محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
حكمة: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19
هذا الإصحاح يناقش [1] الحياة الأبدية السعيدة للأبرار بعد أن نقاهم الله على الأرض (آيات 1-9).
[2] عقوبة أبدية للأشرار.
الآيات (1-9): "أَمَّا نُفُوسُ الصِّدِّيقِينَ فَهِيَ بِيَدِ اللهِ، فَلاَ يَمَسُّهَا الْعَذَابُ. وَفِي ظَنِّ الْجُهَّالِ أَنَّهُمْ مَاتُوا، وَقَدْ حُسِبَ خُرُوجُهُمْ شَقَاءً، وَذَهَابُهُمْ عَنَّا عَطَبًا، أَمَّا هُمْ فَفِي السَّلاَمِ. وَمَعَ أَنَّهُمْ قَدْ عُوقِبُوا فِي عُيُونِ النَّاسِ؛ فَرَجَاؤُهُمْ مَمْلُوءٌ خُلُودًا، وَبَعْدَ تَأْدِيبٍ يَسِيرٍ لَهُمْ ثَوَابٌ عَظِيمٌ، لأَنَّ اللهَ امْتَحَنَهُمْ فَوَجَدَهُمْ أَهْلًا لَهُ. مَحَّصَهُمْ كَالذَّهَبِ فِي الْبُودَقَةِ، وَقَبِلَهُمْ كَذَبِيحَةِ مُحْرَقَةٍ. فَهُمْ فِي وَقْتِ افْتِقَادِهِمْ يَتَلأْلأُونَ، وَيَسْعَوْنَ سَعْيَ الشَّرَارِ بَيْنَ الْقَصَبِ، وَيَدِينُونَ الأُمَمَ وَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى الشُّعُوبِ، وَيَمْلِكُ رَبُّهُمْ إِلَى الأَبَدِ. الْمُتَوَكِّلُونَ عَلَيْهِ سَيَفْهَمُونَ الْحَقَّ، وَالأُمَنَاءُ فِي الْمَحَبَّةِ سَيُلاَزِمُونَهُ، لأَنَّ النِّعْمَةَ وَالرَّحْمَةَ لِمُخْتَارِيهِ."
نفوس الصديقين فهي بيد الله فلا يمسها العذاب الأبدي. وإذا كانت بيد الله فهي لم تذهب إلى العدم كما يظن الأشرار= في ظن الجهال أنهم ماتوا= هم في نظر الجهال عاشوا بلا ملذات ثم ماتوا، بل عاشوا في آلام ثم ماتوا وهذا منتهى الشقاء. الأشرار يظنون أن موت الأبرار وذهابهم عنا عطبًا= أي هم في العدم، تلفوا وخسروا كل شيء هنا وهناك أَمَّا هُمْ.. فِي السَّلاَمِ = أليسوا هم في يد الله (آية1). والله من محبته سمح لهم ببعض الآلام لتنقيتهم، أما الأشرار الساخرين فظنوا أن هذه الآلام إنما هي عقوبة لهم= عقوبة في عيون الناس (عُوقِبُوا فِي عُيُونِ النَّاسِ). أما هم فكان لهم رجاء= رجاؤهم مملوء خلودًا= ويقول رجاؤهم، لأن في العهد القديم كان كل الناس حتى الأبرار يذهبون بعد موتهم للجحيم، لكن الأبرار كانوا يذهبون على رجاء الخلاص -الذي سيتم بالمسيح- وينقلهم المسيح إلى الفردوس. وكان هذا إيمان الأبرار (عب10:11، 13-16 + 1بط18:3، 19).
أما آلام الأبرار فهي تأديب يسير يعقبه ثواب عظيم. فقبولهم الآلام بشكر وثقة في محبة الله لهو أعظم عند الله من ذبائح المحرقة (هو2:14 + عب15:13). فمن يتألم شاكرًا مسبحًا فهو يقدم نفسه ذبيحة محرقة. ("عجول شفاهنا" ترجمتها السبعينية "ثمر شفاه معترفة باسمه" وهكذا أخذها بولس الرسول في (عب15:13) من السبعينية. فعجول شفاهنا مقصود بها ذبائح محرقاتنا التي هي تسابيحنا وسط ألامنا). ولماذا يسمح الله بالآلام؟ الله يعتبر هذه الآلام بمثابة امتحان = امتحنهم فوجدهم أهلًا له = الامتحان هنا ليس لكي يعلم الله ما في القلوب، فالله فاحص القلوب والكلى. ولكن هو يمتحن الإنسان بمعنى ينقيه ببعض الآلام = محصهم كالذهب = كما يمتحن الذهب بالنار في الفرن = البودقة ، فيتمحص أي يتخلص من شوائبه (1بط6:1، 7) وطوبى لمن يقبل التأديب، فهم في وقت افتقادهم (يوم الدينونة) يتلألأون. وهذا تعبير واضح عن الإيمان بقيامة الأجساد، بل أجساد ممجدة متلألئة. وهذا ما عبر عنه دانيال بقوله "والفاهمون يضيئون كضياء الجلد.. إلى أبد الدهور" (دا 3:12). بل سيكون الأبرار في يوم الدينونة يدينون الأمم= فالأبرار سلكوا بالاستقامة في وسط نفس الظروف التي كان فيها الأشرار، فماذا كان عذر الأشرار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). بل سيكون للأبرار نفس رأي الله في دينونة هؤلاء الأشرار، سيفهمون الحق. بل أنهم سيكونون كنار بين القصب (شرار بين القصب) والقصب في ترجمة أخرى (القش). هذه هي الدينونة. فالأشرار سيكونون كالقش، والأبرار ببرهم السابق ومجدهم الحالي في الأبدية سيكونون كنار تلذع هؤلاء. وكون الأبرار يدينون الأشرار فهذا علم به السيد المسيح (لو30:22) وبولس الرسول (زك6:12؛ 1كو2:6).
آيات (10-12): "أَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَسَيَنَالُهُمُ الْعِقَابُ الْخَلِيقُ بِمَشُورَاتِهِمْ، إِذِ اسْتَهَانُوا بِالصِّدِّيقِ، وَارْتَدُّوا عَنِ الرَّبِّ، لأَنَّ مُزْدَرِيَ الْحِكْمَةِ وَالتَّأْدِيبِ شَقِيٌّ. إِنَّمَا رَجَاؤُهُمْ بَاطِلٌ، وَأَتْعَابُهُمْ بِلاَ ثَمَرَةٍ، وَأَعْمَالُهُمْ لاَ فَائِدَةَ فِيهَا. نِسَاؤُهُمْ سَفِيهَاتٌ، وَأَوْلاَدُهُمْ أَشْرَارٌ،"
هنا نرى النهاية الصعبة للأشرار. لقد عاشوا في شهواتهم، والآن سيكتشفون أن رجاءهم كان باطلًا، فكل هذا لم ينفعهم شيئًا. هم كان لهم أولاد لكن
أولاد أشرار (أَوْلاَدُهُمْ أَشْرَارٌ) فهم قد إزدروا الحكمة (مُزْدَرِيَ الْحِكْمَةِ) = أي تركوا وصايا الله ولم يسمعوا صوت تبكيته. وتركوا في العالم بعد موتهم نساء سفيهات وأولاد أشرار (نِسَاؤُهُمْ سَفِيهَاتٌ، وَأَوْلاَدُهُمْ أَشْرَارٌ) هم أفسدوا عائلاتهم وسينالوا العقاب الخليق= أي العقاب اللائق بهم، فالعقاب في الدينونة هو بحسب شر كل واحد، وهذا ما علَّم به رب المجد "الحق أقول لكم ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالًا مما لتلك المدينة (مت10: 15).
آيات (13-15): "وَنَسْلُهُمْ مَلْعُونٌ. أَمَّا الْعَاقِرُ الطَّاهِرَةُ الَّتِي لَمْ تَعْرِفِ الْمَضْجَعَ الْفَاحِشَ فَطُوبَى لَهَا. إِنَّهَا سَتَحُوزُ ثَمَرَتَهَا فِي افْتِقَادِ النُّفُوسِ. وَطُوبَى لِلْخَصِيِّ الَّذِي لَمْ تُبَاشِرْ يَدُهُ مَأْثَمًا، وَلاَ افْتَكَرَ قَلْبُهُ بِشَرٍّ عَلَى الرَّبِّ؛ فَإِنَّهُ سَيُعْطَى نِعْمَةً سَامِيَةً لأَمَانَتِهِ، وَحَظًّا شَهِيًّا فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ. لأَنَّ ثَمَرَةَ الأَتْعَابِ الصَّالِحَةِ فَاخِرَةٌ، وَجُرْثُومَةَ الْفِطْنَةِ رَاسِخَةٌ."
اليهودي يفرح بالنسل الكثير ويعتبره بركة (مز3:127-5). ولكن إذا عاشت امرأة في طهارة وكانت لا تلد = عَاقِرُ طَّاهِرَةُ (الْعَاقِرُ الطَّاهِرَةُ).
أو رجلٌ خصي (لِلْخَصِيِّ) = لا ينجب ولكنه لم تباشر يده مأثمًا= فطوبى لهؤلاء فلهم نصيب سماوي. هم خيرٌ ممن ولدوا بنين كثيرين وتركوهم كأولاد أشرار (آية12). فالذين يعيشون في شرهم نسلهم ملعون. وألا يعاقب من ترك مثل هذا النسل وتسبب في هلاك أولاده. أما العاقر الطاهرة فهي ستحوز ثمرتها في إفتقاد النفوس= ستنال مكافأتها على طهارتها يوم الدينونة وقيامة الأجساد. هي لم تأخذ نصيبًا أرضيًا أي أولاد، لكنها ستأخذ ميراثًا سماويًا. وهكذا الرجل الخصي الذي لا يولد له أولاد، لكن عاش في طهارة فهو سَيُعْطَى نعمة سامية. لأن جرثومة الفطنة راسخة= الجرثومة ميكروب صغير لكنه سريعًا ما ينتشر، وهكذا من قرر أن يسلك بحكمة وفطنة، فهو سريعًا ما يعينه الرب وتنمو فبه موهبة الحكمة، فكل نعمة يعطيها لنا الله إما تنمو بجهادنا أو تضمحل بإصرارنا على الخطية ومقاومة الروح القدس. لذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس [أضرم موهبة الله التي فيك بوضع يديَّ] (2 تي 1: 6). ومن يجاهد ليمتلئ بروح الحكمة يصير قديسًا فالحكمة تقود من يقتنيها فينال نصيبه في السماء= حظًا شهيًا في هيكل الرب هيكل الرب المقصود به الشركة الأبدية مع الله في أورشليم السمائية. ففي الهيكل كان يتلاقَى اليهودي مع الله.
آيات (16-19): "أَمَّا أَوْلاَدُ الزُّنَاةِ فَلاَ يَبْلُغُونَ أَشُدَّهُمْ، وَذُرِّيَّةُ الْمَضْجَعِ الأَثِيمِ تَنْقَرِضُ. إِنْ طَالَتْ حَيَاتُهُمْ فَإِنَّهُمْ يُحْسَبُونَ كَلاَ شَيْءٍ، وَفِي أَوَاخِرِهِمْ تَكُونُ شَيْخُوخَتُهُمْ بِلاَ كَرَامَةٍ. وَإِنْ مَاتُوا سَرِيعًا؛ فَلاَ يَكُونُ لَهُمْ رَجَاءٌ وَلاَ عَزَاءٌ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ، لأَنَّ عَاقِبَةَ الْجِيلِ الأَثِيمِ هَائِلَةٌ."
أما أولاد الزناة فلا يبلغون أشدهم
= أولاد الزناة هم من تعلموا طريق الزنى من آبائهم ، فالله لا يعاقب أحدا بخطية أبيه (حزقيال 18). وهؤلاء يموتون في سن صغيرة. وإن عاشوا فهم بلا قيمة = يُحْسَبُونَ كَلاَ شَيْءٍ، وَ.. شَيْخُوخَتُهُمْ بِلاَ كَرَامَةٍ. والنهاية إِنْ مَاتُوا.. فَلاَ يَكُونُ لَهُمْ رَجَاءٌ وَلاَ عَزَاءٌ فِي يَوْمِ الْحِسَابِ. والمقصود ليس فقط أولاد الزناة بل كل من اختار الشر طريقًا له. وقد تشير كلمة أولاد الزناة لكل من يسلك في عبادة الأوثان وهذه تسمى الزنا الروحي، أو كل من يسلك في طريق الزنا الجسدي.← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19
تفسير حكمة سليمان 4 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حكمة سليمان 2 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/zxqy7bs