← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
آيات (1، 2):- "وَبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ انْحَدَرَ حَنَانِيَّا رَئِيسُ الْكَهَنَةِ مَعَ الشُّيُوخِ وَخَطِيبٍ اسْمُهُ تَرْتُلُّسُ. فَعَرَضُوا لِلْوَالِي ضِدَّ بُولُسَ. فَلَمَّا دُعِيَ، ابْتَدَأَ تَرْتُلُّسُ فِي الشِّكَايَةِ قَائِلًا:"
واضح الرياء في خطاب ترتلس، إذ أن فيلكس كان رجلًا ذا سمعة سيئة. وَيُقَال أن فيلكس كان عبدًا محررًا من عبيد كلوديوس قيصر، قال عنه تاسيتوس المؤرخ الروماني أن بيده سلطان الأمير وفي أعماقه نفسية العبد. وغالبًا فإن ترتلوس كان رومانيًا خبيرًا في القوانين فاستأجره اليهود. وفيلكس هذا كان يعيش مع امرأته دروسلا في الحرام إذ أقنعها أن تترك زوجها وتعيش معه. ولاحظ حقد حنانيا وشيوخ السنهدريم الذين تركوا وظائفهم في أورشليم لينالوا من بولس في قيصرية.
آية (3):- "«إِنَّنَا حَاصِلُونَ بِوَاسِطَتِكَ عَلَى سَلاَمٍ جَزِيل، وَقَدْ صَارَتْ لِهذِهِ الأُمَّةِ مَصَالِحُ بِتَدْبِيرِكَ. فَنَقْبَلُ ذلِكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ فِيلِكْسُ بِكُلِّ شُكْرٍ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَكُلِّ مَكَانٍ."
واضح هنا النفاق.
آية (4): "وَلكِنْ لِئَلاَّ أُعَوِّقَكَ أَكْثَرَ، أَلْتَمِسُ أَنْ تَسْمَعَنَا بِالاخْتِصَارِ بِحِلْمِكَ:"
آية (5):- "فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هذَا الرَّجُلَ مُفْسِدًا وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي الْمَسْكُونَةِ، وَمِقْدَامَ شِيعَةِ النَّاصِرِيِّينَ،"
وضح هنا التلفيق والكذب. مفسدًا= المعنى الأصلي إنسان ينقل العدوى للآخرين بمبادئه الهدامة. مهيج فتنة = هنا يلمس وترًا حساسًا لدى الوالي الذي لا يريد فتنة بالطبع في مجال ولايته. اليهود في المسكونة= اليهود الذين تجمعوا للحج من كل العالم نقلوا أخبار المشاكل التي ثارت في مجامع أسيا واليونان، وكم ذهب بولس إلى ساحات القضاء ولكن فلنلاحظ:-
1- أن ما حدث في أوروبا ليس من اختصاص فيلكس، ولكنها محاولة لإثارة الوالي.
2- لم يقل ترتلس ولا اليهود أنهم هم الذين أثاروا الفتنة في كل مكان.
شيعة الناصريين= فيها استهزاء. ونلاحظ أن اليهود هنا يسمون المسيحية أنها شيعة أي بدعة. وربما سمىَّ المسيحيون أنفسهم بالطريق أي طريق الخلاص أو طريق كمال الحق لإيمان إسرائيل.
آية (6):- "وَقَدْ شَرَعَ أَنْ يُنَجِّسَ الْهَيْكَلَ أَيْضًا، أَمْسَكْنَاهُ وَأَرَدْنَا أَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِنَا."
الإشارة هنا إلى تروفيموس وواضح الكذب إذ أن بولس لم يدُخِلْهُ إلى الهيكل.
آية (7):- "فَأَقْبَلَ لِيسِيَاسُ الأَمِيرُ بِعُنْفٍ شَدِيدٍ وَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا،"
ليسياس لم يأتي بعنف شديد، بل هم الذين كادوا يفتكون ببولس.
آيات (8-9): "وَأَمَرَ الْمُشْتَكِينَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتُوا إِلَيْكَ. وَمِنْهُ يُمْكِنُكَ إِذَا فَحَصْتَ أَنْ تَعْلَمَ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ الَّتِي نَشْتَكِي بِهَا عَلَيْهِ». ثُمَّ وَافَقَهُ الْيَهُودُ أَيْضًا قَائِلِينَ: «إِنَّ هذِهِ الأُمُورَ هكَذَا»."
آيات(10- 13):- "فَأَجَابَ بُولُسُ، إِذْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ الْوَالِي أَنْ يَتَكَلَّمَ: «إِنِّي إِذْ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ قَاضٍ لِهذِهِ الأُمَّةِ، أَحْتَجُّ عَمَّا فِي أَمْرِي بِأَكْثَرِ سُرُورٍ. وَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّهُ لَيْسَ لِي أَكْثَرُ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا مُنْذُ صَعِدْتُ لأَسْجُدَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَجِدُونِي فِي الْهَيْكَلِ أُحَاجُّ أَحَدًا أَوْ أَصْنَعُ تَجَمُّعًا مِنَ الشَّعْبِ، وَلاَ فِي الْمَجَامِعِ وَلاَ فِي الْمَدِينَةِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُثْبِتُوا مَا يَشْتَكُونَ بِهِ الآنَ عَلَيَّ."
فيلكس فعلًا كان يحكم منذ ستة سنوات، وكلام بولس معناه أنك أيها الوالي لطول مدة حكمك أصبحت على دراية بقوانيننا وتقاليدنا كيهود، لذلك ستفهم قضيتي وأبعادها. وبهذا لم يتملق بولس الوالي كما فعل ترتلس. رد بولس فيه رد على الاتهامات الثلاثة الموجهة إليه.
1- تهمة الفتنة= ورَدَّ بولس أنه لم يبق في أورشليم فترة كافية ليكون حزبًا أو عصابة أو يثير فتنة. فكل الوقت الذي صرف لم يزد عن 12 يومًا منذ وصوله من أوروبا قضى منها 5 أيّام في قيصرية ويومين رحلة في الطريق إلى فيلكس.
2- تهمة الهرطقة= يعترف بولس أنه مسيحي ولكنه قال أن المسيحية تتفق مع الناموس والأنبياء. لذلك فيجب أن نقبلها حسنًا.
3- تهمة تدنيس الهيكل= يؤكد أن سلوكه كان في منتهى النظام ولا يستطيع أحد أن يثبت عليه أي مخالفة.
آية (14):- "وَلكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهذَا: أَنَّنِي حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ»، هكَذَا أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ."
أعبد إله أبائى= إذًا هو تحت حماية القانون الروماني. فالقانون الروماني يقر بشريعة الديانة اليهودية، أمّا لو أدخل ديانة جديدة فلا حماية له من السلطة.
شيعة = هو يردد ما قاله ترتلس أن المسيحية شيعة (آية5) فهو يعترف أنه انضم لشيعة الناصريين ولكنه لم يهجر إله آبائه.
آية (15):- "وَلِي رَجَاءٌ بِاللهِ فِي مَا هُمْ أَيْضًا يَنْتَظِرُونَهُ: أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ لِلأَمْوَاتِ، الأَبْرَارِ وَالأَثَمَةِ."
لي رجاء بالله= في القيامة التي يؤمنون بها.
آية (16):- "لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ."
أدرب نفسي= انشغلت بهذا الأمر أن أحيا وفق نواميس الله لا رغائبى وأحاول أن أجعل ضميري في سلام معي. وأحرص ألا أسيء إلى ضميري فالضمير هو ممثل الله في الأعماق.
آية (17):- "وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَةٍ جِئْتُ أَصْنَعُ صَدَقَاتٍ لأُمَّتِي وَقَرَابِينَ."
إشارة للصدقات التي جمعها. القرابين = ربما إشارة لموضوع تطهير النذيرين أو هي تعني أيضًا الصدقات (عب16:13).
آية (18):- "وَفِي ذلِكَ وَجَدَنِي مُتَطَهِّرًا فِي الْهَيْكَلِ، لَيْسَ مَعَ جَمْعٍ وَلاَ مَعَ شَغَبٍ، قَوْمٌ هُمْ يَهُودٌ مِنْ أَسِيَّا،"
كيف بعد هذا أكون عدوًا لأمتي.
آية (19):- "كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَحْضُرُوا لَدَيْكَ وَيَشْتَكُوا، إِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ شَيْءٌ."
بولس هنا يفند رأى ترتلس بأنه يهيج المسكونة وأن يهود أسيا يشتكون منه فيقول أين هم يهود أسيا الذين يشتكون عليَّ. كان يجب أن يكونوا موجودين، فهم يعرفونني من زياراتي لأسيا وهم شهود على ما فعلته في الهيكل. ولكنهم لم يحضروا فليس لديهم شيء حقيقي أو اتهام يوجهونه إليَّ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وإن قالوا أنني أدخلت غرباء إلى الهيكل فليأتوا بهؤلاء الغرباء أمامك.
آية (20):- "أَوْ لِيَقُلْ هؤُلاَءِ أَنْفُسُهُمْ مَاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِنَ الذَّنْبِ وَأَنَا قَائِمٌ أَمَامَ الْمَجْمَعِ،"
هؤلاء أنفسهم= أي يهود آسيا.
آية (21):- "إِلاَّ مِنْ جِهَةِ هذَا الْقَوْلِ الْوَاحِدِ الَّذِي صَرَخْتُ بِهِ وَاقِفًا بَيْنَهُمْ: أَنِّي مِنْ أَجْلِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أُحَاكَمُ مِنْكُمُ الْيَوْمَ»."
يشير لقوله الذي شق به الفريسيين على الصدوقيين وأن القيامة هي عقيدته.
آية (22):- "فَلَمَّا سَمِعَ هذَا فِيلِكْسُ أَمْهَلَهُمْ، إِذْ كَانَ يَعْلَمُ بِأَكْثَرِ تَحْقِيق أُمُورَ هذَا الطَّرِيقِ، قَائِلًا: «مَتَى انْحَدَرَ لِيسِيَاسُ الأَمِيرُ أَفْحَصُ عَنْ أُمُورِكُمْ»."
فيلكس كان يعلم أن المسيحية ليست بهذه الصورة البشعة التي يصورونها بها ويعلم أن اتهاماتهم باطلة.
آية (23):- "وَأَمَرَ قَائِدَ الْمِئَةِ أَنْ يُحْرَسَ بُولُسُ، وَتَكُونَ لَهُ رُخْصَةٌ، وَأَنْ لاَ يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَخْدِمَهُ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ."
فيلكس لم يطلق سراح بولس لئلا يجرح مشاعر اليهود، مع أنه متيقن من براءته. وغالبًا فلأن فيلكس مرتشي فهو قد أخذ ثمن ذلك من اليهود. تكون له رخصة= يمكن أن يدخل ويخرج ويزوره الناس. إذًا فقد كان له فرصة للكرازة. وقد كان للرومان 3 أنواع من الحبس.
1- حبس داخل السجن= كما حدث لبولس وسيلا في فيلبى
2- حبس حر = يُعهَد بالسجين لأحد شيوخ الرومان ويصبح مسئولًا عنه، يُحْضِرهُ حالما يطلب للمحاكمة أو لإعادة محاكمتهُ.
3- حبس عسكرى= يعهد بالسجين لأحد العسكر، وتكون حياته بديلًا لحياة السجين. ويقيد يد العسكرى بيد السجين. ويكون هذا بالتناوب في فترات راحة العسكرى. ولقد كان السجين يحبس أحيانًا في الثكنات العسكرية أو يسمح له بأن يؤجر بيتًا يسكن فيه، على مسئولية الجندى وتحت رعايته. وهذا هو الوضع الذي أمر به فيلكس والذي سيحدث في روما بعد ذلك.
آية (24):- "ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَ فِيلِكْسُ مَعَ دُرُوسِّلاَ امْرَأَتِهِ، وَهِيَ يَهُودِيَّةٌ. فَاسْتَحْضَرَ بُولُسَ وَسَمِعَ مِنْهُ عَنِ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ."
جاء= ربما بعد إجازة. دروسلا= ربما وهي يهودية أرادت أن تسمع من بولس عن المسيح الذي سمعت عنه من قبل ودروسلا هي ابنة هيرودس الذي أكله الدود.
آية (25):- "وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ»."
لا نجد بولس هنا يتكلم عن قضيته ولا عن العقائد المسيحية، فهو يعلم أي نوع هو فيلكس الوالي، وما الذي هو في احتياج إليه، فهو مرتشي قاسى شهواني، وزوجته اليهودية محتاجة لسماع هذا أيضًا، فهي تركت زوجها لتعيش مع هذا الوثني في الحرام. ارْتَعَبَ = ويا ليت الرعب سبب توبة إذًا لخلص. أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ = كم مرة يحرك الرب قلوبنا فنؤجل التوبة، والفرصة قد لا تأتى ثانية كما حدث مع فيلكس هذا ودروسلا.
مَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ
= ولم يأتي هذا الوقت أبدًا ولم يتأثر أو يتغير لا فيلكس ولا دروسلا. وهنا نرى حكمة بولس فهو تكلم عن البر للحاكم الشهواني وعن التعفف للزوجين الزانيين وعن الدينونة العتيدة للقاضي المنحرف المرتشي.
آية (26):- "وَكَانَ أَيْضًا يَرْجُو أَنْ يُعْطِيَهُ بُولُسُ دَرَاهِمَ لِيُطْلِقَهُ، وَلِذلِكَ كَانَ يَسْتَحْضِرُهُ مِرَارًا أَكْثَرَ وَيَتَكَلَّمُ مَعَهُ."
هنا نرى فيلكس المرتشي الذي طلب المكسب المادي وترك الكنوز الروحية.
آية (27):- "وَلكِنْ لَمَّا كَمِلَتْ سَنَتَانِ، قَبِلَ فِيلِكْسُ بُورْكِيُوسَ فَسْتُوسَ خَلِيفَةً لَهُ. وَإِذْ كَانَ فِيلِكْسُ يُرِيدُ أَنْ يُودِعَ الْيَهُودَ مِنَّةً، تَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا."
فيلكس أراد إكرام اليهود لأنهم دفعوا له رشوة غالبًا، فمنع عن بولس الرخصة التي أعطاها له من قبل ليرضى اليهود (ولكن مع هذا اشتكاه اليهود لقيصر وعُزِل من منصبه). وتقييد بولس كان ليعطى انطباعًا لمن يأتي بعده أن بولس يستحق هذه القيود= يودع اليهود منًهَ= أي يجامل اليهود حتى لا يشتكوه لقيصر.
← تفاسير أصحاحات سفر الأعمال: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير أعمال الرسل 25 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
تفسير أعمال الرسل 23 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2t8gmg3