كانت الخمر تصنع من العنب، فكانوا يجمعون العناقيد في سلال (إرمياء 6: 9) ثم يحملونها إلى المعصرة ويلقونها هناك. وكانت المعصرة مركبة من دنّ قليل العمق مبني على الأرض أو منقور في الصخر (اش 5: 2) ، ويتصل بثقوب في أسفله بدنّ آخر، منقور في الصخر أيضًا. وكان العنب يُسحق بطريق الدوس بالأقدام (نحميا 13: 15؛ أيوب 24: 11)، وكانوا يستخدمون رجلًا أو أكثر حسب حجم الدن. وكان الائسون -في مصر وربما في فلسطين أيضًا- يمسكون بحبال معلقة حتى لا يسقطوا، ويغنون أثناء عملهم على وتيرة واحدة كنوع من التسلية والترفيه أثناء العمل (اش 16: 10؛ ارميا 25: 30؛ 48: 33) وحولهم وثيابهم (اش 63: 1-3). ومن الدنّ الأعلى ينساب العصير إلى الدنّ vessel الأسفل، ويوضح بعد ذلك في أزقة أو قنينات من الجلد (أيوب 32: 19؛ متى 9: 17) أو في أوعية كبيرة من الفخار، حيث يترك طويلًا ليختمر. وبعد الاختمار تنقل إلى أوعية أخرى (ارمياء 48: 11، 12).
وكان عصير العنب يُستمل بعد عصره بطرق مختلفة: كشراب فاكهة غير مختمر، أو كخمر بعد التخمير، أو كخل بعد زيادة تخميره. ولعلهم كانوا في الزمن القديم -كما في الوقت الحاضر- يصنعون من العصير شرابًا حلوًا بعد غليه.
وقد ذُكرت الخمر مع الحنطة والزيت كعطية عظمى للإنسان، وكانت في كل بيت يقدمونها للضيوف لَا سِيَّمَا في الأعياد (تك 14: 18؛ يو 2: 3). غير أن اليهود، وسائر الأمم، كما وبخهم أيضًا العهد الجديد (ام 20: 1؛ 23: 29-35؛ اش 5: 22؛ 28: 1-7؛ 56: 12؛ هوشع 4: 11). وفي الطقس الموسوي كانت السكيب من خمر مع المحرقة اليومية (خر 29: 40) وعند تقديم الباكورات (لا 23: 13) وعند تقديم بقية الذبائح (عدد 15: 5). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكان يدفع العشر منه (تث 18: 4) ولم يكن يُسمح للنذير بأن يشرب منه مدة نذره (عدد 6: 3) ولذلك لم يكن يسمح للكاهن بأن يشرب منه عند دخوله لخدمة المقداس (لا 10: 9) ولم يكن لائقًا للقضاة أن يشربوا منه عند جلوسهم في مجالس القضاة. (أمثال 31: 4، 17؛ 23: 20، 21، 29-35). وقد اتخذت في العهد القديم احتياطات كثيرة لوقاية الناس من الإفراط في شربها، كمزجها بالماء. ويذكر الكتاب أنهم كانوا يعينون رئيسًا للوليمة ويعتق للوليمة ويعتقد أنه كان يعين لهذا الغرض (يو 2: 9، 10). وقد نهى الكتاب عن السكر بالخمر، وعلّم أن السُّكر بها خطيئة (1 صم 1: 14-16؛ اش 5: 11-17؛ 1 كو 5: 11؛ 6: 10؛ غلا 5: 21؛ افسس 5: 18؛ 1بط 4: 3). والخمر الممزوجة (امثال 9: 2) والشراب الممزوج ليسا خمرًا ممزوجة بماء لتخفيفها بل يشيران إلى مزيج الخمر بأنواع من العقاقير والتوابل التي تجعل طعمها يلذ بأنواع من العقاقير والتوابل التي تجعل طعمها يلذ شاربيها، وتجعل لونها شائقًا.
* انظر أيضًا: سؤال عن قول قليل من الخمر يصلح المعدة، خزائن الخمر، الخمير، المسطار، المُسْكِر، الجرة، سلاف، شريب الخمر، خمار، الصحو.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qws94s7