← اللغة الإنجليزية: Sky - اللغة الأمهرية: ሰማይ.
الكلمة تشير إلى كل ما هو ليس أرضًا, فيقول التكوين أن الله خلق السموات والأرض, بمعنى أنه خلق النجوم والغيوم.
وهناك السماء الهيولية والسماء الروحية, أما الهيولية فهي التي تظهر فوق رؤوسنا وتسمى القبة الزرقاء, وكان العبرانيون يقولون أنها الجلد (تكوين 1: 14) ويقولون مجازًا أن بها كوى ومصاريع ينزل منها المطر والصقيع والثلج (تك 7: 11؛ مزمور 78: 23؛ يعقوب 5: 18؛ أيوب 38: 29). وقد سميت النجوم نجوم السماء وجند السماء وأنوار الجلد (ناحوم 3: 16؛ تثنية 4: 19؛ تكوين 1: 14) وسوف يأتي اليوم الذي فيه تضمحل هذه السماء مع الأرض وتظهر بدلًا منهما أرض جديدة (2 بطرس 3: 10؛ رؤيا 21: 1).
أما السماء الروحية فهي مسكن الله الخاص, ولذلك يقال أن الله في السماء وأنه إله السماء, ومشيئته نافذة هناك ولذلك نصلي قائلين: "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" ويقال عن المسيح أنه الرب من السماء (متى 5: 45؛ 1 كورنثوس 15: 47) وقد نزل المسيح من السماء وصعد إليها وهو فيها (يوحنا 3: 13) هناك تسكن الملائكة, ويسود الفرح والسلام. وقد هيأ المسيح فيها منازل كثيرة للمؤمنين به (لوقا 19: 38؛ يوحنا 14: 2) وقد صعد إيليا في عاصفة إليها (2 ملوك 2: 1) كما أن لكل مؤمن ميراثًا فيها وهو يكنز فيها كنوزه (1 بطرس 1: 4؛ متى 6: 20) والكلمتان الفردوس وحضن إبراهيم تشيران إلى نفس الشيء (لوقا 23: 43؛ 16: 22).
أما الهاوية فهي ضد السماء, وقد هبط الشيطان من السماء إلى الهاوية (لوقا 10: 18؛ 2 بطرس 2: 4). وقد قال الربيون أن هناك سبع سموات، ولكن بولس الرسول يقول أنه صعد إلى السماء الثالثة في رؤياه (2 كورنثوس 12: 2) وهي ما يعبر بها عن سماء السموات، فالسماء الأولى سماء السحب والطيور، والسماء الثانية سماء الكواكب والنجوم، أما السماء الثالثة فهي مظهر المجد الإلهي ومسكن المسيح بالجسد والملائكة والقديسين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وحالتها فوق فهمنا وإدراكنا (افسس 1: 3؛ يوحنا 14: 2، 3؛ عبرانيين 4: 11).
السماء في العبرية هي "شماييم"، وهي مشتقة من السمو والارتفاع، فهي تعني "الأعالي" أو "المرتفعات". وفي اليونانية هي "أورانوس" (ouranos) وتؤدي نفس المعني. وتستخدم كلمة "سماء" في الكتاب المقدس للدلالة على:
(1) سماء الجو الذي يحيط بالأرض:
وفيها الهواء الذي نتنفسه، وتعرف علميًا باسم "التروبوسفير"، وترتفع لأكثر من عشرين ميلًا فوق سطح الأرض. أما الفضاء الذي يعلو ذلك فهو "الستراتوسفير".
وأهم الظواهر الجوية المذكورة في الكتاب المقدس، هي: المطر والثلج. ومن أروع الفصول الكتابية في وصف هذا الظواهر: "لأنه كما علت السموات عن الأرض، هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم. لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء، ولا يرجعان إلى هناك، بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعًا للزارع وخبزًا للآكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلىَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له" (إش 55: 9-11). كما أن الصقيع ينزل من السماء، فيسمى "صقيع المساء" (أيوب 38: 28). والأرجح أن الحجارة العظيمة التي رمي الرب بها الأموريين "من السماء" في معركة جبعون، كانت عبارة عن حجارة برد كبيرة من عاصفة ثلجية (يش 10: 11؛ مز 18: 13). كما يذكر الكتاب المقدس مرارًا الرعد من السماء، فتقول حنة أم صموئيل: "من السماء يرعد عليهم" (1صم 2: 10)، وهو "الكاسي السموات سحابًا المهيئ للأرض مطرًا" (مز 147: 8).
وكثيرًا ما يذكر الكتاب "رياح السماء الأربع" (زك 2: 6)، فالرياح تهب وتتحرك في طبقة التروبوسفير" . والأرجح أيضًا أن عبارة "أمطر لكم خبزًا من السماء" (خر 16: 4؛ مز 78: 24) تشير إلى السماء الجوية. كما قد تعنى أن هذا الخبز "المّن" كان عطية من الله. كما أن الطيور تسمى "طير السماء" (تك 1: 26، 30؛ أم 23: 5).
وأحيانًا تكون هذه الظواهر الجوية لخير الإنسان كما قد تكون لأذيته، مثل "الكبريت والنار" اللذين نزلا "من عند الرب من السماء لتدمير سدوم وعمورة".
(2) سماء الأجرام السماوية:
وهي الفضاء الشاسع الذي تدور فيه الأجرام السماوية من سُدُم ونجوم وكواكب وأقمار. ففي بداية الخليقة " قال الله: لتكن أنوار في جلد السماء (تك 1: 14). و النجوم هي "نجوم السماء" (انظر تك 15: 5؛ تث 4: 19). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "السموات هي عمل يديك" (عب 1: 10؛ مز 33: 6). كما يذكر من الكواكب في الكتاب المقدس، "الزهرة" (إش 14: 12)، كما تذكر بعض المجموعات النجمية مثل النعش والثريا والجبَّار (أيوب 9: 9؛ 38: 31؛ عا 5: 8).
وقد نهى الله بني إسرائيل عن عبادة هذه الأجرام السماوية (خر 20: 4). وقد عاقبهم الرب من أجل تقديمهم ذبائح "لملكة السماء" (إرميا 44 : 17-25). كما نهاهم عن كل ما يتصل بالتنجيم (إش 47: 13). وتشير عبارة "المملكة تحت كل السماء" (دانيال 7: 27) إلى كل البشر.
(3) السماء الثالثة: سماء الأرواح والملائكة. وقد أشار إليها القديس بولس الرسول وسماها الفردوس أو السماء الثالثة.
(4) السماء مسكن الله: مع أن الكتاب المقدس يعلمنا أن "سماء السموات لا تسع" الله (1مل 8: 27)، وأن الله موجود في كل مكان في الكون، إلا أنه يقول أيضا أن السماء هي مسكن الله: "لأنه هكذا قال العلي ساكن الأبد، القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحقين" والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين (إش 57: 15)، "تطلع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك. أين غيرتك وجبروتك؟ زفير أحشائك ومراحمك نحوي امتنعت" (إش 63: 15).
ويخاطب المرنم: "الرب العلي"، وبخاصة عندما يريد أن يرفع الشكر لله على إنقاذه، وعندما يتضرع إليه لينجيه من الضيق (مز 7: 17؛ 18: 13؛ 57: 2). وفي الفصول التي يذكر فيها إسرائيل مع الأمم حوله، كثيرًا ما يذكر "الرب إله السماء" (2أخ 36: 23؛ نح 1: 4، 5؛ دانيال 2: 37، 44). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وفى بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم، يقول عن الرب يسوع إنه "ابن العلي يدعي" (لو 1: 32)، كما يذكر الرب يسوع "بني العلي" (لو 6: 35).
وجميع الأسماء التي تطلق على السماء -في العهدين القديم والجديد- تحمل فكرة "المسكن". فالكلمة الأساسية هي "الخيمة" بالإشارة إلى الخيمة التي أقامها موسي في البرية. والخيمة أو "المسكن الذي نصبه الرب لا إنسان" (عب 8: 2؛ 9: 11). وفكرة سكنى الله في هيكل على الأرض ترتبط بسكناه في السماء (1مل 8: 12، 13). وكلمة "مَقدس" تستخدم في الإشارة إلى سكنى
الله في خيمة الشهادة (خر 25: 8)، كما تستخدم في الإشارة إلى سكناه في السماء (عب 8: 2؛ 9: 8، 12).وكلمة "مسكن" تستخدم في الإشارة إلى خيمة الشهادة (خر 15: 13؛ مز 26: 8)، كما في الإشارة إلى مسكن الله في السماء: "من مكان سكناه تطلع إلى جميع سكان المسكونة" (مز 33: 14) انظر أيضا (إش 63: 15؛ لو 16: 9).
ومن أكثر الكلمات استخدامًا، كلمة "بيت" سواء عن مكان سكنى الله في السماء أو على الأرض. واستخدمت هذه الكلمة في هذا المعنى لأول مرة في سفر التكوين: "ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء" (تك 28: 17). ويكرر سليمان ذلك خمس عشرة مرة في صلاته لتدشين الهيكل وبخاصة في قوله الرائع: "لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض. هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت" (1مل 8: 27). وهو نفس المعنى في قول الرب:"في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 14: 2) في الإشارة إلى عودته إلى بيت الآب، ثم مجيئه ثانية ليأخذ قديسيه (انظر مز 65: 4).
ثم كلمة "هيكل" التي تستخدم أيضًا في الإشارة إلى مسكن الله في السماء وكذلك إلى الهيكل الأرضي، بل وإلي خيمة الشهادة (1صم 1: 9؛ 3: 3). ومن الأمثلة على ذلك قول داود: "في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه" (2صم 22: 7؛ انظر أيضًا إش 6: 1).
وتشير كلمة "قدس" أحيانًا إلى "قدس الأقداس" في خيمة الشهادة أو في الهيكل، كما إلى مسكن الله السماوي: "لأنه أشرف من علو قدسه، الرب من السماء إلى الأرض نظر" (مز 102: 19؛ انظر أيضا عب 8: 2).
وكثيرًا ما تسمى السماء "كرسي الله"، سواء في العهد القديم أو الجديد (مز 11: 44؛ إش 66: 1؛ إرميا 14: 21؛ مت 5: 34؛ أع 7: 49... إلخ). كما تستخدم كلمة "مجد" في الإشارة إلى الخيمة الأرضية أو إلى الهيكل الأرضي أو إلى السماء، فعندما كان استفانوس يُرجم، كان يتطلع إلى السماء "فرأى مجد الله" (أع 7: 55)، كما أن الرب يسوع "رُفع في المجد" (1تي 3: 16).
وقد تستخدم كلمة "السماء" في الإشارة إلى الله نفسه، كما في عبارة "ورفع نظره نحو السماء" (مت 14: 19؛ لو 9: 16)، ويقول الابن الضال: "أخطأت إلى السماء" (لو 15: 18) وهو يعنى أنه أخطأ إلى الله (انظر أيضا مت 23: 22).
(5) علاقة المسيح بالسماء:
يقول الرب يسوع للآب: و"الآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5)، أي أنه كان منذ الأزل مع الآب في السماء. فهو الكلمة الذي كان من البدء (يو 1: 1، 2) ويقول عنه يوحنا: "الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب" (يو 1: 18). وكثيرا ما يعبر عن مجيء المسيح في الجسد، بأنه "نزل من السماء" (يو 3: 13). ويكرر الرب يسوع -في حديثه عن خبز الحياة- ست مرات ، في الإشارة إلى نفسه بأنه الخبز "النازل من السماء" (يو 6: 33-51). وثلاث مرات يجئ الإعلان من السماء في الأناجيل: "هذا هو ابني الحبيب"، عند المعمودية (مت 3: 6، 17)، وعلى جبل التجلي (مت 17: 5؛ 2 بط 1: 18)، ثم في إنجيل يوحنا: "جاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضًا" (يو 12: 28).
وبعد أن أكمل الرب يسوع عمل الفداء على الصليب، "صعد إلى السماء" كما يعلن هو نفسه (يو 20: 17)، وكما يعلن لوقا البشير (لو 24: 51؛ أع 1: 9)، وكما يشهد الرسول بولس (أف 4: 10؛ 1تي 3: 16) و الرسول بطرس (1بط 3: 22). والصعود إلى السماء يعنى "الصعود إلى الآب" حيث جلس في يمين العظمة في الأعالي (عب 1: 3).
(6) سُكَّان السماء الآن:
قبل خلق الإنسان بدهور طويلة، كانت السماء مسكن الملائكة الذين يُذكرون في العهد القديم، مائة وسبعين مرة . ويشار إلى مجموعات منهم بأنهم "جنود الله"، كما يقول المرنم: "سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده" (مز 148: 2؛ انظر أيضًا مز 103: 21). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). كما لا شَك في أن كلمة "القديسين" (أيوب 5: 1؛ 15: 5) تشير إلى الملائكة. كما أن "القديسين" في (نبوة زكريا 14: 15) تشمل الملائكة.
ويذكر "الكروبيم" عقب سقوط الإنسان وطرده من الجنة، حيث أقام الله "شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (تك 3: 24). كما يذكر "الكروبيم" في رؤيا حزقيال (حز 10: 1-22). وواضح أنهم هم أنفسهم "الحيوانات" (الكائنات الحية) المذكورين في الأصحاح الأول من نفس السفر.
(7) إمكانية الحياة السماوية الآن:
في بداية خدمة الرب يسوع، علَّم تلاميذه أن يصلوا قائلين: "لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض" (مت 6: 10)، مما يعنى أن السماء تهيمن على الأرض، وهو ما يذكرنا بما جاء في (الرسالة إلى العبرانيين 1: 14) من أن الملائكة هم "أرواح خادمة". وخدام الله الحقيقيون لا يمكن أن يفعلوا إلا ما فيه طاعة مشيئة الله. ويقول الرسول بولس للمؤمنين أن لا يخدموا "بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب" (أف 6: 6).
ويعلن الرسول بولس في رسالته إلى الكنيسة في فيلبي، حقيقة من أروع الحقائق عن علاقة المؤمن بالسماء، فهو يربط بين تأثير السماء على الحياة الحاضرة، والحقيقة العظيمة بأنه -يومًا ما- يسكون للمؤمنين في السماء أجساد على صورة جسد مجد المسيح: لأن "سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء" (فى 3: 10، 21).
والكلمة اليونانية المترجمة هنا "سيرتنا" هي "بوليتيوما" (politeuma) وتعني مستعمرة من الغرباء، هم الآن في بيئة خارج وطنهم، لا يعيشون حسب قوانين البلاد التي يعيشون فيها، بل حسب قوانين الموطن الأصلي. وتترجم نفس هذه الكلمة في سفر أعمال الرسل بكلمة "رعوية" (أع 22): كلمة المترجمة "السماويات" هي الكلمة اليونانية "إبورانيا" (epourania). ولا ترد عبارة "فى السماويات" إلا في الرسالة إلى أفسس. وقد استخدم الرب نفسه كلمة "سماوي" في الإشارة إلى الله: "أبي السماوي" (مت 18: 35). كما يستخدمها الرسول بولس في وصف "الأجسام السماوية" (1كو 15: 40) كما يستخدم كلمة "السماوي" كثيرًا في الإشارة إلى المسيح وملكوته (1كو 15: 48، 49؛ 2تي 4: 18؛ عب 11: 16؛ 12: 22)، ويستخدمها أحيانًا في الإشارة إلى الأشياء السماوية (عب 9: 23).
ويعلق "وستكوت" على هذه العبارة بالقول: "إن العالم غير المحسوس، أو ما نسميه "العالم الروحي"، هو الذي لا يُرى بالعيان بل بالفكر، وهو ليس نائيًا أو مستقبليًا، بل حاضرًا، فهو العالم الذي فيه يصارع المؤمن ، والذي فيه تتركز حياته، وتظهر قوته، وتتحقق نصرته".
والرجاء الذي يسندنا، موضوع لنا في السموات (كو 1: 5) . والمؤمنون هم شركاء الدعوة السماوية (عب 3: 1).
(8) سلطان السماء في سفر الرؤيا:
باستثناء الإشارات إلى "ملكوت السموات" في إنجيل متى، نجد أن كلمة "السماء" تتكرر كثيرًا جدًا في سفر الرؤيا، أكثر مما في أي اثنين وعشرين أصحاحًا متتالية من أي سفر آخر في الكتاب المقدس. فهي تذكر في سفر الرؤيا، اثنتين وخمسين مرة على وجه التحديد. فكل الأحداث الخطيرة التي يتنبأ عنها هذا السفر، ستحدث بأمر من السماء. ويذكر في هذا السفر مرة أن الله هو إله السماء" (رؤ 11: 13). وكثيرًا ما يرتبط ذكر السماء في سفر الرؤيا، "بالعرش"، (أو "الكرسي") الذي يذكر ستا وثلاثين مرة في سفر الرؤيا - ابتداء من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الأخير، وهو مفهوم يرجع إلى سفر المزامير [(مز 45: 6)؛ المقتبس في (عب 1: 8)] والجالس على العرش الذي رآه يوحنا عندما أُصعد إلى السماء هو الله الآب (رؤ 4: 2؛ انظر أيضا 5: 1-6). كما رأى يوحنا جمهورًا من الملائكة "يضربون بقيثاراتهم" (رؤ 14: 2).
وقد رأى الرائي أنه قد "انفتح هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده" (رؤ 11: 19). وتابوت العهد يرمز لأمانة الله في الإحسان إلى شعبه والانتقام من أعدائهم. فمن هذا الهيكل تخرج الدينونات، الواحدة بعد الأخرى (انظر 14: 15، 17؛ 15: 5 - 16: 17). فمن قدس الأقداس صدرت أيضًا أحكام الانتقام، التي وصفها الجمع الكثير في السماء بأنها "حق وعادلة" (رؤ 19: 2).
وانفتاح هيكل الله وظهور تابوت العهد، "يدلان على أن ما يعقب ذلك من رؤى، إنما تتعلق بشعب العهد ومعاملات الله معهم" (كما يقول ألفورد).
والملائكة هم الذين يعلنون دينونات الله المختلفة (رؤ 8: 1-9: 1؛ 16: 1-17). كما أعطى مفتاح بئر الهاوية لأحد الملائكة (رؤ 9: 1). وهناك الملائكة الذين تحت رئاسة ميخائيل في الحرب التي ستحدث في السماء (رؤ 12: 7-9). كما أنه سيرسل ملائكة من السماء لإعلان دينونة بابل (رؤ 17: 1؛ 18: 1، 4، 21). وسيشترك جمع كثير في الترنيمة الثانية عشرة في سفر الرؤيا، الخاصة بعُرس الخروف (رؤ 19: 6-8).
وبعد أن رأى يوحنا السماء مفتوحة في بداية سلسلة الدينونات (رؤ 4: 1)، سمع "صوت ملائكة كثيرين... ربوات ربوات وألوف ألوف" (رؤ 5: 11) وفي الأحداث الأخيرة نجد "ملاكًا نازلًا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده، فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان وقيده ألف سنة، وطرحه في الهاوية وأغلق عليه وختم عليه" (رؤ 10: 1-3).
وهكذا نجد الكتاب المقدس يبدأ بالله خالق السموات و الأرض، ويبدأ العهد الجديد بابن الله نازلًا من السماء ليتمم عمل الفداء، ليحيا المفديون الحياة الأبدية معه في السماء، فكان من الملائم أن يتضمن آخر أسفار العهد الجديد التمرد الأخير الشامل ضد المسيح، الذي سيشترك فيه الناس والشيطان وملائكته وضد المسيح. كما يبين لنا أن السماء ومن فيها من السمائيين يعلمون مقدمًا بكل ما سيجرى على الأرض، وسيشتركون في إجراء دينونة الله على كل القوى التي اصطفت ضده، وهكذا ستتحقق نهائيًا تلك الحقيقة أنه قد دفع للرب يسوع وحده كل سلطان، وأنه سيخضع لنفسه كل شيء، وسيحضر مفدييه إلى مسكنهم الأبدي مع الله.
* انظر أيضًا: ملكوت السموات، عدد السماوات في المسيحية، الدينونة، الأرض الجديدة، الأبدية، مقالات عن الملكوت من كتاب أبانا الذي في السموات (من مكتبة كتب قداسة الأنبا البابا شنوده الثالث)، كتاب لماذا القيامة؟ لنفس المؤلف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wc4vmd8