محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
حكمة: |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
آية (1): "أَحِبُّوا الْعَدْلَ، يَا قُضَاةَ الأَرْضِ، وَاعْتَقِدُوا فِي الرَّبِّ خَيْرًا، وَالْتَمِسُوهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ."
السفر هو سفر الحكمة، وبدء الحكمة مخافة الرب (مز10:111). وهذه الآية تشير من بداية السفر لطريق الحكمة [1] أحبوا العدل [2] اعتقدوا في الرب خيرًا [3] التمسوه بقلب سليم.
أحبوا العدل= وكلمة العدل هي نفسها كلمة البر. وقوله أحبوا أي عليكم أن تقتنعوا بأن تسلكوا بالبر وتنفذوا هذا الاقتناع. إذًا قوله أحبوا هي اتخاذ قرار وتنفيذه. فلن يجد الله ولن يعرف الله إلاّ كل من يسلك بالبر ويحكم بالعدل.
اعتقدوا في الرب خيرًا= الله صانع خيرات. وكل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو28:8) وهذا اعتقاد الكنيسة أن الله صانع خيرات (صلاة الشكر). وهذا ما يقوله الكتاب المقدس. وكذب إبليس المستمر هو إقناع كل من في تجربة أن الله إله قاسٍ. وكل من يصدق إبليس لن يجد الله.
إلتمسوه بقلب سليم= السيد المسيح علمنا أن نصلي بلجاجة (لو1:18-8) وماذا نطلب؟ أهم ما نطلبه هو الامتلاء من الروح القدس (لو13:11) والروح القدس هو روح الحكمة (إش2:11) وهو روح النصح (2تي7:1).
بقلب سليم
= فصلاة الشرير الذي قلبه مملوء شهوات لا يريد التوبة عنها غير مقبولة عند الله = "ذبيحة الأشرار مكرهة الرب" = (أم15: 8).يا قضاة الأرض= يا كل قاض ويا كل أب وأم وخادم. بل يا كل إنسان تحكم على الأمور، بل يا كل إنسان تَنسِب لله أنه أخطأ إذا أصابك بتجربة ما. يا كل إنسان هل تريد أن يكون لك حكمًا صائبًا على الأمور؟ إذًا لا بُد أن تكون لك حكمة.. والسبيل إليها هو ما سبق. أما من يسلك في شهواته (عكس البر) ويتصادم مع الله ولا يطلب الله ويصلي، فهو بلا حكمة.
آية (2): "فَإِنَّمَا يَجِدُهُ الَّذِينَ لاَ يُجَرِّبُونَهُ، وَيَتَجَلَّى لِلَّذِينَ لاَ يَكْفُرُونَ بِهِ."
فإنما يجده
= يجد ويدرك ويقتنع أنه صانع خيرات، أي يختبر هذا في حياته كما ذكر في الآية: [يعتقد في الرب خيرًا] (1).يجربونه.. يكفرون به
= يجربونه أي يكون لهم سلوك خاطئ غير مصدقين أن الله إله عادل لن يقبل الخطأ وسيعاقب، وهذا كمن يقولون "الناس كلها بتعمل كده". ويكفرون به أي يشكون في صلاحه وأيضا في عدله وأنه إله خَيِّر وصانع خيرات ، ولكنه أيضًا قدوس لا يحتمل الخطية ولا يقبلها فيعاقب من يفعلها. وقارن مع (عد14: 22، 23) "جميع الرجال الذين رأوا مجدي.. وجربوني الآن عشر مرات.. لن يروا الأرض..".والمعنى أن الله بطبعه صانع خيرات، يريد أن يسكب من خيراته على أولاده، ولكن من يسلك معه بالخلاف ويسلك في الشر فهو يجرب الله، أي يغيظه فيرى ما هو عكس الخيرات والرعاية والحنان، لأنه ببساطة لا يصدق أن الله يعاقب على الشر.
آية (3): "لأَنَّ الأَفْكَارَ الزَّائِغَةَ تُقْصِي مِنَ اللهِ، وَاخْتِبَارَ قُدْرَتِهِ يُثَقِّفُ الْجُهَّالَ."
الأفكار الزائغة= أي الشريرة والمنحرفة تقصي من الله= أي تبعد الإنسان عن الله، لأنه لا شركة للنور مع الظلمة (2كو14:6). واختبار قدرته يثقف الجهال= قدرته هنا أصلها اللغوي "ضابط الكل" فمن يسير في طريق الخطأ فهو يختبر قدرة الله القادرة على تأديبه وعقابه = يثقف الجهال = وهذه جاءت في ترجمة أخرى تخزي الأغبياء= فضربات الله هدفها الأساسي التأديب وهي تخجل من سار في طريق الشر (الابن الضال). ولكن قوله ضابط الكل، فنرى أن الله قادر أن يحرك قوَى الطبيعة ضد الشرير (طوفان/ حريق لسدوم وعمورة/ مجاعة للابن الضال/ حوت وبحر هائج ليونان..) ومن يتجاوب كالابن الضال تثقفه هذه التأديبات. ومن هنا نفهم أن الله حتى في هذه التأديبات هو صانع خيرات هدفه خلاص النفس.
آية (4): "إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ،"
الحكمة لا تلج
(تدخل) النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق (المستعبد) للخطيئة= هذه رد على آية (1). المسترق من الرق أي العبودية. ومن هو مستعبد للخطية، كيف يكون عبدًا لله في وقت واحد، وكيف يسكن المسيح حكمة الله عند هذا الذي يسلك بالمكر ومستعبد للخطية. ولاحظ هنا أنه يميز بين الجسد والنفس. فالجسد قد يستعبد لشهواته وهذا يؤدي لأن الحكمة لا تسكن في النفس.
آية (5): "لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ."
روح التأديب القدوس
= هو الروح القدس المؤدب والذي "يبكت.. على خطية.." (يو8:16). وطالما يتجاوب الإنسان مع الروح القدس يستمر في عمله. أما من يقاوم عمله مستمرًا في شروره بتحدي وسفاهة فإن الروح يتركه= يهرب من الغش= وهذه قيل عنها [لا تحزنوا الروح] (أف30:4) و"لا تطفئوا الروح" (1تس19:5) و"روحك القدوس لا تنزعه مني" (مز11:51). فالروح لا يرضَى أن يسكن فيمن يصر على شره وسفاهته، فلا شركة للنور مع الظلمة، لذلك قال عنه أنه يهرب. أما قوله ينهزم إذا حضر الإثم= إذا أصر الإنسان على مسلكه ينطفئ الروح عنده = ينهزم ، ويقال عن مثل هذا الإنسان "يشرب الهزء كالماء" (أي 34: 7). فالروح يبكت ويعين (رو26:8) ولكن مع الإصرار على الشر لا يعود الخاطئ يسمع صوته = ينهزم .
آيات (6-8): "إِنَّ رُوحَ الْحِكْمَةِ مُحِبٌّ لِلإِنْسَانِ؛ فَلاَ يُبَرِّئُ الْمُجَدِّفَ مِمَّا نَطَقَ، لأَنَّ اللهَ نَاظِرٌ لِكُلْيَتَيْهِ وَرَقِيبٌ لِقَلْبِهِ لاَ يَغْفُلُ وَسَامِعٌ لِفَمِهِ. لأَنَّ رُوحَ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكُونَةَ، وَوَاسِعَ الْكُلِّ عِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّ كَلِمَةٍ. فَلِذلِكَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ نَاطِقٌ بِسُوءٍ، وَلاَ يَنْجُو مِنَ الْقَضَاءِ الْمُفْحِمِ،"
أن روح الحكمة محب للإنسان
= "الحكمة روح يحب الإنسان" ترجمة أخرى. فالحكمة هو الابن الأقنوم الثاني، وظهرت محبته على الصليب. فلا يبرئ المجدف= ليس معنى أن الله محب للإنسان أنه يبرئ الإنسان مهما فعل، لكن المسيح أقنوم الحكمة قدم الفداء ليبرر الإنسان ، ثم يؤدبه حتى ينقيه، وهو ينقيه حتى من الشوائب التي في داخله ولا يراها البشر= لأن الله ناظر لكليتيه ورقيب لقلبه= والتأديب هو عمل محبة، فكيف نخلص إن لم نتنقى. ومهما ظن الإنسان أنه إبتعد عن الله، فالله هناك يراه ويراقبه= لأن روح الرب ملأ المسكونة فهو غير محدود ويحتضن الكل= واسع الكل وتترجم في ترجمات أخرى "الذي به يتماسك كل شيء" (عب3:1) "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته" والله يشغل كل مساحة المكان والزمان فلا يخفى عليه شيء= عنده علم كل كلمة. فلذلك لا يخفى عليه ناطق بسوء. ولا ينجو هذا الشرير من تأديب الله وعقابه= لا ينجو من القضاء المفحم= أي الذي تعجز أمامه كل حجة، وهذه مثل [تتبرر في أحكامك وتغلب إذا حوكمت] (مز4:51). حقيقة أن الله موجود في كل مكان تفرح الأبرار بوجود الله كحامي لهم من كل شر، لكنها لا تسعد الأشرار. فأقنوم الحكمة قدم الفداء ، ثم تعهدنا بتأديبه ، فمن يرفض بعد كل هذا فهناك الدينونة تنتظره = القضاء المفحم .
آية (9): "لكِنْ سَيُفْحَصُ عَنْ أَفْكَارِ الْمُنَافِقِ، وَكُلُّ مَا سُمِعَ مِنْ أَقْوَالِهِ يَبْلُغُ إِلَى الرَّبِّ فَيُحْكَمُ عَلَى آثَامِهِ،"
العالم بكل شيء،
فاحص القلوب والكلى يجازي المنافق (الذي يُظْهِر غير ما يُبْطِن).
آية (10): "لأَنَّ الأُذُنَ الْغَيْرَى تَسْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَصِيَاحُ الْمُتَذَمِّرِينَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهَا."
الأذن الغيرى
= الأذن التي تغار، [فالله إلهنا إله غيور] (خر5:20) غيور على عبيده، ينصت لكل ما يقولونه، ويسمع كل شيء وصياح المتذمرين عليه (تَسْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَصِيَاحُ الْمُتَذَمِّرِينَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهَا) = فالتذمر على الله هو كصياح. لأنه ضد الإيمان بأن الله خَيِّر (آية1). وقوله غيور أي أن الله يغار على مجده ولا يقبل كذب الشيطان الذي يصدقه أولاده، إذ أنهم سيهلكون لأنهم صدقوا إبليس وشككوا في محبته وبدأوا يتذمرون على الله. وفي التذمر على الله انفصال عن الله وبالتالي هلاك (وهذا بالضبط ما حدث مع أبوينا الأولين آدم وحواء).
آية (11): "فَاحْتَرِزُوا مِنَ التَّذَمُّرِ الَّذِي لاَ خَيْرَ فِيهِ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الثَّلْبِ؛ فَإِنَّ الْمَنْطُوقَ بِهِ فِي الْخُفْيَةِ لاَ يَذْهَبُ سُدًى، وَالْفَمَ الْكَاذِبَ يَقْتُلُ النَّفْسَ."
كفوا ألسنتكم عن الثلب= الثلب هو إدانة الله والكلام عليه بصورة غير لائقة، وهذا يحدث عادة من إنسان وقع في تجربة. لكن إذا فهم أن هذه التجربة كانت لتنقيته، فهو سيشكر الله عليها (يع2:1) بل كفوا عن التذمر حتى في القلب، فحتى هذا يسمعه الله، وهو يعبر عن قلب متمرد على أحكام الله، والتي هي كلها للخير= فإن المنطوق به في الخفية لا يذهب سدى= الله يسمعه ويعاقب عليه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والفم الكاذب يقتل النفس= الشيطان كذاب وأبو الكذاب (يو44:8). وهو يضع على فم المتذمر على الله أقوال أكاذيب، مثل أن الله قاسٍ. وما أن يردد الإنسان أقوال الشيطان هذه فهو في طريقه للموت، فتصديق الشيطان هو طريق الموت، فهذا ما حدث لآدم وحواء.
آية (12): "لاَ تَغَارُوا عَلَى الْمَوْتِ فِي ضَلاَلِ حَيَاتِكُمْ، وَلاَ تَجْلُبُوا عَلَيْكُمُ الْهَلاَكَ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ،"
لا تغاروا على الموت= في ترجمة أخرى "لا تسعوا إلى الموت" أي لا تسعوا وراء الموت بتصديقكم للشيطان، فتجعلوا الله كاذبًا= في ضلال حياتكم= فمن جعل الله كاذبًا فهو في ضلال، لا يعرف طريق الحياة. فالله هو الحياة "أنا هو القيامة والحياة" (يو25:11). والموت المذكور هنا هو الموت الروحي. فالكل سيموت جسديًا.
آية (13): "إِذْ لَيْسَ الْمَوْتُ مِنْ صُنْعِ اللهِ، وَلاَ هَلاَكُ الأَحْيَاءِ يَسُرُّهُ."
الله خلق حياة ولم يخلق موتًا، "أنا اختطفت لي قضية الموت" (القداس الغريغوري)، وذلك إذ سلك الإنسان في الشر= ليس الموت من صنع الله. وأيضًا الألم ليس من صنع الله= ولا هلاك الأحياء يسره. قارن مع (حز32:18+ حز11:33).
آية (14): "لأَنَّهُ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَمِيعَ لِلْبَقَاءِ؛ فَمَوَالِيدُ الْعَالَمِ إِنَّمَا كُوِّنَتْ مُعَافَاةً، وَلَيْسَ فِيهَا سُمٌّ مُهْلِكٌ، وَلاَ وِلاَيَةَ لِلْجَحِيمِ عَلَى الأَرْضِ،"
بل الله خلق العالم بدون فساد= مواليد العالم إنما كونت معافاة= أي صحيحة وسليمة، فهذه إرادة الله (القداس الباسيلي "الذي خلق الإنسان على غير فسادٍ"). ولا ولاية للجحيم على الأرض= لا سلطان للجحيم أن يضم إليه أحد، هكذا أراد الله للإنسان، ولكن الإنسان اختار الشر، فذهب للجحيم. بعد أن كان الموت لا يستطيع أن يمس الإنسان إذا استمر في بره.
آية (15): "لأَنَّ الْبِرَّ خَالِدٌ."
لأن البر خالد
= هكذا خلق الله الإنسان في بر وليصير خالدًا لا سلطان للموت ولا للجحيم عليه فهو مخلوق على صورة الله البار الحي إلى الأبد = الخالد (خَالِدٌ). فالجحيم وجهنم وبحيرة النار أصلًا كانت معدة لإبليس وملائكته "ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته" (مت25: 41) . فالله خلق الإنسان ليحيا أبديا في بر بلا موت. ولكن هذه الحياة الأبدية ضاعت بالخطية ولكن المسيح أعادها بالفداء.
آية (16): "لكِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ اسْتَدْعَوُا الْمَوْتَ بِأَيْدِيهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ. ظَنُّوهُ حَلِيفًا لَهُمْ فَاضْمَحَلُّوا، وَإِنَّمَا عَاهَدُوهُ لأَنَّهُمْ أَهْلٌ أَنْ يَكُونُوا مِنْ حِزْبِهِ."
لكن المنافقين هم استدعوا الموت بأيديهم وأقوالهم
= "أنا اختطفت لي قضية الموت" (القداس الغريغوري). ظنوه حليفًا لهم= الله يقول لأولاده لا تتحالفوا مع الشر فبهذا أنتم تسعون وراء الموت والهلاك الأبدي ، وقوله حليف تفهم على من يتحالف مع الشيطان في أن يعطيه تحقيق شهواته وملذاته الخاطئة، والشيطان مستعد لهذا فهو رئيس هذا العالم (يو14: 30)، وهذا ما قاله للرب يسوع [أعطيك كل هذه إن خررت وسجدت لي] (مت 4: 9). ولكن من يقبل هذا التحالف فقد عقد حلفا مع الموت، فالشيطان هو ملك الموت (رو5: 21) + "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب2: 14). أما من يتحالف مع البر فيختار الحياة والخلود.الآن بعد الفداء صارت معاني هذا الإصحاح واضحة وضوح الشمس. هذا الإصحاح يتلخص في أن من يسعى لله بالحكمة ويتخذ البر طريقًا له، فله حياة أبدية وخلود.
← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19
تفسير حكمة سليمان 2 |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص أنطونيوس فكري |
مقدمة سفر الحكمة |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/hzh59tx