* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26 - 27
الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ
(1) رسولية بولس ونفقات معيشته (ع 1 - 6)
(2) الفاعل مستحق أجرته (ع 7-14)
(3) الخدمة تكليف إلهي لربح النفوس (ع 15-23)
(4) الجهاد إلى التمام (ع 24-27)
1 أَلَسْتُ أَنَا رَسُولًا؟ أَلَسْتُ أَنَا حُرًّا؟ أَمَا رَأَيْتُ يَسُوعَ الْمَسِيحَ رَبَّنَا؟ أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ عَمَلِى فِي الرَّبِّ؟! 2 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ رَسُولًا إِلَى آخَرِينَ، فَإِنَّمَا أَنَا إِلَيْكُمْ رَسُولٌ، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ خَتْمُ رِسَالَتِى فِي الرَّبِّ. 3 هَذَا هُوَ احْتِجَاجِى عِنْدَ الَّذِينَ يَفْحَصُونَنِى. 4 أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَأْكُلَ وَنَشْرَبَ؟ 5 أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً، كَبَاقِى الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا؟ 6 أَمْ أَنَا وَبَرْنَابَا وَحْدَنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ لاَ نَشْتَغِلَ؟
ع1: كان بعض الكورنثيين يشككون في رسولية بولس وبالتالي يمكنهم رفض تعاليمه. وهنا يؤكد بولس الرسول رسوليته بإثباتات، فيطرح عدة تساؤلات هي في الواقع تقرير للحقيقة، وهي أنه رسول للرب يسوع. فغاية بولس الرسول من إستفهامه "ألست أنا رسولًا" هي التأكيد على أنه رسول، ويثبت هذا في بقية العدد الأول والأعداد 2، 3.
أما إستفهامه الثاني "ألست أنا حرًا" يقصد أنه طالما هو إنسان حر، فله كامل الحقوق الرسولية مثل باقي الرسل، وهي أن يأخذ من الكنيسة نفقة كما سيأتي بعد. ثم يقدم الرسول الدليل الأول وهو أنه رأى الرب يسوع واستلم منه شخصيًا خدمته الرسولية، والدليل الثاني هو إيمانهم الذي هو ثمرة عمله الكرازى بينهم.
ع2: آخرين:
الذين أتوا إلى كورنثوس بعد ذهاب بولس منها ولم يختبروا رسوليته، فتشككوا فيها.إن كنت لست رسولًا بالنسبة للآخرين، فبالنسبة لكم أنا رسول، ويكفي دليلًا على صدق رسوليتى إيمانكم في الرب يسوع، وبذلك تكونون أنتم أنفسكم الضمان والتأكيد على ذلك. إن الختم هو الضمان الكافى لعدم زيف البضاعة المرسلة من جهة إلى أخرى.
ع3: هذا هو البرهان على صدق دعواى وما أدافع به عن نفسي لدى الذين يتحرون عن صدق رسالتى.
ع4: ألعنا ليس لنا حق أن نعيش على نفقة الكنائس التي أسسناها وخدمنا بها، بناء على قول المسيح "فأى بيت دخلتموه .. أقيموا في ذلك البيت آكلين وشاربين مما عندهم. لأن الفاعل مستحق أجرته" (لو10: 7)؟!
ع5: صفا:
أي بطرس.ألعلنا ليس لنا حق أن نجول للتبشير وبرفقتنا أخت مؤمنة كزوجة، نفقتها أيضًا على الكنيسة كسائر الرسل المتزوجين، الذين جالوا للتبشير وزوجاتهم معهم لخدمة أزواجهن ولتبشير النساء، وكذلك إخوة الرب أي أولاد خالته وهم يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا (مت13: 55)، الذين جالوا أيضًا مبشرين مع زوجاتهم؟
ع6: أم أنا وبرنابا وحدنا ليس لنا الحق في هذا، وعلينا أن نشتغل لنوفر احتياجات معيشتنا.
† إعرف حقوقك حتى تستخدمها لمجد الله. فليس من الخطأ أن تطالب بها ولكن مع مراعاة أن لا تخسر سلامك وتصطدم بالآخرين، فحقك في السلام أهم من الحقوق المادية.
7 مَنْ تَجَنَّدَ قَطُّ بِنَفَقَةِ نَفْسِهِ؟ وَمَنْ يَغْرِسُ كَرْمًا، وَمِنْ ثَمَرِهِ لاَ يَأْكُلُ؟ أَوْ مَنْ يَرْعَى رَعِيَّةً، وَمِنْ لَبَنِ الرَّعِيَّةِ لاَ يَأْكُلُ؟ 8 أَلَعَلِّى أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَإِنْسَانٍ؟ أَمْ لَيْسَ النَّامُوسُ أَيْضًا يَقُولُ هَذَا؟ 9 فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ مُوسَى: «لاَ تَكُمَّ ثَوْرًا دَارِسًا.» أَلَعَلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟ 10 أَمْ يَقُولُ مُطْلَقًا مِنْ أَجْلِنَا؟ إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنَا مَكْتُوبٌ. لأَنَّهُ يَنْبَغِى لِلْحَرَّاثِ أَنْ يَحْرُثَ عَلَى رَجَاءٍ، وَلِلدَّارِسِ عَلَى الرَّجَاءِ أَنْ يَكُونَ شَرِيكًا فِي رَجَائِهِ. 11 إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟ 12 إِنْ كَانَ آخَرُونَ شُرَكَاءَ فِي السُّلْطَانِ عَلَيْكُمْ، أَفَلَسْنَا نَحْنُ بِالأَوْلَى؟ لَكِنَّنَا لَمْ نَسْتَعْمِلْ هَذَا السُّلْطَانَ، بَلْ نَتَحَمَّلُ كُلَّ شَىْءٍ، لِئَلاَّ نَجْعَلَ عَائِقًا لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 13 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الأَشْيَاءِ الْمُقَدَّسَةِ، مِنَ الْهَيْكَلِ يَأْكُلُونَ؟ الَّذِينَ يُلاَزِمُونَ الْمَذْبَحَ، يُشَارِكُونَ الْمَذْبَحَ. 14 هَكَذَا أَيْضًا أَمَرَ الرَّبُّ: أَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَ بِالإِنْجِيلِ، مِنَ الإِنْجِيلِ يَعِيشُونَ.
ع7: يؤكد بولس الرسول إلتزام الكنيسة بنفقات معيشته، فيورد ثلاثة أمثلة توضح الإجابة. الأول مثل الجندى، فيقول لا يحق أن ينتظر من الجندى وهو يحارب دفاعًا عن بلده أن يعول نفسه، والثاني مثل الكرام فيقول أن الكرام ينفق على نفسه من نتاج كرمه، والمثال الثالث مثال الراعى الذي يقتات بلبن رعيته أو بثمنه.
ع8-10: لم أتكلم بهذا بحسب رأيى البشرى، بل الناموس الذي هو شريعة الله بلسان موسى يثبت أن للمبشر أن يعيش على نفقة الكنيسة، لأنه مكتوب في التوراة أن لا تضع كمامة على فم الثور وهو يدرس الحبوب لتمنعه من الأكل مما يدرسه (تث 25: 4). فهل الثيران تهم الله أكثر مما يهمه الإنسان؟ إن غاية الله من هذا الأمر تقرير مبدأ عام وهو "كل فاعل مستحق أجرته"، أي نفع الفعلة من الناس. فمن يحرث الأرض أو يدرس الحبوب له أمل أن يُكافأ على تعبه. والمكافأة على العمل تحث على الإجتهاد فيه.
ع11: إن كنا قد بشرناكم بكلمة الله القادرة على أن تقودكم إلى الحياة الأبدية، فليس بكثير علينا أن نأخذ منكم احتياجاتنا المادية لهذه الحياة الزمنية.
ع12: إقتنع مسيحيو كورنثوس بأنه يحق لغير بولس من معلميهم الآخرين أخذ النفقة منهم، ومن الظلم عدم القيام بنفقة بولس مع أنه أول من علمهم الإنجيل وفتح لهم باب الإيمان. ولكن بولس الرسول يقول لهم أنه ترك اختياريًا طلب ما يحق له، بل تحمل آلام الحاجة وتعب العمل اليدوى، لئلا يظن أحد أنه خدم الإنجيل طمعًا في الربح الدنيوى.
ع13: ألستم تعلمون أن اللاويين الذين يقومون بخدمة الهيكل ومساعدة الكهنة يقتاتون من تقدمات الشعب له كما أمر الله "أن عشور بني إسرائيل التي يرفعونها للرب رفيعة قد أعطيتها لللاويين نصيبًا". (عد18: 24-32)؛ والذين يقدمون الذبائح عليه، وهم الكهنة بنى هرون، يأخذون من كل ذبيحة جزءًا كما عين الله (عد18: 8-24).
ع14: هكذا أيضًا كما رسم الله من جهة خدام الدين في العهد القديم، أمر الرب يسوع المسيح في شأن خدام الدين في العهد الجديد أن يأخذوا نفقتهم من الشعب الذي يبشرونه، ولا يعملون عملًا ماديًا لتوفير احتياجاتهم (مت10: 10، لو10: 7).
لذلك يجب على المؤمن الإهتمام بتدبير الإحتياجات لرجال الدين والمكرسين، ليتفرغ هؤلاء لخدمتهم بلا انشغال.
† ليتك تهتم بمكافأة كل من يتعب في أي عمل لمساعدتك فتوفيه حقه كاملًا، ليس فقط بالمال بل بالتقدير والتشجيع، واعلم أن كل كبير أو صغير ممن حولك محتاج أن تعبر له عن محبتك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
15 أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَسْتَعْمِلْ شَيْئًا مِنْ هَذَا، وَلاَ كَتَبْتُ هَذَا لِكَيْ يَصِيرَ فِىَّ هَكَذَا. لأَنَّهُ خَيْرٌ لِى أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخْرِى. 16 لأَنَّهُ، إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِى فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَىَّ، فَوَيْلٌ لِى إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ. 17 فَإِنَّهُ، إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هَذَا طَوْعًا، فَلِى أَجْرٌ. وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ كَرْهًا، فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ. 18 فَمَا هُوَ أَجْرِى؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ، حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِى فِي الإِنْجِيلِ. 19 فَإِنِّى إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِى لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20 فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِىٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ، وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، كَأَنِّى تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، 21 وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّى بِلاَ نَامُوسٍ، مَعَ أَنِّى لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ، لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22 صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَىْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْمًا. 23 وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ.
ع15: أما أنا فباختيارى لم أستعمل حقى كرسول في الحصول على نفقة معيشتى، ولا أقصد مما أكتبه إليكم الآن أن أنال هذا الحق الذي رفضت باختيارى التمتع به، فإنى أفضل أن أموت من الفقر والجوع عن أن أغير مبدأى الذي أخذته على نفسي في خدمة الإنجيل وأفتخر به، وهو ألا أثقل على أحد.
ع16: ليس التبشير هو موضوع فخر بولس، وإنما التبشير بدون أجر هو سبب فخره فالذى يضطر الإنسان إلى عمله لا يمكن أن يكون سبب فخر له. فبولس قد قام بالتبشير لأن الرب يسوع أمره بذلك، ولو ترك التبشير لوبخه ضميره وأصبح معرضًا لغضب الله لمعاندته للدعوة السمائية.
ع17: لو كان تبشير بولس اختياريًا، لكان له استحقاق في الأجر. ولكن إن كان اضطرارًا لأنه أمر إلهي فهو وكيل مكلف بما يجب عليه عمله لموكله، وهو بذلك مضطر أن يخدم سيده بلا توقع ثواب.
ع18: يتساءل الرسول قائلًا: ما هو أجرى إذ أننى لم أتقاضَ أي أجر مقابل بشارتى بالإنجيل، ولم أستعمل الحق الذي منحه له الإنجيل كرسول؟
على هذا التساؤل يجيب الرسول بنفسه في الأعداد التالية، موضحًا أن هدفه هو ربح الجميع للمسيح.
ع19: بالرغم من أننى حر ولست عبدًا لأحد وليس لأحد سلطان على في شيء، بذلت جهدًا في خدمة كثيرين كما لو كنت عبدًا لهم لكي أرشد الجميع إلى المسيح.
ع20: الذين تحت الناموس
اليهود الدخلاء، أي الأمميين الذي تهودوا وتمسكوا وخضعوا للناموس.قد وافقت اليهود فيما لهم من سنن وعادات وفي أسلوب معيشتهم، فيما لا يتعارض مع عقيدتى المسيحية، لأكسب محبتهم فيؤمنون بتعاليمى وينالون الخلاص.
ع21: أما بالنسبة للأمم أي الوثنيين الذين ليس لهم ناموس مكتوب كاليهود، فلم أتبع شريعة اليهود كأنى بلا شريعة، مع أنى متمسك بشريعة المسيح ووصاياه التي هي أكمل من شريعة اليهود، وتعاملت مع الأمم بالشريعة الطبيعية وهي الضمير الذي في كل إنسان، وهو صوت الله الذي يقودنا للإيمان بالمسيح وتعاليمه.
ع22: الضعفاء:
هم الذين ذكروا قبل ذلك في نفس هذه الرسالة. وهم مؤمنون لكن ليس لهم معرفة تامة بتعاليم الإنجيل، وكانوا مترددين بين المحلل والمحرم من الأطعمة وحفظ الأعياد وما إليها من التعاليم الموسوية.يقول بولس الرسول أنه لم يوبخ الضعفاء على شكوكهم، بل تدرج معهم في التعليم بكل حكمة ولين لكي ينزع هذه الشكوك من قلوبهم. وبالإجمال يقول أنه ساير كل فئة في كل ما يتفق مع سلوكياتها التي لا تتعارض مع الإيمان القويم حتى يتمكن من قيادة الجميع إلى المسيح.
ع23: إنى أفعل كل هذا في سبيل البشارة بالإنجيل لأنال بركات الخدمة على الأرض ثم المكافأة الأبدية.
† ليتك تشعر بمن حولك وتشاركهم أفكارهم وحياتهم لتكسب قلوبهم. فكل إنسان محتاج لمن يشاركه، فتتمتع بذلك بصداقات قوية ويسهل تفاهمك معهم بل تستطيع أن تؤثر فيهم وتقودهم للحياة مع الله.
24 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ، جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلَكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هَكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا. 25 وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ شَىْءٍ. أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَىْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلًا يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلًا لاَ يَفْنَى. 26 إِذًا؛ أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّى لاَ أَضْرِبُ الْهَوَاءَ. 27 بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِى وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلآخَرِينَ، لاَ أَصِيرُ أَنَا نَفْسِى مَرْفُوضًا.
ع24: الجعالة:
المكافأة والتقدير.أنتم تعلمون مما تشاهدونه في الملاعب العامة أن الذين يجرون في ميدان السباق يجاهد كل منهم ليفوز بالجائزة، ولكن الذي يفوز بها واحد فقط. أي أن مجرد الجرى في الميدان لا يجعل المتسابق مستحقًا للجائزة، بل المثابرة في الجرى حتى يصل إلى الهدف فينال المكافأة.
ع25: كان على المجاهد في ميدان السباق أن يأكل ويشرب وينام بقانون وأن يمتنع عن الأطعمة الدسمة والخمر، وأن يكرس جزءًا كبيرًا من وقته للتمرين. كل ذلك لكي ينال الجائزة المخصصة للفائز في السباق، وكانت جائزة مادية تفنى مع الوقت أو حتى مع فناء الشخص. وأما من يجاهد روحيًا فينال إكليل البر الذي لا يفنى. وبالتالي فإن الإكليل الذي لا يفنى يستحق الجهد أكثر من الإكليل الزائل.
ع26: إذًا عليكم أن تتمثلوا بى، فأنا أسعى وأجرى نحو هدف واضح أمامي وهو كسب النفوس للمسيح، وأنا واثق من تحقيق الهدف. فأنا لا أجاهد باطلًا كالذى يلاكم الهواء فلا يستفيد شيئًا، أو كمن يلاكم الخصم ولا يصيبه إذ تأتي ضربته في الهواء.
ع27: إنى أسيطر على شهواتى الجسدية التي يمكن أن تقودنى إلى الكسل والترف وسائر الأهواء المحاربة للنفس، فلا أسمح لشهواتى الجسدية أن تستعبدنى بل أخضعها لقيادة الروح العامل فى، لكي بعدما بشرت الكثيرين لا يرفضنى الله من أجل تهاونى كما قال "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (فى2: 12).
† ليتك تثابر في جهادك الروحي كل يوم، فتتمسك بصلواتك وقراءاتك مهما كانت مشاغلك، وتحاسب نفسك كل يوم لتصحح أخطاءك، ولا تستسلم للخطية لأنك تعودتها منذ زمن طويل أو لأن الظروف تشجعك عليها، وفي جلسة الاعتراف كل شهر تجدد نشاطك وتواصل بحماس جهادك.
← تفاسير أصحاحات كورنثوس الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير كورنثوس الأولى 10 |
قسم تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير كورنثوس الأولى 8 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/corinthians1/chapter-09.html
تقصير الرابط:
tak.la/bqrn53y