† كلمتكم في الأسبوع الماضي عن الشيطان، وأريد أن أكلمكم في هذه الليلة عن الملائكة.
† يقول "المزمور 104": "الذي خلق ملائكته أرواحًا وخدامه نارًا تلتهب"، ونص الآية هو: "الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا، وَخُدَّامَهُ نَارًا مُلْتَهِبَةً" (سفر المزامير 104: 4)، فيقول أرواح أي أن ليس لها أجساد، وبالتالي لا يوجد فيها الجنس - ليس الجنس بمعنى sex وإنما ليس فيها gender أي ليس فيها ذكر وأنثى – فالملائكة ليس فيها ذكر وأنثى. ولذلك كما قال السيد المسيح: "لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ" (إنجيل متى 22: 30).
† شهود يهوه يعتقدون في زواج الملائكة لأن لديهم فهم خاطئ للآية التي في سفر التكوين (إصحاح 6) "رأى أولاد الله بنات الناس أنهن حسنات"، ونص الآية هو: "أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ" (سفر التكوين 6: 2)، فيفسروا هذه الآية بأن أولاد الله هم الملائكة تزوجوا بنات الناس وأنجبوا منهم جبابرة بأس.
وهذا الكلام لا يصح أن يقال بالمرة لأن الملائكة ليس فيهم ذكر وأنثى.
† الملائكة أيضًا يتميزون بالطهر والبر والقداسة، ففي المجيء الثاني يقال عن المسيح أنه: "سيأتي مع ملائكته القديسين"، ونص الآية هو: "وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ" (إنجيل متى 25: 31)، أي أن الملائكة قديسين.
† وهنا نسأل سؤال: إذا كان الشيطان ملاك وسقط، هل ممكن أن يسقط الملاك؟ والإجابة: لا.
فالذي حدث أن الملائكة اجتازوا فترة اختبار. الملائكة الذين سقطوا صاروا أبالسة ولا يمكن أن يعودوا لرتبتهم الملائكية مرة أخرى. والذين نجحوا في الاختبار صار لهم إكليل البر بحيث لا يمكن أن يخطئوا مرة أخرى.
والملائكة لهم طاعة عجيبة لله وهم يختلفون عنا في ذلك. يقول المزمور 103: "بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ" (سفر المزامير 103: 20). أي مجرد أن تسمع الملائكة كلمة الله تنفذها فورًا. ونحن كبشر حتى مع الصالحين منهم عندما نأمر بالعمل يقولون "حاضر" أو "إن شاء الله"، لكن لا ينطبق عليهم قول الكتاب "عند سماع صوت كلامه"..
فعبارة "عند سماع صوت كلامه" تشبه قصة في بستان الرهبان، حيث قيل عن أحدهم أنه كان يكتب شيئًا وأثناء كتابته سمع صوت معلمه فلم يكمل الكلمة التي يكتبها بل لم يكمل الحرف.. "عند سماع صوت كلامه".. ولذلك طاعة الملائكة طاعة شاملة وسريعة وفي التو واللحظة. لذلك نحن نقول في صلاتنا "لتكن مشيئتك كما في السماء (أي كما يفعل الملائكة) كذلك يكون على الأرض".
† والفضيلة عند الملائكة من طبيعتهم. أي لا يبذلون جهدًا لكي يقوموا بأعمال الفضيلة. لأنه لا يوجد مقاومة داخلهم لهذه الفضيلة. نحن كبشر عندنا "الروح تشتهي ضد الجسد والجسد ضد الروح"، ونص الآية هو: "الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 17)، ويوجد صراع بينهما. لكن لدى الملائكة لا يوجد هذا الصراع للقيام بأي عمل فاضل. من جهة الصراع قال أحد الشعراء وهو الشاعر "إيليا أبو ماضي":
انني ألمح في نفسي صراعًا وعراكًا وأرى نفسي شيطانًا وأحيانًا ملاكًا
هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا أم تراني واهمًا فيما أراه لست أدري
الملائكة لا يوجد عندهم هذا الصراع. يقومون بالفضيلة بتلقائية بدون مجهود وقد أصبحت طبيعتهم.
† والملائكة يمتازون بالنور فقد جاء في رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس: "ملاك من نور"، ونص الآية هو: "مَلاَكِ نُورٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 14).
† كذلك الملائكة يمتازون بالجمال الفائق. ولذلك في استشهاد القديس استفانوس قال: "نظر الجميع إليه فإذا وجهه كأنه وجه كملاك"، ونص الآية هو: "فَشَخَصَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْجَالِسِينَ فِي الْمَجْمَعِ، وَرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ" (سفر أعمال الرسل 6: 15) وذلك من كثرة الجمال والنور الذي فيه.
† والملائكة أيضًا يمتازون بخفة الحركة. أي من الممكن أن ينتقل الملاك من السماء للأرض في لحظة واحدة.
ولذلك في بعض كتب اللاهوت كانوا يسألون هذا السؤال: هل يقطع الملاك وسطًا؟
† وسأوضح لكم معنى كلمة "وسطًا": نفرض أن هناك إنسان ذاهب من أمريكا إلى أوروبا فإنه يقطع المحيط الأطلسي في الطريق. وكذلك القادم من أسبانيا لمصر يقطع البحر المتوسط في الطريق. لكن هل الملاك عندما يذهب من مكان إلى مكان يقطع هذا الوسط؟
الإجابة: لا. فالملاك ينتقل من مكان لمكان فجأه.. مثل الفِكر مثلًا.. فأنت قد تكون جالس وتفكر في أحد أقاربك في أمريكا أو كندا وتجد فكرك هذا انتقل إلى أمريكا أو كندا دون أن تمر على بلاد أوروبا أو البحر المتوسط. فالفكر ينتقل دون أن يقطع وسط.
† الملاك قد يظهر بهيئة إنسان، أو يظهر بهيئة ملاك له جناحين، أو بهيئة ملاك له ستة أجنحة. ولا نعرف كيف يظهر.
† عدد الملائكة ربوات. و"الربوة" أي "عشرة آلاف" نحن نقول في صلاتنا: "ألوف ألوف وقوف قدامك وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة". الربوات: أي 10.000×10.000 = مائة مليون. فعدد الملائكة كبير..
وفي الرسالة إلى العبرانيين إصحاح 12 يقول: "رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ المَلاَئِكَةٍ"، ونص الآية هو: "بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 22).
† ونقول الجمع غير المحصى الذي للقوات السمائية. ولا أدري عندما تذهبون أنتم إلى السماء بعد عمر طويل، هل ستجدون مكانًا وسط زحام الملائكة؟! فهم ربوات ربوات.
† والملائكة درجات وطغمات، فهناك الشروبيم (أحيانًا يسمى الكروبيم جمع كروب) والسيرافيم جمع ساراف (الياء والميم في اللغة العِبرية تعطي صيغة الجمع) وهم مخصصين للتسبيح.
† وهناك ملائكة للخدمة يقول عنهم الكتاب: "الذين أرسلوا للخدمة، لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص"، ونص الآية هو: "أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 14).
وهنا يوجد شيء جميل جدًا أود أن أذكركم به، فمع أن الكروبيم والسرافيم مخصصين للتسبيح إلا أن أشعياء النبي عندما رآهم أمام العرش الإلهي يسبحون ويقولون "قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ" (سفر إشعياء 6: 3)، قال: "ويل لي قد هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأعيش وسط شعب نجس الشفتين"، ونص الآية هو: "وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ" (سفر إشعياء 6: 5). والكتاب يقول لنا أنه: بمجرد أن نطق أشعياء بذلك، ترك السرافيم التسبيح وأخذ جمرة من على المذبح ومسَّ شفتيه وقال له: "أنت الآن قد طهرت". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى)، ونص الآية هو: "إِنَّ هذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ". أي لم يستطع السرافيم أن يحتمل أن يقول إنسان عن نفسه "لقد هلكت" فهب لإنقاذه وكأن السرافيم يقول له: "وهل من الممكن أن نتركك تهلك؟! بالتأكيد هذا لن يحدث". أي حتى ملاك التسبيح ترك التسبيح لينقذ الإنسان من هلاكه. وهذه هي شهامة الملائكة.
وهذه القصة ذكرتني بقصة حدثت في الماضي لراهب كان عليه الوقوف على باب الدير لخدمة الناس والفقراء والمساكين الذين يزورون الدير ولكنه في أحد المرات رأى رؤيا للسيد المسيح وكان في غاية الاستمتاع بهذه الرؤيا ثم سمع أصوات الفقراء في الخارج فاضطرب ووقع في حيرة هل يترك المسيح ويذهب للفقراء يسد حاجتهم؟! أم يظل مع المسيح ويتركهم؟! ولكن قلبه العطوف جعله يخرج للفقراء لخدمتهم وإعطاءهم احتياجاتهم وعندما رجع وجد المسيح ينتظره قائلًا: "لو لم تخرج لتساعدهم كنت سأتركك وأذهب لمساعدتهم." وهذه هي الشهامة.
يوجد في الملائكة ما يسمى بالرئاسات والسلاطين والكراسي والربوبيات (ربوبيات جمع رب – أي ملاك برتبة رب)، ولذلك بالنسبة لربنا نقول عليه رب الأرباب أي لو كل هؤلاء الملائكة أرباب يكون ربنا رب الأرباب كما أنه ملك الملوك.
والرؤساء أهمهم ميخائيل وغبريال (أو جبرائيل) ورافائيل وسوريال، فهناك 7 رؤساء ملائكة كبار.
1) نبني الكنائس على أسمائهم ونسمي أسماء على أسمائهم:
† نحن نحب الملائكة وهم يحبوننا. ولذلك نحن نبني الكنائس على أسمائهم. وكذلك نسمي أسماء على أسمائهم. سواء أشخاص عاديين أو أساقفة أو مطارنة.
† فمثلًا على اسم "الملاك ميخائيل": فأنت تجد كنيسة باسم كنيسة الملاك وكنيسة باسم الملاك ميخائيل، كما تجد أشخاص باسم ملاك أو ميخائيل، كما تجد من المطارنة من هو باسم "الأنبا ميخائيل".
† كذلك على اسم "الملاك جبرائيل": تجد من القساوسة من هو اسمه "أبونا جبرائيل". وعندنا أسقف اسمه "الأنبا جبريل" وقد يوجد من يسمى "ميخا" كاختصار "لميخائيل"، كما تجد من يسمى "جبرة" كاختصار "لجبرائيل" كل هؤلاء بأسماء الملائكة.
† وكذلك على اسم "الملاك رافائيل": تجد في الأشخاص يسمى "روفائيل" كما أن عندنا "الأنبا رافائيل" من الأساقفة.
† وكذلك على اسم "الملاك سوريال" تجد من الناس من يسمى سوريال وكذلك تجد من الكهنة من يسمى سوريال.
† والملاك بالقبطي يعني أنجيلوس فتجد من الأساقفة من هو باسم "أنبا أنجيلوس" وتجد من تسمى "أنجيل" من أنجيلوس, وكذلك اسم "إنجي" ....إلخ.
† والكنيسة نسميها بيت الملائكة من اهتمامنا بالملائكة.
† علاقتنا بالملائكة لا تنحصر في أننا نبني كنائس على أسمائهم أو نسمي أشخاص بأسمائهم. بل نحن أيضًا نتشفع بهم في صلواتنا. كما أننا نعمل فطير الملاك على اسم الملاك ميخائيل.
† أذكر انني سكنت في مغارة سنة 56 وظللت أردد التسبحة لئلا تحاربني الشياطين، وعندما جئت لعبارة "وكل صفوف الملائكة" فرحت لأن الشياطين ستعلم أن لي أصحاب كثيرين فلا يستطيعوا الاقتراب مني..
1) بالإنقاذ 2) والإرشاد 3) والبشارة..
† الملائكة من ضمن خدماتهم للبشر الإنقاذ والإرشاد والبشارة.
† في رؤيا أبونا يعقوب للسلم السمائي كانت الملائكة صاعدة ونازلة عليه. والبعض يفسرها أنها صاعدة بطلبات الناس ونازلة باحتياجاتهم لتعطيها لهم.
† ونسمع عن الملاك الحارس الذي يحرس البشر وخاصة الأطفال.
وهنا أسأل هل كل إنسان له ملاك حارس؟
والإجابة: لا فالمسألة لا تحتاج. لأن ملاك واحد يمكن أن يحرس مدينة بأكملها. أو شعب بأكمله. فالملائكة مقتدرون قوة.
† يقول الكتاب ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم". هناك ملائكة حالة حولنا لا نراها لكنها حالة حولنا وتنجينا. والكنيسة نسميها في التسبحة بيت الملائكة (شيرى تى إككليسيا إب إى إنتى نى أنجيليوس Xere ;ek`klhcia `Phi `Nte niaggeloc أي السلام لك أيتها الكنيسة بيت الملائكة). أنتم لا ترونهم، لكنهم موجودين وسطنا.
ويقول الرب عن الناس الذين في ضيقة: "فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ" (سفر إشعياء 63: 9).
ويقول في مزمور 91: "يوصى ملائكته بك لكي يحفظوك في سائر طرقك وعلى أيديهم يحملونك لئلا تعثر بحجر رجلك"، ونص الآية: "لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ" (سفر المزامير 91: 11). ويقول في نفس المزمور "يسقط عن يسارك ألوف وعن يمينك ربوات وأما أنت فلا يقتربون إليك"، ونص المزمور هو: "يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ". كل هذا لأن الملائكة تحيط بالناس لتخلصهم.
† الملائكة أقوياء جدًا. فهم مقتدرين قوة.
† ملاك واحد ضرب مرة 185.000 من جيش سنحاريب. والملاك المُهلِك ضرب كل الأبكار. من الجالس على العرش للذي يطحن على الرحى كلهم بضربة واحدة.
الملاك الذي نجَّى دانيال من جب الأسود. دانيال يقول: "الهي أرسل ملاكه فسد أفواه الأسود".. ما هذا الجبروت؟! قوة من الملائكة عملها هو الإنقاذ.
الملاك أنقذ بطرس وهو في السجن فبمجرد أن قال له تعال معي وجد بطرس السلاسل قد انفكت وسار معه فوجد الأبواب تفتحت إلى أن أخرجه خارجًا.
ما هذا؟! إنها ملائكة تنقذ ولها قوة عجيبة في الإنقاذ.
اثنين من الملائكة ذهبا سدوم ودخلا بيت لوط، وهما في منتهى الجمال، فاشتهى شياطين سدوم الملاكين، فضرباهما بالعمى، فأصيب بالعمى كل الذين كانوا في الباب. ثم أخذ الملاكان لوط وأسرته وخرجا بهم من المدينة المحترقة.
الملائكة تحيط بأليشع وجيحزي لتحميهم وتحارب عنهما:
من القصص الجميلة في الإنقاذ قصة أليشع وجيحزي. حيث فوجئا بجيش آرام يهجم عليهم مما أخاف جيحزي فقال أليشع: "افتح يا رب عيني الغلام ليرى أن الذين معنا أكثر من الذين علينا"، والنص هو: "فَقَالَ: «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ». وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ" (سفر الملوك الثاني 6: 16، 17).
ورد في سفر زكريا النبي إصحاح 3: "رأيت الشيطان يعاكس يهوشع رئيس الكهنة فخرج أحد الملائكة من طائفة الأرباب وانتهر الشيطان قائلًا: "لينتهرك الرب يا شيطان لينتهرك الرب، أليس هذا شعلة منتشلة من النار؟!"، والنص هو: "وَأَرَانِي يَهُوشَعَ الْكَاهِنَ الْعَظِيمَ قَائِمًا قُدَّامَ مَلاَكِ الرَّبِّ، وَالشَّيْطَانُ قَائِمٌ عَنْ يَمِينِهِ لِيُقَاوِمَهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ يَا شَيْطَانُ! لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ الَّذِي اخْتَارَ أُورُشَلِيمَ! أَفَلَيْسَ هذَا شُعْلَةً مُنْتَشَلَةً مِنَ النَّارِ؟" (سفر زكريا 3: 1، 2) وجعل الشيطان يذهب عن يهوشع ويتركه.
في قصة إيليا النبي عندما كان هاربًا من إيزابيل الملكة التي أرادت قتله. جاءه ملاك الرب وعزّاه وأعطاه خبزه تكفيه 40 يوم. عجيب أن ملاك يأتي ليفتقد إيليا وهو هارب من الملكة ايزابيل.
نلاحظ أيضًا في يوحنا أصحاح 5 في قصة المريض الذي له 38 سنة جالسًا بجوار البركة. يقول الكتاب: "كان ينزل ملاك يحرك المياه في البركة فأول من ينزل بها يشفى"، والنص هو: "لأَنَّ مَلاَكًا كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَانًا فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلًا بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ" (إنجيل يوحنا 5: 4). وهذا له معنيين: المعنى الأول: أن الملاك يهتم بالمرضى ويريد شفائهم. والمعنى الثاني: قوة الملاك المعجزية. فبمجرد أن يحرك الماء يكون قادر على الشفاء.
كل هذه في موضوع الإنقاذ.
الإرشاد في اختيار زوجة لإسحق:
† أما في موضوع الإرشاد فنجد أنه عندما أراد أبونا إبراهيم أن يختار زوجة لابنه اسحق، أرسل عبده أليعازر الدمشقي، وقال له: اذهب وملاك الرب سيرشدك كيف تختار زوجة لابني، والنص هو: "هُوَ يُرْسِلُ مَلاَكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ" (سفر التكوين 24: 7). وقد كان.
† موسى النبي قال له الرب: "هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكًا أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ، وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ" (سفر الخروج 23: 20).
† كرنيليوس قائد المائة كان رجلًا طيبًا وأمميًا، ظهر له الملاك وأرشده أن يذهب إلى يافا، وسيجد بيت سمعان بطرس وهو سيرشده ماذا يفعل. ونفس الملاك ظهر لبطرس. ورتب الملاك الأمور حتى يدخل كيرنيليوس وعائلته الإيمان.
† لا أستطيع أن أشرح عمل كل الملائكة الذين وردوا في سفر الرؤيا لكن الله أرسل ملاك لكي يري الناس ما يكون وما ينبغي أن يكون في المستقبل. ومنهم ملائكة كانت للعقوبة، وملائكة كانت للبشارة.
† وفي الإرشاد أيضًا نجد قصة فيلبس الشماس وهو سائر قال له الملاك "هناك مركبة للخصي الحبشي سِر وراءها" فسار وراءها فيلبس وبشر هذا الخصي الحبشي وصار مسيحيًا (سفر الأعمال 8).. شيء لطيف أن تجد ملاكًا يدعو الخادم ويرشده إلى الطريق.
† في سفر دانيال اصحاح 8 عندما رأى النبي دانيال الرؤيا ولم يعرف لها تفسير. قال الرب للملاك جبرائيل. فسر الرؤيا لهذا الرجل.
† ملائكة البشارة معروفين. الملاك الذي بشر العذراء مريم والذي بشر يوسف النجار والذي بشر المجوس والذي بشر الرعاة.
† وكان الملائكة مع المسيح بعد المعمودية يقول الكتاب: "وإذا ملائكة الرب جاءت لتخدمه"، والنص هو: "وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ" (إنجيل متى 4: 11)، "وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ" (إنجيل مرقس 1: 13)..
† وفي آخر الزمان يقول الكتاب: "يرسل ملائكته ليجمعوا مختاريه من أقطار الأرض كلها"، ونص الآيات هو: "فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ"، "فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوق عَظِيمِ الصَّوْتِ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا" (إنجيل مرقس 13: 27؛ إنجيل متى 24: 31). وعن مجيئه الثاني قيل: "أنه يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب أعماله"، والنص هو: "فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ" (إنجيل متى 16: 27).
† وكما كان للملائكة دور في الميلاد والبشارة كان لهم دور في القيامة حيث ظهروا للنسوة قائلين: "مَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟! لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ!" (إنجيل لوقا 24: 5).
† وهناك أيضًا الملاك الذي جاء ودحرج الحجر حتى يرى الناس القبر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/tk6sc4p