St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   25-Sefr-El-Hekma
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حكمة سليمان 15 - تفسير سفر الحكمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حكمة:
تفسير سفر الحكمة: مقدمة سفر الحكمة | حكمة سليمان 1 | حكمة سليمان 2 | حكمة سليمان 3 | حكمة سليمان 4 | حكمة سليمان 5 | حكمة سليمان 6 | حكمة سليمان 7 | حكمة سليمان 8 | حكمة سليمان 9 | حكمة سليمان 10 | حكمة سليمان 11 | حكمة سليمان 12 | حكمة سليمان 13 | حكمة سليمان 14 | حكمة سليمان 15 | حكمة سليمان 16 | حكمة سليمان 17 | حكمة سليمان 18 | حكمة سليمان 19

نص سفر الحكمة: الحكمة 1 | الحكمة 2 | الحكمة 3 | الحكمة 4 | الحكمة 5 | الحكمة 6 | الحكمة 7 | الحكمة 8 | الحكمة 9 | الحكمة 10 | الحكمة 11 | الحكمة 12 | الحكمة 13 | الحكمة 14 | الحكمة 15 | الحكمة 16 | الحكمة 17 | الحكمة 18 | الحكمة 19 | حكمة سليمان كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-3): "وَأَنْتَ يَا إِلهَنَا ذُو صَلاَحٍ وَصِدْقٍ، طَوِيلُ الأَنَاةِ وَمُدَبِّرُ الْجَمِيعِ بِالرَّحْمَةِ. فَإِذَا خَطِئْنَا فَنَحْنُ فِي يَدِكَ، وَقَدْ عَلِمْنَا قُدْرَتَكَ، لكِنَّا لاَ نَخْتَارُ الْخَطَأَ لِعِلْمِنَا بِأَنَّا مِنْ خَاصَّتِكَ. فَإِنَّ مَعْرِفَتَكَ هِيَ الْبِرُّ الْكَامِلُ، وَالْعِلْمَ بِقُدْرَتِكَ هُوَ أَصْلُ الْحَيَاةِ الدَّائِمَةِ."

أنت يا إلهنا ذو صلاح....= تسبحة من سليمان إذ اكتشف صفات الله. فإذا خطئنا فنحن في يدك= أنت قادر أن تهلكنا بقوتك الجبارة= وقد علمنا قدرتك. لكنا لا نختار الخطأ= نحن لا نمتنع عن الخطية لخوفنا من قدرتك هذه بل لعلمنا بأنا من خاصتك= نحن عرفنا من أنت بالنسبة لنا، أنت أبونا وإلهنا وأنت تحبنا، وإذ علمنا مقدار حبك لنا نخجل أن نغضبك= فإن معرفتك هي البر الكامل. والعلم بقدرتك هو أصل الحياة= هذه مثل قول السيد المسيح "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك.." (يو3:17). الآيات السابقة في الإصحاح السابق رأينا الله في قداسته يعاقب عبدة الأوثان. وهنا نرى الله في أبوته وحنانه تجاه شعبه يكشف لهم محبته فيذوبوا خجلًا منها فلا يغضبوه. وماذا عن أنفسنا؟ ماذا نفعل إذ انكشفت محبة المسيح العجيبة على الصليب؟! ولاحظ أن معرفة الله هي أيضًا نوع من الإتحاد بالله، لذلك هي تعطي حياة.. دائمة = خلود وأبدية.

 

الآيات (4-6): "لِذلِكَ لَمْ يُغْوِنَا مَا اخْتَرَعَتْهُ صِنَاعَةُ النَّاسِ الْمَمْقُوتَةُ، وَلاَ عَمَلُ الْمُصَوِّرِينَ الْعَقِيمُ مِنَ الصُّوَرِ الْمُلَطَّخَةِ بِالأَلْوَانِ. الَّتِي فِي النَّظَرِ إِلَيْهَا فَضِيحَةٌ لِلْسُّفَهَاءِ بِعِشْقِهِمْ، صُورَةَ تِمْثَالٍ مَيْتٍ لاَ رُوحَ فِيهِ. لاَ جَرَمَ أَنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَهَا وَالَّذِينَ يَعْشَقُونَهَا وَالَّذِينَ يَعْبُدُونَهَا هُمْ كَلِفُونَ بِالْمُنْكَرَاتِ، وَهُمْ أَهْلٌ لأَنْ تَكُونَ آمَالُهُمْ فِي أَمْثَالِ هذِهِ."

الكلام هنا عن التماثيل الوثنية والتي يبرزون فيها أعضاء الجسم التي تثير الشهوة. ولونوها وجملوها ليتعلق بها الجهلاء، أما من عرفوا الله يقولون لِذلِكَ لَمْ يُغْوِنَا مَا اخْتَرَعَتْهُ صِنَاعَةُ النَّاسِ.

لاَ جَرَمَ = ليس من الغريب أن الذين يصنعونها.. هم كلفون بها (هُمْ كَلِفُونَ بِالْمُنْكَرَاتِ) = أي متعلقون بها بشدة، وذلك لأن شهواتهم مشتعلة في داخلهم وحتى الآن فالعالم يخترع شرورًا لترضي شهوات الجهلاء، وهؤلاء ينخدعون بها ويسعون وراءها. وما يصنعونه هو فضيحة لهم، إذ تركوا الله مصدر الفرح الحقيقي سعيًا وراء شهوات بهيمية تعطي لذة حسية وقتية يكونون فيها في مستوى البهائم.

 

الآيات (7-9): "إِنَّ الْخَزَّافَ يُعْنَى بِعَجْنِ الطِّينِ اللَّيِّنِ، وَيَصْنَعُ مِنْهُ كُلَّ إِنَاءٍ مِمَّا نَسْتَخْدِمُهُ؛ فَيَصْنَعُ مِنَ الطِّينِ الْوَاحِد الآنِيَةَ الْمُسْتَخْدَمَةَ فِي الأَعْمَالِ الطَّاهِرَةِ وَالْمُسْتَخْدَمَةَ فِي عَكْسِ ذلِكَ، وَأَمَّا تَخْصِيصُ كُلِّ إِنَاءٍ بِوَاحِدَةٍ مِنَ الْخِدْمَتَيْنِ فَإِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى حُكْمِ صَانِعِ الطِّينِ. وَبِعَنَائِهِ الْمَمْقُوتِ يَصْنَعُ مِنْ هذَا الطِّينِ إِلهًا بَاطِلًا، وَهُوَ إِنَّمَا وُلِدَ مِنَ الطِّينِ مِنْ حِينٍ يَسِيرٍ، وَعَنْ قَلِيلٍ سَيَعُودُ إِلَى مَا أُخِذَ مِنْهُ حِينَ يُطَالَبُ بِدَيْنِ نَفْسِهِ. غَيْرَ أَنَّ هَمَّهُ لَيْسَ بِأَنَّهُ يَتْعَبُ وَلاَ بِأَنَّهُ قَرِيبُ الأَجَلِ، لكِنَّهُ يُبَارِي صَاغَةَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَيُعَارِضُ النَّحَّاسِينَ، وَيَعْتَدُّ مَا يَصْنَعُهُ مِنَ الْخَسَائِسِ فَخْرًا."

هذه هي نفس كلمات بولس الرسول (رو21:9). ولكن الحكيم هنا يريد أن يظهر تفاهة هذه الأوثان، إذ يقول أنها من طين يتحكم في صناعته الخزاف، فالخزاف أمامه طين وهو حر أن يصنع منه إناء مفيدًا وقادر أن يصنع منه آلهة باطلة. ونفس الشيء معنا، فالله أعطانا مواهب ووزنات ونحن أحرار في كيفية استخدامها. بل أعطانا حياة نحن أحرار في توجيهها كيفما شئنا، إمّا نصير قديسين أو أشرار. بل إن هذا الخزاف نفسه جاء من الطين= ولد من الطين من حين يسير وسيعيش فترة قصيرة ثم يموت= وعن قليل سيعود إلى ما أخذ منه. فهل هذا الإنسان الطيني الأصل، الذي يحيا لأيام معدودات ثم يموت، هو قادر أن يصنع آلهة. فليذكر هذا الإنسان أنه سيدان على ما يعمله= حين يطالب بدين نفسه= وليذكر كل منا كيف استعمل مواهبه ووزناته فإننا سندان على حسب استخدامنا لها. وهذا الخزاف يجتهد ببراعة في تصوير تمثاله لينافس به تماثيل الذهب والفضة والنحاس (النَّحَّاسِينَ). ويعتد= يحسب ما يصنعه من الخسائس فخرًا. أليس هذا ما يحدث مع من يجمع المال ويفتخر بما عنده ويتباهى بأن كثرة ماله فخرًا لهُ، وهو سيتركه ويموت. المقارنة هنا أن الخزاف هو طين، ويصنع آلهة من طين. مع العلم بأن الخزاف فيه روح حياة وضعها الله فيه بينما أن الآلهة الطينية هي ميتة بلا روح.

 

الآيات (10-13): "فَقَلْبُهُ رَمَادٌ، وَرَجَاؤُهُ أَخَسُّ مِنَ التُّرَابِ، وَحَيَاتُهُ أَحْقَرُ مِنَ الطِّينِ، لأَنَّهُ جَهِلَ مَنْ جَبَلَهُ، وَنَفَخَ فِيهِ نَفْسًا عَامِلَةً وَرُوحًا مُحْيِيًا. بَلْ حَسِبَ حَيَاتَنَا عَبَثًا، وَعُمْرَنَا مَوْسِمًا لِلاِكْتِسَابِ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنَ الرِّبْحِ بِكُلِّ حِيلَةٍ وَلَوْ بِالظُّلْمِ. فَإِنَّهُ عَالِمٌ بِأَنَّهُ أَعْظَمُ جُرْمًا مِنَ الْجَمِيعِ، لأَنَّهُ يَصْنَعُ مِنْ طِينِ الأَرْضِ آنِيَةً قَصِمَةً وَمَنْحُوتَاتٍ."

هنا يهاجم الحكيم صانعي هذه التماثيل (ومثلهم تُجَّار الشهوات الخاطئة الآن). فالله خلق هذا الخزاف من طين ولكن وضع فيه حياة، وكان يجب أن يدرك أن هناك خالق خلق هذه الحياة التي فيه، لكن بجهله إذ صنع آلهة يؤمن بها ويطلب منها فلقد صار قلبه رماد= لأن القلب هو مصدر المشاعر الإنسانية الراقية التي وضعها الله في الإنسان، وهذا الخزاف بعمله أحرق هذه المشاعر، فصار ما في داخل قلبه رماد، أليس هذا ما دفع هؤلاء الوثنيون أن يقدموا أولادهم ذبائح لأوثانهم ويحرقونهم بالنار على أصوات الطبول حتى لا يسمعوا صراخ الأطفال. ورجاؤه أخس من التراب= فهو يرجو إله صنعه هو بيده. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وحياته أحقر من الطين= فالطين ليس فيه خطية، أما هو فغارق في خطاياه. بل حسب حياتنا عبثًا= لكن [الله خلقنا لأعمال صالحة سبق فأعدها لكي نسلك فيها] (أف10:2) ولكي يرى الناس أعمالنا الصالحة فيمجدوا أبانا الذي في السموات (مت16:5). ولكن هؤلاء ظنوا الحياة هي للمتعة وللسعي وراء شهواتهم فصاروا كالحيوانات. صار مبدأهم "لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت". وآخرين سعوا للمكاسب المادية مثل هذا الخزاف، يصنع آلهة ويبيعها ويكسب ولا يهتم كم تعثر هذه الآلهة الجهلاء الأبرياء= عمرنا موسمًا للاكتساب= وللآن كم إنسان له نفس هذه المبادئ، أن يكسب ولو بظلم الآخرين والاحتيال عليهم= بكل حيلة ولو بالظلم. هذا الخزاف دينونته عظيمة لأنه عالم أن الآلهة التي يصنعها= قصمة أي هشة قابلة للكسر بسهولة.

ومن يتعلق قلبه بالمال هو مثل هذا الخزاف، فالمال سهل الضياع ولكن هناك من يحسبه إلهًا.

 

الآيات (14-19): "إِنَّ جَمِيعَ أَعْدَاءِ شَعْبِكَ الْمُتَسَلِّطِينَ عَلَيْهِمْ هُمْ أَجْهَلُ النَّاسِ، وَأَشْقَى مِنْ نُفُوسِ الأَطْفَالِ، لأَنَّهُمْ حَسِبُوا جَمِيعَ أَصْنَامِ الأُمَمِ آلِهَةً تِلْكَ الَّتِي لاَ تُبْصِرُ بِعُيُونِهَا، وَلاَ تَنْشَقُ الْهَوَاءَ بِأُنُوفِهَا، وَلاَ تَسْمَعُ بِآذَانِهَا، وَلاَ تَلْمُسُ بِأَصَابِعِ أَيْدِيهَا وَأَرْجُلُهَا، عَاجِزَةٌ عَنِ الْخَطْوِ، لأَنَّهَا إِنَّمَا عَمِلَهَا إِنْسَانٌ، وَالَّذِي أُعِيرَ رُوحًا صَنَعَهَا وَلَيْسَ فِي طَاقَةِ إِنْسَانٍ أَنْ يَصْنَعَ إِلهًا مِثْلَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ فَانٍ فَيَصْنَعُ بِيَدَيْهِ الأَثِيمَتَيْنِ مَا لاَ حَيَاةَ فِيهِ. فَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ مَعْبُودَاتِهِ، إِذْ هُوَ قَدْ كَانَ حَيًّا، وَأَمَّا هِيَ فَلَمْ تَكُنْ حَيَّةً الْبَتَّةَ. وَهُمْ يَعْبُدُونَ أَعْدَى الْحَيَوَانِ، مِمَّا هُوَ أَشَدُّ الْبَهَائِمِ عُجْمَةً، وَلَيْسَ فِيهِ مَا فِي مَنْظَرِ الْحَيَوَانَاتِ الأُخَرِ مِنَ الْحُسْنِ الشَّائِقِ، إِذْ فَاتَهُ مَدْحُ اللهِ وَبَرَكَتُهُ."

هنا يقارن بين إله إسرائيل القوي الحي الأزلي وآلهة أعداء الشعب الميتة ويعني المصريين. ولذلك فإن أعداء شعب الله هم أجهل الناس لإتباعهم هذه الأوثان. وأشقى من نفوس الأطفال= أي هم في شقاء لإعتمادهم على آلهة لا تنفع، وعقلهم في جهلهم أصغر من عقل الأطفال، فهم لا يدركون. الذي أعير روحًا صنعها= أي الإنسان الذي من طين ووضع الله فيه روحًا، هو غير قادر أن يعير هذه الروح لأحد ولا للأصنام التي يصنعها، لذلك فهو يصنع آلهة ميتة. ولأن الإنسان حي وله روح فهو أفضل من الآلهة التي يصنعها ويعبدها= مَعْبُودَاتِهِ.

وَلَيْسَ فِي طَاقَةِ إِنْسَانٍ أَنْ يَصْنَعَ إِلهًا مِثْلَهُ = صانع هذه التماثيل هو عاجز عن عمل آلهة حية، بل هو غير قادر على صنع آلهة تشبهه كإنسان حي، فكيف يكون ما يصنعه إلهًا خالقًا له هو. وبنفس المنطق، كيف يؤله إنسان ماديات العالم كالأموال وهو الذي صنعها بيديه. وَهُمْ يَعْبُدُونَ أَعْدَى الْحَيَوَانِ = أي الحيوانات التي تعاديهم وتفترسهم. مما هو أشد البهائم عجمة= أي من لها صوت غير مفهوم، فهي حيوانات وغير مفهومة وعدوة للإنسان، وحتى هي ليست مثل الحيوانات الأليفة التي لها جمال والمفيدة للإنسان. وما الذي أوصل الإنسان لهذا الجهل؟ = إذ فاته مدح الله وبركته= كلما إبتعد الإنسان عن الله ينحدر لكل ما هو حقير؟ هذا كما قال بولس الرسول "لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه.." (رو18:1-24).

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/25-Sefr-El-Hekma/Tafseer-Sefr-El-Hekmet-Solaiman__01-Chapter-15.html

تقصير الرابط:
tak.la/spm4zhn