St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   25-Sefr-El-Hekma
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حكمة سليمان 18 - تفسير سفر الحكمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حكمة:
تفسير سفر الحكمة: مقدمة سفر الحكمة | حكمة سليمان 1 | حكمة سليمان 2 | حكمة سليمان 3 | حكمة سليمان 4 | حكمة سليمان 5 | حكمة سليمان 6 | حكمة سليمان 7 | حكمة سليمان 8 | حكمة سليمان 9 | حكمة سليمان 10 | حكمة سليمان 11 | حكمة سليمان 12 | حكمة سليمان 13 | حكمة سليمان 14 | حكمة سليمان 15 | حكمة سليمان 16 | حكمة سليمان 17 | حكمة سليمان 18 | حكمة سليمان 19

نص سفر الحكمة: الحكمة 1 | الحكمة 2 | الحكمة 3 | الحكمة 4 | الحكمة 5 | الحكمة 6 | الحكمة 7 | الحكمة 8 | الحكمة 9 | الحكمة 10 | الحكمة 11 | الحكمة 12 | الحكمة 13 | الحكمة 14 | الحكمة 15 | الحكمة 16 | الحكمة 17 | الحكمة 18 | الحكمة 19 | حكمة سليمان كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-4): "أَمَّا قِدِّيسُوكَ فَكَانَ عِنْدَهُمْ نُورٌ عَظِيمٌ، وَكَانَ أُولئِكَ يَسْمَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ بِغَيْرِ أَنْ يُبْصِرُوا أَشْخَاصَهُمْ، وَيَغْبِطُونَهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ لاَ يُقَاسُونَ مِثْلَ حَالِهِمْ، وَيَشْكُرُونَهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ لاَ يُؤْذُونَ، الَّذِينَ قَدْ ظَلَمُوهُمْ وَيَسْتَغْفِرُونَهُمْ مِنْ مُعَادَاتِهِمْ لَهُمْ. وَبِإِزَاءِ ذلِكَ جَعَلْتَ لِهؤُلاَءِ عَمُودَ نَارٍ، دَلِيلًا فِي طَرِيقٍ لَمْ يَعْرِفُوهُ، شَمْسًا لِتِلْكَ الضِّيَافَةِ الْكَرِيمَةِ لاَ أَذَى بِهَا. أَمَّا أُولئِكَ فَكَانَ جَدِيرًا بِهِمْ أَنْ يَفْقِدُوا النُّورَ، وَيُحْبَسُوا فِي الظُّلْمَةِ، لأَنَّهُمْ حَبَسُوا بَنِيكَ الَّذِينَ بِهِمْ سَيُمْنَحُ الدَّهْرُ نُورَ شَرِيعَتِكَ الْغَيْرَ الْفَانِي."

مقارنة بين شعب الله والمصريين. فالمصريين لشرهم في رعب وظلمة، وشعب الله في نور عظيم. والمصريون يسمعون أصواتهم= أصوات شعب الله بغير أن يبصروا أشخاصهم بسبب الظلمة التي هم فيها. ويغبطونهم على أنهم لا يعانوا مثل ظلمتهم. ويشكرونهم أنهم لا ينتقمون منهم. بل يستغفرونهم مما سبق وعملوه بهم من ظلم. سعادة الأبرار هي مصدر جذب للأشرار ليحيوا مثلهم حياة التوبة. والله لم يجعلهم فقط في نور بل أعطاهم عمود نار ليرشدهم في طريقهم الذي لم يعرفوه قبلًا أي خلال رحلتهم في سيناء. بل كان عمود النار لهم كالشمس= شمسًا لتلك الضيافة الكريمة= وكأن الله استضافهم عنده وكان لهم مرشدًا وهاديًا في أرضه التي لا يعرفونها هم. وهذه الشمس أي عمود النار= لا أذى بها هي لا تؤذي شعب الله، بل كان في الصباح كعمود سحاب يظلل عليهم فلا تحرقهم شمس سيناء. لكن المصريين كانوا يستحقون ما هم فيه لسابق ظلمهم لشعب الله. شعب الله هذا الذي سيسلمه الله شريعته لموسى. وكان عمود النور أو النار الذي يرافق الشعب ليهديه إشارة للشريعة التي سيستلمها الشعب وتهديه بعد ذلك بل تهدي العالم كله "سراج لرجلي كلامك" (مز105:119). وهنا نلمس مشاعر الشعب المصري الذي كان شاعرًا بقسوة ملكه على اليهود. هذه المشاعر بأن اليهود ظلموا جعلت المصريين يعطون الشعب عند خروجهم ذهبًا ومجوهرات تعويضًا عما كابدوه من ظلم فرعون.

ملحوظة:- لاحظ أن شعب الله لهم شمس تنير لهم تجعلهم في فرح، وعمود نار يقودهم، ويظلل عليهم. وهذا يشير لسلام القلب وقيادة الروح القدس وإرشاده في الطريق. بينما الشعب الخاطئ في رعب داخلي وظلمة خارجية جعلتهم غير قادرين على الحركة.

 

الآيات (5-9): "وَلَمَّا ائْتَمَرُوا أَنْ يَقْتُلُوا أَطْفَالَ الْقِدِّيسِينَ، وَعُرِّضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لِذلِكَ ثُمَّ خُلِّصَ، عَاقَبْتَهُمْ أَنْتَ بِإِهْلاَكِ جُمْهُورِ أَوْلاَدِهِمْ، ثُمَّ دَمَّرْتَهُمْ جَمِيعًا فِي الْمَاءِ الْغَامِرِ. وَتِلْكَ اللَّيْلَةُ قَدْ أُخْبِرَ بِهَا آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ، لِكَيْ تَطِيبَ نُفُوسُهُمْ، لِعِلْمِهِمِ الْيَقِينِ مَا الأَقْسَامُ الَّتِي يَثِقُونَ بِهَا. فَفَازَ شَعْبُكَ بِخَلاَصِ الصِّدِّيقِينَ وَهَلاَكِ الأَعْدَاءِ. فَإِنَّ الَّذِي عَاقَبْتَ بِهِ الْمُقَاوِمِينَ، هُوَ الَّذِي جَذَبْتَنَا بِهِ إِلَيْكَ وَمَجَّدْتَنَا. فَإِنَّ الْقِدِّيسِينَ بَنِي الصَّالِحِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ خُفْيَةً، وَيُوجِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ شَرِيعَةَ اللهِ هذِهِ أَنْ يَشْتَرِكَ الْقِدِّيسُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ عَلَى السَّوَاءِ. وَكَانُوا يُرَنِّمُونَ بِتَسَابِيحِ الآبَاءِ،"

لما ائتمروا أن يقتلوا أطفال القديسين= إشارة لأمر فرعون بقتل الأطفال الذكور. وَعُرِّضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ = وتعرض واحد منهم لذلك وهو موسى. ثم خلص= نجا من الموت. عَاقَبْتَهُمْ.. بِإِهْلاَكِ جُمْهُورِ أَوْلاَدِهِمْ = أي موت الأبكار. ثُمَّ دَمَّرْتَهُمْ.. فِي الْمَاءِ الْغَامِرِ = غرق الجيش عندما عاد البحر الأحمر إلى أصله، بعد أن مر الشعب بسلام. وتلك الليلة= هي ليلة موت الأبكار أخبر الله بها شعبه ليدهنوا أبوابهم بدم خروف الفصح فينجوا من الموت= تطيب نفوسهم لعلمهم اليقين ما الأقسام التي يثقون بها= هم وثقوا في وعود الله وأقسامه أن يخلصهم وطابت نفوسهم ونجوا من الملاك المهلك ، وعرفوا بعد تلك الليلة قوة إلههم الذي خلصهم وصاروا يقسمون به وهم واثقين فيه إذ إختبروا جبروته. الذي خلصهم بينما أهلك المصريون= هلاك الأعداء. فإن الذي عاقبت به المقاومين= أي البحر الذي غرقوا فيه هو الذي جذبتنا به إليك ومجدتنا= هو الذي إنشق لنعبر إليك ونصير شعبك وأنت في وسطنا مجدًا (زك5:2). والماء الذي أنقذ موسى إذ كان السفط الذي به موسى طافيًا عليه هو الماء الذي غرق فيه جيش فرعون.

فإن القديسين.. كانوا يذبحون (الفصح) خفية= بينما المصريون لا يعرفون ماذا يفعل هؤلاء، ولا ماذا سيحدث لهم في تلك الليلة. وصارت هذه الشريعة عيدًا في إسرائيل يذبحون فيه الفصح سنويًا= يوجبون على أنفسهم شريعة الله هذه أن يشترك القديسون في السراء والضراء = سواء في أفراحهم أو أحزانهم عليهم أن يعيدوا ويقدموا ذبيحة الفصح.. وسط الأناشيد والتهليل= وكانوا يرنمون بتسابيح الآباء. ليتذكروا قوة إلههم القادر على أن يخلصهم في أي وقت ومن يد أي عدو فلا يضعفوا في أي تجربة بل يفرحوا بأن لهم إله قوي يريد لهم الحياة والحرية.

 

الآيات (10-12): "وَقَدْ رَفَعَ الأَعْدَاءُ جَلَبَةَ أَصْوَاتِهِمْ بِالْبُكَاءِ وَالنَّحِيبِ عَلَى أَطْفَالِهِمْ. وَكَانَ قَضَاءٌ وَاحِدٌ عَلَى الْعَبْدِ وَالْمَوْلَى، وَضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ نَالَتِ الشَّعْبَ وَالْمَلِكَ. وَكَانَ لِكُلِّهِمْ أَجْمَعِينَ أَمْوَاتٌ لاَ يُحْصَوْنَ قَدْ مَاتُوا مِيتَةً وَاحِدَةً، حَتَّى إِنَّ الأَحْيَاءَ لَمْ يَكْفُوا لِدَفْنِ الْمَوْتَى، إِذْ فِي لَحْظَةٍ أُبِيدَ نَسْلُهُمُ الأَعَزُّ."

من ضربة الأبكار = نَسْلُهُمُ الأَعَزُّ = النسل الأعز = رفعوا أصواتهم بالبكاء (رَفَعَ الأَعْدَاءُ جَلَبَةَ أَصْوَاتِهِمْ بِالْبُكَاءِ). لاحظ تصاعد الضربات مع ازدياد العناد. ولو تابوا مبكرًا ما حدث هذا. وقارن بين بني إسرائيل وهم يسبحون فرحين وبين المصريين الذين يبكرون بحسرة ويدفنون موتاهم.

 

الآيات (13-19): "وَبَعْدَ أَنْ أَبَوْا بِسَبَبِ السِّحْرِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِشَيْءٍ، اِعْتَرَفُوا عِنْدَ هَلاَكِ الأَبْكَارِ بِأَنَّ الشَّعْبَ هُوَ ابْنٌ للهِ. وَحِينَ شَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ هُدُوءُ السُّكُوتِ، وَانْتَصَفَ مَسِيرُ اللَّيْلِ، هَجَمَتْ كَلِمَتُكَ الْقَدِيرَةُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْعُرُوشِ الْمَلَكِيَّةِ عَلَى أَرْضِ الْخَرَابِ بِمَنْزِلَةِ مُبَارِزٍ عَنِيفٍ، وَسَيْفٍ صَارِمٍ يُمْضِي قَضَاءَكَ الْمَحْتُومَ؛ فَوَقَفَ وَمَلأَ كُلَّ مَكَانٍ قَتْلًا، وَكَانَ رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ وَقَدَمَاهُ عَلَى الأَرْضِ. حِينَئِذٍ بَلْبَلَتْهُمْ بَغْتَةً أَخْيِلَةُ الأَحْلاَمِ بَلْبَلَةً شَدِيدَةً، وَغَشِيَتْهُمْ أَهْوَالٌ مُفَاجِئَةٌ. وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ عِنْدَ صَرْعِهِ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ يُعْلِنُ لأَيِّ سَبَبٍ يَمُوتُ، لأَنَّ الأَحْلاَمَ الَّتِي أَقْلَقَتُهُمْ، أَنْبَأَتْهُمْ بِذلِكَ لِئَلاَّ يَهْلِكُوا، وَهُمْ يَجْهَلُونَ مَجْلَبَةَ هَلاَكِهِمْ،"

السحر والسحرة الذين خدعوهم، منعوا المصريين من الاعتراف بأن الشعب هو ابن الله، بل منعوهم بأن يؤمنوا بقوة الله فازداد عنادهم لعماهم. حتى أتت هذه الضربة فآمنوا بقوة يهوه. بل صار لهم يهوه كمبارز عظيم (مُبَارِزٍ عَنِيفٍ) يحاربهم ويقتلهم. وكان رأسه في السماء= فالله في السماء. وقدماه على الأرض= لكنه موجود وسط شعبه يحميهم ويحارب أعداءهم. ومن رعبهم بغتتهم أخيلة الأحلام. ولكن الله من رحمته كان يعلن لكل واحد عند صرعه بين حي وميت لأي سبب يموت (كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ عِنْدَ صَرْعِهِ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ يُعْلِنُ لأَيِّ سَبَبٍ يَمُوتُ) = ربما ندم وقدم توبة= لئلا يهلكوا وهم يجهلون مجلبة (ما الذي جلب) هلاكهم ولكن هذه الآيات لها بعد آخر فـ:السحر أي الشيطان منع الناس من أن يؤمنوا بالله (أَبَوْا بِسَبَبِ السِّحْرِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِشَيْءٍ). جاء المسيح كلمة الله القدير (كَلِمَتُكَ الْقَدِيرَةُ) من السماء، جاء من العروش الملكية متجسدًا كـ:مُبَارِزٍ عَنِيفٍ بصليبه = سَيْفٍ صَارِمٍ يُمْضِي قَضَاءَكَ الْمَحْتُومَ.

وكان رأسه في السماء فهو الله السماوي جاء من السماء وموجود في السماء وفي كل مكان، ولكنه اتخذ له جسدًا ظهر به على الأرض= قدماه على الأرض. وأهلك وهزم عدوه الشيطان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهكذا قيل بفم داود أن الهيكل حيث تابوت العهد هو [موطئ قدمي الله] (1أي2:28) + (مز5:99) + (مز7:132) والهيكل هو إشارة لجسد المسيح (يو18:2-21).

 

الآيات (20-25): "وَالصِّدِّيقُونَ أَيْضًا مَسَّتْهُمْ مِحْنَةُ الْمَوْتِ، وَوَقَعَتِ الضَّرْبَةُ عَلَى جَمٍّ مِنْهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ، لكِنَّ الْغَضَبَ لَمْ يَلْبَثْ طَوِيلًا، لأَنَّ رَجُلًا لاَ عَيْبَ فِيهِ بَادَرَ لِحِمَايَتِهِمْ؛ فَبَرَزَ بِسِلاَحِ خِدْمَتِهِ الَّذِي هُوَ الصَّلاَةُ وَالتَّكْفِيرُ بِالْبَخُورِ، وَقَاوَمَ الْغَضَبَ وَأَزَالَ النَّازِلَةَ؛ فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ خَادِمُكَ. فَانْتَصَرَ عَلَى الْجَمْعِ لاَ بِقُوَّةِ الْجَسَدِ وَلاَ بِإِعْمَالِ السِّلاَحِ، وَلكِنَّهُ بِالْكَلاَمِ كَفَّ الْمُعَاقِبَ، مُذَكِّرًا الأَقْسَامَ وَالْعُهُودَ لِلآبَاءِ. فَإِنَّهُ إِذْ كَانَ الْقَتْلَى يَتَسَاقَطُونَ جَمَاعَاتٍ، وَقَفَ فِي الْوَسْطِ فَحَسَمَ السُّخْطَ وَقَطَعَ الْمَسْلَكَ إِلَى الأَحْيَاءِ، لأَنَّهُ كَانَ عَلَى ثَوْبِهِ السَّابِغِ الْعَالَمُ كُلُّهُ، وَأَسْمَاءُ الآبَاءِ الْمَجِيدَةُ مَنْقُوشَةً فِي أَرْبَعَةِ أَسْطُرٍ مِنَ الْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ، وَعَظَمَتُكَ عَلَى تَاجِ رَأْسِهِ، فَهذِهِ خَضَعَ الْمُهْلِكُ لَهَا وَهَابَهَا، وَكَانَ مُجَرَّدُ اخْتِبَارِ الْغَضَبِ قَدْ كَفَى."

الحديث هنا عما حدث في فتنة قورح وداثان وأبيرام (عد16) وكيف أنه حين ابتدأ الوبأ، أمر موسى هارون بوضع بخور في مجمرته ليكفر عن الشعب ويصلي عنهم ووقف هارون بملابسه الكهنوتية ومجمرته بين الأحياء والأموات فامتنع الوبأ. وكان عدد الموتى 14700 نفس. فالله عادل ويعاقب شعبه كما يعاقب الآخرين. وكأن الحكيم يريد أن يقول أنه حتى أولاد الله فهم يموتون في ضربات تأديب. ولكننا نرى هنا قوة الصلاة وشفاعة الكهنوت فصلاة الكاهن أمام الله هي صلاة عن الشعب كله وهذا يمثل المسيح في عمله الكهنوتي وشفاعته الكفارية. ومع شعب الله فالضربة محدودة فهي للتأديب= الغضب لم يلبث طويلًا. رجلًا لا عيب فيه= هو هارون وهو يرمز لشخص المسيح الذي بلا خطية. فبرز بسلاح خدمته الذي هو الصلاة والتكفير بالبخور= رمزًا لشفاعة المسيح الكفارية. وأزال النازلة (الموت) فتبين أنه خادمك= والمسيح ظهر أنه ابن الله بقيامته التي هزم بها الموت (رو4:1). لأنه كان على ثوبه السابغ أي الطويل إشارة للملابس الكهنوتية التي هي إشارة لكهنوته. أَسْمَاءُ الآبَاءِ.. مَنْقُوشَةً = على الأحجار المرصعة للصدرة إشارة لأن المسيح يحمل شعبه على كتفه وفي قلبه. وعظمتك على تاج رأسه= منقوش على الصفيحة التي تزين عمامته "قدس للرب". وكان مجرد اختبار الغضب قد كفى= اختبر الشعب غضب الله وماذا يعني غضبه، وهذا كان لإخافتهم فلا يعودوا يخطئون ثانية. بالكلام كف المعاقب= هذه إشارة لصلوات هارون، لكنها إشارة للابن الكلمة الذي بصليبه ربط الشيطان وقيده. مذكرًا الأقسام والعهود للآباء= هذه العهود التي بدأت بقول الله لحواء "هو يسحق رأسك" (تك15:3). وكان هارون في صلواته يذكر الرب بعهوده. وليس معنى يذكره أن الله قد نسى، بل هو يستعطفه ويتمسك بهذه العهود حتى يرحم الله شعبه، مع أن الشعب أخطأ ولا يستحق الرحمة.

وقف في الوسط فحسم السخط وقطع المسلك إلى الأحياء = هارون وقف بمجمرته فتوقف الموت عن طريقه إلى الأحياء فلم يموتوا. والمسيح بشفاعته الكفارية أبطل سلطان الموت عن الأحياء روحيا، فصرنا نقول مع بولس الرسول "أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية" (1كو15: 55). والأحياء روحيًّا هم من كانوا في حالة توبة ثابتين في المسيح عندما جاءت ساعة موتهم جسديًا.

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/25-Sefr-El-Hekma/Tafseer-Sefr-El-Hekmet-Solaiman__01-Chapter-18.html

تقصير الرابط:
tak.la/a72kkfk