لم يذكر في الكتاب المقدس أي إشارة عن عددهم بالتحديد، ولا يعرف عددهم إلا الله وحده الذي خلقهم وتبهم لخدمته، ولكن هناك أقوال كثيرة في الكتاب المقدس تدلنا على كثرة عددهم.
سنورد بعض هذه الأقوال لكي يأخذ القارئ فكرة عن كثرة عددهم...
1- عندما نزل الله على جبل سيناء لإعطاء الشريعة لموسى النبي قيل له "أتى من ربوات القدس (أي الملائكة) وعن يمينه نار شريعة لهم" (تث 33: 2).
2- في بستان جثسيماني قال السيد المسيح لبطرس "أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة" (مت 26: 53).
3- قال دانيال النبي "ألوف ألوف تخدمه, وربوات ربوات وقوف قدامه" (دا 7: 10).
4- قيل في بشارة الرعاة "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي" (لو 2: 13).
5- وبولس الرسول يقول في رسالته إلى العبرانيين "بل قد أتيتم إلى جبل صهيون... وإلى ربوات هم محفل ملائكة" (عب 12: 22).
6- ويوحنا الرسول يصف منظرهم في رؤياه المشهورة قائلا "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ, وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف" (رؤ 5: 11).
7- وهناك أمثلة كثيرة تذكر أن عددهم كبير جدا لا تستطيع أن تحصيه, وليست المسألة بالكثرة بل بقوتهم وقدرتهم فقد عرفنا أن ملاكا واحد استطاع أن يقتل 185 ألف رجل من جيش سنحاريب ملك أشور في يوم واحد.
8- وإن كنا نود أن نستنتج عددهم التقريبي من كلام رب المجد نفسه، فنقول أن عددهم التقريبي أكبر من:
= 12 × 12500 = 150000.
وإن كان رب المجد لم يذكر أن هذا العدد هو كل الملائكة بل قال أنه "يستطيع أن يطلب من أبيه أكثر من اثنيّ عشر جيشًا "ونستطيع في الختام أن نقول أن عددهم كثير جدا لا يُحْصَى ولا يُعَد، وأن ملاكًا واحدًا يستطيع أن يعمل أكثر من ألف إنسان.
9- يقول القديس ديونيسيوس الأريوباجيتي "إن عدد الملائكة أكثر من عدد الأشياء الجسمية الهيولية، لأن الله تعالى حيث أنه في تكوين العالم – قصد كماله ولا حد لقدرته – أراد أن يكثر من عدد الأشياء الأكثر كمالًا, ولذلك قال أيوب البار "ألعل لجنوده عددًا؟" (أي 25: 3).
10-هناك رأي سائد في الكنيسة يقول أن الله عين لكل مؤمن ملاكا حارسا يهتم به ويرافقه إلى يوم وفاته، وهو لديه كمعلم ومدبر ومرشد ليهديه طريق البر والفضيلة، ويحذره من حيل أعدائه المنظورين وغير المنظورين [كقول رب المجد "انظروا احذروا ألا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، فإني أقول لكم إن ملائكتهم في السموات كل حين يعاينون وجه أبي الذي في السموات " (مت 18: 10)]..... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والكتاب المقدس ملئ بأمثلة الملائكة التي ساعدت البشر في أسفارهم وخدمتهم في كل وقت.. فالملاك رافائيل رافق طوبيا وخدمه في سفره باذِلًا كل اعتنائه في الطريق بحفظه إياه من حوت كان يهم أن يبتلعه، ثم تحصيل ماله من الناس وتزويجه إياه بامرأة صالحة ورد إلى أبيه.
"وإيليا النبي أتاه الملاك وقدم له فطيرة يأكلها ليتقوّى بها في الطريق".. ويعوزنا الوقت لو تكلمنا عن الملاك الذي سد أفواه الأسود في الجب الذي ألقى فيه دانيال النبي، أو الذي نقل فيليبس الرسول من الموضع الذي عمد فيه الرجل الحبشي إلى مدينة أشدود....
11- ويقول توما الإكويني "إن عدد الملائكة يفوق عدد البشر وسائر المخلوقات المادية, لأنهم هم الذين يدبرون العناصر المادية, ويحرسون المدن والممالك، لذلك اتخذتهم الكنيسة شفعاء لهم. ففرنسا وألمانيا اتخذت الملاك ميخائيل شفيعا لها وهكذا أيضا معظم كنائس الشرق".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/s3f3nmp