محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
حكمة: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الآيات (1-2): "إِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ رُوحَكَ الَّذِي لاَ فَسَادَ فِيهِ. فَبِهِ تُوَبِّخُ الْخُطَاةَ شَيْئًا فَشَيْئًا، وَفِيمَا يَخْطَأُونَ بِهِ تُذَكِّرُهُمْ وَتُنْذِرُهُمْ لِكَيْ يُقْلِعُوا عَنِ الشَّرِّ، وَيُؤْمِنُوا بِكَ، أَيُّهَا الرَّبُّ."
هنا يصل الحكيم لنفس ما قاله السيد المسيح أن [الروح يبكت على خطية..] (يو8:16). وواضح هدف الحكيم أن الله يؤدب ويجرب حتى يقود كل نفس للخلاص، هو خلص النفس لأنه يريدها، ولا يريد لها الهلاك. روحك الذي لا فساد فيه= بينما أن الضمير يتشكل ويتلون بحسب البيئة التي يحيا فيها الإنسان، وهو قد فسد بسبب سقوط الإنسان. والضمير هو صوت وصية الله المطبوعة على القلب ولكن هذا قد تغير بالسقوط، فأخذ الإنسان يبرر خطاياه. بل أن الروح القدس يقنع غير المؤمن ليؤمن (1كو3:12).
الآيات (3-5): "فَإِنَّكَ أَبْغَضْتَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِيمًا سُكَّانَ أَرْضِكَ الْمُقَدَّسَةِ، لأَجْلِ أَعْمَالِهِمِ الْمَمْقُوتَةِ لَدَيْكَ مِنَ السِّحْرِ وَذَبَائِحِ الْفُجُورِ، إِذْ كَانُوا يَقْتُلُونَ أَوْلاَدَهُمْ بِغَيْرِ رَحْمَةٍ، وَيَأْكُلُونَ أَحْشَاءَ النَّاسِ، وَيَشْرَبُونَ دِمَاءَهُمْ فِي شَعَائِرِ عِبَادَتِكَ."
الله يبغض الخطية جدًا. ولاحظ إلى أي درجة وصلت خطايا الكنعانيين، لذلك أبغضهم الله. والكنعانيين كانوا سكان أرض الميعاد قبل أن يأتي إليها اليهود. هؤلاء مارسوا الزنا والشذوذ الجنسي حتى في عباداتهم وقتلوا أولادهم كذبائح لآلهتهم.
شعائر عبادتك
= هكذا هم كانوا يتصورون أنهم بعباداتهم الوثنية يقدمون عبادة لك يا الله.
الآيات (6-7): "فَآثَرْتَ أَنْ تُهْلِكَ بِأَيْدِي آبَائِنَا أُولئِكَ الْوَالِدِينَ، قَتَلَةَ النُّفُوسِ الَّتِي لاَ نُصْرَةَ لَهَا، لِكَيْ تَكُونَ الأَرْضُ الَّتِي هِيَ أَكْرَمُ عِنْدَكَ مِنْ كُلِّ أَرْضٍ عَامِرَةً بِأَبْنَاءِ اللهِ، كَمَا يَلِيقُ بِهَا."
الله أمر شعبه بإبادة هؤلاء الكنعانيين الأشرار كعقاب لهم على خطاياهم وكدرس لشعبه أن من يفعل هذه الخطايا فعقوبته الموت هكذا. وهذا ما حدث لليهود بعد ذلك، فلقد عاقبهم الله بنفس العقوبات حينما فعلوا نفس هذه الخطايا. هنا الله استخدم اليهود كأداة ليؤدب بها الكنعانيين مثلما استخدم من قبل الطوفان والنار مع سدوم وعمورة. ثم استخدم الله الشعوب المجاورة لتأديب اليهود إذ أخطأوا هم أيضًا. الله يبدأ بتبكيت من الروح القدس في القلب (أو الضمير) ولمن لا يستجيب تبدأ ضربات الله في تصاعد ضده حتى يتوب، وإن لم يتب فهو يهلك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). الأرض التي هي أكرم عندك.. بأبناء الله= الأرض كانت في نظر الله كريمة إذ سكن فيها أحباءه إبراهيم وإسحق ويعقوب، وسيسكن فيها داود وسليمان وسيقام فيها الهيكل حيث تقدم العبادة لله. ثم سيأتي فيها المسيح متجسدًا.
الآيات (8-10): "عَلَى أَنَّكَ أَشْفَقْتَ عَلَى أُولئِكَ أَيْضًا، لأَنَّهُمْ بَشَرٌ فَبَعَثْتَ بِالزَّنَابِيرِ تَتَقَدَّمُ عَسْكَرَكَ، وَتُبِيدُهُمْ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، لاَ لأَنَّكَ عَجَزْتَ عَنْ إِخْضَاعِ الْمُنَافِقِينَ لِلصِّدِّيقِينَ بِالْقِتَالِ، أَوْ تَدْمِيرِهِمْ بِمَرَّةٍ بِالْوُحُوشِ الضَّارِيَةِ، أَوْ بِأَمْرٍ جَازِمٍ مِنْ عِنْدِكَ، لكِنْ بِعِقَابِهِمْ شَيْئًا فَشَيْئًا مَنَحْتَهُمْ مُهْلَةً لِلْتَّوْبَةِ، وَإِنْ لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ أَنَّ جِيلَهُمْ شِرِّيرٌ، وَأَنَّ خُبْثَهُمْ غَرِيزِيٌّ، وَأَفْكَارَهُمْ لاَ تَتَغَيَّرُ إِلَى الأَبَدِ،"
الزنابير= الله أرسلها كضربة بسيطة، فضربات الله تصاعدية. ولما لم يَتُب شعب الكنعانيين من ضربة الزنابير، جاءت ضربة شعب اليهود لهم. ومن يقدم توبة بعد الضربة الأولى البسيطة لا تأتي عليه الضربة الأشد التالية. والزنابير كانت تلدغ هذا الشعب الشرير لدغات مؤلمة. لكن شعب الرب ضربهم ضربات إبادة قاتلة. فالله يعطي فرصة للتوبة. لأنهم بشر= فالله يعطي للإنسان فرص للتوبة إذ يعرف ضعفه كبشر.
الزنابير
= قد يقصد بها جيوش شعوب مجاورة حاربتهم وضايقتهم قبل أن يأتي شعب الله ليبيدهم. وهذا ما فعله الله مع شعبه إسرائيل، فكانت الضربات أولًا من الشعوب الصغيرة التي حولهم مثل المديانيين وأدوم وبني عمون، ثم إذ أصروا على عنادهم جاءت ضربات الإبادة والسبي من الممالك الضخمة القوية مثل بابل وأشور.
الآيات (11-14): "لأَنَّهُمْ كَانُوا ذُرِّيَّةً مَلْعُونَةً مُنْذُ الْبَدْءِ. وَلَمْ يَكُنْ عَفْوُكَ عَنْ خَطَايَاهُمْ خَوْفًا مِنْ أَحَدٍ، فَإِنَّهُ مَنْ يَقُولُ مَاذَا صَنَعْتَ أَوْ يَعْتَرِضُ قَضَاءَكَ؟ وَمَنْ يَشْكُوكَ بِهَلاَكِ الأُمَمِ الَّتِي خَلَقْتَهَا، أَوْ يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُخَاصِمًا عَنْ أُنَاسٍ مُجْرِمِينَ؟ إِذْ لَيْسَ إِلهٌ إِلاَّ أَنْتَ الْمُعْتَنِي بِالْجَمِيعِ، حَتَّى تُرِيَ أَنَّكَ لاَ تَقْضِي قَضَاءَ الظُّلْمِ، وَلَيْسَ لِمَلِكٍ أَوْ سُلْطَانٍ أَنْ يُطَالِبَكَ بِالَّذِينَ أَهْلَكْتَهُمْ."
الله كان يعلم خبثهم وأنهم سيرفضوا الإنذار والتأديب، لكنه بعدله يعطي كل واحد فرصته حتى يتم القول [لكي تتبرر في أقوالك وتغلب إذا حوكمت] (مز50).
الآيات (15-18): "وَإِذْ أَنْتَ عَادِلٌ تُدَبِّرُ الْجَمِيعَ بِالْعَدْلِ، وَتَحْسَبُ الْقَضَاءَ عَلَى مَنْ لاَ يَسْتَوْجِبُ الْعِقَابِ مُنَافِيًا لِقُدْرَتِكَ. لأَنَّ قُوَّتَكَ هِيَ مَبْدَأُ عَدْلِكَ، وَبِمَا أَنَّكَ رَبُّ الْجَمِيعِ؛ فَأَنْتَ تُشْفِقُ عَلَى الْجَمِيعِ. وَإِنَّمَا تُبْدِي قُوَّتَكَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ أَنَّكَ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ، وَتُعَاقِبُ الْعُلَمَاءَ عَلَى جَسَارَتِهِمْ. لكِنَّكَ، أَيُّهَا السُّلْطَانُ الْقَدِيرُ، تَحْكُمُ بِالرِّفْقِ، وَتُدَبِّرُنَا بِإِشْفَاقٍ كَثِيرٍ، لأَنَّ فِي يَدِكَ أَنْ تَعْمَلَ بِقُدْرَةٍ مَتَى شِئْتَ."
لأن قوتك هي مبدأ عدلك= الإنسان لا يستطيع أن يحكم بالعدل بسبب ضعفه، فهو لأنه يخاف الأقوى منه يجامل هذا الشخص الأقوى ويحابي له، أما الله فمطلق القوة ولا يخشى أحدًا. ولكنه مع كل قوته وقدرته فهو يشفق على الجميع طالبًا توبتهم. أما المتكبرين= يسميهم هنا العلماء أي المتشامخين الذين لا يقبلون مشورة ولا نصحًا فهؤلاء يعاقبهم.
الآيات (19-27): "فَعَلَّمْتَ شَعْبَكَ بِأَعْمَالِكَ هذِهِ، أَنَّ الصِّدِّيقَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلنَّاسِ، وَجَعَلْتَ لِبَنِيكَ رَجَاءً حَسَنًا، لأَنَّكَ تَمْنَحُهُمْ فِي خَطَايَاهُمْ مُهْلَةً لِلْتَّوْبَةِ. لأَنَّكَ إِنْ كُنْتَ عَاقَبْتَ أَعْدَاءَ بَنِيكَ الْمُسْتَوْجِبِينَ لِلْمَوْتِ بِمِثْلِ هذَا التَّحَرُّزِ وَالتَّرَفُّقِ، وَجَعَلْتَ لَهُمْ زَمَانًا وَمَكَانًا لِلإِقْلاَعِ عَنِ الشَّرِّ، فَبِأَيِّ اعْتِنَاءٍ دَبَّرْتَ بَنِيكَ الَّذِينَ وَاثَقْتَ آبَاءَهُمْ بِالأَقْسَامِ وَالْعُهُودِ عَلَى مَوَاعِيدِكَ الصَّالِحَةِ؟ فَتُؤَدِّبُنَا نَحْنُ، وَتَجْلِدُ أَعْدَاءَنَا جَلْدًا كَثِيرًا، لِكَيْ نَتَذَكَّرَ حِلْمَكَ إِذَا حَكَمْنَا، وَنَنْتَظِرَ رَحْمَتِكَ إِذَا حُكِمَ عَلَيْنَا. لأَجْلِ ذلِكَ فَالْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ عَاشُوا بِالسَّفَهِ، عَذَّبْتَهُمْ بِأَرْجَاسِهِمْ عَيْنِهَا، فَإِنَّهُمْ فِي ضَلاَلِهِم تَجَاوَزُوا طُرُقَ الضَّلاَلِ، إِذِ اتَّخَذُوا مَا يَسْتَحْقِرُهُ أَعْدَاؤُهُمْ مِنَ الْحَيَوَانِ آلِهَةً، مُغْتَرِّينَ كَأَطْفَالٍ لاَ يَفْقَهُونَ. لِذلِكَ بَعَثْتَ عَلَيْهِمْ عِقَابَ أَوْلاَدٍ لاَ عَقْلَ لَهُمْ لِلسُّخْرِيَّةِ. وَلَمَّا لَمْ يَتَّعِظُوا بِتَأْدِيبِ السُّخْرِيَّةِ، ذَاقُوا الْعِقَابَ اللاَّئِقِ بِاللهِ. وَفِيمَا تَحَمَّلُوهُ بِغَيْظِهِمْ، وَقَدْ رَأَوْا أَنَّ مَا اتَّخَذُوهُ إِلهًا كَانُوا بِهِ يُعَذَّبُونَ، عَرَفُوا الإِلهَ الْحَقَّ الَّذِي كَانُوا يَكْفُرُونَ بِهِ، وَلِذلِكَ حَلَّتْ بِهِمْ خَاتِمَةُ الْعِقَابِ."
الله حين يطيل أناته على الأشرار فهو يعطي درسًا لشعبه في التسامح وطول الأناة مع أعدائهم. وإذا كان الله يطيل أناته على الغرباء فكم يطيل أناته على شعبه. واثقت آبائهم بالأقسام= دخلت في مواعيد وعهود ومواثيق مع آبائهم بل بأقسام ولاحظ تدرج عمل الله مع كل نفس:
1. مواعيد ومواثيق وعطايا وبركات= مواعيدك الصالحة.
2. تأديب بسيط= تؤدبنا.. لكي نتذكر حلمك.
3. عقاب بسيط كأطفال (آية 25).
4. عقاب شديد (آية 26).
والهدف أن يعرفك الكل كإله حق (آية 27).
المنافقون = هم المصريون الذين يقولون أنهم يعبدون الله وهم يعبدون أوثان. هم في عباداتهم كانوا كأطفال لا يفقهون، عندما عبدوا الحشرات، فعاقبتهم عقاب أطفال إذ ضربتهم بالحشرات والضفادع ليفهموا. وإذ لم يفهموا جاءت الضربات الأشد ومات أبكارهم وغرق جيشهم.
← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19
تفسير حكمة سليمان 13 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
تفسير حكمة سليمان 11 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rzbr4f6