* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34
الأَصْحَاحُ الحَادِي عَشَرَ
(1) توصيات الرسول بخصوص غطاء رأس المرأة (ع 2 - 16)
(2) الاستعداد لسر الإفخارستيا (ع 17-34)
ص11: 1: كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِى كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ.
ع1: فكونوا متمثلين بي في إنكار الذات وفي تجنب أسباب المعاثر وفي طلب خلاص النفوس بكل وسيلة ممكنة، فأنا أيضًا أتمثل بالمسيح في سلوكه وتعاليمه، وبهذا يكون بولس الرسول مرشدًا أمينًا لغيره.
2 فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِى فِي كُلِّ شَىْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ. 3 وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4 كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِى أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَىْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ. 5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِى أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطًّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَىْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6 إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ. 7 فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِى أَنْ يُغَطِّىَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8 لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. 10 لِهَذَا يَنْبَغِى لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ. 11 غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. 12 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هَكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلَكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ. 13 احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّىَ إِلَى اللهِ وَهِىَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ 14 أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ، إِنْ كَانَ يُرْخِى شَعْرَهُ، فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ 15 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِى شَعْرَهَا، فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِىَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ. 16 وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ، فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ، وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ.
ع2: يقدم الرسول في الأعداد التالية حلولًا لبعض المشاكل التي حدثت في كنيسة كورنثوس. فلكى يقودهم إلى طاعة توصياته يبدأ حديثه بمدحهم كإخوة له يذكرونه دائمًا ويحفظون كل تعاليمه والتقاليد التي سلمها لهم كما تسلمها من الرب.
كلمة التعاليم جاءت في الأصل اليوناني بما يقابله في الإنجليزية Traditions ومعناها تقاليد، فلذا يجدر بنا أن نتمسك بما تسلمناه من تقاليد صحيحة من آبائنا الروحيين.
ع3: رأس:
أصل أو مصدر.رأس الرجل أي مصدره هو المسيح الذي خلقه، ورأس المرأة هو الرجل لأنه أصلها، فقد خُلِقَت من أحد أضلاعه، ولذا تخضع له كقائد للأسرة.
أما عن علاقة الآب والابن أي المسيح، فالآب تعني الأصل الذي منه ولد الابن، والابن بكونه يحمل البشرية كلها في جسده يطيع الآب ليُخضع كل البشرية في طاعة الله.
ع4: كل رجل يصلي أو يعظ، عليه ألا يضع غطاء على رأسه لأن وضعه غطاء فيه إهانة للمسيح الذي هو رأس الرجل، فكأنه يحاول أن يخفى مجد وبهاء صورة الله، بينما يجب عليه أن يُظْهِر هذه الصورة. أما الكاهن عندما يلبس عمامة فهي تشير للوقار، وعندما يصلي القداس يغطي رأسه بغطاء أبيض مزخرف يرمز لبهاء الله ومجده لأنه يمثل المسيح في القداس.
ع5: شعر المرأة مجد وزينة لها، ولكن أمام الله ليس لها مجد وتغطيه خضوعًا له. وهنا يقول الرسول في أسلوب تهكمي، إن المرأة عندما تكشف رأسها فإنها تشبه تلك التي تحلق رأسها وهذا يجعل مظهرها قبيحًا.
ع6: إذا كانت المرأة لا تغطي رأسها فإنه يمكنها أن تقص شعرها كما يقص الرجل شعره. وإذا كان من القبح أن تقص المرأة شعرها، فعليها أن تغطي رأسها وألا تحاول تقليد الرجل في كَشْف الرأس، إذ كان حَلْق الرأس للمرأة علامة عار في المجتمعين اليهودي والروماني، فيريد الرسول هنا أن يقول أنه كما هو عار للمرأة أن تحلق رأسها هو أيضًا عار لها ولزوجها ألا تغطي شعرها.
ع7: يوصى معلمنا بولس الرسول الرجل أن لا يغطي رأسه لأنه يحمل صورة الله ومجده، فهو أصل خليقة الله وهو الذي خلقه الله ليعلن سلطان الله على الخليقة. أما للمرأة فقد أوصى أن تغطي رأسها في الكنيسة إعلانًا منها عن احترامها للقاعدة التي وضعها الرب، وهي أن الرجل هو رأس المرأة وهي خاضعة له، فهي بهذا "مجد للرجل"، أو سمعة طيبه له.
ع8: الرجل لم يأتِ من المرأة عند بدء الخليقة بينما المرأة هي التي جاءت من الرجل، لأنها ضِلع من أضلاعه، لحم من لحمه وعظم من عظامه.
ع9: في (تك2: 18) قال الرب الإله "ليس جيدًا أن يكون آدم وحده. فأصنع له معينًا نظيره". بمعنى أن حواء خُلِقَت من أجل آدم وليس العكس.
ع10: لهذا يجب على المرأة أن تغطي رأسها كما تغطى الملائكة رؤوسهم ووجوههم بأجنحتهم أمام الله وهم يسبحونه.
ع11: لا يوجد عند الرب فرق أو تمييز بين الرجل والمرأة إلا في الشكل الذي يخدم وحدتهما ويزيد ارتباطهما ببعض.
ع12: كما أن المرأة أُخِذَت من الرجل، هكذا أيضًا الرجل يولد من المرأة. فإن كانت حواء مأخوذة من جسم آدم فقد تم هذا بقوة الله الخالقة، فكل المخلوقات هي من الله.
ع13، 14: طرح الرسول بولس على الكورنثيين هذا التساؤل قائلًا: افحصوا الأمر مع أنفسكم وأجيبوا. هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مُغطاة الرأس؟! لأننا بطبيعتنا كبشر نفهم أنه عيبٌ للرجل أن يرخي شعره كالنساء (مع استثناء المُكَرَّسين في العهد القديم الذين كان ينبغي ألا يقصوا شعرهم، أو ما يفعله بعض النُّسَّاك في العهد الجديد كنوع من عدم الاهتمام بالشعر لأن الفِكر كله منشغل بالله).
ع15: العكس بالنسبة للمرأة لأن شعر المرأة زينة وجمال لها وغطاء بهي لرأسها، فهو بمثابة برقع طبيعي لها، ولا يصح أن تتفاخر بهذه الزينة أي شعرها في بيت الله.
ع16: إن كان بينكم من لم يقتنع بما سبق من براهين توجب على المرأة أن تغطى رأسها في الكنيسة، ويريد أن يجادل حول هذا الأمر ويصنع شقاقات وخصام فهذا لم نعتاده لأننا نسلك بقلب واحد وطاعة لإرشادات الكنيسة.
† ليتنا نشعر بحضرة الله في الصلاة، فنخضع له باتضاع سواء المرأة بتغطية رأسها أو الرجل بخضوع بقلبه. فنكون في توبة وتذلل أمامه لننال مراحمه، وفي نفس الوقت نشكره ونفرح بوجودنا بين يديه، سواء كانت الصلاة في الكنيسة أو في المخدع داخل بيوتنا.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 وَلَكِنَّنِى، إِذْ أُوصِى بِهَذَا، لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ، لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ. 18 لأَنِّى أَوَّلًا، حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ، وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ. 19 لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضًا، لِيكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ. 20 فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا، لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ. 21 لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ. 22 أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ، وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ! أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هَذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ! 23 لأَنَّنِى تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا 24 وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا، كُلُوا، هَذَا هُوَ جَسَدِى الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِى.» 25 كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ مَا تَعَشَّوْا، قَائِلًا: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِى. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِى.» 26 فَإِنَّكُمْ، كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِىءَ. 27 إِذًا؛ أَىُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28 وَلَكِنْ، لِيمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29 لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30 مِنْ أَجْلِ هَذَا، فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. 31 لأَنَّنَا، لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا. 32 وَلَكِنْ، إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ، لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ. 33 إِذًا يَا إِخْوَتِى، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. 34 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِي الْبَيْتِ، كَىْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ، فَعِنْدَمَا أَجِىءُ أُرَتِّبُهَا.
ع17: وصيتى لكم الآن ليست في الواقع من أجل مدحكم، فمن المؤلم أنكم عندما تجتمعون معًا في الكنيسة لا تجتمعون من أجل الصالح، أي من أجل أن ينفع الواحد الآخر ويعمل على بنائه الروحي، بل لكي يعير الواحد فيكم الآخر ويؤذيه روحيًا.
ع18: أنا أسمع أنكم حين تجتمعون في الكنيسة يكون بينكم إنشقاقات وإنقسامات، وأنا أصدق بعضًا مما سمعت من هذه الإنشقاقات. مثل ميل البعض للتحزب والاختلاف على مواضيع مثل أكل ما ذبح للأوثان أو الزواج والبتولية...
ع19: لأنه لا بُد أن يحاربكم إبليس، وأنتم كبشر معرضون للسقوط في الانقسامات. ولقد سمح الله بظهور مثل هذه الانحرافات الفكرية من أجل أن يظهر بينكم هؤلاء الذين لهم المحبة المزكاة الذين لا تصدر عنهم مثل هذه الضعفات، فرداءة البعض تظهر فضائل الآخرين وقداستهم.
ع20: عندما تجتمعون في الكنيسة لصلاة القداس وتناول الأسرار وأنتم على هذا الحال من الانقسام، تظهر أنانيتكم وضعف محبتكم نحو بعضكم، فيفقد اجتماعكم غرضه وهو المحبة.
ع21: كان يرتبط بصلاة القداس مائدة يأكلون فيها معًا كاشتراك محبة في أكل الطعام مع بعضهم، ولكن يبدو أن البعض من الأغنياء كان يأكل وحده ما قد أتى به بدلًا من اشتراك الفقراء معه، وبذلك يجوع الفقير ويسكر الغنى من كثرة الأكل والشرب، لأنه والوضع كذلك لم يكن نصيب الفقير سوى القليل الذي أتى به.
ع22: لذلك وبخهم الرسول بقوله أنه أفضل لهم أن يأكلوا في بيوتهم ما شاءوا ولا يخجلوا الفقراء، لأنهم بهذا يستهينون بفكرة المحبة الأخوية وبذلك يحتاجون للتوبيخ لا المدح.
ع23: سلم المسيح لبولس، عندما قضى معه ثلاث سنوات في البرية (غل2: 17، 18)، ما أتمه يوم خميس العهد عندما أسس سر التناول، الذي سلمه لهم لممارسته كوصية المسيح طوال الأجيال. فأخذ خبزًا، وكلمة خبز في اليونانية هي (آرطوس artos)، وهذه الكلمة تطلق على الخبز المختمر لا الفطير.
ع24: بعد أن قدم صلاة الشكر كسر الخبز إلى قطع، ثم قال كلوا هذا هو جسدي الذي يقدم قربانًا من أجلكم على الصليب. وهذا الذي أفعله الآن، عليكم أن تفعلوه على الدوام لكي تتذكروا ذبيحة الصليب التي أقدمها من أجل خلاصكم.
وكون ذلك قد تم قبل الصليب الفعلى، فكما قال القديس غريغوريوس الثيئولوغوس: لأن المسيح صلب نفسه للعالم قبل أن يصلبه العالم. أي قد ذبح نفسه بالنية، لذلك هو يعطى جسده المكسور بالنية والذي سوف يذبح على الصلب في الغد.
وكلمة لذكرى كما جاءت في اليونانية Anamnesis/ἀνάμνησις/אנמנזה، وهي لا تعني مجرد الذكرى لأمر غائب، وإنما تعني حضور ما نصنع له الذكرى. أي أن الخبز يتحول إلى جسد حقيقي للمسيح وليس مجرد تذكار لحادثة تاريخية.
ع25: على هذا النحو أخذ المسيح الكأس بعد أن انتهى من العشاء، وقال إن هذه الكأس تحتوى دمى الذي هو العهد الجديد، لأن العهد كتب وختم بدمى، وعليكم أن تفعلوا ذلك على الدوام لكي تتذكرونى وتتذكروا ذبيحتى المقدسة عنكم.
ع26: عليكم كلما أكلتم من جسدي وشربتم من دمى أن تبشروا بفدائى وخلاصي للبشرية كلها إلى أن آتى في مجيئى الثاني.
والاشتراك في التناول يحمل المؤمنين مسئولية التبشير والكرازة باسم المسيح الإلهي في لحن يذكرنا بمسئوليتنا جميعًا وهو لحن "آمين آمين بموتك يا رب نبشر".
ع27: مما يؤكد أن الخبز يتحول فعلًا إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه، هذا التحذير الذي يشير إليه الرسول بولس لمن يأكل من الخبز أو يشرب من الخمر بدون استحقاق. فلو أن الأمر كان مجرد رمزًا لما ارتبط بالتحذير والإنذار على هذا النحو.
وكلمة استحقاق تعني توبة واعتراف على يد الكاهن لكل من يتقدم إلى هذا السر.
إذًا فبالنسبة لما حدث من أهل كورنثوس، وهو أن من يتقدم للتناول منهم، وهو يميز نفسه عن الآخرين في أكل طعام فاخر، إنما يتقدم في غير استحقاق ويكون كمجرم في جسد الرب ودمه، لأنه لا يحب أو يهتم بمن حوله، فلا يستحق التناول من ذبيحة الحب الإلهي أي جسد المسيح ودمه.
ع28: ليفحص الإنسان أعماقه ويقدم توبة عن كل ما يراه من ضعف أو خطيئة ويعترف في الكنيسة، حينئذ يتقدم ليأكل من الخبز المقدس الذي هو جسد المسيح، ويشرب من الكأس المقدسة التي تحتوى دم المسيح.
ع29: أما ذلك الإنسان الذي يأكل ويشرب دون أن يتوب، يعرض نفسه للعقوبة من قبل الرب لما يبديه من الإستخفاف بالخبز والخمر، كما لو كان لا يميز بين الخبز الذي يتحول إلى جسد الرب وبين الخبز العادي، ولا يميز بين الخمر الذي يتحول إلى دم الرب وبين الخمر العادي. كل هذا يؤكد أن الخبز والخمر في سر الشكر ليسا خبزًا وخمرًا عاديين بل يتحولان إلى جسد الرب ودمه.
ع30: لأن الكثيرين منكم يتقدمون للاشتراك في مائدة الرب دون توبة، فإنهم يعرضون أنفسهم للعقوبات من قبل الرب. فمنهم من يتعرض للضعف ومنهم من يتعرض للمرض ومنهم من يعاقب بالموت.
ع31: لأننا لو فحصنا أنفسنا في خوف الله، ووقفنا مع أنفسنا موقف القاضي لنحكم هل نستحق التقدم للإشتراك في مائدة الرب، ثم أصلحنا سيرتنا بالتوبة واستعدنا المحبة في قلوبنا للجميع، لما تعرضنا للعقوبة.
ع32: يهدف الرب من عقوبة غير المستحقين، لعدم استعدادهم الواجب قبل التقدم لمائدة الرب، تأديبهم للتوبة حتى لا يدانوا في الأبدية مع أهل العالم.
ع33، 34: يوصى في النهاية أن ينتظر المؤمنون بعضهم بعضًا ليأكلوا معًا، ولا يسبق أحد بأكله طعامه قبل أن يأتي الآخرون، وإن كان جائعا فليأكل في بيته، لأن هذه المائدة معناها شركة الحب بين المؤمنين وليس مجرد إشباعًا لشهوة الطعام.
الأمور الباقية: تفاصيل في العبادة والسلوك المسيحي علمها الرسول لهم عندما زارهم، وهي ضمن التقليد المقدس أي التعاليم الشفاهية التي وصلت إلينا ونحياها في عبادتنا وسلوكنا.
† إهتم بمحاسبة نفسك والتوبة والإقرار بخطاياك أمام الكاهن قبل التناول، لتصير نقيًا مستحقًا للأسرار المقدسة. بل إن حاربك أي فكر ردئ أثناء القداس، تب عنه أمام الله إلى أن تقابل أب اعترافك.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 12 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 10 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-11.html
تقصير الرابط:
tak.la/mxsx92y