشارة إلى داود بكونه أَعَدَّ كل ما أمكن لبيت الرب [1].
وُضِعَتْ كل الأواني المقدسة وأيَضًا الفضة والذهب المُخَصَّصة للبيت في خزائن الهيكل، ولم تكن هناك حاجة للاحتفال بإدخالها إلى الخزائن، فإن الهيكل هو الذي يقدس الذهب، لا الذهب يقدس الهيكل (مت 23: 17).
لم يأخذ سليمان شيئًا مما قَدَّسَه أبوه للهيكل أو ما تبرع به القادة أو الشعب أو وضعه في خزائن القصر، لاستخدامه في وقت الحاجة.
2 حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ رُؤُوسِ الأَسْبَاطِ، رُؤَسَاءَ الآبَاءِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، إِلَى أُورُشَلِيمَ لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ، هِيَ صِهْيَوْنُ. 3 فَاجْتَمَعَ إِلَى الْمَلِكِ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعِيدِ الَّذِي فِي الشَّهْرِ السَّابعِ. 4 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَحَمَلَ اللاَّوِيُّونَ التَّابُوتَ، 5 وَأَصْعَدُوا التَّابُوتَ وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ الْقُدْسِ الَّتِي فِي الْخَيْمَةِ، أَصْعَدَهَا الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ. 6 وَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْمُجْتَمِعِينَ إِلَيْهِ أَمَامَ التَّابُوتِ كَانُوا يَذْبَحُونَ غَنَمًا وَبَقَرًا مَا لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. 7 وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ الْبَيْتِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ الْكَرُوبَيْنِ. 8 وَكَانَ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا عَلَى مَوْضِعِ التَّابُوتِ. وَظَلَّلَ الْكَرُوبَانِ التَّابُوتَ وَعِصِيَّهُ مِنْ فَوْقُ. 9 وَجَذَبُوا الْعِصِيَّ فَتَرَاءَتْ رُؤُوسُ الْعِصِيِّ مِنَ التَّابُوتِ أَمَامَ الْمِحْرَابِ وَلَمْ تُرَ خَارِجًا، وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 10 لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ إِلاَّ اللَّوْحَانِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ.
حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ
وَكُلَّ رُؤُوسِ الأَسْبَاطِ رُؤَسَاءَ الآبَاءِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
إِلَى أُورُشَلِيمَ
لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ (هِيَ صِهْيَوْنُ). [2]
كان من اللائق أن يُدخَل تابوت العهد بوقارٍ زائد. حقًا لقد صُنِعَت الأواني جديدة للهيكل وبأحجام كبيرة تليق بحجم الهيكل وحجم الخدمة التي تزايدت جدًا عما كانت عليها في خيمة الاجتماع. أما تابوت العهد والغطاء والكاروبان اللذان على الغطاء، فبقيت هذه كلها كما هي، لأن حضور الله ونعمته لا يتغيَّران مهما تغيَّر حجم بناء الهيكل (أو الكنيسة)، ومهما تزايد عدد المجتمعين للعبادة، ومهما كان حال الكنيسة من جهة إمكانياتها المادية، لقد أَكَّد السيد المسيح أنه إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه يكون في وسطهم، كما لو كانوا ألفين أو ثلاثة آلاف.
أُدخِلَ تابوت العهد في حضور جمع غفير من شيوخ إسرائيل، الذين حضروا بدون شكٍ في وقارٍ وبمظهرٍ فخمٍ [2-4].
فَاجْتَمَعَ إِلَى الْمَلِكِ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ،
فِي الْعِيدِ الَّذِي فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ. [3]
تَمَّ ذلك في يوم العيد بفرٍحٍ عظيم، وغالبًا ما حسبوا هذه المناسبة عيدًا.
وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ.
وَحَمَلَ اللاَّوِيُّونَ التَّابُوتَ [4]
وَأَصْعَدُوا التَّابُوتَ وَخَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ الْقُدْسِ الَّتِي فِي الْخَيْمَةِ،
أَصْعَدَهَا الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ. [5]
اصعِدوا مع التابوت أيضًا خيمة الاجتماع مع جميع آنية القدس التي في الخيمة. لم تُستبعَد هذه الأشياء، لأنها تقدَّست لله، لذلك لم تُغيَّر ولا طُرِقَت لاستخدامها في عمل أوانٍ جديدة، وغالبًا ما كان بعضها لا يصلح استخدامها لصغرها، فحُفظَت للذكرى.
أصعد سليمان الأواني المقدسة التي أَعَدَّها داود مع تابوت العهد وخيمة الاجتماع في موكبٍ ضخمٍ إلى الهيكل.
لإعداد هذا الموكب العظيم اجتمع سليمان مع رؤوس الأسباط ورؤوس الآباء في الخيمة التي أَعَدَّها داود.
وَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْمُجْتَمِعِينَ إِلَيْهِ أَمَامَ التَّابُوتِ،
كَانُوا يَذْبَحُونَ غَنَمًا وَبَقَرًا مَا لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. [6]
وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ،
فِي مِحْرَابِ الْبَيْتِ، فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ، إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ الْكَرُوبَيْنِ. [7]
حمل اللاويون تابوت العهد في الهيكل، أما إدخاله إلى قدس الأقداس، فكان من عمل الكهنة وحدهم، إذ لم يكن يُسمَح للاويين الدخول فيه.
وَكَانَ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا عَلَى مَوْضِعِ التَّابُوتِ.
وَظَلَّلَ الْكَرُوبَانِ التَّابُوتَ وَعِصِيَّهُ مِنْ فَوْقُ. [8]
وَجَذَبُوا الْعِصِيَّ فَتَرَاءَتْ رُؤُوسُ الْعِصِيِّ مِنَ التَّابُوتِ أَمَامَ الْمِحْرَابِ،
وَلَمْ تُرَ خَارِجًا وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [9]
جُذِبَت العصي، لأن التابوت سوف لا يُنقَل فيما بعد. أيضًا يشير جذب العصي إلى الراحة، فربنا يسوع يستريح في القلوب المفتوحة له كما في هيكله.
إذ نُعِدُّ له مكانًا في قلوبنا بكونها ملكوته يستقر فيها، ويهبنا نحن أيضًا أن نستقر في ملكوته السماوي الذي يُعِدُّه لنا لنستقر فيه.
اشتاق الرب أن يستقر تابوت العهد في هيكله المقدس، ويقول الرسول بولس: "لا تقل في قلبك من يصعد إلى السماء، أي ليُحدِرَ المسيح، أو من يهبط إلى الهاوية، أي ليُصعِدَ المسيح من الأموات" (رو 10: 6-7).
"وهي هناك إلى هذا اليوم"، ليس اليوم الذي كُتِبَ فيه السفر، وإنما إلى اليوم الذي كُتِبَت فيه النسخة التي هي المصدر الذي نقل عنه الكاتب، وقد بقيت إلى يوم دمار أورشليم (مز 137: 7).
لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ إِلاَّ اللَّوْحَانِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى فِي حُورِيبَ،
حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. [10]
"لم يكن في التابوت إلا اللوحان اللذان وضعهما موسى في حوريب" [10]. لم يعد موجود فيه عصا هارون ولا قسط المن.
← وستجد تفاسير أخرى
هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11 وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ، لأَنَّ جَمِيعَ الْكَهَنَةِ الْمَوْجُودِينَ تَقَدَّسُوا، لَمْ تُلاَحَظِ الْفِرَقُ. 12 وَاللاَّوِيُّونَ الْمُغَنُّونَ أَجْمَعُونَ: آسَافُ وَهَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ وَبَنُوهُمْ وَإِخْوَتُهُمْ، لاَبِسِينَ كَتَّانًا، بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ وَاقِفِينَ شَرْقِيَّ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُمْ مِنَ الْكَهَنَةِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ يَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ.
وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ.
(لأَنَّ جَمِيعَ الْكَهَنَةِ الْمَوْجُودِينَ تَقَدَّسُوا، لَمْ تُلاَحَظِ الْفِرَقُ). [11]
تَقَدَّس الكهنة حين خرجوا من القدس، إذ كان يلزمهم أن يخرجوا لكي ما يدخل الملك الحقيقي نفسه، ويُعلِن مجده.
في ذلك اليوم لم تحضر فرقة واحدة من الكهنة، بل جميع الكهنة، فهي مناسبة عامة قد لا تتكرر في حياة الجيل الحاضر من الكهنة.
لقد قُدِّمَتْ ذبائح، وكان يليق بكل الكهنة أن يشتركوا في الاحتفال، ويُعايِنوا مجد الرب.
وَاللاَّوِيُّونَ الْمُغَنُّونَ أَجْمَعُونَ:
آسَافُ وَهَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ وَبَنُوهُمْ وَإِخْوَتُهُمْ لاَبِسِينَ كَتَّانًا،
بِالصُّنُوجِ وَالرَّبَابِ وَالْعِيدَانِ وَاقِفِينَ شَرْقِيَّ الْمَذْبَحِ،
وَمَعَهُمْ مِنَ الْكَهَنَةِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ يَنْفُخُونَ فِي الأَبْوَاقِ. [12]
ورثت كنيسة العهد الجديد عن الهيكل عبادة التسبيح حيث وُجِدَت فِرَق التسبيح. قيل إن عدد القيثارات بلغ أكثر من 4000 قيثارة.
تتشبَّه الكنيسة ابنة صهيون بداود الملك والنبي، "مُرَنِّم إسرائيل الحلو" (2 صم 23: 1)، فقد وجدت في المزامير أعماقًا مُبهِجة جديدة على ضوء عمل ابن داود على الصليب وقيامته وصعوده إلى السماء، عَرَّف الرسول بولس ملكوت الله أنّه فرح في الرب (رو 14: 17).
v كل ما تفعله، افعله حسنًا، بهذا تُسَبِّح الله[1].
v إن كان حتى الملائكة الذين طبيعتهم بسيطة وروحية يُقَال إن لهم ألسنة بها يُرَنِّمون التسابيح لإلههم وخالقهم، ويُقَدِّمون له تشكُّرات بغير انقطاعٍ، كم بالأكثر يليق بالأجساد الروحية التي للبشر أن تفعل هذا بعد القيامة، فإن كل أعضاء الجسد المُمَجَّد يكون لهم ألسنة في أفواههم، تُعطِي صوتًا لألسنتهم المتحدثة، وهكذا ينطقون بتسابيح إلهية تفيض بكلمات حُبِّهم وأفراحهم التي تملأ أحاسيسهم[2].
v إن التسبيح لله هو عمل خاص بالملائكة.
v تهب المزامير النفس الطمأنينة، وتُعطِيها السلام، وتُهدِّئ فيها بلبلة الأفكار وتراكم الشهوات... هذا الكتاب هو كتاب المحبَّة... هو سلاح ضدّ الشيطان... هو سبب راحة بعد تعب النهار... هو تعزية الشيوخ... هو باعث أفراحنا وأحزاننا المقدَّسة... هو نشيد رائع، هو صوت الكنيسة، هو بخور ذكي الرائحة[3].
v تدخل التسابيح الهادئة بالفكر إلى حالة من الفرح والهدوء.
v مَنْ له القدرة –مهما بلغت خبرته– أن يُعَدِّدَ الأسباب التي تثير القلب فيلتهب مُشتعِلاً بالنار، وتحثه للصلوات الورعة العظيمة الغيرة؟ لكننا نذكر أمثلة قليلة منها...
أحيانًا التغنِّي بمقطع من المزامير، يبعث فينا صلاة حارة.
وأحيانًا انسجام التلحين لصوت أحد الإخوة، يثير الأذهان الخاملة إلى ابتهالات كثيرة.
كذلك طريقة النطق مع الوقار الذي للمرنم (بالتسبيح)، يلهبان غيرة من معه[4].
13 وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ: «لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ». أَنَّ البَيْتَ، بَيْتَ الرَّبِّ، امْتَلأَ سَحَابًا. 14 وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ اللهِ.
وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ الْمُبَوِّقُونَ وَالْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتًا وَاحِدًا لِتَسْبِيحِ الرَّبِّ وَحَمْدِهِ،
وَرَفَعُوا صَوْتًا بِالأَبْوَاقِ وَالصُّنُوجِ وَآلاَتِ الْغِنَاءِ وَالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ،
لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ، أَنَّ بَيْتَ الرَّبِّ امْتَلأ سَحَابًا. [13]
لم يُذكر هذا الحدث في سفر الملوك.
لقد تقدَّس الكهنة، فخرجوا من قدس الأقداس، عندئذ ضرب مئة وعشرون كاهنًا بالأبواق وسط تسبيح فريق التسبيح، فحلَّ مجد الرب مثل سحابٍ.
وقف الكهنة في دهشة وقد سادهم السحاب، فصاروا كمن في السماء، وامتلأوا بمخافة الرب مع الحب الفائق لله.
أعلن الرب مجده في الهيكل:
1. ليس عندما قُدِّمَت الذبائح الحيوانية، بل حينما قُدِّمَت ذبيحة التسبيح والحمد لله التي يُسَر الله بها (مز 69: 31).
2. عندما اشترك 120 كاهنًا في التسبيح مع فِرَق المُغَنِّين من اللاويين الثلاثة. وكان الكهنة بأبواقهم جميعًا واقفين شرقي المذبح [12]، وهو أقرب موضع للشعب.
3. أُعلِنَ مجده عندما احتفلوا بمراحم الله الأبدية وصلاحه، فقد تكررت عبارة "لأن إلى الأبد رحمته" 26 مرة في (المزمور 136). فمجد الله يُعلن برحمته وصلاحه.
ملأت سحابة المجد الهيكل، فأضفت جمالاً إلهيًا، أكثر جمالاً من الذهب الذي غطَّاه، أو الحجارة الكريمة التي زيَّنته، ومع هذا فإن هذا المجد لا يُقَاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن ببشارة الإنجيل (2 كو 3: 8-10).
السحابة التي حَلَّتْ وملأت بيت الرب أعلن بها الرب قبوله لهذا الهيكل، وأنه مثل خيمة الاجتماع التي عملها موسى، لأنه بسحابةٍ كان يعلن عن حضوره الإلهي عند دخول موسى إلى الخيمة (خر 40: 34).
v ليت ذاك الذي مات مع المسيح وقام معه يُسَبِّح. ليته يُصَلِّي نحو الشرق. لأن هذا أيضًا كُتِبَ في الكتاب الثاني لأخبار الأيام إنه بعد الانتهاء من هيكل الرب بواسطة الملك سليمان، في نفس عيد التدشين وقف الكهنة واللاويون والمُغَنُّون نحو الشرق، يشكرون الله، ويُسَبِّحونه بالصنوج والقيثارات[5].
وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ،
لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ ملأَ بَيْتَ الله. [14]
لم يستطع الكهنة أن يقفوا للخدمة بسبب السحاب، لأن مجد الرب ملأ بيت الرب [14]، وهذا دليل على أن الكهنوت اللاوي سيتوقَّف عن الخدمة عندما يأتي المسيَّا الذي سيحلُّ فيه كل ملء اللاهوت جسديًا، وحينما يأتي إلى هيكله، لأنه مثل نار الممحص، ومن يحتمل يوم مجيئه، ومن يثبت عن ظهوره (ملا 3: 1-2).
أعلن الله عن تقديره لضعف الكهنة الذين وقفوا لخدمته وعجزهم، إذ لم يحتملوا بهاء مجده. ما حدث للكهنة هنا حدث مع التلاميذ على جبل طابور حين دخلوا في السحابة (لو 9: 34).
يصف يوسيفوس ما حدث، قائلاً: [الآن ما أن وضع الكهنة كل شيءٍ في موضعه بالنسبة للتابوت وخرجوا، حتى نزلت سحابة كثيفة، ووقفت هناك، وانتشرت بطريقة رقيقة داخل الهيكل. كانت سحابة منتشرة معتدلة، وليست سحابة بعاصفة كما نرى عند نزول المطر في فصل الشتاء. لقد أظلمت السحابة الموضع، حتى لا يستطيع كاهن أن يُمَيِّز آخر. لكنها وهبت أفكار الجميع صورة منظورة ومجيدة لنزول الله في هذا الهيكل، وحلوله البهيج في داخل خيمته.]
v في تواضعك، وهبتَ شعبك تابوت عهدك،
علامة حضورك في وسطهم!
في البرية إذا ما تَحَرَّك التابوت تحرَّكوا،
وحيثما يتوقَّف توقفوا.
وإذ بنى سليمان هيكلك المقدس،
وُضِعَ التابوت في قدس الأقداس.
هناك سُحِبَت العصي من التابوت،
فقد استقر أخيرًا في قدس الأقداس.
استقر حيث استقر شعبك في أرض الموعد!
v ليُعلَنْ حضورك في داخلي.
كما استقر التابوت في قدس الأقداس،
وكما كنت تستريح في بيت مريم ومرثا ولعازر،
فلتسترح في قلبي، وأستريح أنا فيك.
v أعلنتَ قبولك للبيت الذي بناه سليمان،
واشترك في بنائه القادة والشعب وحتى بعض الغرباء،
بحلول سحابة مجدك فيه.
لم يستطع أي كاهن أن يرى أخاه الكاهن،
فإن أسرارك الفائقة سحبت كل قلوبهم وأنظارهم.
v ليُسَبِّحك لساني مع قلبي.
ولتتهلل أعماقي بك،
وتُقَدِّم لك تسبحة جديدة!
_____
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أخبار الأيام الثاني 6 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير أخبار الأيام الثاني 4 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gt7x96f