St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   25-Sefr-El-Hekma
 

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص أنطونيوس فكري

حكمة سليمان 8 - تفسير سفر الحكمة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب حكمة:
تفسير سفر الحكمة: مقدمة سفر الحكمة | حكمة سليمان 1 | حكمة سليمان 2 | حكمة سليمان 3 | حكمة سليمان 4 | حكمة سليمان 5 | حكمة سليمان 6 | حكمة سليمان 7 | حكمة سليمان 8 | حكمة سليمان 9 | حكمة سليمان 10 | حكمة سليمان 11 | حكمة سليمان 12 | حكمة سليمان 13 | حكمة سليمان 14 | حكمة سليمان 15 | حكمة سليمان 16 | حكمة سليمان 17 | حكمة سليمان 18 | حكمة سليمان 19

نص سفر الحكمة: الحكمة 1 | الحكمة 2 | الحكمة 3 | الحكمة 4 | الحكمة 5 | الحكمة 6 | الحكمة 7 | الحكمة 8 | الحكمة 9 | الحكمة 10 | الحكمة 11 | الحكمة 12 | الحكمة 13 | الحكمة 14 | الحكمة 15 | الحكمة 16 | الحكمة 17 | الحكمة 18 | الحكمة 19 | حكمة سليمان كامل

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الآيات (1-4): "إِنَّهَا تَبْلُغُ مِنْ غَايَةٍ إِلَى غَايَةٍ بِالْقُوَّةِ، وَتُدَبِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِالرِّفْقِ. لَقَدْ أَحْبَبْتُهَا وَالْتَمَسْتُهَا مُنْذُ صِبَائِي، وَابْتَغَيْتُ أَنْ أَتَّخِذَهَا لِي عَرُوسًا، وَصِرْتُ لِجَمَالِهَا عَاشِقًا. فَإِنَّ فِي نَسَبِهَا مَجْدًا، لأَنَّهَا تَحْيَا عِنْدَ اللهِ، وَرَبُّ الْجَمِيعِ قَدْ أَحَبَّهَا، فَهِيَ صَاحِبَةُ أَسْرَارِ عِلْمِ اللهِ، وَالْمُتَخَيِّرَةُ لأَعْمَالِهِ."

إنها تبلغ من غاية إلى غاية بالقوة وتدبر كل شيء بالرفق= تبلغ من غاية إلى غاية أي تنفذ الأعمال. والكلام عن الحكمة التي تنفذ عملها بقوة ولكن بالرفق، وتبلغ لما تريده. وهذا ببساطة لأن الحكمة هي الله، والله قوي جدًا وبلا حدود ولكنه يرفق بعبيده وحنون عليهم. والله قادر أن يعطي عبيده هذه الحكمة فيكون لهم قوة ممتزجة بالحنان. والتمسها سليمان فكانت له منذ صباه. أتخذها لي عروسًا= يتحد بها. وهذا ما أعطاه لنا المسيح أن يتحد بنا كعريس يتحد بعروسه (رو3:6-5+أف22:5-30) فتسكن فينا الحكمة، فالإتحاد بالمسيح هو إتحاد بالحكمة والانفصال عن المسيح هو الجهل بعينه. صرت لجمالها عاشقًا= لصفاتها الجميلة. فإن في نسبها مجدًا= سليمان نال مجدًا إذ نال الحكمة. وجاء له ملوك الأرض ليسمعوا حكمته (1 مل 34:4؛ 1:10-10). وكان لسليمان غِنَى لم يكن لأحد بجانب حكمته. ونلاحظ أن في الإتحاد بالمسيح (نسبها) مجدًا. لأنها تحيا عند الله= في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يو1:1). ورب الجميع قد أحبها= فالإبن هو المحبوب (أف6:1) هي صاحبة أسرار علم الله والمتخيرة لأعماله= فالإبن به كان كل شيء. والآب يعمل من خلال الابن أقنوم الحكمة "قوة الله وحكمة الله" (1كو24:1). وقوله صاحبة أسرار علم الله هذه مثل قول السيد المسيح "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاّ ما ينظر الآب يعمل" (يو19:5) [ولا أحد يعرف الآب إلاّ الابن ولا الابن إلاّ الآب] (لو22:10) فأسرار الآب لا يعرفها إلاّ الابن فهو ينظر ما يعمل الآب. ومن يقتني الحكمة فالروح القدس الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1كو10:2-12) قادر أن يعطيه أن يعرف ويعلم مشيئة الله.

 

الآيات (5-8): "إِذَا كَانَ الْغِنَى مِلْكًا نَفِيسًا فِي الْحَيَاةِ؛ فَأَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى مِنَ الْحِكْمَةِ صَانِعَةِ الْجَمِيعِ؟ وَإِنْ كَانَتِ الْفِطْنَةُ هِيَ الَّتِي تَعْمَلُ؛ فَمَنْ أَحْكَمُ مِنْهَا فِي هَنْدَسَةِ الأَكْوَانِ؟ وَإِذَا كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ الْبِرَّ؛ فَالْفَضَائِلُ هِيَ أَتْعَابُهَا، لأَنَّهَا تُعَلِّمُ الْعِفَّةَ وَالْفِطْنَةَ وَالْعَدْلَ وَالْقُوَّةَ الَّتِي لاَ شَيْءَ لِلنَّاسِ فِي الْحَيَاةِ أَنْفَعُ مِنْهَا. وَإِذَا كَانَ أَحَدٌ يُؤَثِرُ أَنْواعَ الْعِلْمِ؛ فَهِيَ تَعْرِفُ الْقَدِيمَ وَتَتَمَثَّلُ الْمُسْتَقْبَلَ وَتَفْقَهُ فُنُونَ الْكَلاَمِ وَحَلَّ الأَحَاجِيِّ وَتَعْلَمُ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ، وَحَوَادِثَ الأَوْقَاتِ وَالأَزْمِنَةِ."

فَأَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى مِنَ الْحِكْمَةِ = الحكمة أفضل من الغنى = فالحكيم قادر أن يصنع المال، أما الجاهل فهو يضيع ما عنده. إن إشتاق أحد للفطنة، والفطنة هي التصرف العملي في التعبير والسلوك. فليعلم مثل هذا أن الحكمة قادرة أن تعطي الفطنة فليس أمهر منها في هندسة الكائنات (فَمَنْ أَحْكَمُ مِنْهَا فِي هَنْدَسَةِ الأَكْوَانِ) قوله هندسة الكائنات أي تنفيذ الأعمال الموجودة في العقل، وإذا إتفقنا أن المسيح هو الحكمة إذًا الفطنة تشير لأنه الخالق الذي به كان كل شيء. وإن إشتاق أحد للبر، فليعلم مثل هذا أن من يريد أن يقتني الحكمة يتعب ولكن يكون أجر هذا= أتعابها الفضائل لأنها تعلم العفة (الْفَضَائِلُ هِيَ أَتْعَابُهَا، لأَنَّهَا تُعَلِّمُ الْعِفَّةَ) أي الترفع عن محبة الماديات وهذا يرتقي إلى محبة الله إذ زهد في الماديات فيكون له الفطنة فهو غير مستعبد للماديات ومثل هذا تكون أحكامه بـ:العدل. ولا يضعف أمام شيء بل تكون له القوة فلا شهوة تستعبده وتضعفه. وهذه الصفات لاَ شَيْءَ.. فِي الْحَيَاةِ أَنْفَعُ مِنْهَا والحكمة مصدر كل أنواع العلوم. تعرف القديم= تدرس وتعرف طرق الله في التعامل مع البشر وتتمثل المستقبل= [فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد] (عب8:13) وبالتالي تتوقع ما الذي سيحدث. والله يعطي ذكاء لفهم أسرار الكون.

 

الآيات (9-16): "لِذلِكَ عَزَمْتُ أَنْ أَتَّخِذَهَا قَرِينَةً لِحَيَاتِي، عِلْمًا بِأَنَّهَا تَكُونُ لِي مُشِيرَةً بِالصَّالِحَاتِ، وَمُفَرِّجَةً لِهُمُومِي وَكَرْبِي. فَيَكُونُ لِي بِهَا مَجْدٌ عِنْدَ الْجُمُوعِ، وَكَرَامَةٌ لَدَى الشُّيُوخِ عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْفَتَاءِ، وَأُعَدُّ حَاذِقًا فِي الْقَضَاءِ، وَعَجِيبًا أَمَامَ الْمُقْتَدِرِينَ. إِذَا صَمَتُّ يَنْتَظِرُونَ، وَإِذَا نَطَقْتُ يُصْغُونَ، وَإِذَا أَفَضْتُ فِي الْكَلاَمِ يَضَعُونَ أيْدِيَهُمْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ. وَأَنَالُ بِهَا الْخُلُودَ، وَأُخَلِّفُ عِنْدَ الَّذِينَ بَعْدِي ذِكْرًا مُؤَبَّدًا. أُدَبِّرُ الشُّعُوبَ، وَتَخْضَعُ لِي الأُمَمُ. يَسْمَعُ الْمُلُوكُ الْمَرْهُوبُونَ فَيَخَافُونَنِي، وَيظْهَرُ فِي الْجَمْعِ صَلاَحِي، وَفِي الْحَرْبِ بَأْسِي. وَإِذَا دَخَلْتُ بَيْتِي سَكَنْتُ إِلَيْهَا، لأَنَّهُ لَيْسَ فِي مُعَاشَرَتِهَا مَرَارَةٌ، وَلاَ فِي الْحَيَاةِ مَعَهَا غُمَّةٌ، بَلْ سَرُورٌ وَفَرَحٌ."

حين عرف الحكيم قيمة الحكمة قرر أن يتمسك بها العمر كله، أي قرر أن يستمر على طهارته حتى يُبقي الله على عطيته. وهذه مثل قول عروس النشيد حين وجدت من تحبه نفسها "فأمسكته ولم أرخِهِ" (نش4:3). قرينة لحياتي= يحيا معها ولا يستغني عنها أبدًا، فهي مشيرة بالصالحات وتعطيه سلام= مفرجة لهمومي. ومن له حكمة يرتفع عند الناس= يكون لي بها مجد.. على ما أنا فيه من الفتاء= أي من أجل الفتاوى والأحكام الصائبة التي يقولها. بل هم يَنْتَظِرُونَ.. وَ.. يُصْغُونَ لأحكامي وأنال بها الخلود= أقوالي بحكمة ستظل شاهدة بحكمتي حتى بعد موتي (وهذه تفهم أن المسيح حين أعطانا حياته وهو الحكمة، صار لنا حياة أبدية= خلود). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والفتاوى سر إعجاب الناس بها أنها تحل لهم مشاكلهم، وكان هذا حتى وسط الشيوخ فتميز هو عنهم فحكمته هو من الله وليست من خبرات الحياة. بل حتى الملوك كانوا يقدرون هذه الحكمة، وكان لذلك الملوك والحكام يسمعون فيخافونني (يَسْمَعُ الْمُلُوكُ الْمَرْهُوبُونَ فَيَخَافُونَنِي). ومشوراته صالحة حتى في الحروب= وفي الحرب بأسي. ويختم هذه الأقوال، بلذة الحكمة في معاشرتها= إذا دخلت بيتي سكنت إليها= هذه تساوي [إن أردت أن تصلي فإدخل مخدعك] (مت6:6) فالحكمة هي أقنوم الابن الذي يلذ معاشرته في المخدع، فيكون لنا فرحة اللقاء معه= بل سرور وفرح. وفعلًا لم يكن مثل سليمان في حكمته بشهادة الرب نفسه [لم يكن مثلك قبلك ولا يكون بعدك نظيرك] (1مل12:3).

 

St-Takla.org Image: "And as I knew that I could not otherwise be continent, except God gave it, and this also was a point of wisdom, to know whose gift it was: I went to the Lord, and besought him, and said with my whole heart" (Wisdom 8:21) صورة في موقع الأنبا تكلا: آية "ولما علمت باني لا أكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة وقد كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت إلى الرب وسالته من كل قلبي قائلا" (سفر الحكمة 8: 21)

St-Takla.org Image: "And as I knew that I could not otherwise be continent, except God gave it, and this also was a point of wisdom, to know whose gift it was: I went to the Lord, and besought him, and said with my whole heart" (Wisdom 8:21)

صورة في موقع الأنبا تكلا: آية "ولما علمت باني لا أكون عفيفا ما لم يهبني الله العفة وقد كان من الفطنة ان اعلم ممن هذه الموهبة توجهت إلى الرب وسألته من كل قلبي قائلا" (سفر الحكمة 8: 21)

الآيات (17-21): "فَلَمَّا تَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي بِهذِهْ، وَتَأَمَّلْتُ فِي قَلْبِي، أَنَّ فِي قُرْبَى الْحِكْمَةِ خُلُودًا، وَفِي مُصَافَاتِهَا لَذَّةً صَالِحَةً، وَفِي أَتْعَابِ يَدَيْهَا غِنًى لاَ يَنْقُصُ، وَفِي التَّرَشُّحِ لِمُؤَانَسَتِهَا فِطْنَةً، وَفِي الاِشْتِرَاكِ فِي حَدِيثِهَا فَخْرًا، طَفِقْتُ أَطُوفُ طَالِبًا أَنْ أَتَّخِذَهَا لِنَفْسِي. وَقَدْ كُنْتُ صَبِيًّا حَسَنَ الطِّبَاعِ، وَرُزِقْتُ نَفْسًا صَالِحَةً، ثُمَّ بِازْدِيَادِي صَلاَحًا حَصَلْتُ عَلَى جَسَدٍ غَيْرِ مُدَنَّسٍ. وَلَمَّا عَلِمْتُ بَأَنِيَّ لاَ أَكُونُ عَفِيفًا مَا لَمْ يَهَبْنِيَ اللهُ الْعِفَّةَ، وَقَدْ كَانَ مِنَ الْفِطْنَةِ أَنْ أَعْلَمَ مِمَّنْ هذِهِ الْمَوْهِبَةُ، تَوَجَّهْتُ إِلَى الرَّبِّ وَسَأَلْتُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي قَائِلًا:"

أمام هذه البركات الكثيرة للحكمة ففي القرب منها خلودًا (فِي قُرْبَى الْحِكْمَةِ خُلُودًا). وفي مصافاتها= أي إخلاص الود لها لذة صالحة. وفي أتعاب يديها= الأجرة التي تعطيها لمن يكد ويجدها غنى لا ينقص وفي الترشح لمؤانستها فطنة= حينما يرشح الإنسان نفسه لمصادقتها تعطيه فطنة أي التصرف السليم. وحينما يتكلم الإنسان بحكمة يجد كرامة في أعين الكل= في الاشتراك في حديثها فخرًا.

كنت صبيًا حسن الطباع ورزقت نفسًا صالحة= هذه لا تشير أبدًا لعقيدة تناسخ الأرواح، ولكن المعنى أن الله يخلق الخليقة صالحة. الله يخلق نفس صالحة (نَفْسًا صَالِحَةً) متحدة مع جسد. وداود أبوه رباه تربية صالحة فكان في سنيه الأولى صبيًا حسن الطباع. ولكن حينما يكون للإنسان حريته بعد ذلك فقد يستمر على صلاحه وينمو فيه أو ينحرف ويختار طريق شهوات العالم. والحكيم هنا:-

1. إمّا أنه يتكلم عن بدايات حياته وأنه ازداد صلاحًا فحصل على جَسَدٍ غَيْرِ مُدَنَّسٍ.

2. أو أنه يتكلم عن نفسه بعد أن أدرك أن الكل باطل، والنعمة ساندته فازداد صلاحًا وحصل على جسد غير مدنس. وهذا ما قال عنه السيد المسيح [إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات] (مت3:18).

واكتشف أن الصلاح مرتبط بالعفة، والعفة هي عطية من الله [ومن ثمار الروح التعفف (غل23:5)] لذلك كان سؤاله لله (البقية في الإصحاح القادم).

St-Takla.org                     Divider

← تفاسير أصحاحات حكمة: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19

 


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-01-Old-Testament/Father-Antonious-Fekry/25-Sefr-El-Hekma/Tafseer-Sefr-El-Hekmet-Solaiman__01-Chapter-08.html

تقصير الرابط:
tak.la/dd7h3ja