← اللغة الإنجليزية: Derbe/Dervi/Derveia - اللغة العبرية: דרבי - اللغة اليونانية: Δέρβη/Δέρβεια - اللغة اللاتينية: Derben.
مدينة في القسم الجنوبي من ليكأونية في آسيا الصغرى. ولما رجم بولس في لسترا وطرد هو وبرنابا منها، ذهبا إلى دربة. وهناك بشرا بالمسيح وربحا عددًا كبيرًا من التلاميذ للمسيح (أع 14: 6، 21) ثم مرّ بها بولس في رحلته التبشيرية الثانية وتعرف بتيموثاوس فيها أو في لسترا. وكانت دربة مكان ميلاد غايوس (أع 20: 4) ويعتقد بعض العلماء أنها كانت تقع على تل جودلسين في سهل يبعد مسافة ثلاثة أميال شمالي غربي زوستا وعلى بُعْد خمسة وأربعين ميلًا جنوبي كونية أو أيقونية.
دربة مدينة في أقصى الركن الجنوبي الشرقي من سهل ليكاؤنية. وقد ذكرت مرتين في رحلات الرسول بولس، فقد زارها في رحلتيه التبشيريتيين الأولى والثانية (أع 14: 20؛ 16: 1) كما رافقه في رحلة العودة إلى أورشليم "غايوس الدربي" (أع 20: 4). ومن المرجح أن الرسول بولس قد زارها أو مر بها في رحلته التبشيرية الثالثة (إلى كنائس غلاطية). ويعتقد الآن معظم العلماء أن تلك الكنائس كانت في جنوبي غلاطية، ولابد للمسافر المار خلال بوابات كيليكية إلى جنوبي غلاطية أن يمر بنواحي دربة.
(1) تاريخ المدينة:
ذكرت دربة لأول مرة في الوثائق التاريخية، كمقر لحكم أنتيباتر الذي استضاف شيشرون الخطيب الروماني الشهير والذي كان حاكمًا لكيليكية. فعندما انتقلت مملكة "أمينتاس" (Amyntas) - بموته في عام 25: ق. م. وىلت لأيدي الرومان، أصبحت مقاطعة من مقاطعات الامبراطورية وأطلق عليها اسم "غلاطية"، وكانت تضم "لاراندا" (Laranda) ودربة في أقصى الجنوب الشرقي. وظلت "لاراندا" مدينة تطل على الحدود في مواجهة كبادوكية وكيليكية وسورية عبر بوابات كيليكية. ولكن فيما بين عامي 37 م.، 41 م.، انتقلت "لاراندا" إلى مملكة أنطيوكس، وأصبحت بذلك "دربة" هي مدينة الحدود، أي آخر مدينة -في إقليم روماني- على الطريق الممتدة من جنوبي غلاطية إلى الشرق. وفي دربة كانت تدفع العوائد على التجارة الداخلة إلى المقاطعة. وقد سجل "سترابو" (Strabo) هذه الحقيقة إذ دعا دربة "محطة الجمارك" وقد اكتسبت مدينة دربة أهميتها - وبالتالي استحقت زيارة الرسول بولس لها في رحلته الأولى - بسبب هذه الحقيقة، كما بسبب موقعها على الطريق الرومانية العظيمة التي تمتد من أنطاكية بيسيدية، عاصمة "جنوبي غلاطية" إلى "أيقونية"، و"لاراندا، وهيراقليا سيبسترا إلى بوابات كيليكية. وقد عُثى على طواحين رومانية على طول هذه الطريق، وجدت إحداها على بُعْد خمسة عشر ميلًا في شمالي غربي دربة.
لقد كانت دربة إحدى مدن ليكاؤنية التي حظيت بشرف حمل لقب الامبراطور كلوديوس، فقد حملت عملتها اسم "كلوديو - دربة" حيث نسبت المدينة إلى "كلوديوس قيصر"، ومعنى هذا أنها بلغت درجة كبيرة من الأهمية ومن الازدهار استحقت معها هذا الشرف.
وقد ظلت "دربة" تابعة لإقليم غلاطية حتى نحو 135 م، حين خضعت لحكم ثلاثي من كيليكية وإيسورية وليكاؤنية، وظلت هكذا حتى 295م حين ضمت إلى غقليم إيسورية الناشئ حديثًا. وظل الحال هكذا حتى نحو 372 م. عندما أصبحت ليكاؤنية - ومعها دربة - اقليمًا منفصلًا. وقد وصف استفانوس البيزنطي دربة بأنها حصن إيسورية، نتيجة لوضعها الذي ظل قائمًا من 295 - 372م.
وتمثل عملة دربة صورة هرقل وفورتونا "فكتوري"، مجنحًا، على درع. وقد ذكرت "دربة" عدة مرات في سجلات المجامع الكنيسة، فقد كان أحد أساقفة دربة - وهو دافنوس الدربي - حاضرًا في مجمع القسطنطينية في 381م.
(2) موقع مدينة دربة:
تم تحديد موقع مدينة دربة -على وجه التقريب- على يد المكتشف الأمريكي "ستيريت" (Sterrett). ثم تم تحديده - على وجه الدقة - على يد سير ووليم رامزي (Ramsay) الذي حدد -بعد فحص كل الأطلال المجاورة بدقة- موقع المدينة في "جودلسين" (Gudelsin). وحتى 1911 م لم يكن هناك أي دليل مكتوب يحدد الموقع. إلا أن رأي سير رامزي كان يتفق مع كل الشروط المطلوبة، ولم يكن بعيدًا عن الصواب، فقد كانت دبة تشترك في الحدود الشرقية مع "لارندا". وفي الشمال الشرقي مع "باراتا" (Barata) في "كاراداغ". وكانت تتاخم إقليم إيقونية في الشمال الغربي، وإيسورية في الغرب، وسفوح جبال طوروس في الجنوب. وكانت تشرف على منظر رائع لجبل عظيم يدعى "حاج بابا". ويقول اليونانيون المقيمون في تلك المنطقة، إن هذا الاسم يعد تذكارًا للرسول بولس إذ يقف الجبل صامتًا شاهدًا على رحلات الرسول بولس.
ومعظم البقايا والآثار الموجودة ترجع إلى العصور الرومانية والبيزنطية المتأخرة، ولكن تم العثور على أوان فخارية من عصر مبكر. وهناك نقش في إحدى قرى دربة، يسجل بناء اثنين من المهندسين من لسترة لأحد المباني، وما زال هناك سور حجري يمثل الحدود الفاصلة بين إقليمي دربة وباراتا، قائمًا في مكانه، ولعله يمثل الحدود القديمة لمدينة الحدود في غلاطية.
(3) الرسول بولس في دربة:
نقرأ في سفر أعمال الرسل أن بولس وبرنابا بعد أن طُردا من لسترة، أتيا إلى دربة "فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين" (أع 14: 20، 21)، ولكنهما لم يذهبا إلى ما وراء ذلك، فقد امتدت رحلة الرسول بولس التبشيرية -في ذلك الوقت- إلى الأقاليم ذات الحضارة الرومانية اليونانية فحسب -وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى- ولم يكن في خطته أن يتجاوزها إلى الأقاليم غير الرومانية. ولعل هذا لاقصد يتضح من الإشارة إلى دربة في رحلته التبشيرية الثانية (أع 16: 1)، فقد بدأ الرسول بولس رحلته من أنطاكية واجتاز في سورية وكيليكية يشدد الكنائس (أع 15: 41) ثم وصل إلى "دربة ولسترة" (أع 16: 1). وقد يتبادر إلى الذهن أن الرسول بولس في ذهابه إلى كيليكية إلى دربة، لا بُد قد اجتاز في قسم كبير من إقليم أنطيوكسن ولابد أنه هزار المدن الهامة في هيراقليا - سيبسترا وفي لارندا، ولكن عمله ينتهي بمنطقة كيليكية الرومانية، ليبدأ ثانية بغلاطية الرومانية. وكان مما يميز رحلات بولس التبشيرية في أسيا الصغرى، التركيز في الجهد واستخدام كل الإمكانات المتاحة. ولعل مما يشير إلى نجاح الرسول بولس في دربة -حسب رأي سير رامزي- أنه لم يذكر المدينة ضمن الأماكن التي لاقى فيها اضطهادات وآلام: "واضطهاداتي وآلامي مثل ما أصابني في أنطاكية وإيقونية ولسترة" (2تي 3: 11). وقد كان غايوس الدربي ممن رافقوا الرسول بولس لينقلوا عطايا الكنائس إلى فقراء الكنيسة في أورشليم (أع 20: 4).
* انظر أيضًا: غايوس الدربي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f9r2b9y