* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27 - 28 - 29 - 30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 38 - 39 - 40
الأَصْحَاحُ السَّابِعُ
(1) شرعية كل من الزواج والبتولية (ع 1 - 2)
(2) العلاقة الزوجية الخاصة (ع 3-6)
(3) التبتل لا يناسب الكل (ع 7-9)
(4) عدم الطلاق (ع 10-11)
(5) الزواج المختلط (ع 12-16)
(6) في الختان والعبودية (ع 17-24)
(7) اعملوا للأبدية (ع 25-31)
(8) أفضلية البتولية (ع 32-35)
(9) الرأي في الزواج مع التمتع بحياة البتولية (ع 36-38)
(10) انحلال الرباط الزيجي بموت أحد الطرفين (ع 39، 40)
1 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِى عَنْهَا، فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2 وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا، لِيكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا.
ع1: أما من جهة الأمور التي سألتمونى فيها، ويفهم ضمنيًا أنها كانت أسئلة عن الزواج وعدمه، فأود أن أقول لكم أنه لأمر فاضل بالنسبة للرجل ألا يتزوج إن استطاع لأن البتولية هي تكريس الإنسان نفسه لمحبة الله.
ع2: إذا لم يتمكن الرجل من ضبط ميوله الطبيعية والسمو بها، فليتزوج بحيث يكون لكل رجل امراته فقط ولكل امرأة زوجها فقط.
قد يبدو مما سبق أن الزواج كما أشار الرسول هنا مجرد حصانة ضد التعرض للزنا وبالتالي ففيه شيء من التقليل من شأنه، ولكن الأمر ليس كذلك لأن الرسول نفسه تحدث في مواقع أخرى عن الجانب الأخلاقى السامى للزواج ونظر إليه نظرة مكرمة مقدسة (كما في ع: 14، ص 11: 3، أف5: 25-27)، فالحصانة أحد جوانب الزواج في رأي القديس بولس وليست كل جوانبه.
† إن كنت متزوجًا فلا تنسَ أن هدفك مثل البتول هو محبة الله، وأعطِ وقتًا كافيًا كل يوم لصلواتك وتأملاتك في الكتاب المقدس، بل استخدم الزواج فرصة للخروج من انشغالك بذاتك وتقديم محبة لمن معك، فتتخلص من معوقات الإحساس بالله وتنمو نحو هدفك دائمًا.
3 لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ. 4 لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا بَلْ لِلرَّجُلِ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ بَلْ لِلْمَرْأَةِ. 5 لاَ يَسْلِبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا، لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ. 6 وَلَكِنْ، أَقُولُ هَذَا عَلَى سَبِيلِ الإِذْنِ لاَ عَلَى سَبِيلِ الأَمْرِ.
ع3: يجب أن يشعر الرجل بحق المرأة عليه والذي يتمثل في الحنان والمحبة، كذلك على المرأة أن توفى الرجل حقوقه وهي التقدير والإخلاص. وهذا يتم التذكير به خلال صلاة الإكليل وفق طقسنا الكنسي الجميل، حين يسلم الكاهن العروس لعريسها وهو يقول في الوصية: يجب عليك أيها الابن المبارك أن تتسلم زوجتك في هذه الساعة المباركة وتجتهد فيما هو لصالحها وتكون حنونًا عليها وتسرع إلى ما يسر قلبها. وبالمثل يقول للعروس: وأنت أيتها الابنة المباركة... يجب عليك أن تكرميه وتهابيه ولا تخالفى رأيه... وأن تقابليه بالبشاشة والترحاب ولا تضيعى شيئًا من جميع حقوقه عليك، وتتقى الله في سائر أمورك معه.
ع4: الرجل وزوجته يصيران جسدًا واحدًا في سر الزيجة، فكل منهما لا يمتلك جسده بل يمتلكه الآخر، وبالتالي ليس من حق أحدهما أن يرفض العلاقة الخاصة لعدم ميله لها، لأن جسده ملك للآخر فكيف يمنع الآخر أن يتصرف بحرية فيما يملكه؟!
ع5: لذا أنصحكم ألا يمتنع أحدكم عن علاقته الخاصة بالآخر إلا إذا كانت هناك موافقة على هذا الإمتناع من الجانب الآخر وذلك لفترة معينة، حتى يمكن لهما أن يتفرغا للصوم والصلاة على أن تعود العلاقة الخاصة مرة أخرى، فلا يتعرض أحد الطرفين لتجربة الشيطان بأن يحاول أن يسقطكم في الخطية بسبب عدم قدرتكم على ضبط ميولكم الطبيعة.
ع6: أقول هذا
يقصد التعفف. فهو أمرًا ضروريًا داخل الزواج، إعلانًا عن أن هدف الزواج هو المحبة والتمتع بوجود الله بين الزوجين وليس انغماسًا مستمرًا في الشهوات الجسدية، فنتمتع بهذه العلاقة ولكن إلى حين لنعود إلى هدفنا الوحيد في الحياة، وهو محبة الله.ويقول على سبيل الإذن وليس الأمر، فيقصد أن هناك حرية في تحديد فترات التعفف داخل الزواج حسب احتياج كل من الزوجين وبإرشاد أب الاعتراف.
وهناك رأي آخر أن قوله هذا يقصد الزواج ككل، فهو على سبيل الإذن لمن يريد وليس الأمر، فمن يستطيع أن يحيا متبتلًا فهذا أفضل.
† ما أجمل الحب داخل سر الزواج، الذي يجعل كل طرف ينسى رغباته ويطلب راحة الآخر، ويكون هذا في كل أمور الحياة. فاهتم برغبات من حولك قبل رغباتك لتفرح بالابتسامة على وجوههم فيسعد قلبك.
7 لأَنِّى أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا. لَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هَكَذَا، وَالآخَرُ هَكَذَا.
8 وَلَكِنْ، أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ، إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. 9 وَلَكِنْ، إِنْ لَمْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا، لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ.
ع7: أنا شخصيًا أريد أن يكون الجميع مثلى غير متزوجين أي متبتلين، ومع ذلك أضع في اعتبارى أن كل شخص له قدراته الخاصة. فالواحد له موهبة أن يعيش مثلى بلا زواج والآخر له أن يتزوج.
ع8: أقول للذين لم يتزوجوا بعد أو الذين تزوجوا ولكنهم ترملوا، أنه حسن لهم إذا استمروا هكذا بدون زواج كما أعيش أنا متبتلًا.
ع9: مع ذلك فهذا الاستحسان للتبتل لا يرتقى إلى مرتبة الأمر، فإن لم يستطع هؤلاء أن يضبطوا ميولهم الطبيعية في حالة امتناعهم عن الزواج، فليتزوجوا لأن من الأفضل للمرء أن يتزوج عن التعب من مقاومة ميوله الطبيعية.
† إن لم تستطع أن تحقق البتولية الكاملة جسديًا، فلا تتضايق بل اسعَ نحو البتولية الروحية، أي يكون المسيح عريس نفسك تهتم بإرضائه في كل شيء قبل إرضاء نفسك أو الآخرين.
10 وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. 11 وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ.
ع10: عبارة أوصيهم لا أنا بل الرب لا تعني أن الآراء السابقة هي آراء شخصية للرسول بولس، بل تعني أن ما سيأتي سبق أن تحدث به الرب في إنجيله (مت5: 32). فقد أوصى الرب يسوع بأن لا تنفصل المرأة عن رجلها، وذلك حين كان على الأرض قبل صعوده للسماء، كما ورد في الأناجيل (مر10: 9، لو16: 18)، أي أوصى بثبات العلاقة الزوجية وحرم الطلاق إلا بسبب الزنا. إذًا فلم يعد أهل كورنثوس- الذين يكتب إليهم بولس الرسول - في حاجة إلى تعليم في هذا الأمر لأن لديهم تعاليم السيد المسيح.
ع11: إذا حدث أن فارقت المرأة زوجها لأي سبب آخر فلتلبث هكذا من غير زواج بآخر، وإذا لم تستطع أن تحيا بمفردها فلتسعَ من أجل الصلح معه. وهذا القول عن المرأة أقوله أيضًا عن الرجل، فلا يحاول أن يترك زوجته. وهكذا ففى حالات الخلافات الزوجية، الصلح هو الحل، وحتى في حالات الزنى إن سامح الطرف الآخر الطرف الذي زنا، يمكن أن يتصالحا ويعيشا معًا. ومن تعاليم السيد المسيح له المجد وتذكير الرسول بولس بذلك، أن الكنيسة لا تصرح بالطلاق إلا لعلة الزنا. وما زالت كنيستنا متمسكه بهذه الشريعة التي وضعها رب المجد حتى وقتنا هذا، فلا تعتمد أي طلاق إلا للعلة المذكورة.
† عندما تحدث اختلافات في الآراء ومشاكل بين الزوجين، فلا يصح الخصام أو ترك أحد الطرفين للبيت حتى لا يزداد الخلاف ويتدخل آخرون ويزداد التباعد ويبدأ التفكير في الإنفصال والطلاق بطرق غير مشروعة. فلنعطِ فرصة للمحبة والتفاهم والاحتمال وينظر كل واحد إلى فضائل الآخر وإلى أهمية المحافظة على كيان الأسرة وعدم إزعاج الأبناء.
12 وَأَمَّا الْبَاقُونَ، فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِىَ تَرْتَضِى أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ، فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13 وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِى أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا، فَلاَ تَتْرُكْهُ. 14 لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ؛ وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ، وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. 15 وَلَكِنْ، إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ، لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ. وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. 16 لأَنَّهُ، كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟
ع12، 13: في العصر الرسولي عندما يؤمن أحد الوثنيين المتزوجين ولم تؤمن زوجته الوثنية، ولكنها لا تريد أن تترك إرتباطها بزوجها، فليحتفظ بها، والعكس أيضًا إذا آمنت المرأة ورضى زوجها الوثني أن يبقى معها، فلتحيا معه في حياة زوجية طبيعية.
ع14: الطرف غير المؤمن عندما يحيا مع الآخر الذي آمن فإنه يتعلم منه الفضائل المسيحية، أي يتقدس فيه، وكذلك الأبناء يتعلمون من الأب المسيحي أو الأم المسيحية السلوك الروحي ويصيرون أنقياء وأطهار.
ع15: مستعبدا:
مضطرا للسكنى مع الوثني لأن الوثني يرفض البقاء مع الطرف الذي صار مسيحيا.إن المؤمن يمكن أن يعيش مع غير المؤمن إذا ارتضى الأخير ذلك. أما إذا رغب غير المؤمن أن ينفصل عنه، فليتركه الطرف المسيحي لأنه لن يستفيد من معاشرته، إذ أن الوثني مُصِرّ على سلوكه وحياته وليس هناك حب قوى يربطه بالطرف المسيحي فيقتدى بسلوكه ويتعلم منه.
ع16: إذا أمكن للطرفين المؤمن وغير المؤمن أن يعيشا في سلام، فلا يجب على المؤمن أن يفترق عن غير المؤمن لأنه قد يكون في حياتهما معًا فرصة مواتية لأن يخلص المؤمن غير المؤمن ويجذبه إلى الإيمان.
هذا التصريح الذي منحه بولس الرسول للمؤمنين في بداية انتشار الإيمان، قد مُنِحَ في ظروف خاصة كانت قائمة وقتئذ، ولكنها ليست للتطبيق في الوقت الحالي وبعد انتشار الإيمان، فالكنيسة لا تصرح بزواج مؤمن بآخر غير مؤمن عملًا بقول الكتاب: "لا تكونوا تحت نير واحد مع غير المؤمنين" (2 كو6: 14). ويرينا ذلك عمق الرباط الزوجى.
† إن الترابط بين أعضاء الأسرة الواحدة يجعلهم يتأثرون بسلوك بعضهم البعض. فاهتم بتصرفاتك وكلامك منفذًا وصايا المسيح لتخلص نفسك وتكون قدوة لمن معك، وحتى لو عارضوك أو استهزأوا بك أحيانًا فثق أن سلوكك الحسن يؤثر فيهم. لا تتهاون أو تيأس وصلِ لأجلهم.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
17 غَيْرَ أَنَّهُ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ هَكَذَا، لِيسْلُكْ، وَهَكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. 18 دُعِىَ أَحَدٌ وَهُوَ مَخْتُونٌ فَلاَ يَصِرْ أَغْلَفَ. دُعِىَ أَحَدٌ فِي الْغُرْلَةِ فَلاَ يَخْتَتِنْ. 19 لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئًا، وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئًا، بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ. 20 اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِىَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا. 21 دُعِيتَ وَأَنْتَ عَبْدٌ فَلاَ يَهُمَّكَ. بَلْ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَصِيرَ حُرًّا، فَاسْتَعْمِلْهَا بِالْحَرِىِّ. 22 لأَنَّ مَنْ دُعِىَ فِي الرَّبِّ وَهُوَ عَبْدٌ، فَهُوَ عَتِيقُ الرَّبِّ. كَذَلِكَ أَيْضًا الْحُرُّ الْمَدْعُوُّ هُوَ عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ. 23 قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيدًا لِلنَّاسِ. 24 مَا دُعِىَ كُلُّ وَاحِدٍ فِيهِ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، فَلْيَلْبَثْ فِي ذَلِكَ مَعَ اللهِ.
ع17-19: يوضح الرسول عدم أهمية الحالة الأولى التي كان فيها الإنسان قبل الإيمان. فسواء كان يهوديًا مختتنًا أو أمميا غير مختتن، المهم أن يسلك مسيحيًا بعد إيمانه ولا يحاول تغيير وضعه الجسدي بأن يختتن الأممى، لأن دليل الإيمان هو حفظ وصايا الله كما أعلن مجمع أورشليم عدم حاجة الأمم الذين آمنوا بالمسيحية للختان (أع15: 1-19، غل5: 2).
ع20، 21: كذلك لا تهم الحالة الاجتماعية للوثنى قبل الإيمان. فإذا كان عبدًا فلا يطلب منه كمؤمن أن يترك سيده، ولكن إذا أمكن له أن يصبح حرًا، ليغتنم هذه الفرصة (كان للعبد في ذلك الوقت أن يشترى حريته بأن يقوم بأعمال إضافية يأخذ عنها أجر ويضعه في هيكل أحد الآلهة إلى أن يتجمع مبلغ يوازى ثمن حريته فيتوجه سيده إلى الهيكل ويستلم هذا المبلغ من يد الكاهن فيصير هذا العبد حرًا).
ع22: عتيق:
أي حر في الرب.إن الذي دعى للإيمان في الوقت الذي كان فيه عبدًا، فهو في حقيقة الأمر قد صار حرًا حرية روحية، والإنسان الذي يكون من حيث وضعه الاجتماعي حرًا عليه أن يدرك أن الحرية الحقيقية هي في الخضوع للمسيح. فالحرية الحقيقية في كلتى الحالتين ليست هي الحرية الظاهرية، ولكنها حرية الروح من الخطية وخضوعها لله في عبادة مقدسة.
ع23: سواء كنتم عبيدًا أو أحرارًا من حيث وضعكم الاجتماعى، فأنتم عبيد للمسيح الذي اشتراكم ودفع عنكم ثمنًا غاليًا، وهو دمه الأقدس، فأنتم في جميع أوضاعكم عبيدًا أو أحرارًا ملك للمسيح، فلا تخضعوا لسلوك الأشرار وتستعبدوا لهم في التمثل بخطاياهم.
ع24: فليثبت كل واحد في الحالة التي كان عليها عند قبوله الإيمان، ولكن ليحرص أن يكون على الدوام قريبا من الله ويعيش وفق ما يرضى الله. وعمومًا فعلاج المسيحية للمشاكل الاجتماعية هو لأعماق المشكلة وليس لأعراضها الخارجية.
† لا تتضايق من أي نقائص أو ضعفات فيك لأن الله يكملها ويسندك، فلا تتعطل حياتك الروحية أو خدمتك لأن الله قادر أن يعمل بالقليل والضعيف حتى تشكره وتمجد اسمه القدوس.
25 وَأَمَّا الْعَذَارَى، فَلَيْسَ عِنْدِى أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ، وَلَكِنَّنِى أُعْطِى رَأْيًا كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا. 26 فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ، أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَـذَا: 27 أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الاِنْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28 لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّى أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ. 29 فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ، 30 وَالَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ، وَالَّذِينَ يَشْتَرُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَمْلِكُونَ، 31 وَالَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الْعَالَمَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَعْمِلُونَهُ؛ لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ،
ع25-26: أما بالنسبة للعذارى اللواتى لم يتزوجن فليس عندى وصية مباشرة من الرب. فالسيد المسيح عندما تحدث في أمر الزواج والطلاق لم يتطرق للحديث عن العذارى، ولكنى أعطى رأيًا كإنسان مختار من قبل الرب ومؤتمن على التعليم وأكتب سفرًا مقدسًا بإرشاد الروح القدس لأقوم بمهمة التعليم. فإنه لسبب ما نتعرض له في وقتنا هذا من متاعب وضيقات، فإنه من الخير للمرء سواء كان رجلًا أو عذراء أن يظل هكذا بدون زواج.
ع27: إن كنت مرتبطًا بزوجة لا تفارقها، وإن كنت لم تتزوج بعد أو سبق أن تزوجت ثم انفصلت عنها لأسباب سليمة، مثل انفصال زوجتك الوثنية عنك، فلا تتزوج.
ع28: إن لم تستطع ضبط نفسك في عدم الزواج، فليس خطأ منك إن تزوجت. وهكذا أيضًا بالنسبة للعذراء، فهي لا تخطئ في شيء إن تزوجت إذا كان البقاء على حالها كعذراء أمرًا يفوق إمكانياتها. ولكن عمومًا فإن ما أنصحكم به هو من باب الإشفاق عليكم مما قد تتعرضون له من مضايقات ومتاعب مرتبطة بالاضطهادات التي كانت على المسيحيين في ذلك الوقت، إذ أن المتزوجين سيقابلون ضيقا أكثر. فالحديث عن ظروف الاضطهاد في العصر الرسولي وليس عن البتولية عمومًا.
ع29: أقول لكم هذا أيها الإخوة، إن الوقت الذي نعيشه على الأرض قصير جدًا إذا قورن بالأبدية. لذا أنصحكم ألا تنشغلوا أكثر مما ينبغي بحياتنا الزائلة بل بواجباتنا الروحية التي تؤهلكم للأبدية، فلا يشغلكم الرباط الزيجى بمسئولياته فتعطونه كل وقتكم وكل قلوبكم، فيلهيكم عن واجبكم الروحي.
ع30: لا تشغلكم أيضًا أحزان أو أفراح العالم، لأن الفرح العالمى مهما عظم أو كبر هو فرح مؤقت، كذلك أحزان العالم ستنتهي يومًا. وأيضًا يجب ألا تشغلكم ممتلكات هذا العالم أو عظمة المركز والسلطة عن هدف سعيكم وجهادكم، وهو التمتع بالأمجاد الأبدية.
ع31: هؤلاء الذين يمتلكون كثيرًا من خيرات هذا العالم، عليهم ألا يخضعوا لإغراءاته وألا يسلموا أنفسهم لأهوائه وملذاته. فكل أمور هذه الدنيا ومظاهرها وأمجادها سرعان ما تنتهي وتزول، فلا تستحق أن نتعلق بها على حساب الأبدية التي يجب الإهتمام بها في المكانة الأولى.
† تذكر كل يوم أنه قد يكون آخر أيام حياتك، فتتوب وتستعد للأبدية وتحيا مع المسيح من خلال حياتك العادية، أي يكون هدفك في بيتك وعملك وكل علاقاتك أن تعرف الله وتظهره للآخرين.
32 فَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا بِلاَ هَمٍّ. غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِى الرَّبَّ، 33 وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِى امْرَأَتَهُ. 34 إِنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ، لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ، فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِى رَجُلَهَا.
35 هَذَا أَقُولُهُ لِخَيْرِكُمْ، لَيْسَ لِكَيْ أُلْقِى عَلَيْكُمْ وَهَقًا، بَلْ لأَجْلِ اللِّيَاقَةِ وَالْمُثَابَرَةِ لِلرَّبِّ مِنْ دُونِ ارْتِبَاكٍ.
ع32: أريد ألا تنغمسوا في مسئوليات الزواج الكثيرة، لأن غير المتزوج يستطيع أن يخصص كل اهتمامه في ما يرضى الرب إذ لا تشغله مطالب الحياة الزوجية.
ع33: أما المتزوج فيقل اهتمامه بالله، لأنه ينشغل بالاهتمامات العالمية التي تستنفذ جزءًا كبيرًا من وقته لكي يوفر الاحتياجات الأسرية للعيش في هذا العالم والتي ترضى امرأته.
ع34: الفرق بين المتزوجة والعذراء هو أن غير المتزوجة تستطيع أن تهب كل وقتها وجهدها فيما يرضى الرب، فتكون مكرسة جسدًا وروحًا له لأنها غير مرتبطة بمسئوليات تفرضها عليها الزيجة. أما المتزوجة فحياتها الزوجية تستلزم أن تنصرف إلى الإهتمام بما يرضى رجلها في كل ما يحتاجه منها.
ع35: وهقا:
ثِقْلًا.هذا ما أقوله من تمجيد لعدم الزواج والتحدث عن فضائل البتولية لا أقصد منه أن أثقل عليكم أو من أجل أن ألزمكم بالبقاء غير متزوجين مما قد يكون فوق طاقتكم. إننى أفضل أن نعيش حياة بعيدة عن الإرتباكات العالمية والمشاغل المادية التي يمكن أن تصرفكم عن عبادتكم الروحية، سواء كنتم متزوجين أو غير متزوجين.
† ليتنا نهتم بما فوق لا بما على الأرض، باحثين دائمًا عما يناسب أبديتنا.
36 وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْمَلُ بِدُونِ لِياقَةٍ نَحْوَ عَذْرَائِهِ إِذَا تَجَاوَزَتِ الْوَقْتَ، وَهَكَذَا لَزِمَ أَنْ يَصِيرَ، فَلْيَفْعَلْ مَا يُرِيدُ، إِنَّهُ لاَ يُخْطِئُ، فَلْيَتَزَوَّجَا. 37 وَأَمَّا مَنْ أَقَامَ رَاسِخًا فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ، بَلْ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى إِرَادَتِهِ، وَقَدْ عَزَمَ عَلَى هَذَا فِي قَلْبِهِ، أَنْ يَحْفَظَ عَذْرَاءَهُ، فَحَسَنًا يَفْعَلُ. 38 إِذًا؛ مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ، وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.
ع36: هذا الحديث موجه إلى بعض المؤمنين الذين يتزوجون بشرط الامتناع عن المعاشرة الجنسية بهدف التمتع بحياة البتولية، فيقول لهم: إن كان الرجل لا يتصرف مع من تعيش معه، كعذراء، بل كزوجته أي أنه يشعر بضرورة معاشرتها لعدم قدرتهما على ضبط نفسيهما، فليعاشرها، إنه لا يخطئ.
ع38: من عقد العزم بيقين في قلبه دون إجبار، وكان له قدرة وسلطان على إرادته أن يحفظ البتولية لزوجته، فحسنًا يفعل.
ع38: الرجل الذي يعاشر زوجته يفعل حسنًا ولا يخطئ في ذلك. أما الرجل الذي يظل بتولًا هو وزوجته وفقا لرغبتهما المشتركة ودون اضطرار، فهو يفعل أحسن. وهكذا تعلمنا الكنيسة في جهادنا الروحي، أن هناك وضع حسن ولكن يوجد وضع أحسن. فكل من يستطيع أن يقبل الأحسن فليقبل. ولكن كل حسب ما أعطى من موهبة، وما وصل إليه من قامة روحية.
39 الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلَكِنْ، إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ فِي الرَّبِّ فَقَطْ. 40 وَلَكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِى. وَأَظُنُّ أَنِّى أَنَا أَيْضًا عِنْدِى رُوحُ اللهِ.
ع39: المرأة المتزوجة مرتبطة بزوجها بحسب ناموس المسيح طالما كان زوجها حيا، ولكن إن مات رجلها فهي حرة لتتزوج بمن تريد على أن يكون الزوج متحدًا معها في الإيمان، فيتفق زواجها منه مع مشيئة الرب.
ع40: لكن بحسب رأيى أنها ستكون أكثر سعادة إن بقيت بدون زواج ثانٍ. ذلك أنى لا أتكلم من ذاتي لأن روح الرب الساكن في هو يرشدنى ويعطينى ما أقوله حتى لا أخطئ. فهو يسمح بالزواج بعد الترمل، ولكن يفضل عدم الزواج بعد الترمل كنوع من التعفف إذ يكفي الزواج الأول ويحيا باقي عمره منشغلًا بالله متعففًا عن العلاقات الجسدية ومشاغل الزواج.
† إن كل ما في العالم خلقه الله لك، استخدمه بحرية ولكن لا تنسَ هدفك وهو محبة الله، وعلى قدر ما تستطيع اكتفِ بأقل ما يمكن من الارتباطات العالمية في الطعام والشراب والملبس والعلاقات الزيجية، لكي ما تعطى وقتًا أكبر لحياتك مع الله وخدمتك له.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 8 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 6 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-07.html
تقصير الرابط:
tak.la/8r7dtnv