← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35
اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ
(1) لوحان جديدان (ع1-4)
(2) حديث الله مع موسى (ع5-10)
(3) شروط العهد (ع11-26)
(4) صوم موسى (ع27، 28)
(5) لمعان وجه موسى (ع29-35)
1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْحَتْ لَكَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ مِثْلَ الأَوَّلَيْنِ فَأَكْتُبَ أَنَا عَلَى اللَّوْحَيْنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى اللَّوْحَيْنِ الأَوَّلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَسَرْتَهُمَا. 2 وَكُنْ مُسْتَعِدًّا لِلصَّبَاحِ. وَاصْعَدْ فِي الصَّبَاحِ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَقِفْ عِنْدِي هُنَاكَ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ. 3 وَلاَ يَصْعَدْ أَحَدٌ مَعَكَ وَأَيْضًا لاَ يُرَ أَحَدٌ فِي كُلِّ الْجَبَلِ. الْغَنَمُ أَيْضًا وَالْبَقَرُ لاَ تَرْعَ إِلَى جِهَةِ ذَلِكَ الْجَبَلِ». 4 فَنَحَتَ لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ كَالأَوَّلَيْنِ. وَبَكَّرَ مُوسَى فِي الصَّبَاحِ وَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ وَأَخَذَ فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الْحَجَرِ.
ع1:
طلب الله من موسى أن ينحت لوحين ليكتب الله عليهما الوصايا العشر، فنحت اللوحين بحجم معقول يمكن حمله ووضعه بعد ذلك أيضًا في تابوت العهد. ويلاحظ أن اللوحين في المرة الأولى كانا من صنع يد الله أما في المرة الثانية فصنعهما موسى لكي يظهر الله لهم نتيجة خطيتهم بعبادة العجل الذهبى التي أغضبت موسى فكسر اللوحين.† لا تتهاون في انتهاز كل فرصة روحية لتقترب من الله وأشكره على عطاياه لئلا تضيع منك هذه البركات ولا تجدها حتى لو طلبتها كثيرًا.
ع2: أمره أن يبكِّر في الصباح ويصعد باللوحين على الجبل حتى قمته أي رأسه، وهو غالبًا نفس المكان الذي ظهر الله له فيه في المرة الأولى وأعطاه الوصايا.
ع3، 4: أمره أيضًا أن لا يصعد معه إنسان كما في المرة الأولى مثل هارون ويشوع، وذلك لأن الله سيظهر له أكثر ويعطيه بركات أكثر مثل لمعان وجهه. وأمره أيضًا ألا يقترب أحد من الجبل حتى الحيوان ليشعر الكل برهبته وقداسته، فنفَّذ موسى كلام الله وصعد باللوحين على الجبل.
5 فَنَزَلَ الرَّبُّ فِي السَّحَابِ فَوَقَفَ عِنْدَهُ هُنَاكَ وَنَادَى بِاسْمِ الرَّبِّ. 6 فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ. وَنَادَى الرَّبُّ: «الرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَأُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الْإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ. 7 حَافِظُ الْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاءً. مُفْتَقِدٌ إِثْمَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ وَفِي أَبْنَاءِ الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ». 8 فَأَسْرَعَ مُوسَى وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 9 وَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا السَّيِّدُ فَلْيَسِرِ السَّيِّدُ فِي وَسَطِنَا فَإِنَّهُ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ. وَاغْفِرْ إِثْمَنَا وَخَطِيَّتَنَا وَاتَّخِذْنَا مُلْكًا». 10 فَقَالَ: «هَا أَنَا قَاطِعٌ عَهْدًا. قُدَّامَ جَمِيعِ شَعْبِكَ أَفْعَلُ عَجَائِبَ لَمْ تُخْلَقْ فِي كُلِّ الأَرْضِ وَفِي جَمِيعِ الأُمَمِ فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي أَنْتَ فِي وَسَطِهِ فِعْلَ الرَّبِّ. إِنَّ الَّذِي أَنَا فَاعِلُهُ مَعَكَ رَهِيبٌ.
ع5:
وقف عنده هناك: وقف موسى في النقرة التي وضعه فيها الله (خر 33: 22).بعدما صعد موسى على رأس الجبل، ظهر له الله في شكل سحاب عظيم ثم سمع صوت من السماء ينادى أن الله قد حضر، وهذا يثير مشاعر الرهبة والمخافة وفى نفس الوقت الاشتياق والحب داخل موسى.
ع6:
تحرك الله أمامه في شكل سحاب عظيم وقد يكون مصاحبًا بنور قوى، ثم سمع صوتًا ينادى باسم الرب وكرَّر ذلك تأكيد حضور الله بذاته ومعلنًا صفات الله وهي:الرحمة والحنان على شعبه والإشفاق والرأفة بهم.
طول الأناة فلا يغضب على شعبه بسرعة إن أخطأوا ويعطيهم فرصة للتوبة.
عطاياه كثيرة لا تنتهي.
يفي بوعوده.
ع7:
لن يبرئ إبراءً: لن يسامح المصرّين على الخطية سواء من الآباء أو الأبناء. يستكمل الصوت صفات الله فيقول:يعطى الله بركاته لشعبه مهما كان عددهم كبيرًا سواء في نفس الجيل أو الأجيال التالية.
الله غفور لكل التائبين مهما كانت خطاياهم.
الله عادل فلا يسامح من لا يتوب ويصرّ على الخطية ويعاقب الأبناء والأحفاد إن ساروا في خطايا آبائهم.
† تمتع بمراحم الله فهو حنون فوق كل تخيل وانتهز كل فرصة للتوبة ولا تتهاون مع أي خطية مهما كانت صغيرة ولا تبررها لأنه عادل أيضًا.
إن وجدت نعمة في عينينك: ما دمت قد وجدت نعمة في عينيك.
شعر موسى بمخافة الله وعظم محبته فأظهر خضوعه له بالسجود عن نفسه وعن كل شعبه وطلب من الله:
أن يسير في وسط شعبه ويحتمل عنادهم وعصيانهم ويعطيهم فرصة للتوبة.
يغفر خطايا شعبه لأنهم شعروا بخطيتهم.
يتعطف على شعبه ويقبل أن يكون ملكًا عليهم.
ع10: إذ وجد الله تجاوب موسى، وعده ليس فقط بالغفران والرحمة بل بصنع عجائب عظيمة رهيبة مثل عبورهم نهر الأردن والإنتصار على الشعوب الساكنة في أرض كنعان، وهكذا جدد الله عهده مع شعبه.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
11«اِحْفَظْ مَا أَنَا مُوصِيكَ الْيَوْمَ. هَا أَنَا طَارِدٌ مِنْ قُدَّامِكَ الأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. 12 اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ آتٍ إِلَيْهَا لِئَلاَّ يَصِيرُوا فَخًّا فِي وَسَطِكَ 13 بَلْ تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتَقْطَعُونَ سَوَارِيَهُمْ. 14 فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلَهٍ آخَرَ لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلَهٌ غَيُورٌ هُوَ. 15 اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ فَيَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ وَيَذْبَحُونَ لِآلِهَتِهِمْ فَتُدْعَى وَتَأْكُلُ مِنْ ذَبِيحَتِهِمْ 16 وَتَأْخُذُ مِنْ بَنَاتِهِمْ لِبَنِيكَ فَتَزْنِي بَنَاتُهُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ وَيَجْعَلْنَ بَنِيكَ يَزْنُونَ وَرَاءَ آلِهَتِهِنَّ. 17«لاَ تَصْنَعْ لِنَفْسِكَ آلِهَةً مَسْبُوكَةً. 18 تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيرًا كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ لأَنَّكَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. 19 لِي كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَكُلُّ مَا يُولَدُ ذَكَرًا مِنْ مَوَاشِيكَ بِكْرًا مِنْ ثَوْرٍ وَشَاةٍ. 20 وَأَمَّا بِكْرُ الْحِمَارِ فَتَفْدِيهِ بِشَاةٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ تَكْسِرُ عُنُقَهُ. كُلُّ بِكْرٍ مِنْ بَنِيكَ تَفْدِيهِ وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. 21 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَتَسْتَرِيحُ فِيهِ. فِي الْفِلاَحَةِ وَفِي الْحَصَادِ تَسْتَرِيحُ. 22 وَتَصْنَعُ لِنَفْسِكَ عِيدَ الأَسَابِيعِ أَبْكَارِ حِصَادِ الْحِنْطَةِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي آخِرِ السَّنَةِ. 23 ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَظْهَرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ 24 فَإِنِّي أَطْرُدُ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكَ وَأُوَسِّعُ تُخُومَكَ وَلاَ يَشْتَهِي أَحَدٌ أَرْضَكَ حِينَ تَصْعَدُ لِتَظْهَرَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ. 25 لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي. وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ. 26 أَوَّلُ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِكَ. لاَ تَطْبُخْ جَدْيًا بِلَبَنِ أُمِّهِ».
أعلن الله عهده مع شعبه ببركاته الكثيرة المذكورة في صفاته السابقة، أما من ناحية الشعب فيظهر تعهدهم فيما يلي:
(1) عدم قطع معاهدة مع سكان الأرض الأشرار في كنعان لئلا يختلط بهم أولاد الله فيتدنسون بشرهم. وقد حدث هذا للأسف في أيام القضاة.
أنصابهم: أعمدة منصوبة من الحجر تُقام للآلهة الوثنية.
سواريهم: أعمدة خشبية تُقام على المرتفعات لآلهة السماء مثل الكواكب.
(2) هدم المذابح والأنصاب وقطع السوارى رفضًا للعبادة الوثنية لأن بني إسرائيل يعبدون الله وهو يغير عليهم مثل العريس على عروسه ويغضب جدًا إن خلطوا عبادته بعبادتهم للأوثان.
ع15: (3) عدم صنع معاهدة مع الأشرار لئلا يخالطوهم ويجاملوهم فيشتركوا في عبادة أوثانهم ويأكلوا ما ذبح لها، وبهذا يزنون زنًا روحيًا بتركهم عبادة الله واتجاههم لعبادة الأوثان.
ع16: (4) لا يجعلوا بنيهم يتزوجون بالوثنيات لئلا يجروهم إلى عبادة الأوثان فيسقطون في الزنا الروحي.
ع17:
(5) حذرهم من تقليد الوثنيين في صنع تماثيل وعبادتها.
ع18: (6) أكد عليه بعض الشرائع الإيجابية التي ذكرها له في المرة السابقة عندما أعطاه اللوحين، فنبهه لحفظ عيد الفصح وما يليه من أيام الفطير سبعة أيام، أي عيد الفطير في بداية السبعة أيام وفى نهايتها كما سبق ذكر ذلك (خر 12) تقديسًا لخروجهم من أرض مصر في شهر أبيب.
ع19، 20: (7) ذكَّره أيضًا بشريعة الفداء لأن الله قتل أبكار مصر وفدى أبكار شعبه، فيقدم كل بكر لله وكذا بكر البهائم ما عدا الحمار فيفديه بشاة (خر 13). وهكذا لا يتقدم أمام الله فارغًا بل يقدم عطاياه لله، وسبق شرح ذلك في (خر 23).
ع21: (8) ذكره بحفظ شريعة السبت وهي الوصية الرابعة حتى لو كان في موسم الزراعة أو الحصاد (خر 20: 4).
ع22: (9) نبهه أيضًا إلى عيدى الأسابيع والجمع (خر 23).
ع23، 24: (10) أمره بحفظ الثلاثة أعياد، أي الفصح والأسابيع (الخمسين) والجمع (المظال)، ويحضر فيها جميع الذكور للاحتفال أمام الله، ووعده إذا حفظ وصايا الله بما يلي:
( أ ) طرد الوثنيين سكان الأرض.
(ب ) يبارك في أرضه ويعطيه أن يتملك أرض الميعاد. وقد اتسعت حدود مملكة بني إسرائيل جدًا في أيام سليمان (1 مل4: 21)، ولكنها انكمشت عندما سقطوا في خطايا كثيرة بل احتلها الأعداء تمامًا أثناء السبي.
( ح ) لا يطمع أحد من الوثنيين أو يتجاسر أن يدخل أرضه عند صعود ذكوره للإحتفال بأعياد الله الثلاثة.
ع25: (11) يحذره من استخدام الخمير في عيد الفصح أو أن يبقى من لحمه لليوم التالي كما سبق في (خر 12).
ع26: (12) أمره أن يحضر أبكار غلاته إلى الله (خر 23).
(13) أمره بعدم ذبح جدى صغير مازال يرضع (خر 23).
† إن كنت تريد أن تتمتع بمراحم الله فلابد أن تحفظ وصاياه بكل تدقيق وإن أخطأت تُب سريعًا وحينئذ يوفى كل عهوده لك.
27 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ لأَنَّنِي بِحَسَبِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ». 28 وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الرَّبِّ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَمْ يَأْكُلْ خُبْزًا وَلَمْ يَشْرَبْ مَاءً. فَكَتَبَ عَلَى اللَّوْحَيْنِ كَلِمَاتِ الْعَهْدِ الْكَلِمَاتِ الْعَشَرَ.
ع27:
طلب الله من موسى أن يكتب الشرائع التي قالها له في كتاب حتى يعلمها للشعب ولا ينساها ويلتزموا بها فيحفظوا عهد الله وينالوا بركاته.
ع28:
قضى موسى أربعين نهارًا وأربعين ليلة مع الله صائمًا لم يأكل ولم يشرب أثناءها وكان ذلك بمعونة وقوة إلهية، وهذه هي المرة الثانية لصوم موسى أربعين يومًا وأربعين ليلة، فالأولى كانت عند استلام اللوحين للمرة الأولى (خر 24: 18) وصام إيليا مثلها (1 مل19: 18) ثم المسيح (مت4: 2). وهذا الصوم معجزة تفوق قدرات البشر وتمت بقوة الله.وقد قضى موسى هذه الفترة يصلى من أجل هارون وكل الشعب وقد يكون الله أكد عليه بعض الوصايا والشرائع التي ذكرت سابقًا (خر 21-24) ورسم الخيمة وإقامتها (خر 25-31)، وفى نهايتها أمره الله أن يكتب على اللوحين اللذين صنعهما موسى الوصايا العشر.
يلاحظ هنا أن اللوحين في المرة الثانية صنعهما موسى وليس الله، تأديبًا له لأنه غضب وفى حمو غضبه كسر اللوحين الأولين اللذين صنعهما الله بنفسه ثم كتب الله على اللوحين بأصبعه الوصايا العشر.
† لا تخشَ صعوبة الوصية أو الممارسات الروحية من صلوات وأصوام، لأن الله سيعطيك معونة حتى تتممها وتتمتع خلالها بعشرة الله.
29 وكان لما نَزَلَ مُوسَى مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ وَلَوْحَا الشَّهَادَةِ فِي يد موسى عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْجَبَلِ أن موسى لَمْ يَعْلَمُ أَنَّ جِلْدَ وَجْهِهِ صَارَ يَلْمَعُ في كلامه مَعَهُ. 30 فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ. 31 فَدَعَاهُمْ مُوسَى. فَرَجَعَ إِلَيْهِ هَارُونُ وَجَمِيعُ الرُّؤَسَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ. فَكَلَّمَهُمْ مُوسَى. 32 وَبَعْدَ ذَلِكَ اقْتَرَبَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَوْصَاهُمْ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ. 33 وَلَمَّا فَرَغَ مُوسَى مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُمْ جَعَلَ عَلَى وَجْهِهِ بُرْقُعًا. 34 وَكَانَ مُوسَى عِنْدَ دُخُولِهِ أَمَامَ الرَّبِّ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ يَنْزِعُ الْبُرْقُعَ حَتَّى يَخْرُجَ. ثُمَّ يَخْرُجُ وَيُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا يُوصَى. 35 فَإِذَا رَأَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَجْهَ مُوسَى أَنَّ جِلْدَهُ يَلْمَعُ كَانَ مُوسَى يَرُدُّ الْبُرْقُعَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى يَدْخُلَ لِيَتَكَلَّمَ مَعَهُ.
ع29:
بعد استلام موسى لوحى الشريعة للمرة الثانية من الله، أعطاه نعمة وهي أن يلمع وجهه بلمعان عظيم إعلانًا لبره وقداسته فيخضع له الشعب ويطيعوا كلام الله على لسانه. كما يزين الله أولاده في كل جيل بالفضائل التي لا يرونها هم لأجل اتضاعهم ولكن يلاحظها الناس فيهم بكل وضوح.† الله مستعد أن يعطيك نعمة خاصة حتى يهابك ويحترمك الآخرون فتظهر لهم كلام الله. لذلك كن حريصًا في كلامك وتذكر أنك صوت الله لمن حولك فلا تخرج كلمة رديئة من فمك.
ع30:
نزل موسى من الجبل وذهب لملاقاة الشعب بقيادة هارون وكانوا في هذه المرة ينتظرونه باهتمام، ففوجئوا بلمعان وجهه وخافوا جدًا وشعروا بمخافة الله عند اقترابه إليهم مما جعلهم يتباعدون أكثر وأكثر عن خطاياهم.
ع31، 32: اقترب موسى من هارون ورؤساء الشعب وهم في خوف عظيم من لمعان وجهه فكلمهم بكل ما أمرهم به الله، ثم اقترب من الشعب الذين خافوا هم أيضًا من بهاء وجهه ولعلهم نظروا إلى الأرض باتضاع لأنهم لا يحتملون رؤية لمعان وجهه فحدثهم أيضًا عن أوامر الله.
ع33، 34: لم يكن موسى يعلم أن وجهه يلمع ولكن أخبره الشعب بذلك بل أعلنوا عدم احتمالهم رؤية لمعان وجهه وطلبوا منه أن يغطيه، فإشفاقًا عليهم وضع برقعًا أو نقابًا على وجهه عندما كان يقترب إليهم ويعلمهم. وعندما كان يتركهم ويدخل إلى خيمة الاجتماع ليكلم الله، يرفع البرقع عن وجهه.
وهناك رأي آخر في تفسير هذا الجزء بأن موسى إلى جانب رفعه البرقع في حديثه مع الله في الخيمة كان يظل رافعًا البرقع عند تعليمه الشعب ليشعروا بمخافة الله ثم يرده إلى وجهه في كلامه العادي مع الشعب.
وقد حدثا بولس الرسول عن هذا البرقع في (2 كو3: 7-18) ليظهر أن معرفة الله كانت لا تزال غامضة في الناموس ولكن في العهد الجديد ظهرت بوضوح.
† إن البرقع يرمز لضعفك وعدم قدرتك أن ترى أعمال الله ومجده وكلما عشت حياة التوبة تستطيع أن تسمع صوت الله وترى أعماله في كل الأحداث المحيطة بك وتستطيع أن تفهم كلامه في الكتاب المقدس. أطلب معونته باتضاع فيرفع عنك كل حاجز يعطلك عن الإحساس به وفهمه.
← تفاسير أصحاحات الخروج: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير الخروج 35 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير الخروج 33 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/exodus/chapter-34.html
تقصير الرابط:
tak.la/rq2854r