ورد اسم التين مرارًا عديدة في الكتاب المقدس وهو شجر مشهور في فلسطين وسورية وثمره أجاصي الشكل وقد تعلو شجرة التين عن الأرض من عشرة أقدام إلى عشرين قدمًا وتتفرع أغصانها إلى أنحاء مختلفة وتنتج التينة ثمرًا طيبًا (قض 9 : 11) وشجر التين الجديد لا يثمر ما لم يفلح (لو 13 : 6 - 9؛ أم 27 : 18) وكان القدماء يعتبرون جلوس كل إنسان تحت تينته من دلائل السلام والفلاح (1 مل 4 : 25؛ 2 مل 18: 31؛ اش 36: 16؛ مي 4: 4؛ زك 3: 10؛ يو 1: 48) ومن خواص التين الغريبة ظهور ثمره قبل أوراقه فإذا ظهرت الأوراق ولم يظهر الثمر لا يؤمل أثمارها في تلك السنة (مت 21 : 19) وأوراق التين في فلسطين من أكبر الأدلة على اقتراب الصيف (نش 2 : 13؛ مت 24 : 32؛ لو 21 : 29، 30). وكانت محاصيل التين مهمة فيما سلف فإذا نقص حمله أو إصابته آفة عدّ ذلك ضربة عظيمة على البلاد (ار 5 : 17؛ 8 : 13؛ يؤ 1 : 7، 12؛ حب 3 : 17).
التين الباكوري (نش 2: 13) وينضج في حزيران (يونيو) وهو جميل ولذيذ جدًا (ار 24 : 2) وقد شبه النبي هوشع علائق الرب مع بني إسرائيل بهذا النوع اذ يقول "رأيت أباكم كباكورة على التينة في أولها" (هو 9 : 10) والتين إذا نضج يسقط حالًا من مجرد هز أشجاره، ومن ذلك اتخذ النبي إشارته إلى نينوى حيث يقول "جميع قلاعك أشجار تين بالبواكير إذا انهرت تسقط في فم الآكل" (نا 3 : 12).
التين الصيفي ويظهر في أواخر حزيران (يونيو) أي بعد نضوج النوع السابق ويتم نضجه في آب وأيلول فوجًا بعد فوج أثناء ذلك يجمع ويوضع في الشمس إلى أن ييبس ثم يحفظ للشتاء.
التين الشتوي قد يبقى على الأشجار بعض التينات إلى فصل الشتاء وأحيانًا إلى الربيع إلا أن بعض أنواعه لا تنضج أثماره إلا في أواخر الخريف وأوائل الشتاء فيعرف بالشتوي.
وأما القول بأنه لم يكن وقت التين.. إلخ. (مر 11 : 13، 21) فالمراد وقت جمع التين الاعتيادي لا وقت ظهوره ومقاربة نضجه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). فقد وجد المؤلف شجرة تين عند عيون موسى قرب آخر نيسان وكانت أثمارها تكاد تنضج . وفي بعض الظروف قد ينضج قليل من الثمر في الوقت الذي طلب فيه المسيح ثمرًا ولم يجده ويظهر من القصة أن المخلص لم يقطع بوجود ثمر صالح للأكل إذ يُقال في انجيل مرقس "فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئًا" فان قوله يدل على الشك بوجود شيءٍ يسد به جوعه غير أنه لما أتى إلى الشجرة وجدها حاملة ورقًا فقط فلعنها ليس لان ثمرها لم ينضج في غير أوانه، بل لأنها عقيمة ليس عليها شيء من الثمر لا ناضج ولا غير ناضج ويقصد السيد المسيح بذلك الأمة اليهودية.
وكان التين ييّبس ويذخر مؤونة منذ القديم إلى الآن (1 أخبار 12 : 40) فقد جاء عن أبيجايل أنها لاقت داود بمئتيّ قُرص من التين (1 صم 25 : 18) وقد يستعمل علاجًا أيضًا فان إشعياء عالج دمل (دبل) حزقيا بوضع قرص التين عليه وهكذا نجّاه من خطر الموت (2 مل 20 : 7؛ اش 38 : 21).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zr4np76