* تأملات في كتاب
لاويين: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16
الأَصْحَاحُ الثَّانِي
الوجه الثاني لذبيحة الصليب والذي توضحه تقدمة القربان، هو ناسوت الرب الطاهر وسر تجسده العجيب. وتقدم هذه التقدمة من القمح في صورة الدقيق المخبوز بطرق مختلفة.
(1) تقدمة القربان في صورة دقيق (ع1-3)
(2) تقدمة القربان في صورة مخبوزات (ع4-6)
(3) تقدمة القربان في صورة عجين في طاجن (ع7-10)
(4) شروط عامة لتقدمة القربان (ع11-13)
(5) تقدمة باكورة القمح في صورة فريك (ع14-16)
1«وَإِذَا قَرَّبَ أَحَدٌ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ يَكُونُ قُرْبَانُهُ مِنْ دَقِيقٍ. وَيَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا وَيَجْعَلُ عَلَيْهَا لُبَانًا. 2 وَيَأْتِي بِهَا إِلَى بَنِي هَارُونَ الْكَهَنَةِ وَيَقْبِضُ مِنْهَا مِلْءَ قَبْضَتِهِ مِنْ دَقِيقِهَا وَزَيْتِهَا مَعَ كُلِّ لُبَانِهَا. وَيُوقِدُ الْكَاهِنُ تِذْكَارَهَا عَلَى الْمَذْبَحِ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. 3 وَالْبَاقِي مِنَ التَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ. قُدْسُ أَقْدَاسٍ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ.
ع1: دقيق
: قمح مطحون.لبان: بخور.
زيت: زيت الزيتون.
التقرب لله هنا هو بقربان من الدقيق الذي يصنع منه الخبز، فالمسيح هو مصدر شبعنا لأنه خبز الحياة، وهو الوسيط الوحيد بين الله والناس بشخصه الفادى وشفاعته الكفارية. وزيت الزيتون يمثل الروح القدس الذي يلين القلب ويضئ سراجه بالنور ويمنحه السلام كالحمامة التي أتت تبشر نوح بعودة السلام للأرض بغصن الزيتون الذي حملته إليه. أما اللبان فيشير للصلاة والعبادة التي تقدم كلها لله وحده.
ع2: يأخذ الكاهن قبضة من الدقيق المسكوب عليه زيت وكذلك كل اللبان ويضعه على المذبح ليحترق عليه، فهو يرمز للمسيح الذي عاش حياة نقية على الأرض ليعلمنا كيف نسلك في حياتنا ثم مات على الصليب من أجلنا. فالدقيق يرمز لحياة المسيح بالجسد على الأرض والزيت للروح القدس الذي مسحه والبخور لعبادته وصلواته، أي أن تقدمة القربان تعنى نقاوة المسيح في الجسد وكماله في إتمام كل بر عنا.
ع3: قدس أقداس: يأكلها الكهنة فقط.
يأكل الكهنة أي هارون وبنيه الباقى من تقدمة القربان في بيت الرب لأن هذه التقدمة هي قدس أقداس للرب أي تؤكل في بيته ومثلها أيضًا في خبز الوجوه (خر35: 13؛ لا 24: 9) وأنصبة الكهنة من ذبيحة الخطية (لا 7: 1-10، 14: 13). وكانت هناك بعض القرابين تعتبر قدسًا فيأكلها الكاهن وأسرته في مكان طاهر وليس في بيت الرب كما في أكل ذبائح السلامة (عد6: 20). وأكل الكاهن من تقدمة القربان يعلن:
قبول الله للتقدمة إذ يأكلها كهنته.
النعمة المعطاة للكهنة ليقوموا بمسئولياتهم الرعوية وخدمة الله.
إهتمام الله باحتياجات الكهنة وأولاده المكرَّسين لخدمته والذين تركوا أعمال العالم المادية.
†
إن حياتك كلها ملك لله، فاهتم أن تقدم وقتًا كافيًا للعبادة والخدمة مثل قبضة الدقيق المقدمة على المذبح فيفرح الله بك ويبارك كل أعمالك.
4«وَإِذَا قَرَّبْتَ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ مَخْبُوزَةٍ فِي تَنُّورٍ تَكُونُ أَقْرَاصًا مِنْ دَقِيقٍ فَطِيرًا مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ وَرِقَاقًا فَطِيرًا مَدْهُونَةً بِزَيْتٍ. 5 وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُكَ تَقْدِمَةً عَلَى الصَّاجِ تَكُونُ مِنْ دَقِيقٍ مَلْتُوتَةً بِزَيْتٍ فَطِيرًا. 6 تَفُتُّهَا فُتَاتًا وَتَسْكُبُ عَلَيْهَا زَيْتًا. إِنَّهَا تَقْدِمَةٌ.
ع4:
تنور: فرن.فطير: عجين بدون خمير.
ملتوت: معجون ومخلوط.
رقاق: أقراص رقيقة من العجين.
النوع الآخر من تقدمات القربان هو ما يخبز داخل الفرن وهو نوعان:
دقيق معجون بالماء والزيت ومعمول بشكل أقراص دون وضع خمير لأن الخمير يرمز إلى الشر.
دقيق معجون بالماء ويعمل بشكل رقائق ثم تدهن بالزيت ولا يوضع فيها خمير أيضًا بل تكون فطيرًا.
والمخبوزات ترمز للمسيح الذي اجتاز الآلام لأجل خلاصنا. وقد حبل به من الروح القدس في بطن العذراء ومسح بالروح القدس الذي حلَّ عليه عند عماده، ويُرمَز للروح القدس بالزيت الذي تدهن به المخبوزات، ليعلن تخصيص شخصه الرقيق الطاهر الخالى من الخطية للقيام بالخلاص والفداء. والفطير الخالى من الخمير يرمز لحياة المسيح النقية من الشر، فالدقيق يرمز لناسوت المسيح والزيت للروح القدس.
ع5، 6: الصاج: قرص معدنى توضع عليه المخبوزات في الفرن لتنضج.
تفتها فتاتًا: تكسر إلى أجزاء صغيرة.
النوع الثالث من المخبوزات دقيق يعجن بالماء والزيت ويعمل بشكل رقائق توضع على صاج وتدخل الفرن وبعد نضجها تترك لتبرد وتجف ثم تكسر إلى أجزاء صغيرة ويسكب عليها زيت. وهذا يرمز إلى حياة المسيح على الأرض التي كانت نقية في كل تفاصيلها، فتكسير الرقاق مثل تقطيع الذبيحة إلى قطع لإظهار أن داخلها نقى.
† هل تعودت أن تفحص تفاصيل تصرفاتك اليومية أمام الله لتتأكد من نقائها، وتتوب عن خطاياك، لأن إبليس المخادع يحاول دسّ بعض الأفكار أو الأعمال الصغيرة غير النقية حتى يفسد قلبك وينحدر بك إلى أخطاء أكبر. فكن حريصًا وافحص نفسك كل يوم واطلب إرشاد الروح القدس في الصلاة ونصائح أب اعترافك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
7«وَإِنْ كَانَ قُرْبَانُكَ تَقْدِمَةً مِنْ طَاجِنٍ فَمِنْ دَقِيقٍ بِزَيْتٍ تَعْمَلُهُ. 8 فَتَأْتِي بِالتَّقْدِمَةِ الَّتِي تُصْطَنَعُ مِنْ هَذِهِ إِلَى الرَّبِّ وَتُقَدِّمُهَا إِلَى الْكَاهِنِ فَيَدْنُو بِهَا إِلَى الْمَذْبَحِ. 9 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ مِنَ التَّقْدِمَةِ تِذْكَارَهَا وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 10 وَالْبَاقِي مِنَ التَّقْدِمَةِ هُوَ لِهَارُونَ وَبَنِيهِ قُدْسُ أَقْدَاسٍ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ.
ع7: طاجن: إناء عميق من الفخار.
نوع آخر من المخبوزات وهو الدقيق الذي يعجن بالزيت ويوضع في طاجن ويُطهى فيه. والطاجن يرمز لجسد العذراء الذي يبدو كجسد إنسان عادى، ويرمز إليه الفخار، ولكنه نال كرامة عظيمة بولادة المسيح منه والذي يرمز إليه الدقيق المعجون بالزيت.
ع8، 9: يأخذ الكاهن جزءًا من الدقيق المعجون بالزيت في الطاجن ويضعه على المذبح ليحرق عليه، فيسر الله به كما سُرَّ بذبيحة ابنه الوحيد الذي عاش حياة نقية على الأرض وقدَّم ذاته فداءً عنا على الصليب.
ع10: الباقى من العجين المخبوز في الطاجن يأكله الكهنة المقدسون والمخصصون لخدمة الله، وهذا يعلن بركة الله الخاصة للكهنة خدامه التي بها يستطيعون أن يخدموه ويربطوا الشعب بمحبة الله.
† إن كنت تخدم الله فاعلم أنه سيعطيك معونة وبركة خاصة لتقوم بخدمته، وعلى قدر ما تبذل في الخدمة تنال معونة أكبر فتتمتع بمعاينة الله في حياتك وتفرح بعمله في الآخرين.
11«كُلُّ التَّقْدِمَاتِ الَّتِي تُقَرِّبُونَهَا لِلرَّبِّ لاَ تُصْطَنَعُ خَمِيرًا لأَنَّ كُلَّ خَمِيرٍ وَكُلَّ عَسَلٍ لاَ تُوقِدُوا مِنْهُمَا وَقُودًا لِلرَّبِّ. 12 قُرْبَانَ أَوَائِلَ تُقَرِّبُونَهُمَا لِلرَّبِّ. لَكِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ لاَ يَصْعَدَانِ لِرَائِحَةِ سُرُورٍ. 13 وَكُلُّ قُرْبَانٍ مِنْ تَقَادِمِكَ بِالْمِلْحِ تُمَلِّحُهُ وَلاَ تُخْلِ تَقْدِمَتَكَ مِنْ مِلْحِ عَهْدِ إِلَهِكَ. عَلَى جَمِيعِ قَرَابِينِكَ تُقَرِّبُ مِلْحًا.
ع11:
ينهى الله عن إدخال الخمير أو العسل في تقدمات القربان، فالخمير في العجين يرمز إلى الشر الذي يعمل في قلب الإنسان في الخفاء، ويرمز العسل إلى الخطية التي يصر الإنسان على محبتها وتكون في عينيه بحلاوة العسل، فهذا يفسد تقدمات الإنسان إلى الله أي لا يقبلها الله.
ع12: قربان أوائل
: تقدمة البكور وهي أول إنتاج من المحاصيل أو المنتجات الزراعية أو الحيوانية.يجوز تقدمة البكور للرب حتى لو كانت من خمير أو عسل، لأنها تستخدم كطعام لخدام المذبح، ولكن لا يجوز تقدمتها كتقدمة على مذبح الرب ليرضى الرب على مقدمها، أي تقدم للكاهن فيأكل منها، فهذا إعلان إلهي أن الخبز المختمر والعسل ليسا نجسين ولكنهما يرمزان للمعانى الروحية التي سبق ذكرها فلا تقدم على المذبح ولكن يأكلها الإنسان بشكر من يد الله.
ع13: عندما تُقَدَّم أي تقدمة للرب توضع عليها ملحًا، لأن الملح يحفظ من الفساد، فالتقدمة التي عليها الملح تشير لناسوت المسيح الذي لم يرَ فسادًا.
ووضع الملح على التقدمة يرمز للعهد مع الله إذ اعتاد القدماء عند قطعهم للمعاهدات أن يأكلوا خبزًا وملحًا بالإضافة إلى أن الملح يجعل الطعام مستساغًا.
† لا تنخدع بحلاوة الخطية لأنها تحمل في داخلها سم الموت، فابتعد عن كل مثيرات الشهوة بالنظر أو السمع أو أي شكل آخر لتحفظ نفسك طاهرًا.
14«وَإِنْ قَرَّبْتَ تَقْدِمَةَ بَاكُورَاتٍ لِلرَّبِّ فَفَرِيكًا مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. جَرِيشًا سَوِيقًا تُقَرِّبُ تَقْدِمَةَ بَاكُورَاتِكَ. 15 وَتَجْعَلُ عَلَيْهَا زَيْتًا وَتَضَعُ عَلَيْهَا لُبَانًا. إِنَّهَا تَقْدِمَةٌ. 16 فَيُوقِدُ الْكَاهِنُ تِذْكَارَهَا مِنْ جَرِيشِهَا وَزَيْتِهَا مَعَ جَمِيعِ لُبَانِهَا وَقُودًا لِلرَّبِّ.
ع14: فريك
: قمح أخضر لم يكتمل نضجه.جريشا: مدشوش ومُكَسَّر.
سويق: ناعمًا ومدقوقًا.
عندما تقدم باكورات محصول القمح للرب تكون من سنابل القمح الخضراء المشوية بالنار، إشارة لآلام المسيح الذي سمى نفسه حبة الحنطة، وتحمل نار الألم والسحق في صلبه.
ويمكن تقديم الباكورات أيضًا من القمح المدشوش المكسر أو من المدقوق الناعم.
ويذكر الكتاب المقدس بالتفصيل تقديم الباكورات في (لا 23: 9-21، 33-36)، (خر23: 14-19)، (تث16: 13-17).
يضع الكاهن زيتًا عليها وكذلك لبانًا ثم يأخذ قبضة يده من الفريك المخلوط بالزيت وكل اللبان ويحرقها على المذبح.
† نلاحظ اهتمام الله بطعام أولاده من الكهنة والمكرسين، فليتنا نراعى ذلك في حياتنا لأنه مكتوب "لا تكم الثور في دراسه" (تث25: 4) أي نهتم بتوفير احتياجات المكرسين للخدمة إذ أنهم أعطوا حياتهم لله حتى لا ينشغلوا بأى أمر مادي وتنال أنت أيضًا بركة المشاركة في الخدمة التي يقومون بها بهذه التقدمة المادية.
← تفاسير أصحاحات اللاويين: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير اللاويين 3 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير اللاويين 1 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/leviticus/chapter-02.html
تقصير الرابط:
tak.la/g3gdhp9