St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   25-Sefr-El-Hekma
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حكمة سليمان 9 - تفسير سفر الحكمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حكمة:
تفسير سفر الحكمة: مقدمة سفر الحكمة | حكمة سليمان 1 | حكمة سليمان 2 | حكمة سليمان 3 | حكمة سليمان 4 | حكمة سليمان 5 | حكمة سليمان 6 | حكمة سليمان 7 | حكمة سليمان 8 | حكمة سليمان 9 | حكمة سليمان 10 | حكمة سليمان 11 | حكمة سليمان 12 | حكمة سليمان 13 | حكمة سليمان 14 | حكمة سليمان 15 | حكمة سليمان 16 | حكمة سليمان 17 | حكمة سليمان 18 | حكمة سليمان 19

نص سفر الحكمة: الحكمة 1 | الحكمة 2 | الحكمة 3 | الحكمة 4 | الحكمة 5 | الحكمة 6 | الحكمة 7 | الحكمة 8 | الحكمة 9 | الحكمة 10 | الحكمة 11 | الحكمة 12 | الحكمة 13 | الحكمة 14 | الحكمة 15 | الحكمة 16 | الحكمة 17 | الحكمة 18 | الحكمة 19 | حكمة سليمان كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-6): "يَا إِلهَ الآبَاءِ، يَا رَبَّ الرَّحْمَةِ، يَا صَانِعَ الْجَمِيعِ بِكَلِمَتِكَ، وَفَاطِرَ الإِنْسَانِ بِحِكْمَتِكَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الْخَلاَئِقِ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، وَيَسُوسَ الْعَالَمَ بِالْقَدَاسَةِ وَالْبِرِّ، وَيُجْرِيَ الْحُكْمَ بِاسْتِقَامَةِ النَّفْسِ. هَبْ لِي الْحِكْمَةَ الْجَالِسَةَ إِلَى عَرْشِكَ، وَلاَ تَرْذُلْنِي مِنْ بَيْنِ بَنِيكَ، فَإِنِّي أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، إِنْسَانٌ ضَعِيفٌ قَلِيلُ الْبَقَاءِ، وَنَاقِصُ الْفَهْمِ فِي الْقَضَاءِ وَالشَّرَائِعِ. عَلَى أَنَّهُ إِنْ كَانَ فِي بَنِي الْبَشَرِ أَحَدٌ كَامِلٌ؛ فَمَا لَمْ تَكُنْ مَعَهُ الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْكَ، لا يُحْسَبُ شَيْئًا."

حينما أدرك الحكيم أن مصدر الحكمة التي أحبها هو الله، صرخ لله مصليًا أن يهبه هذه الحكمة. والله يعطي الروح القدس، روح الحكمة للذين يسألونه (لو13:11).

يا إله الآباء= أنت الأزلي وأنت الذي أحببت آبائنا وأعطيتهم الوعود ورعيتهم زمان غربتهم. يا رب الرحمة= يا من غفرت لهم ولنا خطايانا. فاطر الإنسان بحكمتك= خالق الإنسان بحكمتك وإذا كان الابن هو حكمة الله (1كو24:1). فتكون هذه الآية مثل (يو3:1) [به كان كل شيء]. والله قدير فهو يسود.. ويسوس.. ويجري الحكم هو ضابط الكل. وهو يسود على الخلائق لأنه كونها (كَوَّنْتَهَا) فهو صاحب الكلمة في خليقته. وحين يسوس فبالقداسة والبر (العدل)= هو عادل قدوس بار. وإذا أجرى حكمًا فبإستقامة نفس= فهو لا يخاف إنسان فيحكم لصالحه. ولذلك فهو يطلب من إله قدير رحيم وماذا يطلب هب لي الحكمة التي سبق وإكتشف مميزاتها، وهو يطلب حكمة إلهية = الْحِكْمَةَ الْجَالِسَةَ عَلَى عَرْشِكَ. ولكن كون سليمان هنا يصور الحكمة كشخص جالس على عرش الله، فهو بروح الوحي يتكلم عن الابن حكمة الله "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور" (عب8:1). وهذا ما صار للبشر أن يكونوا عرشا يسكن المسيح فيه فيقول بولس الرسول "لي الحياة هي المسيح" (في21:1) + "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ" (غل20:2) + "ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم" (أف17:3) ولا ترذلني من بين بنيك= من لا يسكن المسيح عنده ويتحد به معطيًا إياه حياته فهو ليس بإبن بل ومرذول ولاحظ إنسحاقه: أَنَا عَبْدُكَ.. إِنْسَانٌ ضَعِيفٌ.. نَاقِصُ الْفَهْمِ فالله لا يسكن سوى عند المنسحق (إش15:57). ويعترف الحكيم أنه بدون حكمة إلهية فما إنسان مهما كان يحسب شيئًا، لذلك قال عن نفسه أنه عبدك وإبن أمتك ولم يقل ملك، فماذا ينفعه الملك إن لم تسكن فيه الحكمة التي تجعله خالدًا. أما كونه ملكًا فمهما عاش فحياته ستنتهي= إنسان ضعيف قليل البقاء. ونرى في (1مل5:3-15) أن سليمان طلب من الله الحكمة والله أعطاها له فعلًا بل فرح بسؤاله.

 

الآيات (7، 8): "إِنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَنِي لِشَعْبِكَ مَلِكًا، وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ قَاضِيًا، وَأَمَرْتَنِي أَنْ أَبْنِيَ هَيْكَلًا فِي جَبَلِ قُدْسِكَ، وَمَذْبَحًا فِي مَدِينَةِ سُكْنَاكَ عَلَى مِثَالِ الْمَسْكَنِ الْمُقَدَّسِ الَّذِي هَيَّأَتَهُ مُنْذُ الْبَدْءِ."

حين نظر سليمان لنفسه كملك، وجدها ليست شيئًا للفخر والكبرياء وإنما هي وظيفة كلفه الله بها لخدمة شعبه= إِنَّكَ.. اخْتَرْتَنِي لِشَعْبِكَ مَلِكًا، وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ قَاضِيًا. وأهم عمل قام به في نظره ويفتخر به أن الله أمره ببناء هيكل= أمرتني أن أبني هيكلًا في جبل قدسك. ولاهتمام الله بهذا الهيكل أعطاه مثال المسكن المقدس. وكيف يحكم الشعب بحسب شريعة الله ويبني هذا الهيكل الذي يهتم به الله هكذا بدون حكمة.

 

الآيات (9، 10): "إِنَّ مَعَكَ الْحِكْمَةَ الْعَلِيمَةَ بِأَعْمَالِكَ، وَالَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةً إِذْ صَنَعْتَ الْعَالَمَ، وَهِيَ عَارِفَةٌ مَا الْمَرْضِيُّ فِي عَيْنَيْكَ، وَالْمُسْتَقِيمُ فِي وَصَايَاكَ، فَأَرْسِلْهَا مِنَ السَّمَوَاتِ الْمُقَدَّسَةِ، وَابْعَثْهَا مِنْ عَرْشِ مَجْدِكَ، حَتَّى إِذَا حَضَرَتْ تَجِدُّ مَعِي، وَأَعْلَمُ مَّا الْمَرْضِيُّ لَدَيْكَ."

إن معك الحكمة = هذه تساوي الابن في حضن الآب. والتي كانت حاضرة إذ صنعت = فالابن أقنوم الحكمة أزلي.

يا رب أنت بحكمتك أسست الأرض وصنعتها [به كان كل شيء] (يو3:1) فإعطني حكمتك لأبني بيتك. والله بحكمته أيضًا يبني كنيسته، هيكل جسده. تَجدُّ= تجتهد. الحكمة العليمة بأعمالك= [الابن لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئًا إلاّ ما ينظر الآب يعمل] (يو19:5). والتي كانت حاضرة إذ صنعت العالم= "والكلمة كان عند الله" (يو1:1). فأرسلها من السموات المقدسة وأبعثها من عرش مجدك= سليمان هنا يطلب تجسد المسيح صراحة فصار كإشعياء الذي قال "ليتك تشق السموات وتنزل" (إش1:64) وقارن مع "خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم" (يو28:16).

 

الآيات (11، 12): "فَإِنَّهَا تَعْلَمُ وَتَفْهَمُ كُلَّ شَيْءٍ؛ فَتَكُونُ لِي فِي أَفْعَالِي مُرْشِدًا فَطِينًا، وَبِعِزِّهَا تَحْفَظُنِي، فَتَغْدُو أَعْمَالِي مَقْبُولَةً، وَأَحْكُمُ لِشَعْبِكَ بِالْعَدْلِ، وَأَكُونُ أَهْلًا لِعَرْشِ أَبِي."

الحكمة هي حكمة الله فهي تعلم وتفهم كل شيء، فلا تستطيع خدعة أن تخدعني، ولا قوة أن تقهرني لذلك هي مرشدًا فطينًا وبعزها تحفظني = لأن لها قوة قادرة فهي "قوة الله" "المسيح هو حكمة الله وقوة الله" (1كو24:1). وما إهتم به الحكيم ليس كل هذا، بل أن تكون أعماله مقبولة عند الله ويحكم شعب الله بالعدل. وقارن مع قول المسيح "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو15: 5).

 

الآيات (13-17): "فَأَيُّ إِنْسَانٍ يَعْلَمُ مَشُورَةَ اللهِ، أَوْ يَفْطَنُ لِمَا يُرِيدُ الرَّبُّ؟ إِنَّ أَفْكَارَ الْبَشَرِ ذَاتُ إِحْجَامٍ، وَبَصَائِرَنَا غَيْرُ رَاسِخَةٍ، إِذِ الْجَسَدُ الْفَاسِدُ يُثَقِّلُ النَّفْسَ، وَالْمَسْكِنُ الأَرْضِيُّ يَخْفِضُ الْعَقْلَ الْكَثِيرَ الْهُمُومِ. وَنَحْنُ بِالْجَهْدِ نَتَمَثَّلُ مَا عَلَى الأَرْضِ، وَبِالْكَدِّ نُدْرِكُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا، فَمَا فِي السَّمَوَاتِ مَنِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ؟ وَمَنْ عَلِمَ مَشُورَتَكَ لَوْ لَمْ تُؤْتِ الْحِكْمَةَ، وَتَبْعَثْ رُوحَكَ الْقُدُّوسَ مِنَ الأَعَالِي؟"

حكمة الله غير محدودة وأكبر من أن يتسع لها فكر بشر، لذلك قد تبدو أحكامه في بعض الأحيان مخالفة للحكمة الإنسانية وغريبة عنها وصعبة، فالإنسان محدود وضعيف وأرضي وزمني وخاطئ، تفكيره متعلق بالأرض، أما الله فغير محدود وسماوي ولا حدود لقدرته ولا زمني وقدوس= فأي إنسان يعلم مشورة الله. إن أفكار البشر ذات إحجام= أفكار البشر لها حدود فضعف الإنسان وخوفه من الآخرين يحد تصرفاته. والإنسان نفسه تتغير أحكامه على الأمور من وقت لآخر، أمّا الله فأحكامه ثابتة وهو غير متغير، هو الأزلي الأبدي. وكلما اقترب الإنسان من الله وأحب الله سيدرك الكثير من أحكامه.

الجسد الفاسد= بسبب شهوات الجسد تثقل النفس فلا تدرك أحكام الله وحكمتها فالشهوات تظلم العقل. وسبب آخر المسكن الأرضي أي الجسد يخفض العقل الكثير الهموم = الإنسان الذي يحيا في هم واضطراب لا يدرك حكمة الله، إذ هو غير واثق في الله. فالواثق في الله لا يحمل همًا. السبب الثالث محدودية الإنسان = نحن بالجهد نتمثل (نتصور ونتفهم) ما على الأرض. فكيف نفهم أحكام الله العالية علو السماء= فما في السموات من إطلع عليه. وكيف نعلم؟ فقط بالروح القدس الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1كو10:2) = من علم مشورتك لو لم تؤت الحكمة وتبعث روحك القدوس.

عمومًا "الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر" (غل17:5) فمن يتجاوب مع شهوات الجسد ينجذب للأرضيات ويبتعد عن السماويات فلا يدرك أحكام الله. وقوله يثقل النفس = النفس هنا تشمل الروح والعقل.

 

الآيات (18، 19): "فَإِنَّهُ كَذلِكَ قُوِّمَتْ سُبُلُ الَّذِينَ عَلَى الأَرْضِ، وَتَعَلَّمَ النَّاسُ مَرْضَاتَكَ، وَالْحِكْمَةُ هِيَ الَّتِي خَلَّصَتْ كُلَّ مَنْ أَرْضَاكَ، يَا رَبُّ، مُنْذُ الْبَدْءِ."

إبليس يحاول أن يجذب أولاد الله للعالم وشهواته، لكن حكمة الله تردهم للطريق الصحيح = فإنه كذلك قومت (أصلحت) سبل الذين على الأرض. وتعلم الناس مرضاتك. الحكمة هي التي خلصت كل من أرضاك يا رب منذ البدء= فكل مَنْ يرضي الله ولو بقدر بسيط تتدخل الحكمة لتخلصه فهو [قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ] (إش3:42) ولنثق أن الله أقوى بما لا يقاس من عدو الخير، لكن تظهر قوة الله معنا وحكمته إذا أردنا وإذا تجاوبنا معه ولم نقاومه. وإذا فهمنا أن الحكمة هي ابن الله، فهنا نرى أنه المخلص = والحكمة هي التي خلصت كل من أرضاك يا رب منذ البدء .

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/25-Sefr-El-Hekma/Tafseer-Sefr-El-Hekmet-Solaiman__01-Chapter-09.html

تقصير الرابط:
tak.la/2s27rpy