← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40
آية (1):- "ثُمَّ وَصَلَ إِلَى دَرْبَةَ وَلِسْتَرَةَ، وَإِذَا تِلْمِيذٌ كَانَ هُنَاكَ اسْمُهُ تِيمُوثَاوُسُ، ابْنُ امْرَأَةٍ يَهُودِيَّةٍ مُؤْمِنَةٍ وَلكِنَّ أَبَاهُ يُونَانِيٌّ،"
واضح من قوله تلميذ أن تيموثاوس سبق وآمن واعتمد في الإرسالية الأولى خلال رحلة بولس الرسول الأولى.
آية (2): "وَكَانَ مَشْهُودًا لَهُ مِنَ الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِي لِسْتَرَةَ وَإِيقُونِيَةَ."
آية (3):- "فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هذَا مَعَهُ، فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَبَاهُ أَنَّهُ يُونَانِيٌّ."
الرسول بولس يتصرف بحكمة من أجل اليهود، فتيموثاوس سيخدم وسطهم، وهم يعتبرون أن غير المختون من اليهود هو كافر خصوصًا أن أم تيموثاوس يهودية. ولنلاحظ أن مجمع أورشليم قد أعفى الأمم من الختان أمّا اليهود فلهم وضع خاص، فليختتنوا لأنهم تعودوا على ذلك وليفهموا بالتدريج. ولنلاحظ أن بولس لم يختنه لاعتقاده أن هذا لازم للخلاص كما يفكر المتهودين بل لأنه أراد أن يكون لليهود كيهودي ليكسب على كل حال قومًا. وبنفس الفكر لم يختن تلميذه تيطس فأبواه كليهما أمميان وكان سيخدم الأمم.
آية (4):- "وَإِذْ كَانُوا يَجْتَازُونَ فِي الْمُدُنِ كَانُوا يُسَلِّمُونَهُمُ الْقَضَايَا الَّتِي حَكَمَ بِهَا الرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَحْفَظُوهَا."
القضايا= هي قرارات مجمع أورشليم.
آية (5): "فَكَانَتِ الْكَنَائِسُ تَتَشَدَّدُ فِي الإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي الْعَدَدِ كُلَّ يَوْمٍ."
آية (6):- "وَبَعْدَ مَا اجْتَازُوا فِي فِرِيجِيَّةَ وَكُورَةِ غَلاَطِيَّةَ، مَنَعَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي أَسِيَّا."
هنا نرى الروح القدس الذي يقود الكنيسة ويتدخل في توجيه مسيرة التبشير. اجتازا في فريجية = غربًا وكورة غلاطية= شرقًا. ومنعهم الروح أن يتكلموا بالكلمة في أسيا= (اتجاه أفسس في الجنوب الغربي).
آية (7):- "فَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مِيسِيَّا حَاوَلُوا أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى بِثِينِيَّةَ، فَلَمْ يَدَعْهُمُ الرُّوحُ."
مرة أخرى الروح يتدخل لتوجيه المسيرة.
آية (8): "فَمَرُّوا عَلَى مِيسِيَّا وَانْحَدَرُوا إِلَى تَرُوَاسَ."
آية (9):- "وَظَهَرَتْ لِبُولُسَ رُؤْيَا فِي اللَّيْلِ: رَجُلٌ مَكِدُونِيٌّ قَائِمٌ يَطْلُبُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «اعْبُرْ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ وَأَعِنَّا!»."
هنا يتضح لماذا منعهم الروح فهو يريدهم أن يتوجهوا إلى مقدونيا.وهنا نرى غالبًا ملاك في صورة رجل مكدونى. أعنا= ضد الشيطان والوثنيين والجهل والخطية. وكان ظهور رجل يطلب معونة حتى لا يهلك من المؤكد أنه سيحرك قلب بولس ويذهب. الروح القدس سمح بوجود موانع في طريقهم الأول ثم يقنعهم بهذه الرؤيا فهو لا يحرك أدوات صماء، بل يقنعهم [أقنعتني يا رب فاقتنعت (ار 7:20)].
آية (10):- "فَلَمَّا رَأَى الرُّؤْيَا لِلْوَقْتِ طَلَبْنَا أَنْ نَخْرُجَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ، مُتَحَقِّقِينَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَانَا لِنُبَشِّرَهُمْ."
طلبنا= لأول مرة يستخدم الكاتب ضمير الكاتب المتكلم، فمن هنا نرى أن بولس اصطحب معهُ لوقا. ولكن لوقا لا يذكر اسمه أبدًا ولا خدماته التي يقدمها ولكن بولس يذكره بكل إعجاب (كو 14:4+2تى 11:4+2كو 18:8).
آية (11):- "فَأَقْلَعْنَا مِنْ تَرُوَاسَ وَتَوَجَّهْنَا بِالاسْتِقَامَةِ إِلَى سَامُوثْرَاكِي، وَفِي الْغَدِ إِلَى نِيَابُولِيسَ."
ترواس= ميناء. ساموثراكى= جزيرة متاخمة للشاطئ. نيابولبس= ميناء.
آيات (12-13):- "وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى فِيلِبِّي، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ مَدِينَةٍ مِنْ مُقَاطَعَةِ مَكِدُونِيَّةَ، وَهِيَ كُولُونِيَّةُ. فَأَقَمْنَا فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ أَيَّامًا. وَفِي يَوْمِ السَّبْتِ خَرَجْنَا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عِنْدَ نَهْرٍ، حَيْثُ جَرَتِ الْعَادَةُ أَنْ تَكُونَ صَلاَةٌ، فَجَلَسْنَا وَكُنَّا نُكَلِّمُ النِّسَاءَ اللَّوَاتِي اجْتَمَعْنَ."
فيلبى= هي كبرى مدن مقاطعة مكدونية. ومقاطعة مكدونية مقاطعة كبرى في بلاد اليونان. وقد صيرَّها بولس الرسول محطًا وممرًا في رحلاته من فيلبى إلى تسالونيكي ثم إلى بيرية ذهابًا وإيابًا = أول مدينة = (1) أكبر مدينة (2) أول مدينة يدخلها الإيمان. كولونية = تعني أن فيلبى كانت تحت الرعاية الرومانية مباشرة وأن للمواطنين فيها حقوق وامتيازات رومانية كأن لا يُجلدون قط ولا يقبض عليهم إلاّ تحت اشتراطات خاصة. ولهم الحق في رفع شكواهم من تحت تحقيق الحكام المحليين إلى الإمبراطور نفسه. وقوانينها هي قوانين روما نفسها أي أن فيلبى كانت روما مصغرة. وسبب كل هذا الشرف أن أغسطس قيصر انتصر فيها بجيوشه على أعدائه. ولم يكن فيها مجمع لليهود كمبنى للعبادة ربما لقلة عددهم ولكن لهم مكان للصلاة (مصلى بجانب النهر ليسهل فيه الاغتسال) وربما لرفض أهالي فيلبى إقامة مجمع لليهود داخل أسوار المدينة. ولقد اعتادت النسوة الاجتماع في هذا المكان أكثر من الرجال.
آية (14):- "فَكَانَتْ تَسْمَعُ امْرَأَةٌ اسْمُهَا لِيدِيَّةُ، بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ مِنْ مَدِينَةِ ثَيَاتِيرَا، مُتَعَبِّدَةٌ للهِ، فَفَتَحَ الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ."
ثياتيرا= في أسيا الصغرى. وهناك علاقة تجارية بين ثياتيرا وفيلبى قائمة على شهرة ثياتيرا في إنتاج الأصباغ. فتح الرب قلبها = الرب يحاول إقناع الكل، فلا أحد يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس (1كو12: 3). لكن هذه تعني قبولها لدعوة الله.
آية (15):- "فَلَمَّا اعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا طَلَبَتْ قَائِلَةً: «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ، فَادْخُلُوا بَيْتِي وَأمْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا. "
آية (16-18):- "وَحَدَثَ بَيْنَمَا كُنَّا ذَاهِبِينَ إِلَى الصَّلاَةِ، أَنَّ جَارِيَةً بِهَا رُوحُ عِرَافَةٍ اسْتَقْبَلَتْنَا. وَكَانَتْ تُكْسِبُ مَوَالِيَهَا مَكْسَبًا كَثِيرًا بِعِرَافَتِهَا. هذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ». وَكَانَتْ تَفْعَلُ هذَا أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَضَجِرَ بُولُسُ وَالْتَفَتَ إِلَى الرُّوحِ وَقَالَ: «أَنَا آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا!». فَخَرَجَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ."
كانت العادة أن يستخدم عدو الخير اليهود ومجامع اليهود في الثورة والهياج على بولس. وهنا لا يوجد مجمع، فنجد عدو الخير يستخدم امرأة بها روح شرير لإثارة المشاكل. وهي كانت تشوش على الوعظ والخدمة بصراخها. وبولس ضجر من محاولاتها فهو خاف أن يختلط في أذهان الناس أن المسيحية التي يبشر بها لها علاقة بالعرافة الشيطانية، أو هو خاف أن يظن الناس أن المسيحية هي نوع من العرافة الشيطانية. ونلاحظ أن الشيطان هو الذي حرك الجارية لتصرخ بالإيمان ليضلل السامعين، وهكذا يفعل الشيطان أحيانًا بأن يخفى خبثه تحت ستار الدين. فهي الآن تشهد لبولس وللمسيحية حتى يثق الناس فيها وبعد قليل تبدأ في تضليلهم والهجوم على المسيحية فيحدث تشويش ويتشكك الناس.
آية (17):- "هذِهِ اتَّبَعَتْ بُولُسَ وَإِيَّانَا وَصَرَخَتْ قَائِلَةً: «هؤُلاَءِ النَّاسُ هُمْ عَبِيدُ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِينَ يُنَادُونَ لَكُمْ بِطَرِيقِ الْخَلاَصِ»".
وإيانا = نجد هذه هي آخر آية بضمير المتكلم، وذلك ربما لأن لوقا كان له مهمة في مكان آخر أو هو تخلف في فيلبى ليكمل الرسالة وغادرها بولس وسيلا. ولكن يعود ضمير المتكلم في (أع 5:20).
آيات (19-24):- "فَلَمَّا رَأَى مَوَالِيهَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ رَجَاءُ مَكْسَبِهِمْ، أَمْسَكُوا بُولُسَ وَسِيلاَ وَجَرُّوهُمَا إِلَى السُّوقِ إِلَى الْحُكَّامِ. وَإِذْ أَتَوْا بِهِمَا إِلَى الْوُلاَةِ، قَالُوا: «هذَانِ الرَّجُلاَنِ يُبَلْبِلاَنِ مَدِينَتَنَا، وَهُمَا يَهُودِيَّانِ، وَيُنَادِيَانِ بِعَوَائِدَ لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا وَلاَ نَعْمَلَ بِهَا، إِذْ نَحْنُ رُومَانِيُّونَ». فَقَامَ الْجَمْعُ مَعًا عَلَيْهِمَا، وَمَزَّقَ الْوُلاَةُ ثِيَابَهُمَا وَأَمَرُوا أَنْ يُضْرَبَا بِالْعِصِيِّ. فَوَضَعُوا عَلَيْهِمَا ضَرَبَاتٍ كَثِيرَةً وَأَلْقُوهُمَا فِي السِّجْنِ، وَأَوْصَوْا حَافِظَ السِّجْنِ أَنْ يَحْرُسَهُمَا بِضَبْطٍ. وَهُوَ إِذْ أَخَذَ وَصِيَّةً مِثْلَ هذِهِ، أَلْقَاهُمَا فِي السِّجْنِ الدَّاخِلِيِّ، وَضَبَطَ أَرْجُلَهُمَا فِي الْمِقْطَرَةِ."
هَيَّجَ عدو الخير أصحاب الجارية التي خرج منها الروح النجس فثاروا ضد بولس إذ خسروا مصالحهم الشخصية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). عدو الخير يستخدم كل الطرق ضد الكرازة. السجن الداخلي= مكان المجرمون الخطيرون وهو مظلم وبه قاذورات.
آية (25):- "وَنَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ كَانَ بُولُسُ وَسِيلاَ يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا."
عجيب بولس الذي نسى آلامه المبرحة وأخذ يسبح الله فهو يعتبر الآلام شركة حب مع المسيح المتألم. والمسيح لا يترك خادمه المتألم في شدته، بل هو يُعَزّيه وَيُحَوِّل حزنه إلى فرح (يو16: 22)، "فإن كانت شماله تحت رأسى فيمينه تعانقنى" (نش2:6) ولكن لنلاحظ أن الأجسام كانت مقيدة أمّا النفوس فمحررة، هما كانا بالجسد في السجن ولكن أرواحهما كانت في السماء.
آية (26):- "فَحَدَثَ بَغْتَةً زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ السِّجْنِ، فَانْفَتَحَتْ فِي الْحَالِ الأَبْوَابُ كُلُّهَا، وَانْفَكَّتْ قُيُودُ الْجَمِيعِ."
الاستجابة السمائية لبولس الرسول العظيم. والزلزلة هي تعبير عن تواجد الملائكة الذين فتحوا أبواب السجن، وكانت الزلزلة لازمة لتلفت النظر لغضب السماء على الظلم الذي وقع على الرسولين بلا مبرر، السماء تعلن حقيقة الرسولين، وكان هناك فائدة أخرى هي إيمان حافظ السجن بسبب هؤلاء الذين يقبلون الآلام بفرح وحياتهم متحررة من كل شر، بل السماء تشهد لهم وتحررهم وتزلزل المدينة لأجلهم، وهم في محبة لكل إنسان.
آية (27):- "وَلَمَّا اسْتَيْقَظَ حَافِظُ السِّجْنِ، وَرَأَى أَبْوَابَ السِّجْنِ مَفْتُوحَةً، اسْتَلَّ سَيْفَهُ وَكَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ، ظَانًّا أَنَّ الْمَسْجُونِينَ قَدْ هَرَبُوا."
كان من تقليد الشرف الروماني أن السجان الذي يخفق في ضبط سجينه أن لا ينتظر التحقيق والعقوبة بل يقضى بنفسه على نفسه. وعمومًا لم يكن بديل من حكم الموت لمن يهرب منه سجين. ونلاحظ أن من بداخل السجن في ظلام يستطيع أن يرى من في الخارج لذلك رأى بولس السجان وهو يوشك أن ينتحر. بينما من في الخارج لا يرى من في الداخل بسبب الظلمة في الداخل لذلك لم يرى السجان بولس ومن معه فظن أنهما هربا.
الآيات (28-29):- "فَنَادَى بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا:«لاَ تَفْعَلْ بِنَفْسِكَ شَيْئًا رَدِيًّا! لأَنَّ جَمِيعَنَا ههُنَا!». فَطَلَبَ ضَوْءًا وَانْدَفَعَ إِلَى دَاخِل، وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ".
آية (30):- "ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟»"
يا سيديً = بولس وسيلا في نظره لم يعودا مساجين، بل لقد ارتفعا لدرجة السادة. وربما سمع هذا السجان عن الدين الجديد والخلاص الذي يبشر به بولس الرسول ولكنه لم يصدق ولم يؤمن. ولكن بعد الزلزلة وما حدث طلب خلاصه الشخصي.
آية (31):- "فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ»."
آمن بالرب يسوع.. فتخلص = يعتمد الإخوة البروتستانت على هذه الآية لإثبات أن الإيمان وحده هو كافي للخلاص دون أي عمل أو جهد. وهنا ليس مجال الرد على ذلك (راجع كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسى لقداسة البابا شنودة) ولكن الرد البسيط، هل كان الوقت مناسبًا لمثل هذا السجان الذي يطلب خلاص نفسه أن يقول له بولس لكي تخلص ينبغي أن تؤمن ثم لا تكف عن الصلاة "صلوا بلا انقطاع" (1 تس 5: 17) وتقمع جسدك وتستعبده حتى لا تصير مرفوضًا (1كو9: 27). وتميت أعضاءك التي هي على الأرض (كو 5:3) وتعيش لتفكر في السماويات فقط وتطلب ما هو فوق ولا تهتم بأي شيء على الأرض (كو3:1) وتتعلم المحبة ومواصفاتها كالتالي (1كو13). وعليك أن تقبل الظلم وأن يسلبك الناس ولا تحاكمهم أمام المحاكم (1كو 6:6، 7.. وَ.. وَ.. وَ..). هل كان هذا السجان الوثني سيتحمل كل هذه التعاليم أم يؤثر طريق السلامة ويترك المسيحية. لكننا نفهم من قول بولس الرسول أن الإيمان هو المدخل وبعد ذلك يأتي كل ما يعلمه لنا الكتاب المقدس تدريجيًا. بدليل أننا نجد في آية (33) أن بولس عمّد السجان وأهل بيته، فإذا كان الإيمان لوحده يكفى فلماذا عمدّهم؟! وإذا تمسكنا بالحرف فالآية لا تفيد البروتستانت فيما يريدون لأن بولس يقول تخلص أنت وأهل بيتك فهل إيمان الشخص يفيد أهل بيته؟! طبعًا المقصود إيمانك هو الخطوة الأولى وسيأتي بعدها خطوات على طريق الخلاص.
آية (32): "وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ."
آية (33):- "فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ، وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ."
وغسلهما.. واعتمد= السجان غسَّل بولس من جراحاته الجسدية وبولس غسَّل السجان من جراحاته الروحية.
آية (34): "وَلَمَّا أَصْعَدَهُمَا إِلَى بَيْتِهِ قَدَّمَ لَهُمَا مَائِدَةً، وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللهِ."
آية (35):- "وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ أَرْسَلَ الْوُلاَةُ الْجَلاَدِينَ قَائِلِينَ: «أَطْلِقْ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ»."
ربما أتى ملاك وأفزع الولاة ليلًا. وربما عرف الولاة بحقيقة المرأة العرافة فأصدروا أمرًا بالإفراج. وربما ارتعبوا من الزلزلة خاصة حين سمعوا عن فتح أبواب السجن.
آية (36): "فَأَخْبَرَ حَافِظُ السِّجْنِ بُولُسَ بِهذا الكَلاَّمِ أَنَّ الْوُلاَةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا، فَاخْرُجَا الآنَ وَاذْهَبَا بِسَلاَمٍ."
آية (37):- "فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا»."
بولس يعلن أنه روماني حتى لا يعطلونه مرة أخرى عن الكرازة سواء في هذا البلد أو أي بلد روماني آخر، أي أن يراعي الحكام هذه الحقيقة مستقبلًا. فالحكم الذي سيصدر من حاكم روماني سيكون سابقة يستفيد منها باقي الحكام. وبولس اعتمد على أن الحاكم أخطأ إذ ضربهما وهما رومانيان. والضرب كان جهرًا ليذلهما. وحكم عليهما بدون محاكمة. وهذا درس أن يطالب المسيحي بحقوقه دون أن يَكره أحد.
آية (38): "فَأَخْبَرَ الْجَلاَدُونَ الْوُلاَةَ بِهذَا الْكَلاَمِ، فَاخْتَشَوْا لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ."
آية (39):- "فَجَاءُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِمَا وَأَخْرَجُوهُمَا، وَسَأَلُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا مِنَ الْمَدِينَةِ."
سالوهما أن يَخْرجا= لقد أصرّ بولس الرسول أن يأتي له الحكاّم ليطلبوا خروجه وذلك لإعلان أن القانون الروماني لم يجد عيبًا في المسيحية. والحكام وافقوا خوفًا من العقاب لأنهم ضربوا بولس ومزقوا ثيابه وسجنوه وهو روماني الجنسية. ولكن الحكام طلبوا خروج بولس وسيلا لأن حمايتهم من الجماهير الغاضبة ستكون صعبة لذلك طلبوا بأدب خروجهما.
آية (40): "فَخَرَجَا مِنَ السِّجْنِ وَدَخَلاَ عِنْدَ لِيدِيَّةَ، فَأَبْصَرَا الإِخْوَةَ وَعَزَّيَاهُمْ ثُمَّ خَرَجَا."
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 17 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أعمال الرسل 15 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/p2symzz