← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38
آيات (1، 2):- "وَبَعْدَمَا انْتَهَى الشَّغَبُ، دَعَا بُولُسُ التَّلاَمِيذَ وَوَدَّعَهُمْ، وَخَرَجَ لِيَذْهَبَ إِلَى مَكِدُونِيَّةَ. وَلَمَّا كَانَ قَدِ اجْتَازَ فِي تِلْكَ النَّوَاحِي وَوَعَظَهُمْ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ، جَاءَ إِلَى هَلاَّسَ،"
بعد ما انتهى الشغب الذي حدث من عباد أرطاميس غادر بولس أفسس وذهب لمكدونية (فيلبى أشهر مدنها). ومن هناك كتب رسالة كورنثوس الثانية. وكان عطاء كنيسة فيلبى بكرم (في 14:4-19). هلاّس= أي اليونان وقد يشير الاسم للجزء الواقع بين مكدونية وإخائية إلاّ أنه يشير لبلاد اليونان عمومًا. اجتاز في تلك النواحي= أي في مكدونية.
آية (3):- "فَصَرَفَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ إِذْ حَصَلَتْ مَكِيدَةٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى سُورِيَّةَ، صَارَ رَأْيٌ أَنْ يَرْجعَ عَلَى طَرِيقِ مَكِدُونِيَّةَ."
فصرف 3 أشهر= غالبًا في كورنثوس. ثم إذا حصلت مكيدة= هناك دبرَّ اليهود مؤامرة على بولس:-
1- لسلب الأموال التي معهُ وسيأخذها لمؤمني أورشليم.
2- للانتقام منه فهم لازالوا يذكرون أن غاليون خلَّصه من أيديهم.
والمؤامرة كانت إمّا (1) بقتل بولس وإلقائه في البحر أثناء سير السفينة خصوصًا وأن معظم ركاب السفينة من الحجاج اليهود الذاهبين لأورشليم. (2) إلقاء القبض عليه لمحاكمته في أورشليم ورجمه كمجدف على الناموس. ولما انكشفت المؤامرة فكروا في السفر برًا حتى فيلبى ثم بحرًا إلى شواطئ أسيا الصغرى (ترواس). سوريا= إنطاكية التي يريد الذهاب لها في سوريا.
آية (4): "فَرَافَقَهُ إِلَى أَسِيَّا سُوبَاتَرُسُ الْبِيرِيُّ، وَمِنْ أَهْلِ تَسَالُونِيكِي: أَرَسْتَرْخُسُ وَسَكُونْدُسُ وَغَايُوسُ الدَّرْبِيُّ وَتِيمُوثَاوُسُ. وَمِنْ أَهْلِ أَسِيَّا: تِيخِيكُسُ وَتُرُوفِيمُسُ."
آية (5):- "هؤُلاَءِ سَبَقُوا وَانْتَظَرُونَا فِي تَرُوَاسَ."
إذًا بولس تخلف في فيلبى لبعض الوقت حيث كان لوقا في انتظاره أمّا باقي المجموعة فسبقت إلى ترواس. وهؤلاء كانوا يعملون معهُ ويسندونه في مرضه.
آية (6): "وَأَمَّا نَحْنُ فَسَافَرْنَا فِي الْبَحْرِ بَعْدَ أَيَّامِ الْفَطِيرِ مِنْ فِيلِبِّي، وَوَافَيْنَاهُمْ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ إِلَى تَرُوَاسَ، حَيْثُ صَرَفْنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ."
آية (7):- "وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا، خَاطَبَهُمْ بُولُسُ وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِيَ فِي الْغَدِ، وَأَطَالَ الْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ."
في أول الأسبوع= هو يوم الأحد ليكسروا خبزًا= إذًا نحن أمام قداس يوم الأحد. وكانت الكنيسة تجتمع في مساء السبت ويتناولون العشاء كوليمة محبة ثم يستمعون للتعاليم ويسهرون في التسابيح والتعليم طوال الليل وينتهون بسر الشركة. ويأكلون سويًا وينصرفون. وذلك لأن يوم الأحد لم يكن يوم عطلة أو يوم راحة. ومن هذا نفهم أنهم كانوا ينقطعون عن الطعام طوال فترة التسبيح والتعليم وحتى بعد القداس.
آية (8):- "وَكَانَتْ مَصَابِيحُ كَثِيرَةٌ فِي الْعِلِّيَّةِ الَّتِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهَا."
مصابيح كثيرة= النور علامة على حضور الله وملائكته في الكنيسة وهي دعوة لنا لنحيا في النور.
آية (9):- "وَكَانَ شَابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا فِي الطَّاقَةِ مُتَثَقِّلًا بِنَوْمٍ عَمِيق. وَإِذْ كَانَ بُولُسُ يُخَاطِبُ خِطَابًا طَوِيلًا، غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ فَسَقَطَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ، وَحُمِلَ مَيِّتًا."
حُمِلِ ميتًا= في وجود لوقا الطبيب ما يثبت أنه تحقق من موته.
تأمل:-
مَنْ يتغافل عن كلمة الله ولا يسهر يحكم على نفسه بالموت.
آية (10):- "فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلًا: «لاَ تَضْطَرِبُوا! لأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ!»."
بولس يكرر ما فعله إيليا وإليشع. وأقام الولد من موته ومن تواضعه لم يقل سأقيمه بل قال نفسه فيه.
آيات (11-12): "ثُمَّ صَعِدَ وَكَسَّرَ خُبْزًا وَأَكَلَ وَتَكَلَّمَ كَثِيرًا إِلَى الْفَجْرِ. وَهكَذَا خَرَجَ. وَأَتَوْا بِالْفَتَى حَيًّا، وَتَعَزَّوْا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ."
آيات (13، 14):- "وَأَمَّا نَحْنُ فَسَبَقْنَا إِلَى السَّفِينَةِ وَأَقْلَعْنَا إِلَى أَسُّوسَ، مُزْمِعِينَ أَنْ نَأْخُذَ بُولُسَ مِنْ هُنَاكَ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ رَتَّبَ هكَذَا مُزْمِعًا أَنْ يَمْشِيَ. فَلَمَّا وَافَانَا إِلَى أَسُّوسَ أَخَذْنَاهُ وَأَتَيْنَا إِلَى مِيتِيلِينِي."
أقلعت السفينة من ترواس ومعها كل الذين كانوا في صحبة بولس. ولكن بولس نفسه تخلف فهو آثر أن يمكث مع أهل ترواس بضع ساعات ويذهب من ترواس إلى أسوس برًا ليركب المركب مع باقي المجموعة من أسوس. والطريق البحري أطول لأنه يدور حول رأس بحري ولكنه أكثر راحة. أما بولس فقد فضَّل السير مع تلاميذه أطول فترة عن راحته.
آية (15): "ثُمَّ سَافَرْنَا مِنْ هُنَاكَ فِي الْبَحْرِ وَأَقْبَلْنَا فِي الْغَدِ إِلَى مُقَابِلِ خِيُوسَ. وَفِي الْيَوْمِ الآخَرِ وَصَلْنَا إِلَى سَامُوسَ، وَأَقَمْنَا فِي تُرُوجِيلِيُّونَ، ثُمَّ فِي الْيَوْمِ التَّالِي جِئْنَا إِلَى مِيلِيتُسَ،"
آية (16):- "لأَنَّ بُولُسَ عَزَمَ أَنْ يَتَجَاوَزَ أَفَسُسَ فِي الْبَحْرِ لِئَلاَّ يَعْرِضَ لَهُ أَنْ يَصْرِفَ وَقْتًا فِي أَسِيَّا، لأَنَّهُ كَانَ يُسْرِعُ حَتَّى إِذَا أَمْكَنَهُ يَكُونُ فِي أُورُشَلِيمَ فِي يَوْمِ الْخَمْسِينَ."
لم يرد بولس الرسول أن يمر على أفسس لئلا يعوقه المؤمنون عندهم، فانطلق إلى ميليتس ومن هناك أرسل واستدعى كهنة أفسس، ووجه لهم هذا الحديث الرعوي الفريد الذي يحمل ملخصًا للخدمة الكنسية الرعوية بروح الرسول بولس وأصالته. وبولس يريد الوصول لأورشليم ليكرز في يوم الخمسين.
آية (17):- "وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ."
المسافة من ميليتس إلى أفسس حوالي 30 ميلًا.
آيات (18-35):- "فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ دَخَلْتُ أَسِيَّا، كَيْفَ كُنْتُ مَعَكُمْ كُلَّ الزَّمَانِ، أَخْدِمُ الرَّبَّ بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَدُمُوعٍ كَثِيرَةٍ، وَبِتَجَارِبَ أَصَابَتْنِي بِمَكَايِدِ الْيَهُودِ. كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئًا مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْرًا وَفِي كُلِّ بَيْتٍ، شَاهِدًا لِلْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ وَالإِيمَانِ الَّذِي بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ. غَيْرَ أَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ يَشْهَدُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قَائِلًا: إِنَّ وُثُقًا وَشَدَائِدَ تَنْتَظِرُنِي. وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ. وَالآنَ هَا أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَ وَجْهِي أَيْضًا، أَنْتُمْ جَمِيعًا الَّذِينَ مَرَرْتُ بَيْنَكُمْ كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ. لِذلِكَ أُشْهِدُكُمُ الْيَوْمَ هذَا أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ الْجَمِيعِ، لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ. اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذلِكَ اسْهَرُوا، مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلًا وَنَهَارًا، لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ. وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ. فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ. فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ»."
أ- موضوع الخدمة |
|
1- البشارة المفرحة بالخلاص، بشارة نعمة الله |
آية 24. |
2- ملكوت الله |
آية 25. |
3- سبيل الملكوت التوبة إلى الله والإيمان بالمسيح |
آية 21. |
ب- الأمانة في الخدمة |
|
1- لم يؤخر شيئًا من الفوائد إلا وأخبرهم به مع أنه لو خَبَّأ بعض الحقائق لما اضطهده اليهود |
|
2- يخبرهم بمشورة الله |
آية 27. |
ج- أسلوب الخدمة: |
|
1- بكل تواضع بالرغم من المعجزات التي صنعها |
آية 19. |
2- بكل دموع وصلوات |
آية 19. |
3- لم يطلب أجرًا |
|
4- احتمال للضيقات |
آيات 19، 23، 24. |
5- التزام كامل بتتميم الخدمة |
آية 24. |
6- الاهتمام بكل فرد |
آية 31. |
7- التسليم لله فهو كان يعلم ما ينتظره في أورشليم |
آية 23. |
8- التعليم جهرًا (في بيت تيرانس) |
آية 20. |
د) قارن بين آيات 17، 28 نجد أن الخطاب موجه لمن سماهم قسوس الكنيسة وسماهم أيضًا أساقفة في نفس الوقت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ذلك لأن الكنيسة في المراحل الأولى لتأسيس الجماعات كانت تقيم الكاهن أسقفًا حتى يمكنه أن يباشر جميع ما يلزم الكنيسة من خدمات، وكلما كثر الشعب واتسعت الخدمة ظهرت التخصصات.
هـ) آية (28):- "اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ."
الكنيسة التي اقتناها الله بدمه= هي آية شهيرة تثبت لاهوت السيد المسيح، وأن المسيح هو الله. فقوله بدمه تشير للمسيح المصلوب وهو يسميه هنا الله.
أقامكم الروح القدس فيها= فالروح القدس هو الذي يقيم الكهنة والأساقفة وذلك بوضع اليد (أع 3:13 + 1تى 22:5 + 2تى 6:1).
و) الآلام والمشاكل والهرطقات لا بُد وستواجه الكنيسة آيات 29، 30.
ز) واجب الكنيسة والرعاة السهر على الرعية حتى لا تضل وراء هؤلاء. آية 31.
آية (22):- "وَالآنَ هَا أَنَا أَذْهَبُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ، لاَ أَعْلَمُ مَاذَا يُصَادِفُنِي هُنَاكَ."
مُقَيَّدًا بِالرُّوحِ
= هو يشعر أنه لا يستطيع فكاكًا من دافع الذهاب إلى أورشليم، وهو شعر بأن النبوات عن الآلام التي سيقابلها في أورشليم هي قوة ملزمة له بينما أن كل من حوله، لم يرى أحد منهم ذلك وكانوا يمنعونه. وبالمقارنة مع (أعمال4:21)، نجد أن الروح القدس يرشد التلاميذ أن يمنعوا بولس الرسول من الذهاب إلى أورشليم. وبذلك يبدو أن هناك تناقض ظاهري، فبولس يقول أن الروح يرشده أن يصعد إلى أورشليم ويرشد التلاميذ بالعكس. وحل هذا الأشكال في أن الروح القدس يملأ بولس الرسول بمحبة المسيح وهو مقيد بهذه المحبة وبولس فهم هذه المحبة بمفهومه البشرى أنه يجب أن يصعد إلى أورشليم ليشهد لشعبه اليهودي الذين يحبهم (رومية 3:9) عن المسيح الذي يحبه جدًا (رومية 35:8-39) وحينما وجد الروح القدس أن بولس الرسول ترجم إرشاده برغبة في الذهاب إلى أورشليم ليستشهد هناك حبا في المسيح أرشده الروح القدس عن طريق التلاميذ والأنبياء (أغابوس، أعمال11:21) أن لا يصعد إلى أورشليم فوقت استشهاده لم يأتي بعد. حقًا الروح القدس يرشد ولكننا لا يمكننا أن نلغى الفكر البشرى. ولاحظ أنه أمام إصرار الإنسان على رأيه لا يميز صوت الروح القدس، وحينئذ يضطر الله أن يرسل من نسمع منه صوته من الخارج (كأغابوس هنا).
ط) آية (35):- "فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ، مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ»."
مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ
= هذا النص غير موجود في الأناجيل الأربعة. ولكن هذا هو روح تعليم المسيح ويظهر أن مجموعة من أقوال المسيح كانت متداولة في ذلك الحين. وقد ورد هذا النص في الدسقولية (تعاليم الرسل) في الباب الثالث عشر. والذي كتب الدسقولية هم تلاميذ السيد المسيح الاثني عشر ومعهم بولس الرسول نفسه (مقدمة الدسقولية). فكان الاثني عشر هم المصدر الذي نقل منهم بولس الرسول.
الآيات (36-38):- "وَلَمَّا قَالَ هذَا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى. وَكَانَ بُكَاءٌ عَظِيمٌ مِنَ الْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ يُقَبِّلُونَهُ مُتَوَجِّعِينَ، وَلاَ سِيَّمَا مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ أَيْضًا. ثُمَّ شَيَّعُوهُ إِلَى السَّفِينَةِ. "
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 21 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أعمال الرسل 19 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3d5ntsk