"قلة الطعام" أما بسبب انقطاع المطر وذبول المحصولات، أو منع دخول الطعام إلى مدينة محاصرة. وقد أخبر مرارًا في الكتاب المقدس بجوع في مصر وفلسطين وبلاد العرب سببه في الأولى عدم فيضان النيل، وفي الثانية عدم سقوط المطر وفي الأخيرة إتيان الجراد. وكان من جملة أنواع قصاص الله لأجل الخطايا وكان الأنبياء يتنبأون عنه وجاء في (تكوين 12: 10) أن جوعًا ألزم ابراهيم أن يترك كنعان ويتغرب في مصر كما تغرب اسحق في فلسطين (تك 26: 1) وفي أيام حكم يوسف حدث جوع شديد في مصر دام سنين وعم البلاد المجاورة (تك 41-46).
وحدث جوع في أيام القضاة جعل أليمالك يتغرب في موآب (را 1: 1) وفي حكم داود (2 صم 21: 1) وفي أيام إيليا واخاب حدث جوع شديد (1 مل 17، 18) وفي أيام أليشع حدث جوع أشد في السامرة لسبب الحصار (2 مل 4: 38؛ 6: 24، 25) فيه أكل الشعب لحم الحمير وزبل الحمام (2 مل 8: 1). وقد حدث جوع بسبب حصار أورشليم حصار أورشليم على يد نبوخذنصر (2 مل 25: 1-3؛ ار 52: 4-6).
وفي حكم كلوديوس عام 41-54 ميلادية حدث الجوع في مدة متعاقبة عم اليهودية واليونان وإيطاليا (أع 11: 28) كما يكتب عن هذا الجوع يوسيفوس وتاسيتوس.
(1) الأسباب الطبيعية:
لم يكن حدوث المجاعات في العصور الغابرة أمرًا نادرًا، وبخاصة في البلاد التي تعتمد على إنتاجها فحسب. وكانت المجاعات تحدث إما نتيجة النقص في كميات المطر، أو بسبب عواصف البرد المدمرة (خر 9: 23، 31-32)، أو بسبب هجوم جحافل الجراد، أو غيره من الحشرات التي تقضي على الزرع (خر 10: 15؛ يوئيل 1: 4) أو بسبب هجوم الأعداء (تث 28: 51)، وقد يتسبب حصار مدينة في زمن الحرب في حدوث مجاعة بها (2 مل 6: 25). وكانت الأوبئة تتفشى في أعقاب المجاعة فتعظم البلية.
(2) المجاعات المذكورة في الكتاب:
حدثت مجاعة في أيام إبراهيم [(تك 12: 10) إلخ.] وفي زمن اسحق (تك 26: 10). وحدثت مجاعة سبع سنوات عمت بلاد كنعان وأرض مصر في زمن يوسف عقب سني الشبع (تك 41: 54، 56؛ 42: 1)، وفي زمن القضاة (راعوث 1: 1)، ولمدة ثلاث سنوات في أيام داود الملك (2 صم 21: 1)، وحدثت مجاعة في زمن إيليا النبي وأخآب الملك (1 مل 17: 1؛ 18: 2)، وفي زمن أليشع (2 مل 4 : 38)، وفي حصار السامرة (2 مل 6: 25)،وسبع ستي الجوع تنبأ عنها أليشع (2 مل 8: 1)، وفي أيام صدقيا في أورشليم عندما حاصرها نبوخذنصر ملك بابل (2 مل 25: 3؛ إرميا 52: 6؛ مع 14: 1)، وقد أشار سفر المراثي إلي شدتها (مراثي 5: 10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). كما يشار إلي حدوث جوع بعد العودة من السبي (نح 5: 3). كما حدثت مجاعة في أورشليم عندما حاصرها أنطيوكس أوباتور (1 مك 6: 54). وبعد موت يهوذا المكابي (1 مك 9: 24)، وعندما حاصرها سمعان (1 مك 13: 49)، وفي زمن كلوديوس قيصر (أع 11: 28) الذي حدثت في عهده عدة مجاعات كانت إحداها في 45 م. وقد اشتد أمرها في فلسطين. وفي حصار تيطس للمدينة حدثت مجاعة رهيبة. ومن علامات انقضاء الدهر التي ذكرها الرب، حدوث مجاعات وأوبئة (مت 24: 7؛ مرقس 13: 8).
(3) علاقة الله بالمجاعات:
كثيرا ما يذكر أن المجاعات حدثت عقابا من الله، وكثيرًا ما حذر الله الشعب من حدوثها عقابًا لهم (لا 26: 19، 20؛ تث 28: 49-51؛ 2 مل 8: 1؛ مز 105: 16؛ إش 14: 30؛ 51: 19؛ إرميا 14: 12، 15؛ 18: 21؛ حزقيال 5: 16...؛ عاموس 8: 11).
والرب يحفظ أولاده الأتقياء في زمن الجوع، " في الجوع يفديك من الموت" (أيوب 5: 20، 22)، "لينجي من الموت أنفسهم وليستحييهم في الجوع" (مز 33: 19). " وفي أيام الجوع يشبعون" (مز 37: 19). وكل هذا دليل على قدرة الله وعنايته بأولاده.
(4) المجاعة كمجاز:
يستخدم عاموس كلمة "الجوع" للتعبير عن انقطاع اتصال الله بالشعب عقابا لهم، فيقول إن الرب "سيرسل جوعًا في الأرض لا جوعًا للخبز... بل لاستماع كلمات الرب" (عاموس 8: 11؛ انظر 1 صم 3: 1؛ 28: 6؛ 2 أ خ 15: 3؛ حز 7: 26؛ ميخا 3: 6).
* انظر أيضًا: الفول.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/fvrxmg7