← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31
الأَصْحَاحُ الحَادي عشر
(1) نجاة الأبرار وخراب الأشرار (ع1-11)
(2) العلاقات الناجحة وبركاتها (ع12-19)
(3) معطلات البر (ع20 - 31)
1- مَوَازِينُ غِشٍّ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَالْوَزْنُ الصَّحِيحُ رِضَاهُ. 2- تَأْتِي الْكِبْرِيَاءُ فَيَأْتِي الْهَوَانُ، وَمَعَ الْمُتَوَاضِعِينَ حِكْمَةٌ. 3- اِسْتِقَامَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ تَهْدِيهِمْ، وَاعْوِجَاجُ الْغَادِرِينَ يُخْرِبُهُمْ. 4- لاَ يَنْفَعُ الْغِنَى فِي يَوْمِ السَّخَطِ، أَمَّا الْبِرُّ فَيُنَجِّي مِنَ الْمَوْتِ. 5- بِرُّ الْكَامِلِ يُقَوِّمُ طَرِيقَهُ، أَمَّا الشِّرِّيرُ فَيَسْقُطُ بِشَرِّهِ. 6- بِرُّ الْمُسْتَقِيمِينَ يُنَجِّيهِمْ، أَمَّا الْغَادِرُونَ فَيُؤْخَذُونَ بِفَسَادِهِمْ. 7- عِنْدَ مَوْتِ إِنْسَانٍ شِرِّيرٍ يَهْلِكُ رَجَاؤُهُ، وَمُنْتَظَرُ الأَثَمَةِ يَبِيدُ. 8- اَلصِّدِّيقُ يَنْجُو مِنَ الضِّيقِ، وَيَأْتِي الشِّرِّيرُ مَكَانَهُ. 9- بِالْفَمِ يُخْرِبُ الْمُنَافِقُ صَاحِبَهُ، وَبِالْمَعْرِفَةِ يَنْجُو الصِّدِّيقُونَ. 10- بِخَيْرِ الصِّدِّيقِينَ تَفْرَحُ الْمَدِينَةُ، وَعِنْدَ هَلاَكِ الأَشْرَارِ هُتَافٌ. 11- بِبَرَكَةِ الْمُسْتَقِيمِينَ تَعْلُو الْمَدِينَةُ، وَبِفَمِ الأَشْرَارِ تُهْدَمُ.
ع1:
الذي يغش في التجارة مستخدمًا موازين غير سليمة، يخدع من يبيع له، ويستهين بالله الذي ينظر هذا الغش.وبما أن الله لا يرضى، بل يكره موازين الغش، فهذا معناه أنه سيتخلى عن الغشاش، فيتعرض لمتاعب كثيرة.
ومن يحب الغش، ينال مكاسب مادية، وهو بذلك طماع وأناني، يفكر في مكسب حتى لو كان يضر غيره، وبالتالي ينكشف أمره، ويكون مكروهًا من الناس.
ومن يستخدم الغش سيتعود عليه، فيغش حتى نفسه، إذ سينحرف في تفكيره، ويرى أن إشباع الجسد وشهواته أفضل من الروحيات، فينحرف إلى طريق الهلاك.
ع2: الكبرياء هو رفض لله، وانفصال عنه، فهي الخطية الأولى التي وقع فيها الإنسان الأول، فانفصل عن الله. ومن ينفصل عن الله يفقد نعمته، فيسقط في الخزي والهوان. بل يعتبر الكبرياء تحدي لله، كما يقف الشيطان ضد الله في محاربته لأولاد الله، ولذا فالمتكبر محروم من كل راحة ونعمة وقوة.
وعلى العكس، المتضع هو إنسان مع الله، يستريح الله في داخله، فيهبه الحكمة، ويتمتع بنعمته، وينجح في حياته، وهكذا سلك الأنبياء والقديسون.
ع3: الإنسان المستقيم هو الذي يؤمن بالله، ويحفظ وصاياه، فيعمل فيه الله بروحه القدوس، ويرشده إلى الحق، وهذا الإنسان قلبه نقي، والذي في داخله يظهر في سلوكه، ولذا يعمل الله فيه بقوة. كما أرشد الله كرنيليوس الأممى، فأرسل له بطرس، لأن قلبه مستقيم، فأرشده للإيمان (أع 10 : 30-32).
أما الإنسان الغادر، فقلبه خبيث، ويظهر غير ما يبطن، فهو مرائي، ومنافق، يتظاهر بالحب، ويسئ إلى من يتظاهر بحبهم. وهو معوج القلب، وبالتالي فسلوكه أيضًا معوج، ومهما تظاهر بالبر، فسينكشف شره، وينفضح، فيكون في خزي أمام الناس. أما بعد هذه الحياة فينتظره الخزي الدائم في العذاب الأبدي.
ع4: السخط:
الغضب الشديديعتمد معظم الناس في العالم على المال، فهو القوة الحقيقية في العالم لتحقيق الشهوات المختلفة، ولكن اتكالهم على الغني بالمال لن ينفعهم في يوم السخط، الذي هو يوم موتهم، أو يوم الدينونة. إذ لا يستطيعون بغناهم أن يوقفوا الموت، أو يشتروا بالمال غفران خطاياهم؛ لأن الحل الوحيد للنجاة من الموت الأبدي هو السلوك بالبر في هذه الحياة.
المستقيمون السالكون بالبر، برهم ينجيهم من الدينونة، ويتمتعون بملكوت السموات. وإن تعرضوا للضعف والسقوط في خطايا، فإن برهم يقوم طريقهم، أي يعيدهم إلى الطريق السليم بالتوبة، فيصلحون أخطاءهم؛ لأنهم أحبوا الكمال، وسعوا نحوه كهدف لحياتهم.
أما الأشرار الغادرون فيسقطون في خطايا كثيرة لخبث قلوبهم، فيأتي فسادهم على رؤوسهم، ويدينهم الله في الدينونة الأخيرة، فيمكثون في العذاب إلى الأبد.
والأمثلة في الكتاب المقدس كثيرة للأبرار السالكين في طرق الله، الذين نجاهم الله، مثل نجاة بني إسرائيل من يد فرعون، وعبورهم البحر الأحمر. أما فرعون الشرير الخبيث فغرق هو وكل جيشه في البحر (خر 14: 28). ومردخاي الذي سلك بالاستقامة هو وإستير نجاهما الله من الموت، أما هامان الشرير فهلك، وعُلِّق على الخشبة التي كان يريد أن يهلك مردخاي عليها (اس 7: 9). ودانيال السالك في طريق الكمال نجاه الله من الموت، عندما فسر الحلم، وعندما ألقى في جب الأسود مرتين، أما الأشرار الذين اشتكوا عليه، وألقوه في الجب، فأمر الملك بإلقائهم في الجب، فافترستهم الأسود في الحال (دا6: 24)
ع7:
الإنسان الشرير تعلق بالماديات والعلاقات البشرية واتكل عليها، وهذه كلها تبيد، وتنتهي بموته.وكل ما كان ينتظره من رحمة الله له لن ينال منه شيئًا؛ لأنه لم يعمل الصلاح، بل انغمس في الشر، فكيف يرحمه الله؟! إن انتظاره يبيد.
ع8:
الله ينجي أولاده الصديقين؛ لأنهم اتكلوا عليه، وحفظوا وصاياه، ومهما احتملوا فالله يرفع عنهم آلامهم، ويعوضهم عن أتعابهم. أما الأشرار الذين أساءوا إليهم بهذا الظلم، فإن الله يعاقبهم ويأتي على رؤوسهم بنتائج الشر الذي فعلوه.وهذا حدث كثيرًا في الكتاب المقدس، كما أساءت مملكة آشور إلى شعب الله، ولكنها تدهورت، وتغلبت عليها بابل، وتم تدمير عاصمتها نينوى. وكذا بابل سيطرت على العالم، وخربت أورشليم وأحرقت هيكل الله، ولكن دمرها الفرس والماديون، وعلى العكس أعادوا بني إسرائيل إلى أورشليم، فبنوها وأقاموا هيكلها. وسوسنة حكم عليها الشيخان الشريران بالموت، فخلصها الله من أيديهما بواسطة دانيال. أما الشيخان فحكم عليهما الشعب بالهلاك بدلًا من سوسنة (دا 13: 62).
ع9:
الإنسان المنافق يتكلم بكلام غير ما يبطنه من شر في داخله، وهو يخدع من يسمعه، فيظن أصحابه أنه يحبهم، ولكنه يقودهم إلى الهلاك، فهو يخربهم. والمعنى الآخر أن المنافق يوافق صديقه على الشر بدلًا من أن ينصحه، فيضره، وهو مثل شائع عن التفاف المنافقين حول الرؤساء.ولكن ينجو فقط من خداع المنافق الصدِّيق، الذي يتمسك بالله ووصاياه. هذا يرشده الله، ويكشف له خداع المنافق.
اعتاد الصديقون أن يعملوا خيرًا في أعمال كثيرة مصحوبة بكلمات خير تفيد من حولهم. هذه الأعمال تفرح قلوب سكان المدن التي يسكنون فيها، إذ تعطيهم رجاء في الخير والرحمة. ويكون الصديقون بركة أيضًا لكل من حولهم، فتمتلئ المدينة من بركتهم، وتسمو بكثرة الفضائل بين سكانها، وتصبح المدينة مقدسة وعظيمة.
وعلى العكس فإن كلام الأشرار سيء، ويقود الناس للشر، وللأفعال الردية، فيهدمون المدن التي يسكنونها بهدم نفوس الناس، وإبعادهم عن الله، كما يتضايق الناس من طمعهم وسلبهم وعنفهم، ويتضايقون من ظلمهم للأبرياء والضعفاء. ولذا عندما يموت الأشرار تفرح المدينة، لأنه قد ارتفع الظلم عن الناس، وكذلك المندفعون في الشهوات قد يراجعون أنفسهم، ويتوبون؛ إذ لا يجدون من يحرضهم على الشر.
والخلاصة، أن الصديقين محبوبون ممن حولهم، أما الأشرار فلا يستريح إليهم أحد، وحتى الأشرار الذين مثلهم إن شاركوهم في الشر، يعودون فيتعبون من قسوتهم. فداود كان بركة لكل شعبه، وعلى العكس كان آخاب وإيزابل دافعين للشر والظلم في كل مملكتهما.
وكان الأنبا بولا بركة للعالم كله، إذ بصلواته أنزل الرب المطر، أما شر سدوم فكان سببًا في هدمها وحرقها.
† اهتم بعمل الخير، وتقديم كلمات طيبة مشجعة لمن حولك، فهذه تعمل في الآخرين، وتصير بركة لك، ولكل إنسان معك، فتسير في طريق الملكوت، وتجذب الآخرين إلى الله.
12- اَلْمُحْتَقِرُ صَاحِبَهُ هُوَ نَاقِصُ الْفَهْمِ، أَمَّا ذُو الْفَهْمِ فَيَسْكُتُ. 13- السَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، وَالأَمِينُ الرُّوحِ يَكْتُمُ الأَمْرَ. 14- حَيْثُ لاَ تَدْبِيرٌ يَسْقُطُ الشَّعْبُ، أَمَّا الْخَلاَصُ فَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ. 15- ضَرَرًا يُضَرُّ مَنْ يَضْمَنُ غَرِيبًا، وَمَنْ يُبْغِضُ صَفْقَ الأَيْدِي مُطْمَئِنٌّ. 16- اَلْمَرْأَةُ ذَاتُ النِّعْمَةِ تُحَصِّلُ كَرَامَةً، وَالأَشِدَّاءُ يُحَصِّلُونَ غِنًى. 17- اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ، وَالْقَاسِي يُكَدِّرُ لَحْمَهُ. 18- اَلشِّرِّيرُ يَكْسَبُ أُجْرَةَ غِشٍّ، وَالزَّارِعُ الْبِرَّ أُجْرَةَ أَمَانَةٍ. 19- كَمَا أَنَّ الْبِرَّ يَؤُولُ إِلَى الْحَيَاةِ كَذلِكَ مَنْ يَتْبَعُ الشَّرَّ فَإِلَى مَوْتِهِ.
ع12:
الإنسان غير العاقل، أو الشرير لا يحتمل أخطاء من حوله، بل يدينهم ويحتقرهم، متناسيًا ضعفه، هو وحاجته للتوبة. أما الصديق فعندما يثيره، أو يسيء إليه أحد، يضبط نفسه ويسكت، ويصلي لأجل من يسيئ إليه، فيعطيه الله حكمة وفهم، فيخمد بسكوته الشر، ويغلب الشيطان. فعدم الصمت والرد على الأشرار بالشر، يخلق كراهية ومشاكل وانقسامات وأخطاء عديدة. لذا فالمحتقر صاحبه ناقص الفهم، أما الحكيم فهو من يضبط نفسه ويسكت.
ع13: الوشاية:
الإدانةمن يسعى بالكلام الشرير يدين الآخرين ويشهر بهم. وهذا الإنسان قد امتلأ قلبه بالشر، فلو عرف أخطاء الآخرين، يذيعها في كل مكان لأنه يريد نشر الشر.
أما الأمين في روحه، أي من يحب من حوله، ولا يدنس نفسه بالإدانة، ويلتمس الأعذار، فإن عرف أي أخطاء للآخرين يكتمها ويستر عليهم، ولا يفضحهم أبدًا، بل يصمت إذا سمع إدانتهم، ولا يشترك فيها، ويتكلم بالخير فقط. فهذا يؤتمن على الأسرار لأنه يحب الخير، ومحبته تجعله يستر على خطايا الآخرين. مثلما فعل أبو مقار مع الراهب الزاني، عندما جلس على الماجور الذي بداخله المرأة، فستر عليه، وتاب الراهب.
ع14:
إذا لم يوجد تدبير وتنظيم من الملك، أو الرئيس فإن الشعب يتعب جدًا. وعلى العكس، من يتضع ويقبل المشورة، يستطيع أن يقود شعبه بحكمة، ونجاح. كما فعل موسى، وأطاع مشورة يثرون حميه، فنظم قضاة مساعدين له، وأراح الشعب (خر 18: 21)، وكما نجى يوسف مصر والعالم المحيط بها بمشورته الصالحة، فعبر بهم خلال ضيقة السبع سنين الجوع.
ع15:
سبق الحديث عن خطورة ضمان الغريب في (أم 6: 1 - 5). ويؤكد نفس المعنى هنا، مظهرًا أن من يضمن غريبًا يناله ضررٌ كبيرٌ، إذ أن الغريب غير معروف شيء عن قدرته المالية، واستعداده للسداد، فيتحمل من يضمنه ديونه الكبيرة، ويسبب له ذلك خسارة قد لا يحتملها. ولذا تدعو الآية إلى عدم التسرع في ضمان الغريب، والذي كان مظهره قديمًا التصفيق بالأيدي إعلانًا عن الموافقة على ضمان الشخص، فيصفق الضامن بكفه على كف الذي ضمنه.
ع16:
إذا تميزت المرأة بالهدوء والاتكال على الله، يعطيها الله نعمة وحكمة، فيكرمها رجلها وكل من حولها. كما نالت أبيجايل وراعوث كرامة كبيرة، فتزوجت أبيجايل بداود (1 صم 25 : 39) وراعوث ببوعز (را 4: 10) وصارت جدة للمسيح.أما الأشداء، أي الأقوياء، وهم الرجال الذين يعملون باجتهاد، يحصلون على غنى، ويحرسون هذا الغنى، وتكون بركة الله عليهم لأجل نشاطهم وتعبهم. فالمرأة تمدح لوداعتها، والرجل لقوته وغناه.
ع17: يكدر:
يسيئ ويحزن.لحمه: المقصود نفسه.
من يرحم غيره يرحمه الله، بالإضافة إلى أنه يصنع سلامًا خيرًا لمن رحمهم، فيكسبهم بالمحبة، ويحبونه، وقد يشكرونه، ويردون له الجميل. أما الإنسان القاسي الذي يرد على الشر بالشر، ويسئ لمن أساء إليه، فيخلق مشاكل وكراهية، ومتاعب ممن كان قاسيًا معهم، والله يتخلى عنه، لاعتماده على قوته، فيعاني من أحزان كثيرة، وبتصرفاته هذه يسيء إلى نفسه.
يؤدي.
الإنسان الشرير يعمل بالغش، فإن كسب مكاسب بالغش، فهي لا تفيده، بل يعاني من اضطراب في داخله، وتؤدي به إلى الموت الأبدي.
أما من يسلك بالبر، فإن الله يباركه لأجل أمانته، ويعطيه حياة معه، وسلامًا داخليًا، ثم يهبه سعادة أبدية. فسنحاريب تكلم بالشر على الله، وعلى شعبه، فهلك هو وجيشه (2 أي 32: 22)، أما حزقيال الملك، فسلك بالبر في صلوات كثيرة، فأنقذه الله من يد سنحاريب.
† كن أمينًا مدققًا في كل معاملاتك مع الآخرين، تنال بركة من الله، وتكسب من حولك وتحيا مطمئنًا.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
20- كَرَاهَةُ الرَّبِّ مُلْتَوُو الْقَلْبِ، وَرِضَاهُ مُسْتَقِيمُو الطَّرِيقِ. 21- يَدٌ لِيَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ الشِّرِّيرُ، أَمَّا نَسْلُ الصِّدِّيقِينَ فَيَنْجُو. 22- خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ. 23- شَهْوَةُ الأَبْرَارِ خَيْرٌ فَقَطْ. رَجَاءُ الأَشْرَارِ سَخَطٌ. 24- يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أَيْضًا، وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ اللاَّئِقِ وَإِنَّمَا إِلَى الْفَقْرِ. 25- النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى. 26- مُحْتَكِرُ الْحِنْطَةِ يَلْعَنُهُ الشَّعْبُ، وَالْبَرَكَةُ عَلَى رَأْسِ الْبَائِعِ. 27- مَنْ يَطْلُبُ الْخَيْرَ يَلْتَمِسُ الرِّضَا، وَمَنْ يَطْلُبُ الشَّرَّ فَالشَّرُّ يَأْتِيهِ. 28- مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى غِنَاهُ يَسْقُطْ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَيَزْهُونَ كَالْوَرَقِ. 29- مَنْ يُكَدِّرُ بَيْتَهُ يَرِثِ الرِّيحَ، وَالْغَبِيُّ خَادِمٌ لِحَكِيمِ الْقَلْبِ. 30- ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ. 31- هُوَذَا الصِّدِّيقُ يُجَازَى فِي الأَرْضِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الشِّرِّيرُ وَالْخَاطِئُ!
ع20:
الله واضح ومستقيم، ولذا يرضيه أن يسلك أولاده بالاستقامة. أما المرائي والمنافق الذي يظهر غير ما يبطن، وطرقه ملتوية، هذا يثير غضب الله. فالله لا يطيق الالتواء، بل يكرهه، ويود أن أولاده إن التووا في شيء، يعودون بالتوبة إليه، ويرجعون إلى الاستقامة. والالتواء هو كذب مستتر يخدع الشيطان به البعض، فيظنون أنهم لا يكذبون مع أنهم ساقطون في الكذب بالتوائهم. وفي تماديهم يسمون الالتواء حكمة وذكاء، بل واحتياج ضروري للسلوك والنجاح في العالم، فيحكمون على أنفسهم بالهلاك.
ع21: يد ليد:
كل شخص يشدد الشخص الآخر بوضع يده في يد الآخر ليصيرا قويين.مهما تكاثر الأشرار، وشجعوا وشددوا بعضهم البعض في فعل الشر، فهذا لا يبررهم، أو يبيح لهم ما يفعلون. فالكثرة ليست دليلًا على الصواب. فالله سيعاقبهم، كما عاقب مدينة سدوم، التي كانت كلها ساقطة في الشذوذ الجنسي، ما عدا بيت لوط.
من الجانب الآخر نشعر ببركة الله مع نسل الصديقين، الذين ينجيهم الله من عقاب الأشرار الذين يسكنون بينهم، كما نجى لوط وبنيه.
ع22: خزامة:
حلقة معدنية توضع في الأنف كنوع من الزينة، كما يوضع الحلق في الأذن.فنطيسة: أنف
الخنزير يتميز بالقذارة؛ لأنه يتمرغ في الطين ويأكل من القمامة. فيعطى هنا مثلًا بأن خزامة ذهبية توضع في أنف خنزيرة متسخة، هذا تشبيه للمرأة الجميلة مثل خزامة الذهب، ولكنها في نفس الوقت عديمة العقل لابتعادها عن الله، وانغماسها في الشر. فجمالها ليس له قيمة، بل ينفر منها كل إنسان عاقل؛ لأن الجمال لا يجذب إلا الجهلاء العديمي العقل مثلها. هكذا كانت إيزابل الملكة امرأة آخاب، فلم ينفعها جمالها، ولا زينتها لأنها كانت شريرة، وانتهت بموت شنيع، ولحست الكلاب دمها، وانتقلت إلى العذاب الأبدي. (2 مل 9: 10)
ع23
الأبرار يشتهون الخير، ولا يشتهون شيئًا غيره. والخير الذي يشتهونه قد يكون علاقة مع الله في صلاة، أو قراءة، أو تأمل، وعندما يشتهونه يعطيهم الله أكثر مما يطلبون. وهم يشتهون أيضًا عمل الخير لمساعدة الآخرين، ويتمنون الخير لكل إنسان، ولا يمكن أن يشتهوا الشر.أما الأشرار فيترجون ويتمنون الشر الذي يثير غضب الله الشديد عليهم (السخط). ولأن قلوبهم شريرة يشتهون الشر، سواء لشهواتهم، أو للإساءة إلى الآخرين. ونهاية الأبرار خير دائم في الأبدية، أما الأشرار فنهايتهم العذاب الأبدي، الذي هو سخط الله عليهم.
ع24، 25: يمجد سليمان هنا العطاء، فمن يفرق أمواله، ويحسن إلى المحتاجين، الله يزيده بركة، وأموال كثيرة. وكلما كان سخيًا في العطاء نفسه تسمن، أي يزداد في الغنى والبركة، ويكون أيضًا في شبع وراحة، فإنه كيف يروي غيره ولا يرتوي هو؟ الله حتمًا سيرويه، ويشبعه، كما قال بولس الرسول (2 كو 9: 6).
وعلى العكس، البخيل الذي لا يشفق على من حوله، ولا يعطيهم، يتعرض للفقر، ليس فقط المادي، ولكن بالأكثر الفقر الروحي، والتعب النفسي؛ لأنه أناني انغلق على نفسه، وأحب نفسه أكثر من الله، ولأنه إذ لم يرحم الآخرين لا يرحمه الله.
والعطاء لا يقتصر فقط على المال، بل يتعداه إلى كل شيء، فمن يحب يعطي كل ما عنده في شكل صلوات، أو تعاليم، أو مساعدة بكل نوع. والمعطي بسخاء يتمثل بالله، ولذا ينال بركة أكثر من الكل.
ع26: المحتكر هو من يجمع السلعة عنده، ولا يبيعها حتى يرتفع ثمنها، فهو إنسان أناني يفكر في نفسه، حتى لو أضر بالكثيرين. ولذا فالشعب يتضايق منه جدًا ويلعنه؛ لأنه يسىء إليه إساءة بالغة.
أما من يبيع ما عنده لسد احتياجات الناس، فالله يباركه؛ لأن عنده روح العطاء والإحساس بالآخرين، فهو لا يبغي مكاسب زائدة، بل يهتم بالأكثر بمصلحة الناس.
والاحتكار ليس فقط في السلع، ولكن أيضًا في التعليم، والمواهب، وأي قدرات إنسانية. فمن يعطيه الله شيئًا لابد وأن يستخدمه لمصلحة الآخرين. كمن لا يعلم غيره ليحتفظ هو بالمعلومات لنفسه، أو يرفض تمرين جيل ثانى على قدرات خاصة يعرفها هو جيدًا، فهو بهذا يحتكر المهنة، أو الهواية، أو أية قدرة خاصة عنده.
ع27:
الذي يحب الخير ويسعى لعمله، هدفه إرضاء الله، بالإضافة إلى أنه يرضي الناس حسب طاقته؛ فالله يرضى عليه، والناس معظمهم يرضون بما فعله معهم ويشكرونه.ولكن أحيانًا يكون فعل الخير في شكل حزم، أو توبيخ، وقد يغضب، أو يحزن من يقدم له الخير، لكنه يعود فينتبه، ويفهم أن هذا لخيره، كما قال المسيح للشاب ذى الأموال الكثيرة أن يبيع ما عنده، فمضى حزينًا (مت 19: 22).
والله ليس فقط يرضى عمن يعمل الخير، ولكن يباركه، فيتشجع في عمل الخير، ويزداد فيه. فالمسيح يعد أن يعطيه مئة ضعف على الأرض والحياة الأبدية في السموات (مت 19: 29).
أما من يطلب الشر؛ لأن قلبه شرير، فإن شره يأتي على رأسه، ويتضايق منه الناس، وقد يردون عليه الشر بالشر، ويغضب عليه الله، فيتخلى عنه، وحينئذ يواجه مشاكل كثيرة كان الله يحميه منها، كما حدث لأدوني بازق (قض 1: 7).
ع28: من يجعل اعتماده على المال، يتعرض لمواقف لا يجدي فيها المال المقتنيات، فيسقط في المشكلة، ويتألم كثيرًا، إذ لا معين له، مثل الغني الغبي (لو 12: 13-21)، ومثل الأغنياء المتكلين على أموالهم (1 تي 6: 17 - 18).
أما الصديقون الذين يتكلون على الله، يشعرون بثقة في أنفسهم المتكلة على الله، ويتمتعون براحة نفسية وسلام، فيعملون أعمالهم بفرح، ويرتوون بنعمة الله، فيكونون في حيوية ونشاط ومنظر جميل، كالورق الأخضر، الذي يتمايل بشكل جميل على الشجر؛ لأنه قد ارتوى بالماء.
ع29: يكدر:
يضايق ويحزنمن يكدر بيته، أي زوجته، وأولاده، ومن يعيشون معه، ويستمر في مضايقتهم، بالطبع سيفقد محبتهم، وإن لم يسيئوا إليه بسبب سلطانه عليهم، واحترامهم له، ولكنهم يبحثون عن أول فرصة ليبتعدوا عنه، فعندما يكبر في السن لا يجد أحدًا يقف بجواره، وبهذا لا يرث شيئًا منهم، أي لا يحصل على محبتهم، أو أية مساعدة منهم، وبهذا يرث الريح، أي لا يستفيد شيئًا من كل تعبه معهم.
وقد يشعر من يضايق الآخرين أن خطيته بسيطة، ويلتمس العذر لنفسه، فيستبيح التوبيخ، وإذلال من حوله، ويظهر دائمًا بوجه غضوب، غير عالم أنه يخسر كل شيء، ويفقد كل أحبائه.
وكل من يسلك بغباء بعيدًا عن الله، وينشغل بشرور العالم، فإنه يفقد قوته، ويكون مضطربًا، مهما كانت مكانته الاجتماعية. فبلشاصر الملك كان مضطربًا جدًا أمام دانيال القوي (دا 5: 6) وفيليكس الوالي كان مرتعبًا أمام بولس الرسول (أع 24: 25).
ع30: حياة الصديق مملوءة بالأعمال الصالحة والكلمات الطيبة؛ كل هذه ثمار وفضائل تكون كشجرة عظيمة تعطى ثمارًا يأكلها كل من يمر بها، أي يقتدى الناس بالصديق، ويتعلمون فضائله.
بل بمحبته، ومبادئه القوية، وامتزاج حزمه بلطفه يربح نفوس كثيرة كانت بعيدة عن الله، وبطول أناته يجذبهم لحياة البر، فهو يتصرف بحكمة في كل معاملاته فيحبه الناس.
ع31: إن كان الصديق رغم بره الكثير يتعرض للخطأ، وبالتالي يعاقبه الله ليتوب، ويكون يقظًا في الروح، كما عاقب الله موسى وحرمه من دخول أرض كنعان (تث 32: 52)، وكما مات ابن داود الذي أتى من الزنى، ورأى داود بعينيه الزنى في بيته عندما زنى ابنه مع أخته؛ لأن داود أخطأ وزنى مع امرأة أوريا الحثى (2 صم 11: 3،4).
من الجانب الآخر، نجد أن الشرير بالأحرى الذي يسقط في خطايا كثيرة، يعاقبه الله على الأرض بفقدان السلام، والتعرض لمشاكل مختلفة، ثم في النهاية يواجه العذاب الأبدي. فعلى الشرير ألا يتهاون ويتمادى في شره، متعللًا بأن البار أيضًا يخطئ ويعاقب من الله؛ لأن الشرير سيعاقب أكثر منه، بالإضافة إلى أن الصديق ينال مجدًا عظيمًا في السموات.
هذه الآية اقتبسها بطرس الرسول ( 1 بط 4: 17، 18)، ووضعها الآباء في الأجبية في بداية قطع صلاة الغروب.
† إحرص كل يوم أن تحاسب نفسك لتعرف ماذا عطلك عن حياة البر، لتتوب عنه، وتطلب معونة الله؛ لتعوض في الغد بأعمال كثيرة تقربك إلى الله.
← تفاسير أصحاحات أمثال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أمثال سليمان 12 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أمثال سليمان 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/proverbs/chapter-11.html
تقصير الرابط:
tak.la/j6hnpmw