* تأملات في كتاب
لاويين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20
الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
يوضح لنا هذا الأصحاح الصفات المطلوبة في كهنة العهد القديم والتي ترمز لصفات كهنة وخدام العهد الجديد. وهذه الصفات هي:
1- الطاعة.
2- السمو عن المشاعر الطبيعية.
3- عدم الانشغال بغير الخدمة.
4- عدم السكر والتدقيق والتمييز.
(1) موت ناداب وأبيهو (ع1-7)
(2) الكهنة والخمر (ع8-11)
(3) أكل الكهنة لنصيبهم (ع12-15)
(4) احتراق تيس الخطية (ع16-20)
1 وَأَخَذَ ابْنَا هَارُونَ نَادَابُ وَأَبِيهُو كُلٌّ مِنْهُمَا مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلاَ فِيهِمَا نَارًا وَوَضَعَا عَلَيْهَا بَخُورًا وَقَرَّبَا أَمَامَ الرَّبِّ نَارًا غَرِيبَةً لَمْ يَأْمُرْهُمَا بِهَا. 2 فَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتْهُمَا فَمَاتَا أَمَامَ الرَّبِّ. 3 فَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «هَذَا مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ قَائِلًا: فِي الْقَرِيبِينَ مِنِّي أَتَقَدَّسُ وَأَمَامَ جَمِيعِ الشَّعْبِ أَتَمَجَّدُ». فَصَمَتَ هَارُونُ. 4 فَدَعَا مُوسَى مِيشَائِيلَ وَأَلْصَافَانَ ابْنَيْ عُزِّيئِيلَ عَمِّ هَارُونَ وَقَالَ لَهُمَا: «تَقَدَّمَا ارْفَعَا أَخَوَيْكُمَا مِنْ قُدَّامِ الْقُدْسِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ». 5 فَتَقَدَّمَا وَرَفَعَاهُمَا فِي قَمِيصَيْهِمَا إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ كَمَا قَالَ مُوسَى. 6 وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ: «لاَ تَكْشِفُوا رُؤُوسَكُمْ وَلاَ تَشُقُّوا ثِيَابَكُمْ لِئَلَّا تَمُوتُوا وَيُسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ كُلُّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فَيَبْكُونَ عَلَى الْحَرِيقِ الَّذِي أَحْرَقَهُ الرَّبُّ. 7 وَمِنْ بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لاَ تَخْرُجُوا لِئَلَّا تَمُوتُوا. لأَنَّ دُهْنَ مَسْحَةِ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ». فَفَعَلُوا حَسَبَ كَلاَمِ مُوسَى.
ع1:
مجمرة: إناء معدني يوضع فيه فحم مشتعل وفوقه حبات البخور (شورية).تجاسر ابنا هارون الكهنة "ناداب وأبيهو" وخالفا شريعة الله بتقديم نار غريبة داخل القدس ولم يأخذا من النار الإلهية التي خرجت من خيمة الاجتماع إلى المذبح النحاسي (لا 9: 24). وهذه النار الغريبة ترمز لنار الشهوات أو التعاليم الغريبة عن الكنيسة والتي لا يمكن أن ندخل بها أمام الله.
بالإضافة إلى أن تقديم البخور في المجمرة كان عمل رئيس الكهنة، أما الكهنة فكانوا يقدمون البخور والنار في أواني مقدسة أخرى (خر30). ويظن شيوخ اليهود أنهما كانا في حالة سكر لأنه ينص في هذا الأصحاح على عدم سكر الكاهن (ع8، 9).
وهذا مؤسف جدًا أن يقع اثنان من عظماء الشعب وهما كاهنان في مخالفة واضحة لأوامر الله بعد سيامتهما بفترة قليلة جدًا.
† كن مدققًا فيما تعلّمه للآخرين وهو تعاليم الكنيسة التي تسلمتها منها، وإن كنت لا تعرف شيئًا فلا تتطاول وتعطى قرارات أو نصائح لا تعلم مدى صحتها بل اسأل من هم أكثر خبرة منك وذلك ليس فقط في الأمور الروحية والكنسية بل في أي موضوع من موضوعات الحياة، فتكون حكيمًا ويحترم الناس رأيك ولا تعثر أحدًا.
ع2، 3: نرى هنا نار الرب المباركة التي قبلت الذبائح، تتحول إلى نار قاتلة لتؤدب الخاطئ، وهذا دليل على عدل الله وقداسته وغضبه من أخطاء خدامه، وكانت صدمة هارون كبيرة لكنه خضع في صمت. وأعلن الله على فم موسى أنه يطلب القداسة والتدقيق في طاعة وصاياه من جميع الناس وخاصة المقربين إليه مثل الكهنة، وإن خالفوا وصاياه يعاقبوا بشدة أكثر لمعرفتهم لله أكثر من غيرهم.
ع4، 5: لأنه لا يجوز مشاركة هارون وابنيه الباقيين في إجراءات الحزن أو الدفن، حيث أنهم منشغلون بخدمتهم، فقد قام بالمهمة آخرون من أقاربهم إذ تقضى شريعة الله بأن لا يترك الكاهن خدمته في الهيكل لأى سبب مهما كان هامًا وذلك لإظهار عظمة الله وخدمته واللذان دفنا ناداب وأبيهو هما ابنا عمهما لذا قال لهما موسى ارفعا أخويكما، إذ أن ابن العم يدعى أخًا كما قيل عن أولاد خالة المسيح أنهم إخوته وكما يقال الآن في بلاد مصر.
وقد رفعا ناداب وأبيهو في ثيابهما الكهنوتية وغالبًا لم تحترق بالنار إظهارًا من الله لكرامة الكهنوت مع أن هذا ضد طبيعة النار التي تحرق كل شيء أمامها.
ع6، 7: أمرهم موسى بالتسامى بمشاعرهم عن المستوى البشرى، كما أمر الرب حزقيال النبي عند موت زوجته (حز24: 15-18)، وبعدم ممارسة العادات الوثنية في الحزن على الأقارب، فمشاعر الكاهن ملك لله أولًا، ثم هي لجميع الناس وليست قاصرة على أقاربه.
فخروج الكهنة لدفن ناداب وأبيهو يمنعهم من ممارسة خدمتهم الكهنوتية، إذ سيتنجسوا بلمس الميت كما نصت الشريعة ولم يكن هناك كهنة غيرهم، وأراد الله أيضًا إظهار شناعة خطية ناداب وأبيهو بمخالفتهما شريعة الله فلم يشترك في دفنهم أقرب الناس إليهم وهم والدهم وإخوتهما ولكنه سمح للشعب كله في نفس الوقت أن يهتموا بدفنهما ويبكوا عليهما إكرامًا لكهنوتهما.
ورغم قلة عدد الكهنة المكرسين، فقد مات اثنان منهم، فالله يدقق في اختيار خدامه مهما كانت حاجة الخدمة.
8 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: 9«خَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضًا دَهْرِيًّا فِي أَجْيَالِكُمْ 10 وَلِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ وَبَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ 11 وَلِتَعْلِيمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ بِهَا بِيَدِ مُوسَى».
ع8، 9: خمرًا: عصير عنب مختمر طبيعيًا.
مسكرًا: عصير عنب شديد التخمر لدرجة تسكر من يشربه، وربما كان يصنع بتقطير الخمر.
ينهى الله كهنته عن شرب الخمر بأنواعها قبل دخولهم لخدمة خيمة الاجتماع تعففًا عن الأمور المادية وليكونوا في يقظة كاملة تقديسًا وتعظيمًا لبيت الله.
ومن هنا نستنتج أن ما دفع ابنى هارون إلى الخطأ ربما كان شربهما للخمر إلى حد السُكْر.
ومعنى هذا أنه إن كان يمكن للكهنة أن يشربوا قليلًا من الخمر أي عصير العنب المختمر طبيعيًا، أي فيه نسبة كحول ضئيلة جدًا، وذلك في حياتهم العادية ولكن غير مسموح بذلك قبل دخولهم للخدمة، أما الخمر المسكرة أي شديدة التخمر فغير مسموح بها في جميع الأحوال.
ع10، 11: بعدم شرب الخمر يحتفظ الكهنة باتزانهم لكي يستطيعوا ممارسة وظيفة التمييز والتعليم، فيميزوا بين النجس والطاهر ويتمموا خدمتهم بتركيز ثم يستطيعوا أيضًا إرشاد الشعب وتعليمهم وصايا الله وشرائعه. والسُكْر يرمز للانغماس في أمور وملاذ العالم إلى حد فقدان الاتزان والتمييز الروحي.
† استخدم ماديات العالم فهي عطية الله لك، ولكن لا تنغمس فيها لئلا تشغلك عن الله ويصبح تفكيرك كله فيها ونظرتك تكون مادية لكل شيء، فلا تعود تشتاق للروحيات بل يتغير سلوكك ويصير جسدانيًا بعيدًا عن الله.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
12 وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ وَأَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْهِ الْبَاقِيَيْنِ: «خُذُوا التَّقْدِمَةَ الْبَاقِيَةَ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ وَكُلُوهَا فَطِيرًا بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 13 كُلُوهَا فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ لأَنَّهَا فَرِيضَتُكَ وَفَرِيضَةُ بَنِيكَ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ. فَإِنَّنِي هَكَذَا أُمِرْتُ. 14 وَأَمَّا صَدْرُ التَّرْدِيدِ وَسَاقُ الرَّفِيعَةِ فَتَأْكُلُونَهُمَا فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَنَاتُكَ مَعَكَ لأَنَّهُمَا جُعِلاَ فَرِيضَتَكَ وَفَرِيضَةَ بَنِيكَ مِنْ ذَبَائِحِ سَلاَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 15 سَاقُ الرَّفِيعَةِ وَصَدْرُ التَّرْدِيدِ يَأْتُونَ بِهِمَا مَعَ وَقَائِدِ الشَّحْمِ لِيُرَدَّدَا تَرْدِيدًا أَمَامَ الرَّبِّ فَيَكُونَانِ لَكَ وَلِبَنِيكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ».
ع12-15: أخذ موسى يشجع هارون وبنيه على أكل نصيبهم من وقائد الرب [كما سبق شرحه في (لا 8)]، لأنه يبدو أن الحزن كان شديدًا في قلوبهم على ما حدث وكذا خوفهم من الله وأكد الشريعة وهي أكل الفطير في بيت الرب (مكان مقدس) ويأكله الكهنة فقط (لا 6: 14-18) أما نصيب الكهنة من ذبائح السلامة وهي الساق اليمنى والصدر فيأكلونه مع زوجاتهم وأبنائهم وبناتهم في مكان طاهر خارج خيمة الاجتماع.
†
الخطية تجلب الحزن، لكن لا يجب أن أتوقف عنده، بل أمسحه بالتوبة وأستعيد فرحى بالرب.
16 وَأَمَّا تَيْسُ الْخَطِيَّةِ فَإِنَّ مُوسَى طَلَبَهُ فَإِذَا هُوَ قَدِ احْتَرَقَ. فَسَخَطَ عَلَى أَلِعَازَارَ وَإِيثَامَارَ ابْنَيْ هَارُونَ الْبَاقِيَيْنِ وَقَالَ: 17«مَا لَكُمَا لَمْ تَأْكُلاَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ وَقَدْ أَعْطَاكُمَا إِيَّاهَا لِتَحْمِلاَ إِثْمَ الْجَمَاعَةِ تَكْفِيرًا عَنْهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ؟ 18 إِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ بِدَمِهَا إِلَى الْقُدْسِ دَاخِلًا. أَكْلًا تَأْكُلاَنِهَا فِي الْقُدْسِ كَمَا أَمَرْتُ». 19 فَقَالَ هَارُونُ لِمُوسَى: «إِنَّهُمَا الْيَوْمَ قَدْ قَرَّبَا ذَبِيحَةَ خَطِيَّتِهِمَا وَمُحْرَقَتَهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَدْ أَصَابَنِي مِثْلُ هَذِهِ. فَلَوْ أَكَلْتُ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ الْيَوْمَ هَلْ كَانَ يَحْسُنُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟» 20 فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ.
ع16-18: أخطأ ابنا هارون الباقيان في طقس ذبيحة الخطية، إذ لم يأكلا نصيبهما منها بل حرقاه، فغضب موسى عليهما ووبخهما حتى لا يهملا تنفيذ أوامر الله. وهذا الخطأ أخف من خطأ أخويهما (ع1) لأن الأول كان عن عمد أما هنا فعن نسيان. وكان أكل الكاهن من ذبيحة خطية الشعب دليل على مشاركته لشعبه في حمل خطيتهم، وأيضًا على أن الله قد قبل الذبيحة وغفر الخطية (لا 4: 22، 27).
وذكَّرهما موسى بأن تيس الخطية ما دام لم يدخل دمه إلى القدس ويمسح به مذبح البخور، يلزم أن يأكل الكاهن نصيبه منه، فيفهم من هذا أن نصيب الكاهن من ذبيحة الخطية ليس فقط مسموحًا له أن يأكله، بل من الضرورى أن يأكله.
ع19، 20: قد أصابنى مثل هذه: موت ابنىّ ناداب وأبيهو.
هل كان يحسن في عينى الرب: تساءل هارون هل يقبل الله أن نأكل من ذبيحة الخطية ونحن في حزن على موت ناداب وأبيهو أو يعتبر خطأ لأننا ينبغى أن نأكل من ذبائح الله برضا وشكر وفرح، أي إنه يعتذر عن عدم الأكل من التيس لئلا يأكله وهو حزين فيخطئ إلى الله.
إعتذر هارون لموسى بأن ابنيه ألعازار وإيثامار قد قدّما للرب ما يجب عليهما من ذبائح، لكن حالتهم النفسية، هو وأولاده، بعد ما أصابهم من تأديب من الله بموت أخويهما لا تسمح بأن يشاركا في الأكل من الذبيحة لشعورهما بحملهما خطايا أخويهما اللذين ماتا، فكيف يحملون معهما خطايا الشعب ويأكلون من لحم التيس لذا تركاه يحترق كله على المذبح النحاسى، فقبل موسى عذرهما، لأن الله يحتمل ضعف إلعازار وإيثامار ولكن لا يحتمل كبرياء ناداب وأبيهو.
†
إن التوبة تغسل خطايا تقصيراتك وإهمالك، فاسرع إليها حتى تنال الغفران في سر الإعتراف وتتشدد لتبدأ من جديد في تدقيق وانطلاق لتعويض ما فاتك فتنمو في محبتك لله.
← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير اللاويين 11 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير اللاويين 9 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/leviticus/chapter-10.html
تقصير الرابط:
tak.la/zn2sf22