← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
(1) طلب الحكمة (ع1-4)
(2) الحكمة من الله (ع5-9)
(3) الحكمة تنقذ من الأشرار (ع10-22)
1- يَا ابْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلاَمِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ،
2- حَتَّى تُمِيلَ أُذْنَكَ إِلَى الْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى الْفَهْمِ، 3- إِنْ دَعَوْتَ الْمَعْرِفَةَ، وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى الْفَهْمِ، 4- إِنْ طَلَبْتَهَا كَالْفِضَّةِ، وَبَحَثْتَ عَنْهَا كَالْكُنُوزِ،
ع1:
يقدم سليمان إلى سامعيه شرطين لطلب الحكمة هما:قبول كلام الله
تخبئة الوصايا
ع2: تعطف
: تميل.إذا تحرك قلب الإنسان مع الحكمة، وطلبها، فيظهر منه أمران:
يميل أذنه
يعطف قلبه
ع3: لكيما ينال الإنسان الحكمة لابد أن يطلبها. وإذ يعلن احتياجه لها، يفيض عليه بها. فيصلى إلى الله طالبًا المعرفة والفهم. وهكذا يطلبها الإنسان بكل إمكانياته باستماعه إليها بأذنيه وبقلبه (ع2)، ثم أيضًا يطلبها بلسانه (ع3). ويزداد طلب الإنسان للحكمة إذا سمعها وخبأها في قلبه، فيتلذذ بها، ويلح في طلبها (ع3، 4).
ع4: من ينال الحكمة هو من يطلبها ويبحث عنها باهتمام واجتهاد كبير، كمن يبحث عن الكنوز في باطن الأرض، فيحفر ويعمق الحفر؛ حتى يجد الكنز.
ويلزم أيضًا أن يشعر بقيمة الحكمة أنها مثل أغلى ما في العالم، وهو الفضة أو الكنوز، فيسعى بمثابرة حتى يجدها. فالجدية شرط لنوال الحكمة.
† ليتك تطلب الحكمة من الله قبل كل عمل ليرشدك ماذا تصنع، أو كيف تتكلم، وحينئذ تسلك بنجاح مطمئنًا، وتحقق ما يريده الله لك.
5- فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ الرَّبِّ، وَتَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ. 6- لأَنَّ الرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ فَمِهِ الْمَعْرِفَةُ وَالْفَهْمُ. 7- يَذْخَرُ مَعُونَةً لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ، 8- لِنَصْرِ مَسَالِكِ الْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. 9- حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ.
ع5:
إن طلب الإنسان الحكمة كما شرح سليمان في الأربع آيات السابقة، فسيحصل عليها من خلال أمرين:مخافة الرب
معرفة الله
ع6: يوضح هنا أن مصدر الحكمة والمعرفة والفهم هو كلام الله الخارج من فمه. وبالتالي من يقرأ ويفهم، ويحيا بكلام الله ينال الحكمة. والله يعطى فهمًا متميزًا لأولاده للتصرف في كل المواقف، بل لمعرفة الله وأعماقه التي لا يمكن أن يدركها العقل البشرى (مت11: 25)؛ كما أعطى لبطرس الإيمان أن المسيح هو ابن الله (مت16: 16).
يذخر: يكنز.
مجن: هو الترس الكبير الذي يدافع به الجندى عن نفسه ضد سهام العدو. والترس هو قطعة خشبية لها عروة خلفية، يدخل فيها الجندى يده، ويحرك هذه الخشبة أمام رأسه وجسده؛ ليصد بها السهام فلا تصيبه.
يبين هنا سليمان بركات الحكمة الإلهية التي يهبها الله لأولاده الذين يطلبونها، وهذه البركات هي:
معونة للمستقيمين (ع7)
مجن للسالكين بالكمال (ع7)
نصر مسالك الحق (ع8)
حفظ طريق أتقيائه (ع8)
تفهم الحق والعدل والاستقامة (ع9)
† اقرأ كلمات الكتاب المقدس كل يوم بتأنى لتجد رسالة شخصية لك ومعونة تسندك طوال اليوم، فتحيا بكلمة الله المرسلة لك، وتحفظك في كل خطواتك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
10- إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، 11- فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ، 12- لإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ، وَمِنَ الإِنْسَانِ الْمُتَكَلِّمِ بِالأَكَاذِيبِ، 13- التَّارِكِينَ سُبُلَ الاسْتِقَامَةِ لِلسُّلُوكِ فِي مَسَالِكِ الظُّلْمَةِ، 14- الْفَرِحِينَ بِفَعْلِ السُّوءِ، الْمُبْتَهِجِينَ بِأَكَاذِيبِ الشَّرِّ، 15- الَّذِينَ طُرُقُهُمْ مُعْوَجَّةٌ، وَهُمْ مُلْتَوُونَ فِي سُبُلِهِمْ. 16- لإِنْقَاذِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمُتَمَلِّقَةِ بِكَلاَمِهَا، 17- التَّارِكَةِ أَلِيفَ صِبَاهَا، وَالنَّاسِيَةِ عَهْدَ إِلهِهَا. 18- لأَنَّ بَيْتَهَا يَسُوخُ إِلَى الْمَوْتِ، وَسُبُلُهَا إِلَى الأَخِيلَةِ. 19- كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَيْهَا لاَ يَؤُوبُ، وَلاَ يَبْلُغُونَ سُبُلَ الْحَيَاةِ. 20- حَتَّى تَسْلُكَ فِي طَرِيقِ الصَّالِحِينَ وَتَحْفَظَ سُبُلَ الصِّدِّيقِينَ. 21- لأَنَّ الْمُسْتَقِيمِينَ يَسْكُنُونَ الأَرْضَ، وَالْكَامِلِينَ يَبْقَوْنَ فِيهَا. 22- أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَنْقَرِضُونَ مِنَ الأَرْضِ، وَالْغَادِرُونَ يُسْتَأْصَلُونَ مِنْهَا.
إن القلب والروح هما أعماق الإنسان، فإذا قبل الحكمة، وتمتع بها، تفيض على فكره، فيكون نقيًا، وتحفظه الحكمة من كل فكر ردئ، بل وتعطيه أيضًا فهما، وتمييزًا بين الحق والباطل.
ع12-15: الحكمة لها بركات كثيرة، يركز هنا على حماية الحكمة لمن يتحلى بها، فتنقذه من الشرير، وكل ما يتصل به من صفات سيئة، وهي:
المتكلم بالأكاذيب (ع12)
السلوك في مسالك الظلمة (ع13)
الفرحين بفعل السوء المبتهجين بأكاذيب الشر (ع14)
ملتوون في سبلهم (ع15)
الأخيلة: جمع خيال وهو الشبح.
يؤوب: يعود ويرجع.
الحكمة تحذر أيضًا، من يحيا بها، من المرأة الأجنبية الغريبة عن الحياة الروحية والسلوك مع الله. والمقصود هنا المرأة الأممية، أي الوثنية الزانية، وقد دعيت غريبة؛ لأنها غير مؤمنة بالله، وزوجة رجل آخر أممى غير التي تريد أن تزنى معه من شعب الله. فالحكمة تخلص صاحبها من هذه المرأة، وكل صفاتها الشريرة التي هي:
المتملقة بكلامها (ع16)
التاركة أليف صباها (ع17)
الناسية عهد إلهها (ع17)
بيتها يسوخ إلى الموت وسبلها إلى الأخيلة (ع18)
كل مَن دخل إليها لا يؤوب (ع19)
ع20، 21: بعد أن أعلن في (ع10-19) أن الحكمة تحفظ من يحيا بها من الأشرار ومن المرأة الأجنبية، وهو الجانب السلبى. يضيف في هذه الآيات الجانب الإيجابى، وهو السلوك بالصلاح مع الصالحين، بل وتثبت وتحفظ نفسك في طريق الصديقين، وهم من يحيون في القداسة. وكذلك تحيا حياة هادئة في سلام قلبى هنا على الأرض، غير منزعج من تقلبات العالم، وتتمتع بالسلوك في الكمال، أي النمو الروحي والاشتياق لله.
وفى العهد القديم كان الله يعطى بركات مادية كثيرة للأبرار على الأرض تعبيرًا عن رضاه عنهم، مثلما أعطى إبراهيم ممتلكات من الماشية، وكذلك يعقوب (تك13: 2؛ 31: 18).
أما مع اسحق فجعل الأرض التي زرعها في جرار تعطيه مئة ضعف (تك26: 12). لكن في العهد الجديد بدأ التركيز على الناحية الروحية، وبدأ النظر على الأرض الجديدة التي هي ملكوت السموات.
ع22: يختم الأصحاح بمقابلة بين الأبرار وعكسهم الأشرار. فبعد أن ذكر بركات الأبرار في الآيات السابقة، يذكر هنا عقاب ونهاية الأشرار. فيعلن أنهم ينقرضون، أي يقلون عددًا، إذ ليس لهم بركة من الله. وكذلك يصف الأشرار بأنهم غادرون، إذ غدروا وخانوا الله، وتركوا وصاياه، وعاشوا في الشر، فيبادون، ولا يكون لهم موضع على الأرض؛ لأنهم يُستأصلون لرفضهم الحياة المستقلة مع الله.
† بركات الله كثيرة لكل من يسلك بالحكمة ويتمسك بعلاقته مع الله. فلا تنخدع يا أخى بإغراءات الشهوات، فهي مؤقتة وزائلة، بل هي تقضى عليك إن تماديت في تهاونك. فارجع بالتوبة إلى الله لتجد حياتك وتطمئن بين يديه.
← تفاسير أصحاحات أمثال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أمثال سليمان 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير أمثال سليمان 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/proverbs/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/2s6pwxw